رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الخامس

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الخامس

نتابع معاً عبر هذه السلسلة رائعة من أجمل الروايات رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الخامس كامل بداية من الفصل الحادي والأربعون مروراً ببعض الحلقات والأجزاء الخاصة والمشوقة في واحدة من أروع روايات روز أمين...عبر موقع شبابيك الثقافي العام.

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الخامس رواية قلوب حائرة الجزء الخامس رواية قلوب حائرة الجزء الثالث ياسين ومليكة رواية قلوب حائرة الجزء الرابع
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الخامس


رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الحادي والأربعون

بعد مرور شهر من واقعة الفيديو


صباح جديد مٌشرق داخل حديقة فيلا رائف، تجلس ثريا وتجاورها منال التي أبدلت من عاداتها اليومية وأعادت تأهيل نظام حياتها الكٌلي وبدأت بالتقرب من عز وأيضا الإهتمام بأدق تفاصيل أبنائها ومنزلها


وكل ذلك بفضل جلستها الصريحة مع ياسين التي كانت بمثابة صفعة إفاقة لها بعد إعتراف ياسين لها بأنها هي من دمرت علاقته بليالي،فقد قررت منذ قدوم عز الصغير أن تذهب يومياً مع زوجها وأبنائها لحضور سُفرة الإفطار ببيت رائف وذلك جبراً لخاطر تلك الثريا حتي لا تشعر أن منزلها أصبح خاوياً


إلتف الحضور حول المنضدة التي تتواجد عليها جميع أصناف الطعام المحببة لدي الجميع وبدأوا بتناول إفطارهم وبدأت منال بسكب مشروب الشاي لزوجها تحت إبتسامتها له، تناوله منها بإبتسامة حانية وشكرها،


نظرت لهما ثريا بقلبٍ سعيد مما تراه من بوادر راحة و هدوء علي وجه عز من إهتمام منال به ،إطمئن داخل ثريا من إتجاة عز وسعدت لتقربه بزوجته ودعت لهما الله أن يؤلف بين قلبيهما ويسعدهما ،ودعت أيضاً أن يرحم حبيبها الأول والأخير ورجلها الوحيد الذي لم تري عيناها سواه طيلة حياتها وحتي موعد مماتها حتي تلتقيه علي خير .


خرجت مليكة وهي تحمل الصغير بوجهٍ بشوش وسعيد تحركت إليهم ،أفلت أنس من فوق ساق طارق وجري عليها وأسرع وهو يهتف بسعادة:


_ عز باشا الصغير صحي .


نظر لهٌ الصغير وأشار بيده له بإبتسامتةِ العريضة الجذابة بعيونه الزرقاء الخاطفة للأنفاس ،


تحدثت مليكة وهي تنظر إلي أنس:


_صباح الفل يا أنوس، صاحي بدري ليه يا قلبي ؟


أجابها أنس وهو يتحرك بجانبها بحماس ويداعب أرجل الصغير:


_صحيت علشان ألعب مع عز .


وصلت إليهم قائلة بوجةِ بشوش:


_ صباح الخير .


إنتفض قلب ياسين لرؤية طفلهِ البريئ وأيضاً لرؤية مليكته التي غاب عنها ليلة أمس لمبيته عند ليالي،


إرتمي الصغير علي أبيه بسعادة وهو يلاغي ويهمهم له إلتقطهٌ ياسين بقلبٍ يتراقص وهو يٌردف:


_يا صباح الفل والورد علي أحلي عيون في الدنيا كلها


وأكمل بدلال وهو يقبلهْ:


_قلب بابي القمر إللي خلي حياة بابي جنة من وقت ما نورها .


ضحك الصغير بسعادة لدلال أبيه لهْ


كانت تشاهد زوجها وهو يٌدلل صغيرهما بسعادة وضعت يدها علي ظهرهِ وتحسسته بحنان قائلة:


_صباح الخير يا ياسين.


رفع بصره إليها بعيون مٌتفحصة لكل إنشٍ بوجهها الصابح وتحدث بحنان:


_صباح الفل يا حبيبي .


مد عز يده ليلتقط منه الصغير مٌداعباً إياه:


_حبيب جدو الندل إللي جري علي أبوه الأول.


حدثته منال بدعابة:


_أمال عاوزه يجي لك إنتَ قبل باباه ؟


حملت مليكة أنس وقبلته وهي تحدثه:


_ فطرت يا حبيبي ؟


أجابها بسعادة :


_نانا عملت لي الكورن فليكس بتاعي وأكلته وبابي خلاني أكلت بيضة ومش كٌنت حابب، بس هو وعدني إني لو أكلتها هيخرجني بكرة أنا وهو وحدنا .


ثم نظر إلي ياسين وتحدث:


_صح يا بابي مش إنتَ وعدتني ؟


إلتقطه ياسين من بين أحضان مليكة وأجلسه فوق ساقيه وتحدث بحب وهو يناوله قطعة توست مغطاة بالعسل ويقربها من فمه:


_ أكيد طبعاً بس لو حبيبي أكل قطعة التوست دي هحبه أكتر وهخرجه أكتر وأكتر .


إبتسم لهٌ الصغير وقضم الطعام بفمه من يد ياسين .


نظر لها بحب وحدثها:


_واقفة ليه يا حبيبي أقعدي .


جلست بجواره نظرت لها منال التي كانت تحتضن الصغير وتقبله بسعادة قائلة:


_ أخدتي ميعاد من دكتور عز علشان تروحي له قبل السفر يا مليكة ؟


هزت رأسها بإيماء وأجابت:


_أه يا طنط بكرة إن شاء الله وهروح أنا وليالي .


نظر عز إلي مليكة وتسائل:


_خير ماله حبيب جدو ؟


أجابته بطمأنة:


_ رايح متابعة علشان أسنانه يا عمو .


نظر طارق إلي ياسين وتحدث بحديث ذات مغزي:


_إنتَ ليه ماتفكرش تتدخل في المصالحة الفلسطينية ولم الشمل يا ياسين ؟


نظر إلي شقيقهِ بإستغراب فأكمل عز حديث طارق ساخراً:


_والله يا أبني عندك حق ما هو اللي يقدر يقنع الضراير يشتركوا في تربية إبنه ويخليهم رايحين جايين مع بعض هما وولادهم مش بعيد إنه يقدر علي الشيطان نفسه .


ضحك الجميع وتحدث طارق:


_ ده مش بعيد لو أتدخل في مباحثات السلام يخلي إسرائيل تنسحب من الأراضي الفلسطينية وتكتب للفلسطينيين إعتذار كمان،


ضحكت مليكة وضحك الجميع على خفة ظل عز اللامتناهية


فتحدثت ثريا:


_قل أعوذ برب الفلق يا حضرات .


حين أكملت منال:


_ إهدي أنتَ وأبنك كده وسيبوا إبني في حاله، ده أنا ماصدقت الأمور هديت وليالي ربنا هداها ونفسيتها بقت في السما من وقت ما بدأت تهتم بعز الصغير وكمان بدأت تحضر تمرينات ولادهم مع بعض هي ومليكة وجيجي


وأكملت بإهتمام وهي تنظر إلي عز:


_ المهم هنسافر شرم إمتي بالظبط علشان نجهز حالنا ؟


أجابها عز:


_ شوفي إنتي وثريا الوقت المناسب ليكم وأنا وياسين وطارق وعٌمر نظبط أجازاتنا بناءً عليه وأحجز لكم تذاكر الطيران .


نظرت منال إلي ثريا وتحدثت:


_إيه رأيك في بداية الإسبوع يا ثريا بيتهيأ لي مناسب للكل ؟


تنهدت ثريا وظهر الحزن فوق ملامحها وأردفت:


_ اللي تشوفيه يا منال .


إنفطر قلب عز حين شاهد ذلك الحزن المرسوم علي وجهها وتسائل:


_مالك يا ثريا ،فيه حاجة مزعلاكي ؟


نظرت إليه بحزن وأردفت:


_٠البنات مش عاوزين يسافروا معانا يا سيادة اللوا يسرا قالت لي إنها مش هينفع تيجي علشان شغل سليم مع إن ولادها زعلانين جداً ونفسهم ييجوا معانا زي عوايدهم،


ونرمين وأمورها إللي إتلغبطت ومبقتش عارفة جرالها إيه ، حتي زيارتها ليا لما منعتها وبقت يدوب تكتفي بالتليفونات ،لدرجة إنها لما بتوحشني أنا اللي بقيت أروح لها .


حزن عز لأجلها ونظر إلي ياسين وطارق اللذان ظهر حزنهما داخل عيناهم وأيضاً مليكة التي كست غشاوة من الدموع لأجل تلك الأم الحزينة قليلة الحظ،


نظرت مليكة لزوجها بألم أمسك يدها وربتَ عليها بحنان


ثم بادرَ بالحديث وهو ينظر إلي ثريا بحنان:


_ماتزعليش يا أمي، أنا هكلم يسرا وإعتبريها خلاص مسافرة معانا إن شاء الله


إنفرجت أساريرها قائلة بسعادة:


_ياريت يا ياسين هي بتحبك أوي وبتقتنع بكلامك وأكيد إن شاء الله هتوافق،


وأكملت بإنتشاء :


_وكلم نرمين هي كمان وأقنعها يا حبيبي .


نظر لأبيه ولطارق وتحدثَ ببرود:


_نرمين ما تضغطيش عليها يا أمي جايز يكون جوزها مابيرتحش في السفر معانا وبعدين نرمين من زمان وهي حابة تبعد فاياريت تسييها علي راحتها .


تنهدت بإستسلام قائلة:


_طب حاول معاها بردوا يا ياسين يمكن تقدر تقنعها هي كمان ؟


رد عز رافعً الحرج عن ياسين:


_ أنا هكلمها بنفسي يا ثريا .


إبتسمت لهْ بسعادة وتحدثت:


_مٌتشكرة أوي يا سيادة اللوا ربنا يخليك ليهم .


إبتسم لأجل سعادة حبيبته وهز لها رأسهٌ بإيماء .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد مرور إسبوع


كانت جميع العائلة متواجدة داخل فيلا بمدينة شرم الشيخ حيث إستأجر عز فيلتان بجانب بعضهما فيلا إلي ثريا ويسرا وزوجها وأطفال رائف


والفيلا الأخري لعائلته ومليكة المتواجدة بالطبع بجانب زوجها


كانت مليكة ويسرا وليالي وجيجي تَسبحن داخل المسبح الخاص بالفيلا


وجهت ليالي حديثها إلي يٌسرا بتساؤل:


_أخبارك إيه مع سليم يا يٌسرا ؟


أجابتها يٌسرا بسعادة:


_ الحمدلله يا ليالي سليم ده هدية ربنا ليا أنا وولادي .


ردت عليها مليكة:


_إنتي كمان إنسانة جميلة يا يٌسرا وتستاهلي كل حاجة حلوة .


إبتسمت لها يٌسرا بحنان


نظرت لها جيجي بتساؤل:


_ ياتري مبسوطة في أسوان يا يٌسرا وقدرتي تتأقلمي هناك إنتي والولاد ؟


أجابتها بإبتسامة:


_جدااااا يا جيجي بجد مش قادرة أقولك علي كم الراحة النفسية والهدوء اللي موجود في المدينة دي ،وده طبعاً يرجع لناسها الطيبين وقلوبهم الصافية إللي بتنشر حواليهم السلام النفسي للجميع .


نظرت ليالي إلي مليكة وتحدثت بإهتمام:


_مليكة الدوا بتاع عز المفروض يتاخد بعد شوية


إبتسمت مليكة وتحدثت:


_ ياسين عارف الميعاد وهيدهوله يا ليالي .


ردت بإهتمام:


_ خلاص أنا هطلع أشوفه وأتأكد أنه فاكر .


هزت لها رأسها بإيماء وأجابتها :


_أوك يا لي لي ومعلش أبقي إتأكدي إن طنط منال غيرت له البامبرز .


أمائت لها بإيجاب وخرجت من المسبح حين نظرت يٌسرا إلي مليكة وجيجي وتحدثت بإنبهار:


_هي مين إللي خرجت من شوية دي يا بنات ؟


ضحكتا إثنتيهم وأجابتها جيجي:


_ ليكي حق تستغربي طبعاً أنا عن نفسي ساعات بقعد متنحة قدامها وقدام تصرفاتها وأبقي مش مصدقة إللي هي بتعمله .


أجابتهم مليكة بحكمة:


_مستغربين ليه بس علي فكرة بقى، ليالي حد كويس جداً وجواها بذرة طيبة وأصيلة لكن كانت تايهة مش لاقية مرساها ،


والسبب في كدة طريقة نشأتها وتربيتها، واللي عقد الأمور أكتر مساندة طنط منال ووقوفها معاها طول الوقت معتقدة إنها بكدة بتحميها لكن للأسف وقوفها ده كان زي السد المنيع اللي زود الفجوة وبَعد بينها وبين ياسين ،


وأكملت بتفسير:


_لكن لما طنط منال بعدت وسابتها منها لياسين ،ياسين قدر يوجهها صح وهي أستجابت ،وده يدل علي معدنها الأصيل ونبتتها الصالحة .


نظرت يٌسرا إلي مليكة وتحدثت بفخر:


_إنتي إزاي جميلة أوي كده يا مليكة بحييكي جداً علي التصالح النفسي إللي جواكي ومخليكي واقفه قدامنا تدافعي عن ضرتك وتخلقي لها أعذار .


إبتسمت لها وأكملت:


_ دي شهادة حق يا يٌسرا ولازم أقولها .


تسائلت يٌسرا بإستفسار:


_طب وموضوع هوسها بالشوبينج وعمليات التجميل نسيتها هي كمان ولا إيه ؟


ضحكت مليكة وأجابتها:


_لا طبعاً مبطلتش لان ده طبع وخلاص إتطبعت بيه ومن المستحيل نسيانه لكن بصراحة خفت عن الأول كتير وأجمل ما في الموضوع إنها قدرت توازن حياتها


وأكملت مٌفسرة:


_بمعني إنها بتعمل الحاجات إللي بتسعدها وتبث الثقة في نفسها وفي جمالها وفي نفس الوقت بتابع تمرينات ولادها وبتقعد معاهم تشاركهم إهتمامتهم،


ده غير إهتمامها بعز الصغير إللي خلي نفسيتها في السما وكل ده خلي ياسين يبص لها بنظرة تانية وبقي يعاملها بطريقة مٌرضية جداً بالنسبة لها وده حسن كتير من نفسيتها وأداها ثقة بنفسها بعد ما كانت بدأت تدخل في إكتئاب .


بادرت جيجي بسؤال مليكة بإهتمام:


_ بس بصراحة كدة يا مليكة وبدون زعل مبتغريش جواكي من فكرة إن فيه ست تانية بتشاركك جوزك ؟


أجابتها بصدق:


_أبقي بكذب عليكي لو قولت لك الموضوع عادي بالعكس الموضوع صعب جداً بل ومميت علي الأقل بالنسبة لي لدرجة إن فيه أيام ياسين بيكون بايت فيها عند ليالي بقضيها طول الليل صاحية ودموعي علي خدي وبموت من مجرد فكرة إنه مٌمكن يكون نايم جنبها وواخدها في حضنه ،


وأكملت بيقين وإيمان:


_لكن برجع أستغفر ربنا وأقوم أتوضي وأصلي وأسأل ربنا الثبات وأدعي له أنه يقويني علشان أقدر أقف جنب جوزي ونربي ولادنا في جو هادي ومريح وسبحان الله ربنا فعلاً بيربط علي قلبي وبهدي وبقدر إني أكمل


وأكملت بتعقل ويقين:


_فيه ناس بتتكتب عليهم ظروف معينة ولازم يتقبلوها ويكملوا في طريقهم علشان الدنيا تستمر .


وأكملت بإبتسامة عشق:


_وبصراحة بقي ياسين راجل يجنن ومفيش زيه حنين ورومانسي لأبعد الحدود ،


وبيعاملنا إحنا الإتنين بما يرضي الله ومدي لكل واحدة حقها فيه كأنها هي لوحدها إللي مراته،


يعني أنا مثلاً عمري ما حسيت إن حقي في ياسين ناقص بالعكس ، غير بس موضوع إنه بيبات عندها وده مٌمكن نمشيه ونعتبر إنه بيكون عنده شغل مثلا أو مسافر وأهي الدنيا بتمشي .


كانت يٌسرا وجيجي تستمعان لها بإحترام وإعجاب علي عقليتها المتزنة وسلامها النفسي والداخلي .


أما ليالي التي وقفت تحمل الصغير بحب وسعادة وهي تداعبه وبدوره الصغير يهمهم لها بسعادة مٌمسك بوجهها بحب وذلك بعدما أعتطه الدواء الخاص بتقوية العظام ليساعدة في بروز أنيابه ،


إقترب منها ياسين وحاوطها بذراعه بإهتمام وحب قائلاً :


_إيه يا حبيبتي منزلتيش المايه ليه ؟


أجابته بسعادة وهي تهدهد الصغير:


_ الولد الشقي ده وحشني وقولت أقعد ألاعبه شوية


إبتسم لها وأكملت وهي تطلق تنهيدة مٌحملة بالأثقال:


_ تعرف يا ياسين أنا أكتشفت إني ضيعت مني فرص ومشاعر حلوة أوي كان ممكن أعيشها مع ولادي وأكتشفت كمان إني كان ممكن أعمل كل اللي نفسي فيه وفي نفس الوقت أتابع ولادي وأقرب منهم .


إبتسم لها وأكمل ليخفف عنها:


_وأديكي يا ستي بتعوضيه في الأستاذ عز،


ثم غمز لها بعينه وأكملَ:


_ وعلي فكرة بقي إحنا لسه فيها إيه رأيك نجيب لنا نونو جميل كده ونعيش معاه إللي فاتنا كله .


ضحكت بسعادة وأجابته:


_ماخلاص يا ياسين الوقت فات وعدي .


أجابها بمداعبة:


_مين قال كده دانتي لسه في عزك ومجدك يا ليالي هانم .


نظرت له بحب وعيون سعيدة وتحدثت:


_ حقيقي يا ياسين لسه بتشوفني حلوة بعيونك زي زمان .


أجابها بإبتسامة حنون:


_مش أنا بس إللي بشوفك حلوة ياليالي، الدنيا كلها بتشوفك أجمل ست في الكون ده كله لإن إنتي فعلاً كده .


تنهدت بإنتشاء وسعادة ودبت بروحها الثقة من جديد من حديث زوجها العذب لها .


بعد قليل كان جميع الرجال يقفون بالحديقة أمام المشاعل الخاصة بشواء اللحوم كان ياسين مٌمسك بيده مروحة التهوية ويحركها بحرفية فوق اللحوم لإكمال عملية نضوجها ،


أما النساء كٌن يجلسن حول طاولة الطعام الطويلة المرصوص فوقها بعض أنواع المٌقبلات والسلطات ينتظرن رجالهن ليحضروا لهنَ الطعام


أمسكت مليكة بعض الخبز وغرسته داخل صحن به سلطة الطحينة وأكلتها .


وجهت ثريا لها الحديث:


_ أصبري يا حبيبتي لما يخلصوا المشاوي وكلي بالمرة .


أجابتها :


_جعانة جداً يا ماما وبجد مش قادرة أصبر .


أمائت لها بتفهم قائلة:


_ده من الرضاعة يا حبيبتي .


كان ينظر إلي مليكته التي دائماً وأبدا تٌشغل باله وتفكيرة وجدها تلتهم بعض الخبز مما يدل علي جوعها الشديد،


إلتقط بعض قطع اللحم وصوابع الكٌفتاء ووضعهم سريعاً داخل صَحن وأسندَ مٌهمتهْ إلي طارق وذهب مٌسرعً إليها .


إقتربَ عليها وتحدث:


_إيه يا ماما للدرجة دي جوعناكي ؟


إبتلعت لُعابها وهي تنظر لما بيده وتحدثت:


_ جعانه أوي يا ياسين .


وضع الصَحن سريعاً أمامها وبدأت هي بإلتهام الطعام بشهية مفتوحة


حين تحرك عٌمر إليه ووضع يده في جيب بنطاله قائلاً بإعتراض مٌصطنع:


_هي بقت كده يا باشا حتي الكٌفتة لما بقت بالوسايط في البلد دي .


إنفرط الجميع من شدة ضحكاتهم علي كلمات عٌمر


حين وضع ياسين يده فوق كتفه ونظر له نظرة ذات معني وأجابه بدٌعابة:


_ أه بقت كدة يا حبيبي عند سيادتك أي إعتراض ؟


رفع يداه مُستسلماً وأجابه:


_وأنا أقدر يا باشا وحش المخابرات يعمل إللي هو عاوزة وأحنا نشجع ونصفق تصفيق حار كمان .


رد ياسين:


_أيوة كده يا حبيبي أظبط الأداء .


ثم نظر إلي حبيبته وهي تأكل بشهية مفتوحة وتنهد بسعادة .


تمللت أيسل بدلال وتحدثت إلي والدها:


_ يلا بقى يا بابي أنتوا جوعتونا أوي أنا كمان جوعت كتير .


تحدث وهو يتحرك إلي مكان الشواء:


_ حالاً يا قلبي الأكل هيكون جاهز .


وبعد قليل كان الجميع مجتمع فوق الطاولة يتناولون طعامهم ويتسامرون بالأحاديث الشيقة


تحدثَ عز إلي سليم:


_أخبار السياحة في أسوان إيه يا سيادة القبطان ؟


أجابه سليم بإحترام:


_الحمدلله يا سيادة اللوا السياحة مريحة


حالياً لإننا في الصيف وأسوان معروف موسم الشغل فيها بيكون في الشتا،


وأكملَ:


_ إن شاء الله أجازة الشتا هتقضوها معانا في أسوان ومش هنقبل أعذار طبعاً .


أماءَ له عز برأسه ثم نظر إلي يٌسرا بحنان قائلاً:


_وحشتيني أوي يا يٌسرا وبجد بٌعادك فرق معايا جداً وأفتقدت صباحك وفنجان القهوة إللي كنت بشربه من إيدك،


وأكملَ بحب:


_بس عزائي الوحيد إنك عايشة مبسوطة مع راجل محترم صاينك وصاين أولادك وهقول إيه هي دي سنة الحياه .


وضعت ثريا يدها علي يد إبنتها الجالسة بجوارها وأبتسمت لها بحنان نظرت لها يسرا وقبلت يدها ثم نظرت إلي عمها وتحدثت:


_ تسلم لي يا حبيبي أنا كمان والله مفتقداكم كلكم بس زي حضرتك ما قولت سنة الحياة.


تحدثت ليالي:


_ياريت كانت نرمين هي كمان جت كانت لمتنا كملت .


تنهد عز وتوجعت ثريا وأكملا طعامهم جميعاً وسط الاحاديث المثمرة .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد قليل كان ياسين يقف أمام البحر توجهت يٌسرا إليه وتحمحمت خجلاً ثم تحدثت:


_أنا متشكرة جدا يا ياسين إنك سمحت لي أجي معاكم أنا وولادي الرحلة دي لأني بجد كنت محتاجة أحس إني لسه ليا مكان وسطكم مع إني عارفة إنك لسه زعلان مني .


نظر لها بإبتسامة حانية وتحدث:


_تبقي متعرفيش غلاوتك عندي ولا تعرفي إنتي إيه بالنسبة لي يا يٌسرا،


يا بنتي إنتي مش بنت عمي وبس إنتي فعلاً أختي ،


وأكملٌ مٌفسراً:


_أنا بس زعلت منك وقتها علشان متعود منك دايماً علي الصراحة والوضوح ماتوقعتش الموضوع مش أكتر،


وأكمل بأسي:


_واللي ضايقني أكتر إن موقفي مع مليكة كان وحش جداً إنتي متخيلة ظابط مخابرات مراته تكتشف فيديو علي تليفونه كله إهانة وسب لشرفها والمفروض إن أنا أقف وأبرر لها إن جوزها سعادة ظابط المخابرات إللي خاربها مش عارف محتوي فيديو موجود علي تليفونه !


بجد موقفي كان وحش جداً قدامها حتي مليكة شكت إني عارف الكلام وساكت وبرغم إني زعلت منها وقتها وعنفتها، إلا إني عذرتها في تفكيرها لأنه مش من المنطقي إني أكون مش عارف محتوي فيديو موجود علي تليفوني !


ثم زفر بضيق وأكملَ:


_ما علينا إنسي إللي حصل وخلينا ننبسط بأجازتنا ونصفي فيها ذهننا المهم يا حبيبتي طمنيني عليكي أخبارك إيه مع سليم ؟


إبتسمت علي ذكر إسم فارسها النبيل وبدأت بقص أخبارها لأخيها الذي لم تلدهٌ أمها .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


ليلاً


كانت تتمشي هي وعاشق عيناها علي شاطئ البحر


فتحدثت وهي تنظر لهٌ بهيام:


_بتحبني يا ياسين ؟


بادلها نظرتها وأجابها :


_إيه السؤال الغريب ده يا مليكة أنتي أكيد عارفة الإجابة من غير ما أقولها .


أجابتهٌ بعشق:


_ عارفاها بس دايماً بحب أسمعها وأشوف شفايفك وهي بتنطقها


أجابها:


_ وأنا عمري ما هبطل أقولها يا مليكة وحتي لو الظروف اللي حوالينا منعتني أقولها لبعض الوقت بشفايفي أكيد هتشوفيها وتحسيها في نظرة عيوني ليكي


تحدثت إليه وهي تشدد من إحتضانها لذراعه بتملك:


_أنا أمتي حبيتك الحب ده كله ،أمتي درجة عشقي ووله حبي ليك وصل للمرحلة دي ؟


وأكملت:


_تعرف يا ياسين إن حبك خلاني أفكر وأسأل نفسي هو أنا فعلاً حبيت قبلك ؟


وإجابتي علي نفسي كانت أكيد لاء لأن المشاعر والأحاسيس اللي بحسها في حبك عمري ما عيشتها غير وأنا في حضنك ومعاك وبس .


كانت عيناه تطلق لمعة بارقة من شدة سعادته بعشق مليكته التي وأخيراً إمتلك كل جوارحها وما فيها


تنهد بإنتشاء وتحدث بسعادة:


_أقول لك علي سر ؟


هزت رأسها بإيماء فأكمل هو:


_ زمان قبل ما ربنا يرضي عليا ويجعلك من نصيبي ويرجعك لحضني ،كنت بدعي له إن يكون لي نصيب فيكي وتقفي قدامي وتقولي لي بحبك يا ياسين وأشوف جوة عيونك درجة من العشق محدش غيرنا قدر يوصل لها


وأكملَ بعيون عاشقة:


_ وكنت بقول لربنا إني مٌستعد بعد اللحظة دي أسلم روحي للموت وأنا راضي جداً ومبسوط


نطقت سريعاً:


_بعد الشر عنك يا حبيبي.


وأكملَ هو بعيون عاشقة مغيمة بغشاوة دموع حنين وإبتسامة هادئة:


_ لكن الوقت باستسمح ربنا وبدعي له إنه يديني عمرين علي عمري علشان أعيشهم جوه حضنك


وأكملَ:


_حبك خلاني أطمع في الدنيا وأتمسك أكتر بيها يا مليكة .


إبتسمت لهٌ بحنان وعيون عاشقة:


_بحبك يا ياسين بحبك وكل يوم بحبك أكتر لدرجة إني مش عارفة هوصل بحبك لفين تاني .


إبتسم وتحدث إليها بدعابة:


_طب يلا بينا نرجع علشان كلمة تانية منك وجوزك المحترم الهيبة ده هيتقبض عليه بتهمة فعل فاضح في الطريق العام


ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتحركت بجانبه عائدين حيث تجمع عائلتهم .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في صباح اليوم التالي .


عند شريف وعلياء كانت تستقل بجانبه السيارة وهي تحتضن طفلها الرضيع بعناية في طريقهما إلي سٌهير ليعطياها الطفل ويذهبان هما لأعمالهما


تحدثت علياء بإعتراض مٌصطنع:


_يعني كان لازم يا حضرة الباشمذيع المحترم تقبل بشغلك في القناة التلفزيونية دي ؟


وأكملت:


_ ما كنا مرتاحين ومكتفيين بشغلك في الإذاعة بالليل الوقت سيادتك بقيت بتشتغل صبح وليل ،


وبدل ما كان زمانك قاعد الصبح بكارم بقي الولد متشحطت معانا ورايح جاي عند ماما إللي إحنا مغلبينها معانا .


نظر لها بإستنكار وتحدث :


_قاعد بكارم تكونيش فاكرة نفسك متجوزة دادة فلبينية ،


ثم أكملَ مٌداعباً إياها:


_ ثم أنا ليه شامم ريحة قر ونبر من بين كلامك ؟


تحولت هيئتها وحدثته :


_قرررر وأنا أقر عليك ليه إن شاء الله ناقصة شغل ولا يمكن ناقصة شغل أصبر عليا بس كام سنة كده وأنا هوريك إسم علياء المغربي هيكون إيه في عالم المحاماة.


أجابها بدعابة:


_ أديني مستني يا حضرة المحامية الواعدة يعني إحنا هنروح من بعض فين ، وبعدين علي فكرة بقي ماما ما صدقت تشريف الاستاذ كارم ليها كل يوم،


ده اليوم اللي مبيكونش عندك شغل فيه وتقعدي بيه في البيت بيحصل لها إكتئاب.


إبتسمت بحب وتحدثت بنبرة صادقة:


_ طنط سٌهير دي حنية الدنيا كلها فيها بجد يا شريف أنا وكارم محظوظين جداً بوجودها في حياتنا.


أجابها بدعابة:


_يعني إنتي وأبنك محظوظين بيها هي بس يا حضرة الباشمحامية ؟


فكت حزام أمانها وإقتربت منه ووضعت يدها فوق وجنته وقربت شفاها من شفاه ووضعت لهٌ قٌبلة جانبية


نظر لها بحب وتحدث:


_ تعرفي إنك أجمل حاجة حصلت لي في حياتي كلها .


نظرت لهٌ بعيون عاشقة وتحدثت:


_ وأنتَ أجمل حلم حلمته ونسجت خيوطه من خيالي وعيشت جواه، وفجأة الزمن رضي عليا وقرر يهديهولي.


ورجعت مكانها وساعدها هو بربط حزام الأمان لأمانها هي وطفلهْ ونظر لها بعيون عاشقة وتحدث :


_بحبك يا عاليا .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل مدينة شرم الشيخ .


كان يجري وينظم أنفاسه وسط جميلتيه وهم يمارسون رياضة الجري منذ الصباح ثم توقفوا جميعاً وبدأوا بالرجوع إلي مسكنهم


لف ذاعيه حول خصر إثنتيهم بتملك ونظر لهما وتحدث مٌداعبً إياهم:


_ هو فيه كده طب بذمتكم مش أنا أكتر راجل محظوظ في الدنيا دي كلها متجوز أجمل وأشيك وأرق إتنين ستات في الدنيا .


إبتسمت إثنتيهم برضا وتحركا بجانبه حتي وصلا لمقر الفيلا وجدوا الجميع يجلسون بإنتظارهم ليتناولون وجبة الفطار


قبل إنتهاء الأجازة بيوم كان الجميع يجلس ليلاً يتسامرون ويتبادلون الاحاديث وفجاة أتت يٌسرا علي عجل ويبدوا علي وجهها القلق


جلست بجوار والدتها وتحدثت:


_ ماما


نظرت لها ثريا بقلق فأكملت يٌسرا:


_علي إبن نرمين تعبان أوي .


إنتفضت ثريا وأرتعب داخلها علي حفيدها وسألتها:


_تعبان إزاي يا يسرا ؟


نزلت دموع يٌسرا وتحدثت:


_معرفش يا ماما أنا كنت بكلم نرمين بطمن عليها لقيتها منهارة وقالت لي ان الولد سِخن جدا منهم من يومين وجريوا بيه علي المستشفي وبعد التحاليل والأشعة قالو لها ان الولد عنده مرض نادر ومحتاج عملية ويغير دمه كله والعملية مكلفة جداً هتتعدي ال 30 مليون ولازم تتعمل في ألمانيا .


وقف عز وتحدث إلي ثريا مٌطمئناً إياها:


__متقلقيش يا ثريا أنا مش هسيبها، وهسفر لها الولد حتي لو اضطريت إني أبيع كل ما أملك ،


ثم حولَ بصره إلي ياسين وطارق وتحدث:


_ياسين إحجز لنا طيارة علشان هنرجع إسكندرية النهاردة


وأنت يا طارق أعمل "cash out" حالاً


وقفت منال سريعاً وأتجهت إلي ثريا الباكية وأخذتها داخل أحضانها وطمئنتها:


_متقلقيش يا ثريا ان شاء الله الولد هيبقي كويس .


أما مليكة التي تملكها الشعور بالرعب والذنب بدأ يتأكل من قلبها خوفً من فكرة أن يكون هذا هو رد دعوتها وحقها من نرمين،


نعم هي لجأت إلي الله ودعته من حرقة قلبها وشعورها بالظلم والإفتراء الذي وقع عليها منها ولكنها لا تريد إية إيذاءً لأحد وخصوصاً ذلك الطفل الجميل التي تكن له معزة خاصة.


صعد لها ياسين غرفتها وهي تلملم أشياء أطفالها إستعداداً للمغادرة وقف بجانبها وتحدث:


_أنا عارف إنها ظلمتك بس بطلب منك تسامحيها علشان خاطر الولد وتدعي له وياريت متزعليش مني لأني هروح لها وهقف معاها علشان في النهاية دي أختي ومش هينفع أسيبها لوحدها في ازمتها .


حدثته بتفهم :


_أكيد مش هزعل منك يا حبيبي دي بنت عمك وأختك ووقوفك جنبها واجب عليك وصدقني أنا من وقت ما عرفت وأنا بدعي ربنا يشفيه لأنه طفل بريئ و ملوش ذنب يدفع فاتورة أخطاء وذنوب أمه


أخذها داخل أحضانهْ وقبل جبهتها بحب .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


صباح اليوم التالي كان الجميع مٌجتمع داخل المشفي المتواجد به الطفل والكل يواسي نرمين المنهارة حزنً علي طفلها


كان عز يحتضنها ويواسيها


أتي أليها ياسين ووقف بقبالتها يتقطع لدموع عيناها ونظرتها المٌرة،


مد يدهٌ وقبل رأسها وحدثها بحنان:


_متخافيش يا حبيبتي ومتشليش هم أنا عملت إتصالاتي والولد هيسافر بكرة لألمانيا يتعالج علي حساب الدولة .


أمسكت يده وتحدثت بإمتنان:


_ربنا يخليك ليا يا ياسين أرجوك خليك معايا ومتسبنيش .


ربت علي يدها وحدثها بحنان وأطمئنان:


_ مش هسيبك يا حبيبتي متقلقيش


ربت أباه علي ظهره وهز لهٌ رأسه برضا


أما طارق فقد أتي هو الاخر ووقف جانبها وهدأها حتي ولو كانت سبباً في موت صديقه وأخيه إلا انها لاتزال شقيقته الغالية


وبالفعل أخذت نرمين وزوجها طفلهما وسافرا بصحبة ياسين ويٌسرا التي رافقت شقيقتها حتي لا تدعها وحيدة ضل ياسين معهم لمدة يومان حتي إطمئن علي كل الترتيبات ورجع إلي الأسكندرية من جديد ليباشر عملهْ


بينما ضلت نرمين وزوجها ويٌسرا وأجري الطفل كل مايلزم حتي يعود كالسابق وبالفعل تعافي الصغير ولكن طلب منهم الأطباء المكوث به شهراً أخر للنقاهة والمتابعة


إضطر مٌحمد أن يعود إلي الأسكندرية لمتابعة وظيفته وذلك بعدما إطمئن علي طفله وتأكد من شفائهٌ التام وبقيت يٌسرا مع نرمين


كانت نرمين تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول


تحدث مٌحمد مٌتيمً:


_يلا بقي إرجعي يا قلبي إنتي وحشتيني أوي .


أجابته بحب وأبتسامة:


_خلاص يا حبيبي هانت الدكتور قال لي هعمل لك شوية فوحصات بكرة للتأكيد وإن شاء الله بعد بكرة هنسافر .


وتنهدت بإرتياح:


_يااااه يا محمد كان كابوس وعدي الحمدلله أنا كان ممكن يجرالي حاجه لو علي بعد الشر


لم تكمل وتحدث هو :


_الحمدلله يا حبيبتي أهم حاجة إن علي بقي كويس .


حدثته بتفكر :


_أه يا محمد بالمناسبة أوعي تنسي تبعت تجيب الشغالة من عند ماما علشان تلحق تنضف البيت كويس قبل ماأجي زمانك يا روحي قلبته لي .


تحدث علي عجل:


_ حاضر يا نرمين حاضر أنا هقفل بقي يا حبيبتي علشان تعبان جداً وعاوز أنام .


أجابته بحب:


_تمام يا حبيبي تصبح على خير يا قلبي .


أجابها:


_ وإنتي من اهله يا روحي .


تحركت ونست أن تٌغلق الجهاز دلفت يٌسرا من باب الغرفة وكادت أن تتحدث إليها


إلا أن إستمعا لصوت مٌحمد وهو يتحدث لإحداهما يبدو وكأنه هو الأخر غفل عن قفل جهازه


مٌحمد بدلال:


_تعالي يا موزة قلبي قفلت معاها خلاص


تحدثت إحداهن بضيق :


_يا ساااتر أنا مش فاهمة إنتَ مستحمل التقلة دي إزاي دنا مش متحملة أقعد في ببتها يوم واحد وحاسة إن ريحتها في البيت كاتمة علي نفسي .


أجابها بوقاحة:


_جري أيه يا موزة هو أحنا هنقضي طول الليل نتكلم في سيرة بنت الاكابر، ماخلاص، تعالي بقي نقول الكلمتين بتوعنا ونعيش لنا يومين دلع قبل ماتيجي وتكتم علي نفسي من جديد .


ضحكت بدلال وحدثته :


_يعني أنت هتغلب يا مودي ماأنت كمان بتمشي حالك يا حبيبي ويمكن ياسيدي تيجي تقعد بإبنها عند أمها وربنا يكرمنا بأسبوع زي اللي قضته في أسوان قبل كده ونعيش ونتدلع فيه .


كانت تستمع لصوتهما بذهول وهي تهز رأسها بعدم تصديق إلي ما إستمعته أذناها للتو ،


وأيضاً يٌسرا التي أصابها الذهول ،


جرت علي الشاشة تنظر بها كالمجنونة لم تري شيئاً لبعدهما عن مكان الكاميرا لكنها إستمعت لما هو أفظع من المشاهدة إستمعت لزوجها وهو يتغزل بمفاتن إمرأة أخري بكل وقاحة وبذائة.


جرت يُسرا وأغلقت الجهاز لترحم شقيقتها مما تستمع إليه


نظرت نرمين لها بذهول وتحدثت:


_ يٌسرا قولي لي إن أنا في كابوس وإن اللي أنا سمعته ده مجرد هزيان ملوش وجود غير في دماغي وبس.


هزت يٌسرا رأسها وتحدثت:


_ للأسف يا نرمين محمد طول عمره وهو كده لكن إنتي اللي كنتي طول الوقت بتغالطي نفسك وتخدعيها وتحاولي تلاقي مبرر لتصرفاته اللاأخلاقية


وللأسف بدل ماتواجهي الحقيقة وتقفي في وشه وتحاولي تعرفي إيه هي أسبابه وتقوميه من جديد أتهمتي مرات أخوكي البريئة بأبشع تهمة وأخدتي جوزك وهربتي وعملتي زي النعامة وحطيتي راسك في الرمل علشان ماتواجهيش الحقيقة


بكت نرمين وتحدثت بجنون:


_إنتي شمتانة فيا يا يٌسرا ؟


جرت عليها وضمتها إليها بحنان وتحدثت:


_ أنا يا نرمين هشمت فيكي ده أنا ربنا يعلم قلبي بيتقطع علشانك إزاي أنا بس بعرفك حقيقة الندل إللي إنتي متجوزاه علشان متزعليش وتنزل دموعك علي حد ما يستاهلش.


تحدثت نرمين بتيهة:


_ الندل الحقير سايبني هنا بإبنه لوحدي وداير يعط مع الاشكال الزبالة اللي زيه هو ده رد جميلي عليه ، دأنا من يوم ماأتجوزته ماخلتهوش إتحمل مسؤلية حاجة حتي البيت اللي روحناه لما جينا نشتريه وفلوسه مكفتش روحت لرائف وهو كملي ،هدومي وكل أحتياجاتي أنا وأبني أنا اللي بجبهم من فلوسي حتي إحتياجات البيت من أكل لشرب لمرتب الشغالة أنا اللي بدفعه من فلوسي،


وأكملت بإنهيار:


_حتي مرض إبني ياسين هو اللي عملي الورق ومدفعهوش جنيه واحد يعني خيري أنا وأهلي مغرقه من ساسه لراسه وفي النهاية يكون دي جزائي


وتحولت وبرقت عيناها بغضب:


_ ورحمة بابا لأخرب بيته وأخلي ياسين يدمره ويجيب لي منه كل مليم صرفته علي بيته من يوم جوازنا لحد النهاردة .


نظرت لها يٌسرا وحدثتها بترقب:


_ناوية علي أيه معاه يا نرمين ؟


صاحت بغضب:


_ هطلق منه طبعاً ده راجل زبالة ومش هينفع أأمن علي نفسي معاه بعد النهاردة بس قبل ماأطلق هخرب بيته وهخليه علي الحديدة .


وصاحت بغضب:


_شفتي الزبالة اللي معاه وطريقتها في الكلام هو ده مستواه وذوقه في الستات اللي بيرمرم معاهم ،


واكملت بحقد:


_بقي يازبالة تبقي متجوز نرمين المغربي وتبص للزبالة دي بس هقول إيه مهي شبهه .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد يومان رجعت نرمين ويسرا بصحبة الطفل وهو بكامل معافاته وقصت نرمين ما حدث إلي عمها وياسين وباقي العائلة التي وقفت بجانبها حتي أستردت منه كامل حقوقها،


وذلك بعدما أكتشفوا حقيقتة القذرة وهي أنه للاسف يستحل ما حرمة الله ولدية العديد من العلاقات المحرمة مع فتيات مشبوهة.


وقف بجانبها ياسين وأجبر طليقها علي بيع المنزل وأخذ ثمنه وأشتري لها ولإبنها منزلاً بجوارهم لتكون تحت رعايتهم


كانت تجلس في حديقة منزل والدتها أتت إليها مليكة وهي تحمل صغيرها وجلست بجوارها بهدوء،


نظرت لها نرمين وتحدثت بهدوء وندم:


_حقك جالك ودعوتك أستجابت يا مليكة.


تحدثت مليكة بهدوء:


_عمري ما كنت أتمني يحصل لك كده أبداً ربنا يعلم أنا حزينة علشانك أد إيه ، مش بس علشان حزن ماما اللي سكن روحها علشانك ولا علشان رائف الله يرحمه لا يا نرمين


علشان إنتي ست زيي وحاسة بيكي وعارفة إن أكتر حاجة بتكسر الست وتهدها هي الخيانة وخصوصاً لو مش متوقعة زي حالتك كده.


وأكملت لمواساتها:


_ بس كل اللي أقدر أقوله لك هو إن قدر الله وماشاء فعل وإنك لازم تحمدي ربنا إنك اكتشفتي خيانته وخلصتي منه


وكمان لازم تحمدي ربنا إنه نجا لك إبنك ودي أحسن حاجة حصلت لك وإن شاء الله ربنا هيعوضك فيه خير.


تنهدت بهدوء وتحدثت بنبرة نادمة:


_ سامحيني يا مليكة أول مرة أعرف إن إستجابة دعوة المظلوم مؤكدة من ربنا وأد إيه إستجابتها بتكون صعبة ونتايجها بتكون مٌدمرة.


ربتت مليكة علي يدها بهدوء وأبتسمت لها نرمين بعيون مٌترجية طالبة السماح.


______________________


بعد مرور حوالي سنه .


كان الجميع داخل حديقة رائف يقفون علي قدمٍ وساق يجهزون لإفطار أول يوم من شهر رمضان المبارك قبل إقتراب مدفع الإفطار بحوالي نصف ساعه.


كانت ثريا ومنال ومليكة وليالي وجيجي ونرمين ويسرا وراقية وزوجة وليد يقفون حول المائدة المٌستطيلة يرتبون الصحون وأدوات الطعام.


أما الأطفال يفترشون الأرض فوق المفارش المخصصة لهم ويلتفون حول الصغير التي تحملهٌ أيسل بعناية شديدة وباقي الأطفال يداعبونهٌ بسعادة


دلف وليد عبدالرحمن وتحدث بمرح:


_كل سنه وأنتم طيبين يا نساء أل عائلة المغربي.


إبتسم له الجميع وتحدثت ثريا :


_وأنت طيب وبخير وسعادة يا وليد.


سألها بلهفة:


_أوعي تكوني نسيتي السوبيا والقمر الدين يا عمتي ؟


ضحكت له منال وأجابتهْ :


_كله جاهز يا وليد وبإنتظار مدفع الإفطار .


دلف ياسين من البوابة بصحبة رجل أمن البوابة الخارجية وبيدهِ صندوقان كبيران


تحرك وتحدث بإبتسامتةِ الجذابة ووجهه البشوش:


_كل سنه وأنتوا طيبين.


تحدثَ وليد بدعابة:


_بابا ياسين جه يا ولاد وجايب لنا معاه الهدايا.


نظرت سريعً لعاشق عيناها وتحدثت:


_ وأنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة العقيد.


تحركَ إلي مكان وجود الأطفال وتحدث وهو يفتح تلك الصناديق:


_مين هنا مستني فانوسه اللي عليه صورته وغنوة بإسمه ؟


هلل جميع الصغار بسعادة وبدأ ياسين يخرج لكل طفل فانوسه الذي صٌنع له خصيصاً ووضع عليه صورته وغنوة بإسمه


تحدث مروان:


_ الله عليك يا بابي بجد إنتَ ساحر ودايماً بتقدر تعمل لنا كل شيئ بيسعدنا.


إبتسم لهٌ ياسين وأجابه:


_هو أنا مش قولت لك من زمان أعتبرني الفانوس السحري بتاعك.


جري عليه أنس وأحتضنه وتحدث:


_والفانوس السحري بتاعي أنا كمان يا بابي .


شدد ياسين من أحتضانه وأجابه:


_والفانوس السحري بتاع أنس باشا كمان .


وقفت بجوار الجالس وهو يحتضن أطفالها برعاية


وضعت يدها فوق ظهرةِ وتحسستهٌ بحنان وتحدثت :


_ربنا يبارك لنا فيك يا حبيبي .


رفع بصره لها بحب وأجاب:


_ويخليكي لينا يا حبيبي .


جري عليه صغيره الذي بدأ بتعلم المشي وأحتضنه غائراً من أنس .


قبلهٌ ياسين وتحدث إليه بسعادة:


_حبيب بابي إللي جاله أحلي فانوس كل سنة وأنتَ طيب يا عمري.


وقف ياسين وهو يحمل طفلهْ بيدٍ واليد الأخري مٌمسكً بها فانوساً عليه صورة وجه مليكته ومد يده بحنان :


_كل سنة وأنتي طيبة يا أحلي وأجمل وأرق زوجة ،كل سنة وأنتي منورة حياتي وماليا عليا دنيتي .


إبتسمت له وهي تنظر إلي الفانوس بإنبهار وسعادة وتحدثت:


_الله يا ياسين ده علشاني ؟


ثم نظرت له وأمالت رأسها بحنان وتحدثت:


_كل سنة وأنتَ جوزي وسندي ، كل سنة وأنت هدية ربنا ليا كل سنة وأنت حبيبي .


إبتسم لها وأعطاها عز ثم أمسك الصندوق الاخر وذهب به إلي نساء العائلة وأعطي إلي ليالي فانوسها تحت سعادتها اللامتناهية وهي تحدثه:


_وأنا كمان يا ياسين عملت حسابي ؟


وضع يده فوق كتفها وأحتضنها بحنان وحدثها بحب:


_إنتي أول واحدة عملت حسابك يا ليالي كل سنه وإنتي طيبة يا حبيبتى .


حدثتهْ بعيون تنطق سعادة وحب:


_ وأنت طيب يا حبيبي .


ثم ذهب لوالدته وثريا وأعطَ لكٌلٍ منهما فانوسها تحت ضحكاتهم وسعادتهم


وأيضاً يٌسرا ونرمين وزوجة وليد


حتي راقية التي حدثته:


_ حتي أنا كمان عملت حسابي ومنستنيش يا سيادة العقيد ؟


أجابها بضحكة رجولية:


_ وهو حضرتك تتنسي بردوا يا طنط


حضرتك من الأشخاص اللي ليها علامة جوانا وصعب تناسيها أو نسيانها .


ضحكت منال وثريا علي مغزي ياسين من حديثه إلي راقية


نظرت مليكة إلي ليالي وحدثتها :


_ليالي عز محتاج يغير هدومه ممكن تغيرهاله له علشان هدخل أشوف الفراخ اللي في الفرن وأخرجها .


أمائت لها ليالي:


_ تمام بس هي فين غياراته ؟


أجابتها مليكة وهي تتحرك للداخل :


_في أوضة الضيوف جوة هتلاقيها علي السرير .


وبعد مدة كان الجميع يجلس بإنتظار الأذان إنطلق المدفع وأذن الأذان فتحدث عز:


_ كل سنة وأنتوا طيبين ودايما متجمعين في الخير يارب .


أمن الجميع وأكملت ثريا:


_كل سنة وأنت كبيرنا وحامينا يا سيادة اللوا كل سنة وإحنا عايشين تحت ضلك إنت وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد .


حدثها عٌمر بدعابة:


_وأنا يا سو اللي وقعت من حساباتك،ولا مش معتبراني راجل من الاساس ؟


ضحكت بسعادة واجابته:


_إزاي بقي يا عٌمر باشا ده أنت سيد الرجالة كلهم .


وبدأ الجميع يتناولون إفطارهم


نظر لهٌ والده وتحدث بفخر:


_أنا مبسوط منك أوي يا عٌمر لأنك أثبت إنك فعلاً إبن المغربي


مدير الفرع بتاعك كان معايا في إحتفال قريب وقعد يشكرلي فيك وفي شغلك المنضبط وجديتك


أكمل طارق بفخر:


_ هو فيه زي عٌمر وعقله ده ماشاء الله بيترقي في شغله بسرعة الصاروخ .


ردت ثريا سريعاً خوفً من عين راقية:


_ قل أعوذ برب الفلق يا طارق إهدي شوية يا حبيبي .


إبتسمت منال وهي تري خوف ثريا علي أولادها


وأكملَ عٌمر بدعابة وهو ينظر لأباه:


_طب بمناسبة الكلام الحلو ده مفيش حفلة حلوة كده بعد العيد نفك بيها عن نفسنا شوية؟


ضحك طارق وتحدث وهو ينظر إلي ياسين:


_مابلاش علشان بتقلب في الأخر علي دماغك .


ضحك ياسين وهو ينظر إلي مليكة التي خجلت ووضعت عيناها داخل صحنها وعاودت بتناول طعامها


تحدثت يٌسرا إلي طارق :


_قلبك أبيض يا طروق .


رد عٌمر:


_ يا راجل إفتكر حاجة حلوة.


نظر ياسين إلي نرمين وتحدث:


_ إن شاء الله هيبقي عندنا حفلة بعد العيد .


إبتسمت نرمين وتحدث عز إليها :


_لما نرمين تقول رأيها الأخير .


ردت ثريا بإبتسامة:


_ونرمين موافقة.


نظر لها ياسين وتحدث:


_موافقة فعلاً يا نرمين ؟


إبتسمت نرمين وتحدثت:


_اللي تشوفه في مصلحتي أنا وأبني يا ياسين أنا موافقة عليه .


تحدث عبدالرحمن:


_ربنا يهديكي ويصلح حالك يا بنتي وكفاية أوي إن العريس عقيد مخابرات وصديق ياسين وعارفينه كويس وضامنين أخلاقه .


هزت لعمها رأسها بإيماء


إنفض الفطار وجلست العائله يتسامرون حتي موعد صلاة التراويح وذهب الرجال إلي المسجد للصلاة وأيضاً النساء صلين جماعة


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


وبعد الصلاة صعد ياسين مع مليكة لجناحهما سوياً،


وبعد مدة كانت تقف أمام المرأة تجفف شعرها المٌبتل وقف خلفها وضمها لصدره ودفن وجههْ بعنقها ليشتمه بإنتشاء وسعادة،


ثم أمسك ممشطة الشعر وبدأ بتمشيط شعرها تحت نظراتها وقلبها المٌتراقص حتي أنتهي،


إستدارت له وحاوطها هو ووضع قبلة مٌلتهبة فوق شفتاها تجاوبت معها إلي أبعد الحدود،


إبتعدت بعد مده ونظرت داخل عيناه ونظراته الذائبة بعيونها


وتحدثت بهيام:


_لسه مزهقتش مني ومن حبي ؟


إبتسم لها وتحدث بعيون هائمة:


_هو فيه حد بردوا يزهق من وجوده في الجنة ؟


ردت عليه:


_هسألك السؤال بطريقة تانية لسه درجة حبك ليا زي ما هي ؟


أجابها وهو يٌقبل خدها:


_بالعكس كل ما الوقت يعدي وألاقي نفسي بدأت أهدي من عشقك أفتكر أيام حرماني منك وأد إيه أنا أتحرمت وأتعذبت في بٌعدك عن قلبي ألاقي حبك زاد توهج وعشقك شعلل في قلبي من جديد وأكتر كمان من الأول ،


وأكملَ بعيون متوهجة عشقً:


_يا مليكة إنتي فرحة زماني اللي ربنا كان شايلها لي وكافأني بيها .


نظرت له وتحدثت بهيام:


_بحبك يا ياسين، بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ومقامك في عيوني بيعلي .


إنتفض قلبه من شدة سعادته وضمها إليه ورفعها لأعلي مما جعل ساقيها معلقة في الهواء وبدأ بتقبيل كل إنشٍ بوجهها وعنقها بسعادة وغاصا معاً من جديد داخل جولة عشقية جديدة من عشقهما الفريد عشقهما المميز المخصص لها هي وفقط


عشق الياسين لمليكته


ولهنا عزيزاتي نكون قد إنتهينا من سرد حكاية #قلوب_حائره التي لم تعد حائرة بل أصبحت قلوب مستقرة عاشقة بالحب هائمة


وفي النهاية أودٌ أن أشكر متابعاتي العزيزات المثقفات علي متابعة قلوب حائرة


وإلي لقاءٍ أخر برواية جديدة قريباً إن شاء الله

#دمتم_في_رعاية_الله_وحفظه .

#تمت_بحمد_الله_القلب الأول من الرواية

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

فصل خاص بإحتفالية رأس السنة


في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط


كان يقف أمام مِرآتهْ بكامل هيئته ورجولتهِ الطاغية علي مظهرهْ يٌعدل من رابطة عُنقه بحرفية عالية وثقة لم تأتهِ من فراغ .


خرجت عليه من المرحاض بثيابها المُثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلبٍ مُشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانهْ ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقهِ الفريد وأذاقها من حنانهِ وشهد عسلهِ ألواناً وألوان


إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره مُحتضنة ظهرهِ مما أستشاط داخلهْ وتحدثَ بحنان:


_ وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده


تحدثت بدلال ونبرة مُثيرة لداخلهٌ:


_  ومين قال لك إني عاوزة أروح،


ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي :


_خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين .


نظر لها بعيون مسحورة ثم مال علي جانب شفاهَا وألتهمهُ بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثاً وتحدثَ بعيون هائمة:


_ أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك ، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول ؟


أجابته بدلال وهي تتعلق في عُنقه ليرفعها هو وتُصبح ساقيها معلقة في الهواء:


_ الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان ،


وأكملت بتمرد:


_  يا بيبي أنا نفسي أشبع منك .


أجابها وهو يٌداعب أنفها بأنفه بدلالٍ وعشق:


_ عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها


سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مُثيرة:


_ طب والحل يا ياسين ؟


أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق:


_  للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين


أكملت هي بتعجب :


_ قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده  ؟


وأكملت:


_  ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين .


أجابها بإبتسامة ساحرة:


_  طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي  .


ثم مال علي شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقهِ وجنونهٌ الذي لا ينتهي


وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردفَ قائلا ً بنبرة تحذيرية:


_  إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالاً علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك علي محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي


تحركت سريعٌ لترتدي ثيابها خشيةً من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه


نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه


وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها


إقتربت منه ووضعت يدها علي موضع قلبه لتستمع لدقات قلبهِ المتراقصة علي نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامتهِ وسعادتهٌ اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأتهِ الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه ،عشقهِ الأبدي مليكته


تنفس بإنتشاء وتحدثَ بتساؤل :


_تعرفي إن بحر حٌبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه  .


كانت مُغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عٌمر خيرت بمراحل


أجابته بهمسٍ عابث أثارهٌ :


_ خليك كده عطشان دايماً في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص


اجابها بهمسٍ:


_ اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه


خرجت من بين أحضانه سريعاً وتحدثت برعبٍ ظهر بعيناها :


_إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنتَ فاهم  .


إبتسم لها بحب وتحدثَ بطاعة:


_  حاضر


ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدثَ :


_ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني ؟


تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد


بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلي الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبهِ الذائب


كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي


أما الصغيران فكانا يٌداعبان عز الذي تم عامهُ التالت وأصبح صورة مٌصغرة من ياسين حتي بطباعهِ


هرول الصغار إلي مليكة وياسين وهٌم يتسابقون علي من يصل أسرع إلي أحضانهم


فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مُشتاقً لمصدر حنانهْ الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل لهُ حِصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنشٍ بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحتهُ الذكية العطرة بإنتشاء


تحدثَ الصغير بدلال:


_إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا


أجابته بدلال وهي تكيلٌ له وابلً من القٌبلات المتفرقة فوق كٌل ما يقابلها منه:


_ وإنتَ كمان وحشتني أوي يا قلب مامي .


أما ياسين الذي كان يحمل بيدهِ الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلي مروان وقبلهُ بإبوة وحمل أنس وتحركً إلي مجلس ثريا


وتحدثَ وهو يٌميل علي جبينها ويٌقبله:


_صباح الخير يا ماما


أجابته بإبتسامة حنون:


_صباح الخير يا حبيبي حمدالله علي السلامه


تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيرهٌ:


_ الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي ؟


إبتسمت لها وتحدثت :


_ عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم


ثم أكملت:


_ أخلي عَلية تجهز لكم الفطار ؟


أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يٌجلسها فوق ساقيه ويٌدللها وهو يٌطعمها بيده داخل  "Suite" :


_فطرنا يا ماما الحمدلله


واكمل بإحترام:


_هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد


تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان :


_بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما  ؟


تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليٌكحل رموشَ عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبهِ وأنفاسه :


_ خليهم تلات فناجين يا مليكة


حولت بصرها إليه وتحدثت :


_من عيوني يا عمو


وتحركت للداخل


نظر إلي حبيبة صباه فتاة عمرهِ الضائع مثلما يٌلقبٌها، إمرأتهِ المفضلة التي مهما مَرّ العٌمر دائماً ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها،


بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحٌمرة وجنتيها ،


إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويٌشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما مٌنذ ثلاثةُ أيام


تحدثَ إليها بعيون عاشقة مٌتفحصة لكل إنشٍ في وجهها:


_ أزيك يا ثريا .


أجابته بهدوء وراحة:


_ أزيك إنتَ يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه ؟


_حديد ،


نطق بها عز بدعابة


إبتسم ياسين علي ذلك العاشق الذي لم يكلٌ ولم يمل يومً من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي


حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني :


_يارب دايماً يا سيادة اللوا


حول بصرهِ إلي ياسين وتحدثَ :


_ حمدالله على السلامه يا ياسين


إبتسم ياسين وتحدث مداعبًا أباه:


_ أخيراً أخدت بالك إني موجود يا باشا ؟


أجابهٌ عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا :


_ مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين


هز رأسهِ بيأس وتحدث بمداعبة:


_ عارف طبعاً ومتأكد من ده يا باشا:


وبعد مدة نظر عز إلي ثريا وتحدثَ بإهتمام وجدية:


_بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا ؟


أجابته بهدوء:


_ صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا


رد عليها ياسين بإحترام :


_ ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش  .


أجابته بحنان:


_ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم


جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعاً يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها علي كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزدادٌ جمالاً وسحراً أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه


***☆***☆***☆***☆**


أما داخل منزل عز


كانت ليالي تتحدث إلي عمتها بنبرة مٌتمردة:


_ ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو


أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخراً:


_ياسين مابيتغيرش غير لما إنتِ بتتغيري يا ليالي


وأكملت بنبرة مٌلامة:


_ للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين


أجابتها متحججة:


_وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايماً شايفني جميلة ؟


أجابتها منال بحكمة:


_أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها


زفرت وتحدثت بضيق:


_يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،


لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد


تنهدت منال وحدثتها بإستسلام :


_أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنتِ بقي حرة


تحدثت بطاعة:


_ حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد


***☆***☆***☆***☆***


ليلاً داخل فيلا عز


كان يجلس وتجاورهٌ ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها  ويحتسيان مشروبً دافئً لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص


ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي


تحدث عز إلي جيجي وهو ينظر لبطنها المٌنتفخ:


_  إنتِ إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنتِ مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟


وأكملَ مٌداعبًا إياها:


_ أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين


ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلي طارق:


_  فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو


أردفت منال قائلة بسعادة:


_  توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها،


وقبلت الصغير وهي تتحدث:


_ أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير


ثم حولت بصرها إلي ياسين وتسائلت :


_ إيه رأيك يا ياسين ؟


نظر ياسين إلي طارق وأردفَ قائلاً بدٌعابة:


_  مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله  ؟


تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليهِ طارق:


_ طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك ،


ونظر إلي جيجي وتحدثَ بإطراء:


_ وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها


تحدثت ليالي بدعابة:


_ مين يشهد للعروسة يا سي طارق


أجابها طارق مداعبًا إياها :


_جوزها طبعاً


ضحك الجميع وتحدثت منال :


_ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايماً مبسوطين


تملل الصغير وأشارَ إلي والدهٌ قائلاً بنبرة صوت طفولية:


_  بابي أنا عاوز أروح لمامي


وقفَ ياسين سريعاً وحمل صغيره وقبلهٌ بنهم وتحدثَ بطاعة:


_  يلا يا حبيبي نروح لها


أشار لهٌ عز قائلاً :


_ مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي


هلل الصغير بسعادة رافعً يدهٌ :


_ أناااااا


إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين:


_طبعاً الباشا ماصدق علشان يروح لمامي


إبتسمَ ياسين وتحدثَ:


_  طول عمرك وإنتَ قاريني صح يا باشا


ضحك كلاهٌما وتحرك ياسين بصغيرهٌ إلي مليكة فؤاده


☆***☆***☆***☆****☆


جاء يوم الحفل


الذي أقيمَ داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة


كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكلٍ رائع


نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة


تحركَ ياسين متوجهاً إلي فيلا رائف حتي يٌجلب مليكتة للحفل وذلكَ بعدما خرج بصحبة ليالي أولاً


أما عٌمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلي تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينهٌ الذي بلغ شهرهِ الرابع حيثٌ تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب


تحرك بها إلي تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه:


_  هاي


نظرت لها نرمين وتحدثت:


_ أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه ؟


أجابتها وهي تنظر إلي عٌمر بإبتسامة:


_  تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه


ضحك عٌمر وتحدثَ بدٌعابة:


_  دايماً كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون


أجابته بدعابة:


_ بفتري عليك يعني ؟


ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء:


_ عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه


أجابها عمر بدعابة:


_ أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس


جاء طارق من خلفه وتحدث :


_مساء الفل علي جميلات عيلة المغربي


ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعهِ حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة


ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلتهِ التي أكتمل شهرها السابع وتحدثَ:


_ أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه ؟


ضحكت جيجي وتحدثت:


_زي القردة ومش مبطلة خبط فيا ،


ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة:


_ الأستاذة شكلها بتغير علي الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل


ضحك الجميع وتحدث طارق مداعباً إياها:


_ وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس


حولَ الجميع أبصارهم علي ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهارٍ تام وذلك لإرتداء مليكة ثوبً رقيقَ للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة


وذلك الذي يٌجاورها بتفاخر تحدثَ مٌداعبًا إياها :


_ الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي علي الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.


ضحكت بإنوثة وأجابته:


_ بس كدة إنتَ تؤمر يا عيون ليكة ،


وأكملت بتساؤل :


_ تفتكر يا ياسين حجتك دخلت علي ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها ؟


ضحك برجولة وتحدثَ بنبرة لئيمة:


_   وإنتِ إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟


نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلي شرسة وتحدثت بقلبٍ مٌشتعلً من الغيرة:


_ نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله ؟


ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة:


_ إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها


إبتسمت خجلاً لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معاً


وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء:


_ الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مٌبدع


تسائلت يسرا بإبتسامة:


_ لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه علي البحر يا مليكة ؟


إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء :


_ الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين


نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار:


_ حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية ؟


أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها :


_ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين


ردت عليها نرمين بهدوء:


_  ياسين طول عمرة ذوقه لا يٌعلي عليه


ثم حولت بصرها إلي ليالي وتحدثت بلؤم:


_وطبعاً فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي ؟


أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مٌدللة ياسين :


_إنتِ عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس علي ذوق حد،


وأكملت بغرور:


_فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل


نظرت جميعهن لبعضِهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمنٍ بعيد


إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدقٍ:


_ طول عمرك وإنتٍ ذوقك مٌميز وفريد يا ليالي


نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء:


_ميرسي يا مليكة إنتِ كمان ذوقك هادي وجميل


نظرت يسرا إلي مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويلهٌ إلي هدوء وراحة


_________________


كانت لمار تتحرك بجانب عٌمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلي مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما:


_ أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جداً إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل ؟


ضحك عٌمر وتحدثَ بتفاخر:


_ السر كله يكمٌن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا


ضحكت وتحدثت:


_ حقيقي ياسين ده مختلف جداً اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا علي حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلاً جبار ويستحق الإشادة


ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها :


_تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه ؟


أجابها بضحك:


_ هو حد قال لك إني مستغني عن عمري


إبتسمت بتفاخر وتحدثت:


_ أحبك وإنتَ فاهم وواعي


أكملَ هو مٌفسراً:


_  وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولاً أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،


ثانياً بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب


وأسترسل حديثهٌ بعيون عاشقة:


_ لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني


نظرت له بعشق وتحدثت:


_بحبك يا مارو


أجابها بهيام:


_بعشقك يا قلب مارو


تحدثت بتذكر بنبرة عملية:


_  بالمناسبة يا عٌمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين ؟


أجابها عمر:


_   ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا


وأكملَ:


_ وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 50 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناءً علي رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية علي أولادها


تحدثت لمار بحماس:


_ يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد


أجابها بحيرة:


_  مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع


تأفأفت وأجابته:


_ ٠أنا مش فاهمة إنتَ قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه ؟


أجابها بتعقل:


_ لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مٌسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط


تحركت بجانبه بدون إقتناع


____________


دلفت من باب الدخول تلك الجميلةٌ السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحٌلم حياتها الذي تحول إلي أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلٌها


نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها:


_ يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده ؟


تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها :


_ مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جداً أهو إنتَ مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي ؟


أجابها مٌضيقً عيناه بإستغراب من حديثها:


_ لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنتِ عوزاني كمان أبص علي الستات وفساتينها ؟


أجابته بشراسة:


_  طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك


ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك:


_عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي


إبتسمت له بسعادة وتحدثت:


_ دايماً بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف


في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب:


_كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي


أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين :


_معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه


مالت علي علياء وهي تٌقبلها وتحتضنها وتحدثت:


_إيه يابنتي الجمال ده كله


أجابتها علياء:


_وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة


مد ياسين يده إلي شريف بترحاب:


_نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد


إبتسم شريف وأجابهٌ:


_ الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا


ثم تحدث ياسين بإحترام إلي علياء:


_أزيك يا عاليا أخبارك ايه ؟


أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يٌعاملها ويهتم بها كإبنه لهْ:


_ الحمدلله يا أبيه


وجهت مليكة حديثها


بتساؤل:


_ امال فين حبيب عمتو  ؟


أجابتها علياء:


_ سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها


تحدثَ ياسين:


_مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد ؟


أجابته بإبتسامة:


_ مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله


___________


أما ذلك الولهان الذي تحركَ إلي تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما:


_ مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم


تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه:


_ وإنتَ طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا


نظر إلي سهير وتحدثَ:


_ سهير هانم منورانا يا أفندم .


أجابته سٌهير بإحترام :


_ده نورك يا سيادة اللوا


ثم تحدث بتخابث ومكرٍ ليس بجديدٍ عليه:


_أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه ؟


أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف:


_ مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي


أجابها بمكرٍ:


_تقريباً شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة


برقت عيناها بهلع وتسائلت:


_ بنوته ؟


أجابها بتخابث:


_أه بنت كده متدلعة تقريباً صديقة عٌمر إبني في الشغل


وقفت سريعاً وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها


وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه مٌتحدثًا:


_شقي أوي سالم بيه:


أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله:


_هو بردوا اللي شقي ؟


أجابها بعيون هائمة:


_ظلماني علي فكرة


ثم أكمل بهيام:


_وبعدين معاكي يا ثريا ؟


هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك


نظرت له خجلاً وتحدثت بنبرة لائمة:


_ وبعدين معاك إنتَ يا عز


أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته:


_  يا جمال وسحر إسمي وإنتِ بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا


أجابته بتوتر وأعتراض:


_حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت


تحدثَ وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام:


_ لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري


نظرت إليه بإستغراب وتحدثت:


_ما إنتَ لو ليك كبير فعلاً زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه


أجابها بهمسِ عابث أربكها:


_ قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي ،إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق


واسترسل بنظرات هائمة:


- طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا


توترت ووقفت سريعاً معترضة علي حديثه وتحركت هرباً منه تحت إشتعال قلبهِ العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول

تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

الجزء التاني من الحلقة الخاصة


بعد قليل إشتغلت الموسيقي لتعلن عن بداية رقص كل ثنائي معاً


تحدثَ ياسين إلي مليكة بتعقل:


_حبيبي أنا هاخد ليالي وأرقص معاها أول رقصة علشان متزعلش،


ثم أكمل بعيون عاشقة:


_وإحنا قدامنا الليل بطوله نبقي نرقص ونقول كل اللي عايزينه يا قلبي


هزت رأسها بتفهم وتحدثت:


_ تمام يا حبيبي أنا هروح أقعد مع ماما علشان وحشاني


وتحركت بالفعل وجلست بجانب ثريا وسٌهير التي تحدثت إليها :


_ماتجيبي الأولاد وتيجي تقضي معانا يوم يا مليكة هو أنا مبقتش أوحشك ولا إيه يا بنت إنتِ


أجابتها بنبرة حنون:


_ إزاي تقولي كده يا قلبي ده إنتِ بتوحشيني حتي وإنتِ معايا


ضحكت سٌهير وأردفت قائلة بدعابة:


_ بكاشة زي شريف أخوكِ بالظبط مباخدش منكم غير كلام وبس


ضحكت ثريا ووجهت حديثها إلي مليكة بدعابة:


_ جبتي لنفسك الكلام يا مليكة


ضحكت مليكة وأجابتها:


_ دافعي عني يا ماما هو أنا مش بنتك ولا إيه


وضعت ثريا يدها محتضنة كفها برعاية وتحدثت بصدق:


_بنتي وربي شاهد يا مليكة ربنا يبارك فيكي وفي أولادك يا حبيبتي


إبتسمت سٌهير وأمنت علي دعائها تحت سعادة مليكة


كان يراقص ليالي فتحدثت هي :


_كل سنة وإنتَ طيب يا حبيبي


إبتسم لها وتحدث:


_وإنتِ طيبة يا ليالي، علي فكرة


نظرت له


فأكمل هو بإطراء:


_فستانك شيك أوي وكأن موديله معمول مخصوص علشانك، طول عمر ذوقك مميز يا ليالي


سعدت وطار داخلها فرحاً وتحدثت:


_ متشكرة يا ياسين ربنا يخليك ليا


أما جيجي التي كانت تقطن داخل أحضان طارق بمنتهي الرومانسية


وجه طارق حديثهٌ إليها بهيام:


_كل سنة وإنتِ منورة حياتي يا قلبي


رفعت رأسها من فوق كتفهِ ونظرت إليه بعيون سعيدة:


_ وإنتَ سعيد وجوه حضني يا طروق


تحدث بهيام:


_ بحبك يا جيجي بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ويكبر ،بحبك يا نور عيوني وهنا أيامي


أجابتهٌ بدلال:


_كفاية يا طارق كده هدوب من جمال وصفك وكلامك .


كان يجاورهما بالرقص يسرا وسليم الذي تحدثَ بعيون سعيدة:


_ قد إيه أنا إنسان محظوظ إن ربنا رزقني حبك يا يسرا بعشقك يا يسرا بعشقك


أجابته بصوتٍ سعيد :


_أنا اللي ربنا بيحبني لأنه عوضني بيك وبحبك يا سليم عمري ماتخيلت إن ربنا كان شايل لي حظي الحلو كله علشان يهديهولي مرة واحدة ويقول لي خدي يا يسرا حبي وعيشي شعور السعادة اللي إتحرمتي منها عمرك كله


ونرمين التي كانت ترتمي داخل أحضان زوجها سراج التي أنجبت منهٌ طفلً أسمته رائف تيمناً بشقيقها الراحل، وقد أتمْ الصغير الثامنة عشر شهراً ،


تحدث سراج بحب :


_كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبتي


أجابته:


_  وإنتَ طيب يا حبيبي


أكملَ سراج بنبرة مٌتحمسة:


_ أما أنا حاجز لك حتة "Suite " يجنن هنقضي فيه ليلتنا بعد الحفلة إن شاء الله


تحدثت هي بسعادة علي سخاء زوجها معها:


_ ربنا يخليك ليا يا سراج أنا أتفقت مع ماما هسيب لها علي ورائف وهي هتهتم بيهم


وبعد مدة تحركت ليالي وجلست بجانب والدتها وشقيقها


وأصطحب ياسين مليكة وبدأ بالرقص معها تحت سعادتهما البالغة


تحدثت داليدا :


_هتكملي سهرتك مع ياسين فين يا لي لي


ردت قسمت بتفاخر:


_ أكيد ياسين حاجز لها "Suite" في أكبر الأوتيلات طبعاً


تطلعت إليهم بإحراج وأردفت قائلة بنبرة خجلة:


_الحقيقة يا ماما  ياسين هيقضي ليلته مع مليكة النهاردة بس مش هيخرجوا هيقضوا الليلة هنا في البيت


نظرت لها داليدا وتحدثت بغرور:


_  وحتي لو ليلتها النهاردة إنتِ الأصل يا حبيبتي يعني لازم يقضي ليلة مميزة زي دي معاكي إنتِ مش معاها .


تحدثت ليالي بسذاجة:


_  مينفعش يا داليدا المفروض إن إمبارح كان يوم مليكة،


وأكملت بإبتسامة خجولة :


_بس يظهر إني كٌنت واحشة ياسين أوي ففضلني عليها وجه بات عندي


نظرت لها قسمت بإشمئزاز وتحدثت بنبرة ساخرة:


_ يا خيبتك القوية وإنتِ بقي خال عليكي تخطيط إبن منال ولعبه وصدقتيه ؟


وأكملت ناهرة:


_ البيه إستغفلك علشان يقضي إحتفال رأس السنة مع حبيبة القلب يا حنينة


جحظت عيناها وأردفت قائلة بنفي :


_لا يا مامي مظنش إن ياسين ممكن يفكر بالطريقة الخبيثة دي ياسين واضح جداً واللي بيعوزه بيعمله غصب عن أي حد


أردفت داليدا قائلة بذكاء:


_ ياسين لعبها بذكاء وريح دماغه علشان الموضوع ييجي في إطار طبيعي وسيادتك متعترضيش وتصدعيه وأكيد ده تخطيط العقربة اللي إسمها مليكة


شهقت وتحدثت بذهول :


_تفتكري يا ديدا ياسين ممكن يكون بيفكر بالطريقة دي ؟


ردت عليها قِسمت بإستهجان:


_ ده لو مفكرش بالطريقة والخبث ده ميبقاش ياسين المغربي


وأكملت:


_ إسمعيني كويس يا لي لي لازم تعرفيهم إنك كشفتي خطتهم وإنك مش سهلة وساذجة زي ماهما فاكرين


تسائلت بإهتمام:


_  قولي لي أعمل إيه يا مامي ؟


تحدثت قِسمت بغلٍ :


_ تقلبي عليهم الترابيزة وتفركشي لهم الليله اللي البيه مخطط يقضيها مع البرنسيس بتاعته


أكدت داليدا علي حديث والدتها قائلة:


_ برافوا عليكِ يا ماما


تنفست الصعداء واستعدت لخوض المعركة مع ياسين ومليكة وأنتوت إفساد ليلتهما


كان يقف بجانب إبنتهِ الجميلة أيسل التي تخطت عامها السابع عشر وأصبحت أيقونة من الجمال المتحرك


تحدثت أيسل برقة ونعومة:


_كل سنه وإنتَ طيب يا بابي


أجابها بعيون سعيدة بإبنتهِ الجميلة:


_ وإنتِ طيبة وسعيدة يا قلب بابي


تحركت إليهما ليالي وتحدثت بضيق:


_سيلا سبيني مع بابي شويه يا حبيبتي


أجابتها أيسل بإحترام وهدوء:


_أوكِ يا مامي


ونظرت لوالدها وتحدثت:


_بعد إذن حضرتك يا بابي


سمح لها ياسين وتحركت بالفعل وأنفتحت ليالي بالحديث بحدة:


_إنتَ جيت قضيت ليلتك معايا إمبارح ليه يا ياسين ؟


مع إنه كان يوم مليكة ودي عمرها ماحصلت وفوت يوم عندها


أجابها بكل هدوء:


_ ما أنا قولت لك إمبارح يا ليالي وحشتيني فجيت


أجابته بنبرة حادة:


_  إنتَ بتكذب يا ياسين إنتَ عملت كده علشان تبدأ سنة جديدة وإنتَ في حضن الهانم بتاعتك


تنفس الصعداء وأجابها من بين أسنانه بغضبٍ :


_خلي بالك من ألفاظك يا ليالي ومتقوليش كلام مش هتقدري علي تسديد فواتيره


وأكملَ بحزمٍ:


_ قدامي علي المكتب نتكلم هناك بدل ما اللي في الحفلة كلهم يتفرجوا علينا


تحركت بجانبه ورأتهم مليكة فتوترت وشعرت بإرتياب وتحركت خلفهم


دلف ياسين وليالي إلي المكتب وأغلق خلفهُ الباب


ثم إستدار لها ووضع يداه داخل جيب بنطاله وتحدثَ :


_إتفضلي يا هانم كملي الهرتلة اللي كنتِ بتقوليها برة أنا سامعك


كادت أن تتحدث قاطعتها تلك الطرقات


فتحدث ياسين بصوتٍ حاد:


_ أدخل


دلفت إليهما ونظرت لهما بإستغراب أغلقت الباب خلفها وتحركت إليهما وتسائلت بنبرة قلقة:


_خير يا ياسين فيه حاجة حصلت ؟


تحدث ياسين إليها بهدوء:


_ مفيش حاجة يا مليكة إخرجي إنتِي للضيوف علشان محدش يحس بحاجة


ردت ليالي بوجهٍ غاضب:


_وتخرج ليه ماتخليها تحضر الكلام وتسمع يا سيادة العقيد ولا خايف علي شعور الهانم لينجرح


نظرت لها مليكة وتحدثت بهدوء:


_فيه إيه يا ليالي إيه اللي مزعلك ومخليكي غضبانة بالشكل ده ؟


تحدثت بحدة بالغة وتهكم :


_يعني حقيقي مش عارفة إيه اللي مخليني غضبانة بالشكل ده يا مليكة ؟


هدر بها ذلك الواقف وقد تملك منه الغضب:


_ليالي بطلي هرتلة وخلي ليلتك تعدي علي خير


تحدثت مليكة بحيرة:


_ هو فيه إيه يا ياسين ؟


ثم تناقلت بينهما النظرات وأكملت:


_ماتفهموني إيه اللي حصل ؟


صاحت ليالي وتحدثت بنبرة غاضبةً:


_ فيه إني عرفت إني أكبر مغفلة وإن إنتِ والبيه إستغفلتوني وعملتوا خطة حقيرة عليا وأنا من غبائي صدقتكم


البيه اللي جاي يمثل عليا إمبارح ويسبل لي في عيونه ويشتكي لي غرامه وشوقه اللي جابه لحد عندي وانا اللي فرحت زي الهبلة وصدقت إنه ساب حضنك علشان ييجي يترمي جوة حضني أنا


وأكملت بإتهام :


_وفي الاخر تطلع خطة راسمينها عليا انتِ وهو علشان تستقبلوا السنة الجديدة وإنتم في حضن بعض


إبتلعت مليكة لعابها وتغير لون وجهها فتيقنت ليالي صحة حديث والدتها وشقيقتها


وتحدث ياسين ببرود وإنكارٍ ماكر:


_ وتفتكري إني لو فعلاً عاوز أقضي الليلة مع مليكة محتاج أعمل مخطط أهبل زي اللي بتقولي عليه ده وألف اللفة دي كلها ؟


وأكمل بتجبر :


_طب بإمارة إيه يا ليالي هخاف منك مثلاً ؟


أجابتهٌ بنبرة حادة:


_ عارفة إنك بجح وأخر حاجة ممكن تعمل حسابها هو رأيي او زعلي يا ياسين بس انتَ لعبتها بذكاء علشان تريح دماغك من الصداع


أجابها بهدوء ونبرة تهديدية:


_طب متاخدي لك ساتر وتقفي علي جنب بدل ما ينوبك من صداعي وغضبي اللي مش هتقدري عليه


تحدثت بصياحٍ وإصرار:


_ مش هسكت يا ياسين والليلة دي ليلتي ومش هتنازل عنها


صمت ياسين فتحدثت مليكة بإستنكار:


_ليلتك اللي هي إزاي يعني ؟


وأكملت بغضبٍ حاد دفاعً عن حقها الشرعي بزوجها:


_ ليلتك أخدتيها إمبارح يا حبيبتي والليلة دي ياسين هيقضيها في جناحي أنا


وقفت ليالي مقابلة لها وتحدثت بإصرار وعند:


_ ياسين مش خارج من جناحي النهاردة وهيقضي الليلة معايا يا مليكة


تحدثت مليكة بتملك:


_وأنا بقول لك وبأكد لك إن ياسين مش هيقضي ليلته غير في جناحي أنا والمفروض تفهمي لوحدك إنه لو عاوز يستقبل السنة الجديدة في حضنك مكنش جالك إمبارح


ثارت من حديثها القاتل لإنوثتها وأردفت قائلة بإصرار:


_ طب أيه رأيك بقي يا مليكة بسبب الكلمتين دول ياسين مش هيستقبل سنته الجديدة غير في حضني وعلي سريري


أخرسهما صوتهِ الهادر متحدثً بغضبٍ تام بعدما فاض به الكيل وطفح :


_ جري إيه منك ليها إنتم إتهبلتوا ولا إيه  ياسين مين يا حٌرمة إنتِ وهي اللي قاعدين تشقطوه وترموة لبعض


جحظت عيناهما وتحدثت مليكة بإستنكار:


_ إنتَ بتقولي أنا يا ياسين حٌرمة ؟


وتلتها ليالي التي تحدثت بإشمئزاز:


_" Oh No" حُرمة بقيت بيئة أوي يا سيادة العقيد


تحدث هو بعدما فاض بهِ الكيلٌ من كلاهما:


_ طب إسمعي بقا منك ليها قدامكم خمس دقايق بالظبط وتختفوا من قدامي وتعدلوا خلقتكم دي وتطلعوا تستقبلوا الضيوف وكأن مفيش حاجه حصلت،


وأكملَ وهو يُشير بسبابته بوعيد :


_ وإلا قسماً بربي


لم يٌكمل جملته فقاطعته مليكة بحدة وعناد:


_وأنا مش طالعة من هنا غير لما أعرف هتبات فين يا ياسين ؟


أجابها بهدوء ما يسبق العاصفة متحدثً من بين أسنانه:


_ إسمعي الكلام وأطلعي برة يا مليكة


أجابته بإصرار وعناد:


_مش طالعة يا ياسين


وأردفت ليالي وهي تنظر إلي مليكة بعناد:


_ وأنا مش خارجة غير لما تقولي وتوعدني إنك هتبات في أوضتي يا ياسين.


وقف مٌقابلاً إياهم ونظر لهما بابتسامة مستفزة باردة وتحدثَ بدهاء:


_طب إسمعوا بقي نهاية الكلام وختامه المسك زي ما بيقولوا


ثم أشار لإثنتيهما :


_إنتم الإتنين هتباتوا هنا في المكتب وبالهدوم اللي عليكم دي


وأقسمَ بوعيد:


_وقسماً بربي اللي هتخرج من باب المكتب ده النهاردة لتطلع منه علي بيت أبوها وما هتدخل البيت برجلها تاني


وأكملَ مٌهدداً:


_وتنسي إن ليها ولاد وهتفضل متعلقة لا هي اللي متجوزة ولا هي اللي مطلقة


ونظر لكلتاهما وتحدثَ ببرودٍ قاتل ليس بجديدٍ عليه :


_أه وبالمناسبة إنتوا كنتوا بتسألوا هبات فين النهاردة هتصل حالاً وأحجز "Suite" في أفخم فندق فيكي يا إسكندرية وهبات فيه لوحدي وهراقب من تليفوني الكاميرا بتاعت المكتب


وأكملَ بوعيد:


_ وعاوز واحدة فيكم تتحرك برة المكتب ده النهاردة


وتحركَ بإتجاه الباب وكاد أن يخرج


إلا أنهٌ حول بصرهِ مرةً أخري لكلتا التي إرتسمت علي ملامحهما علامات الذهول والصدمة


وتحدث بإبتسامة سمجة ونبرة ساخرة:


_ زوجاتي العزيزات كل سنة وإنتم طيبين وأتمني لكم ليلة سعيدة تقضوها في حضن بعض


وخرج وصفق خلفهِ الباب تاركً كلتاهما تنظران بشرود علي أثر ذلك الذي صفعهما بقوة دون أن يلمس خديهما


تحركت مليكة بشرود وأرتمت فوق الأريكة بإهمال وتحدثت بتيهة:


_ هو إللي حصل من شوية ده حقيقي ولا أنا بيتهيئ لي


تحركت ليالي وجلست بجانبها وتحدثت بشرود وإنكار:


_ لا طبعاً مش حقيقي ده أكيد كابوس ما أنا مستحيل أتخيل إن ياسين يخليني أقضي ليلتي هنا قاعدة علي الكنبة دي طول الليل في عز البرد ده  لا وكمان بالفستان ده وتحت منه الكورسية


تحدثت مليكة بتيهة:


_ طب وولادي مش هنيمهم في سرايرهم وأغطيهم من البرد وأطمن عليهم ؟


مستحيل ياسين يعمل فيا كده أكيد كان بيهزر وهيدخل الوقتِ ويراضيني ويخرجني من هنا


إبتسمت ليالي ساخرة وأردفت قائلة بتفسير:


_ لا يا حبيبتي مبيهزرش ياسين المغربي توقعي منه أي حاجة إنتِ بس اللي لسة مشفتيش الوش التاني ليه


ياسين غدار وقلاب زي البحر بالظبط ملوش أمان


نظرت لها مليكة وتحدثت:


_ تفتكري إحنا زودناها معاه ؟


تنهدت وأجابتها:


_بيتهيئ لي أه ،


ثم تأفأفت وأكملت بنبرة نادمة:


_  أنا غلطانة إللي سمعت كلام مامي علي الاقل كان زماني نايمة في سريري الدافي ولابسه بيجامتي المريحة


بعد مدة طويلة إستمعن لخبطات فوق الباب


دلفت منه مٌني العاملة وهي تحمل بيديها بعض الأغطية و تجاورها هدي التي تحمل حامل به بعض الأطعمه والمشربات


وتحدثت مني علي إستحياء:


_ ياسين باشا باعت لحضراتكم الحاجات دي وبيقول لكم خلوا بالكم من بعض كويس


ثم خرجت هي وهدي ونظرت كٌلً منهما للأخري وبدون سابق إنذار أنطلقتا بالضحكات الساخرة التي وصلت لحد الهيستيريا


وقضى ليلتهما تتمللان من ضيق الأريكة وضيق ثوبيهما وعدم راحتيهما وما أن حل ضوء النهار وأنكشفَ حتي إنطلقت سريعاً كلاهٌما كٌلٍ إلي جَناحها لتخلع عنها ثوبها وتدلف إلي المرحاض لتنعم بحمامٍ ساخن علهٌ يٌهدئ روعها من ما خاضته بتلك الليلةِ البائسة


***☆***☆***☆***☆***


بعد مرور خمسة أيام من عقاب ياسين الشديد لإمرأتيهِ ،


كان يجلس بجانب والدهِ في حديقة المنزل يتحاوران معاً بخصوص العمل ومازال معاقب إثنتيهما ويقبع داخل غرفة لحالةِ


أتت إليهِ مٌني وتحدثت بإحترام:


_ياسين باشا عز مش مبطل عياط وعاوز حضرتك تروح له حالاً .


نظر لها مٌضيقاً العينان وتحدث بإستفسار:


_٠يعني إيه مش مبطل عياط؟


تعبان يعني ولا إيه ؟


أجابتهٌ مٌني بطمأنة:


_لا يا باشا الحمدلله هو بخير هو بس مش عاوز ينام وطالب حضرتك تروح له علشان ينام في حضنك .


تنهد ياسين وأجابها بهدوء :


_طب روحي هاتيه يا مٌني


تحدثت سريعاً:


_ هو فعلاً كان عاوز ييجي معايا لكن مليكة هانم موافقتش وخافت عليه ليبرد أصله لسه واخد دٌش يا باشا


قهقهَ عز عالياً وتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:


_يا ضنايا يا أبني ،


ثم نظر إلي ياسين وتحدثَ ساخراً:


_في دي بقى مليكة عداها العيب وأزح الولد يا قلب أمه لسه واخد دٌش وإنتَ عارف بقى يا ياسين البرد اليومين دول جبار ومبيرحمش


قهقهَ كلاهما وتحدث إلي أبيه مٌتسائلاً:


_طب والعمل سعادتك ؟


أجابهٌ عز بدهاء:


_تروح طبعاً وفوراً ولا أنتَ يرضيك عذاب الشوق واللهفة اللي الولد فيهم ده حتي غلط علي صحته .


وبعدين طالما الولد قدم فروض الولاء والطاعة وطلب الصفح يبقي ليه لا


قهقه كلاهما سوياً


وأسترسل عز حديثهٌ قائلاً بحديث ذات مغزي:


_ بس أوعي تغرق في بحر عز وتنسي الطرف التاني العدل يا سيادة العقيد .


نظر له ياسين وتحدثَ بحديث ذات معني:


_طب عز وقدم فروض الطاعة وطلب الصفح يتساوي إزاي بحمزة اللي ولا علي باله أصلاً


وأكملَ معترضاً بذكاء :


_إسمح لي يا باشا  المساواة هنا هتبقي منتهي الظلم.


أجابهُ عز بمكر:


_ وطبعاً الموضوع ده جاي لك علي الطبطاب يا أبن عز


ضحك برجولة ووقف وتحدث إلي أبيهِ بإنتشاء :


_تصبح علي خير يا باشا


أجابهٌ بدعابة:


_ الله يقويك يا حبيبي .


تحرك بجانب مٌني إلي أعلي حتي وصل إلي جناح مليكة وكاد أن يتخطاه مٌتجهاً لغرفة صغيرهُ الذي أكملَ عامهِ الثالث،


ولكن أوقفهٌ صوت مٌني وهي تنبههٌ :


_ياسين باشا عز في جناح مليكة هانم .


نظر لها مٌستغرباً وتحدث بحديث ذات مغزي ومعني:


_ يا خوفي لتكوني غيرتي وجهتك وبقيتي بتلعبي لحساب مليكة هانم يا مٌني ؟


إبتسمت له وتحدثت بإحترام:


_ليه يا باشا هو حد قال لحضرتك أني مستغنية عن عمري .


إبتسم لها بتسلي وتحدث بدهاء:


_يعجبني فيكي ذكائك يا مني يلا إنزلي شوفي شغلك


تحركت مني للأسفل


وأتجه هو للباب وأخذ نفسًا عميقاً حتي يتحكم في ضبط مشاعره ودقات قلبهِ المتسارعة المشتاقة بجنون لمليكة حياته مٌنذٌ ذلكَ اليوم


دق الباب ودلف للداخل وعلي الفور إبتلع لعابهٌ وحاول جاهداً التحكم بحاله وضبط النفس حتي يظهر بالثبات من هول ما رأي تمالكَ من حاله لأبعد الحدود حتي لا يٌسرع إليها ويرفعها مٌعلقاً إياها بين أحضانه ليذوبا معاً في بحر عشقهما المميز .


نظر علي تلك المستلقية فوق تختها بمنتهي الإثارة ترتدي شورتًا قصيراً للغاية وكنزة باللون الأحمر بحمالة رفيعة بصدرٍ مفتوح يٌظهر أكثر مما يٌخفي وتحتضن صغيرها بعناية


إستدارت هي بجسدها ونظرت عليه بإنوثة بعثرت كيانهْ فاتحة شفاهها المغطاة بطلاء باللون النبيتي الذي يعشقهٌ عليها ذلك الولهان


إبتلع لٌعابهٌ بصعوبة وتمالك من حالهِ لأبعد الحدود من مظهرها الذي يدعو للجنون ولا شيئ غيرة


ونظر إلي صغيرة الذي وما أن رأه حتي هلل ووقف علي الفور مٌصفقًا بسعادة


إتجهَ ياسين إلي صغيرهِ مٌتجاهلاً تلك المٌهلكة لروحه وحملهٌ وأحتضنه وبدأ يٌكيل له وابلاً من القبلات وتحدث بنبرة هادئة عكس بركانهِ الداخلي :


_إيه يا قلب بابي مالك يا حبيبي ؟


رد الصغير ذو الثلاث أعوام بتلقائية:


_ أنا زعلان منك كتير يا بابي علشان مش جيت تاخد عز في حضنك وتبوسه


نظر ياسين لصغيرهِ وضيقَ عين وفتح الأخري مٌستغربًا حديث صغيرهِ الذي يسبق سنه وتحدثَ:


_ مش إحنا إتغدينا مع بعض النهاردة وقضينا طول اليوم في حمام السباحة مع إخواتك وبعدها بوستك بوسة كبيرة ؟


رد الصغير بتلقائية:


_  أيوة ماأنا عارف وقولت كده لمامي بس هي قالت لي إن لازم بابي يبجي يحضنك ويبوسك وإنتَ في السرير


حول بصره لتلك التي تكاد تختفي من شدة خجلها وتضغط بأسنانها علي شفاها السفلي مما أثارهُ أكثر وأكثر


جلس ياسين بجانبها وأخذ صغيرهُ بين أحضانهِ وبدأ بقص حكاية لهْ حتي غفي بسلام


ثم تحمحمَ مٌتسائلاً لتلك الصامتة:


_  هتنيمي الولد هنا ولا أوديه اوضته ؟


أجابته بهمسٍ عابث بعثر كيانه:


_ وديه أوضته هيرتاح هناك أكتر


تحمحمَ وحمل صغيره وأتجهَ بهِ إلي غرفته ودثرهٌ بعناية تحت الفراش


ثم عاد إليها من جديد وتحدثَ مٌترفعًا متمنعاً:


_  أنا ماشي عاوزة حاجة ؟


إستشاط داخلها من ذلك المٌتصنع البرود وقررت أن تعاقبه بنفس سلاح البرود وأجابته بنبرة باردة مٌبتسمة بسماجة:


_ متشكرة يا ياسين تصبح علي خير .


إنصدم من ردة فعلها الغير متوقعة وحدث حاله بجنون أي خير تتحدثين عنه أيتها المشعوذة الصغيرة ؟


أبعد ما أشعلتي داخلي وبعثرتي روحي بهيئتك المهلكة تلك تتحدثين بكل برود وتٌرسليني من جنتك بتلك البساطة،


من أين حصلتي علي ذلك اللؤم مٌدللتي ؟


نظرت إليه وتحدثت لتحرق روحه وتشعلها:


_ فيه حاجه يا ياسين ؟


فاق من شرودهُ وهز رأسهٌ نافياً وتحدثَ بعيون مٌشتعلة:


_مفيش حاجة تصبحي علي خير ،


وتحرك سريعاً للخارج وأغلق خلفهٌ الباب بحدة


إنتفض داخلها وأرتعبت من فكرة إبتعاده، كادت أن تبكي لكنها وبلحظة فكرت وتحركت سريعاً إلي الباب لتلحق به قبل المغادرة


فتحت بابها وجدته متسمراً واقفً أمام الباب لا هو يستطيع الدخول إمتثالاً لكرامته ،


ولا قلبهِ يستطيع الرحيل وترك معشوقة قلبه ومليكته


نظرت له وألتقت الأعين وتحدثت بما يفوقٌ حديثٌ اللسان بمراحل


أمسكت يدة وشدتها لتحثهٌ وتدعوهُ إلي الدخول مرةً أخري لجنتها إنساق إليها ودلف معها وكأنهٌ مٌسحوراً


وما أن أغلق هو الباب حتي رمت حالها داخل أحضانهٌ كقطة شيرازي تتمسح بصاحبها وتطلب ودهٌ وحنانه ،


والذي بدوره لف ساعديه حول خصرها ورفعها للأعلي محتضناً إياها لتتعلق ساقيها بالهواء


نظر بعيناها وتحدث بهيام:


_ وحشتي ياسين يا عيون ياسين


أجابته بدلال وترفع :


_ لو كنت وحشت ياسين بجد كان جه وأترمي في حضني بدل ما يقسي عليا بالشكل ده


مال علي شفتاها وألتهمهما بشغفٍ وهيام وبعد مدة إبتعد عنها وهو يلهث قائلاً :


_حد بردوا يقسي علي روحه ده أنتي روحي يا غالية


تحرك بها إلي اليخت ومازال معلقاً إياها داخل أحضانه وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة:


_ هو عز بقي عنده كام سنة ؟


أجابته بهمس :


_ تلات سنين


غمز بعيناه وتحدث:


_ طب مش كفاية عليه دلع لحد كده إحنا لازم نجيب له بنوتة شقية كده شبه مليكة الحلوة تلعب معاه


ضحكت خجلاً فأكمل وهو يضعها فوق التخت بعناية وحنان:


_ أنا عاوز بنتي تنورني بعد تسع شهور من النهاردة،


وغمز بعيناه:


_ إتفقنا


إبتسمت خجلاً ثم غاصا معاً في درب عشقهما الحلال المميز


بعد مدة كانت مستلقية تحت الفراش تتنعم بأحضانه الدافئة


تحرك هو تاركً إياها مٌتجهاً إلي خزنتهِ الخاصة وفتحها ثم أخرج منها عٌلبة كبيرة وتحرك إليها من جديد وجلس بجانبها وأفتح العٌلبة تحت إنبهارها الذي يعشقه ويحفزة علي ان يٌزيدها أكثر وأكثر من هداياه المميزة لها هي وفقط


وتحدثت هي حين رأت ذلك العِقدٌ الفريد من نوعه:


_ وااااو يا ياسين معقولة في جمال بالشكل ده ؟


مال علي شفاها واقتطتفَ قٌبلة سريعة بجانب شفاها وتحدث:


_ جمالك فاق الحدود ولازم له ذوق نادر علشان يليق بمقامك يا ملكة


أمسك العقد واستعد واستدارت هي ورفعت شعرها فألبسها إياه ثم مال علي عٌنقها وفرقَ عليه وابلاً من القبلات الشغوفة


وتحدث بعيون عاشقة:


_ كل سنه وإنتِ في حضن حبيبك وساكنة روحه ومتربعة علي عرش قلبه


إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة بعيون هائمة في بحر عيناه:


_كل سنه وإنتَ سعيد وجوة حضني يا حبيبي


ثم جرت مٌسرعة تنظر بمرأتها بسعادة بالغة وهي تتحسس العقد وتنظر إليه في إنعكاس صورته بالمرأة بإنبهار وتسائلت بتعجب:


_ أمتي جبته وإزاي ؟


أشار لها فتحركت إليه مسرعة وتنهد براحة وهو يستلقي علي ظهره ويجذبها إليه لترتضم بصدرهِ قائلاً :


_العقد ده بقاله سنه بيتصنع بمزاج علشان يطلع في أبهي صورة له ويليق برقبة مليكة هانم المغربي  مرات ياسين ونور عيونه وعمره اللي رجع له بعد سنين ضياع


كانت تنظر إليه بهيام وحالة غرام تسيطر عليها وتحدثت بعيون عاشقة:


_  أنا بحبك أوي يا ياسين


أجابها بجنون عاشق:


_ وأنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه يا قلب ياسين


دثرت حالها داخل أحضانه ووضعت رأسها موضع قلبه لتستمع لدقاته وتحدثت برجاء:


_ ممكن ماتبعدش عني تاني يا ياسين أنا ببقي ضايعة من غيرك وروحي بتبقي تايهة مني


أجابها بصوتٍ يملئهُ العشق:


_  هو فيه حد بيبعد عن روحه إنتِ روحي اللي ببُعدي عنها بتروح روحي مني


دثرت حالها داخل أحضانهِ أكثر وأكثر وضلا طوال الليل يُسقيها من شهد الغرام ويٌسمعها أحلي كلام الهوي والعشق،


عشقه المميز الخاص بها


عشق الياسين لمليكة فؤاده

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

حلقة خاصة بعيد الحب

داخل فيلا عز المغربي


وبعد مرور الإحتفال برأس السنة الميلادية بشهرِ وعدة أيام


كانت العائلة مجتمعة لتوديع ليالي وأيسل اللتان ستسافرتان للتو إلي ألمانيا بصحبة ياسين حيث قررت أيسل التي أتمت عامها الثامن عشر وأنهت دراستها بالثانوية العامة بمجموعٍ فائق الألتحاق بجامعة هايدلبرغ الألمانية لدراسة الطب البشري وبدورها سترافقها ليالي التي أرادت السفر مع طفلتها كي لا تدعها لحالها وهذا أيضاً كان شرط عز لموافقته لسفر أيسل ،


تحركت أيسل إلي عز الذي سحبها لداخل أحضانه وتحدث بنبرة مٌتأثرة :


_خلي بالك من نفسك يا سيلا وإسمعي كلام مامي ومتتعبيهاش معاكي .


أجابته تلك الجميلة بطاعة وإبتسامة بشوش أنارت وجهها:


_ حاضر يا جدو .


ثم تحركت إلي ثريا التي تبكي بإنهيار علي فراق تلك الجميلة التي تعتبرها حفيدتها البكر ،إحتضنتها أيسل ومسحت بأيديها علي ظهرها بحنان كي تهدئ من روعها وأردفت قائلة بنبرة حنون مٌتأثرة:


_  أرجوكِ كفاية دموع يا نانا  ليه محسساني إني مسافرة ومش راجعة تاني ؟


اجابتها بلهفه وذعر:


_  بعد الشر عنك يا حبيبتي متقوليش كده ،


وأكملت بحزن:


_  أنا مش عارفة مين اللي طلع في دماغك حكاية التعليم في ألمانيا دي ما كليات الطب مالية البلد اهي والكلية الألمانية بذات نفسها ليها فرع هنا في إسكندرية تفرق إيه الكلية اللي إنتِ رايحاها عن اللي موجودة هنا ولا هو سفر وشحطتة وخلاص


ردت علي حديثها منال بتفاخر وكبرياء :


_تفرق كتير طبعا يا ثريا إنتِ عاوزة خريج جامعة هايدلبرغ يتساوي بخريج جامعة داخل مصر حتي لو كانت فرع لنفس الجامعة ؟!


تحدثت أيسل إلي ثريا بهدوء :


_بصي يا نانا الجامعة اللي أنا هدرس فيها دي إختارتها بعد ماعملت سيرش وعرفت إنها من أفضل الجامعات اللي بتدرس الطب البشري وزي ما حضرتك عارفة إن أفضل دكاترة وأفضل رعاية طبية في العالم كله موجودة في المانيا


إبتسمت لها ثريا وأحتضنتها مودعة إياها قائلة بنبرة حنون:


_  بالتوفيق يا سيلا وإن شاء الله أشوفك أعظم جراحة في العالم كله وأسمك يلمع ويشرف مصر كلها .


تحركت إلي الخارج وهي تتذمر بتأفأف مٌتسائلة عمها طارق :


_ هو فين بابي يا عمو إتأخر ليه كده  ؟


أجابها طارق بهدوء مٌمتصًا غضبها :


_إهدي يا سيلا بابا متأخرش ولا حاجة.


تحدثت بتذمر ونبرة صوت أظهرت غضبها:


_ وهي الليدي مليكة مش هتعرف تيجي تسلم علينا لوحدها لازم يروح بنفسه يجيبها وتدخل بتشريفة ؟


كاد طارق أن يتحدث أوقفهٌ دخول ياسين من البوابة حاملاً صغيرهٌ الذي تخطي عامهُ الثالث بسبعة أشهر وتجاوره تلك الحزينة بعيونها المنتفخة جراء بكائها وأثار الدموع وهذا لأجل ذهاب ياسين معهما والمكوث داخل ألمانيا لمدة إسبوع كامل


إشتعل داخل أيسل عندما رأت والدها مٌحتضن كف يد مليكة بتملك ورعاية وتملكت الغيرة من قلبها حيث أنها بالعامان المنصرمان زادت وأشتدت غيرتها علي أبيها من مليكة وذلك بفضل عشق ياسين المجنون لمليكة والذي تخطي الحدود وظهر للعلن رٌغماً عنه ،


تحركت سريعاً إلي أبيها ورمت حالها بين أحضانه بإتجاه مليكة مما جعل ياسين يترك يد مليكة ويلف ذراعه حول صغيرته برعاية، وخاصة عندما رأي غيرتها بعيناها


تحدثت أيسل بغيرة ونبرة مٌعاتبة:


_  إتأخرت كده ليه يا بابي كده ممكن نتأخر علي ميعاد الطيارة ؟


أجابها ياسين وهو ينظر إلي صغير:


_  مش كٌنت بجيب لك عز باشا الصغير علشان يسلم علي أخته حبيبته قبل ما تسافر


نظرت إلي الصغير الذي إبتسم بدلال وتساءل بنبرة طفولية:


_ هو إنتِ هتركبي الطيارة يا سيلا ؟


خرجت من حضن أبيها وحملت شقيقها عنه وأحتضنته بحنو وأجابته بتأثر:


_ أه يا قلب سيلا هسافر بالطيارة بس كل يوم هكلمك فيديو كول علشان أطمن علي عزو حبيبي وأشوفه وهو بيكبر وكمان هبعت لك حاجات حلوة كتير من هناك


إبتسم لها الصغير وتحدث :


_ طب خديني معاكِ  أنا عاوز أركب الطيارة .


إبتسم له ياسين وملس علي شعر رأسهِ البني الحريري الذي ورثهٌ من مليكة وتحدث :


_ إن شاء الله هاخدك إنتَ ومامي وحمزه وأنس ومروان في أجازة الترم ونركب الطيارة ونروح نقضي الاجازة كلها مع سيلا .


صفق الصغير بسعادة بكفي يداه الصغيرتان وتحمحمت مليكة لتسليك صوتها وتحدثت إلي أيسل التي تغيرت معاملتها كلياً وذلك بفضل غيرتها الشديدة علي أبيها :


_ توصلي بالسلامة إن شاء الله يا سيلا .


أجابتها بتملٌل ونبرة جامدة دون حتي أن تُكلف حالها عناء النظر لوجهها :


_ميرسي .


حزنت مليكة وأنزلت بصرها للأسفل مما أحزن ياسين الذي حاول مراراً أن يُصلح علاقة أيسل بمليكة ولكن لم يجدي الأمر معهٌ نفعاً


تحركت مليكة إلي ليالي التي إحتضنتها وتحدثت بنبرة مٌتأثرة:


_  خلي بالك من حمزة يا مليكة حمزة أمانة في رقبتكم لحد مانرجع إن شاء الله .


تحدثت مليكة التي شددت من إحتضانها وتحدثت بدموع:


_  هتوحشيني يا لي لي وهتوحشني مناقرتنا في بعض .


خرجت ليالي من داخل أحضانها وتحدثت بنيرة دٌعابية وأبتسامة ساخرة من بين دموعها :


_ هوحشك بردوا يا بكاشة ده أنتِ تلاقي فرحتك مش سايعاكي علشان هسيب لك ياسين من غير منافس ،


ثم أكملت بتحذير مفتعل وهي تُشير إليها بسبابتها :


_ بس بلاش تتعودي علي كده يا حبيبتي دي هي كٌلها سنة واحدة لحد ياسين ما يطمن علي أيسل وأنها أستقرت في ألمانيا وتتأقلم مع الحراسة بتاعتها وبعدها هتلاقيني رجعت لك وصدقيني لأخد حقي في ياسين تعويضً عن السنة دي كٌلها .


ضحكت مليكة علي مداعبة ليالي لها وتحدثت بتأثر وحنين:


_ والله هتوحشيني .


إقترب الجميع من ليالي وودعوها هي وأيسل منال التي كانت تبكي بمرارة وألم علي فراق حفيدتها ومدللتها الغالية وأيضاً إبنة شقيقها التي تعتبرها كإبنة ثانية لها بعد شيرين


وچيچي التي بكت بدموعها الحارقة أما لمار فلم تتأثر ولو قليلاً ويرجع هذا لطبيعتها الجامدة


تحرك ياسين إلي مليكة وسحبها بجانب سور الفيلا بعيداً عن مسمع الجميع وقبل جبهتها


وتحدث بعيون حزينة لفراقه الذي سيطول مدة أسبوع عنها :


_ ممكن حبيبي يخلي باله من نفسه علشان أكون مطمن عليه ؟


أجابته بدموعها الحارة:


_ حاضر بس ممكن علشان خاطري متتأخرش عليا  .


إبتسم لها ووضع أنامله وجفف لها دموعها وتحدث بهدوء كي يهدئ من روعها:


_عيوني ،ممكن بقي أعرف بتعيطي ليه ؟


وأكمل مٌفسراً :


_ده كله إسبوع هطمن فيه علي ليالي وأيسل وأرتب لهم الحراسة الكافية علشان أمانهم وأطمن إنهم إتأقلموا وأرجع لك علي طول .


أجابته بدموعها بإعتراض :


_فاكر إن الإسبوع هيعدي عليا كده بسهولة ؟


وأسترسلت حديثها بحنين:


_  يا ياسين أنا اليوم اللي بتبات فيه عند ليالي مابيجليش فيه نوم ولا عيني بتغمض غير تاني يوم وإنتَ جنبي وجوة حضني .


نظر لها بجنون وإبتسم وأردف قائلاً بإعتراف:


_ عارفة يا مليكة أنا عشت عمري كله أحلم باللحظة اللي هسمع فيها إعترافك ليا بحبك وإني خلاص ملكت وجدانك وقلبك،


وأكملَ بعيون مٌغرمة :


_ بس مهما تخيلت وحلمت عمري ما كنت أتخيل حلاوة اللحظة ولا رونق جمالها وإنتِ بتنطقيها  .


إبتسمت وفاقا كلاهما علي صوت عز وهو ينادي ياسين بدعابة:


_ يلا يا روميو كده ميعاد الطيارة هيفوتكم يا حبيبي وهترجع تاني لمليكة قبل حتي ماتوحشها   .


نظر لأبيه وأبتسم علي دٌعابته وتحرك إليه وأحتضنه وبدوره شدد عز من إحتضانه وتحدث بتأكيد :


_ ماتتحركش من هناك وترجع غير لما تأمن لهم الحراسة كويس جداً يا ياسين


أجابهٌ ياسين بطاعة:


_  مش عاوزك تقلق يا باشا الموضوع هيتم زي ما حضرتك أمرت وأكتر كمان ده أمان بنتي الوحيدة ومراتي أكيد مش هقصر فيه .


هز له عز رأسهِ وتحدث :


_ توصلوا بالسلامة ان شاء الله يا حبيبي .


وتحرك ثلاثتهم بصحبة طارق وعمر اللذان إصطحبوهم إلي المطار إنفجرت دموع منال ودلفت سريعاً للداخل والجميع خلفها


تحركت إليها مليكة التي تحدثت بهدوء مٌصطنع رغم حٌزنها المرير من أجلهم جميعاً:


_  ليه بس الدموع دي يا طنط ؟


وأكملت بتحفيز كي تمتص ألمها:


_ المفروض تكوني أسعد واحدة في الدنيا علشان أيسل رايحة تحقق حلمها وإن شاء الله ترجع لنا مجدي يعقوب جديد وتشرفنا وتشرف بلدها ووطنها العربي كله .


اجابتها من بين دموعها:


_  فراقهم صعب عليا أوي يا مليكة أول مرة يبعدوا عني المدة دي كلها .


إرتمي عليها عز الصغير الذي تحدث بحنو وهو يضع أناملهٌ الصغيرة فوق وجنتها ويجفف لها دموعها قائلاً :


_ إنتِ زعلانه ليه يا نانا ؟


إبتسمت وأحتضنته وقبلت وجنتيه بحنان وأجابته:


_ أنا خلاص مش زعلانة طالما أخدت عزو حبيبي في حضني


تحدثت ثريا التي مازالت مٌتأثرة وتبكي:


_ إهدي يا منال متعمليش كده علشان حمزة .


إنتبهت وتلفتت حولها بهلع وهي تتساءل :


_هو فين حمزة يا ثريا ؟


أجابتها چيچي من بين دموعها لطمئنتها :


_  عمو عز أخده هو وأنس ومروان وراح يتمشي بيهم علي البحر


إستكانت بجلستها وهدأت قليلاً


◇◇◇◇◇☆◇◇◇◇◇


بعد خمسة أيام داخل ألمانيا


وبالتحديد داخل المنزل الذي إشتراه ياسين من أجل راحت فلذة كبده وزوجته ، وقد قام بتأمينهٌ بوضع حراسة مٌشددة حول المنزل بأكمله وذلك حرصاً لظروف عمل ياسين


كانت تتمدد بجواره واضعةً رأسها فوق صدرهِ  وهو يلف ذراعه حولها ويحتضنها برعاية بعدما أذاقها حلاوة عشقه فهي أيضاً زوجته ولها عليه من الحقوق ما لمليكة


إلا الذي يستكينٌ بداخل قلبهٌ وروحه ويتوغل بتشعٌب داخل كل ذرة بكيانة فهذا ليس عليه بسلطان  .


تحدثت بنبرة قلقة :


_هو أنتَ فعلاً هتسبنا هنا لوحدنا وترجع إسكندرية بعد كام يوم يا ياسين ؟


أخذَ نفسً عميقً ثم زفرهٌ بهدوء وأجابها بإستسلام:


_ مفيش قدامي بديل يا ليالي ما أنتِ عارفة شغلي وتحكماته وإني مينفعش أبعد عنه أكتر من كده ده غير حمزة اللي أكيد حاسس بوحدة وإحنا كلنا بعيد عنه كده  وعز اللي كل يوم بيعيط في التليفون ويقولي يلا تعالي


وأكملَ مٌطمئناً إياها:


_ وبعدين أنا مش عاوزك تقلقي بالشكل ده علشان ما تنقليش قلقك لسيلا  الحراسة اللي أنا عينتها لكم دي من أكفئ شركات الأمن هنا في ألمانيا ،ده غير محمود الراجل بتاعي اللي هيكون مٌلازم ليكم زي ظلكم  .


هزت رأسها بإيجاب وتحدثت :


_أنا مش قلقانة من كده يا ياسين وعارفة ومتأكدة إنك مش هتقصر في تأمينا ،


رفعت رأسها تنظر إليه مٌستندة بيدها فوق صدره وتحدثت :


_أنا متضايقة من بعدي عنك وعن حمزة كل المدة دي وبجد هفتقد الدفا والحب اللي بحسه وأنا في وسط العيلة


أخرج تنهيده حارة تدل علي ثقل قلبٍهِ المحمل بالهموم وأجابها :


_ علي عيني وأنا ماشي وسايبكم يا ليالي بس ده مستقبل سيلا ودي أمنيتها وأنا مقدرش أمنعها من تحقيق حلمها وإن شاء الله أنا هبقي أجي أزوركم دايماً وأقعد معاكم علي قد ما وقت شغلي يسمح،


وأكمل ليمسح عنها حزنها:


_  وكلها سنة واحدة علي ما سيلا تتعود علي الحرس بتوعها وأنا أطمن عليها وأتأكد من إنها هتقدر تعيش لوحدها مع المرافقة بتاعتها والحرس وبعدها هرجعك لمصر علي طول  .


إبتسمت له ووضعت رأسها بهدوء من جديد فوق صدره


فتحدث وهو يمد يده جانباً ليلتقط علبة من داخل درج الكومود ،رفعت رأسها من جديد تنظر إليه بإستغراب


إبتسم لها وتحدثت هي بسعادة وأستغراب:


_  دي علشاني ؟


جايب لي هدية يا ياسين ؟


إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وأخرج هديتهٌ تحت عيناها المنبهرة قائلاً هو :


_جايب لك هديه يا ليالي،


وأكملَ بدٌعابة لائمًا إياها بلطف:


_ بس يارب تعجبك ومطلعيش فيها العبر زي كل مرة


نظرت لتلك القلادة الرقيقة والتي يتدلي من نهايتها حروف إسم ياسين مٌرصعة بحبات الزمرد بلونها الصارخ مما أعطي لها رونقً باهر لكل من يتطلع إليها


إنبهرت برقتها وجمالها وتحدثت:


_  حلوة أوي يا ياسين .


إعتدل بجلسته ووالاته هي ظهرها وألبسها إياها مع تقبيل يدها قائلاً :


_ كل سنة وانتِ طيبة يا ليالي


إبتسمت بسعادة وأعتدلت ورمت حالها من جديد لداخل أحضانه


◇◇◇◇◇☆◇◇◇◇◇


بعد ثلاثة أيام وبالتحديد ليلة عيد الحب


ومع بداية أول الليل  داخل غرفة مليكة


كانت تجلس القٌرفصاء تضم ساقيها وتحتويهما بذراعيها وتتطلع للأمام في اللاشئ والحزن والألم يسيطران علي ملامح وجهها بعدما كانت تنتظر وصول ياسين من ألمانيا بالأمس ولكنه اخبرها أنه أراد المكوث لليلتان إضافيتان بصحبة ليالي وأيسل


فصور لها خيالها بأن ياسين فضل الإحتفال بعيد الحب داخل أحضان ليالي عوضاً عن أحضانها وهذا ما جعل نار الغيرة تنهش بصدرها رٌغمً عنها ،


فبرغم تعاطفها الزائد مع ليالي وحزنها علي سفرها هي وأيسل إلا أن غريزة الأنثي التي بداخلها هي التي تمكنت وأنتصرت


إنتصر عشقها المجنون وغيرتها الشديدة علي رجٌلها وشعرت بروحها تتمزق كلما سرحت بأفكارها وتخيلت ياسينها وهو يضم ليالي إلي صدره أو يٌقبلها مثلها


إنتبهت من شرودها علي صوت دقات فوق الباب فدلفت مٌني بعد إستماعها للسماح بالدخول وتحدثت بإحترام :


_ ست مليكة طارق بيه مستني حضرتك تحت في الجنينة وبيقول لك إلبسي وإنزلي له حالاً لإن مدام نرمين تعبانة شوية ومحتاج لك معاه علشان تروحوا تطمنوا عليها بس من غير الست ثريا ما تعرف علشان متقلقش.


إنتفضت من جلستها وتحدثت بإرتباك ظهر بعيناها:


_ تعبانة إزاي يعني ؟


مدت مٌني شفتاها وأردفت قائلة :


_ معرفش يا هانم أنا قولت لحضرتك اللي طارق باشا قالهٌ لي بالظبط  .


إستمعت لحديثها وارتدت ثيابً عملية ولفت حجابها بعناية وتحدثت وهي تتحرك في الرواق بجانب مٌني متجهة إلي الدرج :


_خلي بالك من عز كويس أوي .


أجابتها مٌني:


_ عز أخدته منال هانم من شوية علشان يقعد مع حمزة وقالت لثريا هانم إنها هتبلغك في التليفون إنه هيبات مع حمزة بالليل ،


ده حتي عز بيه جه أخد ثريا هانم ومروان وأنس علشان يسهروا معاهم في الفيلا


هزت رأسها بتفهم فمٌنذٌ سفر أيسل وليالي وحمزة بحالة نفسية متأثرة وإما أن يأتي للنوم بجانب مروان وأنس وعز ليشعر بالتأنس وعدم الوحدة ،أو تأتي منال لأخذ عز الصغير ليغفو بأحضان شقيقه وينسيه ألام إبتعاده عن شقيقته ووالدته وأيضاً والده


تحركت إلي وقوف طارق وتساءلت هي بإستفسار:


_ نرمين مالها يا طارق ؟


أجابها بهدوء:


_  معرفش إتصلت بيا وقالت إنها خرجت مع سراج وبعدها تعبت في المطعم اللي راحوه وجوزها أخدها عند دكتور قريب من المطعم قولت أخدك ونروح لها علشان تبقي معاها وتطمنيها


وتحرك أمامها ليفتح لها باب السيارة ، إستقلت بجانبه وتحرك طارق مٌنطلقًا بسرعة


نظرت إليه وتساءلت بإستغراب :


_ هو أنتَ مش كٌنت خارج إنتَ وجيجي تحتفلوا بال "Valentine " ؟!


أجابها من بين أسنانه بغيظ:


_  الله يسامحها نرمين بقي بس ماتقلقيش  هوصلك وأرجع لجيجي بسرعة


ضيقت عيناها وهي تنظر إلي إتجاه طارق وتحدثت بإستفسار :


_ توصلني وترجع ؟!


إرتبك بحديثه وتحدث مٌغيراً مجري الحديث:


_ عرفتي إن سليم جوز يسرا هينقل شغله هنا في إسكندرية.


تنهدت وأجابته بهدوء :


_أه  يسرا قالت لي من يومين .


بات يحدثها ليٌلهيها حتي وصلا لوجهتهم وتوقف طارق نظرت إليه بإستغراب عندما وجدت حالها أمام الميناء وتحدثت بتعجب:


_  إنتَ جايبنا هنا ليه يا طارق ؟!


تحرك من السيارة وأتجه ناحية الباب الأخر وهو يفتح لها الباب وأجابها بدعابة:


_   إجابة السؤال ده بقى مش هتلاقيها عندي .


ضيقت عيناها بإستغراب وبدأ يساورها الشك وتساءلت:


_ أمال عند مين يا طارق ؟!


أشار بيده ناحية ذاك الواقف بمقدمة اليخت الذي يقترب من مّرسي الشاطئ


نظرت بإتجاه إشارة طارق ورقت عيناها بذهول وخرجت سريعاً من السيارة وهي تنظر لذاك الوسيم بعيون سعيدة واضعه كف يدها فوق فمها غير مستوعبة وجود معشوقها وهو يقف بوسامة منتصب الظهر يرتدي حله سوداء برابطة عنق حمراء مصففً شعرهٌ بعناية مٌمسكًا بيده باقة زهور جميعها باللون الأحمر المٌبهر


أسرعت بمشيتها لذاك المٌبتسم الذي غمز لها بعيناه بحركة أذابتها وجعلتها تتحرك سريعاً فوق الممشي الخشبي كي تصل لرجٌلها ورجل أحلامها دون شعور منها لذاك الطارق أو بعض الرجال المتواجدون بالمكان نظراً لطبيعة عملهم


وأخيراً وصلت إليه وبدون مقدمات رمت حالها بين أحضانه كمن وأخيراً وجد ضالته أخرجها هو سريعاً لشدة غيرته من نظرات البعض ،فخجلت من حالها حينما استشعرت بما قامت بفعله


وتحمحمت خجلاً فأعطاها هو باقة الزهور قائلاً بإشراقة:


_  كل سنة وإنت معايا يا مليكة .


إبتسمت بشده حتي ظهرت صفي أسنانها الناصعة البياض وتحدث طارق الذي ما زال متواجداً بالأسفل مٌشيراً إلي شقيقه بكف يده :


_ حمدالله على السلام ة يا باشا أظن أنا كده تمام  .


أجاب ياسين شقيقهٌ:


_  طول عمرك وإنتَ تمام طارق باشا .


نظرت مليكة إلي طارق بنظرات شاكرة ممتنه فتحدث هو:


_  تصبحي علي خير يا مليكة ومتقلقيش علي الأولاد عمتي ثريا عارفة إنك مع ياسين وهتخلي بالها منهم .


حولت بصرها سريعاً إلي ياسين فأكمل طارق بدٌعابة:


_بسلامته بلغ الكل إلا إنتٍ كان حابب يعملها لك مفاجأة


وتحرك إلي سيارته وسحب عامل اليخت الممشي الخشبي وتحرك سائق اليخت مٌبحراً للداخل جذب ياسين مليكة من يدها مٌتجهاً إلي الداخل


أدلفها لداخل غرفة النوم المجهزة بتختٍ صغير بالكاد يٌكفيهما نظرت إليه وبدون مقدمات رمت حالها من جديد داخل أحضانه وبدورةِ حملها رافعً إياها لأعلي ليثبتها داخل أحضانه وهو يضمها بقلبٍ ينبض عشقً وجسدٍ يرتجف لضمت محبوبته بعد غياب دام لأكثر من إسبوع


وتحدث وهو يٌشدد من إحتضانها :


_ وحشتيني يا حبيبي وحشتيني


أبعدت رأسها عن أحضانه ووضعت كف يدها الرقيق تتلمس ذقنهٌ النابتة التي تذوب بها كلما نظرت إليها وتحدثت بنبرة هائمة:


_  إنتَ معايا بجد يا ياسين ؟


يعني أنا مش بحلم وإنتَ لسه هناك في ألمانيا  ؟


وأكملت بنبرة حزينة:


_ أنا كٌنت خلاص فقدت الأمل وقلت إنك حابب تقضي عيد الحب بعيد عن حضن مليكة


إبتسم لها وأردف قائلاً بحنان:


_  أي حاجة فيها حب يبقي مينفعش تتعاش برة حضن مليكة


ومال علي شفتاها وهو يلتقطها بين شفتاه بلهفه وجنون وأشتياق وبعد مدة فصل قٌبلتهْ وأنزلها بهدوء مٌتحاملاً علي حاله كي لا ينجرف وراء مشاعرهٌ الجياشة والتي تٌطالبه بالإنصياع لصوتٍ داخلهُ يحسهٌ علي أخذها بين أحضانه ودفنها بين ضلوع صدره وليذوبا معاً بعالمهما الخاص كي يحتفل معها علي طريقته التي يٌجيدها بإمتياز


تحامل علي حاله وأبتعدَ كي لا يضيع عليها لذة مفاجأة الليلة  وتحرك إلي الأريكة الموضوعه وأقترب من صندوق كبير كان موضوعً بعناية وأخرج من داخله ثوبً باللون الأحمر مٌبهر ويشد البصر مٌرصعً بأحجار سوداء جعلته مٌثيراً ومميزاً لليلة كهذه


و تحدث إليها بنبرة حنون عاشقة:


_  ده فستانك يا عروسة ومعاه الحجاب بتاعه .


وأكمل مٌداعبًا إياها :


_ هستناكي برة علشان الفرعون الصغير هيبدأ للإحتفال


إبتسمت خجلاً وخرج هو وأنتظرها فوق سطح اليخت


بعد قليل طلت عليه كأميرة خرجت للتو من إحدي أساطير الحكايات المٌبهرة  ،نظر لها بعيون مٌنبهرة بجمالها الفائق الذي تخطي كل الحدود معه إبتلع لٌعابهْ وكتم أنفاسه من هيئتها  ولكنهٌ تحامل علي حاله كي لا يحرمٌها من إكمال ليلتها محاربًا بكل طاقته شعوراً مٌلح بأن يسحبها للداخل ويغلق باب الغرفة كي يروي عطشهٌ لها الذي فاق الحد


رفع كف يدها إلي فمه واضعً شفتاه المولعة عليه ولامسهٌ بطريقة مٌثيرة مٌقبلاً إياه مما جعل جسدها بالكامل يهتز


ثم قرب فمه من جانب أذنها وهمس وأسمعها بعض الكلمات بنبرة بعثرت كيانها وجعلت القشعريرة تسري بجسدها من جديد


ثم رفع يده وفتح جهاز ليزر ليٌطلق إشارة لذاك اليخت الذي يبتعد عنهما بمسافه كبيرة


وفجأة إنطلقت الألعاب النارية في السماء بطريقة متناسقة رٌسمت بها نقش كلمات كالأتي :


_ كل سنة وإنتِ معايا يا مليكة قلبي .


كانت تنظر للسماء تقرأ ما يٌكتب بالألوان المنبثقة من الألعاب النارية بإنبهار وعيون مٌتسعة بذهول غير مصدقه لما يحدث من حولها


وتحدثت بإنبهار :


_يا ياسين أنا بعشقك بجنون .


إبتسم لها ونظر للسماء من جديد ينظران إلي الألعاب النارية وألوانها المبهجة والتي كتبت أخيراً باألوان مٌبهجة متنوعة .


مليكة الياسين


ضحكت من قلبها بسعادة وانتهت الألعاب وأشتغلت الموسيقي الهادئة فأخرج هو من داخل جيب معطفه عٌلبة فتحها واخرج  منها النسخة الثانية من القلادة الرقيقة التي قدمها لليالي والتي كٌتب عليها ياسين ،


إتسعت عيناها بإنبهار حين وقعت عيناها علي رقة القلادة وتحدث:


_  تجنن يا ياسين ربنا يخليك ليا يا حبيبي .


أجابها بعيون تنطقٌ عشقً :


_ويخليكي ليا يا قلب ياسين .


تحرك ووقف خلفها وألبسها تلك القلادة ثم أمسك يدها ووضع  بها قٌبلة رقيقة وبدأ يرقصان تحت نجوم الليل اللامعة وتحت سعادتهما التي تخطت عنان السماء ،


وبعد رقصتهما تحرك بها إلي الطاولة الموضوعة بمنتصف اليخت موضوع عليها شموع حمراء مٌحاطه بغلاف زجاجي كي لا يٌطفئها الهواء .


سحب لها مقعداً واجلسها وجاء العامل ووضع لهما الطعام الساخن وبدأ بتناولهٌ في جو يطغى عليه طابع الرومانسية الرقيق حيث الليل والسكون والنجوم اللامعة والشموع الحمراء ذات الرائحة العطرة ، والموسيقي الهادئه وطعامهما الساخن المحبب لكلاهما وأيضاً الجو المٌثلج التي تعشقهٌ مليكة .


إنتها من طعامهما ورفع العامل الصحون وجاء بقالب الحلوي المصنوع علي هيئة قلب أحمر وبهِ أول حرفان من إسميهما معاً ،قطعا معاً قالب الحلوي وتناولا منهٌ القليل وتحركا سريعاً للداخل لقضاء ليلتهما الذي قرر ياسين قضائها باليخت هنا عوضً لحبيبته عن الإسبوع المنصرم الذي قضاهُ بعيداً عن أحضانها .


دلفا للداخل وأوصدا باب الغرفة بالمفتاح وبات يٌذيقها من وابل قبلاته وعشقه الحار ما يروي عطش كلاهما للأخر ،


وتحدث أمام شفتاها المٌهلكة بالنسبة له :


_جوزك بيعشق هواكي يا مليكة ،


ياسين بيعشق النفس اللي بيخرج منك يا نور عيون ياسين  .


أجابته بنبرة هائمة مٌغمضة العينان:


_ ومليكة بتعشق التراب اللي جوزها بيمشي عليه .


إشتعل كيانهٌ من حديثها المٌثير لرجولته وحملها بين ساعديه واتجه بها نحو الفراش وبات يٌزيدها من عشقه المميز ،أما مليكة فكانت بعالم أخر من شدة سعادتها تخيلت للحظات أنها داخل حٌلمً سعيد ولأجل أن تشعر بتواجدهٌ معها باتت تحدثهٌ وتطلب منه أن يخبرها أنهٌ وبالفعل هٌنا وبداخل أحضانها وليس حٌلم جميل وسينتهي .


فحقاً أقصي ما تمنته بتلك الليلة أن يأتي لها ياسينها ويجذبها لداخل أحضانه وتقضي ليلها وهي واضعةً رأسها علي صدره تستمع لدقات قلبه وهي تنبض بعشقها ولكن دائما مع ياسين الوضع يختلف  وتحصٌل مليكة علي أكثر ما تتمني .


وسيبقي عشق الياسين لمليكتة مميزاً إلي الأبد .


#انتهت_الإحتفالية

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

حلقة خاصة بأحداث خيالية لا تمت للرواية بصلة

"تنويه هام"

قارئاتي العزيزات، قبل قراءة هذة الحلقة وجب "التنويه" أنها حلقة فانتازيا ولا تمت بصلة لواقع سير الرواية، بل كتبتها بناءً علي رغبة بعض متابعاتي ممن كانوا يتمنون زواج عز المغربي وثُريا بعد قرائتهم لرواية "عبق الماضي" وتعاطفهم الشديد مع ما مّر به عز

والان سأترككم للإستمتاع مع الحلقة مع تمنياتي بأن تنال إعجابكم

أميرتي


ياليت لي الحق بضمتكِ والدخولِ لعالمكِ المبهرِ.


ولتسمحي لي بدلوفي لأحضانُكِ كي بدفئها أتنعمِ.


والنيل من شفتيكِ الورديةُ والنظر لعينيكِ بتمعُنِ.


ولترأفي بحالتي وتُسقِني من شهدكِ المُكررِ.


كي ينتهي بتذوقِ عسلُك رحلة عذابي وتألُمِيِ.


تابع خاطرة عز المغربي


بقلمي روز آمين



خاطرة عن عز المغربي روز أمين


بعد مرور عامان وفاة أحمد المغربي ، وبرغم تألم روح عز وهو يري ذبول ثُريا يومً بعد الآخر مُنذ فراق روحها التي دُفنت مع حبيبها الأبدي، إلا أن روح العاشق الكامنة بداخلهُ تحركت وثارت عليه، رُغمً عنه تحرك قلبهُ وصرخ مطالبً إياهُ بأن يحقق لهُ مناهُ ويجلب لهُ حب العُمر التي طالما خلُم به وتمناه


ذهب إلي المكان المتواجد به أباه، حيثُ كان في الأراضي الخضراء الواسعة المملوكة للعائلة، ألقي التحية علي والدهُ، فرحب به محمد وأشار بكفه في دعوة منه بالجلوس


جلس صامتً لأكثر من خمس دقائق مرت عليه كدهرٍ


رأي محمد ربكتهُ فتحدث بنبرة مشجعة كي يحسهُ علي الكلام :


_مالك يا عز، عاوز تقول حاجة يا إبني؟


تحمحم عز وتحدث بقلبٍ يرتجف خشيةً جرح قلب أبيه الغالي:


_الحقيقة يا حاج فيه موضوع حابب أفاتح حضرتك فيه


وأكمل بنبرة مرتبكة وجبين يتصببُ عرقً:


_بس خايف تفهمني غلط


دقق مُحمد النظر داخل مقلتاي نجلهُ وتحدث بنبرة جادة:


_خُش في الموضوع طوالي ومتخافش يا سيادة العقيد،


وأستطرد بنبرة لائمة لفهمهِ حديث نجلهُ بالخطأ:


_ أبوك الراجل الفلاح بيفهم وبيعرف يوزن الأمور بردك


نطق عز سريعً نافيً :


_ أستغفر الله يا حاج، أنا ما أقصدش بكلامي كدة أبداً


ضيق مُحمد عيناه منتظراً تكملة حديثهُ، فأخذ عز نفسً مطولاً ونطق بشجاعة:


_ أنا عاوز أتجوز ثُريا بنت عمي وأربي ولاد أخويا جوة حُضني


وأسترسل بإحترام:


_ده طبعاً من بعد إذنك


إتسعت عيناي محمد ونظر عليه بعدم تصديق ، فتسائل عز متوجسً :


_ أنا غلطت في حاجة يا حاج؟!


تنهد مُحمد بأريحية ظهرت علي ملامحهُ:


_حاشي لله يا أبني


وأكمل حديثهُ بإنسجام ورؤي متطابقة:


_ أصل بالصُدفة كنت بكلم أمك في الموضوع ده من حوالي شهر، وأمك هي اللي عجزتني ووقفتني إني افاتحك فيه ، قالت لي إنك مش هتوافق علشان متزعلش منال وتيجي عليها


إنتفض قلبهُ وسأل والدهُ متلهفً:


_يعني إنتَ معندكش مانع يا حاج ؟


تنهد مُحمد وتحدث بأسي ظهر علي وجههُ:


_من ساعة موت أخوك الله يرحمه وأنا قلبي واجعني علي عياله اللي لسه صغار، ولا بنته اللي فاتها وهي حتة لحمة حمرا


وأكمل بتمني:


_ بقي كل اللي شاغلني إني أطمن عليهم قبل ما أقابل وجه كريم


هتف عز بحماس:


_ربنا يديك طولة العُمر وتعيش لحد ما تجوزهم يا حاج


هز رأسهُ بوهن وأبتسم ونطق بيأس:


_أجوز مين يا ابني، البركة فيك تربيهم مع أمهم وتسلم البنات بإيدك لرجالتهم


واستطرد قائلاً:


_أنا هكلم عمك صلاح وأطلب منه ثُريا ولو إني عارف إنه مستنيها وشوفتها في عنيه كام مرة ، ما هو اب هو كمان وعاوز يطمن علي بنته


وأكمل بإيضاح:


_ وما تعتلش هم مراتك، أنا هفهمها بالراحة، وأعرفها إن الجوازة لازمن تتم علشان خاطر العيال يتربوا مع عمهم


تنهد وأردف:


_إن شآء الله يا حاج، إن شآء الله


________________


بالفعل تحدث محمد إلي صلاح وابلغهُ بما طلبه منه عز مما أسعد صلاح وشعر بالطمانينة علي إبنته وصغارها


داخل حُجرة الجلوس المتواجدة بمنزل العائلة ، يجلس صلاح وزوجتهُ عزيزة وأولادهما، علي وفريد وحسن وثُريا


وأيضاً مُحمد، وزوجتهُ مُنيرة واولادهما، عز وعبدالرحمن


أغلق مُحمد الغرفة بإحكام وطلب من زوجات اولادهم ان يصعدوا إلي الاعلي هم وأطفالهم وأخبرهم أنهُ وشقيقهُ وأولادهم سيتحدثون في موضوع خاص بالعائلة


تحدث صلاح موجهً حديثهُ بنبرة حازمة كعادته:


_عز طلب إيدك علي سُنة الله ورسولة يا ثُريا، وأنا وافقت وإن شاء الله كتب الكتاب الشهر الجاي


شعور بالإرتياح إجتاح جميع المتواجدون بالحجرة حتي والدة أحمد التي كانت تريد الإطمئنان علي صغار نجلها الراحل وذلك بعدما أُصيبت بأمراض عديدة بفضل حُزنها علي فقيدها الغالي


عدا تلك الثُريا التي جحظت عيناها من حديث والدها المهين لها والذي يبلغها بعدما حدد لها مصيرها هي وأولادها دون حتي إسنادها حقها الشرعي في الموافقة من عدمها


شعر عز أيضاً بمرارة من حديث عمه المُقلل من شأن أميرتهُ العالية وكاد أن يعترض لولا صوت تلك الحزينة التي إعترضت بنبرة هادئة إحترامً لوجود والدها وعمها:


_ بس أنا مبفكرش في الجواز تاني يا بابا


وحولت سريعً بصرها لذاك الفارس الجالس بأنفاسٍ مكتومة وعيناي مترقبة بشدة لنطقها للقرار الذي سيُحيي قلبهُ ويُجدد لهُ الأمل، نعم فقد باتت تعلم بعشقهِ الهائل لها وهذا ما اخبرها به أحمد وهو علي فراش الموت


وأردفت بهدوء جابرة لخاطر ذاك الخلوق:


_ إنتِ راجل محترم يا عز، وأنا طول عمري وأنا بشوفك زي علي وفريد وحسن


وأكملت بنبرة زائفة لعلمها الحقيقة:


_ وعارفة ومقدرة تضحيتك براحتك مع مراتك وولادك علشان خاطر ترضي عمي ومرات عمي


نظر لها بعيناي تكادُ تصرخُ ألمً من شدة حُزنها،


وحدث حالهُ قائلاً:


_ أهكذا ترين طلبي لتقربي من قلبك غاليتي؟


إني أهيمُ عِشقً وأكادُ من ألمِ الإشتياق أذوبُ وأنتهي


أضناني بُعدكِ وجفاني نومي وبتُ علي تلهف قلبي لضمتكِ غير قادرِ


هتف صلاح بنبرة حادة معنفً صغيرتهُ:


_ عز ما بيرضيش حد يا بنت صلاح، عز راجل وهو اللي فكر لحاله من غير ما حد يكلمه، وقرر إنه ياخد ولاد أخوه في حُضنه ويحاجي عليهم وعليكي، وأنا خلاص وافقت


تحدثت بإعتراض :


_وأنا قولت لحضرتك إني مش هتجوز بعد أحمد الله يرحمه


تحدثت منيرة بنظرات مترجية:


_وافقي يا بنتي علشان خاطر ربنا، نفسي أموت وأنا مطمنة علي ولاد أحمد علشان لما أقابله أطمنه عليكم


بات الجميع يضغط عليها كي توافق ، منهم من إستخدم معها إسلوب الترهيب مثل أبيها، ومنهم من توسل إليها وترجاها تارة،وتحدث بالعقل تارةً آخري


كان ينظر إليها بعيناي متوسلة مترجية أن ترحم قلبهُ العاشق ، بعدما وجد رفضها التام حزن من داخلهُ وثارت عليه كرامته، فتحدث إلي صلاح لحفظ ماء الوجه:


_ خلاص يا عمي، مفيش داعي تضغط عليها أكتر من كدة، أنا مش هجبرها ترضي بيا بالغصب


حزنت لأجله وتألم قلبها لنبراته ونظراته التي يظهر بهما كَم الألم الذي يعتصر قلبهُ ويتعرض له كيانه، وتحدثت لمراضاته:


_إفهمني من فضلك يا عز، أنا خايفة علي ولادك وبيتك من التشتت والضياع، إنك تكون زوج وفاتح بيتين دي في حد ذاتها صعبة أوي


واسترسلت بتعقل:


_ وصدقني إنتَ اللي هتتعب أكتر واحد في الموضوع كله ، ده غير إني أكلت أنا ومنال من طبق واحد ولا يمكن أوافق علي دبحـ.ـها بأديا


كانت هُناك من تقف خلف الباب وتتنصت علي ما يُقال، إنها "راقية" التي إستمعت وهرولت إلي الأعلي لتنبه منال وتُطلعها علي كُل ما جري، وبسرعة البرق نزلت "منال" بقلبٍ يستشيطُ غيظً ودفعت الباب حينما إستمعت لكلمات تلك الثُريا


فوجئ الجميع بإقتحام منال للغرفة وتحدثت بهيأة غاضبة موجهةً حديثها إلي ثُريا التي إنكمشت علي حالها:


_ عملالي فيها محترمة وطيبة أوي وخايفة علي مشاعري، ألاعيبك دي ووش الملاك اللي لابساه طول الوقت بليق عليهم كلهم إلا عليا


واسترسلت بحدة:


_فوقي يا ثُريا وبلاش نغمة الطِيبة دي لأنها مش لايقة عليكي ، فوقي وشوفي أنا مين وإنتِ مين


وأكملت بقامة مرفوعة عالياً بغرور:


- أنا منال العشري سَليلة أكبر عائلات إسكندرية كلها


واسترسلت بإهانة وتقليل من شأنها:


_ تيجي إيه إنتِ في جمالي وشياكتي، ولا أصلي وتعليمي


هب واقفً من جلسته وصاح بنبرة غاضبة بعدما إستمع لإهانة صغيرتهُ علي يد تلك المتعالية:


_"منال"، كلمة تانية وهتسمعي اللي مش هيرضيكي


وأكمل متسائلاً بنبرة حادة مهينة :


_ثُم إنتِ إزاي يا محترمة يا سليلة أكبر العائلات تقفي تتصنتي علينا وتقتحمي الباب من غير حتي ما تستأذني


هتف محمد بنبرة حادة:


_يا عيب الشوم عليكِ


ضحكت ساخرة وربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدرهـ.ـا وتحدثت وهي ترمق الجميع بإستهانة واحتقار:


_ربنا بعتني في الوقت المناسب علشان أسمع بوداني وأشوف بعنيا ندالتكم وإنتوا بتتفقوا إنكم تجوزوا جوزي من أرملة أخوة من ورايا


تحدث محمد بهدوء كي يمتص غضبها ولكي لا يجعل بيت ولدهُ ينهار:


_آحنا مكناش هنعمل حاجة من وراكي يا بنتي، إحنا كنا بنحاول نقنع ثُريا الاول وبعدها كنا هنبلغك ونقنعك ونراضيكي


رمقتهُ بنظرة إشمئزاز وصاحت بنبرة لا ترتقي بمعاملة والد زوجها:


_إنتوا أكيد إتجننتم، إنتَ فاكر إن أنا أو عيلتي هنقبل بالمسخرة والتخاريف اللي بتقولوها دي


"منااال"، كلمة قالها عز بنبرة حادة وهو يرمقها بنظرات تحذيرية


وأكمل مهدداً :


_صبري علي قلة أدبك وتجاوزاتك في الكلام ليه حدود


أردفت قائلة بنبرة ساخطة:


_هو أنتَ لسه شُفت تجاوزات يا عز بيه


واستطردت بكبرياء وهي تُشير إليه بسبابتها بإشمئزاز:


_بقا أنتَ يا عز يا مغربي، عاوز تتجوز عليا أنا


نطقت مُنيرة في محاولة منها لتهدأة تلك الثائرة:


_ ده مش جواز زي ما أنتِ فاكرة يا بنتي، ده هيكتب كتابه عليها علشان يخلي باله من عيال أخوه ويربيهم مش أكتر من كدة


ضحكت ساخرة وتحدثت بإهانة:


_هو حضرتك شيفاني جاهلة للدرجة دي ولا فكراني مغفلة علشان أصدق الهبل اللي بتقوليه ده


إلي هُنا ولم يستطع إهانتها لوالدته، هرول عليها وقام بصفعها علي وجنتها وصاح بنبرة غاضبة وعيناي تطلقُ شزراً :


_كدة إنتِ إتعديتي خطوتك الحمرا ووجب عليا تأديبك


صُعقت من صفعته لها، فلم تتوقع حتي بأسوء كوابيسها بأن عز المهذب والمعروف باللباقة وحُسن الخُلق أنه سيتخلي عن تهذيبهُ ويقوم بصفعها علي الملاء وأمام العلن ، وضعت يدها تتحسس موضع صفعتهُ حيثُ علمت أصابعهُ علي وجنتها جراء شدة الصفعة


رمقتهُ بنظرات كارهة وهتفت بغضب بعدما فقدت السيطرة علي حالها قائلة بإهانة:


_ إنتَ بتضربني يا جربوع، جت لك الجرأة تضرب منال العشري


وبدأت تتناقل بنظراتها إلي الجميع بتقزز وكراهية وتحدثت:


_مش كفاية إني إتنازلت أنا وعيلتي ورضيت بيك وبعيلتك وأهلك الفلاحين


إتسعت أعين الجميع وهم يشاهدون ويستمعون بأذنهم إهانتهم الصريحة من تلك المنال ومشاهدتها وهي تتعالي عليهم جميعاً


هتفت عزيزة بنبرة ساخطة:


_إخص عليكِ قليلة أصل وناكرة للجميل


أما مُنيرة التي صاحت ناهرة إياها:


_الفلاحين دول أشرف من أهلك المفلسين المديونين واللي سيرة فلسهم بقت علي كُل لسان


وأكملت موبخة إياها:


_الفلاحين اللي بتعايريهم دول خيرهم عليكي وعلي عيلتك ومغطيهم من ساسهم لراسهم يا بنت العشري


إشتعلت نار صلاح وتحدث بنبرة حادة:


_إحنا فلاحين أه، بس عندنا من الأطيان والإملاك اللي خلت أهلك ولاد الحسب والنسب يجروا ورانا ويلهثوا زي الكلا... علشان يناسبونا،


"منال"، كلمة حادة نطق بها عز


رمقته بنظرة غاضبة فأكمل هو بثبات:


_إنتَ طالق، طالق يا بنت الاكابر


شهقت ثُريا واضعة كف يدها فوق فمها، في حين هتفت منال قائلة بجنون:


_هي حصلت تطلقني يا عز؟


هتف محمد بنبرة حماسية مسانداً نجلهُ:


_عاشت البطن اللي شالتك يا سيادة العقيد


واسترسل حديثهُ وهو يرمقها شزراً:


_الحُرمة اللي تتكبر علي جوزها وأهله، متستحقش تعيش وسطيهم تاني ولا تاكل من خيرهم


رمقتهُ منال شزراً وهتفت بغضب:


_هتدفع تمن كلامك ده غالي أوي، كلكم هتدفعوا التمن غالي، وحياة بابا لأخلي عيلتي تعرفكم مقامكم صح يا فلاحين يا جرابيع


هتف عز بحدة متمالكً غضبهُ بصعوبة بالغة:


_أنا ماسك نفسي عنك بالعافية وده علشان خاطر ولادي،


واستطرد مهدداً:


_ لكن هتقلي أدبك بكلمة تانية قسماً بالله هرميكي برة البيت بالهدوم الي عليكِ دي


كانت تستمع إليه بعيناي تطلقُ شزراً وقلبٍ يشتعل من شدة نارها، حول عز بصره ونظر إلي شقيقهُ عبدالرحمن قائلاً بنبرة صارمة:


_عبدالرحمن، جهز العربية علي ما المدام تجهز شنطة هدومها علشان هنوصلها لحد بيت أبوها


وأكمل متهكمً وهو يُشير إليها بإتجاه الباب :


_إتفضلي قدامي يا بنت الأكابر


هرولت والغضب يتطاير من عيناها وتحرك هو خلفها


تحدثت ثُريا إلي الجميع:


_عاجبكم كدة، أهو عز بيته إتخرب من ورا إقتراحكم


وأكملت بنظرات ملامة للجميع:


_وأنا طلعت الحرباية خرابة البيوت اللي خطفت الراجل من مراته، يارب تكونوا إرتاحتوا


نطقت منيرة مبررة:


_وإنتِ ذنبك إيه في اللي حصل يا بنتي، هي اللي ست قليلة أصل وأهلها قصروا في ربايتها


وجوازها من إبني كانت غلطة


صاح مُحمد بنبرة إستحسانية:


_واهو طلع راجل من ظهر راجل وصححها يا أم عز


أما صلاح الذي نطق بنبرة هادئة في محاولة منه لإمتصاص غضب شقيقه :


_ بلاش خراب البيوت يا محمد يا أخويا، كفاية يوديها عند أهلها تترمي لها هناك شهر ولا إتنين لحد ما تتعلم الأدب وبعدها يردها علشان العيال


أبداً، عظيم تلاتة ما هي داخلة بيتي تاني عديمة الرباية دي.. جملة نطقها مُحمد بنبرة حانقة


تحرك عز صاعداً الدرج بجانب تلك المتعالية حتي وصلا معاً إلي مسكن الزوجية، وجد ياسين يحمل الرضيع عُمر ويجاوراه وطارق وشيرين وهم يداعبون الصغير


هتفت منال بنبرة حادة وملامح وجه غاضبة وهي تنظر إلي ياسين:


_ياسين، إدي عمر لطارق وقوم لم معايا هدومك إنتَ واخواتك علشان هنروح نعيش في بيت جدو


نظر لها الصبي وتسائل بإستفهام:


_وإحنا إيه اللي يخلينا نسيب بيتنا يا ماما؟


نظرت علي عز الواقف ينظر عليها بغضب وأكملت:


_هنسيب بيتنا علشان المحترم بباك طلقني وهيتجوز الحقيرة اللي إسمها ثُريا


إشتعل قلبهُ بالغضب عندما إستمع لسُبابها لحبيبتهُ صاحبة الخُلق، أمسك ذراعها وقام بسحبها بعنف وتحرك بها داخل غرفتهما الخاصة وذلك حفاظً علي مشاعر أطفاله، وهتف بنبرة تحذيرية بعدما أغلق باب الغرفة :


_إحترمي نفسك وخلي عندك كرامة بدل ما اخليها تنداس تحت الجزم


وأكمل وهو يدفعها لتسقط فوق التخت:


_قدامك نص ساعة تكوني لميتي فيها كل حاجة تخصك


واسترسل موضحً لها:


_وموضوع عيالك ده تنسيه نهائي، مش عيلة المغربي اللي عيالها يتربوا في بيوت الأغراب ويسيبوا خير أهاليهم


واسترسل متهكمً:


_وبعدين لو فرضنا إني هوافق أديهم لك، تقدري تقولي لي هتعيشيهم وتصرفي عليهم منين؟


اجابته بغرور وتعالي :


_أهلي هيجبروك تجيب لي فيلا أعيش فيها معاهم وتصرف علينا غصب عنك


ضحك ساخراً لتناسيها أو تغافلها عن منصبه الرفيع وتحدث قائلاً:


_ يظهر إنك ناسية إنتِ واقفة وبتتكلمي مع مين


واسترسل بصرامة اربكتها:


- انا العقيد عز المغربي يا مدام، ليا وضعي في جهاز المخابرات وعندي السلطة اللي تخليني أخسف بأهلك اللي فرحانة بيهم دول الأرض


واستطرد مهدداً:


_ فمن الأحسن ليكي وليهم إنكم تبعدوا نهائي عن سكتي وتتقوا شري


رمقته بنظرة إشمئزاز وتحدثت بنبرة حاقدة:


_خليهم لك إشبع بيهم حالياً ، وأنا متأكدة إنك مش هتكمل شهرين وهتيجي تترجاني إني أخدهم، وإبقي وريني الهانم هتتحمل أربع أولاد إزاي


ضحك وأردف متهكمً:


_ده علي أساس إن سيادتك اللي بتربيهم مش أمي وثُريا ؟!


وأكمل بتذكير:


_ده حتي في الرضاعة، ثُريا كانت بترضع طارق وشيرين مع رائف ونرمين أكتر ما رضعتيهم سيادتك


في الخارج


وضع ياسين الرضيع فوق الأريكة وتركه في رعاية طارق، وتحرك إلي غرفة والداه وطرقها مرتان، سمح لهُ والده بالدخول، وبالفعل خطي بساقيه وجد والدته تجمع أشيائها بهرولة وهيئة غاضبة،ووالده يرتدي ملابس تناسب الخروج من المنزل


تحدث علي إستحياء إلي والدته:


_حضرتك بتعملي إيه يا ماما؟


هتفت بنبرة حادة لائمة صغيرها:


_سايبة البيت وماشية علشان بباك يتجوز عمتك ثُريا اللي حضرتك بتحبها براحته


وأكملت بنبرة غاضبة:


_وبعدين أقعد إزاي وأنا إطلقت، أبوك طلقني علشان يخلي له الجو مع الخسيسة اللي رمت شباكها عليه وهو زي الأهبل وقع علي بوزه


إستاء ياسين من اللهجة البذيئة التي تتفوه بها والدته عن أباه


في حين صاح عز بصوتٍ يشتدُ كظمً:


_إحترمي نفسك وبلاش نخليني أقل من قيمتك قدام إبنك، علي الأقل حافظي علي شكلك كست محترمة قدامه


إبتلع ياسين لُعابهُ بإضطراب وأردف مُتسائلاً بنبرة قلقة:


_ بابا، الكلام اللي ماما بتقوله ده حقيقي؟


وأستطرد:


_ حضرتك فعلاً طلقتها علشان هتتجوز عمتي ثُريا؟


ربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدرهـ.ـا وهي تنظر إلي عز بحقد منتظرة بتمعن إجابتهُ علي نجلهما


أما عز الذي تحدث لإبنه قائلاً بنبرة حذرة:


_من الافضل إنك متدخلش نفسك في الموضوع ده يا ياسين


صاحت تلك الشامتة به قائلة بإحتدام:


_إيه يا سيادة العقيد، مكسوف تحكي لإبنك إنك ما صدقت أخوك يموت وقوام بصيت لمراته واتمنيتها


رمقها بنظرة إحتقار وهتف بإشمئزاز:


_إنتِ ست مريضة وغلطة عُمري إني إرتبط بإنسانة بشعة وحقودة زيك


ثم حول بصره لإبنه وأردف شارحً :


_ أنا طلقت أمك لما غلطت في عيلتك يا ياسين، والدتك المحترمة بنت الأصول، هانت جدودك تحت وقالت لهم يا فلاحين يا جرابيع


إتسعت عيناي ياسين بذهول وحول بصره إلي والدتهُ سريعً وهتف متسائلاً بعدم إستيعاب:


_حضرتك فعلاً قولتي لجدي محمد وجدي صلاح كده يا أمي؟


رفعت قامتها لأعلي بكبرياء وأردفت بصفاقة:


_ مش دي حقيقتهم ولا أنا بفتري عليهم


وتسائلت بوقاحة:


_ولا هي الحقيقة بقت بتزعل وتوجع أصحابها؟


غصة مُرة تملكت من قلب ياسين وأصابته بالحُزن ، أما عز الذي جن جنونهُ مما جعلهُ يركض سريعً إلي خزانة ملابسها المفتوحة وأختطف منها ما تبقي من الثياب بطريقة عنيفة وهرول إلي الحقيبة الموضوعة فوق التخت وقام بإلقاء الملابس بإهمال وقام بغلقها


وتحدث بنبرة حادة تنمُ عن وصولهُ إلي قمة غضبه:


_إتفضلي قدامي علشان أوصلك علي بيت أهلك قبل ما أفقد أعصابي


بالفعل تحركت منال وأوصلها عز إلي منزل شقيقها وأبلغهُ بما بدر منها تحت غضب شقيقها من عز


في اليوم التالي ذهب شقيقيها إلي منزل المغربي ليتحدثا فيما جري وطلبا بمنزل مستقل لشقيقتهم وأن يردها عز إلي عصمته من جديد، وتشرطا عليهم بعدم زواجهُ عليها،


رفض محمد وعز حديثهما بل وكادا أن يطرداهما من المنزل بعدما تعدوا علي العائلة ببعض الإهانات بجانب التعالي والتفاخر اللذان كانا يتحدثان به مما جعل محمد يستشيط غضبً ويقرر مع صلاح سُرعة عقد قران عز علي ثُريا تحت نفور وحُزن وألم ثُريا مما جعل الحزن يسكن قلب ذاك العاشق


تم عقد القران الذي عُقد بحضور جميع عائلة المغربي، وبعدها صعد عز بجانب ثُريا إلي مسكن زوجيه جديد، حيث طلب عبدالرحمن من أبيه تبديل مسكنه بمسكن أحمد، وذلك كي لا يُزيد من حُزن شقيقهُ وهو يري زوجته تعيش بجانبه في نفس المكان التي عاشت به أجمل سنواتها بأحضان حبيبها الراحل


فتح عز الباب وأشار لها بيده لتدلف، تحركت بساقان مهتزتان وتنفست بضيق وقلبً محمل بأثقال الهموم


تحمحم عز وتحدث بقلبٍ يكادُ يتوقف من شدة سعادته،برغم معرفتهُ أنها مُرغمة علي تلك الزيجة :


_نورتي شقتك يا ثُريا


نظرت إليه بعيناي ظهر بهما الإرتباك وأردفت قائلة بنبرة خافتة:


_متشكرة


شعر بخجلها الذي يعتريها فتحدث وهو يُشير لها بكف يده إلي إحدي الأرائك المتواجدة بالردهة، وذلك كي يُطمئن قلبها:


_تعالي إقعدي يا ثُريا، أنا عاوز أتكلم معاكِ شوية


إرتبكت لكنها بالفعل تحركت ووصلت للأريكة وجلست بطرفِها، وجلس هو بالطرف الأخر مبتعداً عنها كي لا يُزعجها


وتحدث بنبرة هادئة:


_من فضلك بصي لي يا ثُريا وإسمعيني كويس


نظرت له علي إستحياء فاستطرد هو:


_أنا عارف إنك إنجبرتي علي جوازك مني، وعارف كمان إنك مش متقبلاني كزوج في حياتك ، بس أنا عاوزك تطمني وتتأكدي إني عمري ما هجبرك علي أي حاجة إنتِ مش عوزاها


نظرت إليه وتحدثت بنبرة خجلة:


_أنا مش هنكر إني مكنتش حابة أتجوز بعد أحمد الله يرحمه، وده مش رفض لشخصك لا سمح الله، لكن طالما بقيت مراتك رسمي، فأصبح ليك عليا كُل الحقوق


وأسترسلت بنبرة شديدة الخجل والإرتباك وهي تفرك كفيها ببعضهما:


_ولازم تتأكد إني عمري ما همنعك من حلال ربنا وحقك فيا كزوجة شرعية ليك.


إبتسم بتفهم وتحدث بهدوء وصل إليها:


_وأنا مش حيوان للدرجة دي يا ثُريا، أنا لو محسيتش إنك عوزاني عمري ما هقرب منك


وأسترسل بنبرة صادقة:


_وصدقيني أنا مش هحاول أضايقك خالص في الموضوع ده لحد ما أشوف القبول في عنيكي وأحس إن إنتِ بنفسك اللي عاوزة ده يحصل بينا


نظرت له بإستغراب، هي علي دراية كاملة بعشقهِ الهائل لها، كيف لهُ بأن يكون بكل هذا التسامح والصبر،كيف له أن يستطيع ويصبر علي البُعاد بعدما أصبحت زوجتهُ شرعاً


نظر لها وابتسم بهدوء وتحدث لطمأنت روحها:


_قومي إدخلي اوضتك وغيري هدومك ونامي،


وأشار إلي غرفة الأطفال وتحدث:


_أنا هنام في أوضة الأولاد النهاردة،ومن بكرة هجيب لك ولادك من تحت علشان يناموا في أوضتهم


وأكمل وهو يُشير لها علي تلك الأريكة:


_وأنا هبقي أنام هنا علي الكنبة


في تلك اللحظة زاد إحترام ثريا له أضعاف مضاعفة، وتنهدت بإرتياح، وقفت وتحدثت بنبرة هادئة:


_ لو عوزت شاي أو أي حاجة إنده عليا،أنا مش هعرف أنام وأنا بعيدة عن الأولاد


نظر لها بعيون العاشق وأردف قائلاً بنبرة صادقة:


_لو تحبي أنزل أجيبهم لك حالاً من عند مرات عمي


أشارت لهُ بكف يدها ونطقت سريعً قبل أن يتحرك:


_ بلاش يا عز،


واسترسلت وهي تنظر للأسفل متطلعة علي قدميها خجلاً:


_هيقولوا علينا إيه وقتها


إبتسم علي خجلها الذي جعل قلبه يرتجف من شدة لهفتهُ وعشقه الجارف لها، وتحدث بهدوء مطمأنً إياها:


_ثُريا، من هنا ورايح مش عاوزك تعملي حساب لأي حد في حياتك غير للي يريح بالك ويطمن قلبك وبس


رفعت نظرها تتطلع إليه بإحترام وتقدير فأسترسل هو مكملاً:


_حتي لو كان الشخص ده أنا شخصياً


وعاوزك تتأكدي إني عمري ما هجبرك علي أي حاجة، ولا في يوم هقف عقبة في طريقك


أردفت بإبتسامة خافتة:


_تصبح علي خير يا عز.


كان هائمً في عالمهُ الحالم، تدركهُ مشاعر جياشة سيطرت علي كُلهِ من مجرد نطقها إسمه من بين شفتاها بذاك الخجل وتلك الهيئة التي وبرغم حزنها إلا أنها رائعة، فقد بدت بثوبها الجميل وزينة وجهها البسيطة كحورية ذات طلة ساحرة هاربة للتو من إحدي الأساطير


ضل متسمراً بوقفته ينظر عليها كالمسحور حتي وصلت إلي باب الحُجرة واغلقت بابها وهي تنظر عليه بخجل، صرخ قلبهُ معنفً إياه ومطالبً بالهرولة إليها والدخول لجنة غرامها السامي


تنهد وخطي بساقية نحو غرفة الأطفال،خلع عنه حلة بذلته ونظر حولهُ وتذكر حينها أنهُ لم يحضر ثيابً له من غرفته، تهلل وجههُ وخطي مهرولاً إلي غرفتها يسوقهُ قلبهُ إليها ودقات قلبهُ تتسارع وتتعالي من شدة سعادته، وما أن فتحت لهُ الباب حتي تسمر بوقفته وتعلقت عيناه فوق منامتها الرقيقة الحريرية التي صُنعت خصيصً كي ترتديها تلك فاتنة الجمال


إستعاد وعيهُ عندما أخرجت صوتها العَذب وسألته بإستفسار:


_ فيه حاجة يا عز؟


إنتبه وتحدث بنبرة مرتبكة شعرت هي بها:


_ أنا آسف يا ثُريا، بس اصلي نسيت أخد بيچامتي اللي هنام بيها


وأسترسل وهو ينظر للداخل پعيناه:


_هتلاقيها عندك علي الفوتيه


هزت رأسها بطاعة وخطت للداخل تحت نظرات ذاك الولهان وحملت بين كفاها منامتهُ وعادت إليه وناولته إياها بصمت ،أخذها وعاد إلي حجرة الأطفال بعد أن شكرها، وما أن أغلق باب غرفته حتي إحتضن منامتهُ ورفعها لمستوي أنفه وبدأ بإستنشاقها بشدة، ثم وضع وجنتهُ عليها وبات يتلمس موضع كفاها الرقيقة بحالمية عاشق


مرت ليلتهما صعبة علي كُلٍ منهما، ثُريا التي قضتها بدموع عيناها الغزيرة وتوجُع روحها كلما تذكرت أنها نقضت الوعد التي قطعته علي حالها أمام حبيبها الراحل، وبين تأوه قلبها علي إبتعادها ولأول مرة عن صغارها التي تشتم برائحتهم وتري بوجوههم حبيبها الغائب،


وذاك المتيم لحبيبته التي باتت قريبة جداً بالمكان لكنها مازالت بعيدة بروحها


مرت الأيام والشهور ومازال الوضع بينهما علي حاله،ولكن قربت العشرة بينهما وهيأت أجواء عائلية دافئة بينهما وأولادهم


أصبحت ثُريا مسؤلة مسؤلية كاملة عن أطفال عز، تهتم بكل أمورهم بعدما أنشئ الحاج محمد منزل مستقل مجاوراً لمنزل العائلة كي يسع أولاد عز وأحمد معاً ، وانسجم الأطفال سريعً واندمجوا وذلك لما وجدوه من حنان وإهتمام زائد من ثُريا التي وبالأصل كانت تهتم بهم في وجود منال


سكن عز بغرفة مشتركة مع ثُريا، وقد ذاق الأمرين من إقترابه الشديد من ثُريا ونومه بجانبها في تختٍ واحد لا يفصل بينهم شئ سوي إستمرار عدم قبول من ثُريا لإتمام زواجهما وجعلهُ فعلي وشرعي، كان يتمدد كل يوم بجوارها وكأنهُ ينام علي جمر يكوي جسدهُ وقلبهْ


أما شقيقي منال فقد ارسلا إلي الحاج محمد وعز وطلبا منهما أن يرد عز شقيقتهم إلي عصمته من جديد، وأبلغاه أنهم موافقون علي إستمرار زيجته من ثُريا، "لكن" مُحمد رفض وبشدة دخولها بينهم من جديد بعدما أهانتهم تلك المتعجرفة ونعتتهم بالفلاحين وحقرت من شأنهم


______________


بعد مرور خمسة أشهر مضت علي زواج عز وثُريا


، داخل منزل العائلة كان الجميع مجتمع علي طاولة العشاء كعادتهم، يتناولون طعامهم في جو ملئ بالأولفة،بعد قليل جلس الرجال يتناولون مشروب الشاي وهم يتبادلون الأحاديث بينهم


أما النساء فتوجهن إلي المطبخ، جلست عزيزة ومنيرة علي الطاولة المستديرة تصنعن مشروب القهوة فوق "السبرتاية" ووقفت ثُريا وراقية تجليان الأواني


وجهت راقية سؤالاً خبيث مثلها:


_إيه يا ثُريا،مش ناوية تفرحينا وتجيبي لنا نونو جديد ولا إيه؟


وأكملت بلؤم:


_ولا يكونش عز مش عاوز يخلف منك؟


شعرت بالخجل من تلميحات تلك الغليظة وأردفت بنبرة هادئة وهي تتابع الجلي دون النظر إليها:


_أنا وعز عندنا أولاد كفاية، ومتفقين من الأول إننا مش هنخلف


هتفت مُنيرة بنبرة حادة لتوقيف تلك دائمة التداخل في غير شؤونها :


_ما تسيبك يا اختي من ثُريا وعز وخليكي في جوزك اللي طول الوقت قاعد مهموم وشايل طاجن سته وعامل زي اللي زرعها مانجة طلعت بطيخ


قهقهت عزيزة وابتسمت ثُريا تحت إستشاطة راقية التي رمقتها بنظرات حقودة علي المساندة والدعم التي تتلقاه تلك الثُريا دائماً من جميع أفراد العائلة


إنتهت السهرة وعاد عز بعائلته إلي منزلهم المجاور،جلس عز داخل بهو المنزل وأمسك الجريدة وبدأ بتصفحها، جاورهُ ياسين الذي أشعل جهاز التلفاز وبدأ بمشاهدة أحد الأفلام ، ودخلت ثريا بالأطفال إلي الحمام حممتهم وأدخلتهم داخل غرفهم ودثرتهم جيداً تحت أغطيتهم لتدفئتهم وخرجت


تحركت إلي المطبخ صنعت مشروبً بارداً وقدمته إلي عز وياسين وأردفت بهدوء:


_ عملت لكم برتقال فريش


تناول عز الكأس وتحدث بإبتسامة:


_تسلم إيدك يا ست الكُل


إبتسمت له وحولت الصَنية إلي ياسين الذي إبتسم وشكرها قائلاً:


_تسلم إيدك يا عمتي


بالهنا والشفا يا حبيبي.. جملة حنون نطقت بها ثُريا إلي ياسين ثم جاورته الجلوس وتناولت مشروبها وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تشاهد فيلم السهرة مع ياسين


بعد إنتهاء الفيلم قام ياسين وانسحب لداخل غرفته ليغفو، نظرت ثُريا إلي عز وسألته بإهتمام:


_أعمل لك حاجة تشربها يا عز؟


نظر لها بقلبٍ يتألم وينكوي بنار جمر الهوي من عدم سماحها إلي الآن بدلوفه إلي عالمها الذي طالما تمناه وحلُم به وتحدث بلباقة بنبرة خافتة:


_ أكون شاكر لو تعملي لي فنجان قهوة


واسترسل بأدمية:


_ده طبعاً لو قادرة، لكن لو تعبانة بلاش وأنا هقوم أعمله لنفسي


ردت سريعً وهي تقف:


_حالاً هيكون عندك فنجان القهوة المظبوط


سارت بإتجاة المطبخ وأستندت بظهرها علي الحائط واغمضت عيناها بألم وقلبها يصرخ علي ذاك العاشق التي لم تستطع حقاً إعطائهُ حقهُ الشرعي، جمعت شتاتها وتحركت، أمسكت الركوة ووضعت بها مسحوق القهوة ودمجتهُ مع السكر والماء وتحركت إلي الموقد ووقفت أمامه تحرك بالملعقة


تنهدت ونظرت للاعلي شاردة في حالها، إنتبهت علي صوت فوران القهوة ، أمسكت الركوة سريعً وكانت ساخنة للغاية فأحرقت أصابعها مما جعلها تصرخ بتأوه وتركتها سريعً لتقع علي أرضية المطبخ ويتناثر السائل


إستمع عز إلي صوتها ولم يدري بحاله إلا وهو أمام باب المطبخ، إتسعت عيناه رُعبً حين وجدها تقف بملامح وجه منكمشة، ممسكة بكف يدها وهي تزفر به بفمها كي تبرد من سخونته


هرول إليها وأمسك كف يدها يتفحصه وسحبها إلي حوض المطبخ وتحدث بلهفة بعدما أدار صُنبور المياة الباردة ووضع كف يدها تحتها:


_إهدي يا حبيبتي، إهدي ومتخافيش،بسيطة إن شاء الله


حدثتهُ بملامح وجه يبدوا عليها التألم:


_أنا أسفة يا عز، القهوة إدلقت غصب عني والله، أنا هعمل لك غيرها حالاً


أجابها بذعر:


_قهوة إيه بس اللي بتتكلمي عنها


وأسترسل بصدقٍ بَين وما زال ممسكً بكف يدها ويثبتهُ تحت الماء:


_أهم حاجة عندي سلامتك وإني أطمن علي إيدك


واستطرد متلهفً وهو ينظر إلي ساقيها ويتفحصها بعيناه:


_ إوعي تكون القهوة إندلقت علي رجليكي؟


هزت رأسها سريعً بنفي لطمأنة ذاك المُرتاع:


_أنا كويسة يا عز، متقلقش.


لو ماخفتش وقلقت عليكي، هخاف علي مين يا ثُريا... جُملة صادقة نطقها عز بعيناي تقطر عشقً


إنتفض قلب ثُريا من نظراته وقربه وملامسة كف يده، سحبت يدها بهدوء من بين راحة يده وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه الموقد:


_إيدي خلاص هديت، هعمل لك قهوتك


ومالت علي الأرض تلتقط الركوة، أسرع عليها ومال يلتقطها بدلاً عنها، نظرت عليه وألتقت العيون، أمسك الركوة بيده وانتصب بوقفته وأوقفها معه وتحدث:


_سيبي كل حاجة وروحي غيري هدومك، وأنا هنضف الأرضية والبوتجاز


هزت رأسها قائلة بإعتراض هادئ:


_لا طبعاً، مايصحش


تحدث بإقتصار:


_وبعدين معاكِ يا ثُريا، إسمعي الكلام أومال


بالفعل تحركت إلي غرفتها ومنها إلي الحمام المرفق بها، إغتسلت وبدلت ثيابها وخرجت وجدت ذاك العاشق ينتظرها بلهفة كي يطمئن عليها، تحرك إليها وسألها مستفسراً وهو يُمسك بكفها وينظر به بعناية واهتمام :


_إيدك عاملة إيه؟


شعرت بحرارة ورعشة تسري بكل جسدها لمجرد لمسة يده،شعر بها وبرعشتها،رفع راحة يدها لمستوي فمه وقام بوضع قُبلة رقيقة داخل باطن كفها تحت إرتفاع دقات قلبها،ثم رفع عيناه لتلتقي بعيناها،كانت نظراتهُ تلتهم ملامح وجهها بوله وعشق، وهُنا قررت تلك الجميلة أن ترحم قلب هذا المتيمُ الذي أذاب الغرام قلبه وانهي عليه


رفعت يدها ووضعتها علي شعر رأسهُ وتخللت بأصابعها داخل خصلاته شديدة السواد مما أثار جنونهُ ونطقت هي بنبرة حنون:


_إنتَ طيب وحنين أوي يا عز


وبحبك أوي يا ثُريا... كلمات نطقها بنبرة متأثرة وعيناي هائمة


إبتسمت له وتحدثت بإعتذار :


_أنا عارفة إني تعبتك أوي معايا


واسترسلت بعيناي متأثرة:


_أنا أسفة


مال برأسه يترجاها بعيناه بأن يكون ما وصله منها صحيح وإلا سينتهي قلبهُ ويُقضي عليه، وصلها سؤال عيناه فأبتسمت له وأومأت بإيجاب


شعر بدقات قلبه بدأت تتزايد بوتيرة عالية حتي كادت أن تتوقف أمسك كتفاها بيداها وجذبها برقة وأدخلها بأحضانه، وأغمض عيناه وبدأ بالتأوه بصوتٍ مسموع قائلاً:


_أه يا ثُريا، لو تعرفي قد إيه أنا حلمت باللحظة دي وإستنيتها ، بس أخيراً ربنا حققها لي


ضل محتضنً إياها مستمتعً بطعم حضنها الدافئ الذي طالما وطالما تمناه وحلُم به، وصلتها سعادته الامتناهية، وبدأت تشعر ببعض المشاعر الإيجابية تجاههُ،لفت ساعديها حول كتفاه مما جعلهُ يشعر بتحليقهُ هائمً في سماء عشقها


إبتعد قليلاً ثم إحتضن وجنتيها براحتي يداه وتعمق بوله داخل مقلتيها وتحدث:


_إنتِ جميلة أوي يا ثُريا، وجمالك بيكمُن في رقتك وخجلك اللي بيميزك عن غيرك


إبتسمت له فمال برأسه واقترب علي شفتاها ليتذوق ويقتطف أولي قُبلاتها الشهية، والتي بدأت برقة سرعان ما تحولت لشغوفة


بعد قليل، كانت يتمدد فوق تختهما محتضنً إياها بإحتواء ومشدداً عليها،من شِدة وصولهُ في لذة العِشق إلي منتهاها، كان يرغب في شق صدرهُ وإدخالها بين ضلوعة ليُخبأها بمكانها الأمثل، بجانب قلبه


رفع ذقنها لأعلي لتتلاقي أعيُنهم في نظرات مختلفة بين العشق والهيام والخجل، إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون:


_ أخيراً يا حبيبتي رضيتي علي عز المسكين


إبتسمت بخجل وشعرت بتعطشهُ للحنان وحرمانهُ من المشاعر الصادقة، فقررت أن تضحي بحالها وتُجنب مشاعرها الخاصة بزوجها الراحل ومتيمُ روحها، وتُسعد قدر ما أستطاعت ذاك العاشق الذي قَضي حياته مطروداً من جنة عِشقها، فكم من المرات التي رأت بها أهات وصرخات قلبه الظاهرة بعيناه بعدما أخبرها أحمد عن عشق عز لها


وضعت كف يدها وتحسست وجنتهُ برقة عالية ونظرت بحنان داخل عيناه التي تكادُ تصرخ من شدة سعادتها وأردفت قائلة:


_إنتَ جميل أوي يا عز وتستاهل أحسن ست في الدُنيا


وأنا بشوفك بعيوني أحسن وأجمل وأرق ست في الكون.. جملة صادقة نطق بها عز بنبرة رجل عاشق حتي النُخاع


أمسكت رأسهُ وأدخلتها بلطف داخل صدرها الحنون مما جعل هرمون السعادة يقفز لأعلي معدلاته، شعر بقلبهُ المسكين سيتوقف من وصولهُ لمنتهي ما تمني بل وأكثر


ما شعر بحاله إلا وهو يحاوطها بذراعيه ويشدد من ضمته لها دافنً وجههُ أكثر داخل حُضنها العطوف، وبدأت هي بوضع يدها فوق شعر رأسهُ وأطلقت العنان لأصابعها لتتخلل بحنان داخل خصلاته مما جعله يغمض عيناه ويستسلم لها بإستمتاع عميق


أردف مستفسراً بصوتٍ هائم وهو يشدد من ضمتها:


_ثُريا، هو إنتِ بجد وخداني في حُضنك وبتلعبي لي في شعري، ولا ده حلم وهصحي منه ألاقي نفسي لسه مطرود من جنتك؟


إبتسمت بألم علي ذاك الولهان الذي تعذب كثيراً وتحدثت وهي تحتويه بذراعيها أكثر:


_اللي إحنا فيه ده حقيقة وعلم يا عز، ومن النهاردة أنا هكون لك الزوجة اللي عشت عمرك تحلم بيها وأكتر كمان


تنهد وشعر بالسكينة تغزو روحه وتتوغل، وبعد قليل تمدد بجسده ومال برأسهُ فوق الوسادة ثم قام ببسط ذراعه وسحب حبيبته وأدخلها بأحضانه واضعً رأسها فوق ذراعة واحتواها به، ولأول مرة يغفو بقلبٍ مطمئن وروح سالمة وكيانٍ مستسلم بتراخي


بعد مرور عامان


داخل حديقة المنزل الكبير المتواجد بحي المغربي والذي أنشأهُ عز وأشقائهُ وبعضً من عائلتهم علي قطعة الأرض التي قامت العائلة بشرائها من ذي قبل، كان ياسين يجلس فوق أحد المقاعد ممسكً بيده بكُتيب ويقرأ به، وتجاوره يسرا ونرمين وعمر وشيرين، أما طارق ورائف كانوا يمارسون لعبة كرة القدم المفضلة لديهم


خرجت ثُريا من باب المنزل هي وإحدي العاملات وكلتاهما تحملتان صنيتان موضوع عليهما بعض المعجنات الساخنة والحلوي والمشروبات الباردة المحببة لدي الأطفال


وقف ياسين سريعً وتحدث وهو يحمل الصَنية من يدها:


_عنك يا عمتي :


نظر للمعجنات بتشهي وهو يشتمها وأردف قائلاً بإشادة :


_تسلم إيدك يا عمتي، ريحة الكيك وشكل القراقيش يفتحوا النِفس.


إبتسمت له وتحدثت بحنان:


_بألف هنا علي قلبك يا حبيبي


جري عليها طارق ورائف الذي هتف بسعادة:


_الكيك جه في وقته يا ماما، أنا جعان جداً.


وأكمل طارق علي حديثهُ:


_وأنا كمان، الجري ورا الكورة جوعني


أردفت إليهم بوجهٍ بشوش:


_إدخلوا إغسلوا إديكم علي ما اصحي بابا ونيجي ناكل مع بعض


ونظرت إلي يسرا واسترسلت:


_خدي عمر وشيرين ونرمين وخليهم يغسلوا إديهم كويس يا يُسرا


أجابتها الفتاة:


_حاضر يا ماما


خطت للداخل حتي وصلت لغرفة ذاك الذي يغفو فوق تخته وقت القيلولة، سارت علي أطراف أصابعها حتي بلغت مكانه، جلست بجانبه ووضعت كف يدها علي وجنته وهمست بنعومة:


_عز، عز، إصحي يا حبيبي


حرك أهدابه وبدأ بفتح عيناه، ثم تمطئ بجسده وتحدث بنبرة متحشرجة:


_ الساعة كام يا حبيبتي


أجابته:


_الساعة خمسة والولاد مستنيينك في الجنينة


جذبها من خصرها وثبتها فوق جسده مما جعلها تطلق ضحكة خجولة وتحدثت بتذمر:


_وبعدين معاك يا عز، يلا قوم وبطل جنان


إبتسم لها وهو يرفع رأسهُ ويضع قُبلة سريعة فوق شفتاها:


_وهو فيه أحسن من الجنان معاكي يا حُب عُمري


إبتسمت وأردفت وهي تتملص منه ونزلت بجسدها عنه:


_طب يلا قوم بقا الكيك والقراقيش هيبردوا


إنتفض سريعً وتحدث:


_ طالما فيها كيك وقراقيش يبقا لازم أقوم


وقف قُبالتها وأقترب منها محاوطً خصرها وهمس أمام عيناها:


_بحبك يا ثُريا.


إبتسمت بسعادة واتجه هو إلي الحمام، وبعد قليل كان هو وهي وجميع أطفالهم يجتمعون بالحديقة ويتناولون الطعام في جو ملئ بالأُلفة والحب والسعادة


تحدثت يُسرا إليه بإستفسار:


_ هو إحنا هنروح بكرة نزور جدي ونينا يا عمي؟


أجابها مبتسمً:


_وهو إحنا نقدر نفوت يوم جمعة من غير ما نقضية في بيت العيلة يا يسرا، كان جدك محمد وجدك صلاح يقيموا علينا الحد علي طول


هلل الأطفال وصفقوا بسعادة، بعد مدة إنتهوا من تناول الطعام وقام الأطفال يمرحون من جديد،


وجلس الثنائي يحتسون قهوتهما، تنهد عز وأرجع ظهرهُ للخلف بإسترخاء ونظر لها وتحدث بسعادة وارتياح:


_اللهم لك الحمد والشكر علي كل السعادة اللي منحتها لي


ثم تعمق بعيناها وأردف بهيام:


_وأولهم حبيبة عمري اللي أهدتني حبها ورزقتني رضاها عليا


تنهدت براحة وأمسكت كف يده وأردفت بعيون تقطرُ حنانً :


_إنتَ طيب وحنين وتستاهل كل خير يا عز


واسترسلت بحنان:


_ربنا يخليك لينا ويبارك في عُمرك


أجابها بعيناي سعيدة:


_ويخليكي ليا يا حبيبة قلبى


ثم تنهد ونظر علي الأطفال من حوله وأبتسم برضا وسعادة


تمت الحلقة بحمد الله


إنتظروني وأولي حلقات الجزء السادس من قلوب حائرة

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الرابع

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -