رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول

🔹️بسم الله الرحمن الرحيم 🔹️

إلى ..

الذين يعملون في صمت رغم آلامهم من أجل تقدم الإنسان ، الباحثين عن الحقيقة المطلقة ، ولن يجدوها أبداً ، إلى من ينشدون الكمال في عالمنا الناقص ...إليكم أكتب . بقلمي روز آمين.

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين كاملة رواية قلوب حائرة الجزء الثاني رواية قلوب حائرة كاملة
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول

رواية☆قلوب حائرة ☆ الجزء الأول (من الفصل الأول إلى الفصل العاشر)                                                🦋 الفصل الأول 🦋  

            

في مدينة الإسكندرية، في إحدي الأحياء الراقيه القريبه جدآ من شاطئ البحر،، تقطِن عائلة المغربي في أرقي تجمع سكني ( كمبوند ) حيث المساحات الخضراء والماء والطبيعه الخلابه،

يسكن عز المغربي داخل فيلا راقيه هو وزوجته وولديه ياسين وطارق وزوجتيهما وأولادهما،

بجواره مباشرةً توجد فيلا رائف أحمد المغربي يسكن بها هو وزوجتهِ وأبنائه ووالدته  وأخته يسرا وأولادها . 

تجاورهم فيلا عبدالرحمن المغربي يسكن بها هو وزوجتهٌ راقيه ،وأبنائهم وليد وزوجته وباقي أبنائه،، وباقي التجمع ملك لعائلة المغربي المقيمين به،،، سنتعرف عليهم داخل الأحداث 

                 ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في فيلا رائف ليلآ  


كان التصفيق حاد من الجميع وهم يرفعونَ قاماتهٌم لأعلي ليٌشاهدون تلك الهابطه فوق الدرَجْ  بدلالٍ وجمالْ وأناقه، وهي تتأبط بذراع زوجها بفخرٍ وعشق 

زوجها الناظر لها بعيون عاشقه ذائبه في سحر عيناها وأبتسامتٌها الخلابه 

إنها مليكة بسحرها وجمالها الروحي الطابع علي وجهها وهي ترتدي الساري الهندي الذي صُنع خصيصاً ليتناسب مع حجابها وأحتشامها، بلونهِ النبيتي الجذاب الذي إختاره لها رائف خصيصاً للإحتفال بذكري زواجهما الثامن الذي أقامهُ رائف في فيلتهِ بمساعدة إحدي كبريات شركات تنظيم الحفلات  

تهافت عليهما المٌهنئون من الأهل والأصدقاء والأحباء 

تحدثت ثريا بـ وجهٍ بشوش وهي تحتضن ولدٌهاَ بحنان: 

_كل سنة وإنت طيب يا حبيبي وعقبال 100 سنه مع بعض في سعادة 


نظر إليها رائف بحب وأمسك يدها وضع بها قٌبلة إحترام وتقدير قائلآ  : 

_وإنتِ طيبة وبخير ومنورة حياتي يا ماما، ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي . 


ثم حولت بصرها إلي مليكة بإبتسامة رضي وتحدثت: 

_أيه الجمال ده كله يا مليكة ، الساري هياكل منك حتة . 


نظرت لها مليكة بحب وسعادة وتحدثت بنبرة رقيقة كعادتها : 

_حبيبتي يا ماما عيونك الحلوين


ثم نظرت إلي رائف بعيون تنطقٌ عِشقاً وتحدثت: 

_ده ذوق حبيبي وطبعآ لازم يكون جميل وهايل زيه 


نظر لها رائف بحب وقبل وجنتها برقة

وتحدث: 

_حبيبتي هي اللي جميلة أوي وأي حاجة بتلبسها بتزيدها جمال 

إبتسمت له وانزلت بصرها للأسفل بخجل 

جاء إليهم ياسين وضحكة علي ثغريهِ أحتضنَ رائف بأخوة وأحتواء وتحدث بنبرة هادئة: 

_كل سنه وإنت طيب يا حبيبي

ثم نظر إلي مليكة بإبتسامة جذابة وتحدث: 

_كل سنة وانتِ طيبة يا مليكة وعقبال 100 سنه مع بعض 

وأخرج من جيبهِ عٌلبه من القطيفه بها خاتم ألماس ثمين وفريد من نوعه ، ثم نظر لها بإبتسامة حانية وأعطاها إياه 

نظرت له بسعادة ووجهِ بشوش وهي تمد يدها وتأخذ منه الخاتم وتحدثت برقة: 

_متشكره أوي يا"أبيه"تعبت نفسك ليه بس 

ونظرت إلي الخاتم وهي مٌنبهره بجماله وأناقته قائلة بإعجاب شديد: 

_وااااو تحفه يا أبيه، وكالعاده ذوقك يجنن. 

ثم نظرت له بإبتسامة ساحرة ونطقت برقة: 

_بجد ميرسي ليك،كل سنة بنتظر هديتك مخصوص علشان بتبهرني بيها وبكون مٌتأكدة إنها هتبقي تحفة وأضيفها جنب باقي هداياك القيمة   

نظر لها بإبتسامة سعاده وتحدث برضي: 

_كل سنه وإنتي سعيده، وبجد مبسوط جدآ إن الخاتم عجبك  


نظرت له وتحدثت بإنبهار: 

_عجبني بس،، ده يجنن يا أبيه


ثم نظرت له بشكر وإمتنان قائلة: 

_ميرسي بجد . 


وهنا نظر له رائف وتحدث بعرفان: 

_كتير أوي يا ياسين اللي بتعمله معانا ده 


رد عليه ياسين مٌبتسمآ: 

_مفيش حاجة تكتر عليك يا غالي، الدنيا كلها تحت رجليك إنتَ ومليكة. 


كان كل هذا يحدث أمام عيناي ليالي المستشاطة غضبً من تلك الهدية الثمينة التي أهداها زوجها إلي زوجة إبن عمه والتي دائما ما يغمرها بالهدايا الثمينة المنتقاه بعناية فائقة في مناسباتها. 


ليالي وهي تهمس له ببرود عكس ما يدور بداخلها: 

_ذوقك يجنن يا حبيبي، لكن لهدايا مليكة بس ، نفسي في مره تجيب لي هدية وتفاجئني كده زي ما بتفاجأ مليكه ؟


شملها ياسين بنظرة إستغراب وتحدث ساخراً بنبرة باردة  : 

_لما يبقي ذوقي يعجبك زي ما بيعجب مليكة ويبهرها كده هبقي أجيب لك يا حبيبتي، إنتي بتنسي ولا أيه ؟


وأسترسل مذكراً إياها: 

_ده أنا أخر كوليه جبتهولك من سنتين روحتي بدلتيله في نفس اليوم من الجواهرجي ومعجبكيش ذوقي ، مع إني كنت موصي عليه 


وأكمل بتفاخر: 

_والجواهرجي كان عامله  مخصوص قطعة نادرة لـ حرم ياسين المغربي  


نظرت له ليالي ثم تحدثت بغرور وتعالي: 

_أعمل أيه يا ياسين ، قدرك بقا يا حبيبي إنك متجوز هانم أرٌستقراطية وليها ذوقها الفريد النادر في شياكتها وأناقتها واللي لا يمكن تتنازل عنه بأي شكل 


وأكملت لإسترضائه :

_  والدليل علي كده إني إختارتك تكون شريك لحياتي ، بحب أختار كل حاجة بعناية فائقة ومش بيعجبني ذوق أي شخص علي الإطلاق ،


نظر لها ياسين وتحدث ببرود: 

_يبقي مش من حقك تشتكي يا ليالي لما أجيب هدايا لناس بتقدر ذوقي وبيعجبها. 


وتركها ببرود وذهب ليقف بجانب أبيه 


كظمت غيظها ثم حولت نظرها إلي مليكة ومدت يدها تعطيها هديتها وتحدثت بإبتسامة مجاملة: 

_كل سنه وإنتي طيبة يا مليكة ويارب ذوقي يعجبك  


تحدثت مليكه بإبتسامه وشكر: 

_يا خبر يا ليالي،إنتي كمان جايبة لي هدية، كان كفاية أوي هدية أبيه ياسين وخصوصاً إنها غالية جداً  


ومدت يدها بإحترام وأمسكت هدية ليالي وأخرجتها كانت عبارة عن حقيبة يد ماركة عالميه عالية الجودة


نظرت لها مليكة بإبتسامة قائلة بإستحسان  : 

_واااو تجنن يا لي لي ،طول عمر ذوقك لا يٌعلي عليه،بس أنا كده غرمتكم أوي هديتك وهدية أبيه ياسين وكمان الهديتين غاليين جداً بجد ميرسي أوي يا لي لي  


تحدثت ليالي: 

_إنتي قيمتك عندنا عالية أوي يا مليكة وبعدين أنا حاجة وياسين حاجة تانيه 


ذهبت مليكة إلي أبيها الناظر إليها بإبتسامة عريضة ووجهِ بشوش دلفت داخل أحضانه بحنان وبدورهِ ملس سالم علي ظهرها بحنان أبوي لا مثيل له


وتحدث سالم وهو يقدم لها هديتها التي كانت عباره عن طقم من الألماس يحتوي علي قلاده وخاتم وفرط وإسواره،،


تحدث سالم بإبتسامة وحب: 

_كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي، وعقبال كل سنة وإنتي سعيده. 


نظرت له مليكة بعيون مبتسمة وسعيدة قاىلة بنبرة حنون:

_ ربنا يخليك ليا يا بابا، الحقيقه بقا أجمل هدية في حياتي كلها هي إن حضرتك أبويا وإني بنتك يا حبيبي 


سحبتها سٌهير داخل أحضانها بحب وتحدثت بدعابه: 

_وأنا ياست مليكه، مش هدية بالنسبة لك ولا أيه ؟


شددت مليكة من إحتضان والدتها وتحدثت بمداعبة  : 

_إنتي حبيبتي يا سو، ربنا يخليكي ليا يا ماما، ده أنا من غيرك ولا حاجة 


ردت سهير بحب ورضي: 

_كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى  


إحتضنتها سلمي صديقتها المقربة وهتفت بحماس : 

_ كل سنه وإنتي طيبة يا ليكة ، مش قادرة أقول لك الساري جميل فيكي إزاي، تحفه عليكي 


تحدثت مليكة بإبتسامة سعيدة: 

_ميرسي يا سلمي ،،ده بس علشان إنتي بتحبيني فدايما بتشوفيني جميلة 


وبعد مّدة والإنتهاء من السلام إشتغلت الموسيقي كي تعلن عن بدأ رقصة رائف مع حبيبته مليكة 


أمسك بيدها بحنان ونظر داخل عيناها بوله ، وضعت هي رأسها علي كتفه بحنان وبدأ برقصتهما الرومانسية التي تنم عن مدي عشقهما وحبهما بعضهما البعض  


كان الجميع ينظر لهما نظرات متناقضة ومختلفة ، فمنهم الفرح السعيد بعشق ذاك الثنائي، مثل سالم وسهير وشريف أهل مليكة ،وثريا وعز وطارق وأخت رائف الكبري يسرا ،

ومنهم الحاقد علي مليكة مثل أخت رائف الصغري نرمين ،ومنهم المحب الغائر ،،ومنهم الحاسد،


إنتها من رقصتهما 


وذهب رائف يجلس بجانب أعمامه وأبنائهم ،ذهبت مليكة هي الأخري لتجلس مع نساء العائله 


تحدثت ليالي بوجه مبتسم: 

_حلوة أوي فكرة الساري دي يا مليكه، لاء وجديده في حفلات عيلتنا ،وبصراحه لايق عليكي جدآ   


تحدثت مليكة بفخر وحب لزوجها: 

_ميرسي يا ليالي ،لكن الحقيقه دي فكرة رائف وأختياره وذوقه، هو اللي جابه وعملهولي مفاجأه 


تحدثت چيچي زوجة طارق الأخ الأصغر ل ياسين وشريك رائف بالشركة 


چيچي بإبتسامة وإعجاب: 

_بصراحه يا بختك بحب رائف ليكي وإهتمامه بكل تفاصيلك يا مليكة ،،ياريت يعلم طارق شويه من الإهتمام ده،،حقيقي الساري حلو أوي عليكي  


أكملت سلمي بإستحسان: 

_ بجد شابوه لرائف علي ذوقه يا مليكة  


تحدثت يسرا أخت رائف الكبري بفخر وأعتزاز: 

_هو فيه زي رائف ولا ذوق رائف ، ربنا يحميه حبيبي ويبارك لنا فيه 


نظرت لهم نرمين الأخت الصغري لـ رائف وتحدثت بإستعلاء وغرور: 

_إيه يا بنات الأوفر اللي إنتو فيه ده ،الساري شكله عادي وأقل من العادي كمان ،وفكرته قديمة جدآ،، ده أتهرس في حفلات وأفراح إسكندريه كلها 


ثم نظرت إلي مليكة وتحدثت بإستهجان: 

_ وكمان سوري يا مليكة ، مش متناسق مع جسمك خالص  


إحمرت وجنتي مليكة خجلآ وإحراجً ثم تمالكت من حالها وتحدثت بثبات وهدوء جاهدت في إخراجه: 

_دي أذواق يا نرمين ،لولا إختلاف الأذواق لـ بارت السلع 


وأكملت بعيون عاشقة : 

_وبعدين كفايه أوي إن رائف إهتم بيا وأفتكرني في وسط إنشغاله بأعماله وشركته، وده عندي يساوي الدٌنيا كلها  


إستشاطت نرمين غضبً من رد مليكة عليها وأنها لم تستطيع أن تحزنها وتٌغضبها بتلك الكلمات المسمومة، فا نرمين غاضبه بشدة من مليكة ومن إهتمام رائف والجميع بها،


وإغراقها من الجميع بالهدايا الثمينة والقيمة، 

ولكن أكثر ما أغضبها هي نظرات الإعجاب والرغبة التي شاهدتها بعيون زوجها الوقح الموجهه إلي مليكة والنظر بعيناه لجسدها ومفاتنها بكل جرأه ووقاحه 


وحمدت الله أن رائف أو ياسين أو عمها  أو حتي والد مليكة ،لم يروا تلك النظرات وإلا كانوا دفنوهٌ حيآ تحت أقدامهم ، ولكنه أيضآ ذكي وحذر للغاية ، فهو يسترق النظر لها دون أن يراه أحد، إلا نرمين التي تسلط عليه نظرها طيلة الوقت ،، ولن يفارق عيناها للحظة من وقت مجيئهما لحضور الحفل. 


ولهذا فهي الوحيدة التي إبتعدت عن الحي الساكن به جميع عائلتها وسكنت بعيدآ عنهم رغم إلحاح زوجها وأهلها عليها بالمكوث بجوارهم لكنها رفضت بشدة ،،وفسرت لزوجها وأهلها أنها تريد الإستقرار والإستقلال بعيداً


فهي تعشق زوجها ولا تريد خسارته ورغم تأكدها من إعجاب زوجها بمليكة إلا أنها لم تخبره قط بذلك الموضوع حفظآ لكرامتها وغرورها أيضآ كإمرأه. 


دلف شاب من باب الفيلا وهمس بأذن رائف يبدو أنه يخبره عن وصول هدية رائف لمليكة فؤاده 


ذهب لها وبسمة علي ثغريهْ تٌنير وجههٌ العاشق وأمسك بيدها وأوقفها قبالتهُ وتحت أنظار جميع المتواجدون


تحدث بحب وأحترام لتلك الخلوقة: 

_هديتك وصلت يا حبيبتي، يلا بينا علشان تشوفيها 


أجابتهٌ مليكة برقة وهي تنظر داخل عيناه بعشق: 

_هديتي وصلت من زمان يا رائف ، إنت أغلي هديه ربنا أهداها لي  


صفق طارق بكفاه وتحدث بدعابة: 

_ياسلام علي الحب والرومانسية، أيه بس الجمال ده كله 


ثم تحدث شريف أخاها مٌداعباً إياهما: 

_طب خلوا الكلام الحلو ده بينكم وبين بعض ،،وياريت تعملوا حساب إن في سناجل بائسة في الحفلة زي حالاتي مثلآ. 


تحدث رائف بإبتسامة وهو يسحب مليكة من يدها ويخرج بها إلي الخارج: 

_محدش قال لك تبقي سنجل لحد الوقت يا حضرة المذيع المحترم . 


خرج جميع الحضور ليروا بأعينهم ما هي هدية رائف لمدللتهٌ مليكة 


وإذا بشابين يقفان بوجهِ بشوش ويرفعا غطاء سياره فراري أحدث موديل باللون السيلفر المحبب لقلب مليكة 


نظرت لها بإنبهار وسعادة ثم حولت نظرها إليه وأحتضنتهٌ وشدد هو من إحتضانها بحب ثم أخرجها من حضنه وأحاط وجهها بيداه وهمس بصوت لا يصل إلا لها : 

_كل سنه وإنتِ طيبة يا قلبي، كل سنة وإنتِ معايا وجوه حضني،كل سنه وأنا شايف سعادتك طله عليا من بين سحر عيونك الحلوين  


تحدثت وهي تنظر له بعيون مغيمة بدموع الفرح: 

_كل سنه وأنتَ معايا يا حبيبي ،بحبك يا رائف 


إنهالت عليهم المباركات من الجميع عدا نرمين التي دلفت لداخل الفيلا بغضب عارم لاحظته والدتها وأختها اللتان دلفتا إليها سريعآ ليرا ماذا أصابها  


تحدثث ثريا متسائلة بنبرة قلقة: 

_خير يا نرمين ،مالك يا حبيبتي فيكي أيه؟


نرمين وهي تدور حول نفسها بغضب وتفرك يداها ببعضيهما من شدة العصبية : 

_حضرتك مش عارفه مالي يا ماما ؟


وأكملت بنبرة حقودة وعيناي متسعة من شدة غضبها:

_ مالي كله أتاخد مني و بيتصرف علي رضي الهانم، البرنسيس مليكة 


تلفتت ثريا حولها يمينآ ويسارآ بحذر تخوفآ من أن يستمع أحداً بما تهذيه إبنتها الثائرة الغاضبة


أمسكتها من يدها وسحبتها لداخل غرفتها الخاصة وأغلقت الباب بعد دخول يسرا معهما 


وتحدثت ثريا بغضبٍ عارم: 

_ممكن أفهم أيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، مال أيه وزفت ايه اللي بتتكلمي عنه ؟ 


تحدثت نرمين بصياح والغضب يسيطر علي ملامحها: 

_بتكلم عن فلوسي يا ماما،ورثي أنا ويسرا من بابا الله يرحمه إللي البيه إبنك حارمنا منه وعمال يصرفه علي البرنسيس بتاعته


وأشارت بيدها بغضب: 

_العربية اللي جايبها لها دي مين الأولي فينا إنها تركبها،  أنا نرمين أحمد المغربي، ولا مليكة سالم  ؟


نظرت يسرا بحزن علي حال شقيقتها وما وصلت إليه وتحدثت برضا : 

_وهو رائف كان قصر معانا في أيه بس يا نرمين ، ده يا حبيبي مش مخلينا محتاجين أي حاجة


هنا صاحت نرمين بنبرة غاضبة: 

_محدش بيدينا حاجه من جيبه يا يسرا ،دي فلوسنا وحقنا وورثنا إللي البيه حاطط إيده عليه في شركته ومش راضي يدينا حقنا، ومكتفي بشوية الأرباح اللي بيرميها لنا كل أخر السنة


صاحت بها ثريا بنبرة صارمة: 

_إحترمي نفسك وإنتي بتتكلمي عن أخوكِ ،أوعي تفتكري إنك علشان بنتي  هسمح لك تغلطي فيه وتتهميه في أخلاقه، وهو ربنا يعلم بيديكم أكتر من حقكم وزياده كمان 


وأكملت بنبرة صوت لائمة:

_ بقا علشان خاف علي ورثكم وأخده شغله ليكم معاه في شركته وكبره يكون ده جزاءه ؟


تحدثت يسرا لتهدئة والدتها: 

_إهدي يا ماما أرجوكي علشان صحتك، أكيد نرمين متقصدش المعني اللي وصل لحضرتك ده 


ثم نظرت إلي نرمين بعتاب  : 

_رائف مفيش أحن منه في الدنيا دي كلها يا نرمين،، ده كفايه من يوم وفاة جوزي وهو مٌتكفل بيا وبأولادي من ماله الخاص،، حتي مدارس أولادي الإنترناشيونال بيدفع أقساطها من فلوسه وكل أرباحي بيحولها؛ لي علي البنك مباشر 


واكملت بنبرة حزينة: 

_حرام عليكِ يانرمين تفتري علي رائف بالشكل ده 


تحدثت ثريا وما زال الغضب يسيطر علي ملامحها ونبرة صوتها: 

_ليه، وهي نفسها لما حبت تشتري شقة بعيد عن هنا وفلوس جوزها مكفتش تشتري الدوبليكس اللي كان نفسها فيه


وهنا حولت ثريا بصرها إلي نرمين وقامت بتوجيه سؤالاً لها: 

_مين وقتها اللي كمل لك علي فلوسك ومن معاه ،مش رائف يا ست نرمين ؟


نرمين وقد شعرت بغضب والدتها عليها ففضلت التراجع عن حدة غضبها كي لا تخسر إصطفاف والدتها بجانبها ودعمها الدائم لها ،سواءً كان دعمِ مادي أو معنوي 


خرج صوتِ نرمين أقل حده وهي تحاول السيطره علي غضبها وتحاول إستعطاف ثريا لها: 

_خلاص يا ماما،، إهدي من فضلك علشان صحتك 


وأكملت مٌدعية الحزن: 

_أنا بس صعبان عليا تبقي فلوس بابا وغيرنا اللي يتمتع بيها ويركب عربيات أخر موديل وأنا وأختي مغيرناش عربياتنا من أكتر من سنتين 


وأومأت رأسها للأسفل بحزن وأنكسار مٌصطنع  


هٌنا لم تتحمل ثريا بقلب الأم إنكسار صغيرتها هكذا، ذهبت إليها وأخذتها داخل أحضانها بحنان 

وتحدثت ثريا: 

_ليه بس نظرت الحزن اللي في عيونك دي يا حبيبتي ؟


نظرت لها نرمين بإنكسار وتحدثت: 

_لازم أحزن يا ماما لما ألاقي حضرتك دايماً واقفه في صف مليكة ضدي ، تفتكري ده شيئ ممكن يسعدني مثلاً ؟


ربتت ثريا علي ظهر إبنتها بحنان وتحدثت قائلة بتبرير : 

_يا حبيبتي أنا لا يمكن أجي في صف حد علي حسابك إنتي وإخواتك ، أنا بس مبحبش الظلم لأخوكِ أو لمراته


وأكملت بنبرة تعقلية: 

_مليكة مرات رائف ومن حقها عليه إنه يهاديها ويعيشها في مستوي يليق بيه قبلها. 


وبالنسبة لعربيتك إنتي ويسرا أنا هغيرهم لكم من حسابي الشخصي،  روحي بكره إنتي ويسرا وأختارو أغلا وأفخم عربيتين من المعرض إللي تختاروه ، وقولي له يبعت الفواتير علي هنا وأنا هسددهم


أرتمت نرمين بأحضان والدتها بسعادة وتحدثت بنبرة حماسية  : 

_يا حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا  


أما يسرا التي ردت مٌعترضه علي عرض والدتها: 

_لا يا ماما أنا مش عاوزه أغير عربيتي، غيري عربية نرمين كفاية


أنا عربيتي كويسة ومرتاحة معاها جداً ، وبعدين دي فلوس حضرتك وأنا معايا فلوس لو عاوزة أغير العربية هغيرها لنفسي ، الحمدلله رائف مش مخليني محتاجه حاجة وفلوسي متوفرة في البنك. 


نظرت لها ثريا وتحدثت بنبرة تصميمية:

_ أنا قولت إنتم الاتنين هتغيرو عربياتكم وده أمر ومش عاوزة أي نقاش فيه. 


هٌنا إستمعنْ إلي دقات فوق باب الغرفة سمحت بعدها ثريا للطارق بالدخول ففٌتح الباب وظهر منه رائف بإبتسامتهِ الخلابة المليئة بالبرائة والنقاء 


تحدث بوجهِ بشوش: 

_إيه يا ماما قاعدين هنا ليه؟ 

الناس بيسألوا عليكم برة ،خير فيه مشكلة ولا حاجة ؟ 


ذهبت إليه ثريا و وضعت كف يدها علي وجنتهٌ بحنان و تحدثت: 

_ربنا ما يجيب مشاكل أبدآ يا حبيبي 


ثم نظرت لإبنتيها وأردفت بنبرة زائفة كي لا تُحزن صغيرها: 

_كل الحكاية إن بناتي واحشيني قوي وقولت أقعد معاهم شويه علي إنفراد. 


تحدث رائف وهو ينظر لشقيقتاه بحنان : 

_مقولتش حاجه طبعاً ، وواحشيني أنا كمان جداً والله ، لكن مش في وسط الحفلة كده يا حبيبتي. 


ثم وجه بصره إلي نرمين قائلآ: 

_خليكي بايتة مع ماما إنهاردة يا نرمين إنتِ وجوزك وإبنك علشان ماما تشبع منك . 


هتفت سريعاً برفضِ تام ووجهِ عابس مما إستدعي إستغرابهم جميعاً : 

_لا يا رائف، أنا مبحبش أبات برة بيتي وإنتَ عارف كدة كويس 


نظر لها الجميع بإستغراب علي رفضها بتلك الطريقة العنيفة 


أكملت بإرتباك وهي تحاول إصلاح ما أفسدتهٌ: 

_أنا قصدي يعني علشان ما أضايقكش إنتَ ومراتك وإنهاردة عيد جوازكم. 


تحدث رائف ببرائة وعفوية: 

_ولا هتضيقينا ولا حاجه ياحبيبتي ، ولو ده اللي مخليكي رافضة إطمني، أنا أصلاً حاجز Suite في فندق هنقضي فيه ليلتنا أنا ومليكة ، يعني مش هنكون موجودين هنا أساساً  


وبجوابهِ هذا قد أشعل النار بداخلها من جديد وجعلها تحقد علي تلك المليكة المدلله بمال أبيها ، هي من تستحقٌ كل ذاك الدلال ،هو مال أبيها وأخيها كيف لمليكة التنعم به لحالها وهي تٌحرم منه هكذا  


ولكنها بنفس التوقيت أمائت بموافقتها علي المبيت بالمنزل فقد إطمئن قلبها بإبتعاد مليكة ،

فالأن يمكنها المبيت وهي لا تخشي علي زوجها من وجود مليكة أمام أعيٌنها، فقد أصبحت مليكة تسبب لها كابوساً مزعجاً ولو بيدها الأمر لتخلصت منها وللأبد لتنعم هي بسلامها النفسي والداخلي بعدم وجودها 


في الخارج كانت مليكة تنزل الدرج بدلال بعد إطمئنانها علي صغيريها والتأكد من سلامتهما ونومهما بسلام 


لمحها ياسين فذهب إليها ووقف بإنتظارها وأسند بذراعه القوي علي ترابزين السٌلم حتي وصلت لمكان وقوفه 


نظرت له وأبتسمت برقة فأبتسم لها وتحدث: 

_كل سنه وإنتِ طيبة يا مليكة 


ردت عليه بصوتٍ رقيق كالنسيم  : 

_وإنتَ طيب يا أبيه ،ميرسي أوي، الخاتم بجد يجنن وعجبني جداً 


تحدث وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام: 

_أنا موصي الجواهرجي عليه من شهرين علشان يجهزهٌ لك، يعني معمول مخصوص لمليكة 


نظرت له بسعادة وأردفت بنبرة صادقة : 

_ربنا يخليك ليا يا أبيه ،أنا عندي أخين وحضرتك التالت، أخويا الكبير وسندي اللي دايمآ موجود. 


تحدث ياسين بسعاده ووجه بشوش: 

_طبعآ يا مليكة، أنا سندك إللي دايمآ موجود وإللي وقت متحتاجي له بإشارة واحدة هتلاقيه. 


إبتسمت برقة وشكرته بإمتنان 


في تلك اللحظه أتت إليهم أيسل إبنة ياسين الجميلة التي تشبه والدتها بجمالها وورثت من ياسين زٌرقَة عَيناه فأصبحت أيقونة جمال صغيرة


فتح ياسين أحضانه ليستقبل قرة عيناهٌ الجميلة


دلفت أيسل تختبئ داخل أحضان والدها الذي قابلها بإبتسامة سعيدة وحاوطها بذراعهِ بإحتواء وتحدث بدلال : 

_أهلآ بأميرة بابي الجميلة 


قابلته أيسل ببسمة وحب وهي تدفن حالها داخل أحضانه  : 

_بابي حبيبي 


أما مليكة فكانت تنظر لهما بإعجاب لعلاقة ياسين الجميلة بإبنتهِ 


تحدثت أيسل وهي تنظر إلي مليكة بإنبهار: 

_حلو أوي الساري يا ليكة. 


أردفت مليكة بإبتسامة ساحرة : 

_ياقلبي يا سيلا، إنتي اللي حلوه أوي. 


وجه ياسين حديثه إلي أيسل  : 

_والأجمل الحجاب اللي لبساه مليكة يا سيلا ومنور وشها 


أجابتهٌ أيسل بتملل وضجر : 

_أوووو يا بابي بقا ، هنرجع تاني لموضوع الحجاب ،سبق وقولت لحضرتك أنا لسه صغيرة ولسه بدري قوي علي الكلام في الموضوع ده 


وأكملت مُعللة: 

_وكمان مامي مش محجبة ، يبقي ليه أنا ألبس حجاب مش فاهمة  


كاد ياسين أن يٌجيب علي سؤال إبنته لكن لفت إنتباههُ نظرات مليكة الساحرة وأبتسامتها المٌهلكة وهي تنظر علي يمينها، لف نظره سريعً ليري من ذلك السعيد الذي تنظر له بكل ذاك السحر والهيام ،وجده بالطبع رائف ، معشوق عيناها 


هٌنا عَلِم ما سر تلك اللمعة التي برقت بعيناها فجأة وبدون مقدمات


أتي إليها رائف وحاوطها من خصرها وقبل وجنتها أمام ياسين وأيسل،، وبدورها خجلت مليكة وأحمرت وجنتيها مما زادها سحراً ودلالاً وهي تنظر لأسفل قدميها 


في تلك اللحظات خرجت نرمين وجدت محمد عيونهٌ مٌعلقة بضيق علي مكانٍ ما، نظرت وجدتها مليكة ورائف يحتضنها بحنان، إستشاطت غضبً ولكنها تمالكت حالها أمام الجميع وذهبت إليه لتقف بجانبه. 


هٌنا ذهب شريف إلي حيث تقف مليكة وتحدث إلي رائف وياسين: 

_ممكن رائف باشا يسمح لي أخطف منه ملِيكتٌه شويه ؟


نظر لهٌ رائف وتحدث بتملك وهو يشدد من إحتضان خصرها: 

_وبعدين معاك بقا يا حضرت المذيع ،هو أنا مش هخلص من تطفلك ده ، ده انت بقيت موجود في حياتي طول الوقت 


وأكمل بدعابة أضحكت الجميع: 

_ده حتي يا أخي وإنت مش موجود بتطلع لي من الراديو وأختك تسيب الدنيا كلها ولازم تتصل بيك في البرنامج وتتناقش معاك في موضوع الحلقه، ده أنا خايف في مره تطلع لي من جوه الدولاب. 


ضحكت مليكة بسحر وتحدثت بإستإذان  : 

_معلش يا حبيبي، هشوفه عاوز إيه وأرجع لك علي طول. 


نظر لها بإستسلام وتحدث بطاعة: 

_وهو أنا بعد كلمة حبيبي دي هقدر أرفض ،،إتفضلي يا قلبي بس متتأخريش عليا


وأكمل وهو يهمس لها بأذنها:

_  ما إنتِ عارفة، بتوحشيني وإنتِ في حضني 


أمائت له ونظرت للناظر عليها بإهتمام وتحدثت منسحبة: 

_بعد إذن حضرتك يا أبيه 


أماءَ لها رأسهِ بإحترام وأبتسامة 


نظرت لـ أيسل بحب وتحدثت: 

_بعد إذنك يا سيلا  


ذهبت مع أخيها ونظر رائف إلي ياسين وتحدث متسائلاً بإهتمام : 

_أخبار شغلك أيه يا وحش المخابرات ؟


أجابَ ياسين وهو مازال محتضن أيسل: 

_تمام يا حبيبي ، كله ماشي تمام. 


نظر رائف إلي أيسل وإبتسم بحب قائلآ بمداعبة لطيفة: 

_أيه يا سيلا الجمال ده كله ،هو أحنا كل ما نكبر نحلو ونبقا قمرات كده  ؟ 

هتوصلي بجمالك ده لحد فين يا بنت ؟


ضحكت أيسل وتحدثت قائله بإحترام: 

_عيونك الحلوين يا حبيبي، وبعدين أنا هاجي أيه في جمال مليكة 


إبتسم ياسين وشدد من إحتضانها قائلاً بإستحسان وفخر:

_ شايف يا رائف، سيلا مش بس جميلة ،لا دي كمان لبقه وذوق في كلامها. 


إبتسم رائف وأجابه بتأكيد: 

_طبعاً يا ياسين لازم تكون كده دي بنت ياسين عز المغربي ، سيلا أيقونة الجمال والسحر واللباقة، ربنا يبارك لك فيها هي وحمزه يا حبيبي. 


إبتسم ياسين له قائلاً: 

_ويبارك لك في مروان وأنس يا رائف 


عند مليكه تحدث شريف قائلآ بنبرة حماسية: 

_عاوز أحكي لك عن حاجة هتفرحك أوي 


نظرت له بحب وتحدثت بلهفة وهي تمسك يداه بتساؤل: 

_لا متقولش ،أخيرآ يا شريف ،إسمها أيه وشوفتها فين وعرفتها إزاي ، وهتعرفني عليها أمتي ؟


كان ينظر إليها بإستغراب وهتف قائلآ بتعجب : 

_إنتِ عرفتي إزاي أنا عاوز أكلمك في أيه ؟!


نظرت له بتفاخر وأشارت بأصبع السبابة علي حالها : 

_يا أبني أنا مليكة عثمان ،يعني أفهم إللي قدامي عاوز يقول أيه من غير  ما ينطق،كفاية بس أبص جوة عيونه أعرف كل حاجة من غير كلام. 


تحدث بغرور متصنع : 

_طالعه ذكيه زي أخوكي ، المهم ، هي إسمها سالي بتشتغل مذيعة معايا في الإذاعة،كلمتها عنك كتير ونفسها تشوفك وتتعرف عليكي. 


نظرت له بحب وأمسكت يدهٌ وتحدثت: 

_أخيرآ حبيت يا شريف، ربنا يسعدك يا حبيبي 


وأكملت:

_ إن شاء الله في أقرب وقت هخليك تحدد لنا معاد علشان نتقابل ونتعرف فيه علي بعض. 


وبعد مٌدة كانت مليكة تقف بجانب رائف في الحديقة لتستقل معه سيارته ليذهبا للفندق ليحتفلا معآ بعيد زواجهما السعيد ، كانت ثريا تقف بجانبهما هي وياسين الناظر لهما بحب وحنان 


ياسين وهو يرتب علي كتف رائف بحنان: 

_كل سنه وإنت طيب يا حبيبي، خلي بالك من مليكه وإنبسطوا 


إبتسم له رائف وتحدث قائلاً  : 

_وإنت طيب يا ياسين ،إنتَ كمان خلي بالك من ماما ويسرا والولاد. 


أجابهُ ياسين بنبرة مطمأنة: 

_متشغلش بالك بأي حاجة إنهاردة غير إنك تنبسط إنت ومليكة وبس ، وأنا موجود ، يعني ما تقلقش يارائف. 


إبتسم له رائف وتحدث بإمتنان: 

_ربنا يخليك ليا يا ياسين، طول ما أنت موجود أنا دايمآ مطمن وعمري ما أقلق. 


ذهب رائف بإتجاه مليكة وفتح لها باب السيارة 

نظرت إلي ياسين وثريا وتحدثت بنبرة حماسية أظهرت كّم السعادة التي تشعر بها: 

_تصبحي علي خير يا ماما. 


ثم نظرت إلي ياسين وتحدثت: 

_تصبح علي خير يا أبيه. 


أجابها بوجهِ سعيد: 

_وإنتِ من أهله يا مليكة 


إنطلق رائف بسيارتهِ ، حول ياسين نظرهٌ لثريا وتحدث بدعابة: 

_بس أيه الجمال والرشاقة دي كلها يا عمتي. 


يٌناديها عَمتي لأنها إبنة عم والدهِ وزوجةِ عَمه  


تحدثت ثريا بإبتسامة خافتة ورضي: 

_جمال إيه بس يا ياسين،  ماخلاص يا أبني راحت عليا، البركة في الجيل الجديد بقا. 


رد عليها ياسين وهو يحاوطها بذراعهِ بإحتواء ويتجها للداخل معاً: 

_جيل جديد إيه بس يا باشا، دول جيل عمليات التجميل والنفخ والشد ،إنما أنت بقا يا جميل جمالك طبيعي ملوش مثيل. 


ضحكت ثريا بشدة ودلفا للداخل ليكملا سهرتهم مع باقي العائله بسعاده 


تٌري ماالذي يخبأه القدر لتلك العائلة ؟


وهل رائف ومليكة سيظل الحب هائم هكذا علي منزلهما السعيد ؟


كل هذا سنتعرف عليه في الفصل القادم بإذن الله 

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الثاني

                         🦋 الفصل الثاني🦋 


وصلا رائف ومليكه إلي الفندق 

دلفا داخل المصعد ومنهٌ لداخل الممر المؤدي إلي ال Suite الذي إحتجزهٌ رائف لقضاء ليلتهما المميزة داخله ،، كان الممر خالي تماماً من البشر إلا من العاملة التي تذهب أمامهما لترشدهما للطريق ،هٌنا إنطلقت مليكة بحرية وجرت بدعابة وسعادة أمام رائف وهي تستدير له وتنظر إليهِ بمرحها المعتاد معهُ


سَعِدَ لرؤيتها بمرحها المٌعتاد التي تٌمارسهُ لرائف فقط لا غير


أدخلت العامله الكارت الخاص بال Suite وفتحتهٌ ،،دلفت مليكة بسعادة ثم تسمرت فجأة وهي تنظر أمامها بإنبهار إلي المكان وتجهيزاته الساحرهْ 

حيث الورود المتناثرة فوق التخت بشكل متناسق برسمة قلب، وباقات الزهور الجميلة باللونين الأبيض والبنفسجي المحبب لها ، والشموع الخافتة ذاتَ الرائحة الجذابة التي تملئ المكان بعبقها 


والستائر الشفافة التي ترفرف بسحرٍ من أثر مداعبة نسمات سبتمبر الليلية المنعشة لها ،

وقالب الحلوي الكبير المطبوع عليه صورتهما معآ وهي بفستان زفافها 

والفاكهة ونوع الشيكولا المحببة إليها ،حقآ كانت أجواء المكان أشبه بحٌلم إليها 


إلتفَتْ بوجهها للناظر خلفها يتأملها وسعادة الدنيا ترتسم فوقَ ملامحهٌ،، نظرت له بحنان وعشق وجرت عليه لترتمي داخل أحضانه قابلها هو بقبلات شغوفه متناثرة علي وجهها مما جعل تلك العاملة تخجل


وهٌنا إنتبه لها رائف وأخرج من جيبه بضعة ورقات ذاتَ الفئه المتوسطة وأعطاها إياها وشكرها، وأنسحبت العاملة من المكان بهدوء  


ثم خرجت مليكة من بين أحضانه تنظر له بعيون عاشقة قائلة بنبرة شغوفة: 

_كل ده عملته علشاني يا رائف؟

للدرجة دي بتحبني ؟ 


شدها عليه حاوطها من خصرها وألصقها به تمامآ ونظر لها بحب وهو يداعب أنفهٌ بأنفها قائلا بصوتّ هامسً: 

_أنا بعشقك يا مليكة، ولو أقدر أجيب لك نجمة من السما أحطها بين إديكي علشان بس أشوفك سعيدة أكيد عمري ما هتأخر  


كانت تستمع له وأبتسامة عشق ووله مرسومة علي وجهها ، وضعت أناملها الرقيقة تتخلل بها خصلات شعره الناعم التي تعشقها بحركه أذابت حصونه ،فأخذ يدور بها داخل المكان وهو مازال محتضنها ثم ألصقها بجدار الحائط وهو ينهال علي شفتاها بالقبلات الهادئة التي سرعان ماتحولت إلي عنيفة ومليئة بالشغف ،ثم غاصا بعيدآ في عالمهما الخاص بهما، عالم العٌشاق  


♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡


داخل فيلا رائف


مازالت العائلة متجمعة، إلا من عائلة مليكة التي إنسحبت من المكان بعد ذهاب إبنتهم 


خرجت نرمين إلي الحديقه تبحث عن زوجها وجدتهٌ ينفث بسيجارته بشراهة 

ذهبت إليه وتحدثت بإستفسار: 

_أيه يا محمد قاعد لوحدك هنا ليه وسايبني جوه لوحدي؟


نظر لها محمد مٌضيقآ عيناه بإستغراب وأجابها بتساؤل: 

_سايبك لوحدك إزاي وإنتي مع مامتك وأٌختك وعيلتك ؟


نظرت لهٌ بإستغراب لحالهُ وتحدثت بتساؤل:

_ مالك يا محمد، إنتَ فيه حاجة مضايقاك ؟ 


رد عليها محمد بملل: 

_مش متضايق ولا حاجة، بس مكنش ليه لزوم بياتنا هنا،  كٌنا رجعنا بيتنا نمنا فيه براحتنا. 


أردفت قائلة بصوتٍ عالي وغاضب: 

_يسلام ، وإيه بقا اللي غير رأيك فجأه كده يا أستاذ، ده أنت من أسبوعين في عيد ميلاد ماما فضلت تتحايل عليا علشان نبات هنا ، ولما أنا رفضت وروحنا بيتنا فضلت قالب وشك عليا إسبوع بحاله. 


تحمحمَ هو خوفآ من أن تكتشف زوجتهٌ أنه لايري روح ولا معني بذلك المكان بدونَ مليكة، فهو حقآ يعشقها ويختلس النظر إليها طيلة الوقت ولكن بحذر حتي لا يشعر به رائف أو أي من رجال المنزل. 


إلتفتَ لها بحب بمحاولة منه بتمويه لإمرأته ،وحاوط وجهها بكفاه ونظر لها بنظرات حب مصطنعة قائلآ: 

_أيوه الكلام ده كان المرة اللي فاتت ، لكن إنهاردة بالذات كنت حابب نبقي لوحدنا ، أصل عندي كلام كتير أوي كنت عاوز أقولهٌ لك،


وقبل وجنتها وغمز لها بعينيه  


تبدلت نظراتها بلحظه من نظرة غاضبة لأخرى عاشقة ،،فهي حقآ تعشقه حد الجنون وتغار عليه من نِسمةِ الهَواءِ الطائرة 


وتحدثت بصوتٍ أنثوي ناعم: 

_طب ما أحنا ممكن نقول هنا كل اللي كنا هنقوله في بيتنا وأكتر، إحنا عندنا جناحنا الخاص بينا فوق نعمل فيه كل اللي إحنا عاوزينه براحتنا. 


أردف قائلاً بنبرة تأكيدية، وإبتسامة مزيفة: 

_عندك حق يا حبيبتي، وماله، نقول كل إللي إحنا عاوزينه هو أحنا بيهمنا 


وضحكا سويآ ودلفا إلي الداخل. 


☆☆٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠☆☆ 


كانت تتمدد بجانبهِ بسعادة تحت الغطاء فوق التخت وتضع رأسها براحة وهيام علي صدرهٌ العاري وهو يلعب بخصلات شعرها البني الحريري بهيام، أمسك ذقنها بأناملهِ ورفع وجهها له لتقابل عيناه ثم وضع قُبلة ناعمة علي شفتاها

وتحدث بعيون عاشق: 

_كل سنه وإنتِ طيبة يا مليكة قلبي 


نظرت له بهيام وتحدثت: 

_كل سنه وإنت في حضني، كل سنه وأنا بحبك أكتر وبعشق نظرت عيونك ليا أكتر  


إبتسم لها ثم تحدث معتذرآ لها: 

_معلش يا حبيبتي مقدرتش أسفرك برة السنة دي علشان ضغط الشغل ،لكن أوعدك في أقرب فرصة هخدك ونسافر للمكان اللي إنتي تختاريه . 


أجابتهٌ مليكه بعيون عاشقة ورضا:

_ المكان عمره ما كان مهم يا رائف قد ما مهم الناس اللي بنكون معاهم وإحنا مبسوطين وبنضحك من قلبنا ،وأنا أهم حاجه عندي إني أكون معاك في أي مكان ،وده المهم بالنسبة لي   


قبلها رائف بحب وأردفَ قائلاً: 

_بحبك يا مليكه وبحب كل ما فيكي،

فاتت سنين كتير علي أول يوم شفتك وحبيتك فيه، لكن عمر شغفي بيكي وحبي ليكي ما قل أبدآ،بالعكس، ده بيزيد كل يوم عن إللي قبله  


لفت ذراعيها عليه بحب وتحدثت: 

_ربنا يخليك ليا يا رائف 


ثم هبت واقفه بمرحها المعتاد وهي تداري جسدها العاري وترتدي ثوبً للنوم كانت بجانبها قائلة: 

_طب يلا قوم بقا علشان ناكل الشيكولا بتاعتي وتشغل لي الميوزك اللي بحبها وترقصني


وتحدثت بمرح : 

_أوعي تكون فاكر نفسك جايبني هنا علشان ننام يا أستاذ ؟


ضحك علي مرحها الذي يعشقه وأجابها: 

_لا يا قلبي مش جايبك علشان ننام ،بس كنت باخد هدنه في حبك شويه وهعمل لك كل اللي إنتي عاوزاه حاضر. 


بعد مدة من رقصهما خرجا للشرفة وجلس وأجلسها علي ساقيه وهو يدللها ويطعمها الفاكهة بفمها بدلال وحب ،كانت تتنهد وهي تنظر إلي اليل وصفائه وسحره، تتنفس الهواء النقي وتخرجهٌ براحة  


بنفس التوقيت كان يقف بشرفته ينظر إلي السماء بذهنٍ شارد كُليآ، يتنفس الهواء ويخرجهٌ براحة وإستكانة  ،أتت إليهِ ليالي تتحرك بتناسق وهي ترتدي ملابس بيتيه ملفتة للنظر، وقفت بجواره وسندت برأسها علي كتفه بإنوثه،

نظر لها بدون حديث، ثم أرجع ببصرهِ إلي السماء مجددآ 


وتحدث بذهنِ صافي: 

_السما إنهاردة صافية أوي ،القمر مكتمل والجو فيه نسمة هوا منعشة تٌرد الروح. 


نظرت له وتحدثت بضحكة خفيفة: 

_اللي يسمعك وأنت بتتكلم عن القمر والنجوم يقول عليك شاعر يا ياسين،مش عقيد في المخابرات الحربية ! 


نظر لها بإبتسامة وتحدث بإنتشاء وحماس لتذكرهُ ماضية الجميل : 

_تعرفي إني زمان كنت فعلآ بكتب شعر، وفي مرة عز باشا إكتشف ده وشاف الدفتر وكان يوم، يااااا 


نظرت له بحب وأمسكت يده تتلمسها برقة ،نظر لها وفهم أن إمرأته تشتاقه، إبتسم لها براحة وأمسك بيدها ودلفا للداخل ليعيشا بعالمهما الخاص  


بعد مدة كانت مليكة غافية بثبات بين أحضان رائف وهو ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها بعيناي عاشقة ، حقاً كان يعشقها ويعشق تفاصيلٌها، إستسلم هو أيضآ للنوم وهو يحاوطها بذراعيه بحب وعناية 


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


وفي الصباح


كانت ثريا تجلس داخل حديقة منزلها هي وإبنتيها ومٌحمد زوج نرمين وأحفادها يلتفون جميعً حولَ منضدة الطعام وهي تٌجلس أنس صَغير رائف علي ساقيها وتطعمه بحنان. 


أردفت ثريا وهي توجه حديثها إلي نرمين وزوجها: 

_إقعدوا كملوا معانا اليوم إنهارده يا محمد،رائف هيكون هنا علي الغذا إتغدوا معانا وكملوا اليوم ونسهر سوا مع بعض، إمبارح كان زحمه ومعرفناش نقعد براحتنا. 


ردت نرمين سريعً وهي تري إبداء الموافقة والسعادة علي وجه زوجها  : 

_لا يا ماما مش هينفع،حضرتك عارفه أنا مبقدرش أبعد عن بيتي وقت كتير، وبعدين حضرتك نسيتي ولا إيه ،أنا هاخد يسرا وهنروح نختار العربيات بتاعتنا 


زفر محمد بضيق فور رفض زوجتهٌ الغبية بعرض ثريا فحقاً كان يريد أن يُكمل يومهِ هنا ليري مليكة ويشبع نظره وأشتياقه منها ولكن سبقتهٌ تلك الحمقاء بالرفض القاطع  


تحدثت يسرا برضي: 

_لا يا نرمين أنا مش هروح ، روحي إنتِ يا حبيبتي وأختاري العربيه اللي نفسك فيها ،لكن أنا عربيتي الحمدلله عجباني ومريحاني ومش حابة أغيرها ، وبعدين هو أنا بروح فين يعني 


ردت عليها ثريا وتحدثت بنبرة حازمة: 

_أنا مش هعيد كلامي تاني يا يسرا ،أنا قولت هتروحي مع أٌختك وتغيري عربيتك ومش عاوزه نقاش تاني. 


أجابت يسرا بإستسلام: 

_خلاص يا ماما اللي تشوفيه حضرتك، هنروح وندي له عربياتنا القديمة وناخد الجديدة وحضرتك تبقي تدفعي له الفرق . 


ردت عليها نرمين بنبرة مٌعارضة لحديثها: 

_إتكلمي عن نفسك يا يسرا ، أنا عن نفسي محتاجة فلوس عربيتي، عاوزة أشتري بتمنها شوية حاجات نقصاني. 


نظرت لها ثريا وتحدثت بتفسير: 

_وأنا يا بنتي ما قولتش تبدلوا، أنا كلامي كان واضح ليكم إمبارح، أنا قولت روحوا إختاروا اللي نفسكم فيه وأنا هدفع تمنها. 


نظر لها محمد وتحدث بإستحسان : 

_ربنا يخليكِ ليهم يا ماما. 


نظرت يسرا بحزن وهي تري طمع شقيقتها الواضح بالرغم من مستوي زوجها وأهله المادي المعقول إلا أن غيرتها من مليكة جعلتها تريد أن تأخذ كل ما تٌطاله يدها حتي وإن لم تكن بحاجة لهْ. 


                   ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


فتحت عيناها بتثاقل ونعاس وجدت حالها مقيدة داخل أحضانه،، إبتسمت بسعادة حينما تذكرت ليلتها المٌميزه معه، كادت أن تسحب حالها من بين أحضانه لتهاتف يسرا للإطمئنان منها علي طفليها، وما أن شعر بها حتي شدها إليه من جديد  


وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج ناعس: 

_رايحة فين وسايبة حضني. 


ردت عليه وهي تضع قُبلة سريعة علي شفتيه بحب: 

_هروح أتصل بيسرا علشان أطمن علي مروان وأنس وأجي لك بسرعة. 


نظر لها وتحدث قائلاً بصوتٍ متحشرج: 

_نامي يا حبيبي وإطمني، أكيد ماما واخدة بالها منهم كويس أوي، نامي يا ليكة أحنا نايمين الساعة 5 بعد الفجر


إستسلمت له ودفنت نفسها داخل أحضانه وغفت من جديد 


في حديقة فيلا رائف دلف عز المغربي من باب الفيلا الحديدي الملاصق لفيلتهِ وجد ثريا وأبنتيها ومحمد يحتسيان قهوة الصباح 


تحدث عز مبتسمً : 

_صباح الخير ، ردوا جميعهم الصباح. 


نظر عليه أنس صغير مليكة الجالس بحضن ثريا وهلل بصياح: 

_جدووو 


أردفَ عز قائلاً وهو يلتقطهٌ من حضن ثريا بسعادة  : 

_يا قلب جدو و روحه 


وأخذ يقبلهُ بنهم ويفرق قبلاته الحنون علي وجههِ وشعره ويداه ،فعز يعشق صغيراي رائف اللذان ينادوهٌ جدو، ويناديه رائف بأبي لكثرة حنينهِ عليه منذ وفاة والدهِ ، وأعتباره إبن رابع له. 


نظرت له يسرا وتساءلت بإبتسامة حنون: 

_أعمل لحضرتك فنجان قهوه يا عمو ؟


نظرت له ثريا وتساءلت بإهتمام: 

_فطرت يا سيادة اللوا ولا أجهز لك فطار الأول ؟


رد عليها عز بإبتسامة شكر وهو مازال يقبل أنس الذي يبادلهٌ القٌبل بسعادة: 

_مٌتشكر يا ثريا ،أنا فطرت الحمدلله. 


ثم نظر إلي يسرا وتحدث: 

_هو  فنجان قهوه بس يا يسرا، ياريت تخلي عَليه تعملهُ لي 


أجابتهٌ يسرا بإبتسامة حنون: 

_عَليه مين بس يا عمو إللي تعمل لك قهوتك ، محدش هيعمل لحضرتك القهوه غيري. 


إبتسم لها بحب وتحدث: 

_ربنا يخليكي ليا يا بنتي


جلس عز وتساءل وهو يتلفت حولهُ بإهتمام: 

_هو رائف ومراته لسه ما وصلوش ؟


هتفت نرمين بنبرة تهكمية:

_ لا يا عمو لسه ، الهانم هتيجي آخر النهار ،طبعاً ما هي لاقية اللي بيدلعها ويهتم بأولادها ،متتغرش علينا ليه بقا ؟


نظرت لها ثريا وتنهدت بإستسلام ويأس وهي تري تهكُم إبنتها الناقمة علي زوجة أخيها. 


نظر لها عز مٌستغربً هجومها الحاد وتحدث بإستهجان: 

_ولادها؟

وهما ولادها هي برضوا يا بنتي ، دول ولادنا إحنا ، أولاد المغربي ورجالته، وبعدين ده عيد جوازها ومن حقها علي جوزها إنه يحتفل بيها ويدللها في يوم زي ده. 


نظرت لها ثريا وتحدثت بصدق : 

_دي حتي مليكة الوحيدة اللي بتهتم بأولادها بنفسها ، و الناني بتاعت أنس مش بتسمح لها  تعمله أي حاجة، هي اللي بتحميه هو وأخوه وتأكله وتغير له وبتهتم بكل تفاصيله ، وبتذاكر كمان لـ مروان. 


نظر لها محمد وتحدث ساخراً ليُهدئ من حدة الوضع: 

_لا وشوفوا مين إللي بتتكلم ، ده إنتِ في عيد جوازنا اللي فات سيبتي الولد هنا عند ماما ثريا وسافرنا بيروت إسبوع بحاله. 


نظرت لهم بغضبٍ وتحدثت بتذمر: 

_هو أنتم ماصدقتم وكلكم نازلين جلد فيا،كل ده علشان غلطت في الكونتيسة مليكة ؟


تحدث أنس صغير مليكة وهو ينظر إلي عز ببرائة: 

_جدو هو بابي ومامي فين ؟


أجابهٌ عز بإبتسامه عذبة: 

_بابي ومامي في مشوار وبعد شوية هييجوا ويجيبوا معاهم حاجات حلوة كتير لأنوس حبيبنا كلنا 


ضحك أنس ببرائة وقام بوضع قُبلة فوق خد عز

وبعد مٌدة أخذ محمد نرمين ويسرا ليقوم بتوصيلهما إلي معرض السيارات التي تتعامل معهٌ عائلة المغربي لإختيار سيارتيهما الجديدة  


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


عند رائف ومليكة بالفندق، كانت تجلس علي ساقية في الشرفة تتناول إفطارها بشهية مفتوحة وهو ينظر إليها مُبتسمً بسعادة ،أمسك قطعة من التوست وقام بوضع خليط من المربي ووضعها بفمها، إقتطمتها وهي تنظر له بسعادة  


نظرت إليه بعيناي عاشقة وتحدثت بنبرة حنون  : 

_ربنا يخليك ليا يا رائف،هو إنت إزاي بتقدر توصلني للمستوي العالي ده من السعادة ؟


أجابها بثقة: 

_دي قدرات بقا يا ليكة 


وأكمل بتساؤل: 

_بقول لك يا حبيبتي، أيه رأيك نقضي الليلة كمان هنا  


هزت رأسها بنفي وتحدثت بإعتذار: 

_ياريت يا رائف كان ينفع، للأسف مش هقدر أبعد عن أنس ومروان أكتر من كده،إنت بنفسك شوفت أنس متضايق إزاي وإحنا بنكلمه من شويه وعمال يسأل إتأخرتوا ليه   


تحدث رائف بتفهم: 

_خلاص يا حبيبي ، إن شاء الله نكررها الويك إند الجاي 


نظرت له وأجابت بنبرة هادئة: 

_إن شاء الله يا حبيبي 


كانت الساعة قد تخطت الرابعة عصرآ ومازال رائف ومليكة بالفندق، ولكنهٌ أيضاً توقيت إذاعة برنامج شقيقها شريف الذي يقدمه مباشر من الإذاعة المصرية (الراديو ) 


جرت علي الجوال المحمول وألتقطته وشغلت به الإذاعة لتستمع مع زوجها إلي برنامج أخاها التي تعودت أن تستمع إليه يوميآ مهما كانت الظروف 


تحدث شريف بصوتٍ مٌتفائل محبب إلي أذن مستمعيه: 

_مساء الخير أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني في حلقه جديدة من برنامج ساعة مع شريف 


،،الحب ،،حلقتنا إنهارده بتتكلم عن الحب وأهميته في حياتنا ،،خلينا نستقبل إتصالتكم علي تليفون البرنامج

وأي حد عاش قصة حب ياريت يحكي لنا عنها، ويحكي لنا كمان قد أيه فاده الحب ده في حياته 


وهل الحب ده كان دافع ليه إن حياته تتحول للأفضل ولا العكس 


ونستقبل أول إتصال من صديقة البرنامج مليكة ونقول ألووو


تحدثت مليكه بسعادة ومرح وهي تنظر إلي رائف  : 

_ألو يا شريف إزيك


أردف شريف بسعادة ومرح: 

_أنا تمام وكله كويس ،إحكي لنا يا مليكة ،ياتري حبيتي قبل كده ؟


ولو حبيتي ياريت تحكي لنا وتقولي لنا إيه إللي غيره فيكي الحب  


نظرت إلي زوجها الناظر لها بسعادة وتحدثت بهيام  : 

_أول حاجة عاوزة أقول لك إن الحب ده أحلا حاجة في الدنيا ، ومن غيره الحياة تبقي صعبة أوي ،الحب أسمى معاني الوجود ،الحب بيملي قلوبنا خير ويخلينا نرحم بعض ونعذر بعض

من غير الحب الحياة تبقي صعبة أوي يا شريف


وأكملت بنبرة سعيدة: 

_وبالنسبة لسؤالك، أه طبعاً الحب غيرني كتير خلاني سعيدة، رحيمة ،مٌتفهمة ، وبقيت ببص للحياه بشكل أفضل وأحسن 


وأخيرآ أتمني لك إنك تلاقي نصك الحلو وتعيش معاه أحلا قصة حب في الدنيا،،علشان إنتَ بجد حد يستاهل  


أجابها شريف بسعادة وامتنان: 

_متشكر جداً يا مليكه ،،وطبعا أعزائي المستمعين كلنا عارفين إن مليكة بتحب فيروز جدآ ،فهنسمع غنوة فيروز كيفك إنتَ لعيون مليكة. 


أغلقت الهاتف وأحتضنت ذاك الناظر لها بعشق وهيام وتحدثت: 

_أنا بحبك أوي يا رائف، ربنا يخليك ليا يا حبيبي  


أردفَ رائف قائلاً بسعادة: 

_ويخليكي ليا يا حبيبتي، 


وأكمل بنبرة دعابية:

_ ويخلي لنا سي شريف اللي مبتفوتيش ولا حلقة في البرنامج بتاعه،حتي في عيد جوازنا 


ضحكت بسعاده وتحدثت بتبرير : 

_مش أخويا ولازم أشجعه ، وبعدين أنا ببقا مبسوطة أوي وأنا بتكلم معاه وبتناقش، وبصراحة شريف بيطرح مواضيع للنقاش حلوة أوي. 


إبتسم لها وتحدث مداعبً إياها بمرح : 

_طبعآ، ومين يشهد للعروسه. 

               

     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


عند شريف تحدث قائلاً بصوته المميز : 

_ورجعنا لكم تاني بعد فيروز ومعانا إتصال تاني ونقول ألووووووو 


هتفت المتصلة بنبرة مرحة كعادتها:

_ ألو،  أزيك يا حضرة الباشمذيع 


أجابها شريف : 

_أهلاً وسهلاً يا أفندم، نتعرف بحضرتك ؟


تحدثت بصوتٍ مُلام حزين: 

_أزاي معرفتش صوتي وميزته، طب هقول إنك إتلغبطت في نبرة صوتي، طب بالنسبة لحضرة الباشمذيع إيه، ما أخدتش بالك إن ماحدش بيقولها لك غير الباشمحاميه ؟


ضحك شريف علي تلك المستمعة المشاغبة وتحدث  : 

_خلاص خلاص حقك علينا يا حضرة الباشمحاميه


وأكمل ليؤكد لها تذكرهُ: 

_وأهلاً بيكي مستمعتنا الكريمة إللي بتكلمنا من أجمل مكان في مصر حيث الدفئ والسياحة والجمال والسحر ،أسوان الساحرة بلد النيل 


تحدثت بكبرياء ومداعبة  : 

_أيوا كده أنا أتأكدت إن الذاكرة رجعت لك تاني 


ضحك شريف من قلبهِ وتحدث  : 

_إنتي مشكله والله، 


وأكمل بنبرة جادة وتحدث متسائلاً:

_ طب نرجع بقا لموضوع حلقتنا علشان وقت البرنامج ونقول ياتري الحب بيمثل إيه للباشمحاميه ؟ 


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


في المساء 🌑 


ذهبت مليكه إلي فيلا عز المغربي المجاورة لفيلا رائف وهي تحمل أنس الذي بدأ بالبكاء والصريخ يريد والدهٌ المتواجد بفيلا عمه


دلفت للداخل وألقت السلام علي الجالسين في البهو، كانت منال والدة ياسين تجلس وتجاورها ليالي زوجة ياسين وإبنة أخ منال ،وأيضا جيجي زوجة طارق التي كانت تجاورهُما الجلوس . 


تحدثت منال بإبتسامة حانية وهي تنظر إلي أنس الباكي والتي تحبه كثيراً ككل العائلة : 

_مالك يا أنوس، بتعيط ليه يا قلبي؟ 


أجابتها مليكة بإنزعاج وهي تهدهد طفلها بين ذراعيها: 

_عاوز بباه ومش مبطل عياط،  معرفش ليه كام يوم كل ما رائف يخرج برة يزن ويفضل يعيط ويسأل عليه ؟


ثم سألتها بنبرة جادة:

_ هو رائف فين يا طنط ؟


  

أجابتها منال وهي تنظر إلي باب المكتب:

_ جوة في المكتب مع ياسين وطارق بيقفلوا حسابات الشركة. 


تحدثت ليالي بنبرة هادئة: 

_إدخلي لهم يا مليكة تلاقيهم خلصوا . 


أمائت مليكة لها برأسها وتحدثت بهدوء وهي تتحرك بإتجاة باب المكتب : 

_تمام، بعد إذنكم . 


وذهبت بإتجاه المكتب وطرقت فوق بابه بإستئذان ، حتي إستمعت إلي صوت ياسين وهو يأذن لها بالدخول، دلفت وعلي وجهها إبتسامة ساحرة كعادتها دائماً  


وتحدثت مبتسمة وهي تفرق نظراتها عليهم: 

_مساء الخير 


ردو عليها ثلاثتهم بإهتمام 


نظر لها ياسين مبتسمآ وتحدث بإهتمام: 

_إزيك يا مليكة. 


نظرت له بإبتسامتها الساحرة ووجهها البشوش وأردفت قائلة:

_ أنا تمام،  إنتَ كويس ؟


هز لها رأسه بإبتسامة علي طريقتها المٌميزه له: 

_كويس جدآ . 


وهٌنا بكي الصغير مٌجدداً وهو يلوح بيداه علي والدهِ ويردد إسمه ،،إنتفض رائف من جلستهِ وأسرع إلي طفلهِ وألتقطهٌ من بين أحضان أمهِ


وأخذ يٌهدهدهٌ بحنان وسألهُ بدلال: 

_أيه يا قلب بابي، مالك يا حبيبي زعلان ليه ؟


إرتمي الصغير بحضن أبيه ولف ذراعيه حول عنقه بتملك ،مما إستدعي إستغراب رائف وهو ينظر إلي مليكة متسائلاً   


سأل رائف مليكة بإنزعاج ظهر علي ملامح وجههُ: 

_ماله أنس يا مليكه، حد مزعله؟ 


أجابتهٌ بنفي وهي تهز رأسها: 

_خالص يا رائف ،هو كده ليه كام يوم كل شوية يسأل عليك ويعيط لو لقاك مش موجود . 


إبتسم الصغير لأبيه وتحدث بكل برائة وهو يضع كف يدهُ الرقيق فوق وجنة والده : 

_أنت حبيبي يا بابي. 


أجابه رائف وهو يقبله بنهم: 

_وإنت قلب بابي من جوه ونور عيونه. 


إنتفض ياسين وطارق من جلستهما وأتجها إلي الصغير وأخذا يُقبلاه ويحتضناه ولكن وهو داخل حضن أبيه 


فقد أبي أنس أن يخرج من حضن أبيه وكان مٌمسكاً به لدرجة كبيره إستدعت إستغراب الجميع . 


تٌري ما الذي جعل الصغير يبكي هكذا ؟

تابع هنا: قصة نوفيلا يا كُلَّ كٌلِّي لروز أمين كاملة

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الثالث

                         🦋 الفصل الثالث 🦋 


في صباح اليوم التالي 


إستيقظت مليكة من فراشها علي صوت زقزقة العصافير الذي يشبه العزف علي أوتار ألات الموسيقي ،، 

تمللت فوق فراشها بدلال وهي تنظر بسعاده للغافي بثبات جوارها ،،مالت عليه وضعت قٌبله علي ذقنه التي تعشقها 


أفتح عيناهٌ بتثاقل ونظر لها بحب وشد وجهها عليه ثم وضع قُبلة خفيفة فوق شفاها برقة 

قائلآ بصوتٍ متحشرج ناعس : 

_صباح الخير يا حبيبي 


أجابتهٌ مليكة بإبتسامة حنون: 

_صباح النور يا قلبي  


وأكملت بحماس :

_ يلا يا بيبي قوم خد الشاور بتاعك علشان تنزل تفطر وتلحق وقتك ومتتأخرش علي شغلك  


أجابها رائف بتملٌل وهو يتمدد بجسدهِ فوق الفراش بتكاسل: 

_حاسس إني مش عاوز أروح الشغل إنهاردة ،تعبان وجسمي محتاج للراحة جداً. 


لكن في نفس الوقت مش هينفع أسيب طارق لوحده في الشركة ،في ورق وشغل متأخر لازم يخلص إنهاردة . 


نظرت لهٌ مليكة بحزن مشفقة علي حال حبيبها وتحدثت بمؤازرة: 

_معلش يا حبيبي ربنا يقويك ،إضغط شويه علي نفسك لحد ماتخلص إلتزماتك والشغل المتعطل 

وبعدين خد لك أجازة كام يوم نقضيهم هنا في جناحنا


وأكملت بدلال وهي تحرك أصابع يدها فوق وجنته:

_ وأوعدك مش هنخرج منه أبداً، ووعد مني هعوضك عن التعب ده كله


وضحكت له بدلال 


قام منتفضً من نومتهِ حاملاً إياها بحماس متجهً بها إلي الحمام  


صرخت بصياح وتساءلت سعادة: 

_بتعمل إيه يا مجنون ؟ 


مال علي شفتيها وهو يسير بها وقبلها قائلاً: 

_هناخد شاور مع بعض، أصلي بصراحة مكسل أخده لوحدي وإنتي إللي هتشجعيني 


ضحكا معاً ودلف بها داخل الحمام وأغلق الباب ليأخذا غفله من الزمن لإسعاد قلبهما وإنعاشه. 


خرجت مليكة بعد مدة ، وأرتدت إسدالها وصلت هي وزوجها فرضهما ودعا الله أن يرزقهما السعادة ويديم عليهما حياتهما معآ ويحفظ طفليهما وأحبائهما 


بعد مٌدة نزل الدرج وهي بجانبهِ بأيادي متشابكة بسعادة ونظرات عاشقة مٌتبادلة بينهما 


تحدثت مليكه بحب ناظره لعيناه بهيام: 

_مٌمكن ماتتأخرش عليا علشان بتوحشني 


أجابها بعيون عاشقه وهو يٌقبل يدها: 

_مفيش حاجه تقدر تأخرني عنك في الدنيا دي كلها 


أجابتهٌ بسعادة: 

_بحبك يا رائف 


خرجاَ إلي الحديقة وجداَ ثريا تنتظر رائف ككٌل يوم وقد أعدت له الإفطار بمساعدة عَليه وباقي عاملات الفيلا . 


إتجه إلي حيث تجلس والدته وقبل جبينها بحب قائلاً: 

_صباح الخير يا حبيبتي . 


أجابتهٌ ثريا بإبتسامة حنون: 

_صباح الفل يا حبيبي ، إتأخرت ليه كدة ، أنا بعت الناني بتاعت أنس من شويه علشان تصحيك لما لقيتك إتأخرت،، خوفت لتكون مليكة راحت عليها نومه ونسيت تصحيك ، لكن البنت قالت لي إن محدش منكم رد عليها فنزلت 


تحمحمت مليكة ونظرت للأسفل بخجل وتحدث رائف وهو ينظر لخجلها ويكتم ضحكاته  : 

_كنا بنصلي يا ماما لما كانت بتخبط 


أجابتهٌ ثريا بحب: 

_تقبل الله يا حبيبي 


ردت مليكة بوجهِ بشوش: 

_مِنا ومِنكِ يا ماما، هو أنس لسه نايم ؟


أجابتها ثريا: 

_أه نايم،،أنا أتحركت من جنبه بالراحة علشان ميقلقش ويصحي، أصله إمبارح الجلالة كانت وخداه ومفرفش أوي بعد سهرته ولعبه مع أبوه ،بعد ما طلعتوا فضل صاحي يلعب لحد الفجر. 


تحدث رائف وهو يضع الزٌبده والمربيَ علي التوست ويتذوقها: 

_ما أنا قولت لحضرتك يا ماما بلاش تنيميه معاكي في الأوضة هيتعبك، وخليه في أوضته أحسن وأهي الناني كانت بتبات معاه وتاخد بالها منه لما يصحي ،وكمان مليكه كانت كل شويه تروح تطمن عليه. 


أجابتهٌ ثريا بسعاده وهي تناولهٌ قدح الشاي: 

_ومين بس إللي قال لك إني تعبانه كده يا حبيبي،  بالعكس، ده علي قلبي زي العسل، ده وجوده معايا مونسني طول الليل، ده أنا عمري بيطول لما باخده في حضني وأنا نايمه يا رائف. 


أجابها بحب: 

_ربنا يخليكي لينا يا ماما. 


وأثناء حديثهم دلف من البوابة الحديدية عز وياسين وطارق


طل ياسين بثيابهِ الرسميه التي زادتهٌ وسامة فوق وسامته وهو يرتدي النظارة الشمسية، كان يطل عليهم أشبه بأمير أو فارس من فرسان العصر الذهبي 


فقد إعتادوا ياسين وطارق وعز علي حضورهم يوميآ إلي فيلا رائف لتناول وجبة الإفطار معهم قبل ذهابهم لعملهم  

فا منال وزوجتي أبنيها لا يستيقظون صباحاً علي الإطلاق

ويعتمدون علي عاملات المنزل لإفطار أزواجهم،، لكن عز وأبنائه فضلو الإفطار بمنزل رائف حيث العائله والجو الأٌسري المبهج  


تحدث عز بهيبه وبشاشة وجه: 

_صباح الخير 

ردو عليه جميعآ 


تحدث طارق بدعابه وهو يجلس سريعً مٌمسكاً بقطعة خبز: 

_أيه الندالة إللي إنتَ فيها دي يا سي رائف قاعد تفطر قبل ماأجي كده ولا هامك، أنا عودتك علي كده بردو ؟ 


أجابهٌ رائف بإبتسامة: 

_هموت من الجوع، ماأكولش يعني وأستني أما سعادتك تشرف ؟


تحدثت ثريا بذعر: 

_بعد الشر عنك يا حبيبي الله أكبر. 


تحدث ياسين بإشراقة وأبتسامة: 

_صباح الخير يا عمتي،  صباح الخير يا مليكة 


ردو عليه الصباح بإبتسامة 


وقفت مليكه كي تسكب لهم الشاي وناولتهٌ لهم بإبتسامة  


أردف عز قائلاً بنبرة شاكرة وهو يتناول من يدها قدح الشاي: 

_تسلم إيدك يا حبيبتي. 


نظرت له بإبتسامة قائله بصوتٍ هادئ: 

_بالهنا يا عمو . 


تحدث ياسين وهو ينظر إليها بإهتمام ويلتقط قطعة جبن بالشوكة: 

_مبتاكليش ليه يا مليكة ؟


أجابتهٌ مليكة بنبرة هادئة  : 

_ما أنت عارف يا أبيه أنا مش بفطر بدري كده، أنا بقوم بس علشان أعمل ل رائف وليكم القهوة وأرجع أنام تاني، ولما بقوم بفطر مع يسرا. 


نظر لها رائف وأمسك يدها وقبلها متحدثً بإمتنان: 

_ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي. 


بادلتهٌ نظراته بإبتسامة خجولة. 


نظر لهما ياسين وحينها تذكر زوجته ليالي التي لا تعلم حتي ميعاد إستيقاظه ،،ولا تعلم كيف هو مذاق قهوتهِ المفضل 

هي لا تهتم سوي بجمالها ودلالها وأصحابها والنادي وحياتها الخاصه وفقط ،أما هو فبالنسبة لها وجهه مشرفة أمام المجتمع 


هي تعشقهٌ هو لاينكر هذا، ولكن حب بدون إهتمام لا يجدي نفعً بالنسبةِ لهْ  


دلفت مليكة إلي المطبخ لتصنع لهم قهوة الصباح المحببة لديهم جميعً ويحبذونها من صنع يدها حتي ثريا بنفسها فباتت تعشق مذاقها من يد مليكة  


بعد دلوف مليكة للداخل نظر رائف لوالدتهِ موجهً الحديث لها بتساؤل ونظرات مٌلامه: 

_إنتي ليه يا ماما ماقولتليش إنك هتجيبي عربيات جديده ل يسرا ونرمين


وأكمل مفسراً:

_ لو كنتِ قولتي لي أنا كٌنت غيرتهم بنفسي ، يعني ينفع أعرف زيي زي الغريب كدة  ؟ 


أجابتهٌ ثريا وهي تبرر تصرفها: 

_ياحبيبي أنا عارفه إنك مشغول في شغلك فمحبيتش أدوشك معانا، وأهو محمد جوز نرمين راح معاهم وخلص لهم كل الأوراق وأشتروهم. 


تحدث رائف بإصرار : 

_خلاص حضرتك إديني الفواتير  وأنا هسددها، أنا أصلاً كنت بفكر أغير لهم عربياتهم علشان مايزعلوش إني جبت ل مليكة ونسيتهم،

لكن صدقيني أنا كان في نيتي الموضوع ،،

لكن بصراحه حبيت أجيب لمليكه الأول علشان تفرح بيها بما إنها هدية عيد جوازها علشان يعني تحس بفرحة الهدية 


وقولت بعدها بكام يوم أبقي أجيب لإخواتي،، 

وأكمل بتبرير٠٠٠لكن أنا مش ناسيهم يا ماما والله !!


أجابتهٌ ثريا بحنان ٠٠٠أنا عارفه يا حبيبي بس إنتَ كفايه عليك مصاريف ولاد أختك ومدارسهم وبعدين هو أنا هعمل أيه بالفلوس يعني،،هو أنت مخليني محتاجه حاجه يا نور عيوني ♡ 


تحدث ياسين بجديه٠٠٠٠خلاص يا رائف،، أنا هساعد بتمن عربية يسرا،، وإنت إدفع عربية نرمين !! 


تحدثت ثريا برفض وإصرار ٠٠٠٠٠ولا أنت ولا هو ،،محدش منكم هيدفع ولا مليم ،،أنا وعدت بناتي وجبت لهم ودفعت الفلوس وخلاص ،،


وأكملت مفسرة ٠٠٠وبعدين بيني وبينكم أنا كنت ناويه أحط لهم كل واحده قرشين في البنك،، خوفت ليكونوا زعلوا علشان كتبت الأرض بتاعت مرسي مطروح إللي ورثتها وخدتها من إخواتي لأولاد رائف،، وقولت أراضيهم،،


لكن لما لقيت نرمين نفسها تغير العربيه،، قولت خلاص أغيرلهم عربياتهم وأراضيهم بكده !!! 


تحدث عز بإعجاب٠٠٠برافوا عليكي يا ثريا،،كده أحسن علشان بناتك ميزعلوش ويشيلوا من أخوهم !! 


هٌنا أتت مليكه بالقهوة وقدمتها لهم بوجهها البشوش 


أردفَ طارق قائلاً بتعجل٠٠٠يلا يا رائف إشرب قهوتك بسرعه علشان إتأخرنا ،،شربا القهوة سريعآ !! 


إرتشف عز قهوتهٌ وتحدث متمزجً بمذاقها الرائع ٠٠٠الله عليكي يا مليكه،،أحلا فنجان قهوه بيظبط لي دماغي بجد بشربه من إيدك ،،تسلم ايدك يا حبيبتي…

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الرابع

                       🦋 #الفصل الرابع🦋 


زادَ رائف من سرعتهِ للقيادة بطريقة جنونية ومازالَ الغضب يسيطر علي جسدهِ كلياً، يريد أن يري مليكة ليستجوبها

ولكن فيما سيستجوبها ؟


فهو يعلم علم اليقين بأنهٌ إذا نطق بحرفٍِ واحد بهِ شكٌ بها ، فستتركهٌ علي الفور لا محال،ولن يراها مجددآ حتي بأحلامه. 


أطلقَ صرخة من أعماق قلبه المتألم:

_أااااااااااه،يارب ساعدني أنا مليش غيرك ألجأ له.


دق علي مقود السيارة بغضبٍ عارم وأغمض عيناه رافضآ أفكاره التي تهاجمه ،وكلمات نرمين البذيئة تدور برأسهِ تكاد تٌفجِرُها 

وإذا بلحظة تخرج بوجههِ شاحنة نقل كبيرة محملة بإسطوانات الغاز الممتلئة وللأسف لم يرها رائف لغلقعِ عيناه لبضعة ثواني ، وبالفعل حدث إصتدام هائل رأه رائف بعد فتحهِ لعيناهٌ بذهول ورعب وذلك بعدما إستمع إلي صوت عزوف الشاحنة الذي !نتج عنه حشر سيارة رائف تحت تلك الشاحنة الضخمة ،

ولولا ستر الله لأنفجرت الشاحنة وأحترق كلٍ من بداخل السيارتان !


نٌقل رائف إلي المشفي سريعاً بعد إبلاغ الشهود سيارة الإسعاف والشرطه التي أتت علي الفور لمٌعاينة الحادث،

أكتشف الشرطي المكلف بالمعاينه شخصية رائف المغربي من خلال بطاقتهِ الشخصية، وبدورهِ إتصل برئيسه علي الفور لإبلاغ اللواء عز المغربي بحادث إبن أخيه،


عندما علم عز هاتف ياسين وأبلغه، واتجها كلاهما علي الفور إلي المشفي التي يقطن بها رائف.


دخلا للمر المتواجد به رائف خرج عليهم الطبيب ويبدو علي وجههِ علامات الأسي. 


تحدثَ عز بقلقٍ وأرتياب:

_ أنا اللوا عز المغربي عم رائف .


أومأ له الطبيب بإحترام وتحدث:

_أهلا وسهلا يا أفندم. 


نظر ياسين إليه بعجاله وهتف بتساؤل وترقب لوجه الطبيب:

_ طمنا يا دكتور عن حالة رائف ؟ 


أجابهم الطبيب بأسي وهو مٌنكس الرأس:

_ للأسف يا أفندم الحالة شبة منتهية

واستطرد شارحً بإستفاضة: 

_رائف بيه عنده نزيف داخلي في المخ شديد وصعب التحكم فيه، وفيه بعض قطع الإزاز دخلت في المخ نتيجة الإصتدام عملت تهتك في الخلايا


وأكمل بحزن ظهر فوق ملامح وجهه:

_فللأسف مش هنقدر نعمل له حاجة ،كل إللي ممكن نعمله حالياً هو إننا ندعي له  


تحدث عز إلي الطبيب بإنفعال وغضب:

_ يعني أيه مش هتقدر تعمل له حاجة؟


وأكمل بنبرة صارمة:

_إتصل بأي دكتور كبير في القاهرة ممكن يتدخل ويفيده،أو حضر لي طيارة مجهزة وأنا أسفره لألمانيا حالاً .


هز الطبيب رأسهٌ بأسف وتحدث بعمليه: 

_للأسف يا أفندم حالة رائف بيه متأخره جداً

، وأنا لو شايف إن فيه أمل ولو حتي 5% مكنتش هستني سيادتك تطلب مني ده وكنت هتحرك بأقصي سرعتي علشان نلحق ننقذه. 


وأكمل بنبرة متأثرة :

_ ياريت يا سيادة اللوا تجهزوا نفسكم لكل الإحتمالات،ولو حابين تودعوه لآخر مرة إتفضلوا 


نظر له ياسين مصدوماً وأردفَ قائلاً بذهول:

_ إنت بتقول أيه! لاء ! رائف لاء!


وتحركَ مسرعاً بإتجاه غرفة العناية الفائقة المتواجد بها رائف وخلفهٌ أباه يجر ساقيهِ بتألم .


دلفا إثنتيهم وجدا رائف برأسٍ مٌضمده بالشاش وعيناي متورمة من تأثير الحادث، موصل بأجهزه تنفس،وأسلاك مٌتصلة بالقلب وجميع أجهزة جسده  ! 


جري عليه ياسين وأمسك راحة يده قائلاً بقوه مطمأنً إياه :

_متخافش ياحبيبي، هتبقي كويس إحنا جنبك ومٌش هنسيبك أبداً . 


قبل عز جبينه وتحدث بصمود وقوة يحاول أن يظهر بهِما أمامه:

_ أنا هسفرك بره يا رائف ،أنا إتصلت بطيارة مٌجهزة وهنقلك حالاً وهتبقي كويس جدآ 

واستطرد ليُطمئن رعبهُ: 

_إوعي تخاف يا إبني .


فتح عيناه ببطئ وشدد علي يد ياسين المٌمسكة بيده،ونطق رائف كلمات محددة قائلاً ببطئ وتلعثم:

_ياسين،قول لمليكة تسامحني ،وخلي بالك من أٌمي وولادي

ولفظ كلماتهُ الاخيرة:

_ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله 

ثم أغمض عيناه للأبد. 


وبدأت الأجهزة الموصولة بقلبه بالتصفير ،معلنتاً عن توقف القلب وللأبد


حضرَ الأطِباء سريعً لينعشوا القلب مرةً أٌخري ،حالة من الهرج والمرج أصابت الأطباء وطاقم التمريض داخل الغرفه، كان عز ينظر لإبن أخيه الغالي برعبٍ وعيون جاحظة مترقبة بقلبٍ يتأمل في وجه الله الكريم،  ولكن أمر الله قد نفذ وما بأيدينا لنفعله، كل نفسِ ذائقة الموت واللهم لا إعتراض. 


نظر ياسين إلي رائف ونزفت دموع قلبه قبل عيناه، لقد فقد للتو أخاه الذي لم تلدهٌ أمه، صرخ ياسين بإسمه وقد تخلي عن شخصيتهٌ الصارمة وهيبتهِ أمام تلك الفاجعةِ الكٌبري 


نظر لأباه وجده ولأول مره يذرف الدمع بحزن وأنكسار، جري عليه وأحتضنه ليشدد من أزره ،ولكن من يهون عليه تلك المصيبة، فإنه رائف، زينة شباب العائلة وفخرها ،ولدهٌ الذي رباه وأعتبرهٌ عوضاً له عن أخاه الذي إفتقده مٌبكراً  


نظر لهما الطبيب ونكس رأسه بأسف وتفوه:

_ أنا آسف يا سيادة اللوا، البقاء لله. 


هٌنا لم يتمالك عز حاله ،ارتجفت ساقيهِ وكاد أن يسقط أرضاً لولا يداي  ياسين التي سبقتهٌ وأسندته ، وفي تلك اللحظة أتي إليهم طارق المصدوم ودكتور أحمد طبيب النساء والتوليد إبن عمهما، وعمهِ عبدالرحمن الأخ الأصغر لعز،


وباقي عائلة المغربي حيث إنتشر ذاك الخبر المشؤؤم كالنار في الهشيم !


_جري عليه طارق مٌحتضنآ إياه بصراااخ يٌدمي القلوب وتحدث : 

_راااائف، قوم يا حبيبي، قوم يأ أخويا، سايبني ورايح فين ده أنا مليش غيرك ؟ 

طب هحكي لمين أسراري يابير أسراري؟

قوم يا شريكي يارفيق عمري متسبنيش لوحدي .


كان يبكي ويصرخ كطفلٍ في المهدِ فقد أباه ! 


ربت عمهٌ عبدالرحمن علي كتفهِ وأسندهٌ وأخرجوهم الأطباء عنوةً عنهم ،ليستكملوا إجراءات تجهيزهٌ حيثُ مثواهِ الأخير 


____


داخل منزل ثٌريا،كان الصغير يبكي بشده وعلي غير العاده وينطق بإسم أبيه 

وكأن قلبه الصغير يشعر بأنه فقد سنده وعزيز قلبه، كانت ثريا تحملهٌ وتتمشي به في بهو الفيلا وتهدهده وقلبها يشعر بإنقباض لا تدري مصدرة  


نظرت مليكة بتألم لصراخ صغيرها وملست فوق رأسه بحنان قائله:

_مالك بس يا حبيبي؟ فيك أيه ؟


صرخ الصغير من داخل أحضان جدتهُ وتحدث:

_ باباااااا ،أنا عاوز بابا 


وجهت ثريا حديثها إلي مليكة:

_إدخلي يا مليكة جهزي له أكله يمكن يكون جعان، وأنا هحاول أكلم رائف فيديو كول يمكن يهدي شوية لما يشوفه، يارب بس يٌرد .


أطاعتها مليكة ،ودلفت إلي المطبخ لتجهز وجبة صغيرها ،كانت ترتدي ثوبًا قصيرآ طالقة لشعرها العنان فوق ظهرها بمظهرٍ ساحر ،مٌتزينة بأجمل صورها ككٌل يوم لإستقبال زوجها الذي أوشك ميعاد وصولهٌ اليومي .


ولكن قلبها كان مٌحمَّل بالهموم ،وشعور سيئ قد إجتاح قلبها لا تعرف مصدره،  لكنها فسرت هذا الشعور السيئ لصراخ الصغير وضِيق صدرها لأجله.


تحدثت عَليه إليها بإحترام: 

_أجهز السفره يا ست مليكة ؟


ردت مليكه بتشتٌت: 

_هو الأكل خٌلص يا داده ؟


ردت عَليه بإيماء:

_ أيوه يا بنتي خٌلص وطفيت النار عليه . 


تحدثت مليكة بنبرة هادئة:

_ طب جهزي السفرة وحطي السلطات، وما تخرجيش باقي الأكل غير لما  يجي رائف بيه علشان ما يبردش 

وأكملت بإبتسامة هادئة: 

_ما إنتي عارفه يا داده، رائف بيحب الأكل يكون سٌخن.


أمائت لها عَليه بطاعة وتحركت   . 


  إنتهت من تحضير طعام صغيرها وخرجت للردهة في طريقها إلي ثريا، وجدت ياسين يقف في وجه ثريا والدموع تملئ عيناه، كادت أن تتراجع سريعاً للخلف لإختباء جسدها منهٌ، وذلك لعدم إرتدائها الزي الشرعي،


حدثت حالها بتعجب: 

_ولكن كيف لياسين أن يأتي هكذا وبدون إستأذان؟!

هو يعلم جيدآ أنني محتشمه في ملابسي وأرتدي حجاب ، لذا أي رجلٌ من العائله يريد المجيئ يهاتف عًليه من خارج البوابه أولاً !


كادت أن تتراجع حتي شاهدت دخول منال وليالي وجيجي من باب الفيلا وهم يذرفون الدموعَ بحرقه وألم، أخذت جيجي الصغير الذي زاد نحيبه وصراخه وخرجت به إلى الحديقه .


إستمعت إلي ثريا وهي تصرخ بعلو صوتها: 

_إنتَ بتقول أيه يا ياسين ،بتقول ايه ؟

رائف لا، قول لي ابني فيه أيه بالظبط ؟ 


وقع إناء طعام طفلها من بين يديها وتحول لمائة قطعه مٌتناثرة


مما جعل الجميع يحول أنظاره عليها في فزع !

هٌنا جرت إلي ياسين الواقف كتمثال الشمع لا يتحرك منه شيئ سوي تلك الدموع التي تنهمر من عيناه بغزاره 


أمسكته من تلابيب بدلته وصاحت متسائلة بذعر  : 

_إنت بتعيط ليه يا أبيه؟ 


وأكملت وهي تتلفت حولها بعيناي زائغة:

_ ورائف فين مجاش معاك ليه ؟

إنتَ ساكت ليه؟ رد علياااااا  


هٌنا لم يتمالك حاله وبكي بحرقة من أعماق داخلهْ،أخذها هي وثريا بين أحضانه وتحدث بنبرات متقطعة :

_ رائف راح للي أغلي وأحن عليه مننا كلنا. 


انتفضت من بين أحضانه وهي تصرخ وتدفعهٌ عنها بشده وعنف جعلهُ يتهاوي : 

_إسكت يا أبيه متقولش كده إسكت، إنت بتكذب ليه قولي؟


وهٌنا أتت يسرا من الداخل مهرولة بصراخ لما إستمعت لهٌ 

لم تستطيع ثريا تحمل خبر فقدان صغيرها وعزيز عيناها، وقعت أرضاً ، أمسكها ياسين قبل أن تلامس رأسها الأرض ،

حملها وأدخلها إلي غرفتها 

وسط صراخ وعويل من الجميع حتي أطفال المنزل،

  وبلحظه تحول المنزل إلي حاله من الذعر والصراخ 


إتصلت منال بطبيب العائلة ليطمئنوا علي ثريا، 

أما مليكة المٌتصلبه بمكانها فكان الذهول وعدم التصديق لما جري وإنكاره هم سيد موقفها ! فقد كانت تهز رأسها بنفي وتكتم فمها بيدها بذهول. 


في نفس التوقيت دلفت من الباب والدتها وهي تتلفت بلهفة تبحث بعيناها عن إبنتها ،وجدتها تقف وحيدة شاردة ،جرت عليها هي وأبيها وشريف ،


أسرعوا إليها جميعاً ليقفوا بجوار إبنتهم في مصيبتها تلك ،


_إحتضنتها سهير وتحدثت بدموع وألم : 

_مليكة حبيبتي، البقاء لله يا قلبي، ربنا يصبرك علي مصيبتك الكبيره يا بنتي. 


دفعتها مليكه بقوه وهي تصرخ بإنكار شديد:

_إنتي بتقولي أيه يا ماما،حتي إنتي كمان هتتكلمي زيهم، رائف لايمكن يتخلي عني ولا يسبني، رائف عارف كويس أوي إن حياتي من بعده مستحيله 


مستحيله يا بابا، كانت تنظر لأبيها بإنكار وتهز رأسها برفض. 


أخذها والدها بين أحضانه في محاولة منه لتهدأتها : 

_إهدي يا مليكه، إنتي مؤمنة بربنا وقدره يا بنتي،  إدعي له بالرحمه .


صرخت بكل ما أوتيت من قوه ووضعت يديها علي أذنيها برفض وهي تصرخ :

_ كفااايه! حراااام عليكم، إنتوا ليه بتقولوا كده علي حبيبي؟ 

بتفولوا ليه عليه ليه كده يا بابااا، لييييه ؟ 


خرج ياسين من غرفة ثريا ليستعجل حضور الطبيب حتي يري زوجة عمهِ الغائبة عن الوعي .

وجدها تصرخ وتتألم بوجع  ،


ذهب إليها بدموعه وأمسك يدها وتحدث :

_ إهدي يا مليكة متعمليش في نفسك كده،إهدي علشان خاطر أولادك ،إدعي له، إدعي له حبيبي ربنا يرحمه ويثبته عند السؤال .


تشبثت بيدهِ سريعً وكأنها وجدت طوق نجاتها، و نظرت داخل عيناه وتحدثت بترجي :

_ قولي الحقيقه أرجوك ياأبيه، إنت مبتكذبش أنا عارفه، إنت شوفته ؟


وأكملت بتيهه ورفض للواقع :

_هو بجد ولا ده واحد شبهه ؟

طب مش مٌمكن تكون عربيه تشبه عربيته ؟

مٌمكن كمان يكون كويس، أو حتي مٌمكن يكون كان عنده إغماء وفاق في المستشفي بعد ما سبتوه ومشيتوا ؟


_هنا أمسكت راحة يد ياسين وهي تسحبهٌ خلفها بقوه:

_ يلا وديني عنده أنا هعرف أفوقه ،رائف أول ماهيشوفني صدقني هيقوم وهييجي معايا علشان أولاده. 


أوقفها ياسين وتشبث بيدها متحدثاً بدموع وعيون راجيه:

_ مليكة 


_هٌنا صرخت بقوه و صاحت برفضٍ تام:

_ ماهو ما تحاولش تقنعني إن رائف مٌمكن يسيبني أنا ومروان وأنس ويمشي بسهولة كدة؟ واستطردت بنبرة رافضة: 

_ده يبقي أناني أوي 


وأكملت بحنين وضعف أدمي قلوب الحاضرين: 

_ورائف عمره ماكان أناني .


أخذها والدها بحضنه وهو يشدد عليها ويحاول إحتواء هلعها وذهولها وصراخها ،


وهٌنا لم تعٌد تتحمل وأخرجت صرخة من أعماق قلبها زلزلت بها جميع أركان المنزل. 


كان قلب ياسين يذرف دماً علي رائف ومليكة وطفليهما وعمتهِ ويسرا

ونرمين التي حضرت وهي تصرخ غير مستوعبة لما جري والذنب يتأكل قلبها، وتتسائل بين حالها، هل لها دخل بما حدث لأخيها ؟


كان الحزن والصدمة والذهول يسيطروا علي الجميع ،

مضي الجميع ليلة حزينة كئيبة .


مرَ الوقت ودُفن فقيدهم ودٌفنت معهٌ أحلام وأمال وحياة زوجة وأطفالها ،دٌفنَ معهٌ قلب عاشقة وحبيبه تركها حبيبها وسط ليالي كالحة حزينة 


دٌفنَ ودُفن معهٌ قلب أم مكلومة علي صغيرها الوحيد وسندها في دنياها ،صغيرها التي كانت تأمل أن يواريها إلي مثواها الأخير ،وإذا بها هي من تودعه وتوصله لنهاية مشواره !!


دٌفن ودٌفنَ معهٌ سند يسرا وظهرها التي تتكأ عليهِ هي وصغيريها في الحياة،


دٌفنَ ودٌفنَ شبابهٌ وأحلام ورديه كانت بإنتظاره ليحققها  


كانت ليله حزينة، الحزن خيم علي حي المغربي بأكمله، فقد واروا للتوِ تحت الثري خير شبابهم وأكثرهم ٱخلاصًا وأخلاقًا وأدبَا،


ولكن ماذا عساهم يفعلون؟ فتلك هي إرادة الله ، سبحانه وتعالي من له الدوام .


في المساء ،كانت غافية فوق تختها تتأوه بألم وتهذي بإسمه بخفوت، بعدما حقنها الطبيب بجرعة منوِم وذلك ليسيطروا عليها من شدة صراخها الهيستيري وألمها .


مسحت والدتها علي شعرها بحنان وهي تبكي علي ما أصاب صغيرتها ، 


حقآ هي ليست حزينة فقط علي إبنتها ،بل حزينة علي رائف فهو كان نعم الزوج الصالح لإبنتها ،حزينة لأجل شبابه وطفليهِ اللذان أصبحا بلا أب ولا سند .


تحدثت سلمي صديقتها بحزنٍ ودموع:

_ مليكة تعبانة أوي يا طنط ،هنعمل أيه لما تأثير المنوم ده يروح ؟


أجابتها سٌهير بدموع وأنكسار:

_ ربنا يتولاها برحمته يا سلمي ويهون عليها .


تحدثت سلمي بدموع وشرود :

_ أنا بجد مصدومة ومش قادرة أصدق ولا أستوعب الخبر، معقوله رائف خلاص مبقاش موجود بينا،،طب ومليكة إزاي هتقدر تكمل حياتها من غيره ؟


واسترسلت بنبرة متألمة وهي تنظر إلي تلك الغافية: 

_اااااه يا مليكة، ربنا يصبرك ويقويكي علي اللي جاي يا قلبي .


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


في الصباح كانت الفيلا تأجٌ بالنساء اللواتي أتين لتأدية واجب العزاء ،،كانت ثريا تجلس لتلقي العزاء في فقيدها بصبرٍ وإيمان، وبجانبها إبنتيها وجميع نساء العائلة،، والكل يتسائل عن مليكة،،أين هي مليكه ؟


كانت مٌستلقيه بفراشها كالموتي تتوجع وتنتحب بصمت ناظرة لسقف غرفتها  ، فقد رفضت بشدة النزول لأخذ عزاء زوجها، فحقاً لم تستطع،

فروحها تتألم بشدة وكل ما تحتاجه هو الإبتعاد عن البشر والإستلقاء كالموتي، جسدٍ بلا روح فقد ذهبت روحها معه وتركتها. 


كانت والدتها وسلمي وجيجي يجاوروها ،ينتحبن بدموع الألم علي الحال التي وصلت إليه تلك العاشقة الموجوعة 


أما نرمين التي إنتابتها حالة بكاء هيستيرية ورعب،،كان الذنب يتأكلها،وكلما تذكرت ماتفوهت به لشقيقها تصيبها حالة من الإنهيار وتصرخ وتبكي بشده 


كانت نساء العائلة يشفقن علي تلك الشقيقة الحنون التي كادت تٌجن من فراق شقيقها الغالي، 

ولا أحد يعلم كم الشر التي صنعتهٌ بأيديها تلك اللعينة لذلك المسكين 


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇


مضي إسبوع علي تلك النكبة،، ومازالت أجواء الحزن تٌخيم علي المكان والجميع، 


مضي إسبوعاً لم تري فيه الشمس ولا الضوء ،، حبيسة غرفتها المٌظلمه ،،تأخذ طفليها داخل أحضانها وتشتم بهما رائحتهٌ ،،ناظره إلي أنس نسخة أبيهِ المٌصغره .  


دلف لداخل المنزل وجده خالي من الجميع وكأنهٌ أصبح مكاناً مهجوراً 


أتت إليه عَليه من المطبخ بوجهِ حزين مرحبةً به بخفوت : 

_أهلا يا ياسين بيه ،إتفضل يا أبني .


نظر لها ياسين بوجهِ يكسوه الهم والشجن وتحدث بنبرة خافتة : 

_إزيك يا عَليه .


أجابتهٌ بهدوء: 

_بخير يا بيه الحمدلله .


نظر لها ياسين وتحدث بتساؤل:

_ أومال فين عمتي ومليكة ويسرا والولاد ؟الفيلا فاضية كده ليه ؟ 


أجابتهٌ عَليه والحزن يكسو ملامحها والدموع تغيم علي مِقلتيها: 

_ماهو ده بقا حال البيت من يوم فراق الغالي،الست ثريا قاعدة في أوضتها مبتخرجش، يا إما بتصلي يا إما بتقرأ قرأن والدموع ما بتفارقش عنيها من يوم إللي حصل . 


أكملت بتألم : 

_ومدام مليكة حابسة نفسها فوق في جناحها وواخدة عيالها في حضنها مبتسبهومش لحظة واحدة

والست يسرا كذلك الأمر، يا إما جوة عند والدتها بتتحايل عليها تاكل أي حاجة علشان تاخد الدوا، يا إما في أوضتها بتعيط علي الغالي إللي سابنا وراح .


وهنا نزلت دموع عَليه علي خديها قائلة بنبرة حزينة : 

_البيت بقا وحش أوي من غير الغالي يا ياسين بيه 


وضع ياسين يدهٌ علي كَتف عَليه مربتً عليها بحنان وتحدث :

_ ربنا يهون علينا كلنا يا عَلية ،مصيبتنا في رائف كبيرة أوي .


ثم نظر لأعلي الدرج وتحدث مستفسراً : 

_ هي مليكة مابتنزلش خالص يا عَليه؟

وأكمل موضحً: 

_أنا اصلي مشفتهاش من يوم الدفنه !


أجابتهْ بحٌزن: 

_لا مبتنزلش يا باشا،ده حتي سالم بيه كان هنا إمبارح وطلعت مٌني تديها خبر علشان تنزل له، رفضت وقالت لها إن رجليها مش شيلاها ومش قادرة تتحرك ، فسالم بيه طلع لها .


إنزعج بشدة من حديثها وتحدث بهلع ظهر بعيناه: 

_يعني ايه رجليها مش شيلاها؟


وتساءل:

_ أوعي تكون تعبانة يا عَلية ؟ 


هزت رأسها نافيه وأجابتهْ بهدوء : 

_يا ياسين بيه دي رافضة الأكل من ساعة إللي حصل،،دي يدوب عايشة علي صباع بقسماط أو كوباية عصير ست سٌهير بتضغط عليها بيها، فطبيعي يحصل لها ضٌعف ،،إن شاء الله تعدي محنتها علي خير وهتبقي كويسة .


تنهد بألم  وأسي وتحدث: 

_طب أنا هدخل لعمتي أطمن عليها .


أجابتهْ عَليه بإحترام وهي تمسح دموعها:

_ إتفضل يا باشا وأنا هعمل لحضرتك القهوة وأدخلها لك .


ذهبت عَليه إلي المطبخ لتصنع لياسين قهوتهٌ 


دق ياسين علي باب ثريا للإستئذان منها للدخول ،،وبعد مده قصيره سمع إذنها له،،ففتح الباب ودلفَ للداخل،، 

وجدها جالسة فوق مقعد بجانب الشرفة المٌطله علي حديقة المنزل وتمسك بيدها كتاب الله العزيز (القرأن الكريم ) وهي تصدق وتقبلهٌ بإحترام وتضعهٌ بجانبها علي الكومود  .


نظرت له بحنان وتحدثت بعيون ذابلة وصوتٍ ضعيف ووجهٍ شاحب كشحوب الموتيَ: 

_تعالي يا ياسين .


ذهب ياسين إليها وجثيَ علي ركبتيهِ تحت قدميها وأمسك يدها وقبلها بإحترام 

وتحدث بحنان: 

_عامله أيه يا عمتي إنهارده ؟


تنهدت ثريا بألم وتحدثت بيقين :

_ الحمدلله علي كل حال يا ياسين .


نظر لها ياسين بحزن وتساءل  :

_ حابسة نفسك ليه كده يا حبيبتي؟ تعالي نتمشي أنا وإنتي شوية في الجنينة علشان تمشي رجليكي وصحتك متتأثرش .


أجابتهٌ بدموع أم مكلومة علي صغيرها الغالي:

_ وايه أهمية صحتي يا ياسين؟

وأكملت بنبرة بائسة:

_ ماراح إللي كنت بخاف علي صحتي علشان ميزعلش عليا


ثم تحدثت بدموع :

_ رائف خلاص راح وسابني لوحدي، سابني زي أبوه ماسابني زمان ،سابني أنا وولاده ومراته وأخواته من غير لا سند ولا ضهر


ونظرت لهُ مٌتسائله بذهول:

_ هو خلاص كده يا ياسين، مش هشوفه ولا هسمع كلمة ماما منه تاني ؟


كانت تتحدث بحرقة ودموع تنزف من قلبها قبل عيناها 


قَبل ياسين يديها وتحدث بتألم : 

_ليه بتقولي كده يا عمتي؟ طب وأنا روحت فين يا حبيبتي، أنا راجلكم وسندكم وضهركم، ربنا يقدرني وأقدر أعوضكم عن غياب رائف


وأكمل مٌفسراً :

_ أنا عارف ومتأكد إني مش هقدر أعوضك عن الغالي ولا حتي الدنيا كلها تعوضه، لكن إسمحي لي أقف جنبكم وأكون سند ليكم يا ماما . 


نظرت له بحب وهي تستمع له وهو ينطق ماما لأول مرة 


نظر لها بحنان وتساؤل :

_تسمحي لي أقول لك يا ماما ؟ 


وأكمل بإبتسامة خَافتة مٌداعبً إياها : 

_أنا عارف إنك أصغر من إن واحد في سني يقولها لك ، لكن أنا بقا حابب أقولها . 


إبتسمت بخفوت من بين دموعها وربتت علي كَتفهِ قائلة: 

_طب ماأنت فعلآ إبني يا ياسين وغالي أوي علي قلبي ،،

طول عمرك كنت نعم الأخ والسند لرائف، ربنا يبارك فيك وفي أولادك يا حبيبي .


وقف مٌنتصب الظهر ،،وأمسك بيدها وأوقفها قائلآ :

_ طب لو أنا فعلاً غالي عندك زي ما بتقولي كدة تعالي أخرجي معايا نتمشي في الجنينة 

وأكمل بنبرة حماسية: 

_وأنا هخلي عَليه تنده لأولاد رائف يقعدوا معاكي


وأكمل ليحثها علي الخروج : 

_أقعدي يا أمي ونوري بيتك من تاني ،البيت بقا وحش ومضلم أوي  


وأكمل لإقناعها: 

_طب لو مش علشانكم يبقي علشان خاطر ولاد رائف،،

مروان وأنس بقوا محبوسين طول الوقت ووشهم بقا أصفر وحزنكم واصل لهم وطفيهم،

حرام كده يا ماما .


وأكمل بإحترام :

_ حضرتك ست مؤمنة وموحدة بالله وراضية بقضائه،،إحتسبيه عند ربنا وأدعي له وأطلبي من ربنا الصبر .


أجابته وهي تهز رأسها بإيماء والدموع تنهمر من عينيها بغزاره : 

_ونعم بالله يا حبيبي، ونعم بالله .


خرجا معآ وأحضر ياسين أولاد رائف ويسرا وجلس في الحقيقه وطلب لهم وجبات طعام جاهزه (دليفري) المفضل لدي الأطفال،، ليدخل علي قلوبهم السعادة ولو قليلآ .


                   ◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في اليوم التالي


دلف عز إلي منزله وجد منال زوجته،وليالي تجلستان سوياً وتضحكان وهما تشاهدتان فيلمً كوميدياً ! شعر عز بغصة مرة إقتحمت قلبه وحزن علي مشاهدتهِ لزوجتهِ وزوجة إبنه الغير مبالين بما تعيشهٌ العائلة بأكملها من حزن علي فقيدهم الغالي 


خطي بساقية مهرولاً نحوهم بغضبٍ وأمسك بجهاز التحكم وأغلقه وألقاهٌ فوق المنضدة بعنف  


نظرت له منال وتحدثت بضيق وغضب:

_ أيه يا عز البواخة دي، إزاي تقفل التي في كده وإحنا بنتفرج ؟


نظر لها عز بغضب قائلاً بنبرة ساخرة :

_ أنا أسف علي بواختي يا هانم،لكن إللي أفظع من البواخة هي قلة التقدير وعدم الإحساس بالغير 


وأكمل مٌعنفاً إياهما : 

_أظن عيب أوي يا منال هانم لما يبقي إبن أخويا متوفي من كام إسبوع وإسكندرية كلها لسه في حداد عليه وعلي شبابه، 

وإنتي قاعدة إنتي وبنت أخوكي تتفرجي علي أفلام كوميدي وضحككم جايب لأخر الجنينة 


وأكملَ بنبرة غاضبة : 

_طب إحترموا حزني علي إبن أخويا إللي كان بمثابة إبني ،بلاش دي،علي الأقل إحترموا شكلكم قدام عمال البيت 


تحدثت ليالي قائلة بإحراج :

_ والله يا عمو أحنا لسه جايين من عند طنط ثريا ،إطمنا عليها هي ويسرا ومليكة وجينا ، ومن كتر الزهق والكأبة وإننا بقا لنا فتره مش بنخرج ،قولنا نشغل حاجة كوميدي نفك بيها الزهق والحزن شوية 


أجابها عز بضيق وحده:

_ أهو ده كمان إللي ناقص يا ليالي هانم إنكم تخرجوا وتتفسحوا 


وأكمل ساخراً بتهكم:

_ أقول لك،  إبقوا روحوا ديسكو بالمره وأرقصي إنتِ وعمتك 


إنتفضت منال من جلستها واقفة بعنف وتحدثت بنبرة حادة:

_ هو فيه أيه بالظبط يا عز ؟ إنتَ بتدور علي أي مشاكل والسلام ،ما البنت قالت لك كنا لسة عندهم 

واستطردت قائلة بنبرة متهكمة: 

_ولا هو المطلوب مننا إننا نفضل قاعدين هناك في وسط الغم والحزن ده ونندب معاهم بالمره؟ 


نظر لهما عز وتحدث بحزن ويأس:

_ لاء طبعآ يا مدام مش مطلوب منكم كده، لكن علي الأقل تقدروا حزني أنا وولادي علي إبن أخويا 


وأكمل متسائلاً بتهكم:

_ أه، وبمناسبة ولادك يا منال هانم، تقدري تقولي لي إنتي فين في حياتهم اليومين دول ؟


مش المفروض إنك تكوني دايمآ جنبهم ومسنداهم،إنتي ناسية إن اللي مات ده كان أخوهم ولا أيه ؟


تفوهت سريعآ بنبرة غاضبة :

_ بعد الشر،إيه أخوهم دي كمان، ما تنقي ألفاظك يا سيادة اللوا،،إنتَ بتفول علي إبني في غربته ؟


أجابها عز بتهكم :

_ إبنك! إبنك إللي مكلفش خاطرة يحجز وينزل يحضر جنازة إبن عمه ويعزيني ويعزي مرات عمه وبنات عمه !


دي أخته شرين طلعت أرجل منه،،حجزت في نفس اليوم وسابت ولادها وجوزها ،،ونزلت علشان تقف معانا وتواسينا .


تحدثت منال بتبرير لصغيرها المدلل :

_ يعني كنت عاوزه يسيب دراسته ويهملها وينزل يا عز ،وبعدين ما هو ياحبيبي إتصل فيديو كول وكلمهم كلهم ،،ماعدا مليكة علشان كانت حابسة نفسها ورافضة تتكلم مع حد 


حدثها عز بنبرة ساخره :

_ لا والله كتر خيره وخيرك، لا طبعآ ميصحش يهمل دراسته إللي بياخد فيها السنة في سنتين !


وأكمل معنفاً إياها:

_ فضلتي تدلعي فيه لحد ما فسدتيه، ربنا يستر وما يجلناش بكره بمصيبة ،الحمدلله إني كنت بشرف علي تربية ياسين وطارق وطلعتهم رجالة 


قال كلماته الغاضبة وتركهما بغضبٍ وصعدَ للأعلي ليأخذ حمامه التي أشرفت علي تجهيزهٌ إحدي العاملات . 


أشارت منال بيدها بغضب بعد صعوده وتحدثت بضيق وجه مكفهر: 

_إيه القرف ده ،راجل نكدي،مينفعش يشوفني مبسوطة غير لما ينكد عليا 


تحدثت ليالي وهي تضحك بكبرياء: 

_بصراحة يا عمتو، عمو عز ده أوفر أوي ،مش بس هو، لاء، دي عيلة المغربي كلها أوفر بطريقة رهيبة


وأكملت بتعالي وتعجب : 

_دي مامي مش مصدقة إننا لسه مش بنخرج ونسهر لحد الوقت ،بتقول لي دول ناس بلدي ودقة قديمة أوي. 


أجابتها منال بحنق: 

_هنعمل أيه بس يا لي لي ،هما أه دقة قديمة ومتمسكين بالعادات والتقاليد الفارغة، لكن متنسيش إنهم من أكبر وأعرق وأغني عائلات إسكندرية، وشرف لأي حد يدخل وسطهم 


وأكملت وهي ترفع قامتها لأعلي: 

_علشان كده أصريت إني أجوزك ياسين  وتنضمي معايا لعيلة المغربي 


ضحكتا معآ وأشعلت التي في من جديد وجلستا تشاهداه وتضحكا بشدة وكأن شيئً لم يكن 


تٌري ما الذي تحملهٌ الأيام القادمة لتلك المليكة وطفليها ؟؟

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الخامس

                       🦋 #الفصل_الخامس🦋 


بعد مرور ثلاثة أسابيع علي تلك النكبة التي أصابت عائلة المغربي ، 


كانت ثريا تجلس في ردهة المنزل تٌجاورٌها إبنتيها وأطفالهم وأطفال رائف،


حيث كانت أول زيارة لنرمين بعد إنتهاء العزاء،فهي حقاً تشعر بالذنب والخذلان من حالها ولذلك فضلت الإبتعاد ،

لكنها أتت لزيارة والدتها المريضة الحزينة علي فراق فلذة كبدِها وأيضاً لرؤية صغار أخاها اللذان أصبحا يتيمان وبفضلها .


دلف ياسين وطارق معاً من باب الفيلا بعد الإستئذان،،

وجدا نرمين تحتضن مروان ويبدو علي وجهها التأثر والألم،

أمال عليها ياسين وقبلَ مقدمة رأسها بحنو قائلاً:

_إزيك يا نرمين، عامله أيه ياحبيبتي ؟


أجابتهٌ نرمين بتأثر وحزن نابع من داخلٌها:

_الحمدلله يا أبيه أنا كويسة .


نظر لها طارق وسألها بفضول:

_إلا قولي لي يا نرمين إنتي كنتي عند رائف في المكتب يوم الحادثة بتعملي إيه ؟


إلتفتت إليه برعب ظهر بعيناها ثم أجابتهٌ بتلعثم:

_  ولا حاجة، كنت رايحة أطمن عليه، كان واحشني وروحت أزوره عادي يعني .


نظرت إليها يسرا بإستغراب وتحدثت بتساءل: 

_مقٌلتليش يعني إنك روحتي لرائف مكتبه يوم الحادثة ؟


ردت عليها نرمين بتلعثم وهي تحجب عيناها عن عيون شقيقتها :

_مجتش مناسبة يا يسرا ،وبعدين هو أحنا كٌنا في إيه ولا في إيه ؟


تسائلت ثٌريا بتأثر وألم وشغف لمعرفة تفاصيل حالة إبنها قبل ساعات الرحيل :

_يعني إنتي شوفتي أخوكي قبل الحادثة يا بنتي؟ طب قال لك إيه ؟


وإتكلمتوا في إيه  ؟كان خايف ولا مطمن ؟ طب ماقلكيش علي أي حاجة مضيقاه ؟


كانت نرمين تبكي بحرقة علي رؤية والدتها وهي تتسائل بلهفة وعيناي متألمة ،حينها تذكرت كيف كانت حالة رائف وغضبهٌ من حديثها الذي نزلَ كالرصاص الملقاه بدون رحمة علي قلبه البرئ . 


أجابتها نرمين ببكاءٍ مرير والذنب يتأكل قلبها:

_مقلش حاجه يا ماما كان عادي جداً،


وأكملت بكذب:

_ بالعكس كان مبسوط ومرتاح جداً بسبب زيارتي ليه . 


تحدث طارق موجهً حديثهُ لها بشك:

_غريبه ! مع إن سَحر سكرتيرة رائف الله يرحمه قالت لي إنها سمعت صوتكم عالي قبل متخرجي من عنده ، وبعد ماخرجتي قالت لي إن رائف خرج بسرعه وهو متضايق ومتنرفز وقال لها تلغي الميعاد إللي كان عنده .


نظرت يسرا إلي شقيقتها بريبه من حالتها التي تحولت وبدَ علي وجهها الهلع والقلق !!


نظرت لهٌ ثريا بحزن وتحدثت بدموع وألم:

_كان متضايق إزاي يعني يا طارق ؟


نظر ياسين إلي طارق وتحدث بحزم وهو يري إنهيار زوجة عمه ونرمين ويسرا وبكائهم الهيستيري لذكر تفاصيل ذاك اليوم الأليم  .


تحدثَ ياسين إلي طارق بحده وحزم:

_خلاص يا طارق لزمته أيه الكلام في الموضوع ده الوقت ؟ 


ثم تحدث بجديه مغيراً الموضوع:

_هي مليكه فين ياماما ؟ 


تحدثت ثريا وهي تجفف دموع عيناها:

_مليكه حابسه نفسها في أوضتها يا ياسين من يوم إللي حصل وهي منزلتش تحت أبداً ، 

حتي شريف أخوها جه إمبارح وطلع لها وفضل يتحايل عليها تنزل تخرج معاه شويه تشم هوا أو حتي تنزل تقعد معاه شويه في الجنينه،

لكن للأسف حتي شريف إللي بتحبه وعمرها ما رفضت له طلب فشل في إنه يخرجها من حالتها دي ،ربنا يصبرها ويصبرني علي فراق الغالي يا أبني .


شعر بألم يجتاح قلبه لأجلها وتحدث بتعقل :

_بس كده مش هينفع يا ماما ،مليكه لازم تنزل وتحاول تكمل حياتها علي الأقل علشان ولادها يقدروا يتجاوزا الحاله إللي وصلولها من يوم ما سمعوا الصراخ في اليوم أياه،


وأكمل بضيق: 

_كمان أنس إللي وخداه في حضنها ليل ونهار مبتسبهوش لحد ما جابت له إكتئاب،

ده الولد يا حبيبي طول الوقت ساكت ولا بقا بيضحك زي الأول ولابياكل ولا عاوز حتي يلعب .


تحدثت ثريا بحزن:

_الولد يا حبيبي زي إللي قلبه حاسس ، مع إن كل ما يسأل عليه بنقول له إنه سافر وهيرجع قريب .


                      ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


في المساء ،


خرج لشرفة غرفته يشتم هواء البحر ويٌدخله إلي رأتيه ليٌنعش روحهْ بعد عناء يوم مٌتعب في العمل ،

طار قلبهٌ وسعدَ حين رأها جالسه في شرفتها تنظر أمامها بشرود ،حاضنه صغيرها الغافي بسلام بين أحضانها. 


إبتسم تلقائياً من رؤية عيناه لها برغم إبتعادها عنه بضع مترات وبرغم الظٌلمه التي حجبت عنهٌ وضوح ملامحها ،

إلا أن قلبهٌ كان يُكفيهِ رؤية حتي ظِلٌها. ♡ 


تحمحم بصوتٍ عالي عَلها تستمع وتلتفت له ليري عيناها ،

ولكن لا حياة لمن تنادي .


هي سارحه في ملكوتها الخاص ، تتذكر حبيبها الذي رحل عنها وتركها غارقه بأحزانها ولم يتبقي منهٌ سوي ذكرياته التي أصبحت لا تفارقها لا ليلاً ولا نهاراً .


كانت شارده تنظر للبحر الذي بالكاد تستمع إلي صوته لبٌعد المسافه بينهما إلي حدٍ ما ،


فٌزِعت بهلع وهي تنظر إلي اليد التي تتلمس كتِفها ! 

تنهدت براحه حين وجدتها يسرا التي إستغربت من هلعها هذا 

وتحدثت بتهدئه :

_بسم الله إهدي يا حبيبتي  دي أنا .


تنهدت وهي تٌغلق عيناها متحدثه:

_خضتيني يا يٌسرا .


أجابتها يسرا بأسف :

_معلش يا مليكه أكيد مكٌنتش أقصد ، أنا بخبط عليكي من بدري ولما مردتيش قٌلت أكيد في الحمام ولا في البلكونة، وحتي لما دخلت ندهت عليكي، لكن يظهر إنك كٌنتِ سرحانه لدرجة إنك مسمعتيش حتي صوتي .


تنهدت وأجابتها بضعف:

_ولا يهمك يا يسرا ،أقعدي واقفه ليه ؟


أجابتها يٌسرا :

_مش وقته يا روحي الوقت متأخر وإنتي أكيد تعبانه ومحتاجه ترتاحي، أنا بس كٌنت جايه أستأذنك لو ينفع تديني أنس يبات مع ماما علشان نفسيتها وحشه جداً إنهاردة ؟


وأكملت بأسي :

_يمكن وجوده معاها يهون عليها حٌزنها شويه .


نظرت مليكه لصغيرها الغافي فوق ذراعيها وقبلت وجنته ودفنت أنفها بعٌنقه وأخذت نفسً عميقً لتٌدخل رائحتهٌ الذكيه وتحتفظ بها داخل رئتيها لأطولِ وقتٍ ♡ 


ثم نظرت إلي يُسرا وتحدثت بخفوت:سمي _الله وخديه يا يٌسرا .


أجابتها يٌسرا ببسمه خفيفه :

_مٌتشكره أوي يا مليكه، تحبي أخلي مٌني تجيب لك مروان يبات معاكي  ؟


هزت رأسها بنفي وتحدثت بهدوء:

_ملوش لزوم ،خليه مرتاح في أوضته أحسن وكفايه عليه تشتت لحد كده ،من يوم إللي حصل وهو يا حبيبي متبهدل معانا شويه معايا هنا وشويه عند ماما تحت وكده ممكن الولد يتأثر نفسياً .


إلتقطت يٌسرا الصغير وحملته فوق صدرها وتحركت خلفها مليكه للداخل تحت أنظار ذاك المٌسلط بصرهِ عليها، تنهد بيأس وعاود النظر من جديد للبحر وأستنشاق هوائهٌ النقي .


                   ◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد مرور خمسة أشهٌر علي وفاة رائف ،


كان جالساً خلف مكتبهِ سانداً ظهرهٌ بأريحيه راسماً علي ثغرهِ إبتسامه جذابه مٌمسكاً بقلمه يدق بهِ علي مكتبهِ بتسلي ،وهو يتذكرها يوم حادث رائف، 


نعم كان يوماً حزيناً ومريراً بالنسبةِ لهٌ،ولكن بقيَ لهٌ ذِكري تٌسعدهٌ من ذاكَ اليوم،


فهو ولأول مره يراها بثيابها المٌتحرره من القيود ،وشعرها المنسدل كشلالاتِ علي ظهرها مما زادَ سِحرٌها ودلالها،

وثناياتِ جسدِها المٌثير الذي طالما تخيلهٌ من قبل .

فكم من المرات قد سرحَ بخيالهِ يتخيل شعرها ويتسائل،

كيف هو لونه ؟

وكم هو طوله ؟

وكيف ملمسهٌ ؟

كان يسرح دون وعيِ منهٌ وكأنهٌ مسلوب الإرادة ، ولا يدري لما كان يفعل هذا ؟ 


ولكن سرعان ماكان ينفض تلك الأفكار المتداخله علي رأسه بعيدآ ،ويَلُمْ حاله بغضب ،فهي زوجة أخاهٌ الغالي رائف، فكيف يسمح لخياله بتلك الشطحات ؟ 


لكنها الآن لم تعد زوجة رائف، ولم يوجد ما يمنع التفكير بها من وجهة نظره ،ولم يعد أيضاً التفكير بها خيانه كما كان يؤنبهٌ ضميرهٌ بتلك الكلمات .


إبتسمَ وتنهدَ براحه ،ثم إستمع لطرقات علي الباب، 

اعتدلَ بجلستهِ وسمح للطارق بالدخول ،دلف الطارق وكان أحد رجالهْ في جهاز المخابرات يٌدعي الرائد مٌحمد، ألقي عليه السلام وجلس أمامه . 


تحدثَ الرائد محمد بإحترام:

_ سيادة اللوا أحمد العسال طلب مني أجي علشان أساعد حضرتك في قضية العيال بتوع شقة المعموره يا أفندم .


ردَ ياسين بجديه وحزم:

_عارف ياسيادة الرائد  ،سيادة اللوا كلمني وبلغني ،المهم يا محمد بيه العيال دي مش لازم تحس إنها متراقبه ولا يشعروا بأي حاجه غريبه حواليهم ، 


وأكمل بحرصٍ شديد :

_ يعني من الأخر كده عايزك تختار إللي هيراقبوهم من أكفئ رجالتنا وأمهرهم ،

العيال دول أذكيه جدآ ودماغهم شغاله مبتهداش . 


تحدثَ مٌحمد بطاعه :

_ أمر سعادتك يا باشا .


وأكمل ياسين بتوجيه:

_تاني حاجه لازم خطوط تليفونات المنطقه كلها تبقي تحت إدينا ومتراقبه 24 ساعه بمنتهي الدقه علشان نعرف لو فيه حد تاني متعاون معاهم، وكل ده طبعاً هيكون في سريه تامه،  لحد مانعرف مين إللي بيمولهم ولصالح أي دوله بيشتغلوا ؟


وأكمل بتحذير :

_بس خلي بالك يا باشا العيال دي في منتهي الذكاء وواخدين إحتيطاتهم وتدابيرهم كويس جدآ ، ده لولا بس ربنا بيحبنا والصدفه هي إللي وقعتهم في أدينا مكٌناش كشفناهم بسهولة .


تحدثَ الرائد محمد بإحترام وطاعة :

_تمام يا باشا تحت أمر معاليك ،أنا هشوف هكر كويس من إللي شغالين معانا في الجهاز يخترق لنا كل مايخصهم في مجال الاتصالات ،سواء خطوط تليفوناتهم  أو الواتس،، أو أي وسائل إتصالات تانيه .


هز ياسين رأسهٌ بإيماء وتحدث: 

_تمام ، وكمان عاوزك توسع لي المجموعه إللي هتشتغل في مراقبتهم علشان ما نضغطش عليهم في الشغل ويعرفوا يركزوا كويس ،وإبقي بلغني بكل الخطوات أول بأول .


وقف الرائد محمد وتحدث بإحترام :

_عٌلم وينفذ يا باشا،  أي أوامر تانيه سيادتك ؟


أجابهٌ ياسين بجديه :

_شكراً يا سيادة الرائد ،تقدر تتفضل علي مكتبك . 


أنهي ياسين إجتماعه مع الرائد مٌحمد وبعد مده عاد لمنزلهِ بعد أنتهاء دوام عمله.


                   ◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


كانت جالسه بحديقة المنزل، تنظر أمامها بتيهه وشرود ! فقد أصبح هذا حالٌها منذ وفاة رائف قبل خَمسةِ أشهٌر .


أخرجها رنين هاتفها من شرودها ،أمسكت هاتفها تنظر به بإهمال وجدته رقم إدارة مدرسة طفلٌها مروان ، 

أجابت علي الفور، أبلغتها المٌتصله أن إدارة المدرسه تٌبلغها بأنَ عليها التوجه غدآ إلي المدرسه للتحدث مع المتخصصه بخصوص أمر يهمٌ مروان ،


أبلغت المٌتصله بالحضور غدآ وأغلقت الهاتف وزفرت بضيق، وتذكرت أن رائف لم يكن يسمح لها بالذهاب لمدرسة مروان وكان يقوم هو بتلك المهام لكي لايٌرهِقها ، فقد كان يعاملها رائف وكأنها ملكه مٌتوجه . 


في نفس التوقيت صف ياسين سيارتهٌ بجانب سور فيلا رائف بدلاً من أن يدلف بها لداخل جراج العائله ،فقد أرادَ أن يدلف للداخل علَّهٌ يراها ويطفئ لهيب قلبه المٌشتعل لعدم رؤيتهِ لها منذ اليومين الماضيين لإنشغاله في جهاز المخابرات بقضيه مهمه ،حيث كان يصِل بوقت مُتأخر من الليل .


ألقي السلام علي رجل الأمن المكلف بحماية المنزل ،

ودلف للداخل ،إنتفض قلبهْ فَرحً حينَ رأها وهي تجلس أمامهٌ بوجهها البريئ .


كم كانت جميله وجذابه رغم حٌزنها الواضح الذي أصبح ملازماً لملامحها، كان ينظر لها وسط شرودها كي يٌشبع نظره بتلك الملامح التي باتَ يعشقها ♡


كان يود أن يذهب إليها ويٌمسك بيدها ويحاوط وجنتيها بعنايه ، 

ينظر داخل عيناها ويتوهٌ داخل سحرهما ،ثم يٌخبئٌها داخل أحضانه الدافئه كي يٌرضي حنينه وقلبه المشتاقان لها بجنون ♡


وأخيراً حمحم كي تشعٌر بوجوده وتنظر بعيناها ليري مِقلتيها ويذوبٌ بداخلهما 

               


نظرت له بفتور وبدت منها نصف إبتسامه حزينه 

وتحدثت بهدوء :

_أهلاً يا أبيه ،إتفضل . 


إبتسمَ لها بحنان وجلس مٌقابلاً لها وتحدث بعيون لامعه بنظرات العشق:

_إزيك يا مليكه ،عامله أيه ؟ 


أجابته بتنهيدة مٌحملة بالألم:

_الحمدلله يا أبيه .


نظر لها بأسي علي حالتها تلك وتحدث بنبرة مٌلامه :

_وبعدين معاكي يا مليكه ،لازم تٌخرجي من الحاله إللي إنتي حابسه نفسك فيها دي ، لو مش علشانك يبقي علي الأقل علشان خاطر أنس ومروان، 


ثم أخرج تنهيدة ألم وحزن قائلآ بصدق:

_كفايه عليهم خسارة أبوهم وحرمانهم منه، مش هتحرميهم منك إنتي كمان وإنتي لسه علي وش الدنيا . 


تنهدت وتحدثت بألم:

_غصب عني صدقني ،مش قادره أتقبل ولا أتخيل إن خلاص رائف مبقاش موجود في حياتي ! أنا كل يوم بقوم من النوم زي المجنونه أدور عليه جنبي،  ولما ملقهوش أجري أفتح باب الحمام علي أمل إني ألاقيه ويطلع كل إللي عيشته الفتره إللي فاتت دي مش أكتر من كابوس وإنتهي .


وأكملت بعيون مٌتمنيه ،وأرجع أعيش حياتي تاني معاه وأترمي في حٌضنه أنا وولاده ،

ومن جديد نحس بالأمان إللي راح وسابني من يوم فراقه .


كان يستمع لها وقلبه ينزف دماً ، تاره عليها وعلي ألمها الواضح،  وتاره علي رائف فقيدهم الغالي ،وتارةِ أٌخري علي قلبهِ المٌحطم وهو يستمع لحبيبتهِ وهي تتألم من فقدان رجٌل أخر !

نعم يعلم أنه رائف ، ويعلم أنهٌ حبيبٌها الأول وربما يكون الأبدي،  


ولكن ، ماذا عساهٌ فاعلاً لذاكَ القلب العاشق الذي فكَ وثاقهِ وأنطلق بأريحيه منذ وفاة رائف ؟


وكأن قلبهٌ إستشعر أن من كان وجودهٌ يحجمهٌ ويٌكبح جماحه قد فارق الحياه ورحلْ، 


ليٌعطي فرصةً أخري لقلبٍ كٌبحَ جِماحهْ وضٌغطَ عليهِ كي يهدأ ولا ينبض بحبها مجددآ، 


ولكنه الآن نهض ونبض بعشقها من جديد وبحراره ، ولن يمنعهٌ عن عشقها إلا توقفهٌ وعدم نبضهِ للحياه بأكملها ♡ 


تحدث ياسين بجديه وعقلانيه :

_بصي يا مليكه إنتي واحده بتصلي وعندك إيمان بربنا سبحانهٌ وتعالي ،

إللي بتعمليه ده إسمه إعتراض على أمر ربنا ونكران للواقع ! حاولي تتخطي إللي حصل وتحتوي أولادك وتعيشي حياتك من تاني ،

لازم تستمري في حياتك ،الحياه مبتوقفش علي حد.


وأكمل بأسي:

_ عارف إنك كنتِ بتحبي رائف جدآ،، وعارف كمان إنه صعب يتنسي،، لكن مش لدرجة إنك تدفني حياتك وشبابك معاه .


نظرت له مليكه بإستغراب لكلامه ! فآخر شخص كانت تتوقع منه سماع تلك الكلمات هو ياسين، فهي تعلم كم كانا قريبين من بعضهما وكم كان ياسين يحترمهٌ ويحبهٌ كثيرا كأخٍ لهْ بل وأكثر، 


حتي بعد رحيل رائف كان ياسين أكثر من تأثر برحيله ودخل بنوبة إكتئاب لفتره معينه، ثم عاود مرةَ أخري لطبيعته، ولكنها فسرت كلماته كخوفِ عليها ودعمِ منهٌ كأخ،  لتخطيها أزمة فقدان حبيبها الغالي لا أكثر .


في تلك اللحظه أتت إليهم ثريا وهي تحمل صغير رائف علي قلبها وتتمسك بيد مروان ، فهي ومنذٌ وفاة عزيزها أصبحت لا تفارق الصغيرين ولو للحظه.


نهض سريعاً ومد يدهٌ بإحترام والتقط الصغير من فوقَ ذراع زوجةِ عمه ،منهٌ ليريحها، ومنه لتقبيل الصغير فهو حقاً يشتاقهٌ بشده لعدم رؤيتهِ ليومان متتاليان، 

بادلهٌ الصغير قبلاته بمحبه. ♡ 


نظرت له ثريا وتحدثت بإبتسامة ترحاب علي ثغرِها:

_إزيك يا ياسين  ،ليا يومين مشوفتكش حاسه إنهم شهر مٍش مجرد يومين .


أجابها ياسين بإبتسامه:

_والله وأنا كمان يا ماما حاسس إني بقالي كتير مشفتش حضرتك، وبجد وحشتوني أوي كلكم.

وهنا وجهَ نظره بإتجاه مليكه .


أجابتهٌ ثريا :

_وإنت كمان يا أبني وحشتني .


تحدث ياسين وهو ينظر إلي مروان بحب:

_مروان باشا، عامل أيه في مدرستك ؟أنا عاوزك تتشطر وتطلع السنة دي الأول علي المدرسه كلها .


أجابهٌ مروان ببرائه وأحترام :

_حاضر يا أٌنكل .


تحدثت مليكه بوجهٍ حزين موجهةً حديثها إلي ثريا:

_إدارة المدرسه بتاعة مروان إتصلوا بيا من شويه و طلبوا مني أروح لهم بكره، المختصه قالت لي إن المديره عاوزاني في أمر يخص مروان ومهم جدآ الحضور،


تنهدت مليكه بأسي وأكملت :

_الله يرحمك يا رائف، كٌنت شايل عني كتير .


تحدثت ثريا بتأثر علي ذكر إسم فقيدها:

_الله يرحمك ياغالي ،مقلتش عايزاكي بخصوص أيه يا حبيبتي ؟ 


أجابتها مليكه بنفي :

_لا يا ماما مقلتش حضرتك . 


تحدث ياسين بعمليه ليٌطمئنهما:

_متقلقيش أوي كده يا ماما، أكيد هيعملوا توسعات في المدرسه وعايزين يلموا تبرعات ،ماأنتي عارفه المدارس دي مبتشبعش .


ثم وجه بصرهِ إلي مليكه وتحدث:

_خليكي إنتِ يا مليكه،  أنا هروح بكره وأتكلم مع المديره وأشوفها عاوزه أيه . 


تحدثت مليكه بهدوء :

_لا يا أبيه مٌتشكره جدآ مٌش عاوزه أتعب حضرتك ،وبعدين أنا لازم أروح بنفسي علشان أطمن علي إبني .


تحدثت ثريا :

_خلاص يا بنتي روحي مع ياسين ماهو مش هينفع كمان تروحي لوحدك . 


تهللت أساريره لسماع كلمات عمتهِ وأنه سيحظي بمٌجالستها بسيارته جنباً إلي جنبْ .


هزت رأسها بموافقه وتحدثت ثريا ناظره إليهْ:

_شكلك لسه متغديتش زينا يا ياسين ؟ 


هز رأسه بنفي قائلآ :

_أنا لسه راجع من شغلي حالاً يا ماما وقولت أجي أشوفكم الأول لتكونوا محتاجين حاجه .


أردفت ثريا قائلة بنبرة حنون  :

_مااتحرمش منك يا حبيبي،بص بقا أنا عامله نجرسكو، وكشك ألمظ ،وبط محشي ولحمه بصوص الدمجلاس هتاكل صوابعك وراهم ،


وأكملت وهي تتنهد بثٌقل :

_مروان وساره بنت يسرا طالبينهم مني بقالهم إسبوع،  وأخيراً النهاردة اتشجعت ودخلت المطبخ إللي ليا شهور مدخلتهوش وعملت لهم إللي طلبوه  ،هتتغدي معانا أكيد .


نظر لها بسعاده وتحدث مٌداعبً إياها :

_طب هو ينفع بعد الأصناف إللي حضرتك قولتي عليها دي أسيبها كده بالساهل وأروح أتغدي شوربة خضار ولحمه مسلوقه عند منال هانم ! 


وضحك وأردف قائلا :

_أمي محسساني هي وليالي إنهم داخلين مسابقة ملكات الجمال والرشاقه ، ومش ملاحظين إننا خلاص جبنا أخرنا من أكل العيانين بتاع كل يوم ده .


أردفت ثريا بحب:

_تعالي يا حبيبي كل يوم إتغدي معانا وأهو حتي تفتح نفسنا علي الأكل إحنا والولاد. 


أتت يسرا إليهم ونظرت إلي ياسين بإبتسامه أخويه:

_إزيك يا ياسين؟


أجابها ياسين بإبتسامه مقابله:

_إزيك إنتي يايسرا ،عامله ايه وساره وياسر أخبارهم أيه ؟ 


أجابته يسرا بوجهِ بشوش :

_الحمدلله كلنا بخير .


ثم نظرت إلي ثريا :

_السفره جاهزه يا ماما، يلا بينا .


نهضوا جميعآ متوجهين إلي الداخل وألتفوا حول مائده الطعام ليتناولوا غدائهم وسط سعادة ياسين لجلوسهٌ أمام مليكتهٌ وهو يراها أمامهٌ بوجهها البرئ وملامحها التي باتَ يعشقها .


رفعَ ياسين صَحنهْ مٌشيراً إلي مليكه بإبتسامه سعيده مٌتحدثاً:

_مٌمكن يا مليكه تحٌطي لي قطعة لحمه وتكتري الصوص ؟ 


إنتبهت له وأجابتهٌ بإبتسامة مٌجامله: 

_أكيد طبعاً يا أبيه.


وضعت له ثم نظرت لهٌ بإهتمام وأردفت بتساؤل:

_تحب أحط لحضرتك بط ؟


إبتسم لها بعيون عاشقه وأردف قائلاً بمداعبه :

_والله أنا سايب لك نفسي إعملي فيا إللي إنتي عاوزاه .


هزت رأسها بجديه وبدأت بغرف الطعام لهْ تحت سعادته ونظرات لعيون مٌحبه وقلبٍ أدماهٌ الغرام ♡ 


                      ◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في صباح اليوم التالي  


فاق ياسين مٌبكراً بنشاط وحيويه ، أخذ حماماً دافئاً ليٌجدد بهٍ نشاطهِ ويٌنعش روحهْ، 


إرتدي أجمل ثيابه و وضع عِطرهٌ المٌفضل لديه،  وارتدي نظارتهٌ الشمسيه مِما زادَ من وسامتهِ وأصبح أيقونة رِجولهْ وجاذبية مٌتحركه علي الأرض .


كل هذا يحدث في غرفة تغيير الملابس الموصوله بغرفة نومه وتلك الغافيه بجواره ولا تشعر بهْ ولا بما وصلَ إليهِ زوجها من عشقٍ لإمرأةٍ أخري .


فقد تحول ياسين ذاك الصخرةِ القويه مثلما يُلقبوهٌ في جهاز المخابرات وذلكَ لشدة صلابتهِ وقوته وحزمه،،لعاشق ولهان ♡ 


ألقي نظره أخيره علي حاله وحركَ أصابع يده بين خصلات شعرهِ الجذاب وأبتسمَ برضي وتحرك برجوله وكبرياء منطلقً للخارج .


نزل الدرج وجد طارق بوجهه ، 

نظر إليهِ طارق بإعجاب وتحدث بإنبهار:

_إش إش إش ،،ده أيه الجمال والأناقة والشياكه دي كلها ياسيادة العقيد ،،أيه يا ابني ده كٌله هو أنتَ مش ناوي تكبر أبدآ ط،ده إللي يشوفنا جنب بعض يفتكر إني أكبر منك ب 15 سنه علي الأقل .


إبتسم ياسين وقد بدَ علي وجههِ علامات السرور من مغازلة أخيهِ الراقيه لهٌ وتغزلهٌ بشياكتهِ وعمرهِ الذي لا يظهر علي الإطلاق، فما إن رأه أحدآ أيآ كان إلا وأستغرب بشده لعلمهِ أنه برتبة عقيد !


تحدثَ ياسين بإبتسامه واسعه تظهر صف أسنانهِ ناصعة البياض :

_وإنتَ أمتي بقا هتبطل بكش يا طروق باشا ؟ 


أطلق طارق ضحكه سعيده مٌتحدثاً :

_والله يا أبني ما بكش ، إنتَ معندكش مرايه في أوضتك ولا أيه ؟


ثم أكمل بتساؤل:

_إنتَ لابس ملكي ليه إنهارده ورايح فين بدري كده ؟


أجابهٌ ياسين بجديه:

_رايح مع مليكه مدرسة مروان، إتصلوا بيها إمبارح علشان عاوزينها في أمر مهم بخصوص الولد  ،أنا كنت هروح لوحدي لكن هي أصرت تروح بنفسها علشان تطمن علي مروان .


هٌنا أطلق طارق صافره وتحدث وهو يغمز بعيناه لأخاه :

_قولت لي بقااااااا  ،وأنا إللي كٌنت مستغرب أيه الشياكه دي كلها ! أتاريك ياباشا رايح مع مليكه المدرسه .


إرتعب ياسين من فكرة أن يكونَ أخاهٌ علي علم بمشاعرهِ تجاه مليكه فهو ليس مستعد حالياً لمواجهة هذا الأمر وخصوصاً أن رائف لم يمٌر علي وفاته سوي عدة أشهٌر لاتٌذكر . 


تحدث ياسين بإبهام ونظره ثاقبه حذره قائلآ:

_تقصد أيه بكلامك ده ؟؟ 


تحدث طارق بحذر بعدما رأي تلك النظره وفهم منها أن ياسين قد غضبَ:

_مقصدش حاجه يا ياسين،، مالك قلبت مره واحده كده ليه ؟ 


تحدث إليه ياسين بحزم:

_طارق من فضلك،  إنتَ عارف إني مبحبش الكلام بالطريقه دي،، مش هترد عليا السؤال بسؤال،،فمن فضلك قول لي تقصد أيه بكلامك ده ؟


أجابهٌ طارق بوجه مٌبهم :

_مالك كَبرت الموضوع كده ليه يا ياسين؟ 


وأكملَ مٌبرراً حديثهٌ السابق :

_أنا كل إللي أقصده إنك رايح مع مليكه مدرسة مروان، والمدرسه دي بريطاني وكل الميس بتاعتها موزز وصغيرين وجمال جداً، متنقيين علي الفرازه زي مابيقول الكتاب ،بس أدي كل الحكايه .


هٌنا تنهد ياسين بإرتياح بعد تبرير طارق لهٌ لتلك الكلمات وتحدث:

_طب يلا لو خارج علشان منتأخرش .


خرجا معاً ووصلا لفيلا رائف كعادتهم صباحاً،،

فحتي بعد وفاة رائف مازالت ثريا تٌحضر سفرة الإفطار في حديقتها وتستقبل عز وياسين وطارق يومياً  .


ما زادَ عليهم هو وليد عبدالرحمن،  إبن عمهم الذي قرر وبدونَ مقدمات بعد وفاة رائف أن يذهب يومياً إلي ثريا يتناول معها وجبة الإفطار بحجة تعويضها عن وجود رائف .


دلفا سوياً وجدا عز يجلس وبجانبهِ وليد وثريا التي تٌسكٌب لهما الشاي ، إحتقن وجه ياسين بغضب لرؤيتهُ لجلوس ذلك الوليد بأريحيه وكأنه يجلس بحديقة منزلهْ 


تحدث ياسين بوجهِ مُبهِم:

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


رددو السلام ثَلاثَتهِم .


وجهَ عز نظره إلي ياسين وتحدث:

_إنتَ لابس ملكي ليه إنهارده يا سيادة العقيد ،مش رايح الجهاز إنهارده ولا أيه ؟


رد ياسين علي والدهِ بإحترام:

_لا يا باشا مش رايح الجهاز، رايح مع مليكه مدرسة مروان  ،إدارة المدرسه إتصلوا بمليكه وعاوزنها في أمر مهم بخصوص مروان .


تحدث وليد بلهفه:

_متعطلش نفسك إنتَ يا سيادة العقيد، روح شغلك وأنا هاخد مليكه وأوديها المدرسه ونشوف أيه الموضوع .


نظر له ياسين بحده وتحدث بتهكم:

_لا متشغلش بالك إنتَ يا وليد  ،أنا عامل حسابي من إمبارح ومجهز نفسي للمشوار ومبلغهم في المكتب إني مش جاي إنهارده ،


وأكمل بنبرة ذات مغزي :

_يعني إرتاح وإهدي كده يا وليد وقوم روح شغلك علشان متتأخرش .


نظر لهٌ وليد بضيق ثم أكمل تناول طعامه .


تحدث عز ناظراً إلي وليد:

_هو إنتَ يا أبني مش ناوي ترجع مراتك  ؟ 


أجابهٌ وليد وهو يبتلع طعامه بلامبالاه :

_لا يا عمي مش ناوي،  وشكلي كده هطلق قريب !


نظرت ثريا إلي وليد وتحدثت بتأثر:

_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ايه يا أبني الكلام اللي بتقوله ده،،إستهدي بالله كده ورجع مراتك علشان خاطر بنتك إللي ملهاش ذنب دي .


أجابها وليد بلا مبالاه:

_بنتي هجيبها أربيها معايا يا عمتي ،،مش هغلب يعني ،،أنا وهالة خلاص مبقاش ينفع نكمل مع بعض،،وصلنا لأخر الطريق  .


نظر له ياسين بعيون مٌستغربه مٌتسائلاً:

-وياتري بقا أيه السبب في إنك فجأه كده وبدون مقدمات حسيت إنك خلاص مبقاش ينفع تكمل مع مراتك ؟


وليد وهو ينظر إلي ياسين بتهكم وتحدي:

_تخيل بقا يا ياسين فجأه كده حسيت إني عمري ما حبيتها وإن قلبي مش معاها خالص .


وهنا جحظت عين وليد ناظراً لمدخل الفيلا بنظرات إعجاب وانجذاب .


حول ياسين بصرهٌ بإتجاه ماينظر إليهِ وليد وجد مليكه تخرج من الباب وهاله من الجمال والسحر تحوم حولها،

و برغم إرتدائها الأسود الحزين ، وبرغم حزنها وأنكسارها الظاهر علي ملامحها منذ رحيل رفيقها الغالي ،إلا أنها وحقآ ،


☆ الأسود يليق بكِ أيتٌها الجميله ☆


إستشاط غضباً من نظرات ذلك الحقير لجوهرتهِ الثمينه ، وتمني لو أن له الحق ليبرحه ضرباً ويٌلكمهٌ علي تلك النظرات الوقحه .


هلت عليهم بنصف إبتسامه حزينه وأردفت قائلة بنبرة هادئة :

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ردو جميعآ عليها السلام .


نظر لها عز بحب أبوي:

_إزيك يا مليكه،،عامله أيه يا حبيبتي ؟


أجابتهٌ مليكه بحب:

_الحمدلله يا عمو أنا بخير .


وقف ياسين سريعاً كي يختفي بها من أمام أعيٌن ذلك الوقح .


تحدث وليد بثقه ناظراً إلي مليكه:

_مقولتليش ليه يا مليكه إنك رايحه مدرسة مروان كنت جيت أنا معاكي ومعطلناش سيادة العقيد عن شغله ؟


نظرت لهٌ مليكه بإستغراب لحديثه، فالعلاقه بينهما لا تسمح له بطرح ذلك السؤال أو أن تطلب منه هي خدمه .


كادت أن تتحدث لكن ياسين سبقها وأجابه 


نظر له ياسين وأجاب بحده وثبات:

_ إنتَ ليه بتحب تهلك كلام كتير يا وليد ،،ثم امتي مليكه طلبت منك أي حاجه علشان تطلب دالوقت ؟ 


ثم نظر إلي مليكه الغير مباليه بحديثهما ولا غضبهٌما هذا ، فحقاً آخر همٌها هو صراع ذاك الثٌنائي ،وكل مايهمها الآن هو أن تطمئن علي صغيرها وفقط .


نظر لها ياسين وتحدث بنبرة حاده:

_يلا بينا يا مليكه .


أمائت له بموافقه وخرجا .


أخذها وانطلق سريعاً بسيارته وقاد السياره بغضب وبسرعه زائده إلي حدٍ ما 


نظرت لهٌ مليكه بخوف وتحدثت بإرتعاب :

_أبيه من فضلك هدي السرعه شويه !


نظر لها وجدها ترتعب والزعر والهلع يظهران بعيونها،

هدئ السرعه أولاً.


ثم نظر إليها وتحدث بأسي:

_إهدي يا مليكه، أنا أسف مخدتش بالي، معلش حقك عليا .


وضعت يدها علي صدرها ،

إبتلعت لٌعابها برٌعب وتنهدت براحه ثم تحدثت:

_حصل خير يا أبيه ،لكن من فضلك خد بالك دايماً من سرعة العربيه ، طب أنا موجوده معاك النهاردة ونبهتك ،لكن لو لوحدك ولاقدر الله سرحت تاني وسوقت بالسرعه دي أيه إللي ممكن يحصل ،أرجوك يا أبيه خلي بالك علي نفسك .


كان يستمع لكلماتها وخوفها عليه وقلبه يتراقص فرحاً 

نظر لها وعلي ثغريهِ إبتسامه واسعه قائلاً:

_حاضر يا مليكه ، هخلي بالي علي نفسي علشان خاطرك .


هزت لهٌ رأسها بإيماء ثم نظرت أمامها غيرَ مباليه من كلماتهِ التي نطقها بعشق وعيونه التي كانت تتراقص بها السعاده ، فهي غير مباليه بكل هذة المشاعر التي تجتاح قلب الجالس بجوارها. 


فقد أصبحت بعالم آخر ولا عادت تشعر بأحاسيس البشر،،وأخر همٌها هو ذاك الياسين ومشاعره !


رن هاتفها فأخرجتهٌ من حقيبتها لتري من المٌتصل وما إن نظرت لشاشتهِ حتي إنفرج فمها مبتسماً

ردت بإبتسامه :

_أيوه يا حبيبي  ،أخبارك أيه ؟ 


نظر لها بإستغراب وضيق وحدث حاله، أجٌنِنتِي يا فتاه ؟

لمن تقولين حبيبي أيتها البلهاء ؟يبدو أنكي تستعجلين علي فقدان حياتٌكِ علي يدي! 


نظر لها ونطق بغضب وبحده شعرت هي بها:

_بتكلمي مين ؟


نظرت لهْ بإستغراب من حدة صوته وأجابته:

_ده شريف أخويا.


هز لها رأسه بإيماء ولكنه مازال غاضباً ! 


مليكه وهي تحادث شريف:

_مش هقدر يا شريف صدقني ، ياحبيبي إنتَ كمان وحشتني جداً، ووحشتني قعدتنا وكل حاجه،، لكن صدقني مش هقدر ،


وبعد مده تحدثت:

_خلاص يا حبيبي ،هجيلك بكره عند ماما ونقضي اليوم كله مع بعض .


أغلقت معه الهاتف ولا تدري بإشتعال القابع بجوارها وجنونه من نطقها كلمة حبيبي لأخاها . 


فياسين رجٌل غيور جدآ وأناني بحبه،، فهو عندما يعشق إمرأه ، يريدها إمرأة الرجل الواحد، وليس بمنطق الخيانه ، لا هو يريدها إمرأة الرجل الواحد بكل ما تحملهٌ الكلمه من معني ،بما يعني أن لا تلاطف أباها أو أخاها أو حتي طفلها،، هذه هي شخصيته الغريبه !


تمللت مليكه بجانبه ونطق هو يحادثها بتساؤل:

_هو شريف كان عاوز منك أيه ؟


نظرت له بإستغراب وحدثت حالها:

_ماذا أصابَ هذا الرجل اليوم،، هل أصابه الجنون؟


حقاً غريباً أمرٌك اليوم أيها الياسين ! تاره تسأل بحده من يحادثني ؟!وتاره أٌخري تسأل ماذا يريد مني أخي ؟!


ماشأنك أنتَ بي وبأخي أيها المٌتداخل؟ ولما تٌحشٌر أنفك بما لا يٌعنيك ؟! 


تحدثت بلامبالاه وهي تحاول تخبأت غضبها من تداخٌله:

_عادي يعني  ،كان عاوز يعزمني علي العشا بره النهاردة وأنا قولت له مش قادره .


تسائل بتداخل:

_هو إنتي رايحه بكره عند بباكي ؟ 


أجابته بنعم .


ياسين :

_طب أنا إللي هوصلك،، 

ثم تحمحم مبرراً موقفهٌ:

_بصراحه أخاف عليكي من السواقه وخصوصاً إن الولاد هيكونوا معاكي،

وبعدين إنتي عارفه إن عمتي بقي عندها فوبيا من السواقه والعربيات من يوم الحادثه بتاعت رائف الله يرحمه ، وأكيد هتخاف علي الأولاد .


أقنعها رده ، حتي هي شخصياً أصبح لديها رعب من فكرة القياده ،،فوافقت بترحاب .


وأخيرا وصلا  ،صف سيارتهٌ بجراج المدرسه ونزلا من السياره سويآ متجهين إلي مكتب المديره .

اقرأ في: لعنة القرين قصة رعب حقيقية

          

رواية قلوب حائرة الجزء الثاني رواية قلوب حائرة كاملة واتباد رواية قلوب حائرة الجزء الثاني pdf رواية قلوب حائرة الفصل الأول رواية قلوب حائرة pdf رواية قلوب حائرة مليكة وياسين الجزء الثاني واتباد رواية قلوب حائرة الجزء الثالث رواية قلوب حائرة روز امين رواية قلوب حائرة رواية قلوب حائرة مليكة وياسين الجزء الثاني
رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين كاملة

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل السادس

  🦋 #الفصل_السادس🦋 


أعطي ياسين سكرتير المديرة البطاقة الخاصة التي تحمل تعريف شخصيتهْ ليٌدخلها للمديرة ويٌعلمها بوصول ياسين المغربي بصحبة مليكة،خرج لهما السكرتير بوجهٍ بشوش يٌعلمهما بإنتظار المديرة لهما بالداخل .


دلف ياسين خلف مليكة إلي مكتب مديرة المدرسة التي كانت تقف بإستقبالهما بإحترام وترحاب عالي .


تحدثت المديرة وهي تمد يدها بإحترام إلي مليكة:

_البقاء لله أستاذة مليكة ،أنا جيت لحضرتك في عزا رائف بيه وللأسف مشفتش حضرتك ولما سألت عليكي قالوا لي تعبانة فوق .


أجابتها مليكة بحزن لتذكرها لذاك اليوم الحزين:

_لا إله إلا الله أستاذه سحر،ومتشكرة جدآ لحضورك .


أردفت المديرة قائلة وهي تمد يدها بلهفة واحترام إلي ياسين:

_ياسين باشا المغربي،المدرسة نورت بتشريف سعادتك لينا يا أفندم . 


أجابها ياسين بإحترام:

_مٌتشكر جداً يا أفندم .


أردفت سَحر وهي تشير بيدها للأمام بإهتمام وترحاب:

_إتفضلوا يا أفندم، نورتونا .

جلسوا ثلاثتهم 


تحدثت المديرة بنبرة ودودة :

_تحبوا تشربوا إيه حضراتكم ؟ 


أجابها ياسين بنبرة صوت جادة :

_مفيش داعي وياريت حضرتك تدخلي في الموضوع علي طول .


بدأت المديرة بالحديث متوجهه بالنظر إلي مليكة:

_طبعاً حضرتك بتسألي نفسك ياتري أنا بعت أستدعيكي هنا ليه ؟ 


وأكملت :

_الحقيقة أنا هدخل في الموضوع علي طول علشان عارفة وقت ياسين باشا الثمين، 

الموضوع وبإختصار إن من يومين جت لي الميس بتاعت مروان وقالت لي إن للأسف تقارير مروان الشهرية مش كويسة  ،وكمان بقاله مدة متغير مع أصحابه ومش بيلعب معاهم ولا بيشاركهم في أي أنشطة جماعية للأطفال إللي بتعملها الميس ،


وأكملت بمجاملة:

_ بصراحة أنا لما عرفت أصريت إني أهتم بنفسي بالموضوع ، ماهو ده مش أي تلميذ عندي ،ده مروان رائف المغربي وعيلة المغربي كلها ليها وضع خاص جدآ عندي هنا في المدرسة .


رد عليها ياسين بإحترام:

_مٌتشكر جداً يا أفندم علي إهتمام حضرتك وأكيد هحط إهتمامك بمروان في الإعتبار 


إبتسمت المديرة بسعادة ولهفة .


هٌنا استمعوا لدقات إستأذان علي الباب ،سمحت المديرة للطارق بالدخول فدلفت مدرسة مروان والأخصائية النفسية بالمدرسة ألقيا عليهم التحية وجلستا

بعد ذلك وجهت المديرة أمر للاخصائية بالتحدث 


تحدثت الاخصائية النفسيه قائلة :

_حضرتك أنا لما سيادة المديرة بلغتني بحالة مروان جبته عندي في المكتب وإتكلمت معاه  ،وقتها اكتشفت إن مروان بيعاني من مٌشكلة نفسية عميقة ،

ولما سألته إنتَ ليه دايماً حزين وساكت وليه مش بتلعب مع أصحابك زي الأول 


جاوبني بعيون كٌلها حٌزن وقالي إن مامي قالت لي إن بابي سافر لبعيد جداً وإن كمان مامي طول الوقت بتعيط هي ونانا وعمتو يسرا ،


قالي كمان إن حضرتك بطلتي تخرجيه زي بابي ما كان بيخرجه وإنه بقا حزين ومش عاوز يلعب تاني علشان بباه واحشه جداً ونفسه يشوفه .


كانت تستمع إلي حديث المتخصصة ودموعها تنهمر بغزارة علي صغيرها والحالة التي أَويَ إليها .


حدثت حالٌها:

_ماذا يتوجب عليَّ فعله ؟

أشعر أني عاجزة أمام أطفالي  ،كيف أحتويهما وأساندهم وجِدَارِي أصبحَ هَشٍ ضَعيف ولايمكن الإستنادٌ عليه ! 

ياالهي ، ساعدني وكٌن بعوني وبجانبي أرجوك .


نظر لها وشعر بحيرتها وألمها ،تحدث إليها بمؤازرة:

_إهدي يا مليكة ،إن شاء الله الولد هيبقي كويس ،كل مشكلة وليها حل .


رافقها ياسين هي ومروان وخرجوا من المدرسة بعد أن اتفقوا مع المختصة النفسية علي القواعد التي سيتبعونها لتخطي الصغير أزمة وفاة والده ومساعدته علي تحسن حالتهِ المزاجية والنفسية، 

ومنذ ذلك اليوم  ،بدأ ياسين بإصطحاب الأطفال بمرافقة مليكة أو يسرا إلي الأماكن المحببة لدي الطفل ،عَلهٌ يساعده ذلكَ بالخروج من القوقعة التي وٌضِعَ داخلٌها .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


بعد يومان 

كانت بصحبة ياسين في إحدي المولات الفخمة تجلس بجانبه وتنظر إلي صغيريها مع باقي أطفال المنزل وهم يلهونَ بسعادة داخل لٌعبة بحر الكور التي يعشقها مروان وتقف بجانبهم جليسة الأطفال الخاصة ب أنس ،


إنتبهت علي حديث ياسين لها وهو يسألها بإهتمام:

_مليكة هو رائف الله يرحمه كان مزعلك ولا حاجة يوم الحادثة؟


نظرت لهٌ وضيقت عيناها بإستغراب وأجابت نافية:

_خالص يا أبيه،  بالعكس ده كان لطيف جداً في اليوم ده ،هو حضرتك ناسي ولا إيه، مش كٌنت معانا وقت الفطار لحد ما مشي هو وطارق علي الشركة .


أجابها بتفهٌم :

_أه ما أنا فاكر اليوم ده كويس جداً ،أنا قولت يمكن لما راح الشركة اتصل بيكي وحصلت مٌشكلة بينكم ولا قال لك حاجة ضايقتك أو زعلتك منه ؟ 


أجابته بعيون تلئلئت بالدموع وصوتٍ يملؤهٌ الحنين:

_ أبداً  ،أنا كلمته الساعه 11 لما قمت من النوم زي كل يوم وعاملني بمنتهي اللطف والرومانسية وبالعكس كان حنين أوي، حتي وعدني إنه هيخرجني ويسهرني بالليل ،


ثم إستفاقت من حنينها ونظرت إليه بإستغراب وتساءلت بإستفسار :

_هو حضرتك ليه بتقول كده يا أبيه ؟


فاق من حالة الإشتعال الداخلي التي إنتابتهٌ من حالة العشق والهيام التي أصبحت عليها حين تذكرت رائف 

وأجابها بتألم لحالة قلبهٌ العاشق المجروح:

_أصل رائف الله يرحمه وهو بيموت طلب مني أقول لك إنك تسامحيه .


نزلت دموعها بحنين وتحدثت بتأثُر :

_أكيد كان لازم يطلب منك كدة ، كان لازم يطلب مني إني أسامحه علي عدم وفائه بوعده إنه يفضل معايا لأخر عمري ،


وأكملت بشهقة مرتفعة نتيجة دموعها المنهمرة :

_بس هو موفاش بالوعد ده وسابني لوحدي بعد ماعلمني إزاي مقدرش أعيش من غيره ، سابني بعد ما كان ليا النفس إللي بتنفسه،

☆ سابني عايشه جسد بلا روح ☆

وعلشان كدة كان لازم يطلب مني السماح .


وضعت كفي يديها علي وجهها وبدأت بالبكاء المرير .


أما هو فكان قلبهٌ يغلي نااااراً من عشق حبيبته الواضح لرجٌلً غيره، 

نعم هو رائف أخاهٌ الغالي الذي مازالَ جرح فقدانه ينزف ،

ولكنهٌ عاشق وليس علي العاشقِ حرج .


تحدث بحده ظهرت بصوته لم يستطع السيطرة عليها:

_خلااااااااص، مش وقت عياط الولاد لو شافوكي كده يبقي كل إللي بنعمله ده ملوش لازمه وساعتها مروان ممكن يرجع لنقطة الصفر من جديد .


جففت دموعها سريعاً وتحدثت بإقتناع :

_عندك حق يا أبيه  ،ده لامكانه ولا قته  ،أنا أسفه بجد .


نظر إليها بحده ثم أشاح وجههٌ عنها بغضب ورفعَ كأس العصير الموضوع أمامه ليرتشف منهْ علهٌ يهدئ بركان الغضب الذي أصابهْ . 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في منزل رائف ▪︎ 

دلفت يسرا إلي غرفتها بإصطحاب نرمين التي حضرت لزيارة والدتها ،وقد إستأذنت يسرا والدتها ودلفا للغرفه بحجة أنها تريد أن تريها ثياباً جديده إشترتها يسرا مؤخراً 


جلست يسرا علي حافة تختها وأجلست نرمين بجانبها 

ثم نظرت لها بتساؤل :

_بتهربي مني ليه يا نرمين؟


أجابتها نرمين وهي تبتعد عن نظرها فيسرا أقرب شخص إلي نرمين ولو نظرت بداخل عيناها ستفهم كل ما يدور داخلها دون التحدث . 


أجابتها نرمين بعيون زائغه:

_قصدك أيه بكلامك ده يا يسرا،  وأنا يعني ههرب منك ليه؟


تحدثت يسرا بتأكيد:

_أومال ليه كل ما أجي أكلمك في موضوع زيارتك لرائف الله يرحمه تتحججي وتهربي مني ،،


وأكملت بإصرار:

_لكن خلاص يا نرمين أنا إنهارده لازم أعرف أيه إللي حصل بينك وبين أخوكي يوم الحادثه  ،وايه إللي قٌلتيه لرائف جننه وخلاه يا حبيبي سايق وهو مش شايف قدامه ،إتكلمي يا نرمين .


نظرت إليها نرمين وأرتعشت شفتاها وبدأت بالبكاء وتحدثت بإنكار :

_ما قولتلوش حاجه إنتي ليه مش عاوزه تصدقي ، قولت لكم قبل كده لما طارق سألني إنه كان واحشني وروحت علشان أشوفه مش أكتر من كده .


أمسكتها يسرا من كتفها ولفت وجهها لها وتحدثت :

_طب متبصي في عيوني كده يا نرمين وانتي بتتكلمي،  عيونك بتهرب مني ليه؟! 


وأكملت بتأكيد :

_ولا علشان عارفه إنك مش هتعرفي تكدبي عليا وعينك باصه في عيني ؟


نفضت نرمين يد يسرا من عليها بغضب ووقفت وأولتها ظهرها قائله:

_إنتي عاوزه مني أيه بالظبط ، ماتسبيني في حالي بقا .


وقفت يسرا وتوجهت لها ووقفت بوجهها وأردفت قائلة بنبرة شبه مؤكدة :

_روحتي له وإتخانقتي معاه وطلبتي ورثك صح ؟


هٌنا إنفجرت نرمين وبدأت ببكاءٍ مرير ونظرت إلي يسرا وهي تهز رأسها يمينآ ويسارآ بندم :

_مكنش قصدي كل ده يحصل،  والله ماكنت أعرف إنه ممكن يحصل له كده ، 


وأكملت بعيون شارده:

_ أنا معرفش إزاي ده حصل فجأه إتحولت ومبقتش عارفه نفسي بقول له أيه،  فضلت أدوس علي جرحه وأقول له كلام يكسره ،


ثم أشارت بيدها علي حالها وأكملت بندم وألم :

_أنا تعبانه أوي يا يسرا  ،من يوم الحادثه وأنا كل يوم أصحي علي كابوس يقومني من النوم مفزوعه، 

بشوفه وهو بيبص لي بحزن ويسبني ويمشي ،أنا عارفه إنه مش مسامحني ومات غضبان مني وعليا .


وبكت بحرقه ومراره وأرتمت علي الكرسي المجاور لها بإستسلام .


ذهبت إليها يسرا والدموع تٌهطل علي خديها كشلالات وتحدثت بإصرار:

_قولتي لأخوكي أيه خلاه مش علي بعضه ويسوق وهو تايه كده، إحكي لي كل حاجه يا نرمين،  إنطقي .


هزت نرمين رأسها برفض ودموع .


أمسكتها يسرا من كتفها وهزتها بقوه وعنف:

_ لا ماأنتي هتحكي لي كل حاجه حصلت وده مش بمزاجك ده غصب عنك،


وأكملت بتهديد:

_يا إما هدخل عمو عز وياسين في الموضوع وهما يخلوكي تنطقي بطريقتهم .



صرخت بها نرمين وأردفت قائلة بنبرة ملامه:

_حرام عليكي يا يسرا إرحميني ده أنا بردو أختك .


صرخت يسرا بوجهها وتحدثت بتألم :

_واللي مات كان أخويا ،كان حته من قلبي، كان راجلي وسندي أنا وولادي ،إللي مات سايب طفلين لاحول ليهم ولا قوة من بعده،  

إللي مات ساب أمي إللي إتكسرت وبتموت كل يوم من بعده عنها ،


وأكملت بنبرة متألمة :

_إللي مات سايب مليكه إللي كانت روحها فيه .


إنتفضت نرمين برعب من هيئة يسرا التي تحولت ملامحها إلي غضب لأول مره تراه بعيناها .


فأردفت نرمين قائله بترجي:

_خلاص هحكي لك ، بس اوعديني إن الكلام إللي هقوله ليكي ده ميخرجش من بينا لأخر يوم في عمرنا .


جففت يسرا دموعها ثم نظرت إلي نرمين قائله :

_إطمني ، مهما كان اللي هاتقوليه عمري ما هتجيلي الجرأه إني أقوله لحد وخصوصاً ماما ،إنتي مهما كان أختي وعمري ما هضحي بيكي ولا أخلي شكلك مش كويس قدام الناس .


إطمئنت نرمين ووضعت يدها فوق وجنتيها وجففت دموعها وبدأت تقص علي يسرا ماحدث ليلة الحادث ،


وبدأت ببكاءٍ مرير مرةً أْخري عندما تذكرت وجه رائف وهي تقص له إتهامها إلي مليكه 


إنتهت نرمين من حديثها . 


ونظرت لها يسرا بذهول غير مستوعبه لما نطقت بهِ شقيقتٌها

تحدثت بوجع وألم :

_ياحبيبي يا رائف،  ياقلبي عليك يا أخويا، يعني مٌت وأنت بتغلي من جواك من افتري أختك علي مراتك يا حبيبي،  


وأكملت بصوتٍ مرير :

_ياتري كنت حاسس بأيه وإنت سايق ؟وإيه إللي كان بيدور في دماغك وقتها يا نور عيوني؟


وتحدثت بألم وهي تنظر إليها:

_يااااااه علي سواد قلبك يا نرمين، إزاي قلبك طاوعك تفتري علي مرات أخوكي بالطريقه دي! مخفتيش من إنتقام ربنا منك لما تتهميها التهمه البشعه دي؟


هٌنا تجَهمَ وجه نرمين وتحدثت بكره وغل:

_أنا ماأفتريتش عليها يايسرا،  تقدري تنكري إن كل ما أجى هنا أنا وجوزي الهانم المحترمه تقعد تشاغله بكلامها ونظراتها!


نظرت لها يسرا بعيون متسعه وذهول وعدم إستيعاب لما ينطق به لسان شقيقتها من كَذب وأفتراء :

_إنتي مستوعبه إللي إنتي بتقوليه؟ 


وأكملت بذهول وتعجب :

_إنتِ مريضه يا نرمين ولازم تتعالجي ،إزاي بتقدري تكذبي الكذبه وتصدقيها كده عادي ؟! 


وأكملت بنصح :

_إتقي الله وإنتِ بتتكلمي عن مرات أخوكي ومتخليش غيرتك العاميه منها تخليكي تفتري عليها ،  


وأكملت بسؤال وجيه ومقنع:

_تقدري تقولي لي واحده كانت مع رائف المغربي زينة شباب إسكندريه كلها ، هتسيبه وتبص لواحد زي محمد بتاعك ده ليه؟


فوقي يا نرمين واتقي الله في الكلام علي أعراض الناس، حقوق الناس صعبه أوي وربنا مبيسامحش فيها ،بيسيب السماح فيها لأصحابها،  فياريت متحطيش نفسك في خانة حقوق الناس عليكي،


وأكملت بنٌصح:

_ صدقيني إنتي مش أدها ،


ثم نظرت لها بإشمئزاز وتحدثت بغضب :

_أنا المفروض بعد الكلام إللي عرفته ده معرفكيش تاني ،لكن للأسف مش هقدر أقاطعك ، علي الأقل علشان خاطر المسكينه إللي ممكن تروح فيها لو لاقتنا قاطعنا بعض ، 

وأكملت بحده:

_لكن من النهارده يا نرمين إنتي بالنسبة لي موتي وأندفنتي مع رائف وبابا الله يرحمهم !


وتركتها وخرجت ، إرتمت نرمين بإستسلام فوقَ التخت وأطلقت لدموعها العنان مرةً أخري . 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل منزل سالم عثمان 


كان جالساً مع زوجته وشريف إبنه يتحدثون جميعاً بشأن مٌستقبل مليكه،

نظر شريف وتحدث بجديه لأبيهِ:

_هو حضرتك هتفضل سايب مليكه كده كتير في بيت رائف الله يرحمه يا بابا ؟ 


وأكملَ:

_أنا شايف إن كده كفايه أوي ولازم تجيب ولادها وتيجي تعيش معانا هنا ،أظن ميصحش تعيش هناك بعد وفاة جوزها ،ولا ايه رأيك يا ماما؟


تحدث سالم بضيق:

_ومين سمعك يا شريف ،أنا كمان متضايق جداً من قعدتها هناك لوحدها من غير راجل أو حمايه ليها  ،لكن مقدرش أتكلم في الوقت الحالي يا ابني ، مقدرش أروح أجيب أختك وولادها من حضن حماتها، 

وأكملَ بحٌزن:

_الست لسه حزينه علي إبنها ولسه ما اتخطتش أزمة وفاته  ،نقوم إحنا بدل مانقف معاها وندعمها في مٌصيبتها،  أروح أخد الولاد من حضنها  ،إحنا كده نبقي بنقضي عليها نهائياً .


هٌنا تحدثت سهير بأسي وحزن:

_الله يكون في عونها ويصبر قلبها ،دي الست من وقت موت إبنها وهي كل يوم في حال ، مره السكر يعلي عليها ،ومره الضغط، حقيقي ربنا يتولاها برحمته، 


إللي حصلها مش قليل عليها بردوا ،دي خسرت إبنها الوحيد، وده مكنش أي إبن ،لا ده كان نعم الأخلاق والأدب ،كان بار بيها وبيعاملها زي ما ربنا أمره بالظبط،


وأكملت بنبرة حزينه مٌتأثرة :

_ الله يرحمك يا حبيبي ، في الجنه إن شاء الله يا رائف .


تحدث شريف وهو ينظر إلي أبيه بتساؤل:

_أيوه يا جماعه كل الكلام ده أنا فاهمه ومقدره كويس  ،لكن بردو مقولتوش هنعمل أيه مع مليكه؟


أجابهٌ سالم بتعقل:

_بص يا ابني ، رائف الله يرحمه يادوب بقاله 7 شهور متوفي ، إن شاء الله بعد السنوية بتاعته هروح وأتكلم مع سيادة اللوا عز المغربي  ،وهو يكلم مرات أخوه ويفهمها الوضع ،علشان الموضوع ميتسببش في زعل لأي حد،  كده نكون إستأذناهم وراعينا العشره، ونكون أخدنا بنتنا وولادها في حضننا . 


تحدثت سهير بقلق وحيره:

_تفتكر عز المغربي وثريا مٌمكن يدونا الولاد بسهوله كده يا سالم؟!

بصراحه أنا قلقانه ليخلوا الولاد عندهم .


صاحَ شريف مٌتحدثً بنبرة غاضبة :

_يعني ايه الكلام ده يا ماما ؟ أولا هما ميقدروش يمنعوا مليكه من إنها تاخد ولادها ،القانون معاها وفي صفها في النقطه دي،


وأكمل بحده :

_ وإذا كانوا فاكرين نفسهم عيلة المغربي ،إحنا كمان مش قليلين في إسكندريه وهنعرف نقف قدامهم كويس جداً ونجيب لمليكه ولادها في حضنها .


نظر سالم إلي إبنهِ وتحدث بتعقل:

_إهدي يا أبني وفكر بعقل،  إحنا مش عاوزين نتكلم بعصبيه ونضايق الناس وإحنا لسه معرفناش ردة فعلهم هتكون أيه ،


وأسترسل حديثهٌ بتوجس :

_لكن بصراحه أمك عندها حق، أنا عن نفسي قلقان إنهم يرفضوا يسلمولنا الأولاد  ،ودول عيلة المغربي وليهم وضعهم بردوا، 

ده كفايه ياسين عندهم  ،دي قرصته بالدم ووضعه ومكانته في المخابرات مديين له سلطه كبيره ويقدر من خلالها يأذي أي حد أو يقف في وش أي حد بسهوله جداً .


تنهدت سهير بألم وأردفت قائلة بنبرة يشوبها القلق :

_ربنا يستر،  والله أنا ماحزينه إلا علي ثريا وزعلانه جداً علي إننا هنحرمها من ولاد رائف ،يعني مش كفايه عليها خسارة إبنها، كمان هتتحرم من ولاده ،


لكن هنعمل أيه،  دي بنتنا ولازم إحنا كمان نخاف عليها وتيجي تعيش في حِما وأمان أبوها وعلشان كلام الناس .


تحدثَ سالم بأسي :

_ربنا يعمل اللي فيه الصالح والخير لبنتنا يا سهير . 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد مرور عام علي وفاة رائف،  جاء يوم ذكري وفاته، 

كانت العائله جميعاً مجتمعه داخل المقابر ، أمام قبر فقيدهم الغالي فقيد الشباب ،


كانت رجال العائله تقف علي بعد مترين من جلوسِ النساء 

اللواتي كٌنَ يٌحاوطنْ القبر بجلوسِهِنَ جميعاً ،

ثريا التي تبكي بحرقة أم علي فقدان صغيرها ،وتحاوطها يسرا الباكيه بذراعيها بحنان، ومن الجهه الاخري تحاوطها منال زوجة عز بجوارها نرمين التي تبكي بصمتٍ تام .


كانت الأنظار جميعها مٌسلطة علي تلك الباكيه ذات الرداء الأسود والوجه الحزين ،وهي تبكي علي قبر رفيق عمرها الذي تخلي عنها وتركها لوِحدَتِها ، 

كان بكائها مريراً ويٌدمي القٌلوب ،

فقد أصبح الكون بعيونها خالياً بعد رحيله ،فقد أخذ برحيله كل شيئ،  الحياه، والروح، والبسمه .


كانت والدتها تجاورها وتحتضنها هي وسلمي صديقتها ،


كانت تٌحادثهٌ وهي تضع رأسها فوق قبرهِ وتستند بيداها عليه بألم وبكاء مرير:

_كيف حالٌك رائف؟ أخبرني كيف أصبحت؟ أسعيداً أنتَ بدوني ؟

أتشعٌر بألمي ومرارةٌ حلقي التي باتت تٌلازٌمني منذٌ إفتقادي لك ؟؟ 


أم أنك لاتبالي بحالي وما أويتٌ إليهْ ،انظر إلي رائف وتمعن بي جيداً،

لقد أصبحتٌ حٌطام إمرأه رائفي ، 

لقد أصبحت الحياةٌ بدونك قبرآ كبيراً بالنسبةِ لي حبيبي ، 

أنالا أشعر بوجداني رائف ، لاأشعر بالحياه  ،لقد رحلت وأخذت روحي ووجداني وقلبي معك فقيدي ، 

أنا أتألم رائف ،أنا حقاً أموتٌ بٌطئاً ،


مر عام علي رحيلك ولم أستطع تجاوز مِحنتي ،لم أستطع التأقلم علي الحياه بدونك عزيزٌ عيني ، 

لما هجرتني وتركتني وحيده رائف؟ 

لما لم تأخذني معك ؟ 

ألم تعدني بأنك لم تتركني مهما حدث ،أين وعدك يا رجٌل ؟ 

إشتقت إليك كثيراً، ، مر إسبوع علي أخر زياره لك بمنامي ،

أشتاقٌكَ حبيبي ، تعا إلي اليوم ، أريد رؤيتك،  إشتقتٌ بسمة وجهك ، إشتقك لنظرة عيناكَ الحنوْن ، 

أرجوك رائف تعا ،سأنتظرك اليوم حبيبي، أريد مجالستك ورؤية عيناك ساحرتي ♡


كان موجهاً بنظرهِ إليها بغيره وحسرةٍ تملئٌ قلبهْ،

يحادث حالهْ:

_كم أنت محظوظٍ رائف ، فحتي بعد مَماتٌك يا فتي مازالت جميلة الكون تعشقك وتفتقد وجودك .


نظر إليها بحنين :

_أنا هٌنا مليكه ،إنظري إلي، تفحصيني جميلتي، منذ عدة أشهر وأنا أحاول التقرب ولكنكِ لا تشعرين حتي بوجودي ! 

أحِبيني مليكه ♡

فقط فرصه أطلٌبها  ،فاعطني إياها 

وأٌصدٌقكي وعدآ لن تندمي ♡

♡سأجعل السعادةٌ دَاركْ  ،والكونِ مِقدارِك ،فقط أعطني الفرصه مليكتي وسترين ،

كيفَ سيكٌونٌ عِشقْ الياسين ؟ ♡ 


كانت تبكي وتنتحب مٌغمضة العينان، مٌستسلمهْ لألم قلبِها وأعتصاره  ،شعرت بيدٍ تربت علي كتِفها بحنان رفعت رأسها ونظرت بعيون حمراء ككؤوس الدمِ من كثرة بكائها،


وجدتهٌ أباها الحنون أمسكَ بيدها وأوقفها ثم نظر لها 

وتحدث:

_يلا يا حبيبتي  ،كفايه يا مليكه ، هتموتي نفسك يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه ده .


نظرت لهٌ وألم يعتسر قلبها ومازالت تبكي بمراره:

_مش قادره أستوعب إن خلاص حبيبي راح ومبقاش موجود يا بابا  ،هو أنا فعلا مش هشوفه تاني خلاص؟ 

وأرتمت داخل أحضانهٌ وهي تبكي بألم .


إقترب منها مٌحمد زوج نرمين وتحدث بتأثٌر لحالتها المزريه:

_إهدي يا مليكه وأطلبي له الرحمه ،هو أكيد في مكان أحسن حالياً  ،إنتي كده ممكن تتعبي . 


نظرت لهٌ نرمين بنظرات صاخبه كالرصاص إبتلع لٌعابهٌ رٌعبً وأبتعد قليلاً .


وقف شريف وأخذها من حضن أبيها وهو يحتضنها بحنان ويمسح علي ظهرها بحب وحنان الأخ . 


كٌل هذا تحت أنظار ذلكً المستشاط غضباً من إحتضان أبيها وأخاها لها 


حيث كان يٌحادث حاله:

كيف سمحتي لهما أن يحتضناكي هكذا ؟

أنا من لهٌ الحق بإحتوائك وتضميد جراحك حبيبتي  ،آه مليكه، أتعبني عشقك يا أمرأه،  كم عليا التحمل بعد !


وقف عز وتحدث بحزم وصوت يكسوهٌ الألم:

_يلا بينا يا حاجه ثريا، ،يلا بينا يا مليكه .


نظرت لهٌ ثريا وتحدثت بتألٌم:

_روحوا إنتوا يا سيادة اللوا وسيبوني مع حبيبي .


تحدث عز بحزم:

_كفايه كده يا حاجه ثريا ليكِ ساعتين بتعيطي ،صحتك يا حاجه، الضغط كده مٌمكن لاقدر الله يعلي عليكي تاني . 


ذهب إليها ياسين وجثي علي ركبته بجانبها ، 

قبل رأسها بحنان وتحدث:

_يلا يا أمي علشان أنس كده هيقلق عليكِ ، تلاقيه بيعيط وبيسأل عليكِ إنتِ ومليكه  ،إنتي عارفه هو مش متعود علي غيابكم إنتم الاتنين كده .


نظرت لهٌ بإنكسار وهزت رأسها بإيماء، أمسك يدها وأوقفها وأتجهَ بها هي ويٌسرا لسيارته وأجلسهما ،

في حين أخذ سالم إبنتهٌ وزوجته وذهبا بهما بطريقهٌ لفيلا رائف ،


وتحركوا جميعآ بإتجاه حي المغربي تاركين قبر فقيدهم وحيدآ ،فتلك هي الحقيقه الوحيده بحياتنا  ،الموت .


بعد مٌده من الوقت كان سالم جالساً بحديقة منزل عز بصحبة بعض رجال عائلة المغربي،  عز،  وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد ، 


نظر وليد إلي سالم وتحدثَ بجٌرأه:

_بعد إذن حضرتك يا سالم بيه أنا كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم جداً بالنسبة لي ،

وكنت هاجي لحضرتك النهارده البيت أتكلم معاك فيه ، لكن بما إن حضرتك موجود هنا ومشرفنا فأنا هتكلم قدام الكل علشان يهمني إنهم يعرفوا قراري ويكون عندهم علم بيه ،


نظر لهٌ الجميع بإستغراب سائلين حالهم ما هو ذاك الموضوع ؟


إلا ياسين الذي إبتسمَ بسماجه لمعرفتهٌ طلب وليد من سالم ، وكيف لا يفهم وهو ياسين المغربي رجل المخابرات الأول .


نظر لهٌ سالم بوجهٍ مٌبهم وتحدث مٌتسائلاً:

_خير يا أستاذ وليد  ،موضوع ايه ده إللي عاوزني فيه ،إتفضل قول أنا سامعك .


وليد .... 


تٌري ماالموضوع الذي يريد وليد أن يخبر بهِ سالم ؟ 

وما الذي فهمه ياسين من حديث ذلك الوليد ؟ 

كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الفصل القادم 

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل السابع

🦋 #الفصل_السابع🦋 


رمقهٌ عبدالرحمن بنظرات ناريه وتحدث بتحذير:

_وليد أظن لا ده وقت ولا مكان الكلام في الموضوع ده.


تحدث وليد بإنفعال:

_أومال أمتي وقته يا بابا، رائف وخلاص عدت السنويه بتاعته ،وأظن مليكه من حقها تعيش وتلاقي راجل ياخد باله منها هي و أولادها .


تحدث عز بوجهٍ مٌبهم :

_هو فيه أيه بالظبط يا وليد 

مٌمكن تفهمنا أيه سبب كلامك ده ؟


وجهَ وليد نظرهٌ إلي عمه وبكل جرأه تحدث:

_بعد إذن حضرتك يا عمي وبعد إذن حضرتك ياسالم بيه،أنا قررت أتجوز مليكه .


نظر لهٌ الجميع بذهول تام ،عدا ياسين الذي كان يعلم بطلبه قبل أن يتفوه بهِ بتلك الحماقه والتسرع . 


وضع ياسين يدهٌ علي ذقنهْ وبدأ يتلمسها بتسلي وبات يراقب الوضع وكأنه غير معني بالأمر ، 

في حين نظر عز إلي ياسين وتبادلا الإبتسامات الخفيفه والإيماءات .


نطق طارق بجنون موجهاً حديثهٌ إلي وليد :

_إنت أتجننت يا وليد ، إنتَ سامع إنتَ بتقول أيه !


ده إبن عمك لسه يدوب مكمل سنه النهارده، وأنتَ جاي عاوز تتجوز مراته ،ياأخي خلي عندك دم .


إنفعل وليد وأجاب طارق بغضب:

_أولاً ما اسمهاش مراته يا طارق ،إسمها أرملته ،

ثانياً بقي مش من حقك تقرر عنها ،أظن مليكه ليها أب يقدر هو وهي يقرروا أيه إللي ينفع وأيه ما ينفعش ،وكمان مليكه لسه صغيره وأكيد هتتجوز وتعيش حياتها ،فأظن أنا أولي من الغريب إني أربي ولاد إبن عمي .


تحدث عبدالرحمن مٌحرجً من سالم وعز وياسين:

_ايه يا أبني الكلام اللي إنتَ بتقوله ده !

إنتَ شايف إن ده الوقت المناسب للكلام في موضوع زي ده ، دا أحنا لسه راجعين حالاً من سنوية ابن عمك ،وبعدين جواز أيه اللي بتتكلم فيه ده، طب وبالنسبه لمراتك هتقول لها أيه ؟


كان وليد ينظر إلي ياسين ويشعر بالإنتصار عليه ، فهو يعلم أن ياسين يعشق مليكه ،نعم فقد أخذ وليد مؤخراً علي عاتقهِ مراقبة عينَ ياسين في حضرة مليكه، 

فتأكد من عشق ياسين لها وفضحتهٌ نظرة عينيهْ العاشقه .


نظر وليد بغضب إلي ياسين الموجه نظره له وعلي ثغره ِ إبتسامه واسعه مٌستفزه 


تحدث وليد بقوه :

_لو علي موضوع مراتي متحملش هم يابابا ،أنا هعرف أقنعها كويس جداً، وحتي لو ما اقتنعتش هطلقها ،


وأكملَ بنبرة باردة غير مسؤله :

_ أنا أساساً كنت عاوز أطلقها من أخر مره أتخانقنا فيها وسابت البيت ، لولا حضرتك وقتها إللي أصريت إني أرجعها علشان خاطر البنت .


نظر لهٌ ياسين بإبتسامه بارده وأخيراً نطق بعد صمتهِ المريب وتحدث بنبرة مٌستفزه:

_ملوش لزوم تعمل مشاكل مع مراتك علي الفاضي يا وليد الموضوع مٌنتهي أساساً .


نظر له وليد بوجه مٌبهم وتحدث بتساؤل:

_يعني ايه علي الفاضي دي، وتقصد أيه بالموضوع المٌنتهي ده يا ياسين ؟


أجابهٌ ياسين ببرود ونظرة إنتصار تكسو عيناه :

_يعني مليكه بالفعل مخطوبه . 


ثم مرر نظره إلي والدهٌ وبعدها أستقر نظرهِ علي سالم الذي نظر له بعدم إستيعاب لكلماته التي نطقها بغموض ،


وأكملَ ياسين بنبرة جاده:

_أقصد إني طلبت إيد مليكه من سالم بيه وده طبعاً بعد ما أخدت موافقة عز باشا ،واتفقنا إننا نأجل الإعلان عن الخطوبه لبعد سنوية إبن عمك وده طبعاً مراعةً لمشاعر مرات عمك وبنات عمك إللي سيادتك معملتش أي إعتبار لمشاعرهم .


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 


وعاد ياسين بذاكرتهِ لإسبوعين ماضيين 


فلاااااش بااااك 


إنتفضَ عز بوجهٍ غاضب قائلاً:

_إتجنن إللي إسمه سالم ده ولا أيه ،يعني أيه ياخد البنت وولادها من بيتها ؟


ثم نظر إلي ياسين وتحدثَ بإستفهام :

_إنت عرفت الكلام ده منين يا ياسين، متأكد يعني من صحته؟


أجابهٌ ياسين بنبرة صوت جاده:

_طارق هو إللي قال لي يا باشا، حضرتك عارف إن هو و شريف أصحاب وهو إللي حكي له علشان لما ييجو يتكلموا في الموضوع معانا طارق يبقي عنده خلفيه وميزعلش من شريف ،


وأكملَ مغتاظاً :

_ده كمان غير البيه إللي عامل لي فيها دنجوان وداخل خارج علي مليكه في البيت وبيرسم علي إنه يتجوزها .


نظر لهٌ عز وتحدث بتيهه:

_قصدك مين ؟ 


أجابهٌ ياسين بغضب:

_أقصد وليد عبدالرحمن ،مسألتش نفسك يا باشا من إمتي وليد كان بيدخل بيت عمه ولا حتي بيهتم بأي حد من العيله أساساً ؟

البيه طمعان في ورث مليكه وولادها، وقال لنفسه أما أتجوزها وأحط إيدي علي الكنز وأبقي أنا الكل فالكل ،


واكمل بإستحقار:

_تخيل ياباشا الواد الندل راح سأل في البنك علي رصيد مليكه والولاد ؟


نظر لهٌ بعدم إستيعاب وتحدث:

_يا نهاره إسود ! إتجنن ده ولا أيه ؟ 

وأكملَ بتساؤل:

_طب والعمل يا ياسين ؟


هنعمل أيه في الموضوع ده ،دي عمتك ثريا ممكن يجرا لها حاجه لو فعلاً سالم نفذ إللي في دماغه وأخد منها الولاد .


تحدث ياسين بتعقل:

_مفيش غير حل واحد يا باشا ،وهو إني أتجوز مليكه ،ووقتها هوقف الكل عند حده ، 

وليد هيكش ويدخل جحره من تاني، وسالم هيهدي ويطمن علي بنته ونخلص من تدخله في حياتها هي والولاد ،وبكده نكون خلصنا من الوَش ده كله وريحنا دماغنا .


نظر لوالدهٌ بترقب وتساءل:

_قولت إيه يا باشا ؟ 


نظر لهٌ عز بتمعن وتحدث بتساؤل:

_ومراتك وأمك هتعمل فيهم أيه يا ياسين ؟


أجابهٌ ياسين بهدوء:

_سيب الموضوع ده عليا ياباشا، المهم إن حضرتك معندكش مانع من حيث المبدأ .


أجابه عز بإبتسامه خبيثة :

_لا معنديش يا سيادة العقيد طالما ده هيريحك .


نظر ياسين بنصف عين لوالده وتحدث بنصف إبتسامه ونفي:

_يريحني أيه بس يا باشا ،أنا مجرد بحل مشكله مش أكتر 


قهقه عز وتحدثَ بمراوغه:

_وأنا قولت حاجه غير كده ، الله يقويك علي حل المشاكل يا حبيبي .


عوده إلي الوقت الحالي 


نظر لهٌ سالم بإستغراب فهو ولأول مره يستمع لهذا الحديث ، بادلهٌ ياسين بنظره تأكيداً علي جديه حديثه، 

فاطمئن سالم وأشار بعينه بموافقه ،وبرضي كامل، وكيف لهٌ أن يرفض عرضه وهو ياسين المغربي ! فهو حقاً نسبهٌ شرفٍ لأي عائله،

وبزواج إبنتهِ منهٌ سيطمئن قلبهِ عليها وللأبد ، فهو رجل بمعني الكلمه وسيحمي مليكه وطفليها من الطامعين .


أما وليد فالكل يعلم علم اليقين أن سبب طلبهِ هذا ،ماهو إلا طمع بثروة رائف وولديهِ، فهو جشع ولا يهتم سوي بأمر المال. 


هبَ وليد واقفً بغضب وتحدثَ بإنفعال موجهاً حديثهٌ إلي سالم مٌشككً بحديث ياسين:

_الكلام ده حصل يا سالم بيه؟


قاطعهٌ ياسين بنظرات غاضبه وصوتٍ حاد مٌرعب :

_إنتَ أتجننت يا وليد ! معناه ايه سؤالك ده ،إنتَ بتكذبني ؟


إبتلع وليد لعابهِ برعب من هيئة ياسين الغاضبه وأردفَ بلين:

_مقصدش طبعاً يا سيادة العقيد، ،أنا أقصد٠٠٠


وهنا قاطعهٌ سالم الذي قرر إنهاء ذلك الإشتباك الدائر قائلآ :

_أيوه الكلام ده حقيقي يا أستاذ وليد ،سيادة العقيد فعلاً طلب مني إيد مليكه وأنا وافقت .


تساءل وليد بخبث وهو ينظر إلي سالم:

_وياتري بقا مليكه موافقه علي كده ؟


أجابهٌ ياسين بنفاذ صبر:

_أظن ده شيئ ميخصكش يا وليد ،وياريت تقفل علي الموضوع ده نهائي ،ولا مش شايف عمتك ثريا وبنات عمك حالتهم عامله إزاي ،


وأكمل ناهياً الحديث بإنسحاب:

_بعد إذنكم أنا طالع أخد شاور وأنام شويه علشان كان عندي شغل بالليل ومنمتش ،


وأكمل ناظراً إلي سالم بإحترام وإستإذان:

_بعد إذن حضرتك يا سالم بيه ، البيت بيتك طبعاً .


هبَ سالم واقفً وتحدث بإنسحاب :

_أنا كمان هروح أخد المدام ونروح علشان نرتاح، اليوم كان طويل وصعب علي الجميع وأظن كلنا محتاجين للراحه .


إستأذن ورحل ثم نهض الجميع وذهبَ كٌلٍ علي منزلهْ 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بنفس التوقيت داخل منزل رائف 


كان الجميع يجلس بوجهٍ حزين ثريا ونرمين وزوجها وشريف ووالدته ويسرا ومليكه وطفليها 


كانت ثريا تجلس بحزن وهي محتضنه أنس الناظر لها بحب ومروان الجالس بجانبها ويسألها :

_نانا هو بابي مجاش معاكم ليه ؟


أدمعت عين مليكه الماكثه بأحضان سهير ، 

وتماسكت ثريا وتحدثت :

_بابي مسافر بعيد أوي يا حبيبي وللأسف مش هيعرف ييجي الوقت ، لكن هو بيبعت لك إنتَ وأنس الهدايا والشيكولا والحجات الحلوه الكتير أوي إللي بتوصل لكم .


كانت نرمين تنظر بحقد علي مليكه وكأن كل ماحدث لها لم يكفيها لتتوقف عن حقدها والكره الذي تكنهٌ لها بقلبها ، كانت تراقب زوجها وهو يختلس النظر من مليكه دون أن يلاحظ شريف وعيناه تنحدر علي منحنيات جسدها بكل وقاحه وحقاره .


دلف سالم من باب الفيلا بعد الإستئذان ،طلب من سٌهير أن تستعد لرحيلهم لمنزلهم وذهب إلي مليكه التي مازالت علي تلك الحاله من الحزن والألم وكأن لم يمر عام علي وفاة رائف، بل كانت البارحه .


أمسك يدها وأوقفها لتقابله ونظر لها بحب قائلاً:

_ إحنا ماشيين يا حبيبتي، ،مش عاوزه أي حاجه؟ 


هزت رأسها بنفي وتحدثت:

_عاوزه سلامتك يا بابا ،أبقوا طمنوني عليكم لما توصلوا البيت .

إحتضنها بحنان وأبتعد . 


أوشي شريف بأذن أباه:

_بابا إتكلمت مع سيادة اللوا بخصوص مليكه ؟ 


أجابهٌ سالم بهمس:

_مش وقته يا شريف نتكلم في البيت لما نروح .


إقترب منها شريف مٌحتضناً إياها وتحدث:

_خلي بالك علي نفسك يا مليكه ،ولو إحتاجتي أي حاجه في أي وقت إتصلي عليا فوراً وأنا هكون عندك في لحظتها .


إحتضنته وقالت بحب:

_ربنا يخليك ليا يا شريف ،خلي بالك من بابا وماما.


أردفت سٌهير بحنان:

_إطلعي يا حبيبتي خدي لك شاور وحاولي تنامي شويه ،شكلك تعبان أوي .


أمائت لها مليكه قائلة بهدوء :

_حاضر يا ماما.


وخرجوا واستأذنت مليكه وصعدت علي الفور بعد خروجهم تحت أنظار نرمين الغاضبه ، ومحمد العاشق ،أخذت حماماً دافئاً وغفت بثباتٍ عميق من شدة الإرهاق والدموع .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


ظهر اليوم التالي 


خرجت مليكه متوجهه إلي الحديقه وجدت يسرا وليالي وجيجي يجلسن ،يتبادلن الأحاديث و يتناولن الحلوي والعصائر 


إتجهت إليهم وتحدثت بوجهِ مٌنهك يبدو عليه الحٌزن:

_مساء الخير يا بنات . 


ردوا لها التحيه وجلست بجانبهن 


أتت إليها العامله وتحدثت بإحترام :

_تحبي أجيب لحضرتك الفطار هنا يا مدام مليكه ؟


نظرت إليها مليكه وأجابتها بنفي:

_لا يا مٌني مليش نفس ،ياريت بس مج نسكافيه باللبن بعد إذنك .


أمائت لها العامله بإحترام ودلفت لصنع النسكافيه 


نظرت ليالي إلي مليكه وتحدثت:

_عامله أيه النهارده يا مليكه ؟


تحدثت بنصف إبتسامه مٌنكسره :

_الحمدلله ياليالي ،أنا كويسه . 


تحدثت جيجي بأسي:

_ياريت متسبيش نفسك ترجعي تاني لمود الحزن ده يا مليكه ،حاولي تخرجي من حالتك دي علشان مروان وأنس، إحنا ما صدقنا الولاد نفسيتهم بدأت تتحسن بعد إهتمام بابا عز وياسين وطارق بيهم وخروجهم معاهم شخصيآ .


تحدثت ليالي تأكيداً على حديث جيجي:

_جيجي عندها حق يا مليكه، الولاد لو شافوكي رجعتي تاني للحزن ده ممكن يحصل لهم إنتكاسه ، 

بصي لنفسك النهاردة كده في المرايا، عيونك منفخه والحزن كأنه محفور علي ملامحك بعد ما كنتي بدأتي تهدي الفتره إللي فاتت


وأكملت أه مرجعتيش لطبيعتك الأولي، لكن كنتِ بتحاولي تخرجي من حزنك علشان نفسية ولادك .


تنهدت بألم وحسره ملئت عيناها وأردفت قائلة :

_صدقوني بجاهد نفسي وبحاول ،لكن بجد الموضوع صعب أوي ،فاهمه يعني أيه شريك حياتك إللي كنتي بتحبسي أنفاسك وهو بعيد عنك وأول ما تسمعي صوت عربيته وتعرفي إنه رجع من شغله يرجع لك النفس تاني وتشوفي الدنيا في نظرة عيونه ليكي،


وأكملت بألم وحسره:

_ده رائف يا جماعه مش أي راجل والسلام ،أنا لو حزنت عليه العمر كله مش هقدر أوفيه حقه ،ولاهعرف أعبر عن مدي حزني وفقداني ليه ولحبه ولحنانه، أنا حياتي بقت بارده وكئيبه أوي من بعده .


كانت تتحدث وهي تجاهد نزول دموع عيناها المتحجره داخل مقلتيها وهي تصرخ و تريد من يطلق لها العنان، ولكنها تجاهد وتمنعها حفظاً لكبريائها .


تحدثت يسرا بألم:

_والله يا ليالي كلنا بنجاهد نفسنا علشان الولاد ،كم من المرات إللي دخلت فيها علي ماما لاقيتها منهاره من العياط ، وهي بتموت حرفياً من شدة حزنها علي رائف وإشتياقها ليه .


أردفت جيجي قائلة بنبرة حزينه :

_ربنا يصبركم يا يسرا ،بصراحه رائف ميتعوضش وخسارتنا كلنا فيه حقيقي كبيره أوي .


تحدثت ليالي في محاوله منها لتغيير مجري ذاك الحديث المؤلم للجميع:

_مين فيكم شافت كولكشن الصيف السنة دي يا بنات ،شفته إمبارح علي النت حقيقي تحفه ، 

الألوان مبهجه جداً وكمان الموديلات حلوه أوي ،حجزت منهم كام قطعه كده عجبوني ،لما يوصلوا أكيد هتشفوهم ومتأكده إنكم هتنبهروا بيهم زيي تمام 


نظرت إليها مليكه وتحدثت بإبتسامه:

_مبروك عليكي يا ليالي ، تلبسيهم في الخير إن شاء الله .


دلفت أيسل إبنة ياسين من داخل البوابه الحديديه بإبتسامه وإشراقه وسحر فتاه في بداية أنوثتها، فقد تخطت الرابعة عشر من عمرها 

أيسل بإبتسامه:

_هاااي 


تحدثت إليها مليكه بإبتسامه ووجهِ بشوش:

_إزيك يا سيلا،وحشاني جدآ .


أجابتها أيسل بوجهِ سعيد:

_إنتِ كمان يا ليكه وحشاني كتيرررر أوي، لكن أنا زعلانه منك .


ردت مليكه بتساؤل متعجب :

_زعلانه مني أنا، ليه يا سيلا؟ وبعدين أنا أقدر بردوا أزعل برنسيس عيلة المغربي .


أجابتها أيسل وهي تمد شفتاها بدلال:

_أيوه قدرتي، كام مره طلبت منك ترجعي تعلميني الرسم من تاني زي زمان، وإنتِ طنشتيني خالص ولا كأني قولت لك أي حاجة .


تحدثت ليالي بضحك:

_كل الزعل ده علشان تتعلمي الرسم، طب ليه مقولتليش وأنا أجيب لك أفضل مدرسين هنا ويعلموكي .


أردفت أيسل قائلة برفض :

_لا يا مامي أنا حابه أتعلمه من مليكه، أصل حضرتك مشفتيش رسوماتها وجمالهم يا مامي يجننوا .


إبتسمت مليكه وهي تنظر إلي أيسل بحب وتحدثت :

_من عيوني يا سيلا إن شاء الله الأسبوع ده نرجع نتدرب تاني وأعلمك وتبقي أعظم من بيكاسو كمان . 


ضحكت أيسل ببرائه وسحر .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


وقت غروب اليوم التالي 


في منزل عبدالرحمن المجاور لمنزل رائف وعز 

كان وليد يجلس داخل حديقة منزله ينفث سيجارته بشراهه أتت إليه والدتهٌ وتحدثت 

راقيه بتهكم:

_وأنتَ هتفضل قاعدلي كده زي خيبتهم ؟ 


نفخ بضيق وتحدث:

_وعايزاني أعمل أيه إن شاء الله، ما خلاص قفلها ياسين بيه زي الدٌومنه .


تحدثت راقيه بخبث:

_لسه متقفلتش ولا حاجة ،الحل عند مليكه ،روح لها وافتح الموضوع وأقلب الدنيا علي دماغ ياسين، حسسها إن قلبك علي مصلحتها هي وولادها، دي في النهايه ست يعني بكلمتين هتاكل عقلها وتبلفها ،


وأكملت بإبتسامة ساخره:

_وبعدين إطمن، أنا متأكده إن منال وبنت أخوها لايمكن يسمحوا إن ده يحصل أبداً ، 

منال ست قويه ومفتريه ، وإللي ماقبلتهوش علي نفسها ومنعته من إنه يحصل زمان، أكيد مش هتيجي وتقبله علي بنت أخوها الوقت .


إنفرجت أسارير وليد وتحدث ببلاهه وجشع:

_تفتكري كده ؟


أجابتهٌ راقيه بتأكيد :

_أكيد ، وبعدين لازم تحاول يا وليد الموضوع بجد يستاهل ،ده مال سايب وملوش أصحاب، كلهم ولايا والعيال لسه صغيرين ،


وأكملت بلؤم:

_ وإنت لاسمح الله مش هتأذيهم في حاجه بالعكس دانت هتتجوزها وتحافظ لها هي وولادها علي فلوسهم وتحميها من أي حد طمعان فيها ،


وأكملت بتمني _

_وواحده واحده لما ثريا ويسرا يطمنولك هتلاقي نفسك حاطط إيدك علي مغارة علي بابا كلها، وساعتها بقا هتبقي أعلي من ياسين وطارق إللي الكل طالع لي بيهم السما 


وأكملت بتمني وجشع ظهر علي ملامحها:

_يااااااا لو ده إتحقق يا وليد تبقي أبواب السما اتفتحت لنا والروس إتساوت، 


وتبقي رفعت لي راسي وعملت لي قيمه قدامهم كلهم بدل أبوك إللي وكسنا معاه وراح بهدل فلوسه وخسرها علي مشاريع خايبه وهبله زيه .


أجابها وليد بعيون سعيده :

_إن شاء الله هيحصل يا ماما ،أنا شويه كده وهروح لعمتي ثريا ومليكه وأتكلم معاهم في الموضوع وأوعدك مش هخرج من عندهم غير وهما موافقين .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


مساءً 


في فيلا رائف تجلس مليكه فوق الأريكه تقرأ قصه لطفليها لتسليتهم ،وتجلس بجانبها ثريا ويسرا يستمعان أيضاً ويداعبان الطفلان في جو أسري دافئ


خرجت عليهم عَليه من داخل المطبخ تخبرهم:

_ست ثريا عصام بتاع الأمن اتصل وبيبلغ حضرتك إن وليد بيه بره وبيستأذن للدخول 


أخذت ثريا حجابها من جانبها وأحكمتهٌ علي رأسها ،

أما يسرا دلفت لغرفتها لإرتداء ملابس محتشمه تليق بحجابها فقد كانت ثريا ومليكه ويسرا هم الثلاثه المحجبات فقط من العائله أما باقي نساء عائلة المغربي يتحررن بلباسهنَ ولن يلتزمن بالثياب الشرعيه الواجبه علي المسلمه


هبت مليكه مٌستأذنه:

_بعد إذنك يا ماما أنا هاخد الولاد وأطلع أكمل لهم الحكايه فوق .


وافقت ثريا بتفهم لعلمها عدم رغبة مليكه بالجلوس مع وليد ولعدم إرتياحها له:

_براحتك يا حبيبتي، ،لكن إبقي نزلي لي أنس علشان ينام معايا .


أمائت لها بالموافقه وصعدت بصحبة طفليها للأعلي وهاتفت عَليه حارس المنزل بالسماح إلي وليد بالدخول .


دلف وليد وعلي ثغرهِ إبتسامه سمجه وتحدث:

_مساء الخير يا عمتي، أخبارك ايه ؟


أجابتهٌ ثريا بوجهٍ بشوش:

_أهلا يا وليد ،إتفضل يا حبيبي .


نظر وليد إلي يسرا:

_ازيك يا يسرا، أخبارك ايه ؟


ردت عليه يسرا بإبتسامة شكر:

الحمدلله يا وليد أنا كويسه .


نظر حولهٌ مٌستطلعًا المكان وتساءل بفضول:

_أمال فين مليكه ؟ 


تحدثت ثريا بإستغراب من سؤاله:

_مليكه فوق مع ولادها بتنيمهم .


تحدثَ وليد :

_طب لو سمحتي يا عمتي أنا كنت عاوزكم في موضوع مهم ولازم مليكه تكون موجوده ،فبعد إذنك تبعتي تندهي لها . 


تبادلت ثريا ويسرا نظرات الإستغراب بينهما من حديث وليد


وتحدثت ثريا:

_خير يا ابني ، موضوع إيه ده إللي عايزنا كلنا كده فيه ؟ 


أجابها وليد بإبتسامتهٌ السمجه:

_لما مليكه تنزل يا عمتي هتعرفي .


إستسلمت ثريا له وأبلغت الفتاه المساعده لعَليه لتبلغ مليكه بالهبوط للأسفل وبالفعل وافقت .


بعد مده نزلت مليكه الدرج، أسرعَ وليد بالوقوف لإستقبال مليكه ، ولكنها تحاشتهٌ وحولت بصرها إلي ثريا حتي لا تعطهِ الفرصه ليصافحها، فهي لا تتقبله ودائماً ما يراودها شعور بعدم الإرتياح في حَضرتهْ


جلست مليكه بجانب ثريا ثم نظرت إلي وليد الذي مازال واقفآ بإحراج وتحدثت :

_خير يا أستاذ وليد ، بلغوني إن حضرتك عاوزني في موضوع مهم إتفضل أنا سمعاك .


جلس وليد وحدث حاله ، لما تلك المعامله أيتها الجميله ؟ماعليكي عزيزتي ،لم أحزن حالي الآن سأنتظر حتي أنول مقصدي، وهو أنتي أيتها الحسناء وفوقك ثروة رائف وأبنائه الطائله !


تحدث وليد بمداعبه وأبتسامه سمجه:

_طب الأول طمنيني عليكِ يا مليكه، وبعدين أتكلم . 


تحدثت ثريا بنفاذ صبر:

_خير يا ابني فيه ايه قلقتنا؟


تحدث وليد بجديه:

_بصي يا عمتي أنا طول عمري راجل دٌغري ومليش في اللوع والمراوغه، علشان كده هدخل في الموضوع علي طول


أنا فكرت مع نفسي في أمر مليكه وولادها وحضرتك وشفت إن مينفعش حضرتك ومليكه ويسرا تقعدوا لوحدكم في الفيلا الطويله العريضه دي من غير راجل يحميكم ويشوف مصالحكم ،


واكمل بتشكيك:

_وحضرتك عارفه إن المال السايب بيعلم السرقه ،ومينفعش خالص تسيبوا نصيبكم في الشركه كده لطارق من غير ما تديروه بنفسكم .


نظرت لهٌ ثريا بإستغراب وتحدثت بحده:

_ايه يا وليد الكلام إللي بتقوله ده ! طارق يتآمن علي الدهب ،ومش هو أبداً إللي يتشكك في ذمته ، ده طارق عز المغربي يا وليد .


أجابها وليد بإرتباك من حدة حديثها :

_أه طبعآ يا عمتي، أنا مقصدش إللي حضرتك فهمتيه ،أنا أقصد إن المال لازم له حد يحميه وياخد باله منه ، وإلا النفوس كده ممكن تتغير .


تحدثت مليكه هي الأخري بنفاذ صبر:

_ياريت يا أستاذ وليد تدخل في الموضوع علي طول وبلاش المقدمات الطويله دي ،أنا سايبه ولادي مع الناني لوحدهم فوق وعاوزه ألحقهم قبل ماينامو.


أجابها وليد بإبتسامه بارده:

_حاضر يا مليكه أنا بصراحه كده قررت أكون راجلكم وسندكم و طلبت إيدك من بباكي ،لكن للأسف الأستاذ ياسين كالعاده مش عاوز يدي لحد فرصه يعمل حاجه كويسه، غروره دايماً بيصور له إن مفيش راجل يقدر يتحمل المسؤليه غيره ،

بباكي كان هيوافق لولا ياسين قال قدام إللي موجودين كلهم إنه طلبك من بباكي 


وللأسف عمي عز موافقه علي كده وبباكي كمان وافق ،فأنا بصراحه شايف إن ياسين مش مناسب ليكي خالص ،ده راجل عدي ال 40 سنه ، 

يعني أكبر منك علي الاقل ب 12 سنه ،


وأكملَ بتفاخر :

_لكن أنا راجل في عز شبابي عندي 33 سنه، وأظن إني زوج مناسب جداً ليكي، أنا قولت أجي لك إنتِ ومٌتأكد إنك هتختاري الراجل الصح .


كانت تستمع له بذهول وقلبٍ مفتور وهي تٌحادث حالها :

_ماذا تهذي أيها المعتوه ؟أواعٍ أنت لما تنطق به شِفاكَ، أجننت !


أحقاً تطلب مني أن أدخلك حياتي بديلاً عن رائف، أجننت يا رجل!


أما ثريا كانت تتحسر علي صغيرها وأطفاله وزوجته التي يريد هذا الطامع نهب ثرواتهم دون خجل .


ويسرا التي كانت تستمع له والدموع تحجرت بعيناها وقلبها الذي ينزفٌ دمً علي عزيز عيناها ، أخاها الغالي .


وأخيراً إنتفضت مليكه من جلستها ووقفت بغضب قائله :

_إنت أتجننت ! إنت سامع نفسك بتقول أيه؟ 

إنتَ إزاي جات لك الجرأه تفاتحني في موضوع زي ده ،تفتكر إني ممكن أوافق أدخل أي راجل لحياتي تاني من بعد ما كنت متجوزه سيدهم .


نهض وليد وتحدث ببرود:

_إهدي يا مليكه وفكري بالعقل .


إنتفضت يسرا هي الأخري من جلستها وتحدثت بدموع:

_عقل ! هو أنت خليت فيها عقل ، بقا تبقي سنوية أخويا لسه إمبارح وإحنا قلبنا محروق عليه ، وسيادتك جاي إنهاردة تتكلم في جوازك من مراته !


تحدث وليد مهدئًا الوضع:

_يا جماعه إهدوا وفكروا، أنا قولت أجي أقول لكم علشان تبقوا في الصوره قبل ما ياسين يلعب لعبته ويجيب سالم بيه ومليكه تلاقي نفسها متجوزه ياسين غصب عنها،

لو مليكه وافقت بجوازنا كده نبقا إحنا إللي فاجأنا ياسين مش هو .


نظرت لهٌ مليكه بإشمئزاز وتحدثت:

_لا ده أنت فعلاً مش طبيعي ، إنت مين أصلاً علشان تتجرأ وتطلب مني طلب زي ده ؟


وأكملت بعدم تصديق:

_وعلي فكره بقا، أنا مش مصدقه ولا كلمه من إللي إنتَ قولتها دي ،أبيه ياسين لا يمكن يفكر بالطريقه الرخيصه دي ،ده كان روحه في رائف ، وهو عارف ومتأكد إني مستحيل أفكر أتجوز بعد رائف .


أجابها بنبرة واثقه:

_طب ما تسألي سالم بيه وساعتها هتعرفي إني بقول لك الحقيقه فعلاً.


وأخيرآ ثريا قررت أن تخرج من صمتها وتحدثت بحزن:

_مكنش ليه لزوم تفتح الموضوع في الوقت ده يا وليد ،علي الأقل كنت احترمت حزننا علي رائف وصبرت كمان إسبوع ،وأظن ياسين إمبارح نهي الكلام معاك في الموضوع ده هو وسالم بيه وعمك عز .


نظرت لها مليكه بتساؤل وحيره:

_معناه أيه كلام حضرتك ده يا ماما، أفهم منه أيه جاوبيني أرجوكي .


أجابتها ثريا بضعف وأنكسار وقلبٍ مفتور:

_مش وقته الكلام ده يا مليكه ،بعدين هبقي أقول لك .


نطقت يسرا بتساؤل ناظره إلي ثريا:

_أفهم من كلامك إن إللي قاله وليد ده حقيقي يا ماما ،هو فعلاً ياسين طلب إيد مليكه من بباها ؟


صاح وليد بتهليل:

_علشان تعرفوا إن كلامي حقيقي، وأهي كمان عمتي ثريا طلع عندها علم بالموضوع .


هزت مليكه رأسها بحزن وإنكار :

_أنا أكيد بحلم ماهو مش طبيعي إن إللي أنا بسمعه ده يكون حقيقي !

أخر حد ممكن أتخيل إنه يعمل كده هو أبيه ياسين ،لا والأفظع من كده إن حضرتك تبقي عارفه الموضوع وساكته ،


ثم نظرت لها بإستجواب قائله بنبرة ساخره:

_وياتري بقا حضرتك إنتِ كمان موافقه علي جوازي من ياسين بيه ولا لسه بتفكري ؟ 


هٌنا إنفجرت دموع ثريا ولم تعٌد لديها القدرة علي تمالك حالها أكثر وتحدثت بتألٌم:

_حرام عليكم ، ارحموني ، أنا أم فقدت أعز ما ليها في الدنيا ولسه قلبي بينزف عليه ومطلوب مني أفكر وأقرر في أكتر حاجه ممكن تدبحني ، 

محطوطه بين سلاح ذو حدين ،يا إما أوافق إن راجل تاني غير إبني يتجوز حبيبته إللي كان بيعشقها وأشوفها بعيني في حضن راجل غيره ،

يا إما بباكي ياخدك وياخد ولاد رائف من حضني وتروحوا تعيشوا معاه في بيته وأنا أموت هنا بالبطئ كل يوم ألف مره من غير أنس ومروان ، 


وصرخت إرحموني بقا محدش فيكم حاسس بالنار إللي بتحرق في قلبي 

كلكم بتتغطوا علي جرحي وهو بينزف من غير رحمه ،

ناسيين إني لولا عندي إيمان بربنا ويقين برحمته ،كان زماني ميته وراه أو مرميه في مستشفي أمراض نفسيه !


وأكملت بصوتٍ حزين وضعيف:

-أنا محدش مصبرني علي مصيبتي غير أنس ومروان ووجودهم في حضني هو إللي بيعوضني عن الغالي وبشوفه في عيونهم وبشم ريحته فيهم ،وعلشان كده ممكن أعمل أي حاجه علشان ميبعدوش عن حضني .


ثم نظرت إلي مليكه وتحدثت بمراره وضعف:

_شفتي يا ست مليكه الموضوع سهل بالنسبة لي إزاي ؟


جرت عليها يسرا وجلست بجوارها تربت علي كتفها:

_إهدي يا ماما من فضلك صحتك يا حبيبتي، كده السكر مٌمكن يرتفع تاني .


كانت مليكه تنظر لها والدموع تهبط علي وجنتيها وهي تضع يدها علي فمها وتهز رأسها بمراره 


تحدث وليد أخيراً:

_إهدي يا عمتي من فضلك .


نظرت له مليكه بغل وكأنها إستفاقت علي وجوده الغير مرحب به وتحدثت بنبرة جامدة :

_من فضلك يا أستاذ وليد إتفضل الوقت أظن حضرتك شايف الوضع وإن مينفعش تكون موجود في وضع زي ده .


أجابها وليد بتبجح وسماجة :

_أنا قاعد علشان لو إحتاجتوا حاجه ، أو لاقدر الله عمتي تعبت، وبعدين أنا لسه مسمعتش ردك على طلبي .


نظرت لهٌ مليكه بإشمئزاز وأردفت قائلة بقوة:

_طلبك مرفوض وبالثٌلث كمان ،أنا مبفكرش في الجواز نهائي ، وياريت بقا تروح تهتم بمراتك وبنتك أظن هما أولي بإهتمامك ده مش إحنا .


إستمع منها لتلك الكلمات اللازعه ونظر لها بحقد وتحدث:

_أنا همشي الوقت ، بس ياريت تفكري بهدوء في الموضوع وتراجعي نفسك قبل ماترجعي تندمي .


وذهب للخارج وترك خلفه ثلاث قلوب محترقه تنزف دمًا نظرت لهما مليكه وصعدت لأعلي بدون حديث .


وأسندت يٌسرا والدتها وأدخلتها غرفتها لتستريح .

بعد مده أرسلت أنس للأسفل ليغفو داخل أحضان جدتهٍ الحنون ،وأدخلت مروان داخل تختهِ في غرفتهٍِ ودثرته بالغطاء المحكم وأطمئنت عليه ،


وذهبت لغرفتها توضأت وصلت قيام الليل وناجت ربها أن يرزقها الصواب ويفعل لها الخير هي وطفليها اليتيمان .


خرجت بالشرفه لتنظر للسماء كعادتها وتشتكي هما إلي ربها كانت سارحه تناجي ربها وتطلب العون منه في ما هو أت ،


لم تشعر بذلكَ المراقب لها ،الثائر المشاعر، الناظر عليها بهيام وكأنهٌ بخروجها للشرفه قد أعادت له الروح ووجد ضالته ، 

فقد تعودَ كل ليله يقف بشرفتهِ يراقب خروجها ليٌسعد عيناهٌ برؤيتها وتكون أخر ما رأته عيناه قبل أن يغلقهما ويغفي للإستمتاع بأحلامهِ الورديه المٌنتظره .


لاحظ بكائها فانفطر قلبه وأرتعب عليها، ولولا تأخر الوقت لكان ذهبَ إليهم ليطمئن عليها ،

بعد مده نظرت حولها بإستطلاع المكان،. لمحتهٌ وكأنهٌ يقصدها هي ، كان موجهً بصرهِ وجسده لوقفتها نظرت له بغضب ولم تبعث لهٌ بإشاراتها المبتسمه كعادتها، دلفت للداخل سريعً كمن لدغها عقرب


نظر في طيفها بشرود وأستغراب وحدث حاله:

_ماذا حدث مليكه ؟ 

لما تلك النظره الغاضبه! ماذا فعلتٌ لكي أغضبكي هكذا ؟


فكر وفكر بعقل مخابراتي لم يجد سوي أن تكن قد علمت بتقدمه بطلبه للزواج منها 


دلف للداخل بشرود تمدد علي سريرة بجوار الجالسه المٌمسكه بيدها جهاز اللاب توب تتصفح عليه بإهتمام غير مباليه بذلك الولهان الممدد بجانبها .


تحدث ياسين بشرود:

_ليالي من فضلك إقفلي النور عاوز أنام . 


نظرت له بحب وتحدثت:

_حاضر يا حبيبي أنا هخرج أقعد بره في الرسيبشن علشان لسه مش جاي لي نوم


ووضعت قبله علي وجنتهِ قائلة :

_تصبح على خير يا ياسين .


أجابها ياسين بتنهيده شقت صدره:

_وإنتي من أهله ياليالي .


بعد خروجها أخذ نفسً عميقً وأخرجهٌ بألم فهو أيضاً حزين لأجلها هي الأخري ،كيف له أن يذهب إليها ويخبرها بكل بساطه أنه قرر أن يأتي بإمرأه أخري لتشاركها به !

الأمر حقآ صعبٍ ومؤلم، ولكنه سيتصدي لكل الصِعابْ ويتخطاها

لأجل الوصول لقلب وعيون مليكه ♡

الذي أصبح عشقها يسري بوريده كسريان الدمِ في الشٌريان .♡ 

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الثامن

🦋 #الفصل_الثامن 🦋


في الصباح 

إستفاقت مليكة من نومها بوجهٍ عابس ومزاجِ سيئ،وذلك لعدم راحتها بالنوم ولكثرة غضبها وإنشغال بالها بما إستمعت إليهِ من هذا الوليد


أمسكت هاتفها بغضب وضغطت علي زر الإتصال

أتاها صوت أبيها حدثتهٌ بحزن للإستفسار منهٌ إذا كان حقا ياسين قد طلب يدها منه، فأخبرها أباها أنه بعد قليل سيأتي إليها بصحبة والدتها للتحدث معها بتلك الأمر وتفسيره لها .


أغلق سالم معها وهاتف ياسين وأخبرهٌ بما حدث،وأخبره أن وليد قد قص علي مليكة وثريا ما حدث بالأمس ، وطلب منهٌ المجيئ إلي منزل رائف ليجتمعوا ويفسروا الموقف برمته إلي مليكة ويضعوا النقاط علي الحروف بما أنها علمت .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في منزل نرمين تجلس بجانب زوجها وهو يحتسي قهوة الصباح 


نظر لها مٌحمد بتوتر وتحدثَ علي إستحياء:

_بقول لك إيه يا حبيبتي، ايه رأيك نروح نتغدي عند مامتك إنهاردة ونقضي معاها طول اليوم وبالمرة تفرح بوجود "علي" معاها، بصراحة حالتها كانت تقطع القلب يوم السنوية ومن وقتها وأنا عاوز أروح أطمن عليها .


كانت ترمقهٌ بنظرات ثاقبة لعلمها ما يدور بداخل مٌخيلتهْ المريضة ،فهي تعلم علم اليقين أنهٌ يشتاق غريمتها وبغيضة عيناها 

ولكنها تكتم غيظها داخلها ولا تستطيع البوح لهٌ بما تعلمه 


أجابته بحدة بالغه :

_ملوش داعي يا محمد وما تشغلش بالك بماما وأطمن أنا بكلمها كل يوم وبطمن عليها في التليفون .


نظر لها فهو يعرف سبب رفضها جيداً وأنها تغار من وجوده في حضرة مليكه فتحدث بلؤم :

_هو فيه أيه يا نرمين ، إنتِ ليه مٌعتبراني واحد غريب عن أهلك ودايماً حاطه بينا حيطه سد؟


_وأكمل مٌستفزاً لعاطفتها المفروض إن بعد رائف الله يرحمه ما أتوفي أكون أنا بديل ليه عند مامتك وأروح دايماً أطمن عليها وأشوف طلباتها، مش الأصول بتقول كده ولا أيه ؟


أجابتهٌ بإبتسامه ساخره وأردفت قائلة بنبرة متهكمة :

_طالما جبت سيرة الأصول يا محمد فاحب أقول لك إن الأصول بتقول إنك مينفعش تدخل بيت فيه واحده أرمله ولسه في عز شبابها، 


وكمان الأصول بتقول إن الأولي بخدمة ماما هو ياسين وطارق ولاد عمي إللي ماما مربياهم في بيتها ويعتبروا أولادها ،


_وأكملت بنظرة ثاقبه هي دي الأصول الصح يا محمد إللي أتربينا عليها ولازم نمشي عليها 


وقف هو وتنحنح قائلاً بنبرة غاضبة :

_إنتي حٌره أنا كان قصدي شكلك يبقي كويس قدام مامتك لما جوزك يبقي مهتم بيها ،لكن طالما ده بيزعلك فانتي حره ،


وأمسك حقيبة عملة وتحدث بضيق سلااااام .


نفخت بضيق بعد خروجه وحدثت حالها بغل وقلبٍ حاقد :

_مليكه ، مليكه ،متي ستتركيني وشأني أيتها اللعينه ،لما تقفزين أمامي بين الحينَ والأخر كشبحٍ لعين ؟

متي سأتخلص من ظِلك الذي يلازمني ويؤرق علي حياتي وراحتي أينما ذهبت؟ 


_وأكملت بنبرة حقودة أكرهك مليكه ،أكرهك ولو بيدي الأمر لخفيت ظِلك من الوجود بأكمله ،أذاقكِ الله مراً فوق مرك وألاماً فوق ألامك وحزناً وحرماناً حتي أشفي غليلي ناحيتك أيتها الحقيره !


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل فيلا رائف 


بعد مده من الوقت، كان سالم وسٌهير وشريف وثريا ويسرا ومليكه مٌجتمعين ويتحدثون سويا


مليكه وهي تنظر بذهول إلي والدها وتتحدث بنبرة حزينة مذهوله:

_يعني أفهم من كلام حضرتك إنك موافق يا بابا ؟


أردف سالم قائلاً وهو يحاول تبرير موقفهٌ لإبنتهِ:

_يا مليكه إفهميني أنا أب ومن حقي أطمن علي بنتي وولادها من حقي أشوفها في حمي راجل يصونها ويحافظ عليها هي وأولادها .


أجابتهٌ مليكه بنبرة حزينة وعيون مٌتألمه:

_إنتَ وشريف رجالتي يا بابا وبكره ولادي يكبروا ويبقوا سندي وحمايتي .


نظر لها سالم وتنهد بألم وتحدث بتعقل:

_يا مليكه إفهمي يا حبيبتي ما ينفعش قعدتك هنا من غير جواز إنتي في وسط عيله غريبه ومش من الطبيعي إني أسيبك هنا ورجالة عيلة المغربي طالعين داخلين في البيت بحكم إنه بيتهم 


_ وأكمل مٌبرراً وأنا طبعاً مليش الحق ومقدرش أمنع حد يدخل ،لكن كمان مش هقبل إنك تقعدي هنا لوحدك .


تحدثت سٌهير وهي تحاول إقناعها:

_يا حبيبتي محدش بيسيب حد في حاله ده أنا من شهر بالظبط منيره جارتي بتقول لي هو سالم بيه سايب مليكه قاعده ليه هناك لحد الوقت،

قالت لي إنه ميصحش قعدتها هناك وخصوصاً إنك لسه صغيره .


كانت ثريا تستمع لهم بوجهٍ حزين وقلبٍ مٌحطم علي ولدها الراحل ،وحٌزن زوجتهِ وشتاتها، وشعرت بعجزها وتكتٌف أيديها أمام تلك المشكله .


أجابتهم مليكه بقوه ورفضٍ قاطع :

_لكن أنا بقا مستحيل أتجوز بعد رائف،إنتوا متخيلين إنتوا بتطلبوا مني أيه ؟ 


وأكملت بإستنكار واستغراب:

- أنا أكيد بحلم مش مصدقاكم والله !


تحدث سالم بتعقل مٌحاولاً إقناعها :

_يا بنتي أنا من حقي إني أطمن عليكي ،وبعدين ياسين راجل محترم ، وأنا واثق إنه هيحافظ عليكي إنتي وأولادك ،وواثق إنك هتعرفي مع الوقت إني إختارت لك الصح ،وإحتمال تٌشكريني كمان . 


كان ياسين قد وصل لباب الفيلا الداخلي هو وعز ولكنهما توقفا فجأه عندما شاهدوا هجوم مليكه علي ياسين بالكلمات .


تحدثت مليكه بحده وعيون ثاقبه كعيون الصقر :

_ ياسين مين ده كمان إللي بتتكلم عنه يا بابا 

تفتكر إني مٌمكن أبص له ولا حتي أتقبل فكرة إني أبقا مراته في يوم من الأيام !


_ وأكملت بإحتقار ،ثم إزاي البيه المحترم يفكر فيا بالشكل ده المفروض إن رائف كان زي أخوه ،خلاص نسيه بالسهوله دي ،أيه النداله إللي هو فيها دي،،

ده أنا نفسي بقول له يا أبيه، ده غير إن عمري في حياتي ماشفته غير إنه أخويا الكبير وبس،إتجنن ده ولا أيه !


تحجرت عيناي ياسين وهو يري مليكةٌ قلبِهْ ،ملاكهٌ البرئ ،عشقهٌ المنتظر قد هاجت وتهكمت عليه ووصمتهٌ بأبشع الصفات ،إبتلع غصةٍ في قلبه ونظر لوالده بقوه وأكملا طريقهما ودلف للداخل مع والدهٍ.


تحدث ياسين بثقه وصوتٍ قوي كلهٌ رجوله جعلتهم جميعاً يستشعرون وجودهْ وينظرون لهٌ بصدمه:

_ومين قال لك إني طلبت أتجوزك علشان شخصك يا مليكه ؟


كانت تقف وقلبها يغلي غضبً ،حتي إستمعت لصوتهِ القوي الذي يحمل بين طياتهِ غضبً مكتوم،


أغمضت عيناها بخجل فهي حقاً تحترم ياسين ولهٌ قدراً كبيراً من الإحترام والمعزه داخل قلبها

وأخر ما تمنتهٌ هو أن يستمع لتلكَ الكلمات اللازعه التي تفوهت بها بغضب،ولكن فليكن، هو الذي وضع حاله بتلك الزاويه فليتحمل إذا 


إلتفتت بجسدها له ونظرت له بقوه وتحدثت بنبرة تهكمية :

_ أمال حضرتك عاوز تتجوزني ليه يا سيادة العقيد ؟


إلتقت عيناها بعيناه،كانت تنظٌر داخل عيناه بغضب ، إبتلع غصتهٌ من تلك النظره وشعر بحسرةٍ داخل قلبه،


ولكنه تماسك وظهر بثبات وتحدث بقوة:

_ علشان ولاد رائف يتربوا في بيته وفي عزه ،وعلشان عمتي ثريا متحزنش ولا قلبها يتوجع علي أنس ومروان ، 

وعلشان يسرا متحسش بالعجز قدام إشتياق أمها لأولاد أخوها وهي مش قادره تعمل لها حاجه ،


وعلشان رائف نفسه يكون مرتاح ومطمن علي ولاده .


نظرت له بسخريه وتحدثت بتهكم صريح:

_لا والله ده علي كده حضرتك طِلعت مٌضحِي كبير أوي يا ياسين بيه طب وياتري بقا مفكرتش ايه هيكون ردة فعلي علي طلبك النبيل ده ؟


وبعدين مين إللي قال لحضرتك أصلاً إني هسيب بيت جوزي وأروح لأي مكان تاني،


وأكملت بنبرة قويه:

_أنا عشت هنا مع رائف وهعيش وأكمل حياتي أنا وولادي في بيته، ومش محتاجه لحد يقف جنبي علشان أكمل ،يعني ياريت حضرتك توفر نٌبل أخلاقك ده لأني ببساطه مش محتجاه .


تحدث سالم بحده وقوه:

_أنا إللي قولت يا مليكه ،ماهو أنا مش هبقا عايش في مكان وسايب بنتي وولادها في مكان تاني ،

وطبعا رجالة عيلة المغربي من حقهم يدخلوا الليل قبل النهار لبيت إبنهم وعلشان يطمنوا علي ثريا هانم وولاد إبنهم الله يرحمه، ومليش أصلا إني أتدخل وأقول محدش يدخل، 


لكن إللي أملكه إني أخدك تعيشي في بيتي علشان أكون مرتاح وأمنع كلام الناس عليكي الناس يا بنتي مبيسبوش حد في حاله .


وأخيراً تحدث عز موجهاً حديثه إلي مليكه قائلآ بحكمة :

_فكري بعقلك يا بنتي تعالي كده نفسر الموضوع مع بعض بعقل، 

_ واسترسلَ حديثهٌ وهو يٌشير إلي سالم بيده باباكي وعاوز ياخدك إنتي وولادك علشان تعيشوا معاه وده حقه طبعاً منقدرش نلومه في إنه يخاف عليكي ،


_ وأكمل ناظراً إلي ثريا ، وثريا عمرها ماهتقدر تبعد عن ولاد رائف ولو ليوم واحد، 

وإلا كده نبقا بنحكم عليها بالموت البطئ ، 

وفي نفس الوقت متزعليش مني مش عيلة المغربي إللي هيسيبوا لحمهم وولاد أغلي شبابهم يتربوا بعيد عن حضننا وخيرنا،

يعني من الأخر كده إنتِ بتخلقي بأديكي عداوه و حرب بينا وبين باباكي إللي طول عمره صديق محترم ومخلص لينا،


_ ثم أكمل حديثه بثقه ،صدقيني يا بنتي مفيش حل غير إنك توافقي علي جوازك من ياسين وكده هتكوني ريحتي الكل .


تحدثت بحزن وألم يعتصر قلبها :

_إلا أنا يا عمو هكون ريحت الكل ووجعت قلبي ،حضرتك فكرت في راحة الكل وإزاي ترضيهم ،لكن لغيت وجودي من حسباتك، أنا فين راحتي من كل ده يا عز بيه ؟ 


فين ألمي وإحساسي بالموت البطيئ وأنا إسمي بيرتبط بإسم راجل غير رائف ؟


كان يستمع لها وجسدهٌ بالكامل مٌتشنج من حديثها المؤلم لقلبه،كانت تنطق بكلماتها ولا تبالي بالحاضر أمامها ويتألم من داخلهِ بصمت .


نظر لها بألم وحدث حاله ،ألهذا الحد لم تبالي بي وبوجودي مليكهََ! كٌنتٌ أظن أن لي بقلبك مكان ، 

كم أنت أحمق يا فتي، ما الذي كٌنت تظنهٌ أيها الأحمق؟

أكٌنت تظنها ستأتي إليكَ مهرولةً فاتحه ذراعيها تحتضن عرضك السخيف بالنسبةِ لها ،أم ظننتٌ أنها تٌبادلك شعورك الغبي ذاك 


تحدثت يسرا مترجيه سالم بدموع مٌمِيته:

_حضرتك يا سالم بيه إللي في أيدك حل المعضله دي ،أرجوك شيل من دماغك فكرة إنك تاخد مليكه وولادها يعيشوا معاك، وبعدين صدقني كل إللي حضرتك بتقوله ده مبقاش يحصل،

الدنيا اتغيرت مبقتش زي زمان ،ومحدش الوقت بقا بيتكلم ويفكر بالطريقه دي 


ويعني لو حضرتك متضايق من دخول قرايبنا إحنا مٌمكن نحل الموضوع ده بإن أنا وماما إللي نروح نزور أعمامي مش هما


تحدث سالم بخجل:

_وهو ده يابنتي ينفع عاوزاني أتحكم في بيوت الناس وأحدد من يدخل ومين لاء مينفعش طبعاً دي مش أصول وأنا راجل متربي علي الأصول وعمري ما أقبل كده علي نفسي .


تحدثت مليكه بحده ودموع إنهمرت فوق وجنتيها بمرارة :

_يعني حضرتك عاوز أيه دلوقتى ماهي يسرا حلت لحضرتك الموضوع أهو ممكن بقا تفهمني رافض ليه ؟


أجابها سالم بصوتٍ حاد مٌستنفذاً صبره:

_مليكه أنا قولت إللي شايفه صح من وجهة نظري كأب خايف علي بنته ،ومن ناحية الدين ونظرة المجتمع والناس هو ده الصح بالنسبة لي،


_ وأكمل بحزم دلوقتى قدامك حلين ملهومش تالت،

الأول إنك تتجوزي سيادة العقيد وبكده هكون إطمنت عليكي وأنا سايبك في حماية راجل،


والتاني هو إنك تتفضلي حالاً وتلمي حاجتك وحاجة أولادك وتيجي معايا تعيشي في بيتي زي الأصول ما بتقول ،قولتي أيه ؟


نظرت له بدموع وضعف ووهن ،ثم حولت بصرها إلي والدتها وأخاها لتستنجد بهما مطالبه إياهم بالوقوف بصفها ومساندتها، 

ولكن للأسف خزلاها إثنتيهم ونظرا أرضً ساحبين أبصارهما بعيداً عن مرمي نظرتها المٌترجيه 


أشاحت ببصرها عنهما بغضب ثم جففت دموعها ،


ونظرت لأبيها مرةً أخري بقوه وتفوهت بكبرياء :

_وأنا بقا موافقه علي الحل التاني حالاً ياسالم بيه هطلع أجهز شنطي أنا وولادي .


لم يٌبالي أياً منهم وجود تلك الصامته الناظره لهم بوهن وقلبها يتمزق ، ومابيدها حيله لتفعل شيئاً إلي مليكه أو أطفال غاليها الراحل،

كل الحضور أتوا ليقرروا مصير أطفال عزيز عيناها ،وهي جالسه لا حول لها ولاقوه 

وحين تفوهت مليكه نٌطقْ كلماتها وقرارها لم يستطع قلبها الضعيف تحمل الكثير بعد وقد أعلن عن إنهياره وعدم قدرة التحمل أكتر ، 


فمالت بهدوء برأسها علي كتف إبنتها دون الحديث زاحفه للمجهول فاقدة الوعي أثر نوبه قلبيه هاجمتها بشراسه أعلن بها قلبها عن إعتراضه وعدم قدرة تحمله لتلك العبئ الثقيل


إنتفضت يسرا صارخه بإسم والدتها 

إنتبهَ الجميع وانتفضوا من مجلسهم ناظرين إلي تلك المستلقيه بإستسلام مغمضة العينان،

نظرت لها مليكه وصرخت برعب واضعتً يدها فوق فمها بذهول وهي تبكي 


أسرعَ إليها ياسين وحملها سريعاً وأتجهَ بها إلي غرفتها وأنزلها بحرص شديد علي تختها ، 

حين هاتف عز طبيب العائله، دكتور صلاح أحد أقربائهم الذي يمتلك مَشفي إستثماري قريب منهم ،

أتي الطبيب وبعد الفحص الجيد خرج لهم 


أسرع الجميع وألتفوا حوله وتحدث عز مٌتساءلاً بنبرة قلقة :

_خير يا دكتور صلاح طمني ثريا هانم فاقت ؟


هز الطبيب رأسهٌ بأسي وتحدث:

_للأسف يا عز بيه من خلال الكشف الأولي عليها إتأكدت إن ثريا هانم إتعرضت لأزمه قلبيه ولازم تتنقل المستشفي حالاً وفي أسرع وقت .


تحدث ياسين سريعً وبأمر:

_من فضلك يا دكتور إتصل بيهم في المستشفي يجهَزوا وأنا هخدها بعربيتي حالاً.


تركهم ودلف سريعاً لغرفتها وجدها مٌمدده غائبه عن الوعي وبجوارها يٌسرا المنهاره بدموعها التي تٌغرق وجنتيها محتضناها سٌهير والدة مليكه تحاول تهدئتها ،


وبالجانب الآخر مليكه وهي تتلمس يدها وتقبلها بحب وتتحدث بإنهيار ودموع:

_قومي يا ماما من فضلك أنس ومروان محتاجين لك وملهومش غيرك من فضلك فوقي .


نظر لهم ياسين وتحدث بحزم وحده:

_بطلي ندب منك ليها وأوعوا كده علشان أخدها المستشفي .


حملها وخَطي بخطواتِ سريعه إلي سيارته والجميع يهرول خلفه برعب إستقلت معهٌ سيارته مجاوره ثريا بالخلف 


كان يقود بسرعه وعينه مابين مراقبة الطريق أو النظر لها بغيظ وغضب ،


وصلا وحملها ياسين بيديه ووضعها علي الترولي ودلفوا بها إلي داخل المشفي التي تحولت إلي خلية نحل، الكل يهرول سريعاً لخدمة ياسين المغربي وسيادة اللواء عز المغربي عن طيب خاطر .


وبعد مده كانت ثريا قابعه داخل غرفة العنايه المشدده بعد إجراء اللازم لها من الأطباء الذين أشرفوا علي حالتها وقد أخبرهم الطبيب المختص أن حالتها إستقرت وجيده وذلك بفضل الله أولاً ثم الوصول بها للمشفي سريعاً وبمدة زمنيه ضئيله مما ساعد في اللحاق بها قبل أن تتطور الحاله وتسوء ،


كانوا جميع العائله يجلسون أمام غرفة العنايه الفائقة ،


ياسين الجالس وساند بساعديهِ علي ركبتيه وممسك برأسه بين كفيه ينظر للأسفل بشرود وحزن 


ويسرا الباكيه المٌنهاره وتحتضنها منال زوجة عز من جهه والجهه الأخرى سٌهير والدة مليكه وهما تحاولان تهدئتها وطمئنتها علي حالة والدتها 


أما مليكه التي إختارت الجلوس بعيداً إلي حدِ ما وهي تبكي في صمت، 

ذهب إليها عز وجلس بجوارها 

وتحدث بهدوء ونبرة تعقلية :

_شفتي يا مليكه اللي حصل أهو ده إللي كنت بقول لك عليه لا ثريا هتقدر تتحمل بٌعد مروان وأنس عنها ولا أحنا هنقف نتفرج عليها وهي بتموت قدام عنينا ونسكت ،

إنتي الوحيده إللي في إيدك الحل ،


_ثم أكمل بحكمه تعالي نتكلم شويه جد ومن غير زعل يا بنتي أظن إنتِ عارفه كويس إني أقدر أخد الولاد منك بكل سهوله

لكن أنا بحبك زي شرين بنتي يا مليكه ومش عاوز أتسبب لك في نزول دمعه واحده من عيونك، 


_وأكملَ بجدية لكن في نفس الوقت ثريا بنت عمي وغاليه جداً عليا، ووصية أخويا الله يرحمه ليا وأم أغلي شبابنا إللي راح وسبها لنا أمانه في رقبتنا ،


وولاده رجالتنا إللي مش هنسمح إنهم يتربوا بعيد عن عيونا وتحت حمايتنا الموضوع كله أصبح بين إديكي وعليكي الإختيار


_ واكملَ بهدوء إعقلي الكلام ده في دماغك يا بنتي وفكري وإبقي بلغيني بقرارك .


وقف وتركها وذهب بجانب طارق وياسين أولاده .

وضعت يداها علي عيناها وبكت بحرقه أمام أعين الناظر إليها يحترق داخلياً وهو يري رفضها المٌميت له فقد دَهست بقدميها اليوم كرامته ورجولته بما فيه الكفايه 


رأي نرمين تأتي عليهم مهروله بدموع بصحبة زوجها، وقف ياسين سريعاً وجري عليها وأخذها بين أحضانه بحنان الأخ الأكبر لها 


وتحدث ليٌطمئنها:

_متخافيش يا حبيبتي ماما كويسه جداً.


رفعت وجهه له بدموع وتحدثت:

_بجد يا ياسين ماما كويسه ولا بتقول لي كده علشان تطمني ؟


أجابها ياسين بإبتسامه حانيه وهو يٌلمِس علي شعرها بحنان:

_صدقيني يا حبيبتي ماما كويسه جداً.


ثم ذهبت إلي يسرا واحتضنتها ،نظرت لها يسرا وقالت ببرود فهي لم تعد معها كالسابق :

_متقلقيش ماما ست قويه وهتقوم وتبقي زي الفل 


نظرت لها نرمين بدموع وترجي لعلها تنسي ماحدث وتعود علاقتها بها من جديد . 


لكن يسرا أزاحت بصرها عنها فهي لم ولن تنسي أنها كانت سببً رئيسياً بما حدث لشقيقها الغالي أو علي الأقل هي من سممتهٌ بكلماتها الخبيثه وأحزنتهٌ قبل وفاته 


وفي تلكَ اللحظات أتي إليهم وليد مهرولاً وجد مليكه تجلس بالمقدمه وحيده،، ذهب إليها ووقف بجانبها تحت أنظار ذلك المستشاط غضبً 

وتحدث:

_ألف سلامه علي عمتي ثريا يا مليكه هو أيه إللي حصل ؟ 


لم تعيره أي إهتمام وضلت علي وضعيتها واضعه يدها علي رأسها ناظرةً للأسفل دون حديث 


مما أسعد ياسين داخلياً وأغضب وليد الذي تحرك من جانبها وهو غاضب ذاهباً لرجال العائله


نظر له ياسين بغضب وهب واقفاً وأمسكهٌ من ذراعه وجرهٌ خلفه تحت أنظار الجميع المٌستغربة ،ووقف به أخر الممر وتحدث بصوتٍ منخفض حتي لا يسمعهٌ أحدآ من أفراد العائله المٌسلطين أنظارهم عليهما بشده وأستغراب 


ألصقهٌ ياسين بالحائط ناظراً إليه بغضب قائلاً :

_هو إنتَ يا بني أدم مش ناوي تنضف أبداً ،هتفضل عيل قذر كده طول عمرك !


تحدثَ وليد وهو ينفض يدهٌ عنه بغضب وينظر للجميع بإحراج وهم ينظرون عليهما بترقب:

_ ايه الهمجيه إللي إنتَ فيها دي يا ياسين تكونش فاكرني متهم عندك وزانقني وبتحقق معايا في الجهاز ،ماتفوق لنفسك كده وشوف إنت بتعمل ايه .


_ وأكمل بتساؤل بنبره بها تهكم وبعدين أيه إللي أنا عملته مخليك مولع وشايط مني أوي كده ؟


هرول إليهما طارق وعبدالرحمن وعز ،طوضل سالم وشريف ملتزمين أماكنهم فمهما كان هم عائله ولا يجب التدخل بمشاكلهم 


تحدث ياسين بفحيحٍ وهو يقترب منه وينظر له بعيون حاده تكاد أن تفتك به:

_إنت يَلا مش كنا إتكلمنا في موضوع مليكه وقفلناه قدام أبوك وعمك وخلصنا منه .


تحدثَ عبدالرحمن وهو يحاول تهدئة ياسين :

_إهدي يا ياسين وقول لي يا أبني أيه إللي حصل لكل ده ؟


تحدث ياسين بنبرة صوت حاده وهو ينظر إلي عمهِ:

_إحنا يا عمي مش قعدنا مع البيه المحترم وقفلنا معاه موضوع مليكه وقولنا له إن مش وقته وإن مرات عمك وبناتها لسه جرح رائف بينزف بالنسبة لهم ، 


_ وأكمل بنبرة غاضبه وهو يٌشير إلي وليد ، البيه يسكت علي كده ويبقا راجل محترم وأد المسؤليه لاء طبعا راح لعند عمتي ومليكه ويسرا وقال لهم علي الموضوع كله والدنيا ولعت ،


_ ونظر ياسين إلي عمهِ عبدالرحمن مشيراً لهٌ بيدهِ إلي غرفة الرعايه القابعة بداخلها ثريا وتحدث وأدي حضرتك شايف النتيجه بعيونك .


نظر عبدالرحمن إلي وليد بإحتقار مٌتحدثً بإشمئزاز :

_إخص عليك الله يكسفك عمرك ماهتكبر وتبقي راجل ومحترم أبداً هتفضل عيل أهبل وتصرفاتك غير مسؤله بالمره ،يعني طلعت إنت السبب في كل إللي حصل لمرات عمك ده ؟


نظر لهم وليد وتحدث بفظاظه وصوتٍ عالي:

_فيه ايييييه! هو خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا أيه؟ 

أنا مالي أنا بتعب عمتي هو أنا إللي كنت جبت لها الأزمه ولا هو أي كلام ياسين بيه يقوله يبقي مٌصدق عليه ومختوم بختم النسر .


تحدث عز بغضب و نبرة صوت حازمه:

_وليد إحترم نفسك وإنت بتتكلم ومتنساش إنك واقف قدام أبوك وعمك يعني تنتقي ألفاظك قبل ما تخرجها من بٌقك وياريت متنسوش إننا في مستشفي


وأشارَ بيده للجميع بغضب:

_إتفضلوا يلا كل واحد يقعد في مكانه كفايانا فضايح لحد كده المستشفي كلها بتتفرج علينا .


نظرت نرمين للجالسات وتسائلت بحيره:

_هو فيه ايه بالظبط ماله ياسين ماسك في وليد زي إللي قَتله قتيل كده ليه ؟ 


ومالها مليكه قاعده لوحدها بعيد ليه كده ؟


ايه الحكايه يا يسرا ماتفهموني ،ماما أيه إللي وصلها للحاله دي ! أزمه قلبيه مره واحدهَ! مليكه عملت ايه في ماما وصلتها لحالتها دي ؟


نظرت لها سٌهير وتحدثت بنبرة حاده:

_ومليكه مالها باللي حصل مع مامتك يا نرمين ولا هي أي بلوه عاوزه تدخلي فيها مليكه وخلاص سيبي بنتي في حالها يانرمين كفايه عليها إللي هي فيه 


ووقفت غاضبه ذهبت لإبنتها وجلست بجوارها .


نظرت منال إلي نرمين و تحدثت بنبرة صوت لائمه :

_أيه بس الكلام إللي قولتيه ده يا نرمين ده جزاء الست إنها سايبه بيتها وجايه واقفه معانا في المستشفي علشان تطمن علي مامتك وبدل ما تشكريها تقومي تتهمي بنتها إنها السبب في مرضها ،


_ وأكملت بنبرة مدافعه، وبعدين هتكون عملت أيه المسكينه ما هي من يوم جوزها ما أتوفي وهي حابسه نفسها في أوضتها ولا بتهش ولا بتنش هتعمل أيه تاني . 


تحدثت يسرا بغضب وحده:

_لا إزاي يا طنط متبقاش نرمين لو مبختش سمها في الكلام علي مليكه أي مصيبه تدخل فيها مليكه والسلام .


_ ونظرت لها بغضب وتحدثت ياريت تهدي شويه وتسبيها في حالها بقا .


أجابتهم نرمين بحده:

_خلاص كده إرتاحتوا لما كلكم بهدلتوا نرمين وطلعتوها الساحره الشريرة، ومليكه هي الأميره المظلومه متشكره ليكم كلكم 


ونظرت لزوجها لتراقبهٌ كعادتها ولكنها وجدتهٌ يتحدث مع شريف بجديه فاطمئنت 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في مكانٍ أخر من المدينه وبنفس التوقيت 

كانت الشرطه تٌداهم وقر تلك الخليه الإرهابية بكل سهوله ويسر

وذلك لوضع الداخليه مع المخابرات خِطه ناجحه للمداهمه،


فبعد تخطيط ياسين الحكيم ومراقبة كل ثغره للخليه قد توصل ياسين بفريقه المساعد إلي الدوله المخططه والداعمه للخليه،

و التي كانت تسعي من خلال ذلك المخطط إلي إضعاف مصر وتدميرٌها،


ولكن هيهات فمصر محفوظه من الله عز وجل وأهلها في رباطٍ إلى يوم الدين، 


وبعد الإشتباك مع أفراد الخليه نجح الإقتحام دون خسائر في الأرواح عدا عدة إصابات بسيطه من الطرفين خلال الإشتباك ، 


هاتفَ وزير الداخليه رئيس جهاز المخابرات ليٌخبرهٌ عن نجاح الإقتحام واجتيازهم المهمه بجداره و ليشكره علي حسن تعاون الجهاز مع وزارة الداخليه


جلس رئيس الجهاز خلق مكتبهِ مبتسمً وفخوراً بما فعلهُ رجاله الأسود 


وقرر ترقية ياسين وإعطائه وسام ومكافأه ماليه كبيره هو وفريقهٌ علي جٌهدهم المبذول في تلك المهمه مما رفع إسم الجهاز عالياً أكثر وأكثر .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في المشفي خرج الطبيب عليهم قائلاً :

_أبشروا يا جماعه ثريا هانم الحمدلله فاقت .

وقف الجميع ينظرون لبعضهم بسعاده وقفت نرمين ويسرا وتحدثتا:

_إنا عاوزه أدخل ل ماما .


تحدث الطبيب بمهنيه:

_أوك هدخل حضراتكم لكن بعدين هي حالياً طالبه تشوف مدام مليكه لوحدها ،ثم نظر إليهم الطبيب فين مدام مليكه ؟


تحركت مليكه بإتجاهه وتحدثت بصوتٍ ضعيف:

_أنا مليكه .


أشار لها الطبيب ناحية الباب وتحدث محذرا:

_إتفضلي إدخلي لها لكن قبل ماتدخلي لازم تعرفي إن مٌمكن كلامك معاها يرفع من معنوياتها ويساعد في إنها تقوم أسرع، 

ومٌمكن كمان كلمه واحده تقضي عليها ، 

_ ووجه نظرهِ للجميع فلو سمحتم و الكلام موجه لحضراتكم كلكم ثريا هانم قلبها أصبح ضعيف بعد الأزمة فياريت نتحري الدقه في كل كلمه هتخرج مننا ليها ،وياريت كمان محدش يعارضها أو يحاول يجهدها بالكلام .


إستمعت لحديثه وهي تبكي بألم يمزق بقلبها الحزين أمائت له بموافقه ودلفت للداخل ،


وقفت بجانبها وعلي ثغرها إبتسامة واسعه وتحدثت :

_حمدالله علي السلامه يا ماما ،كده تخضينا عليكِ بالشكل ده .


نظرت لها ثريا برجاء وتحدثت بصوتٍ واهن ضعيف:

_أرجوكِ يا مليكه اوعي تحرميني من ولاد قلبي أنا ممكن أموت لو مشيتي وخدتيهم أنتِ كمان مقدرش أتحمل بعدك عني يا بنتي .


مالت علي يدها الموصله بالأجهزة الطبيه وقبلتها بحرص وحنان قائله :

_ياريت متجهديش نفسك بالكلام يا حبيبتي ومش عوزاكي تقلقي إطمني


أنا مقدرش أسيبك إنتي ويسرا أنا عمري كله قضيته في البيت مع حضرتك ويسرا ومش هسمح لنفسي أبعد ولادي عنك ولا أحرمهم من حنيتك عليهم ولا من إنهم يتربوا في بيت أبوهم ،

أنا عمري ما كنت أنانيه يا ماما ولا هكون


_ وأكملت بإبتسامه ونظره ذات مغزي طمني قلبك أوعدك إني هريح حضرتك جداً.


إبتسمت ثريا بوهن لفهمها مغزي الحديت وأردفت قائله :

_بجد يا مليكه يعني مش هتسبيني إنتِ والولاد ؟


أجابتها مليكه بإبتسامه تٌخبئ بداخلٌها ألم مٌمِيت :

_طبعاً لا يا ماما إحنا منقدرش نسيبك ولا نستغني عنك أبداً .


وخرجت بعد أن إطمأنت علي ثريا،كان الجميع ينظر لها بإهتمام وتساؤل عن حالة ثريا طمأنتهم ودلفت لها يسرا ونرمين 


نظرت مليكه إلي عز وتحدثت بقوه:

_من فضلك يا عمو ياريت تتفضل معايا في الأوضه دي إنتَ وبابا وسيادة العقيد، عاوزه أتكلم معاكم في موضوع مهم .


دلفوا جميعً لغرفه فارغه بجوار غرفة ثريا وأغلقوا الباب تحت إستغراب كٌلٍ من منال وعبدالرحمن ومحمد زوج نرمين، أما شريف وسٌهير فهما يعلمان الأمر .


نظرت إلي والدها بحسرة قلب وتحدثت بعيون لامعه من أثر دموعها الحبيسه التي تأبي النزول إمتثالاً لعزة نفسها التي تٌريد لها حفظ كرامتها وكبريائها أمامهم :

_عمري ما كنت أتخيل إني أتحط في موقف وأختيار صعب و مٌمِيت بالشكل ده ،

وبإيد مين؟


بإيد حضرتك يا بابا ،لكن حضرتك لازم تعرف إني مش مسامحاك علي إللي حضرتك وصلتني ليه 


نظر لها سالم وتحدثَ بقوه:

_كمان شويه هتفهمي أنا ليه عملت كده ،وإن الموضوع مكنش بسيط بالنسبة لي زي ما أنتِ فاهمه .


تلاشت النظر لهٌ وتحدثت بقوه :

_أنا خلاص فكرت وقررت وحبيت أبلغكم بقراري ،أنا إختارت إني أضحي براحة قلبي علشان خاطر ماما ثريا 


نظرت إلي ياسين بعيون غاضبه وأردفت قائلة بنبرة حاده :

_أنا موافقه علي الجواز منك يا ياسين بيه لكن بشرط .


نظر لها والقلق ينهش قلبه ويترقب خروج كلماتها التي يخشاها ،نعم فهو يعلم ماذا تريد نطقه لكن داخله يستنكر التصديق، 


أجابها ياسين بقوه:

_شرط أيه ده يا مليكه ؟ 


نظرت لهٌ بغضب وتحدثت بقوه وشجاعه:

_طلبي هو إن جوازنا يبقي صوري أظن إن حضرتك بادرت بالطلب ده تطوعاً منك علشان ماما متتحرمش من الولاد يعني معندكش مانع بطلبي . 


نظر لها سالم بحده وكاد أن يتحدث لكنه صمت ليستمع رد ياسين .


إبتلع غصتهٌ بمراره من حديثها المٌمزق لقلبه المسكين الذي تحمل منها اليوم ما يكفيه ولكنه سرعان ما تماسك ورد عليها بكبرياء رجل طٌعن بخنجرٍ حاد علي يد معشوقته:

_هو أساساً مكانش هيحصل غير كده،


_ وأكمل بكبرياء طاعناً أنوثتها بنفس ذات الخِنجر أظن مش من العقل إن واحد زيي متجوز ملكة جمال زي ليالي يبص لاي ست غيرها 


ثم نظر لها بإستخفاف وهو يشملها بنظراته المستخفه بإنوثتها بيتهئ لي هيبقي من المٌستحيل تشده أي ست تانيه أو حتي يشوفها قدامه كأنثي ،ولا أيه يا مليكه ؟


نظرت له بغضب وقلبها غلي لما ؟لاتدري ؟ 


ماذا دهاكي مليكه، مابكِ يا فتاه ،لما غضبتي بهذا القدر؟ بما أن ياسين لا يعنيكي بشئٍ فقط إخبرينا لما غضبتي ؟ 


ولكنها الأٌنثي التي بداخلها هي من غضبت وتمردت علي تلك الكلمات المٌهينه لإنوثتها 


إبتلعت لٌعابها بغضب وتحدثت بقوه وهي تنظر داخل مقلتيه بحده:

_كده يبقي إتفقنا بعد إذنكم .


كادت أن تخرج لكن أوقفتها كلماته:

_ثانيه واحده يا مليكه ،


إلتفتت إليه بجسدها ناظره له وتحدث هو :

_ياريت محدش يعرف بموضوع الجواز الصوري ده غيرنا وغير عمتي ويسرا .


تحدثت بقوه وحده ولا مبالاه إستفزتهٌ :

_الموضوع كله لا يعنيني بشئ إعملوا إللي تعملوه وقولوا إللي تقولوه 


بعد إذنكم 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


وخرجت كالإعصار من الغرفه ومن المشفي بأكملها ذهبت إلي مكانها المفضل عند حٌزنها 

صديقها الوفي كما تٌلقبهٌ دائماً ☆البحر ☆ 


وقفت بوجههِ تصرخ بأعلي صوتها وتشتكي لهٌ همها ظلت تبكي وتصرخ حتي أخرجت مابداخلها من ثورة الغضب والحزن والخٌذلان التي أصابتها من الجميع 


نعم فالكل خذلها ،والِدٌها ،والِدتٌها ، أخاها،حتي ياسين وعز خذلاها ،

الجميع خذلها وجعلها تشعر بالوحده والوجع،


كان الظلام قد حل مٌنذ بعيد علي المكان المتواجده به الشبه خالي لإبتعاده عن العمار وأنقطاع الماره منه 


كان البحر ثائراً أمواجه عاليه تطفوا و تتخبط بعنف في الصخور غاضبه لغضبتها،


وكأنها تشاركها غضبها وحٌزنها، نسماتهٌ مٌحمله بالصقيع الذي قشعر بدنها من شدته ،ولكنها لم تشعر بتلك القشعريره التي سرت بجسدها،، فقلبها مٌشتعلٍ بنااارٍ حارقه ،فكيف لها أن تشعر بصقيع جسدها !


أثناء دموعها وجدت من يضع علي كتفيها حِلتهِ ليحميها من برودة الجو أمام لفحة الهواء البارده التي ترتطم بجسدها المسكين ، نظرت برعب علي الواقف بجانبها وجدته طارق ،فأطمئنت وأستكانت وتنهدت براحه ،


ثم نظرت لهٌ بوهن وضعف ،أزرفت عيناها بالدموع مٌجدداً ،

وقف بجانبها ووضع يدهٌ بجيب بنطاله ونفخ بضيق وتأوه بألم دليلاً علي عجزه أمام زوجة أخاه وشريكه وصديق عمره 


تحدث بصوتٍ يكسوهٌ المراره:

_عارف إن الموضوع صعب جداً بالنسبه لك مش بس صعب ده يمكن يكون شعور مٌميت بس صدقيني ساعات الحياه والظروف بتجبرنا إننا نكمل ونمشي في طريق مش حابين ندخله من البدايه ،


إللي إنتي فيه ده إسمه إختيار القدر يا مليكه ،ربنا قدر لك حياتك وإنك تمشي وتدخلي في الطريق ده وأكيد إختيار ربنا ليكي هو الخير نفسه ربنا سبحانه وتعالي دايما بيختار لنا الأحسن والأخير لينا ولا ايه ؟


إبتسمت بمراره ونظرت له ودموعها تنسدل علي خديها بغزاره:

_خير ! وهو فين الخير في كده يا طارق،ايه الخير في إني أتجوز راجل بعد رائف، ايه الخير في إني أدخل راجل غريب علي ولادي وفي بيتي ؟ 


أجابها طارق بتصحيح :

_بس ياسين مش غريب يا مليكه ده عمهم ، وبعدين ياسين راجل محترم وعمره ما هيجبرك علي أي حاجه إنتِ مش حباها،


_ وأكمل مٌتنهداً إنتِ عارفه إن أنا كنت أقرب حد لرائف الله يرحمه وأكتر حد أتأثر بموته هو أنا ،

ده كفايه إني بقيت لوحدي في الشغل وفي حياتي كلها من بعده 


ورغم ده كله أقدر أقول لك وأنا ضميري مرتاح إن إللي حصل ده خير ليكِ ولأولادك، وإن رائف نفسه أكيد مرتاح ومطمن عليكم مع ياسين 


فضلت الصمت وأكتفت بدموعها 


رن هاتفهٌ أمسكه وضغط زر الإجابة وتحدث:

_أيوه يا ياسين، أه هي معايا ، إحنا قدام البحر في مكان بعيد شويه علشان كده إنتَ مشفتهاش .


تحدث طارق بعد صمت:

_خلاص يا ياسين أنا هجيبها وأجي حالاً 


_ وأكمل بطاعه طب تمام تمام إهدي، إحنا عند ****مستنيك ،


وأغلق الهاتف .


نظرت له وإبتسمت بسخرية وتحدثت بنبرة تهكمية :

_ايه هو البيه بيمارس سلطته عليا كزوج من دلوقتي ولا ايه؟ طب يستني لحد كتب الكتاب !


نظر لها وتحدث بهدوء:

_بصي في ساعة إيدك وإنتِ تعرفي سر مكالمته ايه إحنا بقا لنا أربع ساعات قالبين الدنيا عليكِ،


وياسين قلب شط البحر وكافيهات المكان كله عليكِ ، 

الساعه 12 بالليل يا مليكة البيت كله مقلوب عليكِ وإنتي قاعدة هنا ولا علي بالك، حتي فونك قفلاه باباكي ومامتك ،شريف ،البيت كله مستني رجوعك حتي ولادك بيسألوا عليكِ .


كانت مليكة قد أتت إلي البحر وضلت تبكي تاركة الكون بأكمله ورائها وأعطت لعقلها أجازة فحقاً كانت تحتاج للوحدة و بشدة 


هٌنا إستمعت إلي صياح ذلكَ الثائر من خلفها فقد أتي مهرولآ ليطمئن عليها ويراها بعيناه ويتأكد أنها بخير، 

ولكن ما أن رأها سرعان ما تحول خوفه وقلقهٌ عليها لغضب يصبهٌ عليها 


تحدثَ ياسين إليها بنبرة حادة:

_ مٌمكن أفهم الهانم سايبه بيتها وولادها وقاعدة في مكان مقطوع زي ده لوحدها لحد الوقت ليه ؟ 


_وأكمل بنبرة مٌعاتبة يعني لو طلعوا علي سيادتك شوية بلطجية ولا شوية عيال حشاشين كان هيبقي أيه موقف الهانم الوقت ؟


إلتفتت لهٌ بغضب وتحدثت بنبرة صوت حادة:

_أولاً ياريت توطي صوتك وإنتَ بتكلمني ،


ثانيا حضرتك مش من حقك تيجي وتحاسبني، أنا حره أعمل إللي أنا عوزاه، وطول ما أنا لسه مبقتش علي ذمتك يبقي ملكش الحق تسألني وتحاسبني، أنا مش جارية عند سيادتك 


نظر لها بحده وذهول وتحدث بنبرة صوت غاضبة :

_هو إنتِ غلطانة وكمان بجحة، يعني قالبين المنطقة كلها عليكِ لينا أربع ساعات ،

لفينا لما رجلينا ورمت وسيادتك بدل ما تعتذري وتبقا عينك في الأرض لا بتبجحي وتعترضي كمان !


وأكملَ مٌستغربًا:

_ أنا مش مصدق بجاحتك بصراحة .


فتحت فمها وكادت أن تتحدث أوقفها طارق الناظر لهما بعدم إستيعاب لإنهيال بعضهما علي البعض بالسخرية والتهكم 

هتف طارق بنبرة حادة:

_خلاص يا جماعة هو فيه إيه، هو إنتوا داخلين لبعض حرب، إهدوا كدة وصلوا علي النبي .


ونظر لها متحدثً بهدوء: 

_يلا بينا يا مليكة علشان تروحي لولادك .


كانا يقفا بوجه بعضهما وينظران بحده وغضب أشار لها هو وتحدث بنبرة حادة :

_ إتفضلي قدامي يا هانم .


نظرت لهٌ بإستعلاء وغرور وتحركت أمامه نظر عليها وإبتسم رغماً عنهٌ علي تلك المشاكسة التي من الواضح أنها ستذيقهٌ العذاب ألواناً 


ربت طارق علي كَتفهْ وتحركا معاً خلفها حتي وصلا إلي المنزل ،


أوصلها ووقف حتي دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم إنصرف 


وجدت طفليها قد غفوا بأحضان يسرا ونرمين صعدت بدون كلام لغرفتها


تحت نظرات نرمين المستشاطة والمٌستغربة بنفس ذات الوقت لكنها إبتلعت ما في جوفها من حديث عندما لاحظت غضب يسرا ونظراتها الثاقبة المحذرة لها .


ملئت حوض الإستحمام بالماء الدافئ وغمرته بسائل الصابون المنعش وغمرت جسدها به وأغمضت عيناها براحة كي تنعم بحماماً دافئ علهٌ يخرجها من ثقل همومها وحزنها الساكن داخلها ،


وبعد مدة خرجت إرتدت ثيابً نومية خفيفة وأتصلت بهاتف المنزل الداخلي طلبت من عَلية أن تبعث لها بأنس كي يغفي بأحضانها،


وبعد قليل صعدت مٌربية أنس وهي تحملهٌ نائمًا أخذتهٌ مليكة ودثرتهٌ تحت الغطاء وأدخلتهٌ بأحضانها وغفت بثباتٍ عميق بعد يومٍ مٌرهق وشاق .


تري ما الذي تحمله الأيام بين طياتها إلي مليكة وطفلاها ؟ 

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل التاسع

🦋#الفصل_التاسع🦋


بعد مرور يومان 

خرجت ثريا من المَشفي بعد إلحاح منها علي عدم الرغبة بوجودها داخل المَشفي

فهي لا تٌحبذ تلكَ الأجواء وتنزعج بشدة من وجودها بها ،وأيضاً تفتقد أطفال رائف وتريد إحتضانهما ،

وافق الأطباء علي خروجها بعد تشديد منهم بإتباع الإرشادات والمحذورات علي ياسين وأهمها أن لا يٌحزنها أحد أو يرهقاها بالحديث .


مر أسبوعًا منذ خروج ثريا وتحسنت حالتها سريعً بعد إهتمامهم جميعاً بها وإلتفافهم حولها بحب وحنان وأيضاً بعد إطمئنانها علي أطفال رائف ومليكة،

وقد أخذ ياسين إجازة من عملهِ كما أنهٌ قد كرَّسَ كل وقتهِ للإهتمام بها ،


وأيضاً ليَكُن بجانب حبيبتهٌ التي بات يعشق قربها منهْ وبات يعشق وجودهٌ معها بذاتْ المكان حتي وإن لم تعطهِ إهتماما كقبل بل ويصل للتجاهل الشديد أحياناً إلا أنهٌ أصبح عاشقاً لكل ما فيها . 


تطورت مراحل عشقه بوتيرة سريعة حتي أنهٌ باتَ يحلٌم باليوم الذي سيجمعهٌ بها حتي وإن لم تكٌن له زوجه بالنمط المعتاد ولكن يكفي أنهٌ ستجمعها به غرفة وسَريرُ مشترك، أو هكذا هو تخيل .


كان يجلس علي مقعد مجاور إلي تخت ثريا الموضوع بغرفتها وهو يحمل أنس ويجلسهٌ علي ساقيهِ ينظر بعشق علي تلك الجالسةِ بجانب ثريا وهي تحمل لها كأساً من العصير ،


دلفت نرمين من باب الغرفة فمنذ خروج والدتها من المَشفيَ وهي مٌقيمة معهم وكان مٌحمد يريد المكوث معها بحجة الوقوف بجانبهم 


ولكنها رفضت بشدة مٌعللتاً بأن ياسين وعز لم يوافقا علي مَبيت رجل في المنزل بعد وفاة رائف وهذا ما كان سيحدث بالفعل، فذهب هو للمكوث عند والدتهٌ وبات يأتي لزيارتها كل فترة بحجة الإطمئنان عنها وعن إبنهِ .


جلست نرمين فوق السَرير تحت قدميْ والدتها وتحدثت:

_عاملة إيه الوقت يا ماما ؟


نظرت لها ثريا بحنان وتحدثت مٌطمئنة إياها:

_الحمدلله يا حبيبتي أنا بقيت أحسن بفضل الله ياريت يا نرمين تروحي بقا لجوزك بدل ما هو قاعد عند مامته كده، وكمان متبهدل رايح جاي عليكي إنتي وإبنك، 

وأكملت بإستحياء:

_ تعبتكم معايا يا بنتي .


تحدث ياسين بمرح:

_تعبك راحة يا ماما، وبعدين إيه المشكلة لما تتعبيها شوية، ماهي طول عمرها تعباكي وتعبانا كلنا معاها .


نظرت لهٌ بعتاب مٌصطنع وتحدثت بمشاكسة:

_أنا يا أبيه ، أنا تعباكم معايا طول عمركم، مٌتشكره يا سيدي، مٌتشكره جدا.


ضحكوا جميعاً ما عدا تلكَ الحزينة الجالسة بإمتعاض جراء وجوده فمؤخرا باتت تتجنب تواجدها معه بنفس المكان والحديث معهٌ


نظر لها ياسين موجهاً حديثهٌ لها بمشاكسة:

_مليكة ممكن أتعبك معايا وأطلب منك فنجان قهوة.


نظرت له بحنق وتحدثت بصوتٍ رخيم:

_حاضر، هطلب من عَليه تعملهولك حالاً 


_ لكن أنا عاوز أشربه من إيدك إنتي..جُملة قالها بترجي .


تحدثت ثريا وهي تري معاملتها السيئة له مؤخراً

_معلش يا مليكة، قومي إعملي القهوة لياسين وإعملي لي فنجان معاه بعد إذنك .


قاطعها ياسين بحزم:

_وبعدين معاكي يا ماما، مش قولنا القهوة ممنوعة بأمر من الدكتور .


تحدثت مليكة بحب وهي تنظر لها بحنان:

_معلش يا ماما إتحملي كمان إسبوعين زي الدكتور ما أمر، وبعدها صدقيني هعمل لك أحلا فنجان قهوة في الدنيا كلها .


إبتسمت لهما ثريا وتحدثت :

_طب يلا روحي إعملي القهوة لياسين . 


نظرت له بضيق وتحدثت بحنق :

_حاضر يا ماما، بعد إذنكم .

إبتسمَ ياسين وهو ينظر إلي ثريا التي بدورها إبتسمت أيضاً بوهن .


نظرت لهما نرمين بإستغراب وتحدثت بتهكم:

_هو فيه إيه بالظبط ، ومالها الكونتيسة مليكة قالبة وشها علينا كده ليه ؟

وبعدين هي إزاي بتتكلم كده مع ياسين !


نظرت لها ثريا وتنهدت:

_هبقا أقول لك بعدين يا نرمين.


وقفَ ياسين حاملاً أنس وتحدثَ متحججاً :

_بعد إذنك يا ماما هروح أشرب القهوة بره علشان أشرب معاها سيجارة.


أشار الصغير بيدهِ علي جدتهِ وتحدث:

_ أنا هقعد مع نانا .


نظرت لهٌ ثريا ومدت يداها قائلة بحنان :

_تعالي يا قلب نانا

وأخذته بحضنها وهي تشتم رائحتهٌ بسعاده .


دلف إلي المطبخ بعد أن حمحم وأستأذن وجدَها تقف أمام الموقد تصنع لهٌ قهوتهِ وعَليه تجلس علي المنضدة تقوم بتقطع الخضار لتسويته وتجلس بجوارها مٌني الفتاة المٌساعدة لها تقوم ببعض الأعمال . 


وقفت عليه بإحترام وتحدثت:

_إتفضل يا باشا، حضرتك بنفسك جاي المطبخ، ده المطبخ نور والله يا ياسين باشا .


إبتسم لها وهو مثبت نظرهُ علي تلك التي مازالت توليهِ ظهرها بدون إهتمام لحمحمتهِ وتحدث:

_ده نورك يا عَلية، أخبارك ايه طمنيني عليكي؟


أجابتهٌ عَليه بسعادة ووجه بشوش:

_الحمدلله يا باشا، أنا بخير طول ما حِسك في الدنيا . 


تحركَ بإتجاه الواقفة غير مهتمة بتواجده ووقف خلفها وتحدث بمداعبة لها:

_علي أقل من مهلك وإنتي بتعملي القهوة يا مليكة، أصل أنا بحب كل حاجة خاصة بيا تتعمل علي الهادي، يعني لازم الحاجة تاخد حقها أوي علشان تطلع في أبهي صورها والواحد يعرف يستمتع بيها كويس، ولا أنتي ايه رأيك ؟


زفرت بضيق وتحدثت بمغزي وهي مازالت تواليهِ ظهرها:

_مش دايماً ياسيادة العقيد، ساعات فيه حاجات مابيبقاش منها رجا والإنتظار عليها بيبقي مجرد تضييع وقت مش أكتر، الذكي بقا هو إللي مايضيعش وقته وينتظر حاجة مش هتحصل ولا هتتحسن بمجرد مرور الوقت. 


تحدثَ بثقة وبرود مٌمِيت:

_بيتهيئ لك شغلي علمني إن مفيش حاجة إسمها مستحيل كل شيئ بيبقا في أوله صعب بس بعد كده بيلين ويهدي. 


إلتفتت ونظرت لهٌ بغضب وابتسمت بسماجة وهي تعطيه قدح القهوة:

_إتفضل قهوتك ياااا يا أبيه. 


أصرت أن تتكأ علي كلمة أبيه ليصل له أنها تراه أخاها وفقط ولا يحق لهٌ بأن يحلٌم بالأكثر من ذلك. 


نظر لها بحب وعيون هائمة عاشقة وتحدث بإبتسامة ساحرة:

_ميرسي يا مليكة تسلم إيدك. 


إرتبكت من تلك النظرة الجديدة عليها منه إهتز فنجان القهوة وهي تناولهٌ إياه نظر لها وإبتسمَ بتسلي إرتبكت وأرادت أن تذهب لكنه كان يحتجزها بجسده العريض


تحدثت بغضب وتلعثم قائلة :

_مممم مٌمكن حضرتك توسع شويه علشان أعرف أعدي ؟


إبتسم ومرر لسانهِ علي شفتاهٌ بتسلي بحركة جعلتها ترتبك أكثر وتحرك جانباً قائلاً:

_ إتفضلي. 


تحركت واختفت بسرعة البرق من أمامه ودلفت لثريا من جديد .


تنهد هو براحة وحب وأدار ظهرهٌ ليخرج لكنهٌ تفاجأ بعَليه والفتاة المجاورة لها ينظران لهٌ فاتحين فاههم غير مستوعبين ما يحدث ولا يفهماه حمحم قائلاً:

_طب يا عَليه أنا خارج عاوزة حاجة ؟ 


تحدثت بإبتسامه:

_عاوزة سلامتك يا ياسين باشا. 


بعد خروجهٌ تحدثت مٌني بفضول:

_إنتي فهمتي حاجة من إللي حصل ده يا خالتي عَليه ؟ 


أجابتها عَليه بإستغراب:

_لا يا مٌني مفهمتش. 


تحدثت مٌني بذكاء:

_فيه حاجة غريبة بتحصل هنا في البيت من يوم ما ست ثريا طلبت مننا نخرج كلنا في في الإستراحة بتاعت الجنينة بعد أهل الست مليكة ما وصلوا وبعدها وأنا باصه من الشباك شفت عز باشا وياسين باشا وهما داخلين مستعجلين ،


وبعدها الست ثريا توقع من طولها ونسمع صريخهم ،


أنا الفار إبتدي يلعب في عبي يا خالتي عَليه ومش هيهدالي بال غير لما أعرف أيه إللي حصل يوميها بالظبط،


_ أكملت بذكاء بس إللي أقدر أقولهولك من إللي أنا شفته قدامي دلوقتي إننا هنشرب شربات قريب أوي،


_ثم أكملت بشرود بس شربات ايه إللي هنشربه دي الدنيا كده ممكن تولع ربنا يستر من إللي جاي. 


كانت عَليه تستمع لها بإهتمام شديد وبعدها نفضت أفكارها وتحدثت بجدية وحزم:

_كٌلي عيش وخليكي في حالك يا مٌني الناس دي إحنا مش قدهم يا بنتي،


مايغركيش معاملتهم الحلوة لينا دول جبابرة ولو وقعتي تحت إيديهم بأي غلطه مش هيرحموكي ،

خديها نصيحه من واحده في سن أمك خليكي في حالك أحسن لك يا بنت الناس وكٌلي عيش. 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


دلف لمنزلهِ ليلاً بعد الإطمئنان علي ثريا وصعود مليكة لغرفتها وجد أباهٌ يجلس بمكتبهِ ألقي عليهِ السلام وذهب له وجلس أمام مكتبهِ واضعاً قدماً فوق الأٌخري. 


نظر له عز بتفاخر وتحدث:

_وحش المخابرات إللي مشرفني ،

جهاز المخابرات كله بقاله أسبوع ملهوش سيرة غير علي ياسين المغربي إللي وقع أكبر تخطيط إرهابي كان هيدمر البلد ،وتخطيته إللي مفيهوش غلطه ووقع بيه الخلية من غير نقطة دم واحدة .


كان يستمع إلي وصف أبيه لهٌ وتفاخرهٌ الشديد به وهو سعيد وتحدث مبتسماً:

_كله بفضل الله وتوجيهات سعادتك عز باشا بنتعلم من سيادتك، ثم أنا أجي أيه في تاريخ حضرتك المشرف في المخابرات ،أنا نقطه في بحرك يا باشا . 


إبتسم له عز وتحدث بكبرياء:

_رئيس الجهاز النهارده قال لي بكل تفاخر مبروك ياسيادة اللوا هذا الشِبلْ مِنْ ذاكَ الأسد. 


تحدث ياسين بكبرياء :

_وليا الشرف يا باشا. 


نظر لهٌ عز وتحدث بجدية وقلق:

_بس أنا عاوزك تاخد بالك من نفسك كويس أوي بعد كده يا ياسين، الناس إللي ورا المجموعه دي مش هتسكت وهيحاولوا ينتقموا منك علي كشف خيبتهم قدام العالم كله ،

لازم تخلي بالك وكويس أوي ومتنساش إنك قدام تخطيط دولي يعني مش هايستسلموا بسهولة .


أجابهٌ ياسين بيقين:

_خليها علي ربنا يا باشا وأهلاً بيهم في أي جولات جديدة إحنا بعون الله قدها وقدود . 


ثم نظر ل أبيهٍ وتحدث بإرتباك :

_بعد إذن حضرتك يا باشا أنا كٌنت بفكر أتمم جوازي من مليكة الإسبوع ده،


_وتحدث معللآ بتصنع يعني عمتي ثريا بقت أحسن، وكمان أنا كل شويه عندهم وطارق وكل رجالة العيله بيدخلوا يطمنوا عليها فمٌمْكِن باباها يكون متضايق من زيارتنا دي ومحروج يتكلم، 

فاأنا بقول أكتب كتابي عليها وأمنع أي كلام مٌمْكِن يتقال من أي حد .


تنهدَ عز مهموماً وأرجع بظهرهِ للخلف قائلآ بقلق:

_قولت لمراتك يا ياسين ؟ 


تحدث ياسين بضيق:

_لسه يا باشا ،بس ناوي أفاتحها النهاردة في الموضوع. 


تحدث عز بوجهٍ عابس:

_أنا قلقان جداً من رد فعلها هي وأمك، تفتكر أمك هتسكت وتعدي الموضوع كده بالساهل دي مهما كانت ليالي بنت أخوها وأكيد هتزعل علشانها وتقوم الدنيا علينا وعليا أنا بالذات 

وأكمل بنبرة قلقة:

_ إنت كده بتفتح عليا طاقة من أبواب جهنم يا ياسين . 


تحدث ياسين بثقة :

_سيب موضوع ماما وليالي عليا يا باشا أنا كفيل إني أهديهم هما الإتنين وأقنعهم 


واسترسل بترقب شديد: 

_لكن مسمعتش رأي حضرتك في إللي أنا قولته ؟


تحدث عز :

_طبعا معنديش مانع أنا كل إللي شاغلني حالياً هو إنك تبلغ امك وليالي غير كده كله سهل وبيني وبينك يا ابني أنا قلقان لحماك يعند هو كمان وليالي يوصل بيها الحال إنها تطلب الطلاق،

واكمل: 

_وقتها با ابني متزعلش مني أنا مش هشوفك بتخرب بيتك بإيدك وأقف أتفرج. 


نظر لهٌ ياسين بعدم إستيعاب لكلماته وتحدث بنبرة صوت قلقة مضيقاً عيناه قائلاً:

_تقصد ايه بكلامك ده يا باشا ؟


نظر له عز وتحدث بجدية :

_أقصد إن لما خراب بيتك يتحط قصاد أي حاجة تانيه هضحي بأي حاجة وقتها بمعني لو والد مليكه أصر ياخدها هي والولاد وقتها هتدخل وأخد أولادنا بأي طريقة حتي لو هنتضر نعادي بعض ووقتها بقا يبقي ياخد بنته ويشبع بيها هو حر فيها. 


هٌنا تغير وجه ياسين وظهر غضبه عِنوَةً عنهْ وتحدث بحنق وغضب:

_مفيش حاجة هتحصل من الكلام ده كله يا باشا أنا قولت لحضرتك إني كفيل بإقناع ماما وليالي ،


وأكمل متحججًا:

_ وبعدين أنا ضميري ما يسمحليش إني أحرم مليكة من أولادها ولا أحرم الولاد منها أسلم حل هو جوازي منها ومفيش غير كده .


نظر له عز وإبتسم داخلياً بعدما رأي عِشق ولدهٌ الظاهر بعيونه لمليكة وتأكد أن ياسين يعشقها ويريدها زوجةً لهْ وليس حفاظاً علي نفسية ثريا والأطفال مثلما إدعي ولكنه أيضاً قلق من ردة فعل منال وليالي ووالدها .


نظر له عز وتحدث بلؤم:

_اللي تشوفه يا ياسين الكورة الوقت في ملعبك إلعب وخطط براحتك أهم حاجة تجيب إجوان واللعبه تبقي حلوه وتستاهل .


نظر له ياسين بعدم فهم لحديث أبيهِ وتحدث:

_كلام حضرتك كله ألغاز ليه كده ياباشا تقصد إيه بيه فهمني ؟


ضحكَ عز وغمرهٌ بغمزه من عينيه وتحدث بمرح:

_إنتَ فاهمني كويس أوي يا سيادة العقيد فبلاش نتلائم علي بعض المهم حاول تخلص من موضوع كلامك مع ليالي بأسرع وقت .


تحدثَ ياسين بجديه وحماس:

_النهاردة كله هيبقي تمام ياباشا 


نظر له عز بإستغراب وأبتسمَ قائلاً بلؤم:

_يااااا للدرجة دي مِستعجل ؟


نظر له ياسين وتحدث بإرتباك :

_ايه مستعجل دي يا باشا لا طبعاً أناااا بس عاوز أطمن قلب عمتي وأحسم لها موضوع قلقها علي أولاد رائف. 


ضحك عز وتحدث بمداعبة :

_طب ماهو ده إللي أنا كنت أقصده بكلامي يلا إنتَ بقا فهمت ايه من كلامي يا ياسين باشا .


قرر ياسين الإنسحاب من أمام والدهٌ الذي يبدوا عليه أنه كشف ما بداخلهِ وقرأهٌ بعيونه فوقف معتذراً ومنسحباً 

قائلاً

_طب بعد إذن حضرتك يا باشا أنا هطلع علشان أفاتح ليالي في الموضوع تصبح على خير يا سيادة اللوا .

أوقفهٌ عز بجديه وتعقل:

_ياسين إتكلم مع مراتك بحكمه وعقل واهدي وخٌدها بالراحه مش عاوزين مشاكل يا حبيبي يلا تصبح على خير .

تحدث ياسين بجديه وثقه:

_مش عاوزك تقلق يا باشا . 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في نفس التوقيت الذي دلف ياسين إلي أبيهِ المكتب قررت نرمين التوجه لغرفة شقيقتها لتستفسر منها سبب حزن مليكه ومعاملتها الجافه لياسين 

دقت باب شقيقتها فاستمعت لصوتها وهي تأذن بالدخول فدلفت ، رأتها يسرا وتجاهلتها فهي منذ ذلكَ اليوم توترت علاقتهما ولم تعٌد كما كانت للأن .


تحدثت نرمين بجديه:

_يسرا لو سمحتي عاوزه أتكلم معاكي شويه .

يسرا وهي تتجه لسريرها وتجلس عليه إستعداداً للنوم:

_ إنتي شايفه إن ده وقت كلام أظن الوقت إتأخر و البيت كله نايم .

نظرت لها نرمين بترجي وتحدثت بإصرار :

_يا يسرا من فضلك لازم نتخطي إللي حصل ونرجع تاني زي الأول في النهايه أنا وإنتي ملناش غير بعض ،

بلاش علشاني ياستي علشان خاطر ماما إللي كل شويه تسألنا مالكم وفيه أيه؟

وليه بعدتوا عن بعض ومابقتوش زي الأول؟


أجابتها يٌسرا بغضب:

_ماما معذوره مسكينه ماتعرفش إللي فيها، وبيتهيألي لو عرفت ساعتها ممكن تزعل مني علي إني لسه بتعامل معاكي أصلاً بعد إللي عرفته إحمدي ربنا يا نرمين إني دفنت إللي عرفته ما بينا وماقولتهوش لحد .

زفرت نرمين بقلة صبر:

_خلاص يا يسرا مش كل شويه هتزليني وتفكريني بالموضوع ده،

المهم أنا كنت جيالك علشان أعرف أيه إللي حصل بين ياسين ومليكه مخليها تعامله بالطريقه دي ،

وعلي فكره أنا سألت ماما قدام ياسين وقالتلي إنها هتقولي لما نبقا لوحدنا 

لكن بعدها مرات عمو عبدالرحمن جت لزيارة ماما وبعدها علي طول ماما نامت فاأنا بصراحه حاسه الموضوع كبير وقولت أسألك أكيد تعرفي .


تنهدت يسرا وظهر علي وجهها الحزن والهم وتحدثت:

_ياسين عاوز يتجوز مليكه .


جحظت عيناي نرمين وتحدثت بصدمه:

_إنتي بتقولي أيه يا يٌسرا، إتجنن ده ولا ايه ،وايه إللي خلاه يفكر فيها بالشكل ده لتكون شغلته ولعبت عليه هو كمان ؟

تحدثت يٌسرا بغضب:

_ايه التخاريف اللي بتقوليها دي ! ياريت تشيلي مليكه من دماغك يا نرمين وإلا ورحمة بابا أنا إللي هقف لك ،

_ وأكملت بشرود الحكايه مش زي ماأنتي فاهمه وبدأت بقص كل ما حدث عليها 

بعد مده تحدثت نرمين برضي :

_يعني مليكه مش موافقه ؟ 

أجابتها يسرا :

_أيوه وإختارت تاخد ولادها وتعيش بيهم عند باباها 

تحدثت نرمين بإعجاب:

_والله برافوا عليها أول مره تتصرف كويس وبعقل ،

أنا شايفه إن مليكه عندها حق ولازم تاخد أولادها وتبعد عند باباها وبكده هتريحنا كلنا ياسين ومراته ومامته وأنا هارتاح وأرجع أجي تاني زي الأول 

وإحنا كمان نعرف نطالب وناخد حقنا إللي إتنسي بموت رائف .


كانت يسرا تنظر لها بعدم تصديق لما تراهٌ عيناها من جشع وطمع شقيقتها تحدثت بصدمه:

_إنتي امتي بقيتي كده؟ امتي بقيتي بالجشع والطمع ده ،خلاص مابقاش يهمك غير الفلوس وإزاي تخلصي من مليكه وولادها !

_ وأكملت طب وأمك إللي وقعت من طولها وكانت هتروح مننا لمجرد ما سمعت مليكه بتقول هتمشي وتاخد الولاد ،مافكرتيش فيها ،مجاش علي بالك ايه اللي مٌمكن يجرالها تاني؟ 

إزاي بقيتي بالأنانيه دي كلها ومبتفكريش غير في نفسك ومصلحتك وبس !

تحدثت نرمين بجديه وتهكم:

_بقولك يا يسرا مش وقت مثاليات وعواطف هبله إنتي فاهمه يعني ايه ياسين يتجوز مليكه؟

يعني هاتكون تحت حمايته هي وولادها ،

يعني حقنا هايضيع ويموت وسطيهم ،

وياسلام بقا لو ياسين بيه حب الهانم وعرفت تلعب عليه وتاكل عقله زي رائف الله يرحمه يبقا وقتها قولي علي حقنا يارحمان يا رحيم،

لكن لو غارت في داهيه هي وأولادها، ساعتها مع الوقت هيتنسوا وممكن كمان تتجوز وتاخد الولاد معاها

وساعتها أنا وإنتي وأولادنا اللي هانعيش في الخير ده كله ! 

_ وأكملت وماتقلقيش هنديهم حقهم مش هناكله عليهم لكن بالعقل حقهم بالعقل يايسرا مش ياخدوا الجمل بما حمل .

ذهبت يسرا سريعاً بإتجاه الباب وأشارت بيدها لها وتحدثت :

_إطلعي بره يا نرمين ومش عاوزه أشوف وشك في أوضتي تاني .


نظرت لها نرمين بغضب وتحدثت:

_براحتك يا حنينه لكن بكره تجيلي زاحفه علي رجليكي علشان نشوف حل بعد ما الهانم تكون كوشت علي كل حاجه وساعتها الندم مش هيفيدك يا يسرا وهافكرك ،


وخرجت وصفقت يسرا خلفها الباب وبدأت بالبكاء علي حال شقيقتها التي تحولت لشخص عديم الرحمه والإنسانيه حتي أنها لم تعد تهتم لأمر والدتها المريضه أو لأبناء أخيها الأيتام ،. 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

عوده إلي ياسين ▪︎▪︎▪︎ 

دلف إلي جناحهِ بعد إستعدادهِ واتخاذه قراراً بمواجهة ليالي بالأمر وجدها بإنتظاره وهي في حاله مغريه لرجولتهِ ترتدي ثياباً مثيره للغايه وتنظر لهٌ بنظرات ذات مغذي ومعني، 

نظر لها وابتسم بإغراء ذهب لها علي الفور وجذبها بعنف إرتدمت بصدره ،فقد سهلت عليهِ مهمته وقرر أن يستغل ذلكَ الوضع لصالحهْ فالأن سيعيش معها أوقاتاً سعيده ويذيقها من عشقه ألواناً من العسل المٌصفي حتي يثملها فتكون بحاله مزاجيه أفضل ويكون الحديث أهدي وألطف،

هكذا تخيل ياسين، لكن مالايعرفه عن النساء هو أن أهون عليها الأن أن تدفنهٌ بيدها تحت الثري ولا يتفوه بتلك الكلمات المٌمِيته لأي أنثي .


قضا معاً وقتاً سعيداً ليس بالقليل وبعد مده خرج من المرحاض وهو يرتدي رداء الحمام وجدها تجلس علي السرير وتٌمْسكْ بيدها كأساً من المشروب تناولهٌ إياه بسحر جلس بجانبها وأخذهٌ منها وتجرعهٌ ،


نظر لها بجديه وتحدث :

_ليالي كنت عاوز أتكلم معاكي في موضوع كده بس عاوزك تسمعيني للأخر من غير ماتقاطعيني وعاوزك تبقي هاديه أوي وتحاولي تفهميني .


أجابتهٌ وهي تنظر بعيونهٌ بعشق وتحدثت بإثاره:

_ومين غيري يفهمك يا ياسين باشا لو لوله حبيبتك ما فهمتكش ؟

وتحدثت بتساؤل وشغف:

_لكن قولي الأول هاتسفرني فين بمناسبة ترقيتك ؟


وأكملت بتفاخر وكبرياء:

_ما تتصورش موضوع العمليه الأخيره ده مسمع في البلد كلها إزاي صاحباتي كلهم هيتجننوا وبيحسدوني علي أسد المخابرات إللي أنا متجوزاه . 

نظر لها ببريق بعيناه وتحدث بنشوه:

_حبيبي إسمعيني الأول وبعدها كل طلباتك مجابه هبقي تحت أمرك فاللي إنتي عاوزاه كله ،سفر ،مجوهرات، كل حاجه هاتطلبيها تتنفذ فوراً 

_وأكمل مٌخدراً مشاعرها وقبل كل ده لازم تعرفي إني بحبك أوي وإني ماعنديش أغلي منك علشان أسعدك بشتي الطرق .


لمعت عيناها طامعه و تحدثت بدهاء:

_ يااااه ده شكله موضوع مهم أوي إللي يخليك توافق علي كل طلباتي بسهوله كده حتي من غير ماتعرفها علي العموم إتفضل يا سيدي أنا سمعاك .


جلس بجانبها وأمسك يدها وقبلها وتحدث بجديه:

_إنتي تعرفي ايه السبب إللي خلي عمتي ثريا جتلها أزمه قلبيه ؟


نظرت لهٌ بإستغراب وحدثت حالها ،ماذا يريد أن يتحدث ؟مالي أنا بتلك الثريا أو أزمتها!تري ماالذي يدور بعقلك الذري ياسين ؟ 


تحدثت بإستغراب:

_لا يا ياسين ماأعرفش ولما سألناك وقتها أنا وعمتو أيه إللي حصل ووصلها لكده قولت لنا إن مفيش سبب معين .

تنهد ياسين وأكمل :

_وقتها ما كانش ينفع أقول يا ليالي ،

في اليوم ده أبو مليكه إتصل عليا أنا وبابا علشان يبلغنا إنه عاوزنا نروحله ضروري عند عمتي ثريا،

ولما روحنا بلغنا إنه قرر ياخد مليكه هي والولاد يعيشوا معاه هو شايف إنه مايصحش بنته تعيش في البيت من غير راجل ،


وخصوصاً إننا كلنا بندخل عندهم علشان نتطمن علي عمتي ويسرا وأولاد رائف الله يرحمه ،

يعني تقدري تقولي إنه مش مٌتقبل و رافض فكرة إن فيه رجاله غريبه بتدخل البيت في وجود بنته فقرر ياخدها هي وولادها،

عمتي أول ما سمعت كده وقعت من طولها لولا ستر ربنا علينا كان زمانها حصلت رائف .


تحدثت ليالي بتعالي وإستهزاء:

_ايه الراجل ده هو لسه فيه ناس بتفكر بالرجعيه والتخلٌف ده ؟طب وبعدين ايه اللي حصل كمل ؟


أكملَ ياسين بجديه:

_للأسف تفكيرك غلط يا ليالي سالم عثمان مش راجعي ولا مٌتخلف زي ما وصفتيه 

كل الحكايه إنه راجل بيفهم في الدين والأصول كويس يا حبيبتي وفعلا لو بصنالها من ناحية الشرع وكمان العرف هنعرف إنه ليه كل الحق ،

مليكه لسه صغيره وحلوه وإحنا كلنا بندخل علشان نتطمن عليهم الراجل عاوز يجتنب الشبهات وياخد بنته في حضنه وبصراحه هو معاه حق ،

لكن لما نيجي نحسبها من وجهة نظرنا كعيلة المغربي هنلاقي إن إحنا كمان مش هنقدر نبعد ولاد رائف عننا دول رجالتنا ومانقدرش نسيبهم يتربوا بعيد عن بيت وعز أبوهم .


ليالي تأكيداً علي حديثهْ:

_عندك حق طبعاً وخصوصاً إن فعلا الولاد محبوبين جداً من الكل، 

ده عمو عز لازم يشوفهم أول ما يصحي وقبل ماينام كلنا بصراحه بنحبهم ده حتي أنا اللي مابحبش الأطفال بحب أنس جداً 

ده طبعا غير وضع طنط ثريا ويسرا هايكون ايه ده كده البيت هايبقي فاضي أوي عليهم .


تحدث ياسين ولمعه ظهرت بعيونه من حديثها المٌثمِر:

_بالظبط كده الله ينور عليكي يا حبيبتي 


وأكمل بتخابث وهو ينظر داخل عيناها :

_دي حتي عمتي ثريا ما هديتش وحالتها إتحسنت غير لما طمناها وقولنا لها علي حل للمعضلة دي كلها، منه ها يرضي سالم بيه ومنه أولاد رائف يفضلوا في حضنها وحضن عيلة المغربي .


تسائلت بإستغراب وحيرة:

_حل ايه ده يا ياسين إللي طنط ثريا وسالم بيه إتفقوا ووافقوا بيه ؟


إبتلع لعابه ونظر لها بدقه قائلاً :

_لما هدينا وفكرنا كويس لاقينا إن مفيش غير حل واحد إللي ممكن يخرجنا من المشكلة دي ويقفل الموضوع ده خالص وللأبد ، 

والحل هو إن واحد من رجالة المغربي يتجوز مليكه وبكده سالم بيه هيهدي ويشيل ايده من التحكم في مليكه وأولادها كمان أولاد رائف هيفضلوا هنا في حضن ثريا ومليكه .


نظرت لهٌ بذهول ودق قلبها بوتيرة سريعة وقد باتت تعرف ما هو السر وراء تلك المحاضرة والحديث الطويل التي لم تدري مٌنذ البداية المغزي من ورائه لكنها الان باتت علي دراية شبة كاملة من هو الزوج المنتظر ،


نظرت له بترقب وتحدثت بتلعثم:

_وياتري بقا مين هو اللي العيله الكريمه إستقرت وأختارت إنه ينال شرف إنقاذ العيله وإنقاذ قلب ثريا هانم ؟ 


نظر لها بتعاطف وتحدث بحذر:

_ليالي أنا قررت أتجوز مليكة .

تٌري ماذا ستكون ردة فعل ليالي علي قرار ياسين ؟ 

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل العاشر

🦋 #الفصل_العاشر🦋


نظر لها ياسين بتعاطف وترقب شديد وتحدثَ:

_ليالي، أنا قررت أتجوز مليكة !


نظرت لهٌ وبرقت عيناها بذهول سريعً تحول إلي غضب وأشتعال بلحظات وتحدثت بصياحٍ عالِ:

_قول كدة بقا يا ياسين بيه، عمال تلف وتدور عليا من الصبح وتحكي لي عن مأساة ثريا هانم وأولاد إبنها، ويا حرام الست كانت هتموت علي بٌعدهم 

واكملت: 

_وأنا زي الهبلة مصدقاك وبأمن وراك علي كل كلمة تقولها لي 


_ وأكملت بإستغراب وتعجب: 

_وأنا أقول أيه التغيير الكبير في معاملتك الجديدة دي ؟ 


وإيه الإهتمام المفاجئ إللي نزل عليك مرة واحدة في إنك تشاركني في مشاكل عيلتك العظيمة 

أو أي حاجة شاغلة دماغك عموماً، طول عمرك بتفكر وتحل مشاكل العيلة الكريمة من غير ما تعبرني ،وأي حاجة تخصكم بعرفها من أي حد غيرك ،


كانت تجوب بالغرفه حول نفسها وتتحدث بغضب ثم أحالت لهٌ بصرها وتحدثت بصياح وهي تشير بيديها بعصبية مفرطة:

_لكن المرة دي طبعاً الوضع مختلف، البيه عاوز يتجوز علي ليالي، طب يعمل إيه علشان يقنع المغفلة بعملته السودا،


إستطردت شارحة لحالها: 

_ييجي للهبلة ويشرح لها ويبرر قد إيه العيلة واقعة في مشكلة كبيرة، وقد إيه ثريا هانم تعبت ووقعت من طولها لما عرفت إن الولاد هيمشوا مع الكونتيسا مليكة ،ولازم ننقذ العيله يا ليالي ،


ثم نظرت له بغضب وتوجهت إليه وضربت صدره بيداها بكل ما أوتيت من قوه قائلة:

_طب ما كنت تخليك صريح من الأول وتيجي تقول لي إن مليكة هانم حليت في عنيك بعد موت جوزها وإنك ريلت عليها وعاوز تتجوزها يا سيادة العقيد ، يمكن ساعتها كٌنت إحترمتك .


أمسكْ يداها وأعتصرها بعنف داخل راحتيهِ مما جعلها تتألم ونظر لها وتحدثَ بفحيح كالأفعي :

_إحترمي نفسك ونقي ألفاظك وما تنسيش إنك بتكلمي ياسين المغربي


وأستطرد مهدداً: 

_وإلا قسماً بالله هنسي إنك مراتي وأم أولادي وبنت خالي وهتعامل معاكي بشكل مش هيرضيكي أبداً ،


ثم ألقي بأيديها بعنف جعلها تتهاوي وتفقد توازنها حتي أنها كادت أن تقع ولكنها تماسكت بصعوبة 


نظرت لهٌ بذهول غير مٌصدقة ما تراه أمامها:

_يا بجاحتك يا أخي، يعني مش كفاية غلطان لا وبجح كمان !

إنتَ إزاي عندك الجرأه إنك تهددني وإنتَ في وضعك ده؟ 

وأسترسلت بتعجب:

_ واحد غيرك المفروض ميبقاش عارف يبص في وشي وعينه في الأرض، لكن إزاي، ما إنتَ ياسين المغربي يعني البجاحة والغرور كله .


تحدث بكبرياء ناظراً لها بحدة :

_عيني في الأرض ليه إن شاء الله؟

مسكتيني مع واحدة في شقه مفروشة !


ثم زفر بحدة وذهب إليها أمسك يدها وتحدث بهدوء ودهاء مٌخابراتي :

_ليالي أرجوكي حاولي تفهميني، جوازي من مليكة مش هيكون زي ما أنتِ فاهمة، يعني مش هيبقا جواز بالمعني الحقيقي المتعارف عليه ،


_وأكمل نافياً: 

_خاالص صدقيني

ده مجرد جواز علي ورق ،صوري يعني علشان بس نسكت باباها ويسيبها في حالها ويتطمن ، مش أكتر من كدة صدقيني .


نظرت لهٌ وسحبت يدها من بين يديهْ بعنف وتحدثت بسخرية:

_للدرجة دي شايفني مغفلة علشان أصدق الكلام الأهبل إللي بتقولهولي ده .


وأنا المطلوب مني ايه دلوقتي يا ياسين بيه، أصدقك وأوافق وأروح أخطبها لك بنفسي ولا إيه قول لي؟


تحدث ياسين بتعقل ودهاء:

_كل إللي مطلوب منك إنك تهدي وتفهمي الموضوع صح وتفكري بذكاء، كدة كدة الموضوع هيتم، فياريت يتم برضاكي علي الأقل علشان شكلك وكبريائك قدام الكل 


تحدثت بعنف:

_خايف أوي سيادتك علي شكلي قدام الناس، طب أنا مش موافقة يا ياسين .


أجابها ياسين ببرود ودهاء :

_من حقك طبعاً إنك ترفضي زي ما من حقي إني أتمم الجوازة وأتلاشي موافقتك من عدمها .


صرخت به بغضب:

_إنتَ فاكر نفسك إيه، أفهم إيه من كلامك ده ، يعني قصدك أخبط دماغي في الحيط مش كدة؟

أو إني أوافق مرغمة ،


وأكملت بوعيد وتهديد:

_بس ده في بٌعدك يا ياسين بيه، مش ليالي العشري إللي يتعمل فيها كده وتقف تتفرج، ده أنا أهد المعبد علي دماغ إللي فيه !


نظر إليها ياسين بغضب وحدة وتحدث بتهديد:

_وطي صوتك واتكلمي علي قدك يا شاطرة، مش ياسين المغربي إللي علي أخر الزمن يتهدد من واحدة ست ،

وأعلي ما في خيلك اركبيه ووريني أخرك يا ليالي،


وأكمل ناظراً إليها بإشمئزاز :

_يظهر إني غلطت أساساً لما كلمتك بالعقل وبالهدوء .


نظرت لهٌ بصدمة ودموع ملئت عيناها وتحدثت:

_للدرجة دي بايعني يا ياسين؟

للدرجة دي مش فارق معاك حزني ووجعي وألمي ؟


مش فارق معاك الناس هتبص لي إزاي ؟ 

_ وأكملت بإنكسار وأنا اللي كٌنت فاكره نفسي غاليه عندك ؟


زفر بغضب ومرر أصابعهِ داخل خصلات شعره ليٌهدئ من روعة ثم نظر لها وتحدث بحنكة ودهاء:

_ومين قال بس إني بايعك، 

ولو فعلاً مش فارقة معايا زي مابتقولي ياليالي طب ليه أنا واجع قلبي وواقف قدامك أشرح لك وأبرر لك وأراضيكي، ماكان ممكن أتجوزها وأجي أبلغك بعد كتب الكتاب تسديد خانة مش أكتر،


_ وأكمل بذكاء ومهارة:

_ لكن علشان سيادتك أغلي حد في حياتي أنا موجود دالوقتي ومستحمل جنانك وكلامك معايا بالإسلوب ده، إللي يسمعك يفتكر إني فعلا هتجوزها بجد !


هٌنا قرر إستعمال ذكائه ودغدغة مشاعرها التائهة، ذهب إليها ووقف قبالتها وأمسك ذقنها وانهال علي شفتاها وقبلها برقة 


ثم نظر بعيونها وتحدث بنعومة مفتعلة :

_تفتكري واحد زيي متجوز ملكة جمال وبرنسس زيك، هبص لواحدة زي مليكة ولا غيرها ليه؟ 

وأكمل بنبرة زائفة: 

_هو أنا محتاج ستات في حياتي يا ليالي، إنتِ حبيبتي وماليه عيني وقلبي .


لانت أعضاء جسدها بين يديهِ بعد تشنجها وتعصبها الشديد ونظرت بعيونه وتحدثت بدلال أٌنثوي:

_طب لو فعلاً بتحبني أوي كده زي مابتقول تنسي خالص فكرة جوازك من مليكة !


نظر لها بحب ورغبة مصطنعتان وتحدث وهو ينظر لشفتاها:

_للأسف ماينفعش ياحبيبتي، أنا بلغت سالم بيه وكل عيلة المغربي بالقرار ده، يرضيكي حبيبك وجوزك إللي كلمته تهز جبال ومعروف بكلمته ووعده يطلع عيل ومش أد الكلمة إللي قالها ها،يرضيكي ؟


نظرت لهٌ بعشق وكادت أن تعترض فابتلع حديثها بين شفتاه، وبعد مدة إبتعد عن شفتاها قائلا:

_هو إنتي إزاي حلوة أوي كدة ؟ 


نظرت له وابتسمت بغرور وغاصت معهٌ بإستسلام بعالمهما الخاص من جديد .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


كانت جالسة بشرفة غرفتها بعد منتصف الليل تتحدث فيديو عبر جهاز اللاب توب الخاص بها وهي حزينة:

_يعني إيه لسه مٌصر علي موقفه يا سيف، أرجوك حاول تاني معاه، أنا مبقاليش حد ألجأ له غيرك .


تحدث سيف أخاها الكبير بيأس:

_صدقيني يا مليكة أنا حاولت كتير أوي أقنعه يلغي فكرة إنه ياخدكم عنده، لكن للأسف بابا مٌصمم علي رأيه بطريقه مريبة ،لدرجة إني أول مره أشوفه عصبي وصعب التفاهم معاه بالطريقة دي .


تحدثت والدموع تتلالئ بعيناها وصوتها يرتجف ألما:

_أنا مش فاهمة ليه بابا بيعمل معايا كدة؟

وإيه اللي غيره معايا بالشكل ده ؟

بابا عمره ما كان قاسي عليا أوي كدة يا سيف .


تحدث سيف بحنين وألما لأجلها:

_إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدة، إنتِ ماتتصوريش أنا أد أيه متضايق وحاسس بعجزي قدام مشكلتك دي، كان نفسي بجد أقدر أقنع بابا وأخليه يتراجع عن قراره وأقدر أساعدك ،لكن للأسف بابا قفل باب النقاش في الموضوع ده نهائياً .


تحدثت بنبرة صوت بائسة ويائسة :

_طب والحل ياسيف، أعمل إيه أنا دلوقتي؟

أنا كل ده متماسكة وهادية علي أمل إنك هتدخل وهتحل لي مشكلتي .


أجابها سيف بتعقل وحكمة:

_بصي يا مليكة، العقل بيقول إنك تطاطي للريح علشان تعدي وتحاولي تخرجي من العاصفة دي بأقل الخسائر


تحدثت مليكة وهي تجفف دموعها بيدها:

_تقصد إيه ياسيف بكلامك ده ؟ 


أجابها سيف بهدوء:

_أقصد إن بابا مٌصمم علي رأيه وهو يا إما تتجوزي ياسين، ياإما ترجعي تعيشي معاه إنتِ وأولادك، 

وأكمل بواقعية: 

_كمان أنا عارف ومتأكد إن عيلة جوزك لايمكن هيسمحوا لك تاخدي الأولاد معاكي وهياخدوهم منك بحكم علاقاتهم وموقعهم الكبير في البلد ،يعني إنتي قدام سلاح ذو حدين يا مليكة، 

يا إما تتجوزي ياسين، يا تتحرمي من أولادك،


وأكمل بنبرة تعقلية: 

_وأنا شايف إنك تقبلي بجوازك من ياسين وتخرجي من الحرب دي بأقل الخسائر .


تحدثت بإنفعال ودموع:

_لكن أنا مش عاوزة أتجوز هو بالعافية،مش محتاجة راجل في حياتي أنا، وأظن إن دي أبسط حقوقي 


وأكملت بتعجب: 

_إنتوا ليه كلكم شايفين الموضوع سهل،يعني أدفن حب عمري وبعدها بسنة أتجوز غيره، سهلة جداً كدة بالنسبة لكم !


أجابها سيف بعمليه:

_محدش قال إنه سهل يا مليكة، أنا مقدر جدا الموقف إللي إنتِ إتحطيتي فيه وحزين جدآ علشانك صدقيني، ومش بس أنا كمان ماما وشريف موجعين جدا علشانك، 


لكن زي ما قولت لك، بابا قافل باب النقاش في الموضوع نهائي ،أرجوكي فكري بعقل وبلاش تسيبي عواطفك هي إللي تحركك علشان تقدري تحلي مشكلتك .


تنهدت مليكه وتحدثت بيأس:

_مٌتشكرة جداً يا سيف، وأسفة إني تعبتك وشغلتك معايا ،

أنا عارفة إنتَ أد أيه مشغول بشغلك وحياتك، لكن إنتَ كنت أخر أمل ليا وكان لازم ألجئ لك ،لكن للأسف، كدة خلاص الأمل إنتهي .


تحدث سيف بنبرة صوت يائسة:

_كان نفسي أساعدك يا حبيبتي، إبقي طمنيني عليكي يا مليكة وقولي لي علي قرارك الأخير، أنا أسف يا حبيبتي، مٌضتر أقفل علشان عندي عملية كمان نص ساعة ولازم أجهز نفسي وأطمن إن كل حاجة تمام .


أجابتهٌ مليكة بتفهم:

_ولا يهمك يا حبيبي، ربنا يقويك، مع السلامه يا سيف . 


أغلقت الجهاز وأجهشت ببكاءٍ مرير مما يدل علي إستسلامها لقدرها وضعفها المهين أمامهم جميعاً،


نظرت للسماء تطلب العون من" الله وتدعوهٌ أن يٌدبر لها أمرها لما يحبهٌ ويرضاه ويصلح شأنها،

تنهدت بألم وظلت ناظرة للسماء بشرود .


خرج لشرفة جناحهِ ليشعل سيجارٌه لينفث بها عن حاله، نظر لشرفتها التي تسطف شرفتهِ وتبعد عنها بضع مِترات، وجدها تقف مثل حورية من الجنة شاردة في سحرٌ الليل، 

نظر لها ورفرف قلبهْ معلناً عن سعادتهِ البالغة لرؤياها،

حمحمَ بحنجرتهْ حتي تنتبه لوجوده،

نظرت لهٌ بروحِ مٌهلكة من ألمها فنظر لها بإبتسامه وهز لها رأسهٌ بتحيه 


نظرت لهٌ بألم وحدثت حالها بإنكسار:

_لما لا تتركني بشأني ياسين؟

ماذا ستستفيد من إيذائكَ لرَوحِي ،لو تدري كم تؤلمني وتوجع روحي لابتعدت عني علي الفور .


و دلفت للداخل وعلامات الإنكسار والحزن يظهران بملامحها،

مما ألم قلبه عليها وتوجعت روحهْ لأجلها، نفث بسيجارهٌ بعنف 


وحدث حاله :

_لما الحزن أميرتي، لو تعلمين كمْ الحب الذي يحملهٌ لكي قلبي لطار قلبكِ فرحا وسعدَ، 

لا تبكي صغيرتي ، 

بمرور الوقت ستعلمين من هو ياسين؟

وستعلمين كم عشقتك وكم تمنيتٌكِ ؟ سأٌنسيكي همٌكِ هذا مليكة ،سأجعلكي تحومين في سماء العشق وتتراقصين علي أنغام قلبي الهائمة، وهذا وعدٌ مني لكي مليكتي 


ثم دلف للماكثة بالداخل تنتظر أحضانه لتغفي بها ليٌلهيها عن الكارثة التي سيفعلها بها 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في صباح اليوم التالي 


ذهبت نرمين لفيلا عز المجاورة لفيلا ثريا دلفت من الحديقة وجدت منال زوجة عمها وجيجي زوجة طارق تجلسا سوياً تتناولا وجبة الإفطار 


تحدثت نرمين وهي تقترب منهما:

_صباح الخير .


نظرت لها منال وتحدثت بوجهِ بشوش :

_صباح النور يا نرمين، تعالي إفطري معانا يا روحي !.


تحدثت جيجي بإبتسامة:

_ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا نرمين، أقعدي إفطري معانا .


ردت نرمين بإبتسامة زائفة:

_ميرسي سبقتكم وفطرت مع ماما ويسرا، أنا جاية أقابل ليالي، عاوزة أتكلم معاها في موضوع مهم.


نظرت لها منال وأبتسمت قائلة:

_ليالي لسه نايمة في جناحها، شكلها السهرة كانت صباحي مع ياسين، هو قام راح شغله وهي لسه نايمة لحد الوقت .


تحدثت نرمين بإستغراب:

_سهرة وصباحي ! إيه ده هي ليالي ماتعرفش موضوع جوازه من مليكة ولا إيه يا طنط ؟


نظرت لها منال بإستغراب وتحدثت بإستخفاف وسخرية قائلة :

_تخاريف إيه اللي بتقوليها دي يا نرمين؟ 

ياسين مين إللي يتجوز مليكة! إنتي أكيد مش في وعيك !


نظرت جيجي بترقب لنرمين قائلة :

_مين إللي بلغك بالموضوع ده يا نرمين ؟


حولت منال نظرها إلي جيجي وتحدثت بغضب:

_إنتي تعرفي حاجة عن التخاريف دي يا جيجي ؟


نظرت لها جيجي بتوتر وتحدثت بتلعثم قائلة:

_طارق كان حكا لي عن الموضوع من فترة، لكن قال لي ماأقولش لأي حد لما يشوفوا الموضوع هيرسي علي إيه .


هبت منال واقفة بغضب كمن لدغها عقرب وتحدثت وهي تنظر بسخطْ علي جيجي:

_وإنتي طبعاً ما صدقتي يا جيجي هانم، دا إنتِ حتي ما كلفتيش خاطرك وجيتي بلغتيني علشان أشوف حل للمصيبة دي ،إتجننوا دول ولا أيه ؟


ثم صاحت بعلو صوتها وهي تصيح علي العامله بالمنزل:

_هنيه إنتي يا هنيه،


أتت العامله تهرول عند سماعها صياح سيدتها بغضب:

_نعم يا هانم ،أؤمري 


صاحت منال بغضب:

_إبعتي حد من إللي جوه ينده لي ليالي حالا قولي لها تنزلي فوراً وفي أسرع وقت ،

أمائت لها العامله بطاعة ودلفت سريعً للداخل، 


أما منال وقفت تفرك بيداها بغضب وتتحدث:

_يبقي صوتهم إللي كان مسمع البيت كله إمبارح كان بسبب كده، أنا كان قلبي كان حاسس لما سمعت خناقهم وكنت هدخل لهم أشوف مالهم لولا عز بيه اللي منعني وقال لي واحد ومراته بيتكلموا تتدخلي ليه! أكيد البيه كان عارف وعلشان كده منعني إني أتدخل .


أتت ليالي ويظهر علي وجهها علامات البكاء وعدم الإرتياح وتحدثت:

_صباح الخير ،خير يا عمتو مالك متنرفزة ليه كدة، إيه اللي حصل ؟


وجهت منال حديثها لها بغضب :

_إنتِ إللي هتقولي لي إيه اللي حصل ؟

ياسين كان بيخانق معاكي بالليل ليه ؟

وإيه شكل عنيكي دي، إنتِ كنتي بتعيطي ؟


نظرت لها ثم ألقت بنظرها لجيجي ونرمين وتحدثت والدموع تملئ مقلتيها:

_ياسين عاوز يتجوز مليكة يا عمتو. 


وقفت نرمين وتحدثت بعصبية:

_وإنتِ بقي موافقة علي المسخرة دي ؟ 


أجابتها ليالي بضعف:

_وأنا إيه إللي في إيدي علشان أعمله يا نرمين، ده علي أساس إنكم ماتعرفوش ياسين لما بياخد قرار .

جذبتها منال من يدها وأجلستها قائلة:

_أقعدي هنا وإحكي لي كل الكلام إللي قالهولك ياسين بالحرف الواحد، 


جلست ليالي وقصت عليهم ما حدث من حديث ياسين الخاص بقرارهٌ هذا 

وبعد مدة وقفت منال وتحدثت متوعدة:

_طيب يا عز إنت وياسين،بقا قاعدين تخططوا وتقرروا ولا كأني موجودة في البيت، أنا هوريكم مين هي منال العشري ،

وعلي جثتي لو الجوازة دي تمت .


نظرت نرمين إلي ليالي وتحدثث بتهكم:

_وإنتِ بقي صدقتي ياسين إن الجوازة فعلاً هتكون شكليه مش أكتر ،

وأسترسلت متعجبة: 

_أخر حاجة كٌنت أتوقعها إنك تكوني بالسذاجة والضعف ده، لدرجة إنك توافقي وبكل بساطة تسلمي جوزك بإيدك لواحدة تانية .


نظرت لها جيجي وتحدثت:

_طب وليالي في إيدها ايه تعمله يانرمين ده ياسين وأظن إنتي أكتر واحده تعرفي إبن عمك كويس .


نظرت لها نرمين بضيق وتحدتث:

_إنتي بتقولي إيه ياجيجي، يعني علشان ياسين صعب شوية ترضي هي بالأمر الواقع بسهولة كدة وتستسلم، ده لو وصل الأمر إنها تهدده بالطلاق تعملها وصدقيني لما يلاقي المواضيع إتصعبت عليه أكيد هيتراجع .


نظرت لها منال بإعجاب وتحدثت مشيرة بسبابتها :

_كلام نرمين صح جدا وكمان الأول لازم تروحي تواجهي مليكة وتشوفي رأي الهانم إيه في الموضوع .


أجابتها نرمين بثقه:

_إطمني يا طنط، مليكة رافضه الموضوع وعاوزة تاخد أولادها وتمشي، 


ثم وجهت نظرها إلي ليالي وتحدثت بخبث:

_ بالمناسبة يا ليالي، ياتري ياسين قال لك إن وليد عبدالرحمن هو أول واحد فكر يتجوز مليكة حتي من قبل باباها ما يفكر ياخدها .


نظرت لها بصدمة وتحدثت:

_وليد عبدالرحمن المغربي، طب وإيه إللي حصل ؟


أجابتها نرمين بسخريه:

_ياسين إتخانق معاه وقاله ينسي الموضوع نهائي وقاله إنه طلب مليكة من باباها قبل السنوية بتاعت رائف الله يرحمه، يعني ياسين كان مقرر حتي قبل ما سالم بيه يتكلم في الموضوع .


تحدثت جيجي نافية :

_لا يا نرمين الكلام ده ماحصلش، الموضوع إن طارق عرف من شريف سالم إللي باباه ناوي يعمله بعد السنوية ،فطارق بلغ ياسين باللي سمعه وياسين قعد مع عمو عز وقرروا الموضوع ده حتي من قبل وليد ما يطلب مليكة .


تحدثت منال بصياح وغضب:

_الله الله يا جيجي هانم، دي الأخبار كلها معاكي وأنا قاعدة في البيت زي المغفلة ،طيب يا جيجي حسابي معاكي بعدين لما أفضا لك .


تحدثت جيجي بقلق:

_وأنا ذنبي إيه يا ماما، طارق قالي الموضوع ده لو خرج مش هتقعدي في البيت بعدها دقيقة واحدة ،

وأكملت بتساؤل: 

_كٌنتي عايزاني أدمر حياتي مع جوزي بإيدي؟ 


أجابتها منال بحزم:

_خلاص يا جيجي مش عاوزة أسمع منك ولا كلمة تانية وحسابنا بعدين لما الأول أشوف هنخرج من المصيبة دي إزاي .


أمسكت منال هاتفها بغضب وهاتفت زوجها وياسين وطلبت منهما الرجوع فوراً ومن جانبهِ أبلغها عز أن لا تذهب لثريا نهائياً حفاظاً علي صحتها .

◇◇◇¤◇◇◇


ذهبت نرمين وليالي إلي مقابلة مليكة وصعدتا إليها 

وجداها تقف بشرفتها والدموع تنهمر علي وجنتيها بغزارة 


نظرت لها ليالي وتحدثت بغضب واتهام :

_ ياتري بتعيطي علي إنك طول الفتره إللي فاتت دي وإنتي بتخدعيني وبتخونيني ؟ 


وأسترسلت: 

_ولا علي إن لعبتك إتكشفت وظهرتي بوشك الحقيقي قدامنا بعيد عن وش البرائة إللي كنتي لبساهولنا طول الوقت ؟ 


وأكملت بإتهام صريح: 

_لاء وأنا من غبائي واقفه معاكي من كل قلبي وبواسيكي طول الوقت، وإنتي طعناني بخنجر غدرك في ضهري يا مليكة .


تحدثت مليكة بدموع وحنق:

_أنا لا خونتك ولا غشيتك يا ليالي ،وبدل ما تيجي تتهميني بحاجة ماعملتهاش ولا عمري هعملها، روحي إقنعي جوزك يشوف حل للمصيبة إللي كلنا فيها بسببه وبسبب قراره الغبي ده ،


وأكملت بضعف: 

_واطمني يا ليالي هانم، أنا رجالة الدنيا دي كلها متلزمنيش ولا تعوضني عن ضفر جوزي الصغير .


نظرت لها نرمين وتحدثت بتخابث:

_بصي يا مليكة، الموضوع كله أصبح في إيدك إنتِ، كل إللي مطلوب منك إنك تاخدي أولادك وترجعي لباباكي وبكده هتريحي الكل وتحلي المشكلة من جذورها .


أجابتها مليكة بحزن واستغراب:

_طب وماما ثريا يا نرمين، مفكرتيش مٌمكن يجرا لها إيه لو أنا سمعت كلامك وعملت كدة؟ ، 

دي جت لها أزمة قلبية بمجرد تفكيري بالموضوع تخيلي بقا لو أنا فعلاً نفذته . 


حدثتها نرمين بإقناع:

_ماما هتتأقلم مع الوضع يا مليكة وواحدة واحدة هتنسي .


أردفت ليالي وهي تتمسك بيد مليكة برجاء:

_اعملي كدة أرجوكي يا مليكة، أنا ممكن أموت فيها لو ياسين إتجوز عليا ،طب مافكرتيش في شكلي قدام الناس، أهلي، أصحابي، معارفي هيقولوا عليا إيه ؟ 


وأكملت بإستياء شديد:

_ ولا هيفكروا فيا إزاي لما جوزي يتجوز عليا، أكيد هيقولوا مش مالية عين جوزها ولا عجباه، إنتي متخيله إنتِ بتعملي فيا إيه ؟ 

نظرت لها مليكة بدموع وحيرة .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


جاء ياسين وعز إلي منزلهم وجدوا منال بحالة عصبية وغضبٍ شديد 


تحدثت منال بنبرة شديدة الغضب:

_أهلاً عز بيه إللي لاغي وجودي في حياته وقرراته هو وإبني الكبير المحترم وفي الآخر طلعوني مغفلة قدام الكل .


تحدث ياسين بتعقل :

_من فضلك يا ماما إهدي وخلينا نتكلم كاأشخاص متحضره وبصوت هادي وعاقل ، 

أول حاجة بابا مكانش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده، أنا فاجأته وحطيته قدام الأمر الواقع قدام سالم بيه ورجالة العيله علشان كٌنت عارف ومتأكد من رفضه للفكرة والموضوع كله ،

فأرجوكي خرجي الباشا من الموضوع وبلاش تظلميه وتحاسبيه علي حاجة ملوش أي علاقة بيها .


نظر لهٌ عز بذهول وكاد أن يذهب إليهِ ويحتضنهٌ بإمتنان علي إنقاذه من تلك المصيبة وتلك المنال الغاضبه حد الهلاك 


وتحدث بحزن مٌصتنع:

_لا إزاي يا ياسين، أمك كل مصيبة تحطني أنا في وش المدفع وتيجي تحاسبني حتي لو ماليش علاقه بيها .


نظرت لهٌ منال بسخريه وتحدثت بغضب:

يعني إنت فعلاً ما كنتش تعرف يا عز؟ 

طب خليني مغفلة وصدقتك ،تقدر بقا تقولي ليه ماقولتليش علي المصيبة دي وجيت حكيت لي بعد ما عرفت ؟ 


أجابها عز بكذب ومراوغة:

_علشان ماكٌنتش عاوز أشوف نظرة حزن واحدة في عيونك يا حبيبتي ،وكمان كان عندي أمل إني أحاول أقنع ياسين يتراجع عن قرارة ده قبل ما تعرفيه وتحزني علي الفاضي . 


نظر لهٌ ياسين بصدمة من تمثيل أبيهِ المحترف ،فهو بذاته كاد أن يصدق لما إستمعتهٌ أٌذناه للتو من أبيه .


ولكن لما الإستغراب فهو فعلها من قبله فحقا عز وياسين بينهما كيميا متناغمة جداً في حل بعضهما من أي مصيبة تأتي أحدهم، فحقاً هذا الشبلٌ من ذاكَ الأسدْ .


وبعد جدال ومناقشات قررت منال الذهاب إلي ثريا والتحدث معها قائلة بنبرة حادة :

_أنا بقا هروح أتكلم مع ثريا هانم وأشوف فين ضميرها في إنها تعمر بيت إبنها علي حساب خراب بيت ياسين .


تحدث ياسين بحزم:

_أمي من فضلك إوعي تروحي لعمتي، إنتِ عارفة إنها تعبانة ومش هتتحمل مجادلة ومناقشات .


أصرت منال علي موقفها وكادت أن تخرج من باب منزلها إلا أن صوت عز الغاضب أوقفها مٌتسمرة:

_لو خرجتي من الباب ده يبقي ماترجعيش هنا تاني يا منال .


إلتفتت لهٌ ونظرت بصدمة قائلة :

_إنتَ بتقول أيه يا عز، إنت بتطردني من بيتي علشان خاطر ثريا ؟ 


تحدث عز بحزم:

_إنتي فاهمة كلامي كويس أوي يا منال ،ثريا تعبانة ولسة في حالة صحية مذبذبة، وأنا مش هسمح لأي مخلوق يضايقها أو يتعدي حدوده معاها في الكلام ،حتي لو كان الحد ده إنتِ يا منال ،


وأكملَ مٌبرراً بنبرة صارمة: 

_ثريا بنت عمي وأمانة أخويا وإبنه من بعده، وقبلهم أمانة عمي ليا وهتفضل في حمايتي هي وبناتها ومرات إبنها وأولاده لآخر يوم في عمري .


تحدث ياسين ملطفً الأجواء:

_ماما من فضلك إفهمي، بابا خايف علي بنت عمه علشان هي أمانة رائف لينا وكمان بناتها وأولاد رائف ملهومش غيرها، غير كدة هي ملهاش ذنب في كل إللي بيحصل ،


وأكمل بقوة:

_ القرار قراري أنا وأنا إللي أخدته بكامل إرادتي وأنا اللي هنفذه بردوا بكامل إرادتي ،

وكلام حضرتك وعصبيتك دي مش هيغيروا قراري أو هيخلوني أتراجع ، فأرجوكي حاولي تفهميني وتقبلي الوضع 


وأسترسل بتأكيد:

_ لأنه خلاص بقا أمر واقع وإستحالة التراجع فيه، أنا مش عيل قدامك علشان ألغي كلمتي ووعدي إللي قولته قدام الرجالة، أظن حضرتك ما تقبلهاش عليا ولا علي شكلي قدام رجالة العيلة وسالم بيه . 


نظرت له بإنكسار ودموع بعيناها من تأثرها بحديث عز عن ثريا ،

وصعدت لغرفتها بدون حديث 

ودلف عز إلي مكتبهِ بغضب وصفق بابه بعنف .


أما ياسين فقد علمَ من جيجي التي كانت الحاضر الصامت في هذا اللقاء ما حدث من نرمين وذهابها مع ليالي لمواجهة مليكة، أسرع بالذهاب للإلحاق بهما خوفاً من أن تؤثر ليالي علي مليكة وتجعلها تتراجع عن قرار الزواج به 


دلف من باب المنزل سريعً وجد ليالي ونرمين ومليكة وثريا ويسرا مجتمعين في بهو المنزل 


رأي مليكة تتحدث بدموع بعد إقتناعها بحديث ليالي ونرمين :

_إفهميني يا ماما أرجوكِ ، أنا هاجي لك علي طول، كل يومين هتلاقيني جاية لك أنا والولاد ونقعد معاكي طول اليوم صدقيني .


أما ثُريا فكانت تبكي بقلبٍ محترق وتهز رأسها بنفي ثم تحدثت:

_يعني أنا مش هاخد أنس في حضني وأنيمه علي دراعي زي كل يوم؟ 


تنهد ياسين بغضب ومسح علي شعره وتحدث بحزم من خلفهم :

_ومين قال لحضرتك إن أنس ومروان هيسيبوا بيت أبوهم من الأساس ،الولاد ولاد المغربي وهيتربوا في بيت المغربي ومش هيتحركوا منه خطوة واحدة 


ونظر إلي مليكة وهتف بتحدي:

_ولو حابة تفضلي مع أولادك إنتي عارفة شرط باباكي وأهلاً وسهلاً بيكي ،مش حابة إتفضلي روحي عيشي براحتك عند سالم بيه لكن ولاد رائف تنسيهم نهائي .


تحدثت بعنف وتهديد وقوه :

_إنتَ بتتكلم بصفتك إيه دول أولادي أنا ،وأنا الوحيدة إللي أقدر أقرر مستقبل ولادي، ومكانهم الطبيعي هو مكان ما هكون أنا ، 

ثم أنا مش عاوزة أتجوز يا سيادة العقيد، إيه هو الجواز بقا بالعافية !


نظر لها وقد نزلت كلماتها كَخِنجرٍ طعنَ رجولتهِ وخصوصاً أمام ليالي المبتسمة ومستمتعة من حديث مليكة المثلج لصدرها .


وقف ياسين أمامها وأجابها بكبرياء وإهانة لإنوثتها:

_اللي يسمعك كدة يقول إني هموت علي جوازي من سيادتك، اللي بينا ده مجرد صفقة يا هانم، مجرد حل يرضي جميع الأطراف مش أكتر، فياريت ماتديش للموضوع أكبر من حجمه .


كانت نرمين تغلي من داخلها فقد أصبح مؤخراً كل أمانيها ان تختفي مليكة بأطفالها من ذلك المنزل لتضع يدها هي علي ثروة رائف ! 


تحدثت نرمين بنبرة غاضبة :

_جري إيه يا ياسين، واحدة ومش عاوزة تقعد ولا تتجوز بعد جوزها وأظن ده حقها 


_ وأكملت بنبرة صوت مٌلامة:

_ وبعدين إنت إزاي تفكر كدة في مليكة وإنت أكتر واحد عارف قصة الحب إللي كانت بينها وبين رائف؟ 


تحدثت ليالي بإصرار وغضب:

_لو الجوازة دي تمت يا ياسين تطلقني فوراً.


أجابها ياسين بحزم:

_الجوازه هتم يا ليالي ،وطلاق ما بطلقش وأعلي ما في خيلك اركبيه ،


ثم حول بصره إلي مليكة وتحدث بحزم وعنف:

_وإنتِ تقرري حالاً، يا إما تتفضلي تلمي هدومك وأنا بنفسي هوصلك لبيت باباكي لكن لوحدك،

يا إما تجهزي نفسك بعد أذان العشا،لأن المأذون هييجي يكتب الكتاب ونقفل الموضوع ده نهائياً .


جرت ليالي مسرعة إلي الخارج ودموعها تنهمر علي خديها 


تحدثت نرمين برفض وغضب :

_مش هيحصل يا ياسين، أنا مش موافقة .


ثم نظرت إلي ثريا وقررت أن تلعب علي دغدغة مشاعرها :

_حضرتك ساكتة ليه يا ماما ،معقولة هتوافقي إن مليكة تتجوز راجل غير رائف؟ 


وأكملت بخبث: 

_ده إنتي أكتر واحدة عارفة إن إبنك كان بيعشقها وأكيد حاسس دلوقتي بكل إللي بيحصل ده وبيتألم .


هٌنا لم تتمكن ثريا من تمالك حالها وبكت بقلبٍ يحترق، جرت عليها يسرا وأخذتها داخل أحضانها 


ونظرت إلي نرمين بغضب وتحدثت:

_إنتي إيه يا شيخة، إنتي أكيد مش بني أدمة، إنتي شيطانة، إرتاحتي لما شوفتي أمك مٌنهارة بالشكل ده !


تحدث ياسين بعنف مناديا علي عَلية:

_عَلية ،إنتي يا عَلية 


أتت عَلية مٌسرعة وتحدثت بإحترام:

_أفندم يا ياسين باشا .


تحدث ياسين بنبرة جادة:

_خلي مٌني توضب شنط نرمين هانم وإبنها علشان جوزها جاي في الطريق هياخدها معاه ،


ثم حول بصرهٌ إلي مليكة المٌستكينه بوقفتها ودموعها تنهمر بصمت وتحدث بقوة:

_وياريت توضبي المكان وتتصلي بمحل الحلويات تطلبي منه اللازم علشان المأذون جاي بعد أذان العشا يكتب كتابي علي مليكة هانم، ورجالة العيلتين كلها هتبقي موجودة، فاعملي حسابك .


إرتمت مليكة بإستسلام فوق المقعد وشهقت بدموع ساخنة .


أما نرمين التي نظرت لهٌ وتحدثت بغل:

_إنتَ بتطردني من بيت أبويا يا ياسين ؟


تحدثت ثريا بقلة حيلة:

_إسمعي كلام إبن عمك وروحي يا نرمين، بيتك وجوزك وإبنك محتاجنلك يا بنتي .


غضبت نرمين بشدة من والدتها وياسين وصعدت لملمت أشيائها وذهبت مع زوجها الذي أتي بعدما هاتفهٌ ياسين ،


وبالفعل أتي وأخذها إلي بيتها وهي تٌغلي كالبركان، وما ان قصت عليه ما حدث حتي حزن وغلي داخلهٌ هو الآخر وحقد علي ياسين ذلك المحظوظ بنظره ،


أما ياسين ذهب لبيتهِ وجد ليالي تهبط الدرج وتجاورها مٌساعدتها الخاصة تحمل بيدها حقيبة ملابس ليالي 

صعد ياسين الدرج ولم يعيرها أي إهتمام ، 


مما أشعل غضبها ولكن أكملت بطريقها لإكمال خطتها التي إتفقت عليها مع منال وهي أن تذهب لبيت أبيها وتطلب الطلاق كتهديد لياسين تخيلا منهما أن ياسين بتلك الحالة سيخضع لتهديد ليالي ويلغي قرار الزواج بمليكة .


دلف ياسين لغرفة والدهِ الذي بدورهِ عبر لهٌ عن إستيائه وقلقه مما حدث ،وطمئنهٌ ياسين بأن لا شيئ سيئ سيحدث ،وأن كل ذلك تخطيط بين ليالي ومنال وأن أفضل شيئ لهما هو التجاهل وبعدها ستهدئ ليالي وتعود مثلما ذهبت .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


جاء المساء 

وحضر المأذون وجميع رجال عائلة المغربي بعدما أخبرهم ياسين بموعد عقد القران وحضر سالم عثمان وشريف وبعض أقربائهم 


في أجواء تتسم بالحزن أكثر منها أجواء سعادة ،حيث مكثت ثريا ويسرا داخل غرفة ثريا ولم يخرجا وظلا تبكيان بحرقة علي فقيدهم الغالي .


بدأ المأذون بمراسم عقد القران بسكون تام،،ثم نظر إلي مليكة قائلا:

_مليكة سالم عثمان، هل تقبلين ب ياسين عز محمد المغربي زوجاً لكي ؟ 


نظرت لهٌ بشرود وقد مر عليها بتلك اللحظة شريط ذكرياتها مع رائف ،


أعاد عليها المأذون السؤال مرةً أٌخري


نبهها أباها لتوعي علي حالها ، 

نظرت بإنكسار ومذلة وتحدثت بمرارو:

_موافقة . 

ثم وقعت علي العقد


وتنفس هو براحة ظهرت علي ملامحه فأخيراً أصبحت زوجتهُ شرعاً وقانونً وأمام العلن 

وبعد مدة هنأهم جميع المتواجدون ثم ذهبوا جميعاً عدا والدها وشريف وعز وطارق 


ذهب إليها ياسين وأمسك يدها بعدم قبول منها وقبل وجنتها تحت نفورها، 

ثم قرب فمهِ من أٌذنها وتحدث وهو يضم أسنانه بغيظ :

_إسود !

لابسالي فستان إسود يوم فرحنا !


_ وأكملَ ساخراً: 

_طب كٌنتي إحتفظتي بيه جديد علشان تلبسيه في العزا بتاعي بعد ما تجيبي أجلي بتصرفاتك دي إن شاء الله .


نظرت لهٌ بإقتضاب وتحدثت بتعجُب :

_فرحنا، إوعي تكون مصدق نفسك يا سيادة العقيد ؟ 


وأكملت بإقتضاب: 

_دي مجرد مسرحية هزلية وأنا وإنتَ مجرد ممثلين مٌش أكتر، حتي كل الناس إللي موجودين دول مجرد كومبارس كل واحد عارف دوره كويس وبيأديه في المسرحية بمنتهي البراعة والإتقان .


ضحك ساخراً علي حديثها وكاد أن يتحدث وجد سالم يقترب ، 


إقترب منها أباها بحب وقبل جبهتها تحت غضب منها وابتعاد ونفور وتحدث سالم بحزن من شعورهُ بنفورها منه الذي وصله:

_مبروك يا بنتي، أنا عارف إنك متضايقة مني وشيفاني أب جاحد مش حاسس ببنتي وبألمها، 

لكن صدقيني مع الوقت هتعرفي إني أخدت لك القرار الصح في حياتك وإحتمال كمان تٌشكريني عليه .


نظرت إلي أبيها وتحدثت بحزن:

_كل إللي ممكن أقوله لحضرتك حاليا، هو أن ربنا يسامحك علي إللي عملته فيا وعلي ألمي وقهرتي اللي خليتني أعيشهم إنهاردة بسببك .


نظر لها شريف مستعطفاً إياها سحبت عنه نظرها بغضب 


إقترب منها عز وتحدث بنبرة جادة:

_مبروك يا مليكة، يلا يا ياسين خد مراتك واطلعوا إستريحوا فوق .


إنتفضت ونظرت له بإستهجان وتحدثت بحدة وعنف :

_يطلع فين حضرتك، أوضة رائف الله يرحمه مافيش راجل هيدخلها برجله بعد منه، 


وبعدين حضرتك بتتكلم علي أساس إن الجوازة دي بجد أظن إني بلغتكم كلكم بقراري إن الجوازة هتكون صوري مش أكتر فياريت تتصرف علي ده الأساس ،


أولتهم ظهرها وبدأت بصعود الدرج إلا أن أتاها صوته القوي ينادي عليها بكل شموخ :

_مليكة 

ماذا سيفعل ياسين معها ؟


هل سيرضخ لقرارها ويتركها بشأنها، أم سيجبرها علي الصعود معهٌ بغرفتها ؟

هذا ما سنتعرف عليه في الفصل القادم تابع هنا الجزء الثاني بداية من الفصل الحادي عشر وحتى الفصل العشرون رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -