رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة روز أمين كاملة رواية قلوب حائرة الجزء الثاني رواية قلوب حائرة كاملة
رواية قلوب حائرة الجزء الثاني

تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول الفصول في هذا الجزء الثاني بداية من الفصل الحادي عشر وحتى الفصل العشرون.

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الحادي عشر


         🦋 البارت الحادي عشر 🦋 


قالت مليكة جملتها وأتجهت ناحية الدرج وبدأت بالصعود ،،أوقفها صوتهِ القوي وهو ينادي عليها بكل شموخ

ياسين بقوة: 

_مليكة . 


إستدارت لهٌ وهي تأخذ شهيقاً وتخرجهٌ بهدوء لتستقبل تعنيفها علي ما تفوهت به أو علي الأقل رفضهٌ وأعتراضهْ. 


ولكنها فوجئت بوجههِ مٌبتسم وبشوش قائلآ بحنان: 

_مش عاوزك تقلقي من أي حاجة طول ما أنا موجود ،

وصدقيني مٌش هيحصل أي حاجه غير إللي إنتي عاوزاها وبس


وأكمل شارحً: 

_إللي حصل إنهاردة ده محاولة مني بمساعدتك ووقوفي جنبك إنتي ومروان وأنس


وأكمل بنبرة حنون: 

_مش معقول هقبل علي نفسي إني أضايقك أو أسبب لك عبئ نفسي بوجودي في حياتك ،، 


أمسك كتفها وربَتَ عليهْ بحنان تحت هزة نفور منها بجسدها، عذرها هو عليها وتحدث مبتسماً برقة: 

_إطلعي علي أوضتك إرتاحي وأنا هبعت لك أنس مع مٌني علشان ينام في حضنك إنهارده ،،أكيد إنتي محتاجه لحضنه إنهاردة بالذات . 


ثم نظر لها بعيون حانية وتحدث بحنان وأبتسامة جذابة: 

_تصبحي علي خير يا مليكه . 


إستدار بظهرهِ تاركً إياها بشرودها من ردة فعله الغير متوقعه علي غضبتها تلك،شردت للحظات في ذلك المٌبتسم وردة فعله الهادئة التي وبلحظات أدخلت علي قلبها الطمأنينة ،

نفضت من رأسها سريعً تلك الفكرة وأكملت طريقها بالصعود إلي غرفتها. 


إقترب أباهٌ منه وربت علي كتفه وتحدثَ هامسً : 

_أستاااااذ ،،أرفع لك القبعه يا سيادة العقيد،،البت دقيقه كمان كانت هتعيط وتترمي في حضنك وتقول لك أرجوك متزعلش مني و سامحني. 


إبتسم ياسين بجانب فمه وأجاب بلؤم: 

_ظالمني يا باشا صدقني. 


إبتسم عز ونظر لهٌ نظره ذات مغذي 


إنسحب عز وطارق وسالم وشريف كٌل علي وجهتهْ. 


دلف ياسين لغرفة ثريا وجدها تجلس بجانب يسرا والحزن والألم يسيطران علي ملامحها ، إستدعي مٌني العامله بالمنزل وأمرها بأخذ أنس بعد إستئذان ثريا، وصعدت بهٍ إلي مليكه ليغفي بأحضانها  


سحب الكرسي وجلس بمقابل ثريا وأمسك يدها وقبلها بحنان وتحدث بنبرة حنون  : 

_أرجوكي يا أمي مش عاوز أشوف نظرة الحزن دي في عيونك أبدآ ،، 


وأوعي حضرتك تفكري إني مٌمكن في يوم من الأيام أسعي إني أخد مكان رائف الله يرحمه،أو إني أكون بديل عنه لأولاده ،عمري يا ماما ما هعمل كده أبدآ، ،إطمني يا حبيبتي. 


ربتت علي يده الحاضنه كفيها برعايه وتحدثت بحب: 

_وأنا عمري ما أقلق من ناحيتك بأي شكل من الأشكال يا ياسين ،ده إنت عوض ربنا ليا عن المرحوم يا حبيبي


وأكملت بنبرة جادة:

_ أما بالنسبة لأولاد رائف ،مين إللي قال لك إني مش عاوزاك تكون ليهم أب وسند ؟


واسترسلت بتأكيد: 

_بالعكس يا حبيبي، أنا عاوزاك تعوضهم عن حب ورعاية أبوهم اللي إتحرموا منه بدري ،خلي بالك منهم وحبهم زي سيلا وحمزه يا ياسين ،عاوزه أموت وأنا مطمنه عليهم يا أبني. 


شهقت يسرا وتحدثت بهلع  : 

_بعد الشر عنك يا ماما أوعي تقولي كده. 


هتف ياسين هو الآخر قائلاً : 

_بعد الشر عنك يا حبيبتي ،ربنا يبارك في عمرك لحد ما تجوزيهم بنفسك  ، وأكيد أنا مش محتاج توصيني علي أولاد رائف. 


ثم أكملَ مٌعتذراً: 

_وأرجوكي متزعليش مني بخصوص إللي عملته مع نرمين ،للأسف نرمين كانت هتهيج الدنيا وأنا كان لازم أعمل معاها كده علشان نخلص من الموضوع ده كله بسرعه 


وأكمل لمراضاتها:

_ وأنا يومين كده لما تهدي هروح لها بيتها وأراضيها وأجبها لك لحد هنا. 


تحدثت يسرا بحده وحزم: 

_ولا تروح ولا تيجي يا ياسين، إنتَ مغلطش في حاجة ،هي إللي راحت لـ ليالي وطنط منال وولعت الدنيا واللي إنتَ عملته معاها ده أقل رد علي كل إللي هي عملته. 


نظرت لها ثريا نظرة عتاب وتحدثت:

_ ماتبقيش قاسية علي أختك كده يا يسرا، ماتنسيش إن نرمين كانت متعلقة بـ رائف الله يرحمه وأتصدمت في موته


وأكملت بأسي وتأثر:

_  دي يا قلبي قعدت أكتر من شهر مابتتكلمش  من شدة حُزنها عليه ، رد فعلها كان طبيعي من حبها للغالي الله يرحمه 


هزت يسرا رأسها بيأس وفضلت الصمت  


نظر لها ياسين نظره ذات معني خوفاً علي صحة ثريا ووجهَ حديثه إلي ثريا: 

_إهدي يا حبيبتي أكيد يسرا ماتقصدش ،وزي ماقولت لك يومين كده لما تهدي و هروح لها 


ثم وقف منتصب الظهر وأكمل بنبرة هادئة: 

_أنا ماشي ولو عوزتوا أي حاجه إتصلوا بيا ،،تصبحوا على خير. 


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


بعد مدة دلفَ ياسين من باب منزلهِ 

وجدَ والدهٌ يحتضن أيسل وحمزه وهما يبكيان، أما منال كانت تجلس واضعة ساق فوق الآخري وتهزهما بتوتر وعصبيه. 


نظر ياسين لأطفاله وزفر بإستياء،  ألقي السلام عليهم ثم وقف بجانب أيسل ومد يدهٌ لها وأمسكها ،،وجلس وأجلسها بجانبهِ 

ثم إحتضنها وتحدث بنبرة حنون: 

_مٌمكن أعرف أميرتي الحلوه بتعيط ليه ؟


أجابتهٌ أيسل بدموع: 

_يعني حضرتك مش عارف يا بابي بعيط ليه ؟


ياسين وهو يضع أناملهٌ علي وجنة إبنتهِ يمحي لها دمعتها: 

_مش أنا قولت لك قبل كده مش عاوز أشوف دموعك دي طول ماأنا عايش على وش الدنيا ؟


تحدثت منال بتهكم رداً علي حديثهْ: 

_وعاوزها تعمل أيه وهي شايفه مامتها سايبة البيت وماشية وهي حزينة ومكسورة ، وبدل بباها مايروح يراضيها ويرجعها بيتها لأولادها ،رايح يتمم جوازه علي أمها 


ثم نظرت إلي أيسل وتحدثت ساخرةً  : 

_لا فعلآ غلطانه يا سيلا ،المفروض تفرحي وتباركي لبابي علي جوازه من مليكة هانم 


تحدثَ ياسين بإعتراض وهو ينظر إلي منال بيأس وضيق : 

_ماما من فضلك،الكلام ده مايبقاش قدام الولاد. 


أجابتهٌ أيسل بدموع: 

_ليه يا بابي ،هو حضرتك فاكرنا صُغيرين ومش فاهمين الي بيحصل ،أنا وحمزه فاهمين كل حاجه كويس أوي. 


نظر لها ياسين وسألها بإستفهام  : 

_وياتري بقا إللي إنتوا فاهمينوا ده ،فاهمينوا من نفسكم ولا من مامي ونانا يا سيلا ؟


تحدثت أيسل بدموع وتهكم: 

_أياً كان السبب إللي حضرتك إتجوزت علشانه إللي اسمها مليكة دي فهو ما يخصنيش ،أنا كل إللي يخصني حضرتك هو مامي وبس. 


نظر لها ياسين غاضبً وتحدث بنبرة حادة: 

_سيلاااا،،إتكلمي كويس عن مليكة، مش معني إنك زعلانة منها تتكلمي عنها بقلة إحترام. 


وقفت أيسل تنظر لوالدها بغضب وتحركت نحو الدرج وصعدت للأعلي سريعً


تحدث عز بهدوء بعد صمتهِ: 

_بالراحة علي البنت يا ياسين . 


هتفت منال بنبرة ساخرة: 

_أول القصيدة كُفر يا ياسين بيه، من أولها كده بتزعل سيلا إللي مافيش أغلي منها في حياتك علشان الهانم ! 


وأكملت بنبرة تهكمية: 

_أومال لما ترضي عن سيادتك وتسمح لك بدخول غرفتها الملكية، هتعمل فينا أيه ؟


نظر إلي والدتهٌ بإستغراب وهتف قائلآ بنبرة صارمة: 

_من فضلك يا أمي ، يا ريت تتكلمي معايا بإسلوب أرقي من كده ، ومش معني إني بحب بنتي وبدللها إني ما أعلمهاش الأصول والإحترام وهي بتتكلم عن أي حد


وأسترسل شارحً: 

_المشكله هنا مش في مليكة زي ما حضرتك شخصتيها ،،لا خالص 

لو كانت أيسل إتكلمت عن أي حد تاني بنفس الإسلوب كنت هعنفها بردوا 

علشان دي بنتي وما أقبلش أبدآ إنها تقلل إحترامها وهي بتتكلم عن أي حد 


وأكمل متسائلاً بنبرة تهكمية:

_ أظن إنها بنتي وعليا جانب في تربيتها وإصلاحها ، ولا أيه يا منال هانم؟؟


أشاحت بنظرها عنهٌ ولوت فاهها بطريقه ساخره 


تحدث حمزه وهو ينظر إلي والدهُ برجاء: 

_بابي ،،أنا عارف إن حضرتك إتجوزت طنط مليكة علشان تخلي أنوس ومروان يفضلوا عايشين معانا ومايروحوش مع جدهم سالم


وأكمل موضحً وهو ينظر إلي عز: 

_جدو عز قال لنا كده أنا وأيسل ،وأنا مش زعلان من حضرتك علشان أنا بحب أنوس ومروان ومش عاوزهم يمشوا 


وأكمل بنبرة طفولية:

_ لكن بليز يا بابي روح صالح مامي وهاتها من عند جدوا. 


نظر له ياسين بحنان وأشار لهٌ بيده ليأتي إليه، أسرع الصبي إليه وأرتمي بداخل أحضانه، قبلهٌ ياسين من جبهتهِ وملس علي شعرهِ بحنان 

ثم نظر له وتحدثَ بهدوء: 

_حبيبي، مش عاوزك تقلق خالص بخصوص مامي ،مامي هي إللي إختارت تروح تقعد يومين عند جدو تهدي فيهم أعصابها وهتيجي تاني لوحدها زي ما مشيت. 


إنتفضت منال من جلستها ونظرت إليه بغضب وهتفت بتساءل غاضب :

_ يعني أيه يا ياسين، أفهم من كلامك ده إنك مش هتروح تجيب ليالي ؟


تحدث ياسين وهو يُقبل وجنة إبنهِ بحنان :

_ حمزه حبيبي ممكن تطلع فوق عند أختك تقعد معاها وتراضيها ، وزي ما قولت لك يا حبيبي، مش عاوزك تقلق من أي حاجة ،كل حاجة هتبقي كويسه إن شاء الله. 


هز لهٌ حمزه رأسه بإقتناع وصعد بطاعه لغرفة شقيقتهٌ كما طلب منهٌ أباهٌ


هتف عز بحدة موجهً نظره إلي زوجتهِ: 

_إنتِ إزاي تتكلمي بالطريقه دي مع ياسين قدام الأولاد ،. أيه إللي بتحاولي توصليه ليهم بالظبط


وأكمل متسائلاً بغضب:

_ إنتي عاوزاهم يكرهوا أبوهم يا منال ؟


تفاجأت بحديث عز وتحدثت بإستنكار: 

_أنا يا عز ، أنا بحاول أكره الولاد في إبني ؟

ومين، ياسين إللي بحبه أكتر من روحي وبتشرف بيه قدام الدنيا كلها ؟ 


تحدثَ ياسين ناهيً الحديث الذي سيتحول لإندلاع حريق مُشتعل بين ذاك الثنائي: 

_من فضلكم إهدوا يا جماعه ، أنا مصدع لوحدي ومش متحمل أي نقاش تاني إنهاردة ، أنا بجد تعبان ومحتاج أنام علشان عندي شغل بكره مهم وضروري في الوزاره  


وقفت منال وتحدثت بإستهجان ونبرة غاضبة: 

_يعني أيه يا ياسين الكلام ده؟

يعني مش هتروح تتكلم مع خالك وتتأسف له وتجيب مراتك علشان تبات في بيتها ؟


أجابها ياسين بنبرة حادة: 

_لا يا ماما مش رايح ،وبعدين هو أنا غلط في أيه علشان أتأسف له ؟


واسترسل شارحً: 

_أنا أتجوزت علي سنة الله ورسوله وقدام العيلة كلها ،وقبل كل شيئ كلمت خالي وبلغته علي سبب جوازي 

وأكمل:

_ أينعم هو أعترض ورفض الموضوع لكن دي مشكلته هو مش مشكلتي ،أنا بالنسبة لي كدة عملت إللي عليا 

تصبحوا علي خير 


وصعد لغرفتهِ أخذ حماماً دافئاً وأرتدي بنطال خفيف للنوم وضل عاري الصدر ،وجلس علي تخته يفكر في من ملكت قلبهٌ وتفكيره وجميع جوارحهٌ 


حدث حاله: 

_متي مليكه؟ 

متي تشعٌرين بي وبقلبي وتأتين إليْ ترتمين داخل أحضاني بلهفه وشوق وتقولين لي ،،تعبت من عشقك ياسين ،أٌريدك حبيبي،أٌريدكَ وبشدة،

أهٍ مليكة لو تعلمين كم أشتاقك أميرتي،

لو تعلمين كم أتمني ضمك لصدري،،

أريد أن أسحق عظامك الرقيقة داخل أحضاني ،،أٌريدكِ مليكة،،أريدك ♡


زفر بشدة أخرج بها لهيباً من داخل صدره المشتعل بالإشتياق ،،لم ينم طيلة الليل ،،بات يتقلب بفراشه يتخيلها مجاورةً لهٌ نائمة علي ذراعيه بين أحضانه   


أما مليكة التي إحتضنت صغيرها وباتت تبكي وتتذكر حبيبها بكل مراحل حياتها معه،، لقاء أول يوم جمعها به،،حتي يوم زواجهما ،،تذكرت كل لحظة حب جمعتها به وباتت تبكي علي حالها وما أوصلتها به الظروف،،حتي غفت بدموعها   


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


بعد عدة أيام 

في إحدي الكافيهات الراقية المٌطلة علي البحر كان يجلس شريف مع حبيبتهٌ سالي وهو حزين


سألتهُ سالي وهي تضع يدها علي يدهِ الموضوعة علي المنضدة قائلة بإحتواء : 

_ أرجوك يا شريف حاول تٌخرج من حالة الحزن والإكتئاب إللي إنتَ حاطط نفسك فيها دي ،أكيد العلاقه بينك وبين مليكة هترجع أحسن من الأول كمان 


نظر لها شريف وتحدث بإنكسار: 

_عُمر إللي بيني وبين مليكة ماهيرجع زي الأول تاني يا سالي 


إنتي أصلك ماتعرفيش مليكة ،هي أه رقيقة وحنونة جدآ ،لكن طول عمرها بتحط كرامتها فوق كل شيئ ، وبعد إللي كلنا عملناه معاها أظن عمرها ما هترجع تاني زي الأول مع أي حد فينا 


وأكمل بنبرة خجلة من حاله : 

_أنا خذلتها يا سالي ،موقفتش معاها في مشكلتها، لكن غضب عني والله ، ماهو كمان ماكانش ينفع أقف في وش أبويا،،وخصوصآ إن أنا نفسي مقتنع جدآ باللي هو عمله وعارف إنه في مصلحتها 


أجابتهٌ سالي بحنان: 

_أرجوك يا حبيبي إهدي، صدقني الحكاية هتاخد وقتها وهتعدي وكل حاجة هترجع لطبيعتها ،إنسي بقا وخليك معايا شويه 


وأكملت بنبرة هائمة كي تسحبهُ لعالمها:

_ هو أنا مٌش وحشاك ولا أيه ؟


نظر لها بحب وتحدث  : 

_إنتي بتوحشيني وإنتي معايا يا سالي،أنا أسف بجد ياروحي، دوشتك بمشاكلي وإنتي ملكيش أي ذنب فيها


ثم أمسك بيدها ووضع قٌبلةً رقيقه وتحدث بهيام: 

_بحبك يا سالي،بحبك أوي، أيه رأيك نروح سينما إنهارده بعد الهوا؟ 

أنا هخلص برنامجي الساعه 8 ،،نروح حفلة 9 قولتي أيه؟


أجابتهُ سالي وهي تنظر لهٌ بهيام: 

_ أنا موافقه علي أي حاجه تقولها ،طالما هنكون مع بعض يا حبيبي 

تحدث شريف بعيناي عاشقة: 

_ يا عيون حبيبك إنتي  


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


داخل منزل المهندس أحمد العشري والد ليالي 


كانت تجلس ليالي بدموعها التي تجري علي وجنتيها، وبجوارها والدها و والدتها السيدة قِسمتْ ، وأبنتها الآخري داليدا ،ومنال زوجة عز


تحدثت داليدا بحده وتعالي: 

_بقا كده يا عمتو ، هي دي أخرتها ، بقا ياسين يتجرأ ويتجوز علي أختي أنا ، يتجوز علي ليالي العشري وحضرتك واقفه تتفرجي عليه من غير ما يكون لك أي ردة فعل ! 


أجابتها منال بتبرير بنبرة ساخرة: 

_وأنا كان في إيدي أيه أعمله وماعملتهوش يا داليدا ، ولو كٌنتي عايزاني أسيب البيت أنا كمان وأجي أقعد لكم هنا ؟


تحدث أحمد إلي داليدا بعقلانية  : 

_وعمتك أيه بس إللي بأديها تعمله يا داليدا، ده ياسين المغربي إللي إسكندرية كلها بتعمل له ألف حساب وبتهيبه ،،ده أبوه نفسه مايقدرش يجبره علي حاجة هو مش عاوزها 


تحدثت قسمت بكبرياء: 

_إذا كان هو ياسين المغربي وشايف نفسه أوي، فاأنا بقا هخليه يندم وييجي يبوس إيدي وإيد بنتي علشان ترضي عنه و ترجع له، وهذله علي ما أوافق إني أرجعها له كمان،، هو كان يحلم يتجوز واحده زي ليالي  


أجابتها منال بتهكم: 

_يبقي هتفضلي مستنيه عمرك كله يا قسمت ، 


وأكملت بتعالي:

_ مش ياسين المغربي اللي تكسره واحده ست ويندم عليها ، وبعدين يا ريت يا هانم متنسيش إن إللي بتتكلمي عنه ده يبقي إبني، ياريت تحطي ده في دماغك 


نظرت لها ليالي وتحدثت بدموع ولوم: 

_حضرتك زعلانه علشان كلمتين ماما بتقول لهم من حزنها عليا،  ومش زعلانه علي إللي إبنك عمله فيا يا عمتو ؟


وأكملت بحده  : 

_إبنك خلاني سخرية لإسكندرية كلها،، أنا بقيت تسلية النوادي والكافيهات. 


حدثتها منال بجدية وعقلانية: 

_بقول لك أيه يا ليالي، ،سيبك من الكلام الفاضي ده كله ،ياسين كتب كتابه عليها وجه البيت نام في أوضتك وعلي سريرك ،،يعني الجوازه طلعت علي الورق بجد زي ما قال لنا ، 


وأكملت شارحة بتوضيح :

_ أهو كاتب كتابه عليها من تلات أيام ،،

ومن يومها ما قربش منها ولا من أوضتها ، بيروح يفطر عند ثريا زي ما كان بيعمل كل يوم،، وبعد المغرب بيروح يقعد شوية مع ثريا ويسرا والولاد، 

ومليكة مابتنزلش من أوضتها طول ما هو موجود في البيت 


نظرت إليها داليدا وتحدثت بتساؤل ذكي: 

_وحضرتك عرفتي منين الكلام ده كله يا عمتو ؟ 


أجابتها منال بثقه: 

_أنا ليا مصادري الخاصة إللي بعرف منها كل حرف بيتقال عند ثريا، إنتي فكراني نايمة علي وداني وسايبة الدنيا تمشي كده بالبركة. 


تحدثت قسمة بكبرياء وحديث ذات مغزي: 

_عايزة ليالي تقبل وترضخ  بإللي مقبلتهوش علي نفسك زمان ليه يا منال ؟


نظرت لها منال بقوه وتحدثت بنبرة حادة: 

_لا الزمن هو الزمن ولا ياسين زي عز يا قسمت،

عز وقتها خاف من تهديدي ليه بالطلاق،،لكن ياسين قادر ومبيهموش


وأكملت بتوضيح: 

_وبعدين ثريا بنفسها هي إللي رفضت جوازها من عز وأخواتها وقفوا معاها وساندوا قرارها، يعني الوضع كله كان مغربي في مغربي 

، لكن مليكه لا حول ليها ولا قوة 


وأكملت بنبرة حادة: 

_فهمتي يا قسمة هانم ،  وبعدين بدل ما إنتي قاعده تحيي إللي مات وأندفن إنصحي بنتك وخليها تشوف مصلحتها 


ثم وجهت بصرها إلي ليالي وأردفت بهدوء:

_ شوفي يا ليالي، خليكي قاعدة هنا كمان كام يوم ريحي فيهم أعصابك، 

وأنا لو ياسين نشف دماغه ومجاش يصالحك، أنا هقول له وأجبره إنه يجي لك،  وإنتي بقا تتشطري كده وتتدللي عليه وترجعي بيتك لجوزك وولادك. 


نظرت لها قسمة وتحدثت بإستهجان: 

_نعم ،،أيه إللي إنتِ بتقوليه ده يا منال ،،إنتي عاوزاها ترجع له بسهوله كده بعد كل إللي عمله فيها ؟ 


أجابها أحمد بعقلانية : 

_يعني هتعملي أيه يا قسمة، بالعكس ،منال بتتكلم صح ،إللي حصل حصل وخلاص ،،ليالي ترجع بيتها وتعيش حياتها مع جوزها ،وكفايه إنه معيشها عيشة ملوك،

وأكمل بإستحسان:

_ ده مفيش ست فيكي يا إسكندرية عايشة ومتدلله زي بنتك ما هي عايشة 


تحدثت ليالي رافضة بإعتراض وغرور : 

_لا طبعاً يا بابي مامي بتتكلم صح، أنا لازم أذله الأول وأخليه يندم علي اليوم إللي فكر فيه يتجوز علي ليالي العشري 


وقفت منال حاملة حقيبة يدها وتحدثت بنبرة صارمة : 

_براحتك يا ليالي أنا عملت إللي عليا ونصحتك ،، 

إنتي بقا عاوزه تمشي ورا كلام مامتك إنتي حره ،،بس ياريت في الأخر متجيش تعيطي وتقولي لي إلحقيني يا عمتو 


تحدثت قسمة بتراجع سريع  : 

_إستني بس يا منال رايحة علي فين، مش لما نتفق الأول 


واسترسلت قائلة: 

_بصي يا ستي أنا موافقه إنها ترجع له بس علي الأقل يحط لها مبلغ محترم في البنك تضمن بيه حقها وعيشتها معاه 


نظرت لها بإستنكار متحدثه: 

_نعم ، أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا قسمة ،إنتي عوزاني أروح أقول لإبني الكلام الفارغ ده؟ 


واسترسلت ناصحة لها : 

_ إهدي يا قسمة وخافي علي بيت بنتك أكتر من كده، وأحمدي ربنا علي إللي بنتك فيه،،ده ياسين معيشها عيشه أنا نفسي مش عيشاها 


                  ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في منزل سالم عثمان ،،دلف من باب شقتهِ وجد زوجتهِ تبكي بمرارة ،،زفر بضيق لرؤيتهِ لها هكذا 


جلس بجانبها وتحدث بنبرة حازمة : 

_مش هنخلص من النكد إللي معيشانا فيه ليل ونهار ده يا سٌهير  ؟ 

محسساني إن بنتك حصل لها حاجه لاقدر الله مش إتجوزت 


نظرت لهٌ ببكاء وهي تشهق قائلة بنبرة ساخطة: 

_جوازة الشوم والندامة يا سالم، البنت مابتردش علي تليفوناتي من يومها 


وأكملت بتفسير:

_ سلمي صاحبتها بتقول لي إنها مش مبطله عياط وبتنام علي المهدأت  


زفر سالم بحده وتحدث ليهدئها: 

_وأيه المشكلة يا سٌهير، ما أنتي عارفه بنتك حساسه وأي حاجة بتخليها تعيط، شويه وهتهدي وتنسي


وأكمل: 

_بكره تفوق وتفهم و تٌشكرني إني سلمتها لراجل هيحافظ علي حقوقها وحقوق ولادها إللي كانت هتضيع بين طمع نرمين ووليد ،،وما خفي كان أعظم 


وأسترسل مفسراً: 

_ده وليد بيه ماأستناش لما جثة أبن عمه تبرد في تربتها، جه يجري ويلهث ويسأل في البنك علي حسابات رائف البنكية رابع يوم وفاته،،وأصحابي بنفسهم اللي بلغوني بكده


وأكمل غاضبً: 

_والهانم المحترمه أخته ، يدوب عدي تلات شهور وجريت التانيه تسأل وتدعبث علي الحسابات ، وسألت علي حساب والدتها ومليكة والولاد  


وأكمل متسائلاً بنبرة عتابية: 

_كنتي عاوزاني أشوف كل ده وأسكت لما ألاقي بنتي حقها وحق أولادها مٌمكن يتاكل قدام عنيا وأنا واقف مش قادر أعمل حاجه


وأكمل بإمتنان  : 

_ياسين بالنسبة لي كان طوق النجاة لبنتي وأولادها يا سٌهير 

ومش ندمان إني أخدت الخطوة دي،، ولو رجع بيا الزمن تاني هعيد نفس إللي عملته،

كفايه إنها بقت في حماية راجل محترم هيصونها وعمره ما هيطمع فيها ولا في حق ولادها  


ردت عليه سٌهير بنبرة صوت مٌلامة: 

_طب كنت عَرفت بنتك بكل ده ،،مش يمكن كانت إرتاحت وعذرتك في تصرفاتك. 


أجابها سالم: 

_وليه أقلقها وأخوفها من كل إللي حواليها،، وأظن الكلام ده ما بقاش ليه لزوم،، بعد جوازها من ياسين مفيش مخلوق هيقدر يقرب منها ولا من أولادها ،، 

وأكملَ مٌطمئناً إياها: 

_وإنتي إهدي وأجمدي كده، وبنتك كلها إسبوع وقلبها يحن وتلاقيها قدامك هنا وبتترمي في حضنك ، 

وقف منتصبآ قائلاً  : 

_سيبك من النكد ده يا سٌهير وقومي جهزي لي الغدا علي ماأدخل أخد دٌش،،أنا راجع من الشغل  جعان   

              ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


بعد عدة أيام أخري 


في منزل ثريا عصراً ،،كان الجميع مٌجتمع علي سفرة الطعام لتناول وجبة الغداء،،كانت ثريا تٌجلس أنس فوق ساقيها وتطعمهٌ 

وتجاورها يسرا وإبنتها وولدها ومليكة ومروان 

دلف ياسين للغرفة بدون إستئذان قائلاً بمرح: 

_إوعوا تكونوا أكلتوا من غيري ؟


نظرت لهٌ ثريا وتحدثت بإبتسامة وترحاب: 

_تعال يا حبيبي ،،إحنا لسه يادوب بادئين 


وقفت مليكه بإرتباك من دخولهٌ المفاجئ وهي بدون حجاب وترتدي منامة بيتية مٌحكمة علي جسدها تٌظهر مفاتنها 


تحركت سريعً للخارج تحت أنظار ذلك المسحور من رؤيتها بتلك الهيئة المهلكة لروحهْ 


عادت بعد مدة قصيرة مرتدية ثيابً مٌحتشمة بعد أن إستدعتها ثريا لإستكمال غدائها 

جلست مكانها بمقابل ذاك الناظر لها بغضب من تلك الفعله ، أمازالت تلكَ المٌتعِبة التي تعتبرهٌ غريبً عنها حتي بعد أن أصبحت زوجته 


تحدث ياسين موجهً حديثهٌ إلي ثريا: 

_ بعد إذن حضرتك يا ماما،،أنا ناوي أنقل شوية حاجات خاصة بيا في الجناح إللي جنب مليكة  


نظرت لهٌ بعيون تشتعل غضبآ قائلة بحدة واعتراض: 

_حاجات أيه دي اللي هتنقلها يا سيادة العقيد ؟ 

وليه جنب جناحي أنا بالذات ؟ 


ياسين وهو ينظر لطبق طعامه ولم يعير لغضبها أو لحديثها أية إهتمام، وجهَ حديثهٌ لثريا قائلآ بنبرة هادئة: 

_إنتي عارفه يا ماما إن العيلة كلها عارفه إن أنا ومليكة متجوزين حالياً ،

وبيتهئ لي كمان إن كان إتفاقنا من الأول إن مفيش حد يعرف بشرط مليكه غيرنا 


وأكمل مبرراً: 

_فعلشان كده لازم كل شيئ يبان طبيعي علشان محدش ياخد باله، وأنا شايف كمان إني لازم أبات هنا كام يوم في الأسبوع،، علشان ما نلفتش الإنتباه ،ده طبعآ بعد إذنك يا حبيبتي 


أجابتهٌ ثريا بهدوء بوجهِ بشوش: 

_تنور طبعاً يا حبيبي،،ده بيتك ومش محتاج تستأذن ،،هخلي مٌني توضب لك الجناح حالاً،، وإبعت إنتَ الحاجات وأنا بنفسي هشرف علي رصها وتوضيبها  


هتفت مليكة بنبرة غاضبة معترضة: 

_هو فيه أيه بالظبط يا ماما ، يعني أيه حضرتك تسمحي لراجل غريب يٌسكن معانا في البيت وكمان هتدي له الجناح إللي جنبي ؟


إشتعل جسدهِ ونظر لها بعيون تطلقُ شزراً من شدة غضبهِ وصاح قائلاً بنبرة حادة عنيفة  : 

_أنا جوزك يا هانم لو مش واخده بالك، ومش معني إني بسكت علي أفعالك وهرتلتك في الكلام إني موافق عليها، 


واسترسل حديثهُ بنبرة تحذيرية: 

_فياريت تخلي بالك من كلامك وأفعالك معايا بعد كده ، لان صبري عليكي بدأ ينفذ . 


إنتفضت بجلستها وكادت أن تتحدث ولكن أسكتتها ثريا بنظراتها المتوسلة قائلة  : 

_خلاص يا مليكة ، من فضلك إسكتي وخلي بالك إن الولاد موجودين معانا علي السُفرة ،نبقي نتكلم بعدين. 


إنتفضت واقفتة بغضب وتحدثت: 

_لا بعدين ولا الوقت ، يظهر إن مبقاليش الحق حتي في الكلام والتعبير عن رأيي في البيت يا ماما ، بعد إذنكم. 


وقفت يسرا تنظر إلي طيفها وذهبت خلفها تناديها وهتفت: 

_مليكة ،إستني خلينا نتكلم. 


زفر بضيق بعد رحيلها وتحدث بنبرة حزينة: 

_أنا مش فاهم أيه إللي جرا لها وخلاها بقت عنيفة معايا بالطريقة دي ؟ 


وأكمل مٌبرراً أفعاله : 

_هو أنا كده غلطان يا أمي علشان بحاول أحافظ علي شكلنا قدام الناس ؟ 


واسترسل غاضبً: 

_هي ناسية إني راجل وعندي كرامة ولازم أحافظ علي شكلي ورجولتي قدام العيلة، إحنا مش عايشين لوحدنا يا عمتي . 


أجابته ثريا بوهن وضعف بعدما أصبح كل شئ حولها يضغط علي عاتقها : 

_متزعلش منها يا ياسين، غصب عنها يا إبني ،إللي بيحصل ده كله فوق طاقتها، 

وإنتَ يا إبني عداك العيب في إللي بتقوله 


وأكملت كي تهدئ من ثورته:

_ إبعت حاجتك وأنا هرصها لك بنفسي يا حبيبي،،ومن ناحية مليكة أنا هتكلم معاها وأهديها 


بات يتنفس بهدوء في محاولة منه لضبط النفس لكي لا يُزعج عمتهُ أكثر من ذلك 


دلفت لها يُسرا داخل غرفتها  وجدتها ترتمي علي تختها وهي تبكي بحرقه ، جلست بجانبها وأخذتها بأحضانها وباتت تربت علي ظهرها 


وتحدثت بحنان: 

_علشان خاطري بلاش تعيطي يا مليكة ، أنا عارفة إن إللي بيحصل ده كله فوق طاقتك، وصدقيني دابحني أنا وأمي كمان ، لكن قولي لي أيه إللي في إدينا نعمله


وأكملت شارحة:

_ إوعي يٌغرك تماسك ماما قدامنا بالشكل ده، صدقيني ده تماسك هش،

ماما عاوزه تطمن علي مروان وأنس بأي طريقه،وده حقها


وأكملت بنبرة تعقلية : 

_وبصراحه ياسين عنده حق في كل إللي قاله ،الراجل ما تعداش حدوده معاكِ ، واحد غيره كان قال حطوا لي حاجتي في أوضة مليكه،

وده حقه وماحدش يقدر يمنعه منه


وأكملت متألمة لأجل غاليها: 

_إنتِ مراته شرعً وقانونً ،لكن هو مراعي نفسيتك وحساسيتنا كلنا من الموضوع ده وعارف حدوده وبيتصرف علي أساس شرطك معاه. 


أجابتها مليكه بدموع وروحٍ تتألم  : 

_يا يسرا أنا محدش حاسس بيا وبألمي،أنا بموت في اليوم ألف مرة، كل ما أتخيل إني خلاص بقيت علي ذمة راجل غير رائف بموت من جوايا صدقيني  


أخذتها يسرا بأحضانها وظلتا تبكيان سويآ علي ذكر إسم فقيدهما الغالي. 


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


عند غروب شمس اليوم التالي 


أفاق من نومهِ وقت قيلولتهِ بعدما عاد من عمله، خرج إلي الشرفة لإستنشاق بعض الهواء، وجدها تتمشي بالحديقه كشمسٍ تٌنيرٌ كل ما حولها بسطوع ،كانت بصحبة صديقتها المقربه سلمي، 

إبتسمَ لرؤيتها الساحرة ، كانت تتمشي بمواجهة شرفتهِ فوجدتهٌ واقفً بشموخ وطلة رجولية مٌهلكه لأي أنثي إلا إياها 

واقفً منتصب الظهر يضع يدهٌ بجيب سروالهِ البيتي المريح ويرتدي فوقهٌ تيشرت من اللون الأبيض بدونِ أكمام يظهر كم رجولتهِ وعضلاتهٌ القوية لرجل المخابرات القوي 


إبتسمَ لها بتودد وأمال برأسه لها ولـ سلمي كتحية ترحيب وإحترام منهٌ لكلتاهُما  ،لم تُعيره إهتمام بينما أمائت سلمي له رأسها بإحترام وأشارت لهٌ بيدها بترحاب زائد عن الحد 


زفرت مليكة بضيق وتحدثت بنبرة حادّة: 

_ما خلاص يا سلمي مش حكايه هي، هزيتي راسك وخلصنا لزمته أيه تشاوري له كمان


وأكملت بضيق:

_ ده مش بعيد تلاقيه جاي لازق لنا هنا الوقت بعد ترحاب سيادتك الحار بجلالته 


أطلقت سلمي ضحكة عالية تحت أنظار ذلك الناظر لهما بإبتسامة مشرقة وتحدثت بتمني أغاظ تلك المليكة: 

_طب ياريت ينزل ويتمشي معانا ، هو حد يطول يتمشي مع ياسين المغربي بوسامته ورجولته وشخصيته إللي تخطف قلب أي ست . 


نظرت إليها مليكة بإستغراب حال صديقتها ثم هتفت بنبرة تهكمية  : 

_لا والله، وده من أمتي يا ست سلمي ؟


هتفت سلمي بنبرة حماسية: 

_تعرفي يا ليكة إن من ساعة إنتشار خبر جوازك من ياسين وكل ستات إسكندرية بتحقد عليكي وبتحسدك ،وأنا منهم طبعاً. 


أجابتها مليكة بنبرة حزننة بعدما إنطفأت ملامح وجهها من إشراقتها وبدا عليها الألم : 

_علي أيه يعني، يتفضلوه بالهنا والشفا علي قلوبهم  


ضحكت سلمي ثم نظرت إلي مليكة وتحدثت بجدية: 

_ لا بجد يا ليكة، إنتِ ليه متحاوليش تدي لنفسك فرصه تانية في الحياة  ،ياسين راجل ليه وضعه في البلد و تتمناه أي ست في الدنيا كلها،


وأكملت بنبرة حنون:

_ وإنتِ لسه صغيرة وجميلة يا قلبي ، مش معقول هتعيشي وتكملي من غير حب وراجل في حياتك 


تنهدت مليكة وتحدثت بنبرة حزينة: 

_الكلام إللي بتقوليه ده كان ينفع لو لسه قلبي موجود معايا ، لكن للأسف يا سلمي، أنا قلبي مات وأتدفن مع رائف 


وأكملت بنبرة صادقة:

_ صدقيني أنا الحاجة الوحيدة إللي مخلياني مٌتماسكة وصابرة علي إللي أنا فيه ده كله هما أولادي 

واسترسلت بتأكيد:

_ أولادي وبس 


تنهدت سلمي بأسي وحزنت لأجل صديقتها ذات القلب الحزين المتألم وتمنت من الله أن يجعل قلبها يري الفرحة من جديد علي يد ذاك الفارس المغوار .

☆قلوب حائره ☆

بقلمي روز آمين

اقرأ في: تحميل رواية جريمة على ضفاف النيل

اقرأ في: تحميل رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور pdf

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الثاني عشر

               🦋 البارت الثاني عشر 🦋 


بعد عدة أيامٍ أٌخر..

صعدت لها مٌني العاملة بالمنزل لتستدعيها تهبط للأسفل بناءً علي أوامر من ياسين

هبطط من أعلي الدرج تحت أنظار جميع العائله المترقبه لوصولها حيث الجميع متواجد ومجتمع بطلب من نرمين، 

ألقت عليهم السلام فردُّوه بإحترام 


وقف ياسين سريعاً إحتراماً لها ومد يدهٌ وأجلسها بجانبهِ تحت إستغرابها من تلك المعاملة ولكنها سرعان ما فسرتها كشكليات لمظهره أمام العائلة


تحدث عبدالرحمن قائلآ: 

_يا جماعة  إحنا مجتمعين هنا إنهارده بطلب من نرمين، نرمين لجأتلي علشان أكلملها عمها عز، وعاوزانا نشوفلها حقها هي ويسرا في ميراث والدهم الله يرحمه 


تحدثت يسرا بلهجه غاضبة:

_ نرمين تتكلم عن نفسها وبس،أنا عن نفسي ماطلبتش منها حاجه ولا إتكلمنا في الموضوع من الأساس ! 


نظر لها عز قائلاً:

_ حقك معروف من زمان ومتصان يا نرمين، مكانش ليه لزوم توسطي بينا عمك عبدالرحمن، كنتي جيتي قولتيلي يا بنتي وأنا كنت قولتلك إننا بالفعل حسبنا لك ميراثك إنتي ويسرا وكتبنا لكم بيه عقود لضمان حقكم! 


أجابتهٌ نرمين بجدية:

_ مٌتشكره جداً يا عمو، وبعد إذنك انا عاوزه أعرف نصيبي في الشركه وأسجله بإسمي في الشهر العقاري، وكمان أديره بنفسي أنا ومحمد جوزي.


وحولت بصرها إلي طارق وتحدثت بطريقة أمرة مٌستفزة: 

_علشان كده عاوزاك تخصص لي مكتب في الشركة يا طارق 


أجابها طارق رافضاً ببرود أزعجها : 

_أنا أسف يا نرمين، لكن ماحدش هايدخل شركتي إللي أسستها أنا والمرحوم رائف وتعبنا فيها

حقك تعرفيه وتسجليه علي راسي، لكن تدخلي الشركه وتديري، سوري مٌش هيحصل.


إنتفضت نرمين وأجابته بنبرة غاضبة :

_ مش من حقك تمنعني يا طارق. 


أجابها طارق بعقلانية:

_ لا من حقي يا نرمين،أنا بأملك 50% من أسهم الشركة ومليكة وولادها وعمتي ويسرا ليهم الأكثرية بعدي يعني لو حسبتي حصتك كلها مٌش هتكمل 4%، يبقي علي أي أساس هيكون لك مكتب وتديري؟!


ردت نرمين بحده: 

انتَ بتقول أيه يا طارق،،4% أيه إللي بتقول عليهم هو من أولها كده هيتاكل حقي عيني عينك. 


هٌنا تحدث عز بنبرة حادة:

نرمين، خلي بالك من كلامك وعيب أوي اللي بتقوليه ده. 


كانت تجلس بجانبهٌ ويظهر علي وجهها علامات القلق والتشنج مما يقال ويحدث 


إقتربَ من أٌذنها وتحدث بهدوء وطمئنها: 

_إهدي، مش عاوزك تقلقي أبداً طول ما أنا موجود. 


نظرت إليهِ سريعاً وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات لتهدئة روعها وشعورها بالطمأنينة، أمائت له بعينيها وأستكانت بجلستها 


كان الجميع الحاضر الصامت، كلًٌ يتحدث بإختصاصه وفيما يخصهٌ فقط،الكل يستمع وعندما يأتي ما يخص شأنه يتحدث

هكذا هي عائلة المغربي حيث الرقي والإحترام للبعض.


أكملت نرمين حديثها ببعض الهدوء:

_ انا أسفة يا عمو لكن حضرتك يرضيك الكلام ده، معقولة هي دي نسبتي من ورث بابا ؟


تحدث وليد مستغلاً غضبها : 

_إهدي يا نرمين لما نفهم علي أي أساس طارق حدد لك النسبة دي،  وبعدين نتكلم خلينا ما نسبقش الأحداث  


أجابهٌ عز بنبرة حازمة : طارق محددش حاجة يا وليد، احنا قعدنا مع محامي العيلة والمحاسب وهما إللي حسبوا وقسموا كل حاجة بما يرضي الله 


ثم وجهَ بصره إلي نرمين مفسراً: 

_بصي يا نرمين،الشركه دي بتاعت رائف الله يرحمه،عملها بشغله وفلوس ورثه ، ومن طيبة قلبه يا حبيبي حب يدخلكم معاه في الخير إللي داخل منها 


فاأخد بعض من حقكم في الأرض إللي باعها ودخلكم بيه،لكن باقي ورثك إنتي ويسرا موجود في الفيلا دي وفيلا العجمي وأرض المعموره ، وكل ده محسوب وهتاخديه بالمليم.


هٌنا تحدثت ثريا بصوتٍ حازم:

_ الفيلا دي بتاعت أولاد رائف يا سيادة اللوا،ونرمين ويسرا ياخدوا فيلا العجمي 


نظر إليها عز بهدوء وتحدث بلطف:

_ اللي إنتي عاوزاه كله يا ثريا هيتنفذ بالحرف الواحد،مش عاوزك تقلقي. 


نظرت له وشكرته بإمتنان قائلة: 

_متشكرة أوي يا سيادة اللوا


أردفت نرمين قائلة بتكملة :

_ طب ده حقي في ورث بابا، عايزه كمان أعرف حقي في ميراثي من رائف. 


نظر لها الجميع بذهول وتحدث ياسين مبتسماً بسخريه: 

_شكلك ما سمعتيش قبل كده عن الولد بتاع الكوتشينة إللي بيقٌش يا نرمين


نظرت لهٌ نرمين بعدم فهم وتحدثت بإستفسار: نعم! تقصد أيه بكلامك ده يا ياسين ؟


أجابها ياسين ببرود : 

_أقصد إن رائف سايب ولدين، يبقي كده شرعاً محدش ليه الحق في ورثه غير عمتي و بس. 


أجابتهٌ ثريا بنبرة قاطعة :

_ وانا متنازلة عن الحق ده ل مروان وأنس وهكتبهولهم بيع وشرا .


نظرت لها نرمين وتحدثت بإعتراض غاضب:

_ لكن ده ظلم يا ماما، حضرتك كدة بتحرميني أنا ويسرا من حقنا فيكي،مش كفاية كتبتي الأرض إللي ورثتيها عن جدوا لولاد رائف ؟


أجابتها ثريا بجدية: 

_أنا كتبت لهم جزء من ورثي يا نرمين وخليت عمك عز كتب لك إنتي وأختك قطعة الأرض التانية 


وأسترسلت حديثها وهي تنظر إلي عيناها قائلة بنفي: 

_أنا مش ظالمة يا بنتي ،ومرضاش علي نفسي أظلمك إنتي وأختك وأقابل ربنا وأنا شايلة في رقبتي حقوق الغير 


وأكملت بإعتراض: 

_لكن كمان من حقي أرفض ورثي في أخوكم، ياستي إعتبريني أنا إللي مت الأول وهو إللي ورثني. 


هتفت يسرا بلهفة هي و مليكة وياسين بنفس التوقيت:

_ بعد الشر عنك يا ماما  

تحدثت نرمين بحده: 

_ طيب تمام، أنا بقا عاوزة يبقا لي الولاية علي ولاد رائف

عاوزه أكون الواصية عليهم علشان يبقا لي الحق أراعي فلوس ولاد أخويا ويكون لي حق في إدارة حقهم في الشركة


وأكملت بتأكيد: 

_أظن أنا أكتر واحده هتخاف عليهم وتخلي بالها من أموالهم، خصوصاً إن ماما تعبانه ومش هتقدر تراعي أملاكهم


لم تتمالك مليكة حالها عندما تفوهت نرمين بتلك التخاريف كادت أن تتحدث ولكن سبقها ذاك الجالس بجانبها 

قائلاً ببرود : 

_الوحيدة إللي ليها الحق في رعاية الأولاد والولاية عليهم هي مليكة، أظن محدش هيخاف علي أولادها قدها 


تنفست الصعداء بارتياح لما إستمعتهٌ منه ووقوفه بجانبها وارتخت بجلستها بهدوء.


تحدثت ثريا بإيماء وموافقة : 

_وأنا موافقه،وزي ياسين ما قال، محدش هيخاف علي الولاد أد أمهم. 


نظرت لها مليكه بإبتسامة شكر وعرفان 


هتفت نرمين بتلعثم وبعض الحده: 

_سوري يا ياسين لكن مٌمكن أفهم بصفتك إيه تقرر قرار مصيري زي ده ؟ 

وأكملت بتفسير:

_ بيتهيئ لي إن أنا وماما ويسرا بس إللي لينا الحق في إختيار الواصي علي أولاد أخويا 


أجابها ياسين مٌضيقاً عيناه وهو ينظر إليها ببرود:

_ بصفتي إن مليكة تبقي مراتي وإنها هي والولاد في حمايتي ورعايتي من يوم ما كتبت كتابي عليها ، وبصفتي عم الأولاد


إبتسم ساخراً ووجه حديثهُ إليها:

_ بيتهيئ لي كل ده يديني الحق يا نرمين. 


تلعثمت وأكملت بإعتراض مفسرة: 

_لكن مليكة ملهاش في الحسابات والإدارة، ومش هتعرف تدير نصيب ولادها كويس


وأكملت وهي تحث مليكة علي الإعتراض: 

_ولا إيه يا مليكة، ما تتكلمي !


أجابتها مليكة بنبرة جادة قاطعة : 

_ أنا واثقة في طارق جداً،هو إللي هيدير نصيبي أنا وولادي في الشركة، ده عمهم وأكيد هيخاف عليهم زيي ويمكن أكتر، وكمان ده شغله وهو أكتر حد يفهم فيه ويديره.


نظر لها طارق وتحدث بإمتنان وعيناي شاكرة :

_ مٌتشكر يا مليكة علي ثقتك دي، وربنا يقدرني وأكون قدها


تحدث وليد بنبرة غاضبة معترضة : 

_يعني أيه ولاية الأولاد تبقي في إيد واحدة ست !


ثم نظر إلي مليكة وأسترسل حديثه الخبيث في محاولة منه لإعتراض رجال العائلة: 

_سوري يا مليكه، لكن بصراحة عيب أوي في حقنا كرجالة المغربي إن العيلة يبقي فيها رجالة تسد عين الشمس وفي الآخر ندي وصاية ولادنا للستات !


ونظر إلي ياسين وتحدث مٌكملاً: 

_لو إنت مش فاضي يا ياسين، أنا وبابا موجودين،أنا مُستعد أكون واصي علي الأولاد وأدير لهم مصالحهم في الشركة


إرتعب داخل مليكة وأبتلعت لعابها وهي تنظر إلي ياسين تنتظر ردهُ،فنظر له ياسين مضيقآ عيناه وتحدث بإستفزاز لذاك الوليد : 

_وأنا قولت مليكة هي الواصية علي أولادها وعمتي موافقه وخلص الموضوع يا وليد.


وأكمل بإحترام وهو ينظر لوالدهُ وعمه :

_ إلا إذا كان عز باشا أو عمي عبدالرحمن ليهم رأي تاني؟ 


تحدثَ عز بموافقة:

_ أنا ماعنديش أي مانع طالما إنت شايف كده يا ياسين.


ردَ عبدالرحمن بتلعثم وخجل من حديث ولده: 

_ أنا كمان موافق يا أبني.


نظر ياسين إلي وليد نظرة مٌنتصر مما إستشاط غضب وليد ولكنهٌ إكتفي بكظمَ غيظه بداخلهٌ.


في حين تحدثت نرمين بحده وغضب: 

_ طب حيث كده بقا أنا عاوزه أبيع حصتي في الشركة، طالما مش هدير يبقي هبيع 


نطقت مليكة سريعاً: 

_وأنا هشتريه يا نرمين وأضمه لحصة أولادي.


نظرت لها نرمين وتحدثت بنبرة تهكمية :

_ وإنتِ بقا هتجيبي ثمنهم منين إن شاء الله يا مليكة ؟


تحدثت مليكة بهدوء:

_ هبيع مجوهراتي.


رد عليها ياسين بلهجة حازمة: 

_مفيش خاتم واحد من مجوهراتك هتتباع 


ثم حول بصرهِ إلي طارق وتحدثَ بنبرة صوت جادة: 

_من فضلك يا طارق، أقعد مع المحامي وشوف تمن أسهم نرمين وسجلهم بإسم مروان وأنس وأنا هدفع لها الفلوس من معايا.


ردت عليهْ مليكة بإعتراض:

_ وأنا مش موافقه يا أبيه، دي فلوس أولادك وأنا مستحيل أوافق إنك تكتبها لأولادي! 


ضحك وليد الجالس بشماتة علي تلك الكلمة التي تفوهت بها من دون وعي، فرصتهٌ وجائت ليده ليأخذ ثأرهٌ من ذلك الياسين المتعجرف..


وتحدث ساخراً: أبيه !  شكلك كده مش مقنع ومش عارف تسيطر كويس يا سيادة العقيد، ينفع كدة، بقا يا راجل عدي أكتر من إسبوعين علي كتب كتابكم ولسه أبيه ؟!


وقهقهَ ساخراً وهز رأسه يميناً ويساراً بشماته !


كاد أن يفتك برأس ذاك الوليد لكنهٌ إكتفي بسخريتهٌ منه أمام الحضور قائلآ بحده:

_ بيتهيئ لي التفاهه ليها وقتها يا وليد بيه ولا أيه ؟ 


وأكمل بجديه وصوتٍ جهوري:

_ إكبر بقا وبلاش شغل المراهقين بتاعك ده، ولو مش قد قعدات الكبار يبقي متحضرهاش ! 


تعرق جسد وليد خجلاً من حديث ياسين المٌميت لرجولتهِ، ونظر له والدهٌ ساخطاً عليهِ بغضب، أما الجميع إكتفوا بإبتسامة ساخرة علي ذلك الوليد الذي أصبح أشبه بفرخٍ مبلول.


إبتلعت هي لٌعابها بخجل مما تفوهت به دون قصد  


ثم تابع ياسين حديثهٌ ناظراً لها بجدية ومهنية متخطيً ما حدث قائلاً: 

_ الفلوس دي هتكون زي قرض مني وهستردها تاني من أرباح الأسهم،يعني يعتبر بديل عن إنك تبيعي مجوهراتك 

بيتهئ لي كده ده حل مرضي ليكي ومٌرضي ليا أنا كمان،مهو مش علي أخر الزمن مراتي تبيع مجوهراتها وأنا واقف أتفرج 


شعرت بقشعريره تسري بجسدها من نطقه كلمة مراتي

لم تعثر بداخلها علي وصف مناسب لشعورها الذي أصابها، أهو رهبه أم خوف، أم ماذا ؟


لكنه بالتأكيد لم يعٌد ضيق وأشمئزاز كالسابق، خصوصاً بعد وقفتهِ بجانبها ومساندتها هي وأطفالها بكل طاقتهِ سواءً معنوياً أو حتي مادياً


تحدث مٌحمد زوج نرمين الجالس مٌستشاط غضباً من ما يراه أمامه من إحتواء ياسين لمليكة وظهورهٌ أمامها بصورة الفارس الهٌمام حامي الحمَي 


نظر مُحمد إلي نرمين وتحدث:

_ لكن أنا من رأيي إنك تهدي شويه وتفكري في موضوع بيع حصتك دي يا نرمين


وأكمل بطريقة إستفزازية للجميع:

_ إحنا لسه مقررناش هنعمل أيه بالفلوس دي وهنستثمرها إزاي،فبالتالي من رأيي تنسوا موضوع البيع ده لما نراجع نفسنا


تحدث ياسين ببرودٍ قاتل وهو يحك ذقنهِ بيده وينظر لهٌ مضيقاً عيناه قائلآ بتهكم:

_ أنا أسف في إللي هقوله يا محمد بيه،

أنا من أول ما دخلت ولاقيتك موجود إستغربت وجودك وقولت لنفسي المفروض دي جلسة عائلية وهنتكلم في أمور خاصة جداً بالعيلة !


وتابع: 

_لكن فوت وقولت يمكن حابب تكون جنب مراتك، مع إني مش شايف داعي لده كمان لإنها وسط أهلها وناسها ! 


وأكملَ مٌعترضً بصوتٍ حاد أرعب محمد : 

_لكن إللي مش مسموح بيه هو كلام حضرتك وتدخلك في شؤونا ،أظن كمان مش من الأصول إننا نتكلم وننهي خلافاتنا ونتفق وتيجي حضرتك بكل بساطه تنهي كلام الرجالة 


وأكملَ متهكماً: 

_إلا إذا حضرتك بقا مش شايفنا قدامك رجالة من الأساس !


إرتبكَ مٌحمد من حديث ياسين الهادئ ظاهرياً ولكنه يحمل في باطنه معاني تهديد وسخرية وتهكم عليه


فتحدث مٌتلعثماً: 

_العفو يا ياسين باشا، انتم رجالة ورجالة أد الدنيا كمان، وأنا طبعاً ماأقصدش أبداً المعني إللي وصل لحضرتك.


تحدثت نرمين بتراجع لإرضاء زوجها:

_  خلاص يا ياسين، أنا هعمل زي محمد ما قال وأخد وقت أفكر فيه


هٌنا تحدث ياسين بحده معلناً بها عن ثورة غضبهِ القادمة وجز علي أسنانه بغضب: 

_نرمييين الموضوع إنتهي، مش كلام عيال هو


ثم حولَ بصرهِ إلي طارق وتحدث أمراً:

_ طارق، اعمل إللي إتفقنا عليه، وبكره تكون مسجل أسهم نرمين بإسم مروان وأنس.


ثم نظر لها وتحدثَ بنبرة آمره أرعبتها:

_ وأنا هحول لك الشيك بإسمك في البنك وانتهي الكلام.


ابتلع مٌحمد لعابهٌ وتحدث بتراجع: 

_خلاص يا نرمين، إللي أمر بيه ياسين باشا يتنفذ.


نظر لهٌ ياسين بعين كالصقر قائلآ وهو يجز علي أسنانه:

_ مٌتشكر يا محمد بيه. 


تحدث عز ناهياً حالة الشحن المتواجدة بنفوس الجميع:

_ خلاص كده يا نرمين ولا عاوزة حاجة تانية ؟ 


أجابتهٌ نرمين بغصه وعدم إرتياح: 

_مٌتشكرة لحضرتك يا عمو.


ثم نظر إلي يسرا قائلا بنبرة حنون : 

_وانتي يا حبيبتي هتعملي أيه في الاسهم بتاعتك؟


أجابتهٌ يسرا بوجهها البشوش:

_  هتفضل زي ما هي مع طارق يا عمو، هو بدل رائف بالنسبة لي.


وأكملت بحنان:

_ ربنا يبارك لنا في حضرتك وياسين وطارق وعمو عبدالرحمن، انتوا رجالتنا وحمايتنا بعد بابا ورائف الله يرحمهم.


نظر لها عبدالرحمن وتحدث بحب:

_ ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي، وأنا وعمك عز موجودين، أي حاجة تعوزيها بس تأشري بصباعك الصغير تكون تحت رجليكي. 


ثم نظر إلي نرمين وتحدث:

_ والكلام ليكي إنتي كمان يا نرمين، انتوا من ريحة الغالي الله يرحمه.


تحدث عز مؤكداً علي حديث أخيه:

_ أكيد طبعاً يا عبدالرحمن وهما مش محتاجين نقول لهم الكلام ده، هما أكيد عارفينه كويس.


ثم حول بصرهِ إلي مليكة وتحدثَ بحنان: 

_وانتِ كمان يا مليكة، أكيد مش محتاجة تعرفي إنك بنتنا زيك زيهم وإننا في ضهرك وحمايتك إنتي وولادك ولو إحتاجتي لنا في أي لحظه أكيد هتلاقينا


نظر لها تحت أنظار الجميع وأمسك يدها الموضوعة علي ساقيها تحت رعشة منها بجسدها بالكامل وأستغراب ثم قبلها برقة تحت أنظار الجميع المتفاجأون 


ونظر إليها بإحترام وود وتحدث: 

_بالنسبة لمليكة عايزكم ترتاحوا من ناحيتها خالص، مراتي في حمايتي وتحت رعايتي وأنا كفيل بكل طلباتها، هي بس تأشر وأنا عليا التنفيذ.


ابتلعت لٌعابها وأبتسمت بمجاملة ثم سحبت يدها منهٌ بسلاسة ولا تدري ما أصابها من تلك اللمسة

والتي بالتأكيد لم تكن نفوراً كالسابق، فسرت تغير إحساسها هذا،كشكرٍ منها علي موقفه المشرف والمساند لها  


نظرت ثريا إلي عز وعبدالرحمن وتحدثت بعرفان:

_ ربنا يخليكم لينا ودايماً واقفين في ضهرنا وساندينا،

انتوا نعم الإخوات ليا ووجودكم جنبي أنا وولادي من يوم وفاة أحمد الله يرحمه عمره ما حسسني إني لوحدي 


نظر لها عز وأجابها بحنان: 

_انتي مش بس مرات أخونا وأمانته يا ثريا، انتي بنت عمنا الغالية علي قلوبنا كلنا 


شكرته ثريا بود..


انتهت الجلسه ووقف الجميع لغرفة الطعام حيث صنعت لهم ثريا سابقاً بمساعدة عَليه ومليكة ويسرا جميع أصناف الطعام المحبب لهم، تناولوا طعامهم ثم أنصرفَ كٌلِ بإتجاهه 


           ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


خرج عز وعبدالرحمن يتمشيان سوياً علي شاطئ البحر حيث الهدوء والراحه النفسيه والهواء النقي


نظر عبدالرحمن إلي عز بإبتسامة قائلاً:

_ ياسين فكرني بيك إنهاردة وهو بيدافع عن مليكة وواقف بيحميها زي الأسد، كنت ببص له وشايفك فيه وكأن الزمن بيعيد نفسه يا عز 


إبتسم عز ساخراً وتحدثَ بحٌزن:

_  ياسين راجل بجد يا عبدالرحمن عمره ما كان زيي،عارف هو عاوز أيه بالظبط وبيعمله غصب عن عين أي حد، لكن انا أيه إللي عملته ؟


نظر له عبدالرحمن بحزن وتحدث: 

_ظروفك كانت غير ظروفه يا عز،والزمن كان غير الزمن. 


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 


عوده للماضي قبل حوالي أربعونَ عاماً 

أمام البحر ليلاً ...


تحدثَ عبدالرحمن بغضب:

_ يا عز لازم تتكلم وتقول لأبوك إنك بتحب ثريا وعاوزها يا إما تسيبني أنا إللي أكلمه،كده كده أحمد مش فارق معاه الموضوع صدقني. 


تحدث عز بإنفعال: 

_اوعي تعمل كده يا عبدالرحمن،الموضوع إنتهي بالنسبة لي، أبوك شايف إن أحمد أنسب واحد ليها وخلص الكلام 


وأكمل بغصه مريره داخل حلقه:

_ ده أنا شوفت في عنيها فرحة لما أبوك فاتح جدك وعمك في الموضوع عمري ما شفتها في حياتي كلها من يوم ما وعيت علي الدنيا وحبيتها


تحدث إليه عبدالرحمن بنبرة متألمة لأجل شقيقه:

_ بس إنتَ بتحبها ؟!


أجابهٌ عز بألم:

_ وهي بتحبه هو ،وهتبقي سعيدة معاه هو 


تحدث عبدالرحمن مفسراً الوضع لأخيه : 

_  أحمد مبيحبهاش يا عز، أحمد فرحان بحبها ليه، صدقني لو عرف إللي في قلبك ناحيتها هيروح لجدك ويطلبها لك بنفسه


صاح عز بغضب وأردف بتنبية: 

_خلاص يا عبدالرحمن، الموضوع بالنسبة لي إنتهي وثريا أصبحت محرمة عليا من إنهاردة، والكلام ده هتوعدني إنه هيندفن هنا بينا وللأبد، فاهمني يا عبدالرحمن! أوعدني 


أجابهٌ عبدالرحمن بحزن وألم: 

_ أوعدك يا عز.


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 


قبل بضعة ساعات من ذاك الحوار 

دلف عز إلي منزل العائلة عائداً من عمله بعد غياب ثلاثة أيام لسفره مأموريه تبع عمله كظابط في المخابرات 


وجدها تنزل من فوق الدرج مٌسرعة بمرحها ووجهها المٌنير الذي يعشق تفاصيله 


نظر لها وأبتسم بعشق وتحدث بقلبٍ يتراقص لرؤيتها: 

_أزيك يا ثريا، عامله إيه  


وقفت وأبتسمت بوجهها البشوش:

_  إزيك يا عز حمدالله على السلامة


أجابها بعيون لامعه من العشق : 

_الله يسلمك، إيه نازلة بتجري كدة ليه، رايحه فين ؟ 


أجابته وهي تهز كَتِفها بلا مبالاه: 

_أبداً،  كنت نازله المطبخ أشوف ماما ومرات عمي ليكونوا محتاجين مني حاجة 


ثم تحدثت بسعادة:

_ هروح أقول لمرات عمي إنك جيت دي هتفرح أوي


اوقفها عز بحديثهٌ قائلاً:

_ ثريا. أنا كٌنت جايب لك معايا هدية وأتمني تعجبك 


نظرت له بسعادة وتحدثت وهي تشير علي حالها بسبابتها : هدية ليا أنا يا عز؟! 


أجابها وهو يخرجها من حقيبته وينظر لها بهيام:  أيوه يا ثريا ليكي إنتي


ومد يدهٌ ليعطيها إياها كانت عباره عن قلادة فضية رقيقة للغاية.


أمسكتها ونظرت لها بإنبهار وتحدثت بإستحسان : 

_ الله يا عز جميلة أوي، متشكره أوي يا عز، هدخل أبلغ مرات عمي بوصولك


وذهبت وظل هو ينظر لأثرها بسعادة حتي خرجت له والدته تحتضنه بشدة وترحاب 


٠٠٠٠٠٠٠


جاء المساء..


كان الجميع يجلس داخل منزل العائله الجد والجده والأبناء

الإبن الأكبر: محمد المغربي وزوجته وأبنائه الثلاثة وترتيبهم: عز، أحمد، عبدالرحمن. 

الإبن الأصغر: صلاح المغربي وزوجته وأبنائه وترتيبهم: علي، فريد، ثريا، حسن.


تحدث مٌحمد وهو ينظر لإبنهِ أحمد وإبنة شقيقهٌ ثريا التي تبلغ من العمر الثامنة عشر، وهما يختلسان النظر لبعضهما بنظرات يكسوها العشق والغرام  


إبتسمَ قائلاً: 

_ من بعد إذنك يا حاج، أنا بصراحة كدة مستخسر ثريا تطلع بره العيلة وكنت عاوز اخطبها لحد من ولادي


نظر لهٌ عز بفرحة عارمة كادت أن تقتلع صدره من مكانه ثم نظر إلي عبدالرحمن الذي بادلهٌ نظرة السعادة لتوقعهما أن يطلب أباهم يد ثريا إلي إبنه البكري عز فهذا هو الطبيعي أن يحدث.


نظر عز إلي ثريا وجد وجهها يشع إحمراراً وخجلاً 

تحدثَ محمد:

_  وانا شايف إن أنسب واحد من ولادي لثريا هو أحمد 


نزلت كلمة والدهٌ كالصاعقة المٌدمرة لقلبهِ العاشق، نظر لها سريعً ليري ردة فعلها حتي يقف ويعترض علي قرار والدهٌ ويصرح عن نيته المٌسبقه لخطبة ثريا


ولكنه صُعقَ لما رأت عيناه من عشق ثريا الواضح وضوح الشمس للجميع، حيث كانت تنظر إلي أحمد بعيون عاشقة هائمة سعيدة، ويبادلها أحمد تلك النظرة بفخر وكبرياء


تحدثَ الجَد بإستغراب: 

_ أحمد؟!

أنا إفتكرتك هتطلبها ل عز يا محمد، مش هو الكبير والأصول بتقول إنك تجوزه هو الأول ولا أيه يا أبني ؟!


جرت ثريا سريعً إلي الداخل خجلاً وأبتسم الجميع علي خجلها  

تحدث مٌحمد:

_ بصراحة يا حاج أنا شايف إن أحمد وثريا ميالين لبعض 

ثم نظر إلي ولدهٌ وتحدثَ:

_  ولا أيه يا أحمد ما تتكلم يا أبني ؟


تحدث أحمد بإبتسامة مشرقة:

_ اللي تشوفه حضرتك وجدي وعمي يا حاج أنا موافق عليه.


تحدث صلاح بإبتسامة:

_  وانا أديها لأحمد بطيب خاطر يا محمد،أحمد راجل محترم وأي راجل يتمني يناسبه وأنا مش هبقي مطمن علي بنتي غير معاه 


نظر الجد إلي عز الصامت وتحدث: 

_ بس الأول لازم نفرح بسيادة المقدم ونجوزه وأنا بقا عارف له عروسة تشرف بجد،


ثم نظر إلي مٌحمد وتحدث بنبرة صوت جادة:

_ أيه رأيك في بنت مدحت العشري، بنت زي القمر شفتها في فرح أخوها وسألت عليها وعرفت إنها مش مخطوبه، بنت جميلة وتليق بسيادة المقدم بجد 


نظر مٌحمد إلي عز وتحدث مٌتسائلاً: 

_انتَ أيه رأيك يا عز في كلام جدك ؟


وقف عز وتحدث بجديه وقلبٍ مٌحطم: 

_اللي تشفوه صح أعملوه 


نظر لهٌ عبدالرحمن وتحدث بإعتراض:  انت بتقول أيه يا عز ما٠٠٠٠٠


نظر له عز بحده وقطع حديثهٌ وتحدثَ بأمر:

_ أسكت يا عبدالرحمن، إللي أبوك وجدك أمروا بيه هيتنفذ، بعد إذنكم 


وخرج مسرعً من المكان وألتحقَ به عبدالرحمن


تحدث الجد: 

_علي خيرة الله، كده نخطب ل عز ويتجوز السنة دي، وأحمد وثريا معاهم.


تحدث صلاح: 

_بعد إذنك يا حج، ثريا لسه صغيرة أنا بقول كمان تلات سنين تكون تمت واحد وعشرين سنة وكمان تكون عدت تلات سنين من كليتها علشان منضغطش عليها 


تحدث الجد:

_  علي خيرة الله ربنا يعمل إللي فيه الصالح إن شاء الله.


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

عوده للحاضر...

عز بصوتٍ يملئهٌ الحنين والتأثر:

_ الله يرحمك يا أحمد كان أكتر واحد يستحقها فعلاً، حبها وخلاها أسعد واحدة في الدنيا طول المدة إللي عاشتها معاه، علشان كده قررت تعيش إللي باقي من عمرها علي ذكري حبه. 


تحدث عبدالرحمن بتأثر :

_ الله يرحمه ويرحم أمواتنا جميعاً 


ثم ربتَ علي كتف أخاه بحنان وأكملا سيرهما 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في آخر الليل 🦋 


خرجت لشرفتها تستنشق الهواء النقي وجدتهٌ في شرفتهِ المجاوره لها مباشرةً حيث كان يقف بشرفة الجناح الملصق بجناحها حيث الشرفتان متلاصقتان و لا يفصلهما سوي سور حديدي قصيرً جداً


دلفت للداخل سريعً وأخذت وشاحً وضعته علي رأسها وجسدها بالكامل حتي تحجب مفاتنها عن ناظريهِ، 

لكنها كانت سعيده ولا تدري لما إنتابها شعور السعادة بمجرد رؤيتهِ


خرجت مرةً أٌخري وتحمحمت، انتبه لوجودها نظر لها بحب وأبتسم 


نظرت له بإبتسامة عذبة ساحرة آثرت بها قلبه وقالت بإبتسامة خجوله ذادتها جمالاً: 

_علي فكرة.. مِيرسي ليك بجد علي وقفتك معايا إنهاردة 


طار قلبهٌ بتلك النظرات الساحرة وهمس صوتها العذب، تمالك حالهٌ من الانهيار أمام عيناها وتحدث بمرح:

_   علي فكرة العفو..  مع إني شايف إن مفيش داعي للشكر لاني ماعملتش حاجه أستاهل عليها شكرك ده 


نظرت له بعرفان وتحدثت سريعً بنبرة إستحسانية :

_ إزاي بقا! ده لولا وقفتك معايا ف موضوع الوصاية علي أولادي، مكانش حد سمح لي بده أبداً


أنا نفسي مكانش في بالي أبداً إني أخد ولايتهم لنفسي،لولا كلامك إللي أنا متأكدة إنهم وافقوا عليه بس علشانك وعلشان بيثقوا في أرائك 

وكمان حصة نرمين إللي نقلتها لأولادي، بجد ميرسي.


إبتسم لها بسعادة ثم تحدث شارحً : 

_وقفتي جنبك ومساندتي ليكي واجب عليا يا مليكة، إنتي خلاص بقيتي مسؤلة مني رسمي، وبالنسبة للولاد دول ولاد أخويا وواجبي إني أختار لهم إللي في مصلحتهم 


ثم تحدث بمكر قائلاً: 

_ لكن حيث إنك شايفة إني فعلاً أستاهل الشكر ومٌصرة..  فا أنا معنديش مانع من إنك تشكريني بحاجة حلوة، حاجة ملموسة يعني


إبتلعت لُعابها بصعوبة ونظرت للأسفل وأشتعلَ وجهها إحمراراً مما يدل علي خجلها وحزنها معاً 


شعر بحزنها وخجلها فأراد أن يخرجها منه بمراوغه منه في الحديث كعادته: 

_أنا قصدي فنجان قهوة من إيدك يظبط لي دماغي ويعوضني عن الصداع والرغي إللي كُنا فيه ده. 


نظرت لهٌ سريعً بفرحة ووجهِ سعيد وتحدثت بلهفة: 

_ بس كدة، إديني خمس دقايق ويكون عندك أحلا فنجان قهوة في الدنيا كلها.


إبتسم لسعادتها المفرطة وتحدث بتمني: 

_طب من فضلك خليهم إتنين علشان مابحبش أشرب قهوتي لوحدي  


هزت لهٌ رأسها بإيماء وسعادة وتحركت سريعً للأسفل ودلفت المطبخ صنعت لهما معاً قدحين من القهوه وقد صنعتها بكل الحب وكامل الرضي.


صعدت له وجدته يستمع إلي فيروز عندي ثقه فيك، من هاتفه

إبتسمت وقدمت له فنجانه بسعادة ووجه بشوش 


أسعدهٌ رؤيتها بتلك الهيئه التي لم يرها عليها منذ وفاة رائف 

تحدثَ ياسين بإبتسامه جذابة وهو يستلم منها فنجانه:

_ تسلم إيدك.


وبدأ بإرتشاف القهوه تحت نظرها،وهو مغمض العينين ويشتم رائحة القهوة بمزاجٍ حسنْ 


ثم نظر لها وتحدث بإستحسان: 

_تعرفي إني شربت قهوه في أكبر كافيهات في العالم كله مش بس في إسكندريه، لكن الغريب إني عمري ما دوقت قهوة زي إللي بشربها من إيدك. 


إبتسمت برضي وتحدثت بهدوء: 

_بالهنا والشفا، القهوة بالذات لازم تتعمل بحب علشان تطلع حلوة 


ثم أكملت بتلعثم بعدما وجدت إبتسامتهُ السعيدة : 

_أقصد يعني تتعمل برضي ونيه صافيه،وتكون مبسوط وإنتَ بتعملها علشان تطلع سعيدة وحلوة 


إبتسمت وأبتسم هو أيضآ وهما يرتشفان القهوة وينظران للسماء الصافية والليل الساحر بنجومهٌ اللامعه، وكأنهٌ يحتفل بهما معاً لأول هدنة لهما بعد عذاب وخلافات وأيام حزينة 


نظر لها وجدها لم ترتشف سوي رشفتين من فنجانها 

فتحدثَ بتمني وهو ينظر إلي قدح قهوتها : 

_مٌمكن لو مافيهاش إزعاج ،أكمل أنا فنجان القهوة، بصراحة فنجاني خٌلص والقهوة رهيبة، 

وشايفك مشربتيش فنجانك أو ملكيش مزاج ليها ،فلو يعني 


لم يكمل جملتهٌ وجدها تبتسم لهٌ بخجل وتعطيه فنجانها  


إبتسمَ لها وتناولهٌ منها ووجههٌ لفمهِ حيث موضع شفاها عليه، لمس بشفاه موضع شفاها وأغمضَ عيناهٌ بتأمل وعشق وهو يتخيل حالهٌ يلمس شفاها الملتهبة بنار عشقهْ،، ويقبلها برقة


كانت تقف بجواره ناظرة إلي السماء شاردة لم تري ذلك المتوهج بعشقها الواقف بجوارها وكل ذره بجسده تتمناها وتتمني قربها 


تنفست براحه وتحدثت وهي مازالت ناظرة إلي السماء: 

_مش ملاحظ إن نرمين إتغيرت أوي ؟


أجابها وهو يرتشف قهوتهٌ بتلذذ: 

_إذا حضرت الفلوس ،تغيرت النفوس، الفلوس ياما بتغير يا مليكة. 


تحدثت مليكة وهي تنظر إليه بإعتراض علي حديثه: 

_مش دايماً يا أبيه، ما أنت شوفت بعيونك يسرا أد أيه متسامحة ومسالمة وأخر حاجه بتهتم بيها هي الفلوس. 


أجابها ياسين وهو يبتلع غصه من مناداتها لهٌ بأبيه: 

_يسرا طول عمرها وهي حنينة وطيبة، وأهم حاجة عندها العلاقات الإنسانية، وده إللي مخلينا كلنا بنحترمها وبنحبها ونقدرها. 


ثم أشاح بصرهٌ عنها وتحدث بغصة واضحة في صوته: 

_مليكة ، هو أنا مٌمكن أطلب منك طلب 


ردت علي الفور بموافقة: 

_أكيد طبعاً يا أبيه. 


تنفس الصعداء من جديد وحاول السيطره علي كبح غضبه وحزنه أمامها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله: 

_ ياريت متندهليش ب أبيه تاني 


وأكمل حديثهُ مفسراً طلبهُ : 

_ أديكي شوفتي إنهاردة إللي إسمه وليد وتهكمه عليا وسخريته 


واسترسل برجاء وهو ينظر داخل عيناها: 

_أرجوكي بلاش تحطيني في موقف زي ده مرة تانية


أشاحت ببصرها للأسفل بخجل وهي تعض علي شفتاها وتحدثت بأسي: 

_أنا أسفه بجد، مكانش قصدي صدقني ،لكن والله غصب عنى


وأكملت بتبرير:

_ أنا إتعودت علي كده وصعب إني أندهلك بإسمك 


نظر لها ياسين وحدثها بتمني: 

_حاولي يا مليكه، علي الأقل علشان شكلنا قدام الناس، مش معقول واحده تقول لجوزها يا أبيه 


ثم أكمل بنبرة مرحة وهو يبتسم : 

_إنتِ كده بتسوئي سمعتي علي فكره وأنا بحذرك 


إبتسمت لهٌ بخجل وقالت: 

_هحاول صدقني. 


أردف مطالباً بمرح: 

_طب يلا سمعيني كده علشان نتدرب 

إبتسمت بخجل وتحدثت برقه أذابت بها قلبهْ العاشق: 

_تصبح علي خير يا ياسين 


قالتها ودلفت سريعً للداخل وتركتهٌ لإنتفاض جسدهِ وأشتعالهٌ بالكامل ،كان كالأبله ينظر لطيفها وهو شاغر فاههٌ ببلاهه ويراجع صوتها داخل عقله ويتسائل


أحقآ قالت إسمي دونَ تكليف؟ أحقآ قالت ياسين بكل تلك الرقة، يالك من مسكين أيها الياسين، 

تصبحين علي خير حوريتي الجميلة وإلي لقاء أخر بجولات عشقيه أٌخري أميرتي .

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الثالث عشر

                🦋البارت الثالث عشر 🦋 


صباح اليوم التالي علي التوالي 


أفاقَ ياسين بسعاده ونشاط لمجرد مكوثهٌ مجاوراً لغرفة معشوقتهْ دلف إلي المرحاض أخذ حماماً دافئاً لينعش بهِ روحه وجسدهْ إرتدي ملابسهٌ وخرجَ بنشاط إلي الممر في طريقهٌ إلي الدرج المؤدي للأسفل. 


مر علي جناح مليكه وتسمرَ حينها تنهدَ بإشتياق 

وحدثَ حاله متي تحني مليكتي وتسمحي لي بدلوفي لبئر عسلٌكِ الريان لنغوصَ بهِ معاً بحنان صغيرتي أولم يحٌنٌ الأوانِ ؟ 


أخرجهٌ من شروده صوت يسرا وهي مٌصطحبه إبنتها 

وتحدثهٌ بإبتسامه صافية: 

- واقف كدة ليه يا ياسين، مالك فيك حاجة ؟ 


أفاق من شروده نظر إليها بتيهه وتحدث: 

-مفيش يا حبيبتي سلامتك، أنا بس سرحت في الشغل شوية . 

ثم وجه بصرهِ إلي سارة إبنة يسرا وتحدث بإبتسامة : 

_إيه الجمال ده كٌله يا سارة، إيه يابنت مالك كل يوم بتحلوي كدة ليه ؟ 


أجابتهٌ ساره بخجل ووجهِ متورد : 

_ميرسي يا عمو ربنا يخلي حضرتك .


هٌنا إستمعوا جميعاً وألتفتوا لصوتها العذب المبهج: 

_صباح الخير. 


نظر لها بعيون مٌتلهفة وقلبٍ نابض بعشقها يكاد يتركهٌ ويرتمي بأحضانها أجابها بصوتٍ حنون: 

– صباح النور يا مليكة . 

تحدثت يسرا مٌداعبتاً إياها: 

- نموسيتك كٌحلي يا ليكة، إنتِ ناسية إن إنهاردة الجمعة وده ميعاد لمة العيلة والفطار المتين ولا إيه ؟ 


أجابتها مليكة بضحكة ساحرة: 

-والله نسيت يا يسرا، أصلي نمت متأخر وما حسيتش بنفسي غير من حبة صغيرين، هي ماما جهزت الفطار ؟ 


ردت يسرا بإبتسامة : 

-من بدري، أنا وماما وعَليه جهزناه، عن إذنكم هانزل أشوف ماما لتكون محتاجة مني حاجة . 

وأخذت طفلتها وأتجهت ناحية الدرج ، 


ما زال ينظر إليها كالمسحور من جمال ضحكتها ورقتها وتحدث متسائلاً: 

_ قولي لي بقا نمتي متأخر ليه ؟ 

وياتري أيه إللي كان شاغل بالك أوي كده ومانع عن عيونك النوم ؟ 


إبتسمت لهٌ برقه أذابتهٌ وتحدثت : 

- مفيش كٌنت بقرا رواية

وأكملت:

_  ياسين  


أجابها كالمسحور من نطق إسمه من بين شفاها ويالجمالهٌ: 

-يا نعم  

خجلت ونظرت للأسفل من نظرة عيناه ثم أجابتهٌ مٌبتسمة: 

-هو إنت ليه ماروحتش صالحت ليالي وجبتها علشان الولاد ؟ 


إختفت بسمتهٌ وزفرَ بضيق ثم نظر لها بتساؤل: 

-هو أنا كٌنت زعلتها علشان أصالحها ؟ 


وأكمل:

_ زي ما الهانم مشيت لوحدها وكسرة كلمتي ترجع بردوا لوحدها . 


مدت شفتاها بإستغراب ناظرةً لهٌ وتحدثت بتهكم: 

-لا طبعاً مازعلتهاش، إنت يادوب إتجوزت عليها بس، إنتَ بتهرج يا أبيه ؟ 


أممممممم، همهمَ بها بغضب مٌصطنع ونظر لها بتحذير: 

-إحنا قولنا إيه ؟ 


إبتسمت بطريقة ساحرة قائلة : 

-أسفه يا ياسين، لسه ما أتعودتش أرجوك إديني وقتي . 


إلتفتت سريعً علي صوت الصياح الأتي من خلفها لذلك المشاكس الصغير وهو يجري سعيداً مٌبتسماً فاتحاً ذراعيهِ لها وهو يناديها  

طار قلبها فرحاً بعزيز عيناها وفرحتها ثمرة عشقها الأولي من حبيبها الأبدي، جثت علي ركبتيها وأطلقت ذراعيها بالهواء محتضنه طفلها بحب ومرح . 


نطقَ مروان بسعادة: 

-يا مامي صباح الخير. 

كانت تفرق قٌبلاتها علي وجههِ ويداه بشغف وحب: 

-صباح النور يا قلب مامي 


نظر لهٌ ياسين وهو يغمز لهٌ بعينيهْ بمرح، جري عليهِ مروان، ومن جانبهِ إلتقطهٌ ياسين وحملهٌ بخفه وثبتهٌ داخل أحضانه ! 

تحدثَ مروان بسعادة وهو ينظر لوالدتهِ: 

-مامي عمو ياسين قال لك علي المفاجأه إللي عملها لي إمبارح في المدرسة ؟ 


نطقت مليكة وهي تضيق عيناها مٌستفهمة : 

-مفاجأه؟

مفاجأة إيه دي يا مارو ؟ 


أجابها مروان وهو يغمز لياسين ويضرب كفهِ الصغير بقبضة ياسين بمرح مٌتبادل : 

-عمو ياسين عملي مفاجأه حلوه أوي، ،وأنا كنت هقول لك إمبارح لكن نانا خلت الناني طلعتنا فوق كلنا علشان إجتماع العيله. 


ثم أكمل الصغير بسعاده : 

-عمو ياسين بعت لي فريق من ماك معاه هدايا كتييير أوي قدمتها لكل مدرسيني وأصدقائي، كمان كان فيه أكياس كبيره كتير جداً متعلقه في الشجر وكانت مليانه ملبس وشيكولا كتيرررررر أوي 

وأكملَ الصغير بإنبهار: 

-وفضلت أضرب فيهم بعصاية الهوكي لحد ما أتفتحوا وقعدنا نلم الشيكولا أنا وأصحابي وضحكنا كتير أوي، بجد كان يوم واااو، ميرسي يا عمو بجد . 


غمز لهٌ ياسين بعينه مبتسماً: 

-أي خدمه مروان باشا عاوزك بعد كده تعتبرني الفانوس السحري بتاعك أي حاجة تخطر علي بالك تقولي علي طول، مروان باشا يأشر وإحنا علينا التنفيذ الفوري . 


نظرت لهٌ بعيون مٌمتنه شاكرة لكل ما يفعلهٌ لإسعاد صغيريها والوقوف بجانبها قائله : 

-ميرسي أوي يا ياسين، بجد كتير أوي إللي بتعمله معانا مش عارفه أشكرك إزاي . 


نظر لها بإستنكار وتحدث : 

-إيه إللي إنتي بتقوليه ده، شكر أيه وكلام فاضي أيه دول ولادي ومسؤلين مني زيهم زي سيلا وحمزه بالظبط وده مش واجب عليا بعمله وخلاص لا أبدآ أنا بعمل ده وأنا سعيد من جوايا ومشاعري كاأب هي اللي بتحركني . 


أمائت بعيناها لهٌ بإمتنان وأبتسامة شكر وعرفان  

ثم تحركت سريعاً أمامهٌ تنزل الدرج بدلال تاركه خلفها من يشتعل عشقاً 

تحركَ خلفها حاملاً الصغير وهو يتأوه ويتنهد بعشقٍ خَافت 

نظر لهٌ مروان واضعاً كفهٌ الصغير علي وجنتهِ بحب قائلآ ببرائه : 

-مالك يا عمو هو حضرتك تعبان ؟ 

أوي أوي يا مارو 

قالها ياسين وهو ينظر لمليكتهِ . 


أجابهٌ مروان ببرائه : 

-أنا مٌمكن أخلي مامي تعملك أعشاب تريحك مامي دي ساحره كمان بتعمل مساج حلو أوي مٌمكن تعملك علي فكره . 


تحدث ياسين بإستسلام : 

-أووووووف مسااااج  إسكت يا مروان إسكت يا أبني الله يرضي عليك أصلها مش نقصاك . 


وبسرعة البرق إختفت من أمامه ودلفت للمطبخ 


وخرج هو للحديقه حيث التجمع العائلي وجد والدهٌ ووالدتهٌ وطارق وزوجتهٌ وأبنائهما معاً وعمهِ عبدالرحمن وزوجتهٌ وأبنائهم 

ألقي ياسين عليهم التحيه بوجهِ ضاحك بشوش ردوها بإحترام . 

أفلت الصغير من يدهٍ وجريَ ليلعب مع باقي أطفال العائله 

سحب مقعداً بجانب والدهٌ وجلس عليهِ بإرتياح  


نظر عليهِ عز وتحدث وهو يغمز له بعينهِ بصوتٍ خَافِت : -صباحيه مباركه يا عريس شكلك رايق ومٌنشكح علي الله تكون رفعت راسنا . 


أطلقَ ضحكه رجوليه قائلاً له بخفوت : 

- طول عمري وأنا رافع راسك يا باشا المسأله مسألة وقت مش أكتر. 

عقد عز حاجبيهِ بتساؤل : 

-مسألة وقت؟ 

أومال نافشلي ريشك علينا علي الصبح كده ليه؟ 


لا وطول الوقت عاملي فيها قاهر النساء إللي مافيش ست بتستعصي عليه، بقي مش قادر علي حتة عيله زي مليكة، يلاَ ده أنتَ ياسين المغربي يعني المفروض تخليها تجيلك زاحفه لحد باب أوضتك وتترجاك تنول شرف عشقك ورضاك، ولا أيه يا سيادة العقيد ؟ 


ياسين وهو يحرك لسانهِ علي شفاه بتسلي : 

-هيحصل يا باشا هيحصل وقريب أوي مش عاوزك تقلق من الناحيه دي ؟ 

عز بتفاخر: 

-وحش يلا طالع لأبوك . 

وضحكا سويآ بتفاخر . 


نظرت لهما منال بحنق وتحدثت بضيق : 

-إنت عمال تتوشوش إنت وإبنك في أيه علي الصبح ؟ 


أجابها عز بمكر: 

-شغل يامنال بنتكلم عن الشغل هنكون بنتكلم عن الستات مثلاً . 


ضحك ياسين وهز رأسه بإستسلام . 


تحدث طارق الجالس بجوار والدتهٌ مٌداعباً إياها : 

-سيبك منهم يا منول وخليكي معايا أنا أنا طروق حبيبك. 

نظرت لهٌ منال وتحدثت بتهكم : 

-ما أنت كمان زيهم يا روح منول كلكم عاملين حزب عليا مع أبوكم وكأني مش مامتكم . 

قبل يدها بدلع : 

-وأحنا نقدر بردو يا منول دانتي الخير والبركه يا موزه . 


بعد قليل إنتهي عمال المنزل من وضع ورص جميع الأطعمه التي صنعتها ثريا ويسرا وعَليه علي طاولة الطعام وأتي الجميع 

وجلسوا بإبتسامات مختلفه منهم الإبتسامه الصافيه ومنهم المرحه ومنهم الإبتسامه الصفراء ومنهم المجامله كٌلً لهٌ وضعه . 


تحدثت راقيه زوجة عبدالرحمن بإبتسامه مزيفه : 

-إزيك يا مليكه أخبارك أيه ؟ 


أجابتها مليكه بوجهِ بشوش : 

-الحمدلله يا طنط أنا كويسه . 

أمائت لها راقيه وتحدثت بتخابث : 

-ما هو باين يا روحي أنا شايفه ده بعيوني من زمان أوي ماشفتكيش بتضحكي ووشك منور كده يا ليكه . 


إبتلعت غصه بقلبها وأنطفت إبتسامتها بلحظه من تلميحات تلك السيده السخيفه . 


تحدثت ثريا بنبرة صوت حاده : 

-والمفروض إن ده شيئ يبسطك يا راقيه يعني بعد الحزن والألم إللي عشناه طول الفتره إللي فاتت المفروض تفرحي لما تشوفيها مبسوطه . 


أجابتها راقيه بتخابث : 

-طبعاً مبسوطه علشانها يا ثريا لكن مستغربه وكنت عاوزه أعرف السبب مش أكتر . 

ثم حولت بصرها إلي ياسين لتبخ سمها به هو الآخر : 

- مش ناوي ترضي عن ليالي وترجعها لأولادها بقا ولا أيه يا سيادة العقيد . 


ضيق ياسين عيناه من تطفل تلك المتحشره وتحدث بتهكم: -أرضي عنها وأرجعها ؟ ليه حضرتك هو حد قالك إني غضبان عليها ولا كنت طردتها ؟ 


وأكمل بنبرة صوت جاده : 

-كل الحكايه إن بباها ومامتها وحشوها وحبت تقعد معاهم شويه مش أكتر . 

لوت فاهها وتحدثت بنبرة ساخره: 

-شويه؟ 

دي ليها تلات أسابيع سايبه بيتها يا سيادة العقيد ؟ 


رمقها عبدالرحمن بنظرات غاضبه من تطفلها . 


وهٌنا لم تتحمل منال الصمت علي تلك المٌتحشره أكثر فتحدثت بحده : 

-جري أيه يا راقيه مالك قايمه من النوم مٌتقمصه دور المحقق علينا كده ليه 

ماتخليكي في نفسك شويه وأهتمي بأمور بيتك هو حد فينا كان أتدخل في حياتك قبل كده وجه قالك مرات إبنك مشيت ولا سايبه بيتها من شهرين ليه ؟ 


أجابتها راقيه بحزنٍ مٌصطنع : 

-الحق عليا إللي بتطمن عليكم يا منال هو إنتم مش أهلي ولا أيه ؟ 


تحدثَ عز بحده وصوتٍ حازم ناهياً تلك المناوشات: 

-صباحكم خير يا جميلات العيله أنا بقول تاكلوا أحسن من قصف الجبهات المٌتبادل إللي علي الصبح ده وخلونا إحنا كمان نستمتع بالأكل إللي شكله يفتح النفس ده . 


ونظر إلي ثريا قائلاً بعرفان : 

-تسلم إيدك يا ثريا الأكل فعلاً تحفه . 

ردت عليه ثريا بإبتسامه هادئه : 

-بالهنا والشفا يا سيادة اللوا . 

إغتاظت منال من رقة زوجها المفرطه أثناء حديثهٌ مع ثريا أمام راقيه أما راقيه إكتفت بالنظر إلي منال ولوت فاهها وأبتسمت بطريقه ساخره . 


كان يتناول طعامه ويختلس النظر لها بين الحين والأخر حتي يشبع عيناه برؤياها التي تٌسعد قلبه ♡ 


بعد الإنتهاء من الافطار جلس جميع أفراد العائله يتسامرون ويهتمون بالأطفال ويتناولون المأكولات والمشروبات المحببه لديهم . 


حتي جاء موعد صلاة الجمعه فذهبَ الرجال للصلاه بالمسجد القريب أما النساء فتفرقن كٌلهن ذهبن بمنزلهن لأداء الصلاه . 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


داخل النادي الإجتماعي ، 

كانت تجلس بجوار والدتها وشقيقتها 


تحدثت ليالي بإنفعال : 

-وبعدين يا مامي هنعمل أيه مع البيه إللي راميني ولا معبرني ولا حتي جيت علي باله  ده أنا قربت أكمل تلات أسابيع سايبه البيت ولا حتي فكر يتصل بيا ويقولي إرجعي. 

وأكملت بوعيد : 

-ماشي يا ياسين . 


أجابتها قسمت بغل : 

-فعلاً صدقت منال لما قالت عز حاجه وياسين حاجه تانيه خالص ده طلع شيطان وقادر ومفيش أي حاجه بتكسره 

ده حتي الولاد إللي قولنا هيضغطوا عليه ويجبروه يجيلك لحد عندك ويعتذر بلفهم وخدهم في صفه كل يوم والتاني فسح وخروج وغدا بره البيت لما خلي الولاد قربوا ينسوكي أساساً . 


تحدثت داليدا بتعقل : 

- ياسين طلع راجل ذكي ومش سهل أبداً يا ماما علشان كده لازمله تخطيط من نوع خاص تخطيط يليق بذكاء عقل مخابراتي زيه . 


أجابتها قسمت بإستسلام : 

-ولا تخطيط ولا حاجه يا دولي ياسين ده زي التعبان ملوش ماسكه وهنتعب نفسنا معاه علي الفاضي 

ثم حولت بصرها إلي ليالي وتحدثت : 

-أنا شايفه إن ليالي بعد ماترجعله تحاول تاخد منه فلوس علي أد ماتقدر وتعمل حساب بنكي كبير لنفسها علشان لو غدر بيها ف أي وقت تكون مأمنه مستقبلها بعيد عنه . 


أجابتها ليالي بإستغراب : 

-فلوس أيه بس يا مامي إللي حضرتك بتفكري فيها ؟ 

أنا بكلمك عن كرامتي وكبريائي إللي إتبهدلت قدام الناس وحضرتك تقوليلي فلوس؟ 

وعلي فكره بقا ياسين كويس جداً معايا في موضوع الفلوس 

ده في عز ما هو زعلان مني وسايبني ومش بيكلمني أول ما الشهر بدأ حولي علي ال credit card ضعف المبلغ إللي كان بيحولهولي شهرياً وأنا في بيته . 


تحدثت داليدا بإستغراب : 

-أهو الموضوع ده بالذات خلاني أحتار جداً في شخصية إللي إسمه ياسين ده واحد غيره مكنش بعت ولا جنيه وكان عند وقال لنفسه خلي بباها إللي جريت وراحتله ينفعها ويصرف عليها ؟ 

أجابتها قسمت بتخابث : 

- ده تخطيط علي مستوي عالي من إبن منال علشان محدش يقدر يمسك عليه غلطه مش بقولكم دماغه سم . 


تحدثت ليالي بطريقه نادمه : 

-يظهر إني ماكانش لازم أبداً أسمع كلام عمتو ونرمين وأسيب البيت ياسين مش هيعديهالي بسهوله أنا عارفه وخصوصاً إننا قعدنا إتكلمنا وأتفقنا علي كل حاجه وكل حاجه قالي عليها فعلاً حصلت والدليل إن عمتوا قالت إنه رجع نام في جناحي وعلي سريري . 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


بعد مده عاد عز وياسين وطارق من الصلاه وجدوا منال تجلس في بهو المنزل تضع ساق فوق الآخري وتهزهما بعصبيه والغضب يظهر علي وجهها  

رأت ياسين إنتفضت من جلستها ووقفت ووجهت حديثها لهٌ بغضب : 

-ياتري عاجبك تلقيح إللي إسمها راقيه دي علي مراتك يا ياسين بيه مستني تسمع أيه تاني علشان تروح تصالح مراتك وترجعها لبيتها ؟ 


أجابها ياسين بصوتٍ حاد : 

-ماما أرجوكي قولت لحضرتك بدل المره عشره أنا مزعلتش حد علشان أصالحه ولو الهانم عاوزه ترجع لبيتها وهاممها أوي ولادها تتفضل ترجع أنا مش مانعها. 


صاحت منال بحده ووعيد : 

-قسمآ بالله يا ياسين لو ما رحت جبت مراتك لاسيبلكم البيت وأروح أقعد عند أخويا وماهتشوفوا وشي تاني . 


وقف طارق بجانبها وهو يقبل رأسها مراضياً لها : 

-إهدي يا حبيبتي أرجوكي ماتعمليش في نفسك كده . 

ذهب إليها عز وأمسك يدها محاولاً تهدئة الوضع : 

-إهدي يا منال أيه بس الكلام إللي بتقوليه ده ياسين هيعمل كل إللي إنتي تؤمري بيه بس هدي نفسك وتعالي أقعدي. 


رد ياسين بإعتراض : 

-لكن يا باشا أ٠٠٠٠ 


لم يكمل باقي حديثهٌ حيث هدر بهِ عز مٌتصنعاً الغضب لإرضاء زوجته : 

-وبعدين معاك يا ياسين أنا قولت تسمع كلام ماما وتروح تجيب مراتك وأنتهي الأمر . 


رد ياسين بطاعه رغم غضبه : 

-حاضر يا باشا إللي حضرتك تؤمر بيه إنت وماما هنفذه. 


جرت عليهِ أيسل بفرحه وهي تحتضنه : 

-بجد يا بابي يعني خلاص هترجع مامي طب أنا هروح أغير هدومي بسرعه علشان أجي مع حضرتك . 


أمسك ياسين وجهها بحب قائلاً : 

-خليها لبكره يا سيلا كلمي مامي وبلغيها إني هروحلها بكره علشان تستعد وتجهز . 


نظرت لهٌ منال وتحدثت بتهكم : 

-وليه سيادتك ما تكلمهاش بنفسك وتبلغها يا ياسين بيه ثم لزمته أيه التأجيل لبكره وإستعداد أيه إللي بتتكلم عنه، 

هي هتسافر لندن،،دي راجعه بيتها . 


أجابَ ياسين بقلة صبر وغضب مكتوم : 

-وأنا قولت هروح بكره يا ماما مش فاهم حضرتك مستعجله علي أيه إللي حضرتك أمرتي بيه هيتنفذ 

لكن أمتي بقا دي بتاعتي أنا ودالوقتي بعد إذنكم أنا طالع أنام ومش عاوز إزعاج لو سمحتم . 


أوقفتهٌ منال بصوتٍ غاضب : 

- طب ده في إللي يخص ليالي يا ياسين ممكن بقا تقولي أيه موضوع أسهم نرمين إللي سيادتك إشتريتهم بفلوس ولادك وكتبتهم لولاد مليكه ؟ 


نظر إليها عز وتحدثَ بصوتٍ حاد ينمٌ عن مدي غضبهِ العارم: 

-ما أسمهمش ولاد مليكه يا هانم إسمهم ولاد رائف المغربي ده أولاً ، 

ثانياً وده الأهم يا سيادة الأم الفاضله والمربيه العظيمه ما ينفعش تتكلمي مع إبنك في موضوع زي ده قدام أولاده . 


إبتلعت لٌعابها من هيئة عز وتحدثت مٌفسرتاً موقفها : 

-أنااااا أنا طبعاً ماأقصدش خالص يا عز دي زلة لسان مش أكتر ثم صمتت . 


زفر ياسين وحرك رأسه بيأس وتحدثَ بهدوء موجهاً حديثهٌ لأطفاله : 

-سيلا خدي أخوكي وإطلعوا الجنينه كلمي مامي وبلغيها إننا رايحنلها بكره وخليها تجهز . 


أجابتهٌ طفلته بإيماء وسعاده : 

-حاضر يا بابي . 


تحدثَ ياسين بهدوء كاتماً غيظه داخله حتي لا يٌحزن والدتهٌ ويٌغضب ربٌهْ : 

-أمي من فضلك ياريت يااااريت بعد إذن حضرتك ماتتكلميش في أي مواضيع قدام ولادي تاني ، 

أنا طول الفتره إللي فاتت وأنا بحاول بقدر الإمكان إني أبعدهم عن أي مشاكل حواليهم وحضرتك شايفه ده بعيونك 

وأكملَ : 

-أما بقا بالنسبه للكلام إللي أنا عارف ومتأكد كويس أوي مين إللي وصلته لحضرتك وأيه هي نيتها 

فاأحب أقولك إن مليكه تبقي مراتي ولو حضرتك ترضيها علي رجولتي إني أسيب مراتي تبيع مجوهراتها فاسمحيلي أنا مرضهاش علي نفسي . 


صاحت بإستهجان : 

-مراتك ؟ 


تحدث بصوتٍ هادئ وثقه : 

'-أيوه مراتي يا ماما ومهما كان السبب إللي إتجوزنا علشانه فهي مراتي وليها عندي كل الإحترام وواجبها عليا إني أحميها وأكونلها سند هي وولادها إللي هما أساساً أولاد أخويا ، 


وأكملَ مٌفسراً : 

-لكن يظهر إن إللي بلغت حضرتك بالموضوع تعمدت ماتقولكيش إني هسترد الفلوس تاني من أرباح الشركه 

يعني أنا ماأخدتش فلوس ولادي وأديتها لاولاد رائف الله يرحمه زي ما حضرتك بتقولي ، 

ثم أكملَ مٌنسحباً بهدوء: 

- ودالوقتي إسمحيلي أنا تعبان ومحتاج بجد إني أنام . 


صعد للأعلي بضيق أما منال فجلست بأرتياح بعد أن نجحت في أجبار ياسين علي إرجاع ليالي وعلمت أنهٌ سيسترد ذلك المبلغ التي لم تخبرها نرمين حين أخبرتها بالموضوع بتلك النقطه لتٌشعل منال أكثر من ناحية ياسين. 

نظر لها عز بيأس وخرج إلي الحديقه ليٌجلس مع صغار أبنائه ويتسامر معهم كعادته 

____:____


خرجت مليكة للحديقة بعد أداء صلاة الظهر أمسكت هاتفها وهي تأخذ شهيقاً وتزفرهٌ بقلق، ،فقد قررت أن تحادث والدتها وتكسر الصمت السائد وتلك المٌقاطعه التي دامت أكثر من إسبوعين  


كانت سٌهير تجلس مع سالم وشريف يحتسون مشروباً 

رن هاتفها أمسكتهٌ بإهمال تنظر لتري من المٌتصل 

شغر فاهها مٌبتسماً وهي تردد بسعاده : 

-دي مليكه مليكه بتتصل بيا يا سالم . 


إعتدل سالم من جلستهِ بسعاده قائلآ لها بنبرة صوت مٌتلهفه : 

-طب ردي ردي بسرعه قبل ماتقفل يا سٌهير 

أجابت سٌهير علي الفور بلهفه : 

-مليكه يا حبيبتي وحشتيني أوي ♡ 


إستمعت مليكه لصوت والدتها الحنون المٌتلهف للحديث معها كانت خجله للغايه ولا تدري من أين تبدأ بالحديث 

فقالت بصوتٍ مٌرتجف : 

-إزيك يا ماما . 


أجابتها سٌهير بصوتٍ مٌختنق بالدموع: 

-أزيك إنتي يا قلب ماما عامله أيه ومروان وأنس طمنيني عليكي يا ضي عيوني . 

هٌنا لم تستطيع مليكه التماسك أكثر من ذلك فبكت وتحدثت بشوقٍ عارم : 

-ماما إنتي وحشتيني وحشني حضنك وكلامك وحشتني دعواتك ليا ولأولادي وحشتني حنيتك عليا . 


بكت سٌهير وتحدثت : 

- طب تعالي يا قلبي لو أنا فعلآ وحشاكي كده تعالي علشان أشوفك وأملي عيوني منك إنتي والأولاد . 

أجابتها مليكه بإيجاب : 

-حاضر يا ماما،،صدقيني بكره هاجيلك أقضي معاكي طول اليوم أنا أستأذنت من ماما ثريا وبكره إن شاء الله هجيلك أول ما أقوم من النوم إتفقنا . 

وأكملت بمرح كي تخرج والدتها من تلك الحالة : 

- يلا بقا يا سو جهزي كل الأكلات إللي بحبها ،أنا مشتاقه أوي لأكلك وريحته . 

تحدثت سٌهير بحب : 

- عيوني ليكي يا قلبي هقوم حالاً أجهزلك كل حاجه بتحبيها إنتي وحبايب قلبي . 


ثم نظرت إلي سالم ولنظرة الحنين والشوق التي سكنت عيناه عندما إستمع لإسم غاليته 

سٌهير بترقب : 

- مليكه بابا عاوز يسلم عليكي . 


إبتلعت مليكه لٌعابها بإرتباك ولكنها تمالكت حالها وقالت: 

- أنا كمان عاوزه أسلم عليه يا ماما . 


أعطت سٌهير الهاتف بفرحه إلي سالم الذي تحدث بصوتٍ مخنوق: 

- إزيك يا مليكه عامله إيه يا بنتي . 

أجابتهٌ مليكه بصوتٍ خجول : 

- الحمدلله يا بابا أنا كويسه ،،،،،،، 

صمت دام لثواني ولكنها مرت كدهر،،،،،،،،، 

تشجعت هي وكسرته : 

- بابا إنتَ وحشتني أوي ! 


هٌنا بكت مليكه ولم يتحمل سالم بكائها 

قال بتماسك : 

- خلاص يا حبيبتي إهدي يا بابا متوجعيش قلبي عليكي يا مليكه . 


تحدثت من بين شهقاتها : 

- سلامة قلبك يا حبيبي. 

أراد أن يخرجها من حالة الحزن تلك فأكمل بدعابه : 

- قوليلي بقا حابه تاكلي أيه بكره علشان أنا إللي هعملك الأكل بنفسي . 


إنطلقت ضحكة ساخره عاليه منها وعلي الجانب الآخر ضحكت سٌهير وشريف رغم تأثرهما الشديد بذلك المشهد لكنهم لم يتمالكوا حالهم عندما تحدث سالم عن إستعداده لطهيهِ الطعام 


تحدثت مليكه من بين ضحكاتها : 

- حرام عليك يا بابا أنا عاوزه أجي أزوركم وأقضي وقت لطيف معاكم مش نقضيه صحبه كلنا في المستشفي ، 

هو حضرتك ناسي المره اليتيمه إللي دخلت فيها المطبخ لما ماما كانت مسافره عند تيتا وقتها بدل ما تحط في الأكل توابل حطيت بودرة الصراصير إللي ماما كانت شيلاها في درج المطبخ حصلنا تسمم وقعدنا كلنا يومين في المستشفي . 


ضحك سالم بسعاده فائقه لسماع صوت صغيرتهٌ مرحاً وتحدث مازحاً : 

- بقا كده يا مليكه طب أنا بقا لغيت الفكره ومش داخل المطبخ عقاباً ليكم. 


أجابتهٌ بمرح  : 

- أرجوك . 

ضحكوا جميعآ بسعاده وتناسوا همهم الذي مضي ليستقبلوا غداً أفضل بإذن الله . 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


أفاق ياسين من قيلولتهِ عند الغروب أخذ حماماً وأرتدي ملابسهٌ وخرج للشرفه يراقب حبيبتهٌ علهٌ يراها ويختلس النظر لعيناها الساحره  

بالفعل وجدها تخرج من باب الفيلا مٌتجهَ ناحية شاطئ البحر تحرك سريعاً بسعاده مٌفرطه نزل الدرج سريعاً و بسرعة البرق كان يقف أمامها 


وينظر لها ويتحدث بإدعائهٌ الإستغراب : 

- مليكه أيه الصدفه الحلوه دي شكلك كده إنتي كمان خارجه تتمشي علي البحر ؟ 

إبتسمت بسعاده قائله : 

- أهلآ يا أب٠٠٠قصدي يا ياسين . 

هز رأسهٌ بإستسلام وضحك . 


مطت شفاها وضيقت عيناها في حركه أذابت حصونهٌ وأهلكتهٌ قائله برجاء : 

- أكيد مش هتعود من يومين  إديني إسبوع هو إسبوع واحد بس وهبقي شطوره وهمحي كلمة أبيه دي من قاموسي خااااالص . 


كان يستمع لها بقلبٍ هائم وعيون عاشقه ودَ لو يسحبها بعنف ليرتطم جسدها الرقيق بصدره العريض ويضمهٌ بشده ليٌشبع رغبة قلبهٌ المٌولع والمٌشتاق بعشقها الحاااار، 

ويٌخمد صراخهْ المٌستديم في حضرتها . 

أجابها بعيون عاشقه وصوتٍ هائم : 

- أنا أستناكي العمر كله يا مليكه مش بس إسبوع . 


سرعَ قلبها بدقاتهْ ولا تدري تفسير ما ذلك الشعور أهو خوف أم خجل أم ماذا ؟ 

أكملْ حديثهٌ هو عندما رأي تلك الحيره بعيونها : 

- تحبي أتمشي معاكي 

ولا حابه تتمشي لوحدك ؟ 

لا خاااالص بالعكس : 

- قالت جملتها بلهفه ونفي سريع مما جعلها تستغرب حالها وتخجل وتسحب بصرها عن مرمي عيونهٌ السعيده التي باتت أن تتأكَلها . 


ثم تحركا بإتجاه طول البحر وبدأو الإستجمام والإستمتاع بأصوات المياه وهي ترتطم بالصخور بصمتٍ تام 


كان ينظر لها بقلبٍ هائم وهي مٌغمضة العينان ترفع وجهها لأعلي تستنشق هواء البحر النقي ورائحة اليود التي تعشقها وتزفرهٌ براحه وأستمتاع مما جعلها جذابه ورائعه بطريقةٍ مبالغ بها . 


توقف العالم بأكملهِ بنظرهِ إلا منها كان ينظر لها بشوقٍ هائم ويتحرك بجانبها بصمتٍ تام كي لا يٌزعجٌها بلحظات هدوئها وصفاء ذهنها . 


أفتحت عيناها ومازالت تتحرك بهدوء بجانبهِ 

وتحدثت براحه دون النظر لهْ : 

- تعرف يا ياسين أنا بحب البحر أوي وبعتبره صديقي الوفي،،هو الوحيد إللي بجيله وبيستقبلني في كل حالاتي، 

لما بكون سعيده بجيله وأفرح معاه وألاقيه بيضحكلي وبيداعبني بكل حنيه ، 

وأكملت بإنتشاء وهي تنظر لهْ : 

- وبيهزر معايا كمان ويحدفني ب مايته المٌنعشه بكل حنان ، 

ثم زفرت وتنهدت بصدرٍ مٌحمل بالهموم : 

- وفي عز ألمي ووجعي بلاقيه بيواسيني ويحضني ويطبطب عليا ، 

بشتكيله ويسمعني بكل هدوء عمره ما غلطني ولا عنفني وجه عليا زي البشر ما بيعملوا، 

دايمآ واقف في صفي وبيأذرني، 

بيسبني أصرخ وأبكي وأخرج كل إللي جوايا من غضب ويسمعني للأخر وبعدين ياخدني في حضنه ويطبطب عليا بحنيته عمره ما سابني أمشي غير وأنا مرتاحه وراضيه بياخد مني كل همي ويحتويني بسحره ♡ 

كان يستمع لها مٌبتسماً وسعيد لبداية إرتياحها له والفضفضه معه. 


تحدث مبتسماً: 

- يا بخت البحر بيكي كل ده حب ليه أنا كده هبتدي أحقد عليه وأغير منه . 


أطلقت ضحكه سحرت بها قلبهٌ العاشق : 

- مش أوي يعني دأنا طول الوقت تعباه معايا وقرفاه بمشاكلي . 


تحدث َياسين : 

- طب أيه رأيك أنا ماعنديش مانع أشيل عنه كل ده . 

نظرت لهٌ مليكه وتحدثت بألم : 

- طب إزاي وأنا كل شكوتي وحزني كانت منك يا ياسين معقول كٌنت هاشكي ليك منك ؟ 

أجابها بصدق ومداعبه٠: 

- مش إحنا خلاص خدنا هٌدنه وإتصالحنا إنسي بقا كل المشاكل إللي فاتت وتعالي نبتدي مع بعض صفحه جديده، 

صفحه من غير أي هموم ولا مشاكل يا مليكه. 


وأكملَ مٌتأثراً : 

- أظن إحنا تعبنا الفتره إللي فاتت بما فيه الكفايه بيتهيألي من حقنا نرتاح شويه ولا أيه ؟ 


إبتسمت لهٌ ومدت يدها بمداعبه قائله : 

- إتفقنا ناخد هدنه . 

مد لها يده يحتضن بها كف يدها الرقيق ويحتويه بداخل كفهٌ ويدوب معها بأول لمسه بدون نفور منها لهٌ ولا خوف كالسابق متأملآ بغدٍ أفضل من البارحه. 


سحبت يدها بخجل بعد ضمت يدهٌ وهو يضغط عليها بمنتهي الرقه والحنان ♡ 

عاودت النظر للبحر مرةً أٌخري وهي مٌبتسمه بسعاده وأكملت تحركها بصحبته . 


تحركا معاً ومشيا كثيراً لم يشعرا بالوقت وهما يتثامران بأحاديثهما المٌتبادله المٌمتعه لكليهما . 


بعد مده شهقت مليكه ونظرت له بعيون مٌتسعه : 

- ياخبر إحنا بعدنا أوي يا ياسين . 


أجابها بإبتسامه : 

- ده حقيقي إحنا بعدنا عن العمار كتيرتصوري إني ماحسيتش خالص بالوقت ! 


إبتسمت برقه ونظرت للمكان بحنين وعيون مغيمه بدموع الإشتياق ناظره لهٌ قائله: 

- أقولك علي سر ؟ 


طااار قلبهٌ فرحاً كان يتأمل وينتظر إعترافها بحبه أو علي الأقل شعورها بالإرتياح لهٌ أو حتي مجرد إعجاب لكنها وللأسف أفحمت قلبهٌ المٌعلق بكلمه منها بحديثها القاتل . 


نظرت لهٌ مليكه بعيون مغيمه بدموع وقلبٍ مفطور: 

- أنا رائف وحشني أوي . 


أدلت بكلماتها تلك ونزلت دمعة حنين من عيناها بينما صرخ قلبهٌ طالباً الرحمه . 


ألا تشعرين بنيران قلبي المٌحطم الرحمه مليكةٌ قلبي 

أرجوكي غاليتي لا تضعي يودك علي جرح قلبيَ النازف  

☆ رٌحماكِ مليكه رٌحماكِ ☆ 


أكملت هي ولن تبالي بصاحب القلب المٌحطم المجاور لها وكأنها لم تراهٌ من الأساس 

أو كأنه مجرد سراب: 

- وحشني حضنه وحنانه وحشني كلامنا طول الليل ضحكنا إللي كان نابع من القلب 

مفتقده وجوده في حياتي أوي وحشتني ضحكته وضمته ليا وحشتني ريحته صوته نظرة عيونه 

وحشني كله وحشني كله  

كان نفسي أوي يبقي معايا هنا دالوقتي ياما سرحنا في مشينا وكلامنا لحد ما لاقينا نفسنا هنا في نفس المكان ده. 

ثم نظرت لهٌ وجدته يتألم وعيونهٌ مغيمه تلاشت ألمهٌ وأكملت بكل جبروت ودموعها تنهمر بغزارة: 

- هو أنا ليه مش قادرة أنساه يا ياسين ؟ 

ليه مش قادرة أتأقلم علي غيابه وأعيش وأكمل حياتي؟ 

ليه دايماً حاسة إني عايشة من غير روح ؟ 

أنا تعبانة أوي يا ياسين، تعبانة أوي في بعده . 


لم يشعر بحاله إلا وهو يجذبها بحنان لداخل أحضانه ويضمها بشده علهٌ يضمد جرح قلبهٌ النازف من أثر كلماتها المٌميته 

إحتضنها بشده وهو يتألم لا يدري إن كان ألم قلبهٌ هذا لأجلها أم لأجله هو ! 


الغريب في الأمر أنهٌ وجدها تبكي بشده وتحتضنهٌ بل وتضع يدها علي ظهره وتضمهٌ بإحتياج وتشدد من إحتضانه وكأنها وجدت ملاذها داخل أحضانه . 


إنتفض جسدهٌ بالكامل فرحاً بأول حضن لها وأي حضن إنه مٌتبادل  

أااااااااه قلبي سيتوقف فرحاً ياالله 

ياإلهي 

ما هذا الشعور الرائع الذي إخترقني أهذا مايسمونهٌ العشق ياسين ؟ 

لا أدري ماذا يسمي هذا الشعور الذي ينتاب قلبي ولأول مرة 

لكني سعيدًٌ جداً ولا أريد ترك ضمة حضنها أبداً أريد أن أكمل ما تبقي من عمري هٌنا داخل ضمتها تلك  


جنَ جنونهٌ وكاد يفقد عقله حين شعر بها وهي تذيد من تشدد تمسكها به وتعلقها الشديد 

حتي أنه تجرأ ورفعها بين أحضانه مما جعل ساقيها معلقتين بالهواء وألتصق جسديهما بشكلٍ مٌثير والغريب في الأمر أنها لم تعد تبكي وأستكانت بأحضانه بل وبدأت بالتأوه الخافت والتعلق أكثر وهي مغمضة العينين ويبدوا علي وجهها الإستمتاع بما تفعلهْ . 


تري ماالذي حدث إلي مشاعر مليكة؟ 

أحقآ ما يحدث معها هي بداية قصة عشق بينهما ؟ 

أم ماذا ياتٌري ؟ 

وما هي ستكون ردة فعل ياسين علي تلك المشاعر الجارفة التي تجتاح عالمهٌ ولأول مرة ؟ 

كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الفصل القادم .

رواية ☆قلوب حائره☆

بقلمي روز آمين

شاهد: حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة

اقرأ في: حكايات ألف ليلة وليلة حكاية التاجر والجني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

                     🦋البارت الرابع عشر🦋 


كانت تشدد من إحتضانهٌ وهي تتخيله رائف حبيبها الراحل، إندمجت معهٌ لأبعد الحدود،

كان سعيداً للغاية، بل كاد قلبهٌ أن يتوقف من شدة سعادته 

أبعد وجهها عن حضنهِ وأمسك ذقنها ومال برقة علي شفتاها بإستمتاع، وضع فوقهما قُبله رقيقة أذابتهْ وأخبرته كم هو مسكين وأنهٌ وبرغم تعدد علاقاته إلا أنهٌ لم يتذوق شهد قُبلة العشق من ذي قبل ، فهي حقاً تختلف بمذاقها،

جن جنونهٌ كاد أن يلتهم شفتاها بنهم ويذوبٌ معها أكثر وأكثر،


حتي أفتحت عيناها بعشق لتنظر إلي رائف ، ولكنها نظرت لهٌ بصدمة واستغراب، وفجأه أفلتت حالها من بين أحضانهٌ بحدة ودفعتهٌ عنها بطريقة عنيفة، أولتهُ ظهرها خجلاً ووضعت كفيها فوق عيناها وبكت، بكت بندم وحٌزنٍ وخِزي من حالها ومنه 


إنصدم من ردة فعلها العنيفة تلك ، لقد هدمت أحلامه بلحظة

تحركَ إليها ببطئ ولمس كَتِفها ليطمئن عليها، إقشعر بدنها وأنتفضت برعب رافضةً تلك اللمسة


ثم إستدارت ونظرت لهٌ بندم وخزي وتحدثت بإرتياب وهي تهز رأسها :

_ أنا أسفه أنا مش عارفة ده حصل إزاي أرجوك يا أبيه تسامحني، أنا مش فاهمة إزاي للحظة تخيلتك رائف، أنا أسفة بجد، والله أسفة 


كان ينظر لها بعيون مصدومة وداخلهٌ يصرخ ويتمزق، لم يعد لقلبهِ التحمل رفضها لهٌ بتلك الطريقة المٌهينه لرجولتهِ 


نظر لها بحدة وأستغراب وتحدث بنبرة تهكمية :

_ أسفه ! أسفه علي أيه يا مدام ! 

المفروض إنك مراتي وإن إللي حصل بينا من شوية ده طبيعي جداً إنه يحصل، لكن إللي مش طبيعي يا هانم إنك تتأسفي لي


وأكمل بصياحٍ عالي أرعبها :

_ وكمان تقولي لي وبكل بجاحة أسفة أصلي تخيلتك رائف!


وأكمل بصراخ أرعب أوصالها وجعل جسدها ينتفض :

_ بتتأسفي لجوزك وبكل جرأة وبجاحة بتعترفي إنك كنتي بتتخيليه راجل غيره! يا بجاحتك وجبروتك !

ثم صفق بيداه وهتف ساخراً :

_ براڤو يا مدام، لا بجد زوجة محترمة ومتربية ! 


كانت تستمع لهٌ ودموعها تنهمر علي وجنتيها وتضع يدها علي فمها وتهز رأسها بإستنكار من حديثه الغير مٌقنع لها:

_ انت بتقول أيه ! 


نظر لها بإشمئزاز وهدر بها بقوة وحدة:

_ اخرسي يا مليكة، مش عاوز أسمع صوتك ولا حتي طايق أشوفك قدامي

ثم أشار لها بيدهِ لمقدمة الطريق: 

_ اتفضلي قدامي يا محترمة علشان تروحي لأولادك، يلااااااااااا 


إرتعبت أوصالها وأنتفض جسدها خوفاً من لهجتهِ وصراخهٌ المرتفع عليها


تقدمت أمامهٌ وتحركت بصمتٍ تام وهي تجفف دموعها وتتنفس الصعداء حتي تٌهدئ من روعها قبل الرجوع لمنزلها كي لا يراها أحدآ وهي بتلك الهيئة المٌزرية


كانت تتحرك بجانبهِ بصمتِ تام وسخطً عليه من حديثهٌ التي إشمئزت منه

حتي أقتربا من دلوف الممر المؤدي إلي موضع سكنهم، وجدا دكتور أحمد حسين المغربي، والدهٌ يكون إبن عم عز المغربي، يتمشي بصحبة زوجتهِ الشابة دكتورة مٌني وبالمناسبة هما يمتلكان مشفي خاص بالنساء والتوليد حيث مجالهما 


وقفا الثنائي إحتراماً لهما، ألقيا عليهما التحية ردت مليكة وياسين بإبتسامات مٌزيفة.


تحدث دكتور أحمد بإستفسار:

_ شكلكم انتوا كمان كنتم بتتمشوا، بس غريبة أوي مشفناكمش يعني؟!


تحدث ياسين مٌفسراً: 

_كٌنا بنتكلم وسرحنا شوية في الكلام وبعدنا عن المكان  


نظرت مٌني إلي مليكة وتحدثت بوجهِ بشوش:

_ إزيك يا مليكة، أيه يا بنتي مبقاش حد بيشوفك ليه؟ 


أجابتها مليكه بإبتسامة خافتة:

_ إزيك إنتي يا مٌني، موجودة بس إنتي عارفة بقا الولاد وطلباتهم اللي مبتخلصش  


تحدثَ ياسين بعملية حتي ينهي هذا اللقاء الغير مناسب علي الإطلاق:

_  طب ما تتفضلوا معانا يا جماعة 


أجابهٌ دكتور أحمد بإحترام : 

_مٌتشكرين ياسين باشا.


ثم حول بصرهٌ إلي مليكة بإبتسامة ذات مغزي:  عاوزين نشوفك عندنا قريب يا مليكة 


إبتسمت لهٌ بخجل من تلميحاته وتحدثت بإختصار : 

_إن شاء الله يا دكتور، بعد إذنكم 


وتفرقا كٌل ثنائي إلي إتجاهه 

تحدثت مٌني وهي تضرب كتف أحمد بمعاتبه لطيفة : 

_ده كلام تقوله بردوا، إنت مالك! 


ضحك أحمد وأجابها بلا مبالاة:

_ أيه المشكلة في كدة، أنا عاوز أفرح بإبن عمي ونكتر نسل العيلة. 


إبتسمت مٌني وتحدثت إلي زوجها بدعابة:

_ رخم 


رافق ياسين مليكة حتي دلفت من باب الفيلا تحت أعين الحرس المتواجدون أمام البوابة، دلفت هي ولم تنظر لذلك الواقف ينظر عليها بغضب بجسداً مٌشتعل، وقف حتي تأكد من دلوفها لباب الفيلا الداخلي ثم أنصرفَ وبداخلهِ ثورة غضب كفيلة بتدمير كل ما يواجههٌ 


صعدت لغرفتها وجرت مسرعة إلي الحمام، إنتزعت عنها ثيابها وألقتها أرضاً بغضب وعنف، وقفت تحت صنبور الماء وفتحتهٌ عليها وبدأت بغسل فمها وجميع جسدها بإشمئزاز وهي تبكي بهيستريا، ضلت تضع سائل الإستحمام علي شفاها وتحكها بعنف علها تٌزيل عنها أثر قٌبلة ذلك الياسين


حدثت حالها ببكاء:

_ ااه مليكه، ماذا دهاكي يا فتاة، أجننتي لهذه الدرجة،أتتخيليه رائف؟

ما بال ذاك برائف أيتها الغبية، يا ويلي ماذا فعلت بحالي، سامحني رائف، سامحني حبيبي فلم أفي بوعدي الذي قطعتهٌ علي حالي بأن لا أكون لغيرك مهما حدث.


                 ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


أما ياسين فقد صعد لغرفتهٌ وأخبرهم أنه لا يريد الإزعاج تحت أي ظرف، وقضي معظم الليل وهو يجوب الغرفة إياباً وذهاباً والغضب يتأكل جسده، وهو يفكر كيف سينتقم منها ويرد لها الصاع صاعين، علي إهانتهٌ بتلك الطريقة المٌهينة لرجولته ورفضها له 


                    ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


مساء اليوم التالي

ذهب ياسين بصحبة أيسل لإرجاع  ليالي منزلها وسط فرحة منال وسعادة أطفاله، 

أيضآ ذهبت مليكة بصحبة طفليها لمنزل والدها وقضت اليوم بالكامل مع عائلتها.


صعد ياسين مع إبنته لمنزل ليالي ألقي السلام علي خالهِ وزوجته ثم نزل للأسفل سريعً وأنتظرهم، بعد مدة قليلة نزلت ليالي بصحبة أيسل وأستقلت السيارة بجوار ذلك الجالس بوجهٍ عابس لم ينظر حتي لها، أدار مقود سيارته وتحرك عائداً لمنزلهِ بوقتِ مٌتأخر.


وصل أمامَ منزلهِ وجدها تدلف بسيارتها لداخل الفيلا نظر عليها وجدها بصحبة طفليها فقط،، جن جنونهٌ وأشتعلَ غضباً، علي خروجها دون إستئذانه وبمفردها !


دلف للداخل سريعً نزل من سيارتهِ علي عجل ويبدو علي وجههِ الغضب والإنزعاج 


حدثتهٌ ليالي بإستغراب من حالتهِ تلك :

_ رايح فين يا ياسين! مٌش هتركن العربية في الجراچ وتدخل معانا؟ 


نظر لها علي عجل وتحدث وهو يخرج من باب الفيلا:

_ سبيها مكانها لما أرجع هركنها، إدخلي إنتي وأيسل جوه يلا. 


ناداهٌ طارق الذي كان خارجاً من الفيلا لإستقبالهم:

_ رايح فين يا ياسين؟ فيه حاجة ولا أيه ؟


لم يجبهٌ وأنطلق سريعً وعلامات الغضب تظهر علي ملامحهْ 


وجهت ليالي حديثها إلي طارق بنبرة صوت لائمه :

_  شفت أخوك وعمايله يا طارق، هي دي مقابلته ليا بعد كل الغياب ده ؟

طب حتي كان دخلنا الفيلا


أجابها طارق علي عجل وهو ينطلق خلف أخاه ليري ما به: 

_معلش ياليالي ،إدخلي جوة وأنا هروح أشوف فيه إيه 


دلف لداخل الفيلا ووجههٌ لايبشر بخير، وجد الصغيران يجلسان بين أحضان ثريا تقبلهما بنهم كما لو كانا غائبان عنها منذ عدة أسابيع وليس بضعة ساعات فقط 

ووجدها تقف تنظر لهم بوجهِ مٌشرق مٌبتسم وسعيد


هدر بها بصوت عالي أرعب الأطفال جميعً مٌتناسياً وجودهم من شدة غضبه:

_ حمدالله علي السلامة يامدام


وأكمل بنبرة تهكمية:

_ والهانم بقا  كانت فين إن شاء الله و راجعه أخر الليل لوحدها كده؟!


إنتفض الصغير، إحتضنتهٌ ثريا وتحدثت موجهةً نظرها إلي ياسين:

_ فيه أيه يا ياسين ،بالراحة يا أبني فزعت الولاد 


لم ينظر لها ولا لحديثها وهدر بصوته مٌنادياً:  مُني.. إنتي يا مٌني!


أتت مٌني علي عجل وتحدثت وهي ترتجف من نبرة ذلك الغاضب :

_ تحت أمرك يا ياسين باشا. 


أشار لها بيده علي أطفال رائف وأطفال يسرا أيضاً وهتف : 

_خدي الولاد وطلعيهم أوضهم فوق وخليهم مع الناني بتاعتهم، بسررررعة


أمائت لهٌ برعب وهي تحمل الصغير وتسحب بيدها باقي الأطفال تحت إستغراب الجميع من تلك الحالة التي وصل لها ياسين 


دلف طارق سريعً للداخل، وقف بجانب أخاه دون حديث فوجههٌ يتحدث عنه


وبعد أن إطمئن علي صعود الأطفال أكمل صياحه عليها وهدر قائلاً بنبرة ساخرة :

_ مبترديش عليا ليه يا هانم، ولا القطه بلعت لسانك؟ 


أجابتهٌ بإستغراب وبلاهه أشعلت بها ما تبقي من صبره:

_ فيه أيه يا أبيه!  أيه إللي حصل وليه حضرتك بتكلمني بالطريقة دي؟ 


وإلي هُنا وفاض به الكيل وطفح، صاح هادراً بها بعيون تطلق شزراً:

_ أنا مٌش أبيه يا مدام! أنااااااا مش أبييييه


وأكمل بنبرة تهديدية: 

_وأخر مره أسمعها منك وإلا قسماً بالله هتشوفي مني وش مش هيعجبك أبداً، إنتي فاهمممممممه !


إنكمشت علي حالها وأقشعر وجهها من شدة صٌراخه 


وأكمل هو بنبرة غاضبة :

_ سؤالي ما أتجاوبش عليه لحد الوقتِ ليه، كنتي فييييييين؟! 


أجابتهٌ ثريا مٌفسره كي تنهي تلك المهزلة:

_ كانت عند بباها يا أبني ،هتروح فين المسكينة يعني؟ 


حول بصرهِ إلي ثريا وتحدثَ ساخراً: 

_ وأنا هعرف منين يا ماما، ما الهانم مستغفلاني ومعتبراني كيس جوافه مش جوزها 


أجابت مليكة بعفوية وهي منكمشة علي حالها وعيونها ترقرق بالدموع:

_ أنا أخدت الإذن من ماما ثريا قبل ما أخرج 


وكأن بجوابها ذاك قد سكبت مادة شديدة الإشتعال، هدرَ بها ياسين بغضب وحدّه قائلاً بنبرة ساخرة :

_ نعم يا اختي!! وهو أنتي كنتي متجوزة ماما ثريا علشان تاخدي الإذن منها؟ 


وأكملَ مٌتهكماً: 

_ولا أهلك ما علموكيش إن بنت الإصول لازم تستأذن جوزها قبل الخروج، ده حتي من أصول الدين يا متدينة يا محترمة! 


ذهب لهٌ طارق ووضع يدهٌ علي كتفه بحرص خشيةً غضبة وتحدث بهدوء: 

_  بالراحة يا ياسين، ميصحش كدة !


حول بصرهِ إلي أخاه ونظر له بغضب وتحدث:

_ أومال إيه إللي يصح يا طارق باشا، إستغفال الهانم ليا وأبقي أخر من يعلم بخروج مراتي من البيت هو ده إللي يصح ف نظر سعادتك؟


أنا مش مراتك: قالتها مليكة بمزيج غريب من الحِدة والغضب والدموع والضعف! 


وأكملت بقوة وهي تجفف دموعها: 

_ مصدق نفسك إنت أوي وداخل تزعق وتهين فيا براحتك ولا كأنك جوزي بجد


فوق يا ياسين بيه، إحنا إللي بينا مجرد إتفاق ولو كٌنت ناسي أفكرك 


وأكملت بإعتزاز:

_ ولو علي الدين والشرع والإصول فأنا متربية وعارفاهم كويس أوي.

لكن بستعملهم في مكانهم الصحيح ، وأنا عملت إللي عليا وبلغت الست إللي أنا عايشة معاها وفي خيرها 


وأكملت بأهانة لشخصه: 

_غير كدة أنا مش مطالبة بأي شكليات فارغة.


وجهت ثريا لها الحديث بهدوء:

_ إهدي يا مليكة، ويلا إطلعي فوق لأولادك.


نظر لها ياسين مصدوماً من ردة فعلها وتحدث بلهجة حادة وهو ينظر لزوجة عمه : 

_إهدي يا مليكه؟

وببساطه كده حضرتك بتقولي لها تطلع فوق ؟ 


وأكملَ بنبرة صوت لائمة:

_ ده بدل ما تقولي لها عيب إحترمي جوزك وأعتذري له فوراً !


تحدثت يسرا بنبرة تعقلية كي تهدئ من حدة الموقف :

_ ياسين من فضلك إهدي، أنا أول مرة أشوفك عصبي بالطريقه دي ! 


نظرت له ثريا بعيون مٌترجية:

_ خلاص يا ياسين علشان خاطري يا أبني، بجد الموضوع مش مستاهل كل الثوره إللي إنتَ عاملها دي


وأكملت بوعد وهي تُشير علي الباب بسبابتها :

_ ووعد مني أنا مليكة مش هتخرج من باب البيت بعد كده غير بإذنك.


نظرت لها بإستنكار وتحدثت بعناد وقوة : 

_ حضرتك بتقولي أيه يا ماما !

مين دي إللي تستأذنه؟! 


وأكملت برفضٍ تام: 

_لا طبعاً، الكلام ده عمره ما هيحصل. 


إشتعل جسدهٌ من حديثها المٌثير للأعصاب، ولم يدري بحالهُ إلا وهو يُسرع إليها ويُمسك ذراعها بعنف تحت نظرة رعب منها وتحدث بفحيح :

_ شكلك كدة مش ناوية تجبيها لبر إنهاردة ،أنا بقا هعرفك إزاي تحترمي كلمتي وتسمعيها ومن غير نقاش !! 


جري عليه طارق وثريا ويسرا وأفلتت ثريا يد مليكه من قبضته وتراجعت بها للخلف وتحدثت بحده بالغة :

_ إنت إتجننت يا ياسين، فيه أيه ياأبني مالك ؟ 


جذبهٌ طارق من ذراعهِ وسحبهٌ بعيداً وتحدث بنبرة صوت حادة: 

_جرا لك إيه يا ياسين، هي وصلت معاك لكده !


إبتلع لٌعابهٌ وأنتفض جسده حين رأي دموع الألم والإنكسار بعيونها وهي تنظر لهْ برعب من هيئته 

تحدث مٌتلعثماً : 

_أنا، أنا مكٌنتش هأذيها يا جماعة، إنتوا فهمتوا غلط أنا بس إتعصبت من كلامها


ثم نظر لها بحسرة قلب، بادلتهٌ إياها بجسدٍ مٌنتفض ودموع ونظرت إنكسار ورعب من هيأته


حدثها بعيون نادمة ونبرة صوت هادئة :

_ أنا مكٌنتش هأذيكي صدقيني !! 

نظر لحالتها المزرية وخرج مٌسرعً


تحرك طارق نحو مليكة الباكية بحزن ورؤيتها التي تٌدمي القلوب متحدثاً بأسف:

_  حقك عليا أنا يا مليكة، ياسين طيب والله وعمره ما كان همجي أو عصبي بالطريقه دي 


واسترسل حديثه موضحً: 

_أكيد فيه حاجة في الشغل مضايقاه ومخلياه عصبي ومش طايق نفسه بالشكل ده. 


هدرت يسرا بنبرة غاضبة من رؤيتها لتلك المسكينة:

_ علي نفسه يا طارق ، غضبه وعصبيته يخرجها علي نفسه مش علي المسكينة دي، إيه مش كفايه إللي هي فيه، هييجي هو كمان عليها ؟


تحدثت ثريا بحده وهي تحتضن مليكة وتربت علي ظهرها بحنان: 

_ خلاص يا يسرا إللي حصل حصل ، خدي مليكة طلعيها أوضتها وخلي مٌني تحضر لها حمام دافي علشان ترتاح شويه 


ثم أخرجتها من داخل حضنها وجففت لها دمعتها بحنان قائلة:

_ إطلعي يا حبيبتي إرتاحي في أوضتك، وأنا بقا ليا كلام تاني مع سيادة اللوا.


هزت لها رأسها بموافقه وأنكسار ودموع ،ورافقت يسرا للصعود للأعلي


جلست ثريا بشرود وحزن 

وجاورها الجلوس طارق الذي تحدث بتعقل: 

_من فضلك يا عمتي إهدي وماتزعليش نفسك، صحتك يا حبيبتي


وأكمل برجاء:

_ ومن فضلك بلاش تبلغي بابا باللي حصل ده ،أنا متأكد إن دي غلطة من ياسين ومش هتتكرر تاني 

أنا هتكلم معاه وأفهم منه هو ليه عمل كده!


تحدثت ثريا بنظرات حزن وأنكسار :

_ بذمتك إللي حصل من البنت يستاهل إللي أخوك عمله فيها ده يا طارق؟ 


وأكملت بنبرة ملامة: 

_هي دي أمانة رائف إللي أخوك طلب أنه يصونها؟ 


وأكملت بنبرة حادة: 

_لا.. لو فاكر إنها علشان طيبة ومحترمة تبقي ضعيفة ويبهدل فيها براحته لاء، يبقي غلطان 


ساعتها أنا إللي هقف له بكل قوتي، مليكة مش أرملة إبني وأم أحفادي بس لاء، دي بنتي التالتة وأنا كفيلة إني أحميها من ياسين واللي أقوي منه كمان 


وياريت يا طارق تبلغ أخوك بالكلام ده. 


نظر طارق بإستغراب من ردة فعل ثريا القوي:

_ أيه يا عمتي الكلام إللي بتقوليه ده ؟


إللي بتتكلمي عنه كده يبقي ياسين يا عمتي، ياسين، إبنك إللي إنتي مربياه،إبنك البكري زي ما دايماً بتقولي له !!


أجابتهْ ثريا بحده:

_ لحد مليكة ولا يا طارق ،إبني وحبيبي علي عيني وراسي بس إلا مليكة،إللي هيمسها بسوء هيشوف ثريا تانية غير إللي قدامكم دي.


ثم نزلت دمعة ضعف منها وأردفت بضعف وانكسار: 

_دي مليكة، حبيبة الغالي وكانت نور عيونه، ده أنا بشم ريحته في ريحتها وبشوف سعادته من وسط ضحكتها 


أخذها طارق بين أحضانه بألم وقبل رأسها قائلاً: 

_ حقك علي راسي يا عمتي، حقك عليا، أرجوكي يا حبيبتي إهدي ،وكل إللي تؤمري بيه أنا هعملهولك بس من فضلك إهدي. 


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


داخل غرفة ليالي...


كانت تجوب المكان بغضب بعد رؤيتها دلوف ياسين من البوابة الخارجيه مٌستقلاً سيارتهٌ بغضب وخروجهٌ مٌسرعاً للخارج ولم يعير وجودها أمامهٌ أية إهتمام!


تحدثت ليالي وهي تفرك يديها ببعضهما بعصبية:

_ شفتي يا عمتو البيه إبنك ،ده حتي ما عبرنيش ولا دخل معايا حفاظاً علي شكلي قدامكم 


وأكملت بعدم إستيعاب:

_ نفسي أفهم أيه إللي حصل ،كنا داخلين عادي جداً وفجأه دخل هنا وأتحول !


تحدثت أيسل بخفوت وقلق وهي تفرك كفيها ببعضيهما بتوتر :

_ أنا عارفة أيه إللي غير بابي كدة يا مامي.


جرت عليها منال وليالي وأمسكاها بإهتمام وسألتها منال: 

_إنتي تعرفي حاجه إحنا ما نعرفهاش يا أيسل؟ 


أجابت أيسل بحزن خشيةً أذية مشاعر والدتها: 

_ وإحنا راجعين بابي كان مبسوط وعادي جداً وكان عمال يبص لي في المرايه ويضحك لي 

لحد ما كنا داخلين من باب الفيلا، بابي بص ورا وهو بيدخل من الباب 


لقي مليكة جاية بعربيتها ،أنا كٌنت ببص علي بابي في المرايا لما لاقيته مرة واحدة ملامحه إتحولت لغضب، بصيت ورا لاقيت مليكة داخلة الفيلا بعربيتها 


هتفت ليالي وهي تنظر إلي منال بجنون وأستفهام: 

_ يعني أيه الكلام ده يا عمتو مش فاهمه ؟ 


أجابتها أيسل:

_ أكيد زعل علشان خايف عليها من السواقة لوحدها يا مامي


تحدثت منال وهي تضيق عيناها بغموض: 

_ ما أظنش إن ده السبب يا أيسل ،علي العموم كويس إنك قولتي لنا علي الموضوع ده يا حبيبتي ،روحي إنتي الوقت علي أوضتك.


تحدثت أيسل وهي تذهب لوالدتها بإعتراض:

_ لا يا نانا،أنا هقعد مع مامي.


تحدثت ليالي بشرود:

_ إسمعي كلام نانا يا سيلا ،ماتقلقيش عليا يا قلبي أنا كويسة.

قبلت إبنتها وخرجت الطفلة 


وأنفجرت ليالي بغضب قائلة: 

_مٌمكن بقا تفهميني معناه أيه الكلام ده،مش حضرتك قولتي لي وأكدتي لي إن ما حصلش بينهم حاجه ،يبقي أيه إللي قلبه وغيره كدة ومن إيه؟

أنا هتجنن 


تحدثت منال بتذكر: 

_وإحنا قاعدين ناكل في نفسنا هنا ليه،إنتي مش بتقولي إن طارق راح وراه،يعني أكيد عارف إللي حصل ،أنا هنزل أسأله. 


أسرعت عليها ليالي وهتفت بعدم صبر :

_ أنا جايه معاكي، ما أنا مش هقعد هنا لوحدي علشان أتجنن. 


نزلا الدرج وجدا جيجي وطفلها يجلسان سوياً تقرأ لهٌ قصة 

نظرت لها منال وتحدثت بتساؤل :

_  أومال فين طارق يا چيچي ،دا أنا قولت هلاقيه قاعد معاكم 


أجابتها چيچي بهدوء :

_  طارق لسه ما رجعش من وقت ما خرج مع ياسين يا طنط.


نطقت العامل وهي تضع كوب الحليب للطفل علي المنضدة:

_ طارق بيه في الجنينه حضرتك،تقريبآ بيتكلم في التليفون.


نظرت لها چيچي وأردفت قائلة بإستغراب:

_ غريبه أوي، طب ما دخلش ليه لما هو في الجنينه ؟ 


إندفعت ليالي وهرولت إلي الخارج وتابعتها منال 


إقتربت ليالي من وقوف طارق وتحدثت بتساؤل :

_ ياسين فين يا طارق ؟ 


نظر لها طارق وأجابها وهو يرفع كتفيهِ بإستسلام: 

_مش عارف يا ليالي، مشي وهو متنرفز وعمال أحاول أتصل بيه بيكنسل عليا

بعتله فويس يارب يشوفها ويرد. 


منال وهي تسحبهٌ لأريكة الإرجوحه وتجلسهٌ وتسألهٌ بإستجواب أكثر منه إستفسار:

_ أقعد هنا وقول لي إللي حصل بالحرف الواحد، أخوك أيه إللي حصل بينه وبين مليكه ؟ 


أجابها طارق بإستغراب لحالة شقيقهُ :

_ صدقيني يا ماما أنا نفسي ما أعرفش أيه إللي حصل ووصل ياسين لحالة الجنون إللي شفته عليها دي


وأكمل موضحً: 

_وكل ده ليه،علشان مليكة خرجت وراحت قضت اليوم في بيت بباها من غير ما تقوله !


ثم قص عليهما كل ما حدث 


نطقت ليالي وهي تنظر أمامها بشرود : 

_يعني أيه يا طارق الكلام ده،هو مٌمكن يكون ياسين بيحبها ؟ 


ضحك طارق بإستخفاف علي حديثها وأردف قائلاً :

_ أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا ليالي، 

ده ياسين مسكها من إيدها وشوية وكان هيضربها لولا عمتي ويسرا وأنا


واسترسل حديثه موضحً: 

_كمان ياسين أعقل من إنه يعمل ف نفسه كدة، هو عارف ومتأكد إن مليكة عمرها ما هتبص له ولا تشوفه جوزها الفعلي 


دي قالتها له في وشه وقدامنا كلنا، ده مش جواااز يا سيادة العقيد، ده إتفاق.


وأكمل بحسب ما أتي بمخيلته :

_ كل الحكاية إن ياسين عنده شوية مشاكل في شغله ومعرفش يطلع ضغطه في ليالي لانه طبعاً بيحبها ومايستحملش زعلها

قام جابها في المسكينه دي، بما إنه ما يفرقش معاه زعلها من رضاها


إرتفعت قامة ليالي تفاخراً بتفسير طارق المقنع لها  ،لقد إقتنعت بالتفسير وأرضي غرورها وكبريائها وصعدت لغرفتها بعد إطمئنانها وهذا ما قصدهُ طارق من حديثهُ ذاك . 


بعد صعود ليالي نظرت منال إلي طارق وتحدثت بترقب:

_ وثريا ما قالتلكش هي ناويه علي إيه بعد اللي حصل من ياسين  ؟ 


أجابها طارق بشرود : 

_مش عارف يا ماما،لكن لو شفتيها هتصعب عليكي بجد. 


تحدثت منال بتهكم وحقد ظهر بعيناها : 

_ما يصعبش عليك غالي يا حبيبي، خليها تشرب من جبروت ياسين وعصبيته المجنونة، 

هي كانت فاكره أيه،فاكره إنها سحبته عندها وبقا حامي الحما بتاعها هي ومليكة هانم وبقا خاتم في صباعها ،يلا بالشفا علي قلبها.


تحدثَ طارق بتعجب وهو ينظر لها بإستغراب :

_ ليه كل الشماتة دي في عمتي يا ماما !

عمتي ماتستاهلش منك كده أبداً !


أجابتهٌ منال بنبرة حقود :

_ أومال تستاهل أيه يا طارق بيه،دي واحدة إختارت خراب بيت أخوك علشان تعمر بيتها وما يتقفلش 


وأكملت  : 

_دي حقودة وحرباية ومحدش فاهمها غيري،خايل عليكم كُهنها ووش الملاك البرئ إللي رسماهولكم وأنتوا زي الهٌبل ومصدقينه. 


تحدث إليها طارق برجاء :

_ أرجوكي يا ماما ماتتكلميش كدة علي عمتي، 


وأكمل نافيً: 

_عمتي مش كدة أبداً،وكمان أنا مش جابب أشوفك كدة،حضرتك أرقي وأنضف من التفكير والشماتة في الناس بالطريقة دي. 


في تلك الأثناء أتت عليهم چيچي وقفت منال وتحدثت: 

_ أنا طالعه أوضتي أرتاح، وأنت أوعي تجيب سيرة لأبوك عن إللي حصل من ياسين، ملناش دعوة وخليها هي منها لياسين هما أحرار مع بعض. 


جلست چيچي بجانب طارق وتحدثت بإستفهام بعدما رأت حالة منال وليالي : 

_هو فيه إيه يا طارق، طنط وليالي مالهم ،وفين ياسين ؟ 


أخبرها طارق بكل ما حدث وبعد مدة تحدثت چيچي بشرود:

_ تفتكر ياسين يكون بيحب مليكة ؟ 


ضحك طارق عالياً وتحدثَ : 

_هو أنتم جرا لكم إيه إنهاردة، كل إللي طالع عليكم إن ياسين بيحب مليكة، يابنتي ياسين أعقل من إنه يحط نفسه في وضع حساس زي ده،هو عارف ومتأكد كويس أوي إن مليكة قفلت قلبها علي رائف ومش هتسمح بوجود أي راجل مكانه مهما كان هو مين !


أجابتهْ جيجي بتعقل :

_  ومال الحب ومال الحسبات يا طارق،القلب لما بيدق بيلغي وجود العقل من الأساس.


نظر لها طارق وتحدثَ بتأكيد:

_ إسمعي مني، ياسين أخويا أساساً معندوش قلب ولا مشاعر علشان يحب بيهم مليكة أو غيرها !


وأكملَ بشرود: 

_هي مرة يتيمة قلبه دق لما شاف واحدة بالصدفة كانت في زيارة مع وفد من كليتها عندهم في الجهاز،شافها في الأسانسير ومعرفش هي مين أساساً 


كانت وقتها ليالي زعلانه عند بباها وياسين كان مٌصر علي الطلاق بسبب موضوع الحجاب،حب البنت من أول نظره زي ما بيقولوا


وقتها جه حكا لي أنا ورائف الله يرحمه وقال إنه هيدور علي البنت ويسأل عليها ويتجوزها،لكن بعدها جاله سفر تبع شغله وغاب مدة طويلة 


أردفت جيجي بتذكر :

_ أنا فاكره إنك حكيت لي الموضوع ده قبل كده،بس مكملتليش هو ليه مدورش عليها وأتجوزها  ؟


تحدث طارق مفسراً :

_ مش عارف يا جيجي ،كل إللي فاكره وقتها إنه لما رجع من السفر ماما أجبرته إنه يرجع ليالي وحطت شرط طلاقها قصاد طلاق ليالي علشان تجبر ياسين يرجعها 


بعدها بمدة سألت ياسين عن البنت قالي إنه شال الفكرة من دماغه ونسي البنت أساساً ،علشان كده بقول لك إن ياسين معندوش قلب أصلاً علشان يعرف يحب بيه.


نظرت له وتحدثت بإستفهام:

_ ااه بالمناسبة، إنتَ قولت أيه ل ليالي خلاها داخلة مبسوطة ونافشة ريشها علينا كدة،إللي كان يشوفها وهي خارجة تدور عليك والغضب مالي وشها مايشوفها وهي داخله بكل غرور وكبرياء وملامحها رايقة ومرتاحة! 


ضحك بطريقة ساخرة وتحدث بذكاء:

_ مافيش، بلفتها بكلمتين هي وماما بس شكل الكلام دخل عليها أوي وأرضي غرورها. 


إبتسمت جيجي وتحدثت بدعابة : 

_ وياتري قولت لها إيه أشجيني وأطربني؟ 


أردف طارق ساخراً:

_ بصي ياستي، أنا لاقيتها شايطة هي وماما ومقومين الدنيا علي ياسين، هديتهم بكلمتين وقولت لهم إن ياسين شكله عنده مشاكل في الشغل فحب يطلعها علي مليكة بدل ما ييجي ويضايق ليالي ويجرحها وهو مايقدرش علي زعلها 

وأكمل وهو يبتسم: 

_لا واللي يجنن إنها صدقت!


إبتسمت چيچي رغماً عنها وتحدثت بدعابة :

_ إنتَ.. ده أنت داهية، ياخوفي يا طروق لكلام الغرام إللي مغرقني فيه ليل ونهار يطلع بكش وتكون بتبلفني بيه أنا كمان ! 


نظر لها بعيون يكسوها العشق قائلاً بصدق بصوتٍ حنون:

_ طب لو فرضنا إن لساني مابيقولش الحقيقة وده طبعاً مش صحيح، معقول إللي في قلبي وظاهر في عيوني مش واصل لك يانور عيون طروق  


إبتسمت جيجي لزوجها ونظرت لهٌ بعيون عاشقة وتحدثت بهيام: 

_ربنا يخليك ليا يا طارق ،بحبك 


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في مكانِ بعيد حيث الأجواء الصاخبة والأنوار الخافتة والموسيقي العالية كان يجلس ياسين يحتسي مشروباً ويظهر علي وجههِ قمة الغضب، ينظر بشاشة هاتفهِ ويغلقهٌ دون النظر به، ضل علي وضعه بضعة ساعات حتي أوشك الليل علي الإنتهاء


إستقل سيارتهٌ وأدار محركها وتحرك حتي وجد حالهٌ يقف بسيارتهِ أمام شرفتها وينظر لظلمتها وهو يتسائل..

كيف أصبحتي غاليتي،أٌخبريني عن حالك

إنا أتألمٌ لأجلكِ مليكتي، أرجوكي إصفحي عني وأحبيني، أحبيني مليكة،أرجوكي.

فليس من العدل أن لا تشعري بي وبقلبي بينما أذوب عشقاً أنا  


قاد سيارته ودلف بها للداخل صفها بالجراج وخرج 


وجد طارق أمامه يضع يداهٌ داخل جيب بنطاله وينظر له،

سأله طارق بترقب وهو ينظر علي حالته تلك:

_ ياسين إنتَ كويس ؟ 


نظر لهُ بوجهٍ شاحب مُتعب قائلاً: إنتَ أيه إللي مصحيك لحد دالوقتي ؟ 


رد طارق بنبرة صوت ساخرة:

_  ما هو لو سيادتك كنت رديت علي تليفوناتي وطمنتني عليك كنت إرتاحت وطلعت نمت،  بدل ماأنا واقف متذنب كده و مستني حضرتك !


أشار لهُ بيدهِ ليسكتهُ مهمهماً:

_ ششششششش خلاص ،إنتَ هتفتح لي تحقيق ! 


رمقهُ طارق بنظرات إستغراب وهو مضيقاً عيناه بتساؤل: 

_ ياسين.. إنتَ شارب ؟


أزاحه عن طريقه وهو يترنح كاد أن يسقط لولا أسندهُ طارق بيدهِ قائلاً: 

_يا نهارك إسود يا ياسين، ده لو أبوك شافك هتبقي مُصيبة، تعالَ أدخلك مكتبك نام فيه علي الكنبة للصبح،لو طلعت ل ليالي كدة يبقي فضيحتك هتلف إسكندرية كلها في مسافة يومين 


وبالفعل أدخلهُ مكتبه بهدوء تام حتي لا يشعر بهما أحد وساعدهُ بخلع سترة بدلتهِ ،ألقي ياسين بجسدهِ بإهمال علي الأريكة،وأستسلم للنوم بسرعة البرق ،أما طارق فصعد بهدوء لغرفتهِ بعد الإطمئنان علي أخيه. 

________ 


في الصباح..

أفاقت نرمين بتكاسل وهي تتمطئ بعد سماعها صوت المنبه،نظرت لزوجها وأبتسمت ،أمالت عليه بحب وقبلتهُ ثم أخذت هاتفها ونزلت للدرج لتشرف بنفسها وتتأكد أن العامله قامت بتجهيز وجبة الإفطار قبل أن تصعد مرةً أخري وتٌيقظ زوجها للذهاب لعمله وطفلها لمدرسته


دلفت للمطبخ وجدت العاملة بالفعل تقوم بتحضيره ،إستعجلتها ثم أمسكت هاتفها لتفتحهُ وتتصفح المواقع لتري ما الجديد، 


وجدت فيديو علي تطبيق الواتساب من رقم مجهول إقشعر جبينها وضيقت عيناها بإستغراب 

ثم شرعت بفتح الفيديو لتري ما بداخله،وما ان شاهدت ما بداخله حتي جحظت عيناها برعب ووضعت يدها علي فمها وهي تردد بإنزعاج وذهول : 

_يااااادي المصيبة ،يادي المصيبة !


إرتعبت العامله نظرت لها وتحدثت بلكنه رديئه:

_ خير مادام،أي مٌصيبة !


نظرت لها برعب وصرخت بها وهي تدفعها بعنف:

_  غوري من وشي الساعة دي !


ثم جلست علي الكرسي وأخذت بالخبط علي ساقيها بوجهٍ يكسو ملامحهِ الرعب وباتت تردد بهلع : 

_يادي المصيبة ،روحتي في داهية يا نرمين  


تُري ما محتوي هذا الفيديو الذي أرعب نرمين بتلك الطريقه ؟


هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم 

#رواية ☆#قلوب_حائره☆

#بقلمي_روز_آمين 

تابع هنا: قصة نوفيلا لروز أمين كاملة

رواية قلوب حائرة
رواية قلوب حائرة

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الخامس عشر

🦋#البارت_الخامس_عشر 🦋 


كانت جالسة علي المقعد تندب حظها العثر وهي تٌشاهد الفيديو الخاص بذلك اليوم المشؤم يوم وفاة رائف وحديثها الوقح معهٌ 

حدثت حالها:

_من أين ظهر ذلك الفيديو الملعون بعد مرور كل تلك المدة؟ لقد مر أكثر من سنة !

أكان رائف يضع كاميرات تسجيل في مكتبهْ؟ 

لما لم يكن لدي علم بذلك؟


غبيه نرمين غبيه ياالله،

لقد إنتهيتي نرمين ،لقد هٌلكتي يا فتاة،

تٌري من يقتني هذا الفيديو الملعون؟ ومن أين عثر عليه ،ولما بعثهٌ لي ؟

ماذا يريد مني ذلك اللعين ؟


في تلك الأثناء سمعت صوت زوجها الغاضب يأتي من أعلي الدرج وقفت لملمت شتاتها برعب وأغلقت هاتفها بيدٍ مرتعشه خوفاً من أن يتصل بها ذلك المجهول في حضرة زوجها ،

دلف مٌحمد وهو يضع رابطة العنق بضيق وتحدث بوجهٍ عابس:

_إنتي قاعدة هنا ولا علي بالك يا هانم وسايباني نايم كل ده ،عاجبك كده أديني إتأخرت علي شغلي ! 

جرت عليه بإرتباك وتحدثت بتلعثم :

_معلش يا حبيبي أصلي سرحت شوية وأنا بقلب في الفيس بوك .


رمقها بنظرة إشمئزاز قائلاً:

_لا برافو عليكي يا مدام، سيادتك سرحتي في الفيس بوك والنتيجه إني إتأخرت علي شغلي وإبنك كمان ضاع عليه اليوم الدراسي لا بجد شابوه 


وتوجهَ سريعاً بإتجاه الباب ليخرج 

جرت عليه تمسك ذراعهٌ بتساؤل:

_طب إفطر الأول يا محمد هتخرج من غير فطار؟


رمقها بنظرة إشمئزاز ولم يعير حديثها أي إهتمام وخرج وصفق خلفهٌ الباب بشدة كادت أن تخلعه ،

دبت بأرجلها الأرض ونفضت يديها في الهواء بغضب ولعنة حظها العثر عادت مٌسرعه للمطبخ وأمسكت هاتفها 


صعدت لغرفتها وأغلقت بابها وبدأت بالإتصال علي الرقم الذي بٌعثَ منهٌ الفيديو 


أجابها صوتٍ لرجل يبدوا عليهِ الشباب قائلاً بنبره واثقه وهادئه:

_كٌنت عارف ومتأكد إنك هتتصلي، لكن بصراحة ماتوقعتش يكون بالسرعة دي،

وأكمل ساخراً:

_ إيه، للدرجة دي مرعوبة؟


حاولت تماسك حالها وأظهرت عكس ما يدور بداخلها من رعب قائلة بنبرة صوت حادة :

_إنتَ مين يا حيوان إنتَ وعايز مني إيه؟ 


هدر بها وتحدث بصوتٍ حاد أرعبها:

_مش عايز قلة أدب وطولة لسان علي الصبح، إنتي تسمعيني كويس وتنفذي كل طلباتي وإنتي زي الجزمه القديمة، وإلاااااااا ،


_وإلا إيه ؟قالتها برعب . 


أجابها بصوتٍ ساخر وتسلي :

_وإلا الفيديو الجميل ده هيكون منور علي تليفونات عيلة المغربي واحد واحد علشان يشوفوا بنتهم المصون المحترمة وهي بتشكك أخوها في مراته لحد ما جننته وخلته يا حراااام، جري وساق عربيته بجنون يعني .


كاد أن يكمل لكنها قاطعتهٌ لا تريد الإستماع للمذيد من كلماتهٌ المٌجلدة لذاتها:

_طلباتك إيه ؟ 


تحدث بتسلي:

_أيوووووا أنا عاوزك شطورة كدة وبتسمعي الكلام أحب أنا أوي إللي يقول حاضر بيريح ويستريح،

_ وأكمل بهدوء وعلشان تعرفي إني براعي ظروفك فضلت قاعد مستني الفترة دي كلها لحد ما استلمتي ورثك وحولتي فلوسك في البنك ونمتي عليهم، قولت لنفسي يا واد كده عداك العيب وأزح .


تحدثت بصياح وصوتٍ غاضب:

_قولي عاوز إيه وارحمني بقااااا .


_ 5 مليون جنيه ، جملة نطق بها ببرود !


فتحت فاهها وشهقت وتحدثت بغضب :

_نعم ياروح أمك !


أجابها ببرود قاتل :

_تؤ تؤ تؤ تؤ مش أنا قولت ما بحبش قلة الأدب، طب علشان قلة أدبك وطولة لسانك دي أنا خليتهم 6 مليون وكلمه كمان وهخليهم 7 !


تحدثت بدموع:

_إنت أكيد مجنون أنا هجيب لك المبلغ ده كٌله منين؟

ده أنا كل ورثي أول عن أخر ما يكملش نص المبلغ ده .


تحدث بكل ثقة:

_إحنا هنكدب من أولها كدة، مش عيب عليكي تستغفليني وتكدبي عليا، ده أنتي نصيبك إللي طلع لك من الشركة بس عامل 3 مليون ،غير حسابك إللي عمران بقاله سنين ده طبعاً غير الأراضي والعقارات .


صاحت بهِ بإرتعاب :

_إنتَ مين؟ 

وعرفت عني كل المعلومات دي إزاي ؟ 


ضحكَ ساخراً وتحدثَ بفحيح:

_أنا عملك الإسود في الدُنيا يا نرمين وجاي علشان أحاسبك علي إللي فات كله .


تحدثت بترجي:

_طب لو سمحت إسمعني وخلينا نتكلم بالعقل، المبلغ إللي إنتَ طالبة ده هو كل إللي حيلتي في البنك، يعني لو سمعت كلامك وادتهم لك هقول لجوزي وأمي وديتهم فين ؟


وبعدين أنا ماحلتيش غيرهم وباقي الورث أرض وفيلا وممنوع كمان أبيعهم إلا لحد من العيلة، ده قانون عيلتنا، وقتها لو إحتجت فلوس لأي ظرف هقول لهم هبعهم ليه ! 


وأكملت بإستعطاف وخٌبث:

_أرجوك إنت شكلك محترم ومٌتفهم خلينا نتفق علي مبلغ معقول أقدر أدهولك من غير ما يسبب لي مشاكل ،


وأكملت بثقه:

_ إيه رأيك أنا هديك 100 ألف جنيه ، هااا قولت إيه ؟


إنفجر ضاحكاً بسخرية مما أغضبها وتحدث قائلاً:

_بصي يا بنت الناس أنا هقفل الوقت وهكلمك كمان يومين علشان تقولي لي إن ال 6 مليون جاهزين، وساعتها هبلغك بميعاد التسليم تسلميني فلوسي أسلمك الفيديو والداتا بتاعته، غير كده بقااااااا ماتلوميش إلا نفسك ،

وأغلق الهاتف بدون إنتظار ردها، 


وصرخت هي بشدة كالمجنونة وباتت تٌلقي بكل ما تطالهٌ يدها في عرض الحائط بعنف وغضب حتي هدأت وجلست لتفكر فيما ستفعل بتلك المصيبه .

_________ 


أفاق علي صوت أبيهِ مضيقاً عيناه وهو ينظر حولهٌ للمكان بإستغراب ويفرق عيناه بنعاس ثم إعتدل جالساً ينظر إلي أباه بتيهه 


تحدثَ عز ساخراً:

_ياتري البيه إيه إللي مسيبه أوضته ومنيمه بالشكل ده علي الكنبة وبهدومه كمان ؟ 


نظر للأعلي ووضع يدهٌ علي فمهٍ بتثاؤب ونٌعاس، ثم وضع يدهٌ علي شعرهِ علهٌ يهندمهٌ ولو قليلا فياسين يهتم لمظهرهِ حتي وهو بأسوء حالاتهْ .


أجاب والدهٌ بكَذِب وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج:

_كان عندي شغل مهم في الجهاز يا باشا ورجعت متأخر جداً وكنت تعبان وماحبتش أقلق ليالي فدخلت نمت هنا .


نظر لهٌ عز بعدم تصديق قائلاً:

_ومن امتي الحنية دي كلها يا حبيبي؟

ماطول عمرك بترجع وش الصبح وتطلع عندها وترزع وتخبط في البيبان وتاخد شاور ولا بيهمك حد، 


ثم أكمل: 

_شوف لك حجة غير دي يا حنين علشان ما دخلتش عليا .


وقفْ بوجه أباه ورفع يدهٌ بإستسلام قائلاً برضوخ:

_صباحك فل يا باشا .


نظر لهٌ عز بوجهٍ عابس من رائحة الكحول التي تفوح منه وتحدث ساخراً :

_صباح الخير يا أخويا، إطلع خد لك دش يضيع الريحة الزفت والتلزيق إللي إنتَ فيهم دول ويلا علشان تلحق تروح مكتبك ياااااا، يا سيادة العقيد .


تحرك موالياً أباه ظهره ولكن أوقفه صوت أباه الغاضب:

_ياسين، أول وأخر مرة أشوفك بالمنظر ده، مفهوم .


أماء رأسهٌ بطاعة وخجل وإنسحب بهدوء من أمام والده الساخط عليه .


خرج من المكتب وجد طارق ينزل من أعلي الدرج وقف بوجهه وتحدث بدعابة:

_وشك بيقول إنك اتقفشت واتروقت علي الصبح من الباشا الكبير ،


أجابهٌ بوجهٍ عابس وهو يصعد الدرج علي عجل:

_طارق مش ناقصة روشنتك علي الصبح .


ضحك طارق وتحدث:

_يبقي حصل يا باشا، علي العموم إحمد ربنا إنها جت علي أد الباشا الكبير.


ترك أخاه وصعد للأعلي ودلف إلي الحمام أخذ حماماً ودلفَ لغرفة الملابس إرتدي ثيابهٌ وخرج ليكمل إرتداء إكسسواراته من ساعه إلي أزرار بدلته ،


صففَ شعرهٌ بعناية فائقة ونثر عطرهٌ فوق جسده بسخاء ،

ثم ألقي نظرة علي تلك الغافية بثبات ولا تشعر بوجوده من الأساس، إبتسمَ بسخرية علي حاله معها، 


وانطلق إلي مقر عمله دون المرور عند فيلا ثريا ككل يوم، أراد أن يأخذ هٌدنه ليرتب كيف سيعتذر من ثريا علي بذائاته تلك الليلة .

_________ 


في حديقة ثريا ظهراً 


كانت تجلس هي ومليكة ويسرا يتناولون الإفطار 

كانت تجلس معهما بوجهِ حزين وخاطرٍ مكسور وعيون مٌنتفخه دلالةً علي شدة البكاء وعدم النوم براحه فهي لم تتجاوز ما حدث بالأمس بعد .


تحدثت يسرا بهدوء:

_عَليه قالتلي إن ياسين رجع ليالي البيت إمبارح بالليل . 


إستغربت ثريا وتحدثت :

_وعَليه عرفت منين ؟ 


أجابتها يسرا موضحة:

_هنيه قالت لها في التليفون، ما انتي عارفه يا ماما إنهم أصحاب


وأكملت بتساؤل:

_ هنروح نسلم عليها ولا هنعمل إيه يا ماما ؟ 


تنهدت ثريا بأسي قائلة بتردد :

_مش عارفة يا يسرا، منال في الفترة الأخيرة بتتعامل معانا علي إننا أعدائها ،

دي جت يوم الجمعة في الفطار مانطقتش كلمة واحدة ،

واسترسلت بحيرة: 

_لكن في نفس الوقت لو ما روحناش هتستغل الموقف وتقول زعلانين إن ليالي رجعت بيتها ، 


ثم أكملت بتعقل:

_ بصي يا يسرا إحنا نروح علشان ليالي، نسلم ونقعد عشر دقايق مش أكتر ونستأذن . 


تحدثت يسرا بموافقة:

_تمام يا ماما، نروح بعد مانفطر وطبعاً مليكة هتيجي معانا . 


أجابتها ثريا بنفي سريع:

_لا طبعاً، أنا ما اضمنش ليالي ممكن تعاملها إزاي ،

وأكملت بنبرة حادة: 

_وأنا لو أي حد إتعرض لها بأي كلمة تأذيها مش هاسكٌت، يبقي علي ايه المشاكل يا بنتي ، ماتروحش أفضل . 


نظرت لها مليكة بعرفان وتحدثت شاكرة:

_ربنا يخليكي ليا يا ماما، أنا كمان تعبانة جداً ومش قادرة أتحرك، هقعد هنا في الشمس شوية مع أنس وبعدين هطلع أنام شوية علشان منمتش كويس بالليل وعندي صداع .


أجابتها ثريا بحنان:

_براحتك يا حبيبتي . 

_______ 


بعد حوالي ساعتان ،في فيلا عز جلست ثريا ويسرا في بهو الفيلا مع سيدات المنزل بعد الترحاب بعودة ليالي 

تحدثت ثريا بوجهِ بشوش :

_حمدالله علي السلامة يا ليالي نورتي بيتك يا حبيبتي . 


تحدثت ليالي بتفاخر وبرود:

_ميرسي لحضرتك يا طنط .


تحدثت يسرا بإبتسامة صافية :

_والله وحشتيني يا لي لي ووحشني كلامنا وقعدتنا مع بعض .


نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستفزاز:

_بجد يا يسرا وحشتك؟ 

وعلشان كده ما جتيش تزوريني عند بابا ولو مره واحدة .


أجابتها يسرا بإحراج:

_أنا أسفة بجد لو قصرت معاكي لكن إنتي كنتي شايفه الظروف إللي إحنا كنا فيها، إوعي تفتكري إن إللي حصل أذاكي لوحدك، بالعكس أنا وأمي ومليكة أكتر ناس إتأذينا في الموضوع ده، 

وأكملت بألم ظهر بعيناها:

_ إحنا يومها بس حسينا إن فعلاً رائف مات .


تنهدت جيجي بأسي وهي تنظر لتأثر ثريا السلبي بحديث يسرا وكم الألم الذي ظهر بوجهها وتحدثت:

_خلاص يا يسرا لو سمحتي ملوش لازمه الكلام ده علشان صحة طنط .


نظرت لها منال ولوت فاهها بسخرية وتحدثت بتهكم:

_أحلي حاجة بحبها فيكي هي حنيتك المفرطة دي يا جيجي ،


وأكملت بتفاخر: 

_ملوش لازمة فعلاً الكلام ده يا يسرا، وبعدين الموضوع خلاص إنتهي وخصوصاً إن كلنا فاهمين ظروف الجوازة دي وسببها ،

وكلنا عارفين أد ايه ياسين بيعشق ليالي ويتمني رضاها 


وأكملت بشماتة:

_ أه بالمناسبة يا ثريا، أنا زعلت جداً من ياسين علشان إللي عمله في مليكة إمبارح، ميصحش البهدلة إللي بهدلها لها دي كلها، 

واسترسلت بدهاء: 

_وحتي ولو كان متضايق من جوازه منها ومش طايقها مينفعش، ده طارق بيقول لي إن وصل بيه الأمر إنه كان هيضربها !


أجابتها ثريا وهي تبتسم بإستفزاز من كلماتها اللازعة :

_وياتري طارق قال لك كان هيضربها ليه يا منال ؟


أجابتها ليالي بكبرياء وتعالي:

_مش مهم السبب يا طنط، المهم الحدث . 


تحدثت ثريا بحده وحزم :

_علي العموم ربنا يهدي سرك يا بنتي،

أما بقا بالنسبة ل ياسين فهو ليه حدود في بيتي والحدود دي حطاها له مليكة بنفسها ،واللي حصل إمبارح ده غلطة وأنا هعرف إزاي أخليها ماتتكررش تاني 


وأكملت بعتاب: 

_بس ما كٌنتش أتمني إن طارق ييجي ويقول لكم علي إللي حصل في بيتي ،

وخصوصاً إني كنت هكبر الموضوع وأوصله لسيادة اللوا وطارق بنفسه إللي إترجاني وخلاني إتراجعت .


وأكملت وهي تقف ومعها يسرا: 

_

نستأذن إحنا ولتاني مره نورتي بيتك يا ليالي 


وقف الجميع ومعهم منال التي وقفت علي مضض ليودعوها بإحترام هي ويسرا 


كادت أن تتحرك وجدت عز وياسين يٌدلفان من الباب 

تهللت أسارير عز عندما رأها وتحدث بسعادة:

_يا أهلا يا أهلا يا ثريا، وأنا أقول البيت منور كدة ليه ،ده إيه المفاجأة الحلوة دي ؟


إبتسمت لهٌ وتحدثت بود:

_أهلا بيك يا سيادة اللوا البيت منور بأصحابه وبيك . 


أسرع الخطي إليها ووقف أمامها وبنظرات مٌعتذره وعيونهٌ تطلب السماح 

نظرت لهٌ بعتاب فقبل رأسها وأخذها بين أحضانه بحب وأخذ يقبل جبينها ويديها بأسف دون كلام ، 


كل هذا ومنال وليالي داخلهما يستشيطا غضباً .


نظرت لهٌ بعيون مٌحبه وربتت علي ظهره بحنان ومسامحه إبتسم لها بصفاء كطفلِ سعد لإرضاء أمهِ الغاضبة من تصرفهٌ الخطأ 


تحدثَ عز بإبتسامة:

_ده إيه الرضا ده كله يا ست ثريا، ده ياسين شكله راضي عنك أوي .


أردفت ثريا بحب وهي تنظر إلي ياسين:

_ياسين ده إبني البكري ربنا يبارك فيه ويحميه من كل شر .


تحدثَ ياسين وهو يقبل يدها بإحترام:

_ ويخليكي ليا يا حبيبتي .


تحدث عز مٌبتسماً :

_خليكي قاعدة معانا يا ثريا وأنا هبعت اجيب مليكة والولاد ونتغدا كلنا مع بعض 


أجابتهٌ ثريا بإبتسامة شكر وود:

_مرة تانية يا سيادة اللوا .


تحدثت منال علي مضص لأجل مظهرها أمامهم :

_وليه مرة تانية إحنا فيها جيجي تنده لمليكة وللأولاد ونتغدي كلنا مع بعض .


إبتسمت لها ثريا وتحدثت :

_بالهنا والشفا علي قلوبكم يا منال بس بجد مش هينفع خالص النهاردة مرة تانية ان شاء الله .

_______ 


في فيلا رائف أتت نرمين بعد مغادرة والدتها ويسرا مباشرةً، كانت تجلس هي ومليكة في حديقة المنزل تنتظر يسرا علي أحر من الجمر 


نظرت نرمين إلي مليكة وحدثتها بتساؤل وقلق :

_هي ماما هتتأخر ؟


تحدثت مليكه بنفي :

_ما أظنش، هي قالت ربع ساعة وهتكون هنا، هما لسه ماشيين حالاً لو قدمتي دقيقتين بس كنتي لحقتيهم 


وأكملت بتعقل: 

_طب ما تقومي تروحي لهم وبالمرة تسلمي علي ليالي . 


هزت رأسها بنفي ويبدو علي وجهها القلق وهي تنظر بساعة يدها :

_أنا مصدعة ومش عاوزة أشوف ولا قادرة أتكلم مع حد . 


نظرت مليكة لها بترقب وسألتها :

_مالك يا نرمين ، إنتي عندك مشكلة ولا حاجة ؟


إرتعبت نرمين وابتلعت لٌعابها بصعوبة وردت بنبرة حادة :

_مالي يعني ما أنا كويسة أهو، وبعدين مشكلة إيه دي إللي هتكون عندي هو إنتي قاعدة تتكلمي وتألفي وخلاص !


ردت مليكه بإستغراب من حدتها :

_خلاص خلاص حقك عليا، أنا غلطانة إني قلقت وقولت أسألك وأطمن عليكي .


تحدثت نرمين بحده وضيق :

_لا يا حبيبتي خليكي في حالك ولا تسأليني ولا أسألك .


نظرت لها مليكة بإستغراب وحدثت حالها، أيعقل أن تكون تلك العقرباء إبنة إمرأة لينه جميله مثل ثريا أو شقيقة يسرا ذات اللسانٌ العذب ،ورائف رحمة الله عليه ذو القلب اللين ! 


يا حفيظ من لسانك السليط أيتها الكئيبه ذات المزاج والوجه العَكِر .


دلفت ثريا من البوابة الخارجية إبتسمت بحنان حين رأت صغيرتها فمهما كانت جاحدة بعض الشيئ وقلبها قاسي إلا أنها تزال فلذة كَبِدها وغاليتها الصٌغري .


نظرت لها ثريا بإبتسامة وترحاب:

_وأنا أقول الجنينه نورها زايد ليه كده أتاري حبيبة ماما منوراها .


وقفت تحتضن والدتها بحنان وابتسامة مزيفة لتداري بها القلق الذي ينهش بقلبها ويتأكلهٌ منذٌ الصباح .


تحدثت نرمين:

_وحشتيني يا ماما، عاملة إيه يا حبيبتي، طمنيني عليكي وعلي صحتك .


أجابتها ثريا بعتاب محب:

_إنتي لو تهمك صحتي بجد كنتي تجيلي تسألي عليا وتشوفيني 


أجابتها نرمين بإعتذار :

_غصب عني والله يا ماما ،إنتي عارفة شغل محمد والبيت وعلي ومدرسته ومذاكرته ،صدقيني لو كنت قريبة منك كنت جت لك كل يوم . 


تحدثت ثريا بنبرة عاتبة:

_ما انتي كنتي ساكنة جنبنا يا بنتي مش عارفة ايه إللي طلعها في دماغك وسبتينا وروحتي تٌسكني في أخر الدنيا !


ألقت السلام علي يسرا واتخذتها داخل أحضانها وهي توشي بأٌذنها :

_يسرا أنا واقعة فى مٌصيبة ومحتاجة لك أوي .


أخرجتها يسرا من أحضانها ناظرة لها بهلع بينما تابعت نرمين وهي تنظر لوالدتها 


وتتحدث بإبتسامة مزيفة :

_ماما معلش هاخد منك يسرا لمدة ساعتين بس هنروح معرض أدوات منزليه أصلي بشتري شوية حاجات نقصاني في المطبخ وإنتي عارفه بقا إن يسرا شاطرة في الحاجات دي .


أجابتها ثريا بحب:

_وماله يا حبيبتي ربنا يخليكم لبعض محتاجة فلوس ؟ 


أجابتها نرمين بإستعجال:

_مٌتشكره يا ماما، معايا يا حبيبتي يلا يا يسرا علشان ألحق أشتري وأروح قبل محمد ما يرجع من شغله .


ردت عليها يسرا بشرود وقلق :

_يلا أنا لابسه وجاهزة 


ذهبتا معاً بسيارة نرمين 

أما مليكة كانت تجلس بموضع المشاهد الصامت لكل ما يحدث ،وبعد ذهابهما جلست ثريا وأخذت الصغير أجلستهٌ بأحضانها وهي تقبلهٌ وتحتضنه بشدة 


ناظرة إلي مليكة بتساؤل:

_أمال فين مروان يا مليكة؟ 


أجابتها مليكه بهدوء:

_بيتفرج علي أفلام كرتون مع سارة وياسر ،

أخبار ليالي ايه يا ماما، كويسة؟ 


تنهدت ثريا بضيق وتحدثت :

_كويسة يا مليكة، لكن ياريت ماتحاوليش تحتكي بيها هي ومنال بعد كده، لأن طريقة تعاملهم وكلامهم بقت صعبة أوي .


أجابتها مليكة بنبرة طائعة:

_حاضر يا ماما . 


كانت تتطلع بالمكان بملل وجدت من يقف بشرفتهِ مصوباً نظرهٌ عليها بإهتمام

إنه ياسين، ومن غيره عاشق عيناها وروحها،فلقد صعدَ لغرفتهِ لتبديل ثيابهْ وأخذ حماماً حتي إنتظار موعد وجبة الغداء ،


إنتفضت من جلستها بغضب وهي تنظر لهٌ بحدة تحت أنظار ثريا التي صوبت نظرها لتري ما الذي أغضبها هكذا وجعلها بتلك الحالة ؟

وجدت ياسين إبتسمت بحسرة حزناً علي مليكة . 


ثم تحدثت مليكة:

_أنا طالعة أرتاح في أوضتي يا ماما، تعبانة ومحتاجه أنام شوية .


أجابتها ثريا بتفهم :

_إطلعي يا حبيبتي والولاد معايا ماتقلقيش عليهم، كمان ساعة كدة هخلي مني تنده لك علشان الغدا .


أجابتها مليكة:

_ تمام يا حبيبتي، بعد إذنك 


وذهبت تحت أنظار ذلك النادم ذو القلب الهائم الموجوع لأجلها ولأجله .


دلفت ليالي ووقفت بجانبه تترقب ماينظر إليه ،تنهدت بإرتياح حين وجدت ثريا تجلس بصحبة الصغير فقط 


وجهت حديثها لهْ بحدة بالغة:

_مٌمكن أعرف سيادتك نمت فين إمبارح ؟ 


ضل ناظراً أمامه وتحدثَ ببرود:

_ ليه هما جواسيسك إللي ماليين البيت وطلقاهم عليا في كل مكان إنتي ومنال هانم مبلغوكيش ؟ 

قال كلمته وتركها تشتعل غضباً ونزل للأسفل .


_________ 


أما نرمين التي صفت سيارتها علي الرصيف، ودموعها تنهمر علي خديها بعدما قصت ماحدث علي شقيقتها، في حين باتت يسرا تحاول تهدئتها


وتحدثت :

_ممكن تبطلي عياط وتهدي وخلينا نفكر في المصيبة دي وإزاي هنحلها ؟ 


تحدثت نرمين بدموع مٌمسكة بيد شقيقتها برجاء :

_أرجوكي يا يسرا ماتتخليش عني أنا مبقاليش حد غيرك ألجئ له .


أنا لو إديته الفلوس محمد هيعرف وهيسألني راحوا فين ووقتها هيبهدلني، بعدين دي فلوس إبني ومعنديش غيرهم وفي نفس الوقت لو ماأدتهوش الفلوس أكيد هينفذ تهديده ،وأنا وقتها ممكن أموت نفسي !


نظرت لها يسرا وتحدثت بحده :

_بطلي الهبل إللي بتقوليه ده وإن شاء الله هنلاقي حل ، 


وأكملت بحزن: 

_إوعي تفتكري إني هساعدك وأقف جنبك علشانك يا نرمين لاء أنا بساعدك علشان المسكينه إللي لو عرفت حاجه زي دي هتقع من طولها ومش هنلحق حتي نوديها المستشفي .


نظرت لها نرمين بحزن وظلت تبكي 


ثم نظرت لها بشك وفركت ذقنها بيدها وتحدثت :

_تفتكري مين ده إللي الفيديو موجود معاه وبيهددك بيه ، وإزاي قدر يوصل له أصلاً ؟ 


أجابتها نرمين بشرود:

_أكيد حد من جوه مكتب رائف إحتمال تكون السكرتيره أو حد مسؤل عن الكاميرات وصيانتها ،

وهنا جحظت عيناها ونطقت بهلع:

_وممكن يكون طارق !

نظرت لها يسرا بإستهزاء وتحدثت:

_طارق !

لا دانتي إتجننتي رسمي ،طارق لو شم خبر بالفيديو ده كان زمانا بنترحم عليكي ،طارق ممكن يقتلك بدون رحمه لو عرف إنك كنتي سبب غير مباشر للي وصله رائف الله يرحمه . 


وأكملت بإستفهام :

_قولي لي، الصوت إللي كلمك ده صوت حد سمعتيه قبل كده ؟ 

هزت رأسها بنفي:

_خالص، أنا أول مره أسمع نبرة الصوت دي .

إنتفضت يسرا بحماس قائلةً :

_خلاص يا نرمين أنا لقيت الحل . 


تٌري ما الحل الذي وجدتهٌ يسرا ؟


ومن هو الشخص الذي يهدد نرمين ؟

ومن أين عثرَ علي الفيديو؟ 


كل هذه الأحداث سنتعرف عليها في البارت القادم بإذن الله 

#رواية ☆#قلوب_حائره ☆

#بقلمي_روز_آمين

اقرأ في: رواية آلام الشاب فرتر 

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

          🦋 #البارت_السادس_عشر 🦋 


نظرت لها يسرا وتحدثت بحماس:

_خلاص يا نرمين أنا لقيت حل للمشكلة دي من غير ما تدفعي ولا مليم للحيوان ده .


أمسكت نرمين يدها بعرفان وفرحة قائلة :

_إيه هو الحل ده يا يسرا إتكلمي . 


أدفتت يسرا قائلة بنبرة جادة:

_إحنا نروح لياسين ونحكي له علي إللي حصل كله وهو بحكم شٌغله هيعرف يجيب الحيوان ده من قفاه وبكده نكون حلينا المشكلة للأبد ومن غير ما ندفع ولا مليم .


هزت نرمين رأسها بنفي وظهرت علامات الرعب علي وجهها وتحدثت برفضٍ تام:

_إنتِ بتقولي إيه يا يسرا ، 

إنتِ عاوزاني بكل بساطة أروح أقول لياسين إني كنت السبب الرئيسي في موت أخويا ! 

وأسترسلت بنبرة رافضة: 

_إنتِ أكيد إتجننتي ،لا أنا مستحيل أوافقك علي الجنان ده أبداً، ده مش بعيد ياسين يموتني فيها .


أمسكتها يسرا من كتفها مطمئنتاً إياها:

_صدقيني يا نرمين ده أسلم وأعقل حل، 

وأكملت بطريقه عقلانيه :

_تعالي نفكر بالعقل ونحلل الموضوع من كل النواحي وبالتفصيل ،

يا ستي إفرضي إني ساعدتك واديتك أنا الفلوس من معايا ودفعناها للحيوان ده أياً كان هو مين ،

إيه بقا اللي يضمن لك إنه مش هييجي كمان شويه ويهددك تاني ويطلب أكتر 


وأكملت بحكمة: 

_وخصوصاً إنه هيبقي إتأكد خلاص إنك مرعوبة وهتدفعي غصب عنك ده واحد ماعندوش أخلاق وإحنا ما نضمنش تفكيره إزاي ، وقتها بقي ممكن تقولي لي هنتصرف إزاي ؟


كل إللي هيحصل إنك هتضطري تدفعي له من فلوسك وبردو جوزك هيعرف وييجي يسألك وديتي الفلوس فين ؟ 


وساعتها هيكون قدامك حل واحد ملهوش تاني وهو إنك تعترفي له بكل إللي حصل وتصغري أوي في عنيه ووقتها ياعالم رد فعله هيكون إيه ؟ 


وأكملت بتعقل:

_تعالي بقا للحل التاني وهو إننا هنقول لياسين، ياسين وبكل بساطة هيساعدنا ويجيب لنا الفيديو من غير شوشرة ومن غير ما حد يعرف ،وكمان هيربي الحيوان ده ويبعده عن طريقك خالص ، 


وأكملت مٌطمئنه إياها :

_وياستي ليكي عليا هشترط عليه إنه ما يفتحش الفيديو ولا يحاول يسأل علي محتواه ، هااا قولتي إيه ؟ 


نظرت لها نرمين بقلق و تردد ثم أردفت:

_خلاص يا يسرا إللي تشوفيه صح أنا معاكي فيه ، لكن أرجوكي تفضلي جنبي وما تسبينيش .


تنهدت يسرا وأردفت بألم :

_صدقيني أنا واقفة جنبك بس علشان الموضوع ميوصلش لماما وتتصدم فيكي صدمة عمرها ،وقتها ممكن تموت بجد من قهرتها علي وجع إبنها وإحساسه وهو مطعون في رجولته ، ومن مين 

من أخته شقيقته .


بكت نرمين بحرقة وتحدثت :

_أرجوكي يا يسرا كفايه أنا مش ناقصه ، كفايه عليا عقدة الذنب إللي أنا عايشه بيها وبتقطع في قلبي ليل ونهار . 


أجابتها يسرا بحده وأسي:

_مش باين يا نرمين، والدليل علي كلامي إن بدل ما تكفري عن ذنبك وتقفي مع ولاده، جايه وبكل بجاحه عاوزه تقاسميهم في الحاجه الوحيده إللي فضلالهم منه وهتسندهم في حياتهم لحد ما يكبروا وهي الورث ، 

وتحدثت بأسي:

_ علي العموم الكلام مش هيغير إللي إحنا فيه ، أنا هتصل بياسين علشان نقابله .


أجابتها نرمين برفض :

_لا مش هينفع خالص النهاردة محمد علي وصول وأنا لازم أروح قبل ما يرجع ويعرف إني خرجت نتقابل بكره ، 

وافقتها يسرا وذهبت نرمين إلي منزلها بعدما أعادت شقيقتها إلي منزل والدتها .


                ◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇ 


داخل جناح ياسين ليلاً 


إقتربت ليالي بدلع مرتديه ملابسها المثيره إلي الجالس فوق تختهِ مٌمسك بيدهِ كتابًا يقرأ بهِ وذلك حسب خطة منال التي رسمتها لها 

وتحدثت بحزن مٌصطنع:

_علي فكره يا ياسين أنا زعلانه منك أوي .


رفع بصرهِ ناظراً عليها مضيقاً عيناه بإستنكار قائلاً بطريقة مستفزة :

_إتفلقي  . 


إنتفضت بحدة وتحدثت بإستغراب :

_إنت بتقول إيه يا ياسين ؟ 

أجابها ياسين ببرود مٌميت:

_ إللي سمعتيه يا ليالي بقولك إتفلقي، مستنيه تسمعي مني إيه أنا آسف يا روحي؟ 

لا إنسي أنا ما بتأسفش يا ماما ومش أنا خالص إللي هنحني لواحده ست واعتذرلها مهما كانت هي مين .

هٌنا نزلت دموعها من شدة قسوتهِ عليها وقالت :

_إنتَ إزاي قلبك قاسي كده ؟

وأكملت بإنكسار مٌصطنع:

_هي دي مقابلتك ليا بعد غيابي عنك المده دي كلها ، هو ده حبك ولهفتك عليا .

تحدث بحدة:

_والبعد ده مين إللي إختاره يا هانم ؟


وأكملَ مٌعنفاً إياها:

_للأسف يا ليالي غبائك صور لك إن لما تبعدي وتسيبي البيت هتقهر من بٌعدك عني وأجيلك أنحني علي رجليكي وأتوسلك ترجعي وبالشروط إللي تؤمري بيها

بس طلعتي غبية أوي ونسيتي إنك متجوزه ياسين المغربي إللي مفيش ست قدرت تكسره ولا تخليه ينحنلها ،لسه ما اتخلقتش اللي تذل ياسين المغربي يا مدام .


إرتمت داخل أحضانه بدلال قائلة بهمس داخل أٌذنه:

_أرجوك يا ياسين إنسي كل إللي فات وتعالي نبدأ من جديد ،

وهمست برقه بأٌذنه:

_بحبك يا ياسين ، بحبك وبجد وحشتني  . 

لم يتحرك لهٌ ساكن ولم يوليها أية إهتمام . 

خرجت من بين أحضانه وتحدثت بدموع:

_ جبت القساوة دي كلها منين؟

بقولك وحشتني  ،هو أنا ما وحشتكش ؟

ولا عاوزني أنزل علي رجلك أبوسها واتأسفلك وإنت إللي غلطان فيا .

حدثها ياسين بجبروت:

_أه يا ليالي هو ده إللي أنا عايزه بالظبط إنك تتأسفي وتعلني عن ندمك وغبائك في تصرفك وإنك مش هتكرري غبائك ده تاني . 


نظرت لهٌ ليالي بإستغراب وتحدثت بإستعلاء:

_أنا مغلطش يا ياسين علشان أتأسف ،إنتَ كٌنت عاوزني أعمل إيه وإنت مٌصمم تتجوز عليا ،

أقعد أحط إيدي علي خدي وأندب حظي، ولا أروح معاك وإنتَ بتكتب كتابك علي الهانم وأزغرطلك كمان إنت بجد بجح أوي وغريب .


أجابها ياسين بحدة وصوتٍ جهور :

_لا يا هانم تعتذري لأنك غبية ومجرد تابع  

وأكملَ معنفاً إياها:

_علي ما أتذكر يا هانم إن يومها كنا هنا في نفس الأوضه دي ،

واتكلمنا واتعاتبنا واتفقنا ونمتي في حضني علي نفس السرير ده وأنا سعيد وفاكر نفسي متجوز ست بتفهم ومخها كبير واستوعبت الموقف إللي الظروف حطت جوزها فيه  

وبعدها إيه إللي حصل يا مٌستقله يا أم عقل كبير ،

تيجي حتة عيله زي نرمين وتلعب بعقلك وتسمعي كلامها هي وأمي وتمشي وتسيبي بيتك، قال يعني كده هتكسريني، 

وأكملَ :

_وعلي فكرة بقا علشان تكوني عارفة أنا الست إللي ما تسمعش كلامي وتنفذه بالحرف الواحد ماتلزمنيش ،

ولازم تعرفي كمان إنك موجوده هنا بس علشان خاطر أمي وسيلا ليس إلا . 


ألقت نظرة غضب عليه وتحدثت بحدة:

_يظهر إني رخصت نفسي معاك زياده عن اللزوم يا سيادة العقيد بس ملحوقه ،

وذهبت لفراشها إرتمت عليهِ بعنف لتستعد لنومها 

أما هو فابتسم ساخراً وأكملَ قرائة كتابه بلا مبالاه .


               ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في صباح اليوم التالي 


كان وليد عبدالرحمن يدلف إلي جراج العائله ليٌخرج بسيارته للذهاب بها إلي العمل ،

وجد مٌني عاملة منزل ثريا تقترب عليه وهي تتلفت حولها قائله بوجهِ بشوش :

_صباح الخير يا وليد باشا . 

نظر لها مستغرباً :

_مٌني ! خير فيه حاجه ؟


إقتربت منهٌ وهي تتلفت حولها بقلق قائلة:

_ كل خير يا باشا إن شاء الله ، أنا جايه أقول لحضرتك كلمتين علشان أكون خلصت ضميري من ربنا . 


نظر لها مٌضيقاً عيناه بإستغراب وتحدث:

_كلمتين إيه دول يا مٌني إللي جايه تقولهوملي ؟

إتكلمي أنا سامعك .


إسترسلت حديثها بنبرة قلقة وسريعة :

_ أنا طبعاً عرفت زيي زي غيري إن حضرتك كنت عاوز تتجوز ست مليكه لكن ياسين باشا الله يسامحه وقف في وش حضرتك واتجوزها هو  ،

لكن إللي بيحصل مع مدام مليكه ده حرام ومايرضيش ربنا ،

وبصراحه بقا أنا حاسه إن الست مليكه ندمانة علي الجوازه دي 

ولو رجع بيها الزمن تاني أكيد هتوافق علي جوازها من حضرتك، ماهو  ماحدش بيرضي بالظلم علي نفسه يا باشا .

تحدث وليد مٌستفسراً وقد لمعت عيناه بالتشوق لمعرفة ماهو قادم:

_ تقصدي إيه بالظلم إللي واقع علي مليكه من ياسين يا مٌني؟ 


مٌني وهي تدعي الخجل وتنظر للأسفل:

_لامؤاخذه يا باشا ،هي الست مننا بتتجوز ليه ، مش علشان تلاقي راجل ياخدها في حضنه ويضمها في ليالي الشتا الباردة ويحسسها إنها ست . 


نظر لها وليد وتحدثَ مٌبتسماً بتسلي:

_إيه يابت يا مني  الإنحراف إللي إنتي بقيتي فيه ده ؟ 

يخربيتك دأنا كنت فاكرك مؤدبة ، ماعلينا ياستي ، 

بردوا ما قولتليش تقصدي إيه بكلامك ده ،

واخلصي وانجزي علشان متأخر علي شغلي ومش فاضي للت الحريم إللي علي الصبح ده. 


تحدثت مٌني علي إستعجال:

_معلش يا باشا إستحملني شويه والله أنا قصدي مصلحتك،

بص يا باشا  الموضوع إللي عاوزه أوصلهولك هو إن من ساعة جواز ياسين باشا ب مليكه هانم محصلش بينهم أي حاجه من إللي هي بتحصل بين المتجوزين دي يعني . 


نظر لها بتشوق لما هو قادم:

_ وإنتي يا بت عرفتي منين الكلام ده ؟

أجابتهٌ مٌني ساخرتاً:

_ده حاجة واضحة زي عين الشمس يا وليد بيه ، 

وهو لمؤاخذة ده هيحصل إزاي وكل واحد منهم في أوضه لواحده وقافل بابها علي نفسه ،

هيحصل بالاسلكي إللي لامؤاخذة بيقولوا عليه ده . 


لمعت عين وليد قائلاً بشغف:

_إنتي عاوزه تفهميني إن ياسين ومليكه مش بيناموا في نفس الأوضه ؟ 


أكملت مٌني حديثها بنفي :

_لا ياباشا  ياسين باشا حاطت حاجته في جناح لواحده ومش معتبر الهانم مراته أصلاً ،

وأنا بقا جيت لحضرتك يمكن تلاقي حل للمسكينة دي وترحمها من الظلم إللي هي عايشة فيه .


إلتمعت أعين وليد وظهر بداخلها بريقٌ أمل جديد وتحدث:

_برافوا عليكي يا مٌني عملتي خير إنك جيتي قولتيلي وأنا من ناحيتي هحاول بكل قوتي أخلص مليكه هانم من الجوازة المهببة دي ، 


شكرها وليد وأخرج لها بضعة ورقات من الفئه المتوسطه علي تلك المعلومة السرية الخطيرة التي أدلت بها لهٌ وذهبت هي إلي مطبخ ثريا وكأن شيئاً لم يكن . 

             ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في نفس اليوم إتصلت يسرا بياسين ليتقابلا معهٌ هي ونرمين وبالفعل تقابلا بإحدي الأماكن العامة، وقد قصت عليه يسرا كل ماحدث .


نظر لهما ياسين مٌضيقاً عيناه مٌتسائلاً:

_وياتري بقا إيه إللي موجود في الفيديو يخلي الحقير ده يتجرأ ويهددك بيه وهو عارف كويس أوي سيادتك من عيلة مين . 

إبتلعت نرمين لٌعابها بصعوبة من خوفها ، 

بينما بادرت يسرا بالحديث:

_ورحمة بابا ورائف وغلاوتهم عندك ما تسأل السؤال ده ولا تحاول تعرف إيه إللي جوه الفيديو يا ياسين .


نظر لها مٌستغرباً وتحدث:

_ياه يا يسرا للدرجادي الموضوع صعب، شكل الهانم مهببه مٌصيبه وكبيره كمان .

أجابتهٌ يسرا بكذب :

_الموضوع مش صعب أد ما هو سر  بين أخت وأخوها وأظن من حقنا ماحدش يعرفه يا ياسين . 


تحدثَ ياسين موجهاً بصره إلي نرمين:

_التقارير بتاع حادثة رائف أثبتت إن رائف الله يرحمه كان سايق بسرعة جنونية إيه إللي حصل يومها يا نرمين، 

وأكملَ بوعيد:

_ورحمة رائف لو اكتشفت إن ليكي علاقه ،

لم يكمل باقي حديثه قاطعته يسرا بكذب:

_أرجوك يا ياسين صدقني نرمين ملهاش ذنب فى إللي حصل لرائف ،تفتكر أنا كنت هسكت لو عرفت حاجة زي كده ؟

وزي ماقولتلك إللي موجود في الفيديو مجرد كلام أخت مع أخوها وأرجوك يا ياسين توعدني إنك تتخلص من الفيديو من غير ما تحاول تعرف إيه إللي فيه أرجوك . 


أماءَ لها بتفهم فهو حقاً يحترم يسرا ويقدرها ويقدر عقليتها الكٌبري وقال:

_وأنا إحتراماً لرغبتك هوافق علي كلامك بس علشان أنا واثق في عقلك يا يسرا ،

والموضوع ده إعتبروه إنتهي،

ثم نظر إلي نرمين وأكمل:

_أما الزباله ده يكلمك بكره قوليله إديني فرصه أتصرف في الفلوس علشان ما حدش يحس بحاجه ،

وأنا إن شاء الله الموضوع مش هياخد معايا أكتر من يومين تلاتة بالكتير ، 

ثم أكملَ :

_إديني الرقم بتاعه وانسي الموضوع تماماً ،

وطول ماأنا عايش علي وش الدنيا مش عاوزكم تقلقوا من أي حاجه

وعاوزكم تتأكدوا إن إللي يفكر يمسكم ولو بكلمه هنسفه من علي وش الدنيا ، لسه ما اتخلقش اللي يهددكم وأنا موجود .

شكرتهٌ الفتاتان بعرفان ورجعت كلٍ  منهما إلي منزلها دون أن يشعٌر بهما أحد .

___________ 


جاء يوم الجمعة 

موعد تجمٌع العائله الإسبوعي علي الإفطار بمنزل ثريا ،

لم تلتقي مليكه ب ياسين مٌنذ ذلك اليوم، ،

أو بمعني أصح لم ترد لقائه فقد كانت تتجنب أي لقاء يجمعها به ،

خرجت من باب الفيلا مٌتجهة إلي مجلس العائلة في الحديقة علي غضض عيناها ، 

وجدت ليالي تقف عند المسبح تنظر لهٌ بضيق إتجهت إليها مٌتلاشيه نظرات ذلك العاشق الولهان الذي أخذ قلبه بالضجيج والأنين عند رؤياها ،

فقد اشتاق رؤيتها حد الجنون ،

هي من منعت حالها عنه ،ولكن مازاد بعادها إلا توهج عشقها بقلبه وتملكه، 

وقفت بجانبها وحمحمت بإحراج وتحدثت:

_إزيك يا ليالي، حمدالله على السلامه ، 

نظرت لها بحدة ونظرات غاضبة وتحدثت بسخرية:

_مش متأخره شويه يا مدام ؟ 


أجابتها مليكه بإحراج:

_أنا لو أضمن إنك مٌتفهمة الوضع إللي أنا إتحطيت فيه غصب عني ومش زعلانه مني وهتعامليني كويس صدقيني كٌنت جيت لك من أول يوم رجعتي فيه .


أجابتها ليالي بحدة وتعالي:

_بٌصي يا مليكه لؤم وكُهن الستات ده مش هيخيل عليا، يخيل عليهم كلهم أه ،لكن أنا  لاء يا قلبي انا ليالي العشري يا مليكة ،


ونظرت لها بكبرياء ثم تركتها وتحركت دون حتي أن تٌعطيها حق الرد .


تنهدت مليكه بضيق وحزنت من معاملة تلك الليالي المتعجرفة تنفست الصعداء والتفتت لتذهب إلي حيث جلوسهم ،


وجدت بوجهها وليد الذي حدثها وكأنهٌ الفارس الهُمام الذي أتي لينقذ أميرته الأسيرة تحدثَ بإنتشاء:

_مليكه أنا عرفت كل حاجة وإن شاء الله النهاردة هحل لك مٌشكلتك وهخلصك من الجوازة المشؤومة دي . 


قضبت جبينها ونظرت لهٌ بإستغراب وتركتهٌ وذهبت لمقعدها وجلست بجانب يسرا ،

وحدثت حالها:

_بما يٌهذي هذا الوليد  ؟حقا ما كانَ يٌنقصني غير ذاك المعتوه ليشوش عقلي أكثر . 


جلس الجمع يتناولون الإفطار في جو يكسوهٌ بعض المشاحنات ليالي، منال، وليد، ياسين .


نظر وليد إلي ياسين ثم وجهَ حديثهٌ للجميع قائلا:

_تفتكروا يا جماعه ايه حٌكم الشرع في واحد إتجوز واحده وما عاشرهاش معاشرة الازواج زي ربنا ما أمر،  هل الجوازة دي كده تبقي صحيحة وشرعية وتجوز ،ولا لا تجوز ؟


إنتفض جسدها واقشعرَ بدنها نظرت علي الفور إلي ياسين وجدتهْ مصوب نظرهِ كالرصاص علي ذلك الوليد 

رمقهٌ ياسين بنظره كالرصاص مٌتحدثاً بحدة وصرامة:

_إللي لا يجوز بجد هي مهاتراتك البايخة دي في وسط قاعده فيها ستات وبنات مراهقات يا وليد بيه . 


إستشاط وليد غضباً من تهكم ياسين عليه وتحدث بإستفزاز :

_دي مش مهاترات يا ياسين باشا، ده سؤال في صميم الدين ،ثم إشمعنا إنتَ بالذات اللي حرقك الكلام أوي كده وخدته علي صدرك ، 

وأكملَ مٌتهكماً:

_ولا هو الكلام جه علي الجرح  .


تحدث طارق مٌتهكماً:

_جري ايه يا وليد مالك يلا ما تظبط كده علي الصبح  .


نظرت ليالي إلي مليكه بتشفي وابتسمت ساخرتاً علي حديث وليد المقلل لشأنها ،

إبتسمت راقيه وتحدثت إلي زوجها الجالس بجانيها :

_دي شكلها كده هتحلو أوي . 


رمقها عبدالرحمن بنظرة حادة أخرصتها   .


أما مليكه كان إرتعاش جسدها وخفقان قلبها بشده ورعبها هما سيد موقفها ، أمسكت يسرا يدها لتٌطمئنها و باتَ عز مٌتأكداً أن وليد علمَ بالإتفاق . 


نظر لهٌ ياسين بنظرة إستفهام وتحدث مٌتهكماً مٌستفزاً إياه :

_ماتخليك راجل وتدخل في الكلام علطول بدل تلقيح النسوان إللي علي الصبح ده ؟ 


إنتفضَ وليد من جلستهِ بغضب ووقفَ قائلاً:

_ تلقيح نسوان !

طب خد عندك كلام الرجالة بقي يا راجل ،


ثم تحركَ ووقف برأس منضدة الطعام الطويله 

وتحدث بعنف:

_ هو ينفع يا عز باشا إبنك يحَرم مليكه عليا ويتجوزها هو ويقولي أنا خطبتها من باباها قبلك ،

وبعد ما يكتب كتابه عليها يهملها وما يعتبرهاش زوجه ليه ونايمين كل واحد منهم في أوضه، 

وأكملَ مٌعترضاً:

_طب كان ليه من الأول لما هو مش هيحترمها ويديها حقوقها الشرعية زيها زي ليالي ، ردوا عليا كلكم هو ده يرضي ربنا ؟ 


إنتفض ياسين هو الآخر  من جلسته وتحدث بحدة:

إنتَ إزاي يا حيوان تسمح لنفسك تتدخل في حاجة حساسة زي دي !

دي حاجه خاصة بيني وبين ومراتي ، إيه اللي يحشرك فيها ؟ 

وقفت ليالي بغضب موجهه حديثها الغاضب لهٌ قائله :

_مراتك ! هي مين دي إللي مراتك يا ياسين ؟ 


رمقها بنظره كادت أن تحرقها وأشار لها بيدهِ لتجلس، ونظر لها بغضب أخرسها ،جلست مكانها من جديد وجسدها ينتفض غضباً ، 


إنتفض طارق من جلسته مناصراً أخاه قائلاً بحدة:

_ إلزم حدودك في الكلام يا وليد وخليك راجل محترم و متدخلش في إللي ملكش فيه .


تحدثت ثريا هي الأخري بغضب:

_وليد دي خصوصيات بيتي وأنا ما اسمحش لأي حد مهما كان هو مين إنه يتعدي حدوده ويتدخل فيها .


تحدث عز لينهي الحرب القائمة:

إهدي يا ثريا إنتي  وياسين، وإنت يا وليد زي ما ياسين قالك دي حاجة بينه وبين مراته فبلاش تحشر  مناخيرك دي فيها وبطل إستفزاز .


تحدث وليد بتمثيل:

_يعني ايه يا عمي ما اتدخلش هي مليكه دي مش أمانة رائف لينا كلنا ،وكمان هو مش الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ؟

يبقي لما ألاقيها مظلومه وقتها لازم أتدخل وأجبلها حقها .

رمقهٌ عبدالرحمن بنظره حادة هادراً به:

_وليد إسمع كلام عمك واسكت خالص ملناش دعوة واحد ومراته هما أحرار في إللي بينهم  .


تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة ناظراً لعمه:

_لا يسكت إزاي يا عمي، مش لازم يقرف الناس إللي حواليه بكلامه وتدخلاته البايخة في حياتهم .


ثم نظر لوليد متحدثاً ببرود:

_بس أنا هريحك يا وليد علشان تكون مطمن علي أمانة إبن عمك زي ما بتقول ،

وأكملَ بتفسير:

_سبب نومي في أوضه لوحدي مش قلة إحترام لمليكه زي ما ادعيت بالعكس ده قمة الإحترام ليها ،

مليكه مراتي وليها عندي كامل الحقوق و الإحترام  وكرامتها من كرامتي بالظبط ، 

أما بقا بالنسبه للسر الخطير إللي حضرتك عرفته فاأحب أطمنك وأقولك إن أنا عملت كده مخصوص علشان أديها وقت لحد ما تاخد عليا ونقرب من بعض ،

بس مادام إحترامي ده إتفسر غلط فاأنا هريحك ! 


ونظر لهٌ بتخابث وتحدثَ ساخراً:

_هو أنا يهون عليا زعلك بردوا يا حبيبي ،

وأخذَ بالنداء بعلو صوته :

_عَليه ،يا عَليه .


أتت عَلية مهرولة إليه مٌتحدثة بإحترام:

_أفندم يا ياسين باشا . 

نظر لها وتحدث بقوة :

_تاخدي معاكي إتنين من الشغالين وتطلعي حالاً تنقلي حاجتي كلها لجناح مدام مليكه . 

وقفت مليكه بإستسلام وتحدثت بحزن ناظرة إلي وليد:

_مبسوط يا وليد بيه، يارب كده تكون إرتحت .

ثم دلفت للداخل سريعاً بدموعها  وحسرت قلبها، 

دلف ياسين خلفها تابعتهٌ ليالي المٌستشاطه غضباً ، 


نظرت راقيه إلي ثريا ومنال وتحدثت بنبرة صوت مٌتهكمهة:

_صدق إللي قال الحيطان ياما بتداري . 


دلفت ثريا للداخل وتحركت منال وجيجي إلي منزلهما .


نظر عز إلي طيف ياسين مٌبتسماً بشرود وهو يحك ذقنه بتسلي ،


وتفرقت الجلسه من بعد تلكَ المشاحنات 

دلفت للداخل سريعاً وهي تبكي بمراره وارتمت علي الأريكة ، 

وقف ينظر لها وتحدث بنظرات حنونه مٌتعاطفة:

_ما كانش فيه حل تاني قدامي أنقذ بيه كرامتك ورجولتي إللي بهدلهم قدام الكل .


نظرت لهٌ بضعف ودموعها تسيل بألم :

_أنا خلاص تعبت مش قادرة بقا حرام عليكم أرحموني علشان خاطر ربنا .

هٌنا أتت ليالي وربعت يداها علي صدرها قائلة بغضب :

_اللي قولته ده مش هيحصل ولو علي جثتي يا ياسين .

رمقها بنظرة غضب :

_بلاش تقفي قدامي السعادي يا ليالي مش هسيب أنا كرامتي ورجولتي سيره في بق إللي يسوي واللي مايسواش علشان خاطر سيادتك ويلا علي البيت علشان بجد مش نقصاكي ،يلااااااا . 


نظرت بغضب علي مليكه وحدثتها بعنف:

_ماشي يا مليكه ماشي  ،

وذهبت بغضب لمنزلها ،

تركها وصعدَ للأعلي يشرف علي نقل أشيائهٌ بنفسه وجد عَلية ومٌني وعامله أٌخري تٌدعي هدي بدأو بالفعل نقل أشيائهٌ لغرفتها ، 


دلف لغرفتها وخطي خطوتهِ الأولي للداخل بقلبِ طائر بنشوة وحنين لأيامِ آتيه ينتظرها منذ الكثير بدأ بإستكشاف الغرفة بتمعن نظر علي كل شيئ بعشق حتي فرشاة شعرها كاد لو يأخذها ويشتم رحيق عطر شعرها  

نظرت لهٌ عَلية وتحدثت بإحترام :

_كله تمام يا باشا جبنا الحاجات وبنوضبها وقربنا نخلص .


أجابها بعمليه  :

_تمام يا عَلية خدي هدي وإنزلي شوفي المطبخ وأنا هرتب الباقي مع مٌني . 


أجابتهٌ بإحترام :

_تحت أمرك يا باشا .

نزلت وأخذت معها العامله وأغلقت خلفها الباب .


هنا نظرت لهٌ مٌني بإبتسامة قائلة :

_كٌله تمام يا باشا . 

إبتسم لها ياسين برضي قائلاً:

_ برافو عليكي يا مٌني .


ما الذي فعلتهٌ مٌني ليشكرها عليه ياسين ؟ 

#رواية ☆ #قلوب_حائره☆ 

#بقلمي_روز_آمين 

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

🦋#البارت_السابع_عشر 🦋 


نظرت لهٌ مٌني بابتسامة وتحدثت باحترام:

_كٌله تمام يا باشا .


أجابها ياسين بابتسامة نصر :

_برافوا عليكي يا مٌني أديتي المهمة بنجاح مٌبهر من النهار دة خلاص، إنتي بقيتي دراعي اليمين جوه الفيلا .

______ 


عودة إلي أربعة أيام ماضية ،

دلف ياسين ليلاً إلي فيلا رائف ليصعد لجناحهٌ المجاور لأميرته الساخطة عليه ليغفي بداخلهٌ وحيداً كان الوقت مٌتأخراً والجميع نيام، دلف إلي المطبخ وجد هدي العاملة مازالت مٌستيقظة فطلب منها إيقاظ مٌني وبالفعل ذهبت العاملة وأيقظتها ،


أتت مٌني علي عجل وهي تتثاوب وتحدثت باحترام :

_مساء الخير يا ياسين باشا، تحت أمرك . 


نظر لها ياسين ببرود مٌميت وتحدث:

_إعملي لي فنجان قهوة وطلعهولي علي الجنينة يا مٌني .


نظرت له مٌني بإستغراب وحدثت حالها:

_ قهوة، أتيقظني من ذروة نومي لأحضر لك القهوة، يالكَ من رجٌل بارد قاسي عديمٌ الرحمة !.


نظرت لهٌ وتحدثت بانصياع تام:

_أوامرك يا باشا، خمس دقايق ويكون فنجان القهوة عند حضرتك . 


إنسحب ياسين بهدوء وجلس بالحديقة وبعد مدة قصيرة كانت مٌني تحضر له قهوته 

أخذ منها الفنجان وهو يرمقها بنظرات مٌتفحصة دبت الرعب داخل قلب تلك المٌني 


وتحدث هو بعدما ارتشفَ بعض قطرات القهوة:

_مبسوطة هنا مع عمتي يا مٌني ؟ 


أجابته باحترام وصوت مٌهزوز بعض الشئ من نظراته وكلماته :

_الحمدلله يا باشا ،هو حد يطول يشتغل ف بيوت عيلة المغربي، دا أنتوا خيركم مغرقني من ساسي لراسي. 


رمقها بنظرة حارقة وحدثها بحدة وغضب:

_ولما هو خيرنا مغرقك زي ما بتقولي بتقابلي الخير ده بالخيانة ليه يا روح أمك ؟ 


دب الرعب داخل أوصال مٌني وتحدثت بارتباك:

_خيانة ! خيانة ايه ياباشا إللي بتقول عليها كفانا الشر ؟

رمقها بنظرة باردة وتحدث بنبرة صوت حازمة :

_إخرصي يابت واسمعيني كويس، أنا عارف من زمان إنك شغالة لحساب منال هانم وبتنقلي لها كل حرف بيحصل هنا ومع ذلك ساكت وبقول أهو شغل حريم وبيتجسسوا على بعض ف شوية أخبار تافهة ، نميمة يعني وكيد ستات مش أكتر،


واعتدل في جلسته ونظر لها كادت نظراته أن تفتك بها وتنهيها وتحدث بفحيح مٌخيف:

_لكن توصل بيكي الجرأة والحقارة إنك تبلغيها بأخباري أنا شخصياً ،

فاأحب أقول لك إنك بعملتك السودا دي لعبتي ف عداد عمرك وشفرتيه يا غبية .


إرتمت مٌني تحت قدميه وهي تقبلهما بدموع وندم :

_أحب علي رجلك يا باشا أنا مليش ذنب والله ف إللي حصل . 

أمسك ياسين يدها بهدوء وأبعدها عن قدمه قائلاً بدهاء :

_تؤ تؤ تؤ تؤ ، ليه كده بس يا مٌني، ينفع كدة تشيليني ذنوب علي المسا ؟ 


نظرت لهْ باستعطاف وتحدثت بدموع:

_سامحني يا باشا وبلاش تأذيني الله يخليك صدقني كان غصب عني ، منال هانم هددتني إني لو مسمعتش كلامها هتلبسني تهمه ومش هخرج من هنا غير علي السجن .


تحدث هو بهدوء مٌميت :

_ولما هو ده إللي حصل مجتيش بلغتيني ليه ؟


أجابتهٌ من بين رعبها ودموعها:

_وهو حضرتك يا باشا كنت هتصدقني وتكدب لامؤاخذة والدة حضرتك ؟ 


حدثها بحدة وعيون صاخبة مليئة بالغضب:

_وهو إنتي كمان بتقرري عني هصدق ايه ومصدقش ايه ياروح أمك .


تحدثت بدموع واستعطاف:

_أبوس إيدك سامحني يا باشا وأنا تحت أمرك ف إللي هتأمرني بيه بس سامحني، وغلاوة ستي مليكة عندك تسامحني . 


نظر لها بشك وريبة وتأكد أنها أذكي مما توقع لذكرها لإسم مليكة عنده ، فتحدث بابتسامة ماكرة:

_ماشي يا مٌني، وأنا يا ستي مٌستعد أصفح عنك وأسامحك لكن بشرط 


تهللت أسارير مني وابتسمت وكأنها وجدت خلاصها وتحدثت بسعادة:

_وأنا تحت أمرك يا باشا، لو قولت لي أرمي نفسك في البحر هنفذ من غير ماأفتح بوقي بكلمة 

نظر لها مٌضيقاً عيناه وابتسم بتسلي قائلاً:

_مش للدرجة دي يا مٌني ، هو طلب بسيط هطلبه منك وتنفذيه زي ماهقول لك عليه بالظبط،

وأسترسل محذراً:

_ بس قبل ما أتكلم حابب أنبهك وأعرفك من الأول إن لو حد شم خبر عن الموضوع ده إعتبري نفسك ف خبر كان، إتفقنا يا مٌني .


إبتلعت لعابها وتحدثت بانتشاء :

_إتفقنا يا باشا .

______ 


عودة للحاضر

تحدثت مٌني بإعجاب مادحةً ذكاء سيدٌها:

_ بس حضرتك يا باشا الله أكبر عليك، إللي كان يشوفك ميشكش لحظة واحدة إن سيادتك عندك علم بالموضوع . 


إبتسم ياسين وأكمل:

_وإنتي كمان يا مٌني كان ليكي دور كبير في نجاح الخطة ووليد بيه سهل عليا المهمة جداً بتهوره وطمعه ،


وأخرج من جيب سترته رٌزمتين من الورق المالي ذاتَ الفئة العالية وأعطاهم لها قائلاً:

_خدي دول علشانك ، 

وأكمل بتهديد:

_وزي ما قولت لك لو أي حد أخد خبر باللي حصل بينا ده إعتبريه أخر يوم في عمرك ، 

وبالنسبة لمنال هانم أنا هبقي أقول لك تقولي لها ايه لما تسألك تاني عن أي حاجة هنا في الفيلا،


وأكمل بنبرة تهديدية:

_ وإياكي تبلغيها بأي حرف قبل ما تلجئي لي وإلا إنتي عارفة . 


نظرت مٌني للمال بشغف قائلة بتمنع مٌصطنع:

_خيرك سابق يا باشا أنا مش محتاجة فلوس ده كفايه رضا سعادتك عليا ،

وبعدين أنا يتقطع لساني قبل ما انطق بحرف واحد .


نظر لها ياسين وتحدثَ بحدة:

_خدي الفلوس يا روح أمك وماتعملهومش عليا  يلا خبيهم قبل ما حد يدخل ويشوفهم معاكي وأنا هنزل وزي ما اتفقنا، هتبلغيني بأي حاجة تحصل هنا وخصوصاً لو كانت تخص مدام مليكة .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في الأسفل  

مازالت علي جلستها تبكي وتنتحب تجاورها يسرا تحتضنها وتربت عليها بحنان 


نظرت لها ثريا مٌشفقةً علي حالها الذي يٌدمي القلوب وتحدثت :

_كفاية يا مليكة، كفاية يا بنتي وجعتي قلبي . 


أجابتها مليكة بدموع وألم وانكسار:

_هو فعلاً كفاية يا ماما ،كفاية أوي لحد كدة علشان بجد أنا تعبت وخلاص مابقتش قادرة أتحمل أكتر . 


وأكملت بذهول:

_أنا مش فاهمة ايه إللي بيحصل لي ده عماله أطلع من مٌصيبة أدخٌل في إللي بعدها لحد ما خلاص قربت أكره حياتي 


وأكملت بهزيان:

_كل شويه أتنازل وارضي واصبر

ألاقيني دخلت في تنازل أكبر وبكل مهانة أقبل واتنازل وأرضي، فاضل إيه تاني يا ماما، لسه فاضل ايه تاني ممكن أتنازل عنه ؟ 


تنهدت ثريا بألم وتحدثت بأسي:

_ياريت يا بنتي كان في إيدي حاجه أعملها لك صدقيني يا حبيبتي مكٌنتش هاتأخر 


نظرت لها يسرا وتحدثت بطمئنة:

_ماتقلقيش يا مليكة، ياسين حد محترم وأكيد عمره ما هيحاول يضايقك بأي شكل من الأشكال،

وأستطردت مبررة: 

_وبالنسبة للي حصل ده كان غصب عنه ولازم تعذريه،  هو كان مجبور يعمل كده علشان شكلكم بعد كلام اللي إسمه وليد ده .


كان ينزل الدرج بارتياح نظر علي تلكَ المٌنتحبة لحظها العثر، زفر بضيق وتحدثَ ببرود وتهكم:

_مستعجلة علي الندب ليه؟ 

إصبري يمكن ييجي لك خبري قريب وساعتها إبقي إندبي براحتك يا حرمنا المصون !


شهقت ثريا ويسرا قائلتان:

_بعد الشر عليك يا ياسين ماتقولش كده . 


رمقتهٌ بنظة غاضبة وتحدثت بألم وحدة:

_كل إللي أنا فيه ده بسببك وبسبب أفكارك وإقترحاتك العبقرية وفي الآخر سيادتك جاي تلومني علشان حبة دموع بعبر بيهم عن قهرتي وعجزي وألمي إللي جوايا . 


نظر لها بحزن وتنهد بألم لأجلها وتحدث بهدوء:

_طب يلا إطلعي علي أوضتك إرتاحي وحاولي تنامي شويه وإنتي هتبقي كويسة .


وقفت بغضب وتحدثت بحدة:

_أوضتي ! هي فين أوضتي دي يا ياسين بيه؟

قصدك الأوضه اللي هيشاركني فيها من النهار دة راجل غريب عني ؟ 


وأكملت بتهكم :

_وعن أي راحة سيادتك بتتكلم، ما خلاص من إنهاردة ما بقاش فيه راحة ،

ده أنا ما بقاليش الحق في إني أقرر أي حاجة في حياتي ولا حياة ولادي ، ده حتي أبسط حقوقي في البيت ده وهي النوم خلاص مابقاش من حقي أرتاح فيه بعد إنهاردة . 


تنفس بضيق والتصقت أسنانهٌ ببعضها وقبض علي يدهِ بحركة عصبية قائلاً من بين أسنانه:

_خلي يومك يعدي علي خير وإطلعي علي أوضتك يا مليكة، وإوعي تفتكري صبري عليكي وعلي غلطك ف حقي هيطول، ده بالفعل بدأ ينفذ يا مدام . 


وأكملَ بوعيد:

_وقسماً بالله لو سمعت منك كلمة راجل غريب دي تاني لتشوفي وش مني عمرك ما شفتيه فاااااهمه ،

هدر بها عالياً وأشار بيده لها لأعلي الدرج:

_والوقت يلا إطلعي علي فوق، يلاااااااا .


نظرت له بغيظ ودبت بأرجلها الأرض غاضبةً وتحركت للدرج مٌسرعةً خشيةً غضبه 

وخرج هو من المنزل بغضبٍ عارم .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


أما ليالي التي ذهبت لمنزلها كالبركان هدأتها منال مبررةً ما حدث أنه رد علي تدخل وليد وإهانتهٌ لهٌ . 

أجابتها منال بصبرٍ وتعقل:

_إهدي يا ليالي واصبري ياسين كان غصب عنه في اللي عمله وكلنا شفنا ده بعنينا ،

أنتي بنفسك شفتي الزفت إللي اسمه وليد وكلامه الجارح لياسين ده لو متوصي ومتأجر علينا مكنش عمل كده ،

وأكملت لتٌطمئنها:

_وبعدين ماأنتي شفتي مليكه وردة فعلها يابنتي دي مش طايقه ياسين، بذمتك ده شكل واحده تخافي منها علي جوزك ، دي مستحيل توافق ولا تسمحله يقرب منها أصلاً،


إطمني كده وإهدي وقومي إطلعي أوضتك خدي شاور هدي بيه أعصابك، ومتنسيش إللي إتفقنا عليه إنسيلي كرامتك شويه يا ماما واركنيها علي جنب وحاولي تتراضوا النهاردة بأي شكل من الأشكال .


شهقت ليالي من وسط دموعها وتحدثت:

_تمام يا عمتو أنا هاسمع كلامك لما أشوف أخرتها ايه مع ابنك

تركتها وصعدت لغرفتها .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


دلف إلي جناحه بعد صلاة الجمعه

وجد ليالي واقفة ف شرفتها يبدوا عليها الحزن .


ذهب إليها ووقف بجانبها وتحدث بهدوء:

_أنا عارف إنك زعلانه علشان إتنرفزت عليكي قدامهم ، لكن كمان ماتنكريش إن إنتي السبب ف ده ؟ 


كام مرة قبل كده قولت لك ونبهتك لما أكون متنرفز وبتكلم قدام حد ماتتدخليش وتعرضي نفسك لغضبي، كان مٌمكن تستني لما نيجي بيتنا وتتكلمي وتعترضي براحتك وأنا كنت هسمعك .


نظرت له بغضب وتحدثت بحدة بالغة:

_تفتكر كانت هتفرق بجد يا سيادة العقيد ، وياتري فعلاً لو كنت إستنيت لما جينا هنا وفاتحتك كنت بجد هتتناقش معايا وتسمع كلامي وتنفذهولي ؟ 


زفر بضيق وتحدث بيأس :

_عارفه ايه أكتر حاجه بتضايقني منك يا ليالي ؟ 


نظرت له بإستفهام مٌنتظرة باقي حديثه ، 


أكمل هو :

_إسلوبك المٌتعجرف وطريقتك الغلط ف توصيل الكلام للي قدامك،

للأسف يا ليالي إنتي معندكيش حنكة وإدارة وانتقاء الكلام المناسب للمواقف 


وأكمل مٌستشهداً:

_و أقرب مثال علي كلامي ده ،كلامك اللي لسه قايلاه الوقت حالاً،

كان ممكن بكل بساطه تقولي لي تسمعني وتفهمني وتحاول ترضيني ، مش تسمع كلامي وتنفذهولي ،تفرق أوي يا مدام 

ياخسارة كان نفسي بجد تكوني أذكي من كده، صدقيني كنا هنبقي متفاهمين أكتر من كده بكتير أوي .


نظرت له بامتعاض لحديثه المٌغضب لها وتحدثت بحدة:

_برافوا يا ياسين طول عمرك أستاذ في اصتياد الأخطاء ومحاسبة الناس عليها.سيادتك سبت الكارثة إللي احنا فيها ومسكت ف كلمه قولتها بعفويه وقت غضبي .


تنهد وزفر بضيق ناظراً للسماء وتحدث:

_لأن الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم والوصول بين رؤي الأشخاص ياليالي،

وأكمل بحكمة:

_كل ما كانت طريقتك ف الكلام لينة وهادية وراقية كل ما عرفتي تتواصلي وتتفاهمي أكتر مع اللي قدامك علي العموم مش وقت الكلام ده ، 

واسترسل حديثهٌ بهدوء:

_أنا عارف إننا بعاد عن بعض الفترة دي وعلي فكرة كل ده بردوا بسببك مش بسببي خالص . 


نظرت عليه بتعالي وابتسمت بطريقة ساخرة 


وأكملَ هو بطريقة عقلانية:

_كل إللي طالبه منك إنك تهدي وتحاولي تتجاوزي غضبك وماتظهرهوش قدام الولاد ،

ولادنا ملهمش ذنب يشفونا طول الوقت كده مكشرين ، 

علاقتنا بتمر بفترة صعبة وكلها مشاكل فلو سمحتي لحد مانهدي ونصفي كل إللي بينا ونرجع زي الأول لازم تتمالكي من أعصابك أكتر من كده . 


نظرت له بضيق وصمتت ونظرت امامها بغضب . 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في نفس اليوم عصراً 

داخل حديقة فيلا عز وبالتحديد داخل المسبح كان ياسين يسبح علي ظهرة بسعادة وانتشاء إحتفالاً بنجاح خطته للوصول لقصر محبوبته، 

كان يجمع حوله جميع أطفال المنزل يسبحون حولهٌ بسعادة واضعاً بالصغير أنس فوق صدره بسعادة لا توصف ،

تحدث حمزه طفل ياسين ناظراً إلي أنس :

_حاول تعوم معانا يا أنوس ومتخافش صدقني هتعرف، العوم ده سهل جداً بس إنت خليك واثق من نفسك . 


هز الصغير رأسهٌ نافياً وتشبث أكثر بكتفي ياسين واجابَ بكذب طفولي:

_أنا مش خايف بس أنا بحب عمو ياسين أوي وبحب أنام فوق صدره وأنا بعوم  

وهز كتفيه بطريقه طفولية :

_هي دي كل الحكاية يا حمزة .


ضحك الأطفال عليه لعلمهم إدعائه بالقوة وعدم الخوف وهو يرتعب داخلياً من فكرة تركهُ وحيداً بالمسبح دون أن يمسك به أحد . 


تحدث ياسين وهو يمسح فوق شعرة بحنان أبوي وتحدث ناظراً له بعيون مٌطمئنة:

_بص يا أنوس أنا عارف يا حبيبي إنك شجاع وراجل أد الدنيا كلها بس أنا عاوزك تبدأ تعوم لوحدك علشان تتعود ع كده. 


وأكمل محفزاً إياه:

_علشان كمان لو حد غرق تعرف تنقذه مش إنت بطل وبتحب تنقذ الناس؟ 


هز الصغير رأسهٌ بسعادة 


ثم أمسكهٌ ياسين ورفعهٌ لأعلي مداعباً إياه:

_يلا عيب عليك تخاف من المياه وانتَ إسكندراني .


ضحك جميع الاطفال والتفوا حول أنس لمداعبته .


نظر ياسين وجد أباه يقترب عليه مٌرتدياً ملابس السباحة نظر إلي ياسين والأطفال وتحدث :

_إحنا فينا من الندالة دي طب أدوني رنه يا أندال .


هللَ ياسر طفل يسرا بسعادة:

_سعادة الباشا الكبير وصل ،

هلل مروان وأمير طفل طارق:

_إنزل يا جدو الميه حلوة أوي النهاردة  


تحدث عز مداعباً لأحفادهٌ الغوالي:

_ طب وسعوا كده علشان جدوا هيستعيد أمجاده ويبهركم بالقفزة الهايلة بتاعته 


ثم قفز ببراعة فائقة أذهلت الجميع ومن بينهم ياسين الذي نظر لوالدةِ بفخر وتحدث:

_ ده ايه الجمال ده كله يا باشا، حضرتك وبكل براعة تفوقت علي نفسك . 


نظر له عز وهو يعوم ويقترب منه وتحدث بلؤم:

_أنا يمكن تفوقت علي نفسي ف القفزة دي، لكن سعادتك تفوقت علي الجميع وقفزت لمبتغاك بمهنية ومهارة عالية، لدرجة إنها دخلت علي الكل ببساطة وعدت .


ثم إقترب منه وغمز بعيناه وتحدثَ :

_بس معدتش علي بابا يلا ،إللي ربي خير من إللي إشتري يا ابن عز .


قهقه ياسين عالياً برجولة وتحدثَ:

_ كٌنت مٌتأكد من كده والله، بس إيه رأيك يا باشا ؟ 

أجابهٌ عز بإعجاب :

_أستاذ ورئيس قسم طبعاً ، إنتَ لعبتها صح لدرجة إني إتمزجت وأنا بتفرج عليك وشوية وكنت هقوم أنحني لك وأرفع لك القبعة قدامهم كلهم .


ضحك ياسين برجوله وأردف :

_كله بتوجيهات معاليك يا باشا، مش سعادتك قولت لي إعمل إللي إنتَ عاوزه المهم إنك تعرف تدير اللعبه صح وتلعب وتجيب إجوان . 


أجابهٌ عز بافتخار وابتسامة:

_وأي جون، ده أنت خرمت الشبكة من شدة الجون بتاعك يا ابني . 


ضحكا كلاهما عالياً برجولة وتحدثَ ياسين:

_مش أوي كده يا باشا، إنت كده هتخليني أتغر .


تحدث عز بفخر:

_يليق لك الغرور يلا ،إتغر بنفسك زي ما أنت عاوز بس عاوزك تجمد كده وتسمعني الخبر اليقين قريب . 


أجابهُ بنبرة واثقه:

_أوعدك هيحصل وقريب أوي كمان .


كان الصغير القاطن فوق صدر ياسين ينظر لهما باستغراب محاولاً فهم حديثهم الذي صعب عليه فهمه وتحدثَ وهو يحرك يداه من بين يدي ياسين :

_هو إنتوا بتقولوا إيه ، أنا مش فاهم أي حاجة يا جدو .


خطفهٌ عز من فوق صدر ياسين بمهارة وتشبث الصغير بذراعي عز وتحدث عز:

_لما قلب جدو يكبر ويبقي ظابط مخابرات أد الدنيا زي جدو، هيعرف ويفهم كل حاجة لوحده .


وأكمل بجدية:

_والوقت بقا تعالي لجدو علشان أعلمك العوم ومش عاوزك تخاف ، عاوزك راجل زي أبوك وأعمامك مفهوم ؟ 


أجابه الصغير بحب :

_مفهوم يا جدو بس مش تسيب إيدي غير لما أنا أقول ،إتفقنا ؟ 

ضحك عز وأجاب الصغير :

_إتفقنا يا لمض .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 

مساء اليوم التالي 

دلف ياسين إلي جناح مليكه بعد الإستئذان وجدها تجلس علي تختها مرتدية حجابها فوق منامة بيتية مٌحتشمة ،

كان مٌمسك بيده عٌلبة من الشيكولا الفاخره المحشوة بالبندق مثلما تعشقها مليكه وضعها فوق المنضدة الجانبية ،

نظر إليه بهيام وكعادته تسارعت وتيرة دقات قلبهِ العاشق وهو ينظر إليها ،تمالك من حاله إلي أبعد الحدود 

وتحرك إليها ناظراً لها بوجهِ بشوش وتحدث بصوتٍ هادئ حنون:

_إزيك يا مليكه .


إرتبكت من جلستها عند رؤيتهٌ ووقفت خَجِله تفرق كفيها ببعضهما بتوتر وأجابتهْ :

_ الحمد لله .


إقتربَ منها تراجعت للخلف بارتباك وتخبط ، 

ضحك برجولة وتحدث ليٌطمئنها:

_ مالك يا بنتي فيه ايه إهدي كده واقعدي عاوزه أتكلم معاكي شويه .

كان يٌشار لها للجلوس علي التخت إبتلعت لعابها برٌعب وتراجعت

ثم أشارت بيدها إلي الأريكة وتحدثت:

_ خلينا نقعد هنا أحسن .


إبتسم لها وهز رأسه بموافقه وذهب معها إلي الأريكة 

تحدثت بخجل ومازالت واقفة:

_ماما غيرت الفوتيه إللي كان هنا بالكنبه السرير دي علشان حضرتك تنام عليها وإنتَ مرتاح .


إبتسم لها وتحدث بهدوء ولطافة ليزيل التوتر :

_طب هو ينفع واحده تقول لجوزها حضرتك ؟ 


كانت تقف تفرك يداها ببعضها بتوتر إبتسمت بخجل ثم جلست علي طرف الأريكة بحذر جلس هو بالطرف الآخر ليٌعطيها حريتها ،

تحدث بصوتٍ هادئ حنون:

_أول حاجه أنا عاوزك تتأكدي إن إللي حصل ده حصل غصب عني إنتي بنفسك شفتي وليد أد ايه كان مٌستفز ،

وبجد ما كانش فيه قدامي حل تاني غير ده،


وأكمل ليٌطمئنها:

_أنا عاوزك تطمني خالص يا مليكه، أنا هكون ضيف خفيف عليكي ومش هحاول أضايقك أبداً صدقيني .


إبتسمت له بخجل وهزت رأسها بإيماء 


وأكملَ هو بعيون نادمة:

_تاني حاجة ودي الأهم، أنا بجد أسف جدآ علي الطريقة الهمجية إللي عاملتك بيها من كام يوم أنا من وقتها وأنا متضايق جدآ من نفسي ، 

ونظر لها وتحدث بفخر:

_وعلي فكره أنا ما بعتذرش لحد مهما كان هو مين ودي أول مرة أعملها ،فا أكيد ده ممكن يعرفك أد ايه إنتي حد مهم جداً بالنسبالي لدرجة إني أغير مبادئي وقنعاتي وأعتذرلك .


إبتسمت بهدوء وتحدثت برقة:

_موافقة أقبل إعتذارك لكن بشرط .


صفق يداه ببعضها وتحدث بدعابه :

_هما البني أدمين كده أول ما يلاقوك تنازلت وقدمت خطوة يطمعوا في إللي بعدها علطول علشان كده ما بحبش أعتذر لحد أنا .

ضحكت وأنار وجهها وأصبحَ مٌشع مثل قمرًٌ في ليلٍ عاتم ،فا أنارت معها حياتهْ ودق قلبهٌ المسكين مطالباً إياها .


نظر لها بعيون عاشقة وقلبٍ هائم وتحدث برقة أربكتها:

_ أؤمريني يا مليكه قولي شرطك واعتبريه إتنفذ من قبل حتي ما أسمعه ♡ 


شعرت بقشعريرة سَرتْ بجسدها من تأثرها بنظرة عيناه التي تتحدث عشقاً ،

حمحمت وتحدثت بصوتٍ يكاد يٌسمع من شدة خجلها:

_ياسين إوعدني إن إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإنك عمرك ما هاتهني تاني مهما حصل .

تحدث بلهفة ونفي:

_ أنا عمري ما أقدر أهينك يا مليكه إنتي غالية ، وغالية أوي كمان وصدقيني من غير ماتقولي أنا عمري ما كٌنت هعمل كده تاني .


وأكمل بترجي:

_ بس علشان ده يتحقق أنا ليا عندك طلب ، 

ثم أكمل بدعابه لإزالة توترها الظاهر علي وجهها:

_شوفتي بقا الفرق إللي بيني وبينك، ،إنتي بتتشرطي عليا لكن أنا بطلب .


إبتسمت لهٌ برقة أذابته قائلة:

_ مش هنختلف علي المٌسميات يا سيادة العقيد أهم حاجة المغزي من الحديث إتفضل أنا سمعاك . 


أجابها بترجي:

_ مٌمكن قبل ماتخرجي لأي مكان تديني خبر ،أظن من حقي الشرعي إني أعرف مراتي فين وبتعمل ايه طول الوقت ،


وأكمل بحزن ظهر بعيناه:

_ وده حتي لو زي ما بتقولي دايماً إن جوازنا صوري أو مجرد إتفاق ،

وصدقيني أنا في اليوم ده ما نرفزنيش وجنني بالشكل ده غير خوفي عليكي إنتي والأولاد ، إتجننت لما شٌوفتك سايقه بنفسك وراجعه إنتي ومروان وأنس في وقت متأخر زي ده خفت عليكم يا مليكه . 


كانت تستمع لرقة حديثه ونظراتهٌ التي تنطقٌ غراماً بقلبِ ينبض لم تدري لما قلبها ينبض بتلك الطريقه ولما ذلك الشعور بالإرتياح الذي إجتاحَ روحها ف حضرته ؟ 

حدثتهٌ بطاعه أثارتهٌ:

_ حاضر يا ياسين وبجد أنا كمان أسفه لو كٌنت ضايقتك ، 

وأكملت بابتسامة أذابت حصونه:

_ أصلي حكيت ل سلمي إللي حصل وهي بصراحه قالتلي إني غلطت لما ما أستأذنتش منك 


ابتسم لها وتحدث بدعابة:

_ والله سلمي دي ست بتفهم ما تديني رقم فونها علشان أشكرها بنفسي وبالمره أعزمها علي العشا في مكان رومانسي علشان أعرف أأكد علي الشكر أوي .


ضحكت بأنوثه أثارتهٌ وتخشبَ جسدهٌ بالكامل ،

♡ كم أنتَ مسكين أيها الياسين ♡ 


تغلبَ علي حاله و تحدثَ :

_ مٌتشكر أوي يا مليكه، وبجد أنا أسف علي أي حاجه عملتها وضايقتك مني الفتره إللي فاتت وعاوزك تعرفي إني عمري ما قصدت إني أضايقك أو أزعلك ،

إنتي أصلك ماتعرفيش إنتي بالنسبالي ايه ،


نظر لها بعشق وتحدث بعيون هائمة:

_مليكه أنا .


لم تدع لهٌ فرصه ليٌكمل إرتبكت لعلمها ما سيكملهٌ وقفت سريعاً مقاطعة حديثه بارتباك،

نظرت لهٌ بخجل وتحدثت بتلعثم:

_أااا أنا عاوزه أنام، تصبح على خير . 


وأسرعت نحو تختها لتستعد للنوم .


تنهد بيأس ووقف يطالعها بقلبٍ مٌشتعل يصرخ ألماً بعشقها، 

يريدها نعم يريد ضمتها ،يريد إحتوائها ،

إشتاق للمسة شفتاها التي لم يتذوقها سوي مرةً واحده ، 

وياااااليتهٌ لم يتذوقها ،فمنذ ذلك اليوم وقلبهٌ أصبحَ مٌتمرداً عليه شفتاه لم ترد أن تتلمسٌ غيرها يريدها بكل ما فيه يريدها وبشدة ، 


نظر عليها وهي تجلب لهٌ بعض الأغطية من تختها واستدارت له لتعطيهِ إياها 

ذهب هو إلي الأريكه فردها ثم نظر لها بشكر وأخذ منها الغطاء والوساده ووضعهما ،


تحدث بهدوء يحاول بهِ أن يخرج حاله من تلك الحالة:

_ مليكه أنا جبتلك نوع الشيكولا إللي بتحبيها يعني كنوع من الإعتذار عن أي زعل سببتهولك الفترة إللي فاتت وبما إن الشيكولا بترفع هرمون السعادة فاأنا قررت أجبلك منها كل يوم،

ثم نظر لها بعيون تنطق عشقاً:

_ مش حابب أشوف نظرة حزن واحده ف عيونك بعد النهاردة ،إتفقنا ♡ 


إنتفض قلبها بسعاده وبدأت دقاته بالتسارع من شدة رقته وطريقة حديثه العذب معها أما عيناهْ فحدث ولا حرج ♡ 

إبتسمت له وتحدثت بقلبٍ سعيد :

_إتفقنا ♡


نظر لها وجدها تندثر تحت الغطاء ومازالت مرتديه حجابها حزن كثيراً لتعاملها معه علي أنهٌ مازال غريباً عنها . 


ثم نظر لها وتحدث بابتسامه هادئة:

_مليكه فكي حجابك علشان تعرفي تنامي براحتك وده مش حرام علي فكره،

ثم أكمل بدعابه واستفهام مٌفتعل:

_هو أنا مش بردوا جوزك ولا ايه ؟ 

إبتسمت بخجل فأكمل هو :

_قومي قومي ماتتكسفيش أنا زي جوزك والله . 


ضحكت ووقفت فكت حجابها بخجل:

_ وسحبت طوق شعرها وإذ بهِ ينطلق بحريه معلناً عن تمردهٌ ،إنسابَ فوق ظهرها وصل لمنتصفه كان لونهٌ بني حريري الملمس ،

ودَ لو يجري عليها ويحتضنها ثم يتلمس بيدهِ شعرها ويغمض عيناه ويشتم عبيرهٌ ،


تمالك حالهٌ لأبعد الحدود ولم يفق علي حاله إلا وهي تحدثه بعدما ذهبت لتختها: 

_تصبح علي خير يا ياسين . 

تنهد بإشتياق وتحدثَ بلهفة:

وإنتي من أهله يا مليكه .

واتجه هو الأخر إلي تخته بعدما أغلقَ الضوء 

تسطح علي ظهره شبكَ يداه ووضعها تحت رأسه ناظراً للسقف مٌبتسماً ،

كان من المفترض أن يغفي إثنتيهم ،

ولكن هيهات ومن منهما سيأته النوم ؟ 

♡ فكلٌ منهما سارح بملكوته ♡


هو الذي تمرد عليه قلبه وأبت عيناهٌ النوم بحضرتها ♡ 

وهي الأخري أصبحت بحيرة أهي أصبحت تكرههٌ ؟

أم ترتاح إليه وللحديث معه مثلما حدث منذٌ قليل ، 


تنهدت براحه وابتسمت وهي تسترجع حديثها معه .


أما هو ففي عالمه الخاص فا الليله هي أجمل لياليه ♡ 

♡ فاأخيرآ نجح في دخول قصر أميرتهٌ الصعبةٌ المنالِ ♡

لكنهٌ لن يستسلم حتي يسحبها و يٌدخِلُها عالمهٌ الخاص عالم ياسين المغربي،

♡لتكون أميرةِ قلبهٌ العاشق ♡ 

سيٌدَخلٌها لعالم عشقه المٌميز لتكون إمرأته الوحيده ♡ مٌدللة قلبهْ ♡ مليكتهْ ومالكة جوارحهْ ♡ سيستغني بها عن جميع نساءِ العالم ♡

نعم إنه ياسين المغربي رجل المخابرات الأول ،مٌتعدد العلاقات سابقاً، لكنهٌ تابَ علي أيديها،

فمنذٌ أن عشقها قلبه رغماً عن إرادته قبل عشرةٌ أعواماً من الأن ،

وقد تركَ كٌل ما كانَ عليه لأجلها ،فما كانت أكثر من زيجاته العٌرفية فقد كان يتزوج عٌرفياً بامرأه جديده شهرياً علي الأقل ،

فياسين كان شغوف مٌحبًا للنساء ويعشق ويٌقدر الجمال علي حسب تفكيرة الخاطئ ، 

حتي رأها ذلك اليوم الموعود داخل مصعد جهاز المخابرات حيث طلت عليه وأنارت كشمسٍ أضائت بنورها ضلمة حياته، عشقها من نظرتها الأولي، وتغيرت نظرته للعشق والحياة بأكملها ، 


حتي وإن لم تكن نصيبه لكنَ قلبهٌ الذي نبض بعشقها لم يتوقف يوماً عن تلك النبضات التي أصبحت رابطاً شرعياً بينهٌ وبين الحياه ♡

وأصبح كٌل ما يتمني هو رؤية معشوقته وهي سعيده أمامَ عيناه وفقط .


غفت هي بعد صراع عميق مع النفس ،أما هو فقد وقعَ في دوامة النوم بعد تعب جسده وإنهاك روحه ولم يغفي إلا ساعةٍ واحدةً فقط ،

فقد إستيقظ فزِعاً علي صوت مٌنبه الإيقاظ الذي تملك منهٌ سريعاً وأوقفهٌ حتي لا يٌزعج مليكتهٌ ،

نظر لها ووجد صدرهٌ يعلو ويهبط بشده من فرط سعادته ،


وقفَ سريعاً وذهب حتي وقفَ أمامها يراقب ملامحها الهادئة وهي تغفو بنومٍ عميق ،

♡أحقاً مليكتي أنتي بجواري أمام ناظري،.أحقاً أفقتٌ من نومي علي وجهكٍ المٌنير ، ياالله قلبي سيتوقف فرحاً فلتساعدني أرجوك ♡ 

تنهدَ بإشتياق،

وَدَ لو أن له الحق ليتمدد جوارها ويدلفٌها داخل أحضانه، وليفرد شعرها الحريري علي كتفهْ وتغفو بسلام علي ذراعه ♡


وجدها تتملل في فراشها بحركه أكملت علي باقي حصونهٌ وأهلكتها بالكامل ،

أسرع من أمامها ودلف للمرحاض قبل أن تفتح عيناها وتراه لكنها لم تفتح عيناها فقد كانت مٌستسلمة للنوم وغافية بسلام 

إرتدي ملابسهٌ في غرفة الملابس وذهبَ لها وهو يتحرك علي أطراف أصابعه خوفاً من أن يٌقلقها بنومها ، 

ألقي نظرة عليها وجدها قد أعطتهٌ ظهرها وشعرها مٌنساباً علي وسادتها بمظهرٍ يشدٌ البصر، 

وقف بجانبها وأمال بأنفه علي شعرها ليشتَمَ عبيرهٌ ، 

أغمض عيناه وبدأ بأخذ نفساً عميقاً ليدخلهٌ داخل قفصهِ الصدري ليحتفظ بهِ داخل رئتهْ أطول مدة مٌمكنه ♡ 

إبتلع لٌعابهْ وبدأت دقات قلبهْ تتسارع حتي أنهٌ خرج مسرعاً خوفاً من أن يضعف وتنهار قواه أمام سحر حوريته النائمة 

خرج وأغلقَ الباب بهدوء وتنهد بارتياب ونزل للأسفل وجد أباه وطارق يتناولون فطارهم بجانب ثريا 

جلس معهم تحت أنظار عز المٌتفحصة لعلامات السعادة الناطقة بوجه فلذة قلبه  


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في تمام الساعة الحادية عشر ظهراً 

أفاقت مليكه من نومها ،تذكرت ليلتها الأولي معه إبتسمت ووضعت يدها علي صدرها وتنهدت ثم تحركت إلي المرحاض توضأت وصلت فرضها .


نزلت إلي الأسفل وجدت ثريا ويسرا ينتظراها في الحديقة ككل يوم ليتناولنَ فطورهنَ سوياً وبالفعل بدأن بتناول الطعام،

وبعد مٌده وقفت يسرا وتحركت بعيداً لترد علي إتصال نرمين 

تحدثت ثريا ناظرة إلي مليكه بتساؤل:

_نمتي كويس ؟ 

نظرت لها وهزت رأسها نافيه .

أكملت ثريا:

_ معلش يا مليكه إتحملي شويه بكره تتعودي علي وجوده في الأوضه وتقدري تنامي .


ثم أكملت بتساؤل:

_ياسين حاول يضايقك إمبارح ؟ 

تحدثت بنفي سريع:

_ خالص يا ماما بالعكس كان لطيف جداً وكمان إعتذرلي عن اليوم إياه ووعدني إنه مش هيكررها تاني . 


تحدثت ثريا بإبتسامة رضا:

_ ياسين إنسان محترم وعلشان كده أنا مٌش عاوزاكي تخسريه يا مليكه .

ضيقت عيناها وتسائلت باستفهام:

_تقصدي ايه بكلامك ده يا ماما ؟ 

أجابتها ثريا بتوضيح:

_ أقصد بلاش تعندي معاه وتخسريه ياسين سند لولادك وحمايه ليهم من غدر الزمن وغدر البشر،

خديه في صفك ياسين محترم ومتربي كويس بس أكتر شيئ بيكرهه في حياته كلها إن حد يعانده ومايسمعش كلامه .

تحدثت مليكه باستفهام:

_ مش فاهمه حضرتك بتطلبي مني ايه بالظبط ياريت يا ماما توضحي كلامك أكتر علشان أقدر أفهمك .


أجابتها ثريا بثقه:

_أقصد إنك تتجنبي كل إللي بيضايقه يعني بيضايق من خروجك من غير إذنه إستأذنيه،

وطالما بيضايق من كلمة جوازنا رسمي وإنت مش جوزي ،يبقي بلاش تقوليهم أنا شايفه إنك تقدري تكسبيه في صفك بسهوله جداً .


نظرت لها بذهول وتحدثت:

_ماما هو حضرتك عاوزاني أكون زوجه فعليه لياسين؟ 


تحدثت ثريا بنفي سريع:

_ لا طبعاً يا بنتي أنا مقصدتش كده خالص،

ثم فاقت علي حالها وتحدثت:

_ ده شيئ يرجعلك لوحدك  

ومادام إنتي مش حابه ده ولا عاوزاه أنا عمري ما أقدر أجبرك عليه ،أنا كل إللي أقصده هي المعامله 

صدقيني الكلمه ساعات بتريح وبيكون لها مفعول السحر ،

وكتير بتكون أقوي من الفعل نفسه شغلي ذكاء الست اللي جواكي يا مليكه وإنتي ترتاحي .


قطع حديثهما مجيئ يسرا وجلوسها 


نظرت لها ثريا :

_كانت عاوزاكي في ايه نرمين علي الصبح كده ؟ 

أجابتها يسرا وهي تلتقط كأس العصير لتتناوله :

_مفيش يا ماما كانت بتطمن علينا وعلي الأولاد . 

إبتسمت ثريا وتحدثت برضا:

_ربنا يبارك فيكم يا حبيبتي أيوه كده عاوزاكم ترجعوا مع بعض زي الأول وأحسن . 

دلف طارق من البوابه الخارجيه مٌتجهاً إليهم بابتسامة سعيدة علي صغريهِ 


تحدث طارق بابتسامة:

_ صباح الخير علي أحلا موزز في عيلة المغربي كلها . 


إبتسمن ،وتحدثت ثريا بدعابة:

_صباح النور علي أكبر بكاش في عيلة المغربي كلها 

وأشارت لهٌ بيدها إقعد يا حبيبي .


ضحك الجميع وأكمل طارق بدعابةوهو يجلس:

_ كده بردوا يا عمتي هو إللي بيقول الحق في العيله دي يبقي بكاش ؟ 

تحدثت يسرا باهتمام أخوي:

_ أجهزلك فطار يا طارق ؟ 

طارق :

_لا يا حبيبتي تسلميلي أنا جاي أخد مليكه وأمشي علطول .

ثم وجه بصرهٌ إلي مليكه وتحدث ب عملية :

_ محتاجك معايا في الشهر العقاري فيه أوراق مهمة ولازم تتمضي النهاردة. 


تحدثت ثريا موجهة حديثها إلي مليكه:

_قومي يا حبيبتي إجهزي علشان ما تأخريش طارق .

أجابتها مليكه بطاعه:

_حاضر يا ماما  بعد إذنك يا طارق .

أجابها طارق:

_ إتفضلي يا مليكه بس إستعجلي علشان نلحق وقتنا . 

وقفت مليكه ويسرا تابعتها للداخل .


أما طارق الجالس ينظر بخجل لزوجة عمهِ وأخيراً تشجعَ قائلاً:

_ عمتي حقك عليا ،

أنا عارف إنك زعلانه مني و بجد أنا مكسوف منك أوي، 

جيجي حكتلي علي إللي ال ماما وليالي قالوه لحضرتك عن موضوع مليكه،

وبجد أنا إتضايقت من نفسي جداً لانهم إستغلوا الموضوع بشكل غلط .


تنهدت ثريا بضيق ظهر علي وجهها ونظرت له قائلة بعتاب:

_ وأنا مش هكدب عليك يا طارق وأجاملك وأقولك إني مزعلتش منك لا زعلت ، وزعلت أوي كمان ، 

ونظرت له وتحدثت:

_ عارف ليه زعلت يا طارق ؟ 

علشان إنت إبني اللي ربيته معايا هنا من صغرك إنتَ ورائف وإنتوا مع بعض مذاكره وأكل وتمارين،

ده حتي النوم ماكٌنتش بترضي تنام في بيتكم وتيجي تنام مع رائف في أوضته، 

عمرك ما خرجت سر بيتي وحكيته لمامتك ولا باباك تيجي دلوقتي بعد ما كبرت ورائف راح وأنا إعتبرتك إنت وياسين عوض ليا عنه وإنتَ اللي تخرج أسرار بيتي !

هزت رأسها بأسي وأكملت:

_محبتهاش منك أبداً يا طارق .

تحمحمَ بخجل وتحدث:

_أنا أسف يا عمتي، بس والله العظيم ماكان قصدي أبداً أخرج أسرار بيتك،

أنا كل اللي كٌنت أقصده وقتها إني أهدي ليالي من ناحية ياسين وخصوصاً بعد ما شوفت حالتها أد ايه كانت صعبه علشان ياسين ما احترمهاش وسابها وجه علي هنا ورا مليكه، 

كنت بفهمها الوضع مش أكتر . 


تحدثت ثريا بهدوء:

_مش علي حساب مليكه وكرامتها يا طارق ،

ياريت يا ابني إللي حصل ده ما يتكررش تاني علشان تفضل مٌحتفظ بمكانتك الكبيرة في قلبي .


أجابها طارق بندم وخجل:

_كرامة مليكه علي راسي يا عمتي وحقك عليا ووعد مني عمري ما هزعلك مني تاني أبداً ،

ووقف بجانبها وقبل رأسها باحترام واعتذار قابلتهٌ ثريا بترحاب وقلب أم . 


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


كان يمشي بخطيً واثقة كالملك داخل الممر المؤدي إلي مكتبهِ بعد خروجهِ من مكتب رئيس الجهاز ،

تقابل بأحد رجاله ويدعي عٌمر الذي تحدثَ بإحترام:

_ياسين باااشا صباح الفل .


أجابهٌ ياسين ومازال يمشي بثقة وتفاخر: _صباح الخير يا عٌمر .

تحدث عٌمر باحترام وسعادة وهو يحاول اللحاق به:

_جبتلك الخبر اليقين اللي هتشكرني عليه يا باشا .

ياسين وهو يهرول في مشيتهِ بخطي ثابتة:

_ إنجز يا عمر هات اللي عندك وبطل رغي .


دلفا لداخل المكتب إتجه ياسين لمكتبه خلع عنهٌ سترته وعلقها وجلس بكل ثقة وليونة وأشار بيده للواقف محني الرأس باحترام 

وتحدث:

_إقعد يا عٌمر وقولي إنك لاقيتلي إبن ال*** إللي بندور عليه 

أجابهُ عٌمر بوجهِ سعيد:

_ حصل يا باشا وده الدوسيه اللي فيه كل المعلومات عنه صحيح هو تعبنا شويه علي ما وصلناله علشان كان واخد إحتياطاته بس علي مين ده إحنا رجالة ياسين المغربي 

ولو كان مستخبي في حضن إبليس نفسه بردوا كٌنا هنجيبه . 


أخذ ياسين الملف وبدأ بقراءة ما يحتويه بإهتمام ،


وأكمل عٌمر :

_ بسلامته يبقي المهندس وائل عٌمران المسؤل عن الإلكترونيات في الشركه،

مٌتخصص في تركيب الكاميرات والمسؤل عن دورات صيانتها الشهريه ومن حوالي سنة كده وبالتحديد من بعد وفاة رائف باشا بكام يوم 

بدأ يتقرب جداً من سٌهي سكرتيرة الباشا الله يرحمه وعلاقتهم إتطورت بسرعة رهيبة،


وأكمل ساخراً:

_ برغم إنه متجوز القذر واضح يا باشا إنه كان واخد البت سلم علشان يوصل عن طريقها للمعلومات اللي إستخدمها وده طبعاً بعد طارق باشا ما عينها مديرة مكتبه بعد وفاة رائف باشا .


نظر لهٌ ياسين باستفهام:

_والبت ايه نظامها معاه ؟


أجابَ عٌمر بإيجاب:

_البت زي الطٌربش يا باشا خد منها كل المعلومات وختمها علي قفاها زي الهبله بس مالهاش دعوه بحاجة ولا تعرف أي حاجة عن الموضوع أصلاً.

إبتسمَ ياسين وتحدث ساخراً:

_ يبقي لازم تتعاقب بتهمة الغباء يا عٌمر لازم نقرص ودنها علشان تبقي تاخد بالها بعد كده .

ضحك عٌمر وتحدث بإيجاب:

_اللي تؤمر بيه سعادتك . 

ألقي ياسين الدوسيه بإهمال ونظر بشر إلي عٌمر قائلاً:

_ تاخد الرجاله وتجٌرلي إبن ال**** ده من قفاه وتجبهولي علي المكان اللي بنستقبل فيه الناس العزيزة أوي علي قلبنا  

عاوزين ندلعه علي الآخر، ،عاوز إستقبال يليق بواحد طير النوم من عيني أربع أيام بحالهم ، مفهوم يا عٌمر ؟ 

وقف عٌمر ونظر لهٌ بابتسامه وأجاب بتسلي:

_ أوامر سعادتك يا باشا إعتبره حصل  ده أحنا هنروقه وهنوريه اللي عمره ما فكر ولا تخيل إنه يكون موجود في الحياه أساساً .


إبتسم ياسين ساخراً وقال:

_عاوز أشوف الهمة يا رجالة .

خرج عٌمر بعد إلقاء التحية الرسمية علي ياسين الجالس ببرود .


بعد خروجه أسند ياسين ظهره علي المقعد ووضع يدهٌ علي ذقنه وأخذ يحرك المقعد يميناً ويساراً بتسلي وبدأ باسترجاع ليلتهٌ الماضية المٌميزة، ليلتهٌ الأولي في غرفة مليكتهٌ ،

تنهد بسعادة وحدث حاله :

_ما أجمل طعم عِشقكِ مليكتي، عشقٌكِ ذو مذاقٍ خاص صغيرتي،

عشق بطعم الحياة 

فمرحباً بكي داخل عالمي ،عالم عشق ياسين المغربي 

#إنتهي_البارت 


هل سيوفي ياسين بوعده ل يسرا ويكتفي بالحصول علي الفيديو واسترجاعه لها؟ 

أم أن للفضولِ رأيٍ أخر ؟ 

هذا ما سنعلمهٌ في البارت القادم .

#رواية☆ #قلوب_حائره #

#بقلمي_روز_آمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

   🦋 #البارت_الثامن_عشر 🦋 


كان مبتسماً شارداً في ليلتهٌ الماضية أخرجهٌ من شروده جرس هاتفهٌ معلناً عن وصول مكالمة أمسك هاتفهٌ بإهمال لينظر بشاشتهِ وإذ به ينتفض فرحاً واقفاً كطفلِ صغير أتاهٌ الخبر اليقين،


أخذت دقات قلبهٌ تتسارع بسعاده حين رأي إسمٌها يٌزين شاشة هاتفه لم يعد مستوعباً أحقاً مليكتي تٌرِيدٌني ؟

أجاب علي الفور بسعادة محاولاً تماسك حاله :

_مليكة هانم عثمان بتتصل بيا بنفسها لا أنا أكيد بحلم .


أطلقت ضحكة أٌنثوية فتح فاههٌ ببلاهة حين إستمعها وخرج قلبهٌ من مكانه 

حين أكملت هي بدعابة:

_ علشان بس تعرف أنا أد ايه متواضعة .


أجابها بصوتٍ هائم:

_إنتي كل حاجة حلوة يا مليكة 

تحمحمت هي بخجل وتحدثت بصوتٍ خجول ناعم قائلة:

_ ياسين، كنت عاوزه أقول لك إن طارق عاوزني أروح معاه الشهر العقاري 

علشان فيه أوراق خاصه بالشركة لازم تتمضي ،فبعد إذنك مٌمكن أروح ؟ 


طاااار قلبه من رقتها وحديثها العذب ،

كل هذا من مجرد إستئذان،

فماذا لو حدثته عن العشق ؟

الويل لك ياسين ،

سيٌهلكٌكَ عِشقَها حتماً لا محال يا فتي 


أجابها محاولاً إخراج صوته حتي لا يظهر أمامها بتلك الحالة:

_ أكيد موافق يا مليكة، بس ماتتحركيش من عندك أنا هاجي أخدك أوصلك وأرجعك تاني . 


أجابتهٌ بعملية:

_ مش هينفع يا ياسين طارق تحت مستنيني كمان الساعه عدت 12 يعني الشهر العقاري قرب يقفل . 


ضحكَ ساخراً علي سذاجتها وتحدث:

_شهر عقاري ايه ده إللي يقفل يا بنتي إنتي لو عاوزاني أنقل لك الهيئه كلها في الجنينة عندك حالاً هعملها . 


إبتسمت وتحدثت بدعابة:

_طب يا سيدي عرفنا أد ايه سيادتك حد جامد أوي ومهم في البلد دي ، ممكن بقي تسيبني أنزل علشان طارق زمانه قاعد مش طايق نفسه ولا طايقني .


أجابها بموافقة:

_ تمام إنزلي وخلي بالك من نفسك وأول ما توصلي إتصلي بيا طمنيني .


إبتسمت بسعاده علي إهتمامه بها وتحدثت برقة:

_حاضر، باي باي يا ياسين .


أغلقت أما هو مازال مٌمسك بهاتفه ينظر بشاشته بسعادة عارمة 


ذهبت مع طارق وبعد ساعة قضتها داخل الشهر العقاري كانت تخرج مع طارق من الهيئة لتستقل معهٌ سيارته ،

وجدت أمامها ياسين يقف بجانب سيارة طارق بإنتظارهم 

ضيق طارق عيناه بإستغراب وتحدث:

_ياسين، إيه اللي جابك هنا ؟


أجابهٌ وهو ناظر لتلك الحورية:

_جيت علشان أخد مليكة . 


كانت تنظر لهٌ بإبتسامة ساحرة وتشكرهٌ بعيناها علي إهتمامهٌ الواضح بها 

أجابهٌ طارق:

_ طب وليه تعبت نفسك ما أنا كٌنت هوصلها للبيت وأرجع الشركه تاني. 


إبتسم ياسين لهٌ بسماجة  قائلاً: 

_مٌتشكرين يا سيدي مستغنيين عن خدماتك الجليلة، إتفضل يلا علي شغلك علشان ماتتأخرش .


ضحك طارق وتحدث:

_ياباااي عليك، المهم يا مليكة كده محتاجك بكره معايا في المكتب هتمضي شوية أوراق وكده يبقي كله تمام ،إتفقنا ؟


كادت مليكة أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك المٌتداخل قائلاً:

_ مليكة لا رايحة ولا جاية ، وبالنسبة للورق اللي عايز يتمضي إبقي هاته معاك وانت جاي علشان تمضيه ،

ولم يعطي فرصة لأحد ليتحدث 

فتح باب سيارته وأشار لها لتدلف وبالفعل جلست علي المقعد المجاور له وأغلق هو الباب . 


أمسكهٌ طارق من كتفهِ قبل أن يذهب وتحدث بإستفهام :

_هي إيه الحكاية بالظبط! ما تفهمني يا كبير .


إرتدي ياسين نظارتهٌ الشمسية وتحدث بلا مبالاة :

_روح يا حبيبي شوف شغلك وماتدخلش في إللي ملكش فيه .


غمز لهٌ طارق بعينه قائلاً بدعابة:

_ هي بقت كده ، الله يسهله يا باشا .


صعد بجانبها وبدأ بتحريك مقود السيارة 

وتحدثت هي بحزن:

_ليه ماخلتنيش أروح الشركة مع طارق ،أنا زهقانة وكان نفسي أروح أغير روتين حياتي ولو حتي بمشوار شغل  زي ده .


نظر لها بإستغراب:

_وإنتي علشان زهقانة تروحي الشركة؟

وأكمل بغمزه من عينه قائلاً بمرح:

_طب ايه رأيك أعوضها لك بكره ونخرج نتعشي مع بعض ونروح سينما ؟


أجابتهٌ سريعاً بنفي:

_ لاء  مش حابه أخرج ،

ثم نظرت لهٌ تحاول إصلاح ما حدث قائلةً:

_ قصدي مش هينفع أسيب مروان وأنس لوحدهم .


تحدث بجدية وهو ناظر أمامه ويبدو علي وجههِ التشنج:

_أوك براحتك . 


ساد صمت تام بينهما لمدة 

هو غاضب حزين من رفضها الدائم لجميع محاولاته للتقرب منها ، 

وهي أيضاً حزينة لأجله ولكن مابيدها لتفعله هي حقاً تريد الخروج معه والإستمتاع بحياتها الغائبة منذٌ الكثير لكنها تخشي نظرات وهمزات الجميع عليها 

هي حقاً ذات ☆قلبِ حائِر ☆ 


قطعت هي الصمت قائلةً في محاولة لإرضائه:

_ ياسين أنا نفسي أكل ملفيه أوي ، هو إنتَ ممكن توديني Café كويس أكل فيه قطعه مع فنجان قهوة ؟ 

نظر لها بشغف وإبتلع لعابه من شدة تأثره بتلك المحاولة وأجابها بسعاده بالغة:

_إنتي تؤمريني يا مليكة حالاً ايه رأيك في ****بيعمل الملفيه حلو أوي ؟ 

أجابتهٌ بعيون سعيدة لسعادته:

_ تمام حلو أوي فعلاً .


وصلا للمكان ، صف سيارته ونزل منها سريعاً وفتح لها باب السيارة ومد لها يدهٌ 

نظرت لأعلي داخل عيناه رأت بهما سعادة وعشق هي تعرفهٌ من قبل نعم، 

مدت لهٌ يدها بإبتسامة أذابت بها قلبه ،أخرجها من السيارة وأمسك كف يدها واحتضنهٌ بإهتمام واتجهَ بها للداخل،

كان يتحرك بجانبها مٌحتضناً يدها بتملك يشعر وكأنهٌ ملك وهي تاجهٌ ♡


سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها وذهب وجلس مقابلها ،

جاء النادل وطلبت هي ما تريد وطلب هو قهوتهٌ المٌعتاده ،

وبعد مده جاء النادل وأنزل ما بيدهِ وذهب ،

أمسكت شوكة الطعام والسكين وأخذت بتقطيعه وبدأت بتذوق الحلوي وأغمضت عيناها وهي تتذوقها بتلذذ واستمتاع ،


كان ينظر لها وقد ذاب قلبه وانتهي،

               ♡ كم أنتَ مِسكينًٌ أيها الياسين ♡ 


تحدث إليها بعيون سعيدة:

_للدرجه دي طعمها حلو ؟


فتحت عيناها وهي تبلل شفتاها بلسانها باستمتاع وأجابتهٌ:

_أوي ، طعمها حلو أوي .


إبتسمَ لها قائلاً:

_ بألف هنا .

إبتسمت لهٌ وأكملت :

_ميرسي 


تحدث وهو يبتلع لٌعابهْ من حالتها المٌهلكة لقلبهٌ المسكين وهي تبلل شفتاها قائلاً وهو يشار لها علي صَحنِها:

_هو أنا مٌمكن أدوق ؟


نظرت لهٌ بفرحة وابتسمت وهزت رأسها بإيماء قائلة:

_أكيد بس  هتاكل بنفس الشوكة ولا أطلب منهم يجيبوا شوكة نضيفة ؟ 


نظر لها بعيون هائمة وتحدث بغرام:

_أنا عاوز أدوقها بالشوكة بتاعتك إنتي يا مليكه ♡ 


خجلت من حديثه ولكنها تلاشتهٌ علي الفور ،

وقطعت لهٌ قطعة ومدت يدها لتعٌطيها له لكنهٌ فاجأها وأمسك كفها الرقيق بكف يده بإحتواء وتملٌك ونظر داخل عيناها بعيون مٌلتهبة عشقاً،

والغريب أنها لم تٌبادر بإنسحاب عيناها مثل سابق وكأن مغنطيساً جذبها لعيناه .


نظرت لهٌ بقلبٍ يخفق بشدة من ما ؟ هي لا تدري ! 

إبتلعت لٌعابها من شدة توترها وهي تنظر له وهو يضع الشوكة داخل فمه ويتلمسها بشفتاه باستمتاع وتلذذ وكأنهٌ يريد أن يَصِلْ لها رسالة أنهٌ يريدها ، يريد لمسة شفاها المٌهلكة، يريدٌ راحتهٌ بين أحضانها ♡ 


نسيا العالم من حولهما وكأن المكان قد خلا إلا مِنهٌما ضلا علي وضعهما هذا حتي أخرجهما رنين هاتفها ، 

إرتعبت وشدت يدها بإرتباك كادت أن تٌوقِعْ كل ما هو فوق المنضدة .

أشفق علي حالتها وبدأ بتهدأتها :

_إهدي يا مليكة ، مالك إتوترتي كده ليه ؟ 

نظرت لشاشة هاتفها ثم حولت بصرها لهٌ برعب وتحدثت:

_دي ماما ثٌريا .

حدثها مهدئاً:

_طب إهدي وردي عليها شوفيها عاوزه ايه .  

ضغطت علي زر الإجابة وأجابت بتلعثم:

_ أيوه يا ماما  .

ثم نظرت له بعيون حائرة وأكملت:

_ أنا مع ياسين أصله جالنا علي المصلحة وطارق مشي علي الشركة علشان كان متأخر وياسين عزمني علي قهوة بنشربها وهنيجي علطول ،


ثم أكملت :

_حاضر يا حبيبتي باي باي . 


نظرت عليه وجدتهٌ يحتسي قهوته وهو ينظر جانباً للخارج و يبدو عليه الغضب التام . 


حدثتهٌ بترقب :

_مالك يا ياسين ؟ 


أجابها بضيق وبرود وهو مازال ينظر علي منظر البحر المجاور له:

_ مفيش . 


حزنت من طريقة ردهٌ عليها ونظرت ليديها وهي تفرقهما بتوتر ولمعت دمعة ألم بعيونها ولكنها تنفست الصعداء ومنعتها من النزول . 


ساد الصمت نظر لها ولام حالهٌ علي ما أوصلها له فتحدث بهدوء:

_ مليكة أنا جوزك يعني مش لازم ترتبكي وتخجلي وإنتي بتتكلمي عني أو عن إنك معايا ، بالعكس خروجنا مع بعض ده طبيعي جدا إللي مش طبيعي هو خوفك وقلقك الدايم طول ما أنتي معايا، 

ثم حدثها بتساؤل:

_مٌمكن أعرف ليه كنتي بتتكلمي مع عمتي بخجل وإحراج كده؟

زي ما تكوني بنت في ثانوي مامتها ظبطتها هربانة من المدرسة وخارجة مع صديقها  . 


إبتلعت لٌعابها وتحدثت بتفسير:

_مش عاوزه حد يتكلم عليا يا ياسين ،طول عمري بخاف من كلام الناس وبعمل حسابهم في كل تصرفاتي وبحط في إعتباري ردة فعلهم علي أفعالي .


تحدث بحدة:

_ طظ في كل الناس مش مطلوب منك تعملي حساب لحد ولا في إنهم إزاي هيفكروا ويفسروا تصرفاتك ،


ثم أكمل بحنان وصوتٍ هادئ وعيون مٌترجية:

_مليكة أنا جوزك، أنا حابب تقربي مني وتفتحيلي قلبك وتحكيلي علي إللي فيه، عاوزك تشاركيني تفاصيلك وتدخليني حياتك ، 

وأكمل بإيضاح:

_ومش معني كده إني بطلب منك تكونيلي زوجة بالمعني المٌتعارف عليه يعني أقصد المعاشره وكده ، 


خجلت وأخذ صدرها يعلو ويهبط وسحبت عيناها عنه 


وأكمل هو بتفهم:

_أنا قصدي تفتحيلي قلبك يا مليكة نفسي تكوني قريبة مني وتحكيلي علي أي حاجه مضيقاكي تعباكي مش حباها في حياتك، عاوز أساعدك علي أني أخلي حياتك مٌريحة أكتر .


نظرت لهٌ وشعرت براحة من حديثهْ وابتسمت بشكر قائلة:

_متشكره أوي يا ياسين متعرفش أد أيه كلامك ده ريحني،

وصدقني هحاول أعمل كده فعلا لأني حقيقي محتاجة صداقتك جدا ونفسي نرجع مع بعض زي الأول من غير مناوشات وخناق كل شويه . 


إبتسم لها ومد يدهٌ لها بمداعبة قائلاً:

_ طب يلا نتفق إننا مش هنتخانق مع بعض تاني .

إبتسمت ومدت يدها 

_وأنا موافقة ، 

ثم سحبت يدها قائلة:

_ يلا بقا علشان إتأخرنا ، ماما بتقولي أنس بيسأل عليا  .


وافقها علي الفور ونظر للنادل وطلب منه الشيك ثم ذهبا معا بطريقهما للعودة ،كان كٌلٍ منهما سعيد بداخله لتلك البداية الجميلة ، 

وصلا للمنزل وأنزلها ثم إبتسم لها قائلا:

_ هريحك مني النهاردة تقدري تنامي براحتك من غير توتر زي إللي حصل إمبارح .

إبتسمت بإحراج قائلة:

_ ومين إللي قالك إني كٌنت متوتره ؟ 

أجابها بدعابة:

_السرير المسكين اللي تعبتيه من كتر ما تقلبتي عليه من شدة توترك . 


ضحكت بصوتٍ أنثوي رقيق ثم تحدثت بمرح:

_طب مٌمكن بقا تقولي علي جدول مواعيدك علشان أبقي أنام قبلها بيوم . 


ضحك وأجابها بدعابة وتسلي:

_والله أنا راجل عادل وأحب أعدل بين مرتاتي يعني يوم عندك ويوم عندها ما أحبش الظلم أنا .


كل هذه الضحكات والهمسات كانت تحدث تحت أعين المستشاطة غضباً الواقفة في شرفتها تراقب الوضع وتٌقيمه، ظل واقفاً حتي دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم تحركَ علي منزله .


صعد لغرفته وبمجرد دخوله وجدها تقف تربع يديها علي صدرها وتهز ساقيها بتوتر ويظهر علي وجهها علامات الغضب التام 

تحدثت بغضب عارم :

_ممكن البيه يفسر لي ايه إللي أنا شفته من شويه ده ؟ 

كان يفك رابطة عنقه بعدما خلع عنهٌ سترته ولم يٌعيرها إهتمام 

صرخت به بجنون:

_ياسييييين أنا بكلمك رد عليااااااا .

ذهب إليها وأمسكها من ذراعها بغضب هادراً بها:

_ صوتك ده ما يعلاش طول ماانتي قدامي،فااااااهمه .

ثم تركها بغضب وأولاها ظهره، ذهبت خلفه وأمسكتهٌ بتملك:

_ حرام عليك يا ياسين إنت ليه بتعمل فيا كده ؟

هو أنا علشان بحبك تقوم تذلني بالشكل ده .


لف جسدهٌ لها وتحدث بإستغراب:

_ بتحبيني ! إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي إنتي أكتر واحده أنانية ومتسلقة شوفتها في حياتي ، إنتي جبارة ولو لاقيتي فرصتك هتدوسي علي كل إللي حواليكي من غير رحمة !


نظرت لهٌ بصدمة وهي تستمع لهٌ وأجابتهٌ بإستغراب:

_أنا ! أنا كل ده يا ياسين، للدرجة دي شايفني شريره؟ 

كل ده ليه ؟ علشان بحبك وبغير عليك ، 

علشان بسألك كنت واقف مع الزفتة دي بتتكلموا في ايه؟ 


قبض ياسين علي يدهِ وأغمض عيناه يحاول تهدئة حاله كي لا يفرغ شٌحنة غضبه بها 

وأكمل وهو يجز علي أسنانه:

_أولاً إسمها مليكة ياريت ترتقي شويه ،


ثانياً بقي يا هانم إنتي مكنتيش بتسأليني إنتي كٌنتي بتستجوبيني لا ومن جبروتك بتصرخي  عليا، 


وأكمل بكبرياء وتعالي:

_ إنتي مٌتخيلة نفسك بتعملي ايه ؟ إنتي بتصرخي وبتستجوبي ياسين المغربي ! إنتي فاهمة يا ماما إنتي عملتي ايه ؟


إحمدي ربنا إنك أم أولادي وبنت خالي ،


بس أم أولادك وبنت خالك وبس يا ياسين قالتها بإنكسار ودموع .


نفخ بضيق وهو ينظر بالسقف وتحدث:

_ليالي أرجوكي أنا راجع من شغلي تعبان وعاوز أنزل أتغدي وأجي أنام شويه، ممكن تأجلي واصلة النكد دي ل بالليل أكون نمت وفوقتلك كده وابقي ساعتها نكدي براحتك .


ذهبت إليه وتحدثت بحزن ودلال:

_هو أنت علشان عارف إني بحبك وما أقدرش أستغني عنك تعمل فيا كده ؟

نظر لها بتسلي وتساؤل:

_٠٠٠٠٠إنتي عاوزه ايه بالظبط يا ليالي؟ 

أجابتهٌ وهي تغمض عيناها بعشق وترمي نفسها داخل أحضانه:

_عاوزاك ، عاوزاك يا ياسين .


إستجاب لها ياسين وأخذها بين أحضانه وعاشا بعالمهما ،فهي بالأخير زوجته ولها عليه حقوق شرعيه واجبه، 

أما ليالي فقد نالت ما خططت له مع منال فالأن هي كسرت حاجز البعد والعقاب حتي لا تعطيه الفرصه للتفكير للتقرب من مليكة .

___________ 


في المساء 

ذهب ياسين للموقع المتواجد به رجالهٌ مع ذلك المٌغفل تعيس الحظ الذي خٌيل له غباؤه أنه سيدخل عش الدبابير ويأخذ منه ما يريد ويخرج بسلام ،لكن سوء حظه أوقعهٌ بيد من لا يرحم 

دلف ياسين للداخل بهيبتهِ المعهوده أدي لهٌ رجاله التحية بإحترام  

أخرج هاتفهٌ مٌناولاً إياه لعمر وتحدث:

_إنسخلي الفيديو هنا ياعٌمر وبعدها أتخلص من كل الأجهزة إللي عليها الفيديو مش عايز يبقاله أثر ، فاهم يا عٌمر ؟


أجابه بإحترام:

_ أوامر معاليك يا باشا .


ثم نظر وابتسمَ ساخراً علي ذلك المقيد بإحكام فوق المقعد ومعصوب العينان ويبدو علي وجههِ أثار الضرب المٌبرح 

تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة موجهاً حديثهٌ لرجاله:

_تؤ تؤ تؤ ، ايه الهمجيه إللي إنتوا فيها دي يا رجالة ده الراجل وشه إتشوه خااالص ، أنا علمتكم كده بردو ؟ 

كان المدعو وائل يحرك رأسهٌ بفزع عندما إستمع لصوت ياسين 

فتحدث بقوه محاولاً إخفاء ما بداخلهٌ من رعب :

_أنا هوديكم في ستين داهية، إنتوا فاكرين البلد ايه سايبة مفيهاش قانون ؟


نظر ياسين لرجاله وإذ بهم يطلقون الضحكات الساخرة بصوتٍ عالي 

حتي صرخ وائل بهستيرية قائلاً:

_ إنتوا مين وعاوزين مني اييييييه ؟


سحب ياسين مقعداً وجلس به أمامه وقرب وجهه من وائل وتحدث بفحيح مٌخيف:

_أنا عملك الإسود في الدنيا دي يا روح أمك،

ثم سند ظهرهٌ متكئاً علي ظهر المقعد ووضع ساق فوق الأخرى وتحدث بنبرة صوت ساخرة:

_يظهر كده إنك كنت مزعل الست الوالدة الله يرحمها جامد فدعت عليك في ليلة مفترجة وربنا إستجاب، أنا بقي أبقي إستجابة دعوه أمك .


أطلق الرجال ضحكاتهم من جديد ،


ثم استكملَ ياسين حديثه مٌتهكماً:

_ بقي يا ابن ال *** ما لقيتش غير بنت المغربي إللي تلعب معاها دا أنت وقعة أمك سودا ! 


هٌنا تحدث وائل بصوتٍ عالي واثق:

_أاااااه ، طب مش تقولوا كده من الأول إنتوا بقي اللي الهانم بنت العز بعتاكم طب بلغ الهانم إللي مشغلاك إنها طلعت غبية أوي 

وأكملَ بوعيد:

_وبلغها كمان إن أنا عامل إحتيطاتي ومأمن نفسي كويس ومدي نسخة تانية لحد موثوق فيه ومبلغه إن لو جرالي أي حاجه أو اختفيت تحت أي ظروف هو هيتصرف وهيبعت الفيديو لباقي عيلتها وهفضحها في كل مكان .


تحدث ياسين ببرود:

_قصدك المسكين رأفت أخوك اللي ورطته معاك  ، لا ما تقلقش إحنا دخلنا خدنا أمانتنا من عنده بكل هدوء وإحترام وبصراحة الراجل طلع مٌتعاون إلي أبعد الحدود علشان كده سبناه في حاله من غير أذية ،


وأكملَ ببرود:

_ إحنا كده إللي يحترم نفسه معانا ويريحنا نريحه علي الآخر ، أما بقا اللي يقل أدبه ،


لم يدعهٌ يكمل وتحدث مٌترجياً إياه بصياح:

_حرمت يا باشا  أنا أسف وحقك عليا . 


أجابهٌ ياسين بسخط:

_ببساطة كده ياروح أمك ماانت كنت عاملي فيها دكر من شويه وبتهددني كمان، 

خد عندك الكبيره بقي  إحنا جهه أمنيه يا روح أمك وأعتبر نفسك في خبر كان ،وحياة أمك ما هتشوف الشمس تاني باقي حياتك .


أجابهٌ بتلعثم:

_ بتهمة ايه يا باشا هتحبسني ؟


ياسين:

_ هو أنت كمان لسه ليك عين تسأل !

يلاااا ده إنت إللي زيك ملهوش عندي دية ،ومع ذلك هخليني معاك للأخر خد عندك التهم خيانة وسرقة وإرهاب . 

صاح وائل بدموع:

_حرام عليك يا بااااشا أنا معملتش أي حاجه من دول .

أجابهٌ ياسين ببرود مٌميت:

_طب ما تيجي نفصصهم مع بعض كده ونشوف ، 

أولاً خاين خنت الشركة إللي بتاكل من وراها عيش وإستغليت وظيفتك في شغلك القذر ،


ثانياً حرامي سرقت فيديو خاص بتسجيلات الشركة من ورا علم أصحابها ، 

ثالثاً إرهابي بقالك إسبوع راعب مواطنة سالمة وبتهددها وتبتزها وبتستغل خوفها وتطلب منها فلوس ، 

ورفع يداه بإستسلام :

_أهو كله علي إيدك أهو لو أنا اتهمتك بحاجة محصلتش قول واعترض وقولي إنتَ ظالم ومفتري يا باشا ، 


ثم حول بصره لرجاله المتواجدين حوله يتفاخرون برئيسهم مٌوجهاً إليهم الحديث:

_ غلطت أنا في حاجة يا رجالة، بفتري عليه ولا حاجة ، لو بفتري قولولي ؟


ردوا عليه جميعهم:

_عداك العيب يا معالي الباااشا .

بكي وائل وتحدثَ بهلع وخوف:

_ أبوس إيدك يا باشا ،إرحمني لوجه الله أنا عندي إبن وعايز أربيه .


هدر به بحده وتحدث:

_ يا ابني إذا كان أبوه نفسه مش متربي يبقي الواد هيتربي إزاي؟ 

وبعدين مفكرتش فيه ليه قبل ما تعمل عملتك السودا دي ،علي العموم إبنك أحسنله يتربي بعيد عنك علي الأقل مش هيورث غبائك . 


صاح وائل بصراخ وتوسل:

_ أبوس إيدك يا باشا تسامحني ،حرمت والله العظيم ماهعمل كده تاني خرجني من هنا وقسماً بالله همشي زي الألف . 


هدر بهِ ياسين:

_إخرص يلااا ،لو عاوز تنفد بعمر إبنك ومراتك قول لو شايل نسخ من الفيديو في أي مكان تاني بدل ورحمة أمك أخليك تشوف إبنك ومراتك وهما مدبوحين قدامك، ده طبعاً قبل ما أخلص عليك إنت كمان وأخلص الدنيا من غبائك . 


صرخ وائل وتحدث:

_والله العظيم يا باشا ما فيه أي نسخ تانية هي اللي كانت علي فوني واللي علي اللابتوب وعند أخويا وكلهم بقوا تحت أدين حضرتك ،أرجوك إبني ومراتي ملهمش ذنب ،أبوس أيدك إعتقني لوجه الله .


وقف ياسين وتحرك للخارج تحت صراخ وائل المٌستدام ،

خرج وخرج عمر خلفه منادياً عليه:

_باشاااا ماقولتلناش هنعمل ايه في الجثة دي ؟


أجابهٌ ياسين بإبتسامه سمجه:

_سيبه يومين تلاتة هنا لحد ما يتربي وبعدين رجعوه بيته علشان خاطر إبنه ،أنا وعدت أخوه إني هأدبه الأول وبعدين أرجعه .


تحدث شاب أخر يٌدعي علي:

_طب وبالنسبه لمراته يا باشا مش ممكن تبلغ ؟


نظر له ياسين وابتسم بتسلي:

_إنت لسه جديد ولا ايه يا علي ؟

علي العموم كل حاجه معمول حسابها ما تقوله يا عمر علشان سيادة النقيب يتعلم ويستفاد . 


نظر عٌمر إلي صديقهٌ وتحدث:

_بص يا عم علي إحنا عندنا أجهزة بتتقمص الصوت لدرجة إنك لايمكن تشك إن ده مش صوت الشخص الحقيقي أصلاً ،فأخدنا تليفونه وكلمنا مراته منه وقولنالها إنه سافر في مأمورية مستعجلة للشغل ، 

وأكملَ بدعابه:

_ ولانها ست مصرية أصيلة شكت فيه إنه بيخونها ونكدت عليه نكد السنين فالحمدلله ده خدمنا خدمة عمرنا وأكدلنا إنها مش هتتصل بيه تاني .

تحدث علي مٌستفسراً:

_طب إفرض إنها حبت تكلمه تاني يا باشا هتعملوا ايه ؟ 


أجابهٌ ياسين هذه المره:

_لو فرضنا إنها نسيت كلمتين ما قالتهمش في الخناقه وحبت تكمل وصلة الردح بتاعتها فا دي بسيطه وبردوا معمول حسابها،

فيه شباب مسؤلين عن الفون أول ما ترن هيشغلوا برنامج الصوت ويردوا عليها إنت في جهاز المخابرات يا علي يعني لازم تكون عامل حساب كل حرف وأي مستجد في قضيتك  . 

علي بإستفهام:

_طب وبالنسبة لأخوه يا باشا سكتوه بسهولة كده إزاي ؟ 


أجابهٌ ياسين:

_ لا أخوه ده طلع أغلب من الغلب ، طلع القذر ده هو اللي ضاغط عليه وهو أصلاً مش بتاع مشاكل وماشي جنب الحيط فكان من السهل جداً إقناعه بإننا ناخد اللي يخصنا من عنده ووعدناه نرجعله أخوه بس لما يتربي الأول علشان يبطل يتشاقي تاني . 


تحدث علي:

_ طب ٠٠٠٠ 

رمقهٌ ياسين بنظرة حادة وتحدث:

_لا بقولك ايه  إنت كلت دماغي أسئلة وأنا مش فاضيلك ، 


ثم نظر إلي عٌمر:

_عٌمر إبقي درب رجالتك وفهمهم يا حبيبي أنا دماغي فيها اللي مكفيها أنا بقيت متجوز إتنين يا باشا يعني محتاج صحتي أكتر من الأول يلا سلام . 

إبتسم عٌمر وتحدث بإحترام:

_كان الله في العون ياباشا وربنا يقوي معاليك . 


تحدث عٌمر مٌتذكراً:

_ياسين باشا تليفون حضرتك

نظر له ياسين وابتسم له وأخذ الهاتف وشكره .


إنسحب جانباً وأمسك هاتفه وضغط علي تشغيل الفيديو مع كتم الصوت وجد رائف وهو يستقبل نرمين بحفاوة تنهد بألم حين رأي أخاه الغالي، أسرع من خطي الفيديو وأوقفهٌ للمنتصف وجد رائف يقف بوجه نرمين ويظهر علي وجهه علامات الغضب وأيضاً نرمين كانت تتحدث بغضبٍ عارم، 


أغمض عيناه بغضب ولعن حاله علي أنه أعطي وعداً ليسرا بألا يعرف ما يحتويهِ هذا الفيديو ،ثم أغلقهٌ بغضب ووضع الهاتف داخل جيب بنطاله . 


كان الوقت قد تعدي مٌنتصف الليل إستقل سيارتهْ وقادها حتي وصل للمنزل نظر لشرفتها وجدها تقف بها تنظر للبحر المٌمتد بعيداً ويظهر علي وجهها علامات الإستمتاع والراحة .


صف سيارتهٌ بالجراج ،ثم ذهبَ لخارج المنزل ووقف بمقابلها نظرت لهٌ براحة وقفا ينظران لبعضهما دون إشارات، تنهد وأخرج هاتفه وبدأ بالإتصال بها، 

إستمعت لصوت هاتفها وهي تراه يجري مكالمة تيقنت أنه هو إبتسمت له برقة ودلفت إلتقطت هاتفها من فوق الكومود وخرجت للشرفة مرة أخرى ،


ثم ردت بدلال وصوتٍ هادئ:

_أيوه 


ضحك وتحدث:

_صاحيه ليه ؟


أجابتهٌ بدلال:

_٠٠٠٠مش جاي لي نوم والجو حلو أوي، بصراحة صعبان عليا أسيبه وأنام  

تنهد قائلاً بدعابة:

_عقبال ماأصعب عليكي أنا كمان .


خجلت من كلماته وبما يقصدهٌ بها 


تحدث ليخرجها من خجلها:

_تحبي تتمشي شويه علي البحر ؟

أجابتهٌ:

_ياريت لكن مينفعش !


سألها ياسين:

_ وليه مينفعش يا مليكة؟ 


أجابته مليكة بتبرير:

_ماما نايمة والولاد كمان، مش لذيذة إني أخرج من غير إذنها . 

أجابها والحزن يكسو صوته وملامحه:

_أنا جوزك يا مليكة علي فكرة، يعني لو هتستأذني من حد يبقي الحد ده هو أنا ،

صمتت وهي تنظر عليه .


تنهد بألم وتحدث:

_إدخلي نامي الجو برد عليكي .


أجابته بإبتسامه وإيماء:

_حاضر ، ياسين.. قالتها برقة ونعومة .

أجابها بقلبٍ ذائب :

_يا نعم

إبتسمت لمراوغته وتحدثت:

_ تصبح علي خير . 

وأغلقت الهاتف علي الفور ودلفت للداخل وهي تبتسم وتدور حول حالها بفرحة، 


أما ذلك المسكين الذي أخذ صدرهٌ يعلو ويهبط من الإشتياق 


تحرك وكاد أن يدلف لباب منزله إستمع لرنين هاتفه نظر بشاشته إبتسم ولف رأسه لها مجدداً وجدها تقف بشرفتها ،

فتحدث مداعباً إياها :

_إيه ده بالسرعة دي لحقت أوحشك ؟ 


إبتسمت وتحدثت :

_لو مبطلتش كلامك ده هقفل وأدخل أنام . 

تحدث مبتسماً:

_ لا وعلي إيه، كلي أذانٍ صاغية مليكة هانم . 


تسائلت بإبتسامة خجولة:

_ لسه عندك إستعداد تتمشي علي البحر ؟


طار قلبهٌ من شدة سعادته وتحدث:

_إنزلي يلا مستنيكي .


أغلقت هاتفها وسريعاً إرتدت ثوباً ووضعت فوق كتفيها شالاً شتوياً ليحميها من الصقيع ،


بعد مدة قليلة وجدها تخرج بهدوء من البوابة الرئيسيه تحت أنظار رجل أمن البوابة الذي أحني رأسه كتحية منه لها ولياسين ردوها له بإحترام .


تحركا بإتجاه البحر وما ان إقتربت منه واستمعت لإرتطام المياه بصخورها حتي تهللت أساريرها وأغمضت عيناها وبدأت بالإستنشاق العميق لرائحة اليود التي تعشقها . 


نظر لها وتحدث بهدوء مٌبتسماً:

_غيرتي رأيك ونزلتي ليه ؟ 


تهربت بعيناها عنه بإرتباك واكتفت بإبتسامتها التي أشعلت نيران صدره وحدث حاله:

_قوليها مليكة، أراها ف نظرة عيناكي، أري بوادر عشقي تقتحم عالمك ينقصكي فقط أن تٌعلنيها 


أفاق علي صوتها الحماسي:

_ هو أنتَ بتتأخر في شغلك دايماً كده ؟


إبتسم لها وأجاب:

_ لا خالص لما بيكون عندي مأموريات مستعجلة زي النهاردة كده .


سألته بإهتمام:

_بتحب شغلك يا ياسين ؟ 


_جدااااا بحبه فوق ماتتخيلي..جملة نطق بها بحماس . 


وأكمل بتفاخر:

_ لذة فظيعة وإنتي كاشفه كل إللي حواليكي وعارفة خباياهم  ، إحساس إنك مٌلمه بكل الأشياء وعندك دراية بكل إللي بيحصل حواليكي إحساس بيديكي ثقة ويحسسك بالتميز والقوة .


كانت تنظر لهٌ بإستغراب مضيقة العينان وتحدثت بإعتراض:

_غلط جداً علي فكرة ،ايه اللذة ف إنك تبقي عارف خبايا إللي حواليك وأسرارهم ! ده من كرم ربنا علينا إننا مابنعرفش ايه إللي جوه نفوس إللي حوالينا لينا علشان نفسنا تفضل صافية من ناحيتهم وتسود بينا الرحمة والمحبة .


قهقه عالياً ثم نظر لها وحدثها بطريقة عقلانية:

_الكلام ده بين البشر العادية يا مليكة، الدول ليها مقاييس تانيه خالص ،لازم الدولة تبقي قوية وعين رجالتها مُلمة لكل أحداث العالم، لازم دايماً متديش الأمان لأي حد مهماً كان قريب منك، ولا تدي ضهرك لحد وأنت مطمنه وإلا وقتها هتلاقي الطعنة راشقة ف مقتل 


ونظر لها بإهتمام وأكمل بتأكيد:

_وعلي فكرة بقي الكلام ده ينطبق كمان علي الاشخاص.يابنتي إحنا بقينا ف زمن صعب الأخ بيقتل أخوه والأم بتقتل ولادها ،

إحنا في زمن كله فتن إلا من رحمَ ربي نصيحة مني ماتديش الأمان الكامل لحد دايماً خلي جواكي حتة ذكاء وحرص من إللي قدامك حتي مع أقرب الناس ليكي إنتي بس إللي هتقدري تحمي نفسك واللي بتحبيهم  .


كانت تنظر له بإعجاب من حديثه وأٌفقهِ الواسع تحدثت بإبتسامة:

_كلامك صح علي فكرة بس أنا يمكن علشان مبخرجش ولا بتعامل مع العالم الخارجي فمعنديش المشكلة دي ، كل إللي حوليا واثقة جداً فيهم، وبعدين دول أهلي أكيد مش هيأذوني .


نطق ياسين بنبرة صوت جادة:

_حتي الأهل يا مليكة، لازم تخلي بالك منهم كويس وتفهمي تفكير الخبيث منهم علشان وقت الجد تكوني سابقة تفكيرهم بخطوة وتهجمي بدل ماتكوني ف خانة الدفاع .


ضيقت عيناها بإستنكار لحديثه الغير مقنع لها .


ضحك هو وتحدث:

_مستغربة كلامي ومش متقبلاه مش كده ؟

أكملَ مٌتحدياً إياها:

_أنا بقا هثبت لك إن نظريتي هي إللي صح وبأمثله ومواقف من حياتنا نفسها .


فاكرة اليوم اللي قعدنا فيه مع العيلة يوم توزيع الميراث، تفتكري القعدة دي أنا مكنتش عامل حسابها قبلها بشهور ،وعلي فكرة بقي كنت متوقع كل إللي اتقال ومجهز الرد 


ثم زفر بضيق وتحدث:

_بعد وفاة رائف بفترة صغيرة وليد ونرمين راحوا البنك كل واحد لوحده طبعا ،وسألوا علي أرصدة رائف الله يرحمه ورصيدك إنتي وعمتي والولاد .


ثم نظر لها بتأكيد وأكمل:

_وليد بيه كان بيطمن علي الأرصدة ولما إتطمن قرر إنه يتجوزك علشان يستولي علي مغارة علي بابا إللي رائف ساب بابها مفتوح .


نيجي بقي لنرمين هانم إللي رسمت خطة هي كمان،  وخطتها كانت إنها تاخد الوصاية علي الولاد وتخلي طارق يجهز لها مكتب هي وجوزها وتستولي بيه علي حصتك إنتي والولاد وعمتي ويسرا وترمي لكم إنتوا الفتافيت أخر كل سنة


 وأستطرد شارحاً:

_ أنا بقا قريت أفكارهم كلهم وكنت مراقب تحركاتهم وأنا قاعد ثابت في مكاني وسبتهم يتحركوا ويخططوا سنة بحالها وقبل التنفيذ قعدت مع طارق والباشا واتفقنا علي كل حاجة


واسترسل: 

_علي فكرة حتي بيع حصتها كنت عامل حسابه،  علشان كده ضيقنا عليها الدايرة في القاعدة وقفلنا كل الأبواب في وشها لحد ماخلناها هي بنفسها إللي تطلب تبيع حصتها، وبكده خلصنا من وجودها في الشركه وللأبد .


كانت واقفة مٌتسمرة تنظر له ببلاهة وعينان مٌتسعة وفاهٍ شاغرة غير مستوعبة حديثه الصادم لها ولبرائتها 

تحدثت بشرود وتيهة:

_إنتَ بتقول إيه يا ياسين؟ معقول إللي إنتَ بتقوله ده يكون صحيح !


ثم أشارت بسبابتها علي حالها بشرود:

_للدرجة دي أنا غبية ومش شايفه إللي حواليا كويس ؟ 

للدرجة دي الناس نفوسها بقت ضعيفه ،طب ليه؟


هو وليد ده مش المفروض عمهم والمفروض كمان هو إللي يحافظ ويخاف عليهم وعلي مالهم ؟ 


وأكملت بتيهة:

_ونرمين معقول تعمل كده! وأنا إللي من غبائي كنت فكراها طالبة الوصاية علشان خايفة علي ولاد رائف وعايزه تحميهم. 


ثم نظرت له وتحدثت بنبرة صوت حزينة :

_ياااااه يا ياسين ،قد إيه أنا طلعت غبية . 


إقترب عليها وأمسك كفيها واحتضنهم برعاية وتحدث بحنان وهو ينظر لعيناها:

_ إنتي مش غبية يا مليكة إنتي نقية وروحك نضيفة في وسط عالم معظم نفوسهم بقت ملوثة ومريضة بالطمع،

علشان كده بقولك مش عاوزك تثقي في حد لدرجة الإطمئنان 


وأكملَ مٌطمئناً إياها :

_علي العموم أنا مش عاوزك تخافي وطول ما أنا جنبك مش عاوزك تقلقي من أي حاجة ، أنا سندك وحمايتك إنتي والولاد ولازم تتأكدي إن طول ما أنا عايش عمري ماهسمح لأي مخلوق علي وش الأرض إنه يقرب منك أو يحاول يأذيكي .


كانت تنظر لعيناه وهي تستشعر بهما الصدق والحب،  تذكرت إهتمامه بها وبأطفالها ، 

تذكرت كل مواقفه المساندة لها ،


وبدون مقدمات إقتربت عليه واحتضنته متعلقة برقبته وحاوطته بذراعيها تحت ذهول ذلك الواقف مٌتخشب الجسد مٌتسمر بمكانه وكأن عالمه توقف بهذة اللحظة ، كاد أن يلف ذراعيه حول خصرها ويقربها منه، لكن تحطمت أماله وهي تبتعد عنه وتنظر له بعيون خجلة وشاكرة بنفس الوقت  

وتحدثت:

_ أنا أسفة يا ياسين، أسفة علي كل لحظة جرحتك فيها بكلامي ،أسفة إني ظلمتك وإنتَ إللي كنت طول الوقت خايف عليا وعلي أولادي وواقف جنبنا .


تحمحم لينظف حنجرته عله يستطيع إخراج صوته وبالفعل تحدث:

_أنا مش بحكي لك الكلام ده علشان تتأسفي أو علشان تخافي وتقلقي يا مليكة، بالعكس انا بحكي لك الكلام ده علشان أقويكي وأخليكي تاخدي بالك من كل إللي حواليكي ،فهماني يا مليكة ؟ 


أومأت لهٌ رأسها بطاعة وابتسامة شكر .


تحركا من جديد وإذا بها تحتضن حالها وتتأفأف من شدة الصقيع نظر لها وتحدث بحنان:

_بردانه ؟ 


هزت رأسها بإيجاب وهي تفرق يديها ببعضها علها تدفئها بهذا الإحتكاك ،

وقف من جديد وأمسك يديها وجدها باردة رفعهما علي فمه وبدأ بالزفير بهما علها تشعر بسخونة أنفاسه ويدفئها، ثم خلع عنه معطفهِ وألبسها إياه بحنان تحت سعادة هائلة تمالكت منها وهي تري إهتمامه وعشقه الذي ينبعث من عيناه  


نظر لها بعيون هائمة وتحدث:

_أحسن ؟

إبتسمت لهْ وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت بنعومة:

_الحمدلله .

أكملَ هو:

_ طب يلا بينا علشان ماتبرديش تاني .


وافقته وتحركت بجانبه وإذ به يحاوطها بذراعه محتضناً إياها برعاية وهو يتحرك بجانبها ، إقشعر بدنها بالكامل ولكن هذه المرة ليس نفوراً بل فرحاً ،تملكت السعادة من قلبها وتحركت معه تحت رعايته مٌستسلمه لدفئ أحضانه الحانية♡ 


فهل ستستسلم مليكة لعشق ياسين وتدع عشقهٌ يتغلغل داخلها ؟

أم أن قلبها مازال حائر بين ثنايات الماضي والحاضر ؟

وهل ستضحك لها الأيام من جديد وتعود بسمتها لقلبها ؟ 

أم أن مازالَ للحزن بقية ؟

#رواية ☆#قلوب_حائرة

#بقلمي_روز_آمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل التاسع عشر

                  🦋 #البارت_التاسع_عشر 🦋 


صباح اليوم التالي علي التوالي


أفتحت عيناها بتثاقل وتمللت فوق فراشها بدلال إنثوي،

وبدون مقدمات إبتسمت حين تذكرت حديثها معه ليلة أمس إعتدلت وجلست وهي تتمطئ بتكاسل ،


جائت عيناها علي ذلك المعطف الموضوع علي حافة تختها، مدت يدها وتذكرت حين أوصلها لباب المنزل جائت لتخلعه عنها وتعطيهِ إياه وكيف رفض هو 

وأمسك يدها بحنان وقال بدعابة كعادته:

_إتركيهِ أرجوكِ علهٌ  يدفئكي وينال ما أُحرَم أنا منه  


إبتسمت وأمسكت المعطف وقربته من أنفها لتشتمه وإذا بها تٌغمض عيناها وتأخذ شهيقاً علها تشتم به رائحتهٌ المٌميزة التي باتت تتقبلها وتشتاقها ،


دق قلبها بسعادة ولكنها أفتحت عيناها سريعً وهزت رأسها بإستنكار لتلك الأفكار الشاذةِ بالنسبةٍ لها ،


ألقت بالمعطف فوق المقعد وذهبت إلي الحمام توضأت وأدت صلاة الضحي وارتدت ملابس مناسبة للجلوس بها داخل الحديقة وكادت أن تتحرك للنزول للأسفل لكن أوقفها رنين هاتفها الذي كان بجيب بنطالها الفضفاض 

نظرت به وإذ بقلبها ينبض حين رأت إسمه ، إبتسمت وأجابت علي الفور :

_ صباح الخير .


تحدث بصوتٍ هائم مٌغازلاً إياها بكلماته:

_أول ما لقيت الشمس طلعت فجأة ونورت  قولت أكيد مليكة فتحت عيونها الحلوة علي الدنيا ونورتها  


خجلت من كلماته وابتسمت وتحدثت بنبرة صوت خجلة:

_ ميرسي علي المجاملة الحلوة دي .


أجابها وهو ينظر من نافذة مكتبه ناظراً للسماء مٌبتسماً :

_ إنتي شايفه إنها مجاملة ؟ 


ضحكت بإنوثة أثارتهْ وتحدثت:

_ مشيها مجاملة علشان خاطري .

أجابها بصوتٍ حنون:

_أنا علشان خاطرك أعمل أي حاجة يا مليكة 


إبتسمت بخجل وأخذ قلبها بالخفقان وصمتت 

شعر بخجلها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة وتحدث بإهتمام:

_فطرتي  ؟ 


هزت رأسها وكادت أن تٌجيبهْ إستمعت لدقات فوق باب جناحها  فتحدثت:

_ثواني يا ياسين خليك معايا هشوف مين علي الباب . 


توجهت للباب وفتحته وجدت مٌني التي تحدثت بإستعجال:

_صباح الفل يا ست مليكة .

أجابتها مليكة بإبتسامة:

_صباح النور يا مٌني .


تحدثت مٌني من جديد:

_ ست ثريا وست يسرا بيستعجلوا حضرتك علشان الفطار ومستنيين حضرتك ف الجنينة . 

أجابت مليكة:

_أوك يا مٌني أنا نازلة حالاً .


نظرت مٌني إلي الهاتف وتحدثت بفضول:

_ هو حضرتك بتكلمي والدة سعادتك ولا الست سلمي ؟ 


كان ياسين يستمع للحوار إبتسم وهز رأسهِ يائساً من أفعال عميلتهٌ الغبية وتدخلها المٌستفز لمعرفة المعلومات التي تعطي لهٌ بها تقريراً يومياً .


نظرت لها مليكة بإستغراب من تلك المٌتحشرة وتحدثت بنبرة حادة:

_إنزلي قولي لماما إني نازلة حالاً .


أغلقت الباب وعادت للحديث مرةً أٌخري إلي ياسين فبادر هو بالحديث:

_ إنزلي إفطري ونبقا نتكلم وقت تاني .

أجابته بإبتسامة:

_تمام ، باي باي يا ياسين .


وأغلقت هاتفها وتحدث هو:

_ أووووف ، يالك من مِسكين أيها الياسين . 

_____________


أخبر ياسين يسرا و نرمين 

أنهٌ تم إنتهاء الأمر الذي أزعجهما طيلة خمسة أيام ماضية وأخبرهما أيضاً أنهٌ قد تخلص من الفيديو والداتا ،

وأيضاً جميع الأجهزه الموضوع عليها وأصبح لا أثر لهٌ علي الإطلاق،  

ولكنه بالفعل لم يٌخبرهٌما أنه إحتفظ بنسخة علي هاتفهِ الشخصي،

حقاً أنه منع حاله وحارب فضوله من أن يشاهد ما يحتويه ذالك الفيديو  لكن بحكم وظيفته وما إكتسبهٌ منها لم يتمالك من حاله ويمنعها علي أن لا يحتفظ بنسخه لنفسه، حفظها دون معرفة ما تحتويه من حديث  

وقد أطلق سراح المهندس وائل وإرجاعه لمنزله بعد خمسة أيام ذاق بها جميع أنواع الإرهاب المادي والمعنوي  والضرب المٌبرح وأجبرهٌ علي أن يضع إستقالته فور خروجه بين يدي طارق دون ذكر حرفٍ واحد مما حدث،


أما سٌهي السكرتيرة فقد إستدعاها ياسين وأخبرها بما فعل وائل وكيف إستغلها ؟وأمرها بتقديم إستقالتها فوراً دون إخبار طارق بما جري وإلا ستتعرض للمسائلة القانونية لخيانتها للأمانة وبَوْحِها بأسرار العمل  وبالفعل إمتثلت لحديثه ونفذته كما طٌلب منها . 

وأٌغٌلق هذا الملف المٌزعج للأبد ، أو هكذا تَخيَلا ثلاثتهم . 

                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


بعد عدة أسابيع أخري .

مازال ياسين يحاول التقرب من مليكة ، تارة يري بأعينها رغبة بغرامه، وتارة أٌخري يراها تقابل جميع محاولات تقربه منها بالتصدي ومازال صابراً عليها .


دلف للداخل وجد ثريا تجلس في البهو تحمل أنس وبجانبها ساره إبنة يسرا ،

ألقي السلام وردتهٌ ثريا بإبتسامة مٌشرقة  

وما أن رآهٌ أنس حتي تهللت أساريره وصاحٌ بحماس:

_عمو يااااسين ♡


إلتقطهٌ بخفة من أحضان ثريا وانهال عليهِ بالقبلات المٌتلهفة:

_ يا قلب عمو ياسين  وروحه وحياته كلها وحشتني يا أنوس ♡


نظر لهٌ الصغير وتحدث من بين ضحكاته وسعادتهٌ:

_إنتً كمان وحشتني كتيرررررر ♡ 


تحدث ياسين بسعادة وهو يشتم رائحتهْ ويحتضنه:

_ يا حبيبي يا قلبي إنتَ  .

نظر ياسين إلي ثريا السعيدة وتحدث:

_ أقعد هنا مع نانا وأنا هطلع أجيب حاجة من فوق وأجي علشان أخدك إنتَ ومروان وحمزه وياسر وأمير ونروح كلنا الملاهي نلعب سوا  .


هلل الطفل وصفق بيداه بسعادة . 

تحدثت ثريا بإبتسامة رضا:

_ربنا يخليك ليهم يا حبيبي . 

نظر لها ليعطيها الطفل وتحدث:

_ويخليكي لينا يا حبيبتي بعد إذنك هاطلع أجيب ورق كٌنت ناسيه فوق . 

إبتسمت لهٌ وتحدثت :

_طب يا حبيبي أقعد أشرب فنجان قهوة معايا علي ما مليكة تخلص أصل البنات معاها فوق بيعملولها جلسة مَساجْ .


سال لٌعابهْ علي الفور وارتبكَ بوقفته هز لها رأسه بإيماء،

وجلس وتحدثَ لها بنبرة جادة ليٌخفي مابداخله:

_وإنتي ماأخدتيش جلسه ليه يا حبيبتي علشان ضهرك وكتفك إللي بيوجعك ؟

أجابتهٌ بوجهِ بشوش :

_هاخد يا ياسين بس قولت مليكة تخلص الأول . 

تحدثت ساره بعفوية:

_ أصل طنط مليكة بتعمل جلسة حمام مغربي وده بيحتاج وقت أكتر وتجهيزات علشان كده نانا قالتلها تطلع هي الأول .


إرتبكَ بجلستهِ واهتزت يدهٌ وهو يتناول فنجان القهوة من يد عَلية التي أتت للترحاب به،

فما كان ينقصهٌ سوي حديث سارة البرئ ،

فلقد أشعلت نيران جسده بالكامل بتلكَ الكلمات البسيطة.

نظرت لهٌ ثريا عندما رأتهٌ مٌرتبكاً فقد فسرت إرتباكه علي أنهٌ إستعجال منه فتحدثت:

_لو مستعجل علي الورق مٌمكن أخلي سارة تطلع تجبهولك ؟


أجاب سريعاً:

_ لا خااالص ،

ثم وعي علي حاله وأكمل بتعقل:

_أصل أنا شايل الدوسيه في مكان مٌعين، وفيه ورق مهم جداً جواه،

أخاف يوقع منه حاجة وسارة جيباه .


هزت رأسها له بتفهم، وأكملا إحتساء قهوتهما  . 


بعد مدة نزل فريق العمل ودلفت معهم ثريا لغرفتها 

وصعد هو علي الفور،

طرق علي باب الغرفه ودلف سريعاً وجدها تخرج من المرحاض ترتدي رِداء الحمام( البرنس ) وتضع حول رأسها منشفة  ، 

كانت جذابة للغاية وجهها يشعٌ إحمراراً وتوهج من أثر سِخونة الجلسة وبشرتها ملساء وشفتاها آه من شفتاها كانت كلون الكرز .


نظرت لهٌ بخجل وتحدثت بتلعثم:

_ياسين عاوز حاجة ؟ 

إقتربَ منها بعيون مٌتلهفة وهي تتراجع للخلف حتي إلتصقت بالحائط ،

وقف أمامها وتحدث بمراوغة وهو ينظر لها بعيون هائمة:

_ واحد داخل أوضته إللي فيها مراته تفتكري هيكون عاوز أيه ؟ 


إبتلعت لٌعابها بتوتر وتحدثت بصوتٍ مٌترجي:

_ياسين من فضلك إبعد . 


وضع يداه علي الحائط محاوطاً إياها ومرر لسانه فوق شفتاه وتحدث بتسلي :

_مش هاأقدر يا مليكة .


أخذ صدرها يعلو ويهبط برعب وتحدثت بتلعثم:

_مممم  من فضلك يا ياسين ما يصحش كده ، أرجوك إبعد .


إبتسمَ بتسلي ثم رفع يداه للأعلي بإستسلام وتراجع للخلف وتنهدت هي وابتلعت لٌعابها 

وتحدث هو مٌبرراً أفعاله مٌراوغاً إياها:

_هو أنتي الواحد مايعرفش يهزر معاكي خالص دايماً تاخدي المواضيع جد كده .


حزنت بداخلها وحدثت حالها:

_دٌعابة! أكانت أفعالك منذ قليل مجرد دٌعابة؟

يا لكَ من وقح .


وأكمل هو بنبرة جادة وهو ينظر إليها:

_حلوين أوي البنات دول وشكلهم مٌتمكنين من شغلهم .


أجابتهٌ بهدوء بنبرة صوت خجلة:

_هما فعلاً  كويسين .

نظر لها وتحدث بنبرة صوت جادة:

_ طب ما تديني رقم المركز علشان عاوزهم يعملولي جلسة . 


نظرت لهٌ بإستغراب وتسائلت:

_ليك إنتَ ؟

هز لها رأسه بتأكيد قائلاً :

_أه طبعاً ليا هو مش بردوا المركز ده بيتعامل مع رجالة ؟


هزت رأسها بإيماء وتحدثت بحدة بعض الشئ:

_أه لكن ما وقفت عليهم يعني ؟ ماعندك في المجال ده رجالة كتير  ممكن تتعامل معاهم ،

وأكملت بضيق:

_وعلي فكرة بقي ده حرام شرعاً إنك تخلي ست غريبة عنك تلمس جسمك . 


نظر لها وأجاب بتسلي وغمزة من عينه:

_طب ماتيجي تعمليلي إنتي الجلسة وأهو يبقي زيتنا في دقيقنا ولا ايه يا حرمنا المصون ؟


تحدثت بنبرة صوت حادة غاضبة:

_من فضلك ياريت تبطل إسلوبك ده .


ضحكَ ساخراً وأكمل:

_ إللي هو أيه إسلوبي ده مش إنتي إللي غيرانة ومش حابة ست غريبة تلمس جسمي فاأنا حليتهالك أهو ،

إعمليلي إنتي الجلسة وأهو علي الأقل إنتي مراتي ومش هاخد ذنب،

وأكمل بحديث ذات مغذي وبغمزة وقحة:

_بالعكس ده يمكن ربنا يفك العقدة علي إيد المساج . 


نظرت له بغضب وتحدثت بحدة:

_غيرانة ! هي مين دي اللي غيرانة يا أستاذ ؟

وبعدين ياريت تبطل إسلوبك المٌستفز ده ، إسلوب المراوغة في الكلام ده أنا مبحبوش ، 

وإتفضل أخرج بقا علشان عاوزة أغير هدومي .


ضحك بإستفزاز وذهب ببرود لدرج الكومود وأخرجَ منهٌ ملف ونظر لها بلا مبالاة وتحدث:

_علي فكرة أنا واخد أنس ومروان الملاهي ماتبقيش تقلقي عليهم 

ثم إقترب منها وقال:

_أه وعلي فكره ،


إقتربَ من أذنها وهمس بطريقة أذابت قلبها:

_ شكلك حلو أوي النهاردة  ♡ 


ثم خرج علي الفور وأغلق الباب خلفه بهدوء،

وتركها واقفة كالتمثال هائمة في بحر كلماته ،

جَرت ووقفت أمامَ المرآة تنظر لحالها بسعادة وبدأت تتحسس شفاها ووجنتيها وابتسمت برضا ،

ثم وضعت يدها علي قلبها الذي يدق بسرعة فائقة 

وسألت حالها:

_ أحببتهِ مليكة ؟

هزت رأسها و نفت سريعاً:

_ لا لا ،فقط هو غرور الأٌنثي عندما تستمع لغزل أحدهما نعم هو كذلك وفقط ، 

نفضت تلك الأفكار من داخل رأسها وبدأت في إرتداء ثيابها .

                      ◇◇◇◇◇¤¤◇◇◇◇◇ 


بعد عدة أسابيع أٌخري .


كان موعد زيارة أسرة سالم عثمان لأسرة محمد كامل والد سالي صديقة شريف بالعمل .

كان الحضور علي مستوي الأسرتين فقط للتعارف تمهيداً للخٌطبة 

وقد دعا سالم عثمان ياسين لحضور الزيارة بما أنهٌ أصبح فرداً من العائلة.


صف سيارتهم أمام المنزل،

كانت مليكة تستقل سيارة ياسين نزل من السيارة بكامل أناقتهْ ببدلتهِ السوداء التي ذاتهْ وسامة بشكل مبالغ فيه ،

فتح لها باب السيارة ومد لها يدهٌ ونزلت كملكة ترتدي ثوباً أزرق مع حجاباً أوفويت ، 


نظر لها بإنبهار قائلاً:

_ هو أنتي إزاي حلوه أوي كده ، مش حرام عليكي تخطفي الأنظار من العروسة في يومها .

إبتسمت بخجل وقالت:

_مِيرسي يا ياسين علي المجاملة الرقيقة دي .

نظر لها بعيون هائمة مٌتحدثاً:

_بس دي مش مجاملة يا مليكة  ♡ 

نظرت لهٌ وابتسمت بسعادة خطفت بها قلبه أمسك يدها بتملك تحت سعادتها المٌفرطة ، 


ودلفا للداخل كان الجميع بإستقبالهم،

كان الترحاب علي أعلي مستوي للجميع وبالأخص العقيد ياسين المغربي ،

وبعد الترحاب والحديث وقراءة الفاتحة، كفاتحة خير وإتفاق بين الأسرتين .


تحدث والد سالي:

_ أخبار البلد ايه علي حسك يا ياسين باشا ؟

أجاب ياسين :

_البلد بخير طول ما ناسها واخدين بالهم منها وبيهتموا بيها يا محمد بيه  .

وافقهٌ الجميع الرأي .

وقفت زوجة أخ سالي وهي تنظر إلي ياسين بدلال وتشاور بيدها نحو الحلوي الموضوعة ( الجاتوه):

_ياسين باشا يحب ياخد شيكولا ولا كراميل ؟ 

نظرت لها مليكة بإستغراب وضيق ثم نظرت للجالس بجانبها لتري ردة فعلهْ

فأجاب ياسين دون النظر لها كي لا يعطيها إهتماماً:

_ مٌتشكر جداً لحضرتك مش حابب أخد حاجة حالياً .

هدأت مليكة وتنهدت براحة ، نظر لها إرتبكت وابتسمت وابتسم هو لها . 

تحدثت والدة سالي موجهةً الحديث إلي مليكة:

_مجبتيش أولادك معاكي ليه يا مليكة ،كنا حابين نتعرف عليهم .

أجابتها مليكة بوجهِ بشوش:

_ مره تانية يا طنط الأيام جاية كتير .


تحدثت والدة مليكة:

_الولاد بيحبوا يقعدوا مع جدتهم أصلهم بيحبوها جداً وهي كمان مابتقدرش تستغني عنهم دي بتيجي بيهم عندنا بصعوبة والله . 


أجابتها والدة سالي :

_ربنا يبارك فيهم ويعوضوها خير عن اللي راح ،

أمن الجميع ورائها .

تحدثت سالي بنبرة باردة وهي تنظر إلي مليكة نظرة تقييم:

_شريف حكالي عنك كتير يا مليكة بيتهيألي ممكن نبقي أصحاب .

إبتسمت لها مليكة بوجهٍ سعيد وأجابتها:

_أكيد إن شاء الله هنكون أصحاب إنتي متعرفيش شريف يبقي ايه بالنسبالي ؟

نظرت لها سالي واكتفت بإبتسامة مٌجاملة .


وبعد مده جلس شريف بجوار سالي وألبسها خاتم الخطبة وسط سعادة بالغة منهما ومن جميع الحضور .


بعد الإنتهاء من الزيارة وبعد خروجهم من منزل سالي أحاط سالم إبنتهِ بحنان قائلاً:

_ ما تيجي تباتي معانا يا حبيبتي وحشاني أوي ونفسي أقعد معاكي زي زمان .


إبتسمت لهٌ قائلة بوِد:

_وإنتَ كمان يا حبيبي واحشني أوي لكن للأسف مش هينفع خالص علشان الأولاد . 

وجهَ سالم بصره إلي ياسين:

_خلاص سيادة العقيد يبقي يجبكم  الإسبوع ده وتيجوا تتغدوا معانا ونقضي اليوم كله سوا ، ولا ايه رأيك يا سيادة العقيد؟ 


نظرت لهٌ من داخل أحضان والدها وجدتهٌ مٌبتسماً بسعادة ونظر لها وتحدث:

_ده شرف ليا طبعاً سالم بيه إن شاء الله وقت مليكة ما تؤمر أجيبهم وأجي علي طول .

طار قلبها من شدة سعادتها لما إستمعت منه وباتَت دقات  قلبها تطرق كطبول الحرب ♡


نظرت سٌهير إلي سالم وابتسما لما شاهداه من نظرات ياسين العاشقة لصغيرتهم الغالية. 


تحدثت سٌهير وهي تنظر إلي ياسين بوجهٍ بشوش:

_خلاص يا سيادة العقيد إتفقنا وخلاص هنستناكم . 

تحدث ياسين بإبتسامة:

_إتفقنا حضرتك بس ياريت بلاش سيادة العقيد دي ،

ثم حولَ نظرهٌ بينها وبين سالم قائلاً:

_هو أنا مش زي دكتور سيف ولا ايه ، إحنا خلاص بقينا أهل وياريت بقي تشيلوا الألقاب إللي بينا دي  .


ثم نظر إلي مليكة بإحترام قائلاً:

_ يلا بينا يا مليكة ؟ 

إنسحبت من حضن والدها بهدوء وقبلتهٌ وتبادلت القبلات مع والدتها وودعتهما وصعدت بجانب ياسين وانطلقا معاً . 

جلست بجانبهِ أشعل جهاز تشغيل الموسيقي علي ميوزك غربية هادئة 

نظر لها وتحدث :

_مبسوطة ؟

إبتسمت برقة وأجابته:

_جداً متتصورش فرحانة علشان شريف إزاي وكمان شكلهم بيحبوا بعض أوي . 

تحدث ياسين مٌضيقاً عيناه:

_بس مغرورة شوية البنت ؟

حسيتها متعالية ومغرورة ،نظراتها ،كلامها وردودها علي الجميع ،حتي إبتسامتها تحسيها طالعة بالعافية . 

ضحكت وتحدثت:

_ بطل بقي تبص للناس بعينك المخابراتية بصلهم بعين ياسين . 


أجابها بعيون عاشقة لم يستطع مٌداراة عشقه بهما:

_عيون ياسين مبتشوفش غير مليكة وبس ♡


إنتفضَ جسدها من تأثير كلماته التي تنطقٌ غراماً ونظرت له بعيون تائهة في بحر عيناه وسحر كلماته التي أثرتها ♡ 

هدئ من سرعة القياده وأمسك كف يدها وقربهٌ من شفتاه تحت أنظارها المٌضطربة وقبل كف يدها من الداخل بنعومة وهو ينظر لعيناها هائماً بهما ♡ 


إبتسمت له بسعادة ثم سحبت كف يدها بهدوء وابتسم هو برضي وأكمل قيادته

أما هي فتلمست يدها بعناية وفرحة سكنت عيناها  تحت عيون ذلك المراقب لها من مرآة السيارة بهدوء حتي لا يٌخجلها  ♡ 

           ◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇ 


بعد عدة أيام . 

كانت عائلة عز تجتمع في المساء عند ثريا يلتفون جميعاً  حول مائدة الطعام حيث يتناولون كٌل ما لذَ وطاب من صٌنع أيدِي ثريا ومليكة ويسرا .


كان يجلس بتفاخر حيث يتوسط إمرأتاه ،من الناحية اليمني مليكة التي تجاور ثريا واليسري ليالي .


تحدث عز ناظراً إلي ثريا بإفتخار:

_ تسلم إيدك يا ثريا الحمام تحفة والفريك مفلفل وطعمه خيال طول عمرك أحسن واحدة باكل من أديها الحمام بعد أمي الله يرحمها   

نظرت له وابتسمت بسعادة:

_الله يرحمها بألف هنا علي قلبك يا سيادة اللوا ، بس المرادي لازم تشكر مليكة لأنها هي اللي عملته كله لوحدها من أول الخلطة للحشو للتسوية .

إبتسمت مليكة بخجل وتحدثت:

_بس الطريقة بتاعتك يا ماما والفضل كله يرجعلك بعد ربنا طبعاً.


إبتسم لها ياسين مَادحاً إياها:

_بس التنفيذ هايل يا مليكة وبجد تسلم إيدك .

إبتسمت بوجه مٌشرق وقالت بصوتٍ هادئ:

_ميرسي يا ياسين بالهنا والشفا  .


إمتعضت ليالي بغضب من ماتراه من بدأ تقبل مليكة لوجود ياسين وحديثه معها .


تحدثت جيجي بإطراء:

_طب وبالنسبة لورق العنب مين عمله يا طنط ده بقا لوحده حكاية ؟ 

صدقَ طارق علي حديث زوجته:

_لا بجد فظيع ورق العنب يا جيجي أنا كٌنت لسه هعلق عليه .


أجابتهم يسرا:

_ ده بقا عمل جماعي الكل إشترك فيه، عَلية سلقت الورق ،ومليكة عملت الخلطة وأنا وماما ومليكة حشناه ، وماما هي اللي أشرفت علي تسويته .

تحدثت منال بابتسامة في محاولة لإصلاح ما أفسدته طيلة الشهور القليلة الماضية:

_ طول عمرك نفسك هايل في الأكل يا ثريا ،بجد الأكل طعمه حلو أوي تسلم أيدك ويسلموا إديكم يا بنات .


سعدت ثريا لتلك المبادرة وابتسمت قائلة:

_بألف هنا يا منال مٌتشكره جداً .

نظرت أيسل إلي ليالي وتحدثت:

_مش بتاكلي ليه يا مامي ده الأكل حلو أوي ؟ 

تحدثت ليالي بضيق وكبرياء:

_ أكل ايه بس يا حبيبتي الأكل كله "Calories " ده ممكن ينسفلي الرجيم ويبوظ جسمي .

إبتسم ياسين وتحدث ساخراً:

_ معلش يا روحي كلي وابقي إشربي شاي أخضر بعد الأكل  .


نظرت لهٌ بغضب وتحدثت ثريا :

_خدي شوربة خضار وكٌلي رومي وملوخية يا ليالي الرومي أنا عاملاه في الفرن ومفيهوش أي دهون نهائي . 


ثم نظرت إلي عز وتحدثت بنبرة صوت جادة:

_ علي فكرة يا سيادة اللوا حسن أخويا كلمني من أسوان النهاردة وقالي إنه حجزلنا طيران الأسبوع ده أنا ويسرا ومليكة والأولاد عاوزنا نقضي معاه أجازة نص السنة هناك .

تحدث عز ناظراً لها بوجهٍ بشوش:

_أنا عارف يا ثريا ما أهو كلمني بعد أذان العصر علشان يعرفني،

وكمان عزمنا لكن أنا إعتذرت علشان شغلنا أنا وياسين وطارق ،

وأكملً بحنان:

_روحوا وانبسطوا يا ثريا ،إنتي من زمان ما خرجتيش من إسكندرية أهي فرصة تغيري جو إنتي والأولاد .

كان يراقب وجوه الجميع وحديثهم بغضب ثم نظر للجالسة بجانبه مستجوباً إياها:

_ إنتي كنتي تعرفي موضوع السفر ده ؟ 

تلعثمت بالرد:

_ ماما قالتلي النهاردة وكٌنت ناويه أقولك بعد العَشا .

حدثها بنبرة ساخرة قائلاً بهدوء:

_بعد العَشااااا أمم كويس والله . 

إرتبكت وبدأت دقات قلبها بالتخبط خوفاً من غضبهٌ العارم لكنه صمتَ . 

فتحدثت ثريا بإيضاح موجهةٍ بصرها إليه:

_الموضوع جه فجأة يا ياسين ومليكة كانت ناويه تستأذنك الأول لكن أنا قولتلها ياسين أكيد هيوافق علشان الأولاد .


نظرت لها ليالي بإستعلاء وتحدثت بطريقة غير لائقة:

_ ماخلاص يا طنط حضرتك بتبرري ايه ياسين سأل مجرد سؤال عابر ، لكن الموضوع كله لايعنيه بشئ وميستحقش الحوارات والتبريرات دي كلها .


نظر لها بغضب وتحدث بنبرة حادة:

_وإنتي بأي حق تتكلمي بإسمي ،لا وكمان دخلتي جوه نيتي وعرفتي أقصد ايه ومقصدش ايه ماشاء الله عليكي يامدام  ،


ثم حول بصره إلي ثريا مٌتحدثاً بنفس الحدة:

_المفروض يا ماما الهانم قبل ما تدي لحضرتك موافقتها كانت تستأذن جوزها الأول،

وكان من الأولي إن عمي حسن يتصل بيا يستأذني قبل ما يحجز تذكرة الطيران لمراتي، مش دي الأصول ولا ايه ؟

تحدث عز مٌهدئاً ياسين:

_خلاص يا ياسين حصل خير ، ،عمك حسن يبقي إبن عمي وأخويا مش غريب هو علشان يستأذن قبل ما يحجز تذكرة لمرات إبن أخوه . 

تحدثت ثريا بنبرة صوت خجلة:

_ لو زعلان يا ابني أنا مٌمكن ألغي السفرية كلها ؟

أجابها ياسين بنفي:

_لا طبعاً يا ماما مش زعلان أنا بس إتفاجأت وأنا مبحبش النوع ده من المفاجآت .


تحدثت منال بسعادة:

_خلاص طالما هما هيروحوا أسوان إحنا كمان نسافر شرم زي ما كنا مقررين يا عز . 

تحدث طارق مٌعترضاً:

_إحنا مش هنسافر لأي مكان من غير مروان وأنس يا ماما . 

صدق عز بتأكيد علي كلام طارق:

_إحنا إتفقنا علي سفرنا كٌلنا يا منال لما يسافروا ويرجعوا بالسلامة  يبقي نحجز إن شاء الله ونسافر كلنا .


زفرت منال وحزنت بداخلها هي وليالي ولكنهما لم يٌظهروا هذا الضيق للعلن . 

                    ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


بعد العشاء جلستا العائلتان بهدوء يحتسون القهوة وقضوا سهرة عائلية هادئة وبعد منتصف الليل تفرقَ الجميع وذهب كٌلٍ إلي مكانه ، دلفت مليكة إلي الإستراحه الموجودة بالحديقة حيث كانت جلسة العائلة لتبحث عن هاتفها ،

دلفت سريعاً وجدت ليالي بأحضان ياسين بوضع حميمي ،حيث كانت ترتمي بأحضانه وهو محتضن خصرها بتملك وكادا أن يقبلا بعضهما ،


تحمحمت مٌعتذرة بخجل وهي تنظر للأسفل:

_ أنا ،أنا أسفه بس أصل نسيت الفون بتاعي وجايه أخده .


إرتبك ياسين حين رأها وأبعد يداه عن ليالي وابتعد عنها بجسده مما أغضب ليالي ،

نظرت مليكة علي المقعد التي كانت تجلس عليه وجدت هاتفها بالفعل إلتقتطهٌ سريعاً وخطت لتخرج ،


لكن أوقفها ياسين:

_مليكة ممكن بعد إذنك تعمليلي فنجان قهوة وتطلعهولي معاكي وأنا هوصل ليالي للفيلا وأجيلك حالاً .


إبتلعت لعابها بصعوبة وأجابتهٌ وهي مازالت تواليهِ ظهرها:

_حاضر بعد إذنكم .


توجهت لهٌ ليالي بغضب وتحدثت:

_مٌمكن أفهم بقي سيادتك ليه بعدت عني لما الهانم دخلت ؟ 

أجابها ياسين بضيق:

_أمال كٌنتي عاوزاني أعملك ايه ؟

هو خلاص ما بقاش فيه حياء نهائي ؟ 


نظرت لهٌ ليالي بشك وتحدثت:

_أمورك مش عجباني يا سيادة العقيد معرفش ليه مش مرتحالك ؟


أجابها ياسين بحنق وضيق:

_ليالي إطلعي من دماغي علشان مش نقصاكي، ويلا قدامي علشان تروحي علشان أطلع أنام أنا كمان 

عندي شغل بكرة ومش فاضي لدماغك الفاضية دي .


أوصل ليالي وبعد بضعة دقائق صعد لجناح مليكة وجدها تجلس علي مقعد مجاور للشرفة وتمسك بجهاز اللابتوب تتصفحه .

إبتسم لها وتحدث بود:

_إوعي تكوني شربتي قهوتك من غيري ؟

لم تٌعير دخولهٌ أية إهتمام وأجابت ببرود دون النظر له:

_ أنا معملتش قهوة ليا أساساً .


نظر لها مٌضيقاً عيناه ،وقوس فمهٌ بتسلي عندما شعر بغيرتها مما أسعد قلبه وتحدث:

_إنتي فيه حاجة مزعلاكي ؟ 

نظرت له بضيق وتحدثت بنبرة حادة وعيون غاضبة:

_وأنا ايه بقى إللي هيزعلني إن شاء الله ، إنتَ عاوز تزعلني بالعافية . 

إبتسم لها وتحدث:

_ طب إهدي مالك عصبية أوي كده ليه ؟

زفرت بضيق ومازالت تنظر بشاشتها 

حين أكمل هو بصوتٍ حنون:

_ مليكة بٌصيلي .


تأثرت بنبرة صوته ولان قلبها وهدأت تشنجات جسدها من مجرد لينْ صوته ثم رفعت بصرها لهٌ وهي تضم شفتاها ببعض الغضب .

إبتسم لها وتحدث بهدوء:

_مبحبش أشوفك مكشرة كده يلا إضحكي علشان الدنيا تنور ♡ 


إبتسمت رغماً عنها وبدأ صدرها يعلو ويهبط، 

سحب مقعد وجلس بمقابلها وبدأ بإحتساء قهوته بتلذذ قائلاً:

_ مع إنها بردت بس كفاية إنها من إيدك ده لوحده يشفعلها . 

تحدثت بعيون مٌشرقة ومسحورة من تأثرها بكلماته:

_تحب أنزل أعملك واحدة تانية ؟


تحدث بسحر وهو ينظر داخل مِقلتيها:

_ لاء مش عاوز أتعبك .

وقفت سريعاً بنشاط وتحدثت بسعادة:

_مفيش تعب خالص بالعكس هنزل أعملك فنجان بسرعة وأجي . 

أجابها بعيون هائمة:

_لو هتشربي معايا يبقى تمام لكن ،

لم يٌكمل جملته أكملت هي بسعادة:

_ تمام هشرب معاك .

وابتسمت وتحركت للأسفل بسعادة . 

إبتسم هو بسعادة وحدث حاله:

_هانت ياسين  هانت ♡ 

أحضرت القهوة وجدتهٌ يستمع إلي فيروز ""كيفك إنتَ ""

إبتسمت لأنها تعشق تلك الغنوة وتحدثت:

_ قهوة وفيروز إيه السلطنة دي كلها ؟


إبتسم لها وجلسا معاً يحتسيا القهوة بهدوء ونظرات عاشقه مٌتبادله من الطرفين دون حديث . 


بدأ ياسين يشعٌر بتجاوبها معه من نظرة عيناها وتقلباتها وإنفعالها عليه حين تغار ولكن قرر أن يلعب معها لعبة حرب الأعصاب ليسحبها لعالمه برغبتها لا عنوةٍ عنها .

بعد مده تحدث هو:

_ مش هتنامي ؟ 

تحمحمت بخجل وقالت بصوتٍ ناعم:

_أه هنام طبعاً ، تصبح على خير .

تبادلا الإبتسامات ،

ثم ذهبت لتختها وذهب هو أيضاً بعدما أطفئ الأنوار ،

وما أن جلس فوق أريكتهٌ حتي إنكسرت أرجل الأريكة وتسطحت الأريكة أرضاً ،

إنفزعت مليكة وتحركت برعب من تختها وضغطت زر الإنارة ثم تحركت سريعاً حتي وقفت بجانبه وجدتهٌ ينبطح هو وأريكتهٌ أرضاً في مشهد يدعوا للسخرية.


ضحكت وقهقهت من أعماق قلبها ثم أشارت بيدها مٌعتذرة من بين ضحكاتها:

_سوري ، أنا أسفه بجد بس بصراحة شكلك مسخرة أوي .

ثم تابعت القهقهة مرةً أٌخري .


أما هو مازال مٌنبطح ومتقوقع داخل التخت وهو ينظر لها بغيظٍ مٌصتنع:

_ لا والله ،مبسوطة أوي حضرتك ده بدل ما تمدي إيدك تخرجيني من وسط الأنقاض  .

كتمت ضحكتها عنوةَ عنها وتحدثت:

_ده ايه المبالغة الأوفر إللي إنتَ فيها دي؟

أنقاض مره واحدة ! دي مجرد كنبة حضرتك مش عمارة

وأكملت ساخرتاً:

_وبعدين دي تبقي عيبه في حقك يا ملك المخابرات لما واحده مسكينة زيي تمدلك إيدها وتساعدك  .  

ثم نظرت لهٌ بشك وتسائلت :

_بس هي إزاي الكنبة إنكسرت بالسهولة دي ؟

دي ماما جيباها من أفخم محلات الأثاث في إسكندرية كلها وكمان نوعها كويس جداً  ،يبقي إزاي ؟


تحدث بثقه :

_إنتي كمان هتعترضي علي القدر دي إسمها قدريات ،أي حاجة ليها عمر زيها زي الإنسان بالظبط لما أجلها بيحين يبقي ما ينفعش وقتها نقول ليه وإزاي ولا ايه يا عبقرية زمانك ؟ 


مطت شفتاها ورفعت كتفيها بإستسلام قائلة:

_كل شيئ مٌمكن ،بس كده من حقنا نقدم بلاغ لحماية المستهلك في المحل ونتهمهم بالغش التجاري . 


أسند بيده علي الأرض ووقفَ وهو ينفض يداه قائلاً:

_ مش مستاهله يعني كل ده دي مجرد كنبة وإتكسرت ، 

ثم نظر لها بتساؤل:

_ السؤال المهم دلوقتي ،أنا هنااااام فين ؟ 


رفعت كتفيها بلا مبالاه، ثم نظر هو لتختها وابتسم  . 

جحظت عيناها وتحدثث بإستنكار:

_لاااااااااا إنسي، ده لا يمكن يحصل أبداً . 


تحدث بإستسلام:

_لو قدام سيادتك حل تاني قولي لي عليه ؟

تحدثت بحنق وضيق:

_ ياسين ما تهرجش . 


ثم نظرت علي الأرض وتحدثت بجدية:

_إفرش هنا ونام دي كلها ليلة إتحملها لحد ما نبعت بكرة نجيب كنبة غيرها . 


نظر لها بعيون مٌستعطفة:

_طب وأهون عليكي أنام علي الأرض في البرد ده ، إيه، قلبك مش هيوجعك عليا ؟ 


نظرت له بضيق وهي تدق بأرجلها علي الأرض بحركة طفولية:

_ يااااسين .

تحدث بهيام:

_يا عيونه . 


تحدثت بنبرة حائرة مٌتسائلة:

_وبعدين معاك يا ياسين، كل شوية بتقرب أكتر عاوز، توصل ل إيه بالظبط ؟ 


أجابها بحنان:

_وإنتي ليه خايفة من القرب يا مليكة؟ 


تحدثت بدموع مٌتحجرة داخل عيناها:

_علشان مينفعش يا ياسين ،مينفعش وإنت عارف كده كويس أوي .


أشار لها بيده ليحسها علي الصمت:

_شششششششش ، بلاش يا مليكة أنا مبسوط النهاردة وعلشان خاطري متنكديش عليا ،

ثم إقترب عليها وأمسك يدها وسحبها لتختها وتحدث:

_نامي يا مليكة، نامي وخليني أنام جنبك علشان بجد تعبان وعندي شغل مهم بكرة . 


إبتلعت لعابها من مجرد الفكرة ثم ذهبت لتخته وأحضرت وسادتهْ ووضعتها بمنتصف التخت .

نظر لها بإستنكار وتحدث مٌعترضاً:

_وده يطلع ايه ده كمان إن شاء الله؟ 


وضعت يدها تتوسط خصرها وتحدثت بتشرط:

_هو ده إللي عندي يا إما تتفضل تنام علي الأرض . 


تحدث سريعاً:

_ خلاص، حاضر حاضر موافق ، أه يا ياسين يا مغربي علي أخر الزمن تيجي حتة عيلة وتتحكم فيك بالشكل ده . 


نظرت له بحنق وصاحت بغضب مٌصتنع:

_نعم بتقول إيه حضرتك، هي مين دي إللي عيله ؟ 

تحدث سريعاً:

_ أنا، أنا اللي عيل يا مليكة ممكن ننام بقي ؟ 

هزت رأسها بموافقة ورضا وتحدثت:

_أيوه كده إعدل كلامك .


إندثرت تحت الغطاء ووضعت رأسها فوق الوسادة في مقابلته والتقت عيناهما في لحظات عاشقة كان ينظر لها بهيام أربكها وحرك مشاعرها، ذابت داخل سحر عيناه لدقائق معدودة إبتسم لها بحب ونظرات هائمة تنطقٌ عشقاً ،

خجلت هي من نظرته وسحبت عنهٌ نظرها وتحدثت بخجل:

_ تصبح على خير .


أجابها بعيون عاشقة هائمة:

_وإنتي من أهله يا مليكة .


إبتسم ياسين وشعر بإنتصار جديد بإقتحامهٌ بوابة جديدة من قصر أميرته بعدما ساعدتهٌ جاسوستهِ مٌني علي وضع مادة معينه أعطاها لها ياسين مٌسبقاً لتضعها علي إحدي أرجل الأريكة لتفكك المادة الملصقه بها الارجل حتي لا يكتشف الأمر ويظهر الحادث وكأنهٌ طبيعياً .


وبرغم عدم تقبلهِ لوجوده بجوارها بنفس تخت رائف إلا أن وجوده بجانبها كان شفيعاً لأي ألم داخله وصبر حاله بأنه سيجد حلاً للغرفة بأكملها ولكن بالعقل وبالهدوء ،


حدث حاله بإنتشاء:

_هانت ياسين لم يتبقى علي وصولك لحلم العمر سوي القليل ♡ 

#إنتهي_البارت 

☆#قلوب_حائرة ☆

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

                      🦋 #البارت_العشرون🦋 


أتي الصباح ☀️ 

لم يتذوق كلاهما طعم النوم سوي سويعاتٍ قليلة.

نعم لقد قضيا ليلتهُما الأولي بنفس التخت بالتقلب علي الفراش من شدة إشتياقهما وعدم راحة كٌلً منهما وهو بعيد عن أحضان الأخر برغم التقارب الشديد، حتي هي برغم تشتت عقلها وتيهة روحها إلا أنها كانت تريد إحتضانه لها 


إستيقظ وهو ينظر بقلبٍ هائم لتلك الغافية بجانبه التي لا يفصل بينهما غير تلك الوسادة اللعينة

ولكن صبراً سيجد لها حل قريباً ،

نظر لشفاها المنتفخة بنشوة لم يستطيع التحكم بحاله وأمال عليها بحذر ووضع فوق شفاها قبلة ناعمة سريعة

واستقام برأسه ينظر إليها لكنهٌ لم يستطع كبح جماحه وعاد مرةَ أخري بلهفة ودقات قلبهٌ تتسارع من شدة الإحتياج وضع قٌبلة أطول وأعمق من سابقتها، 

ثم تحرك من جانبها بحذر ودلف إلي الحمام بقلبٍ لاهث وأنفاس مٌتسارعة متشوقة ، 


فتحت عيناها وابتسمت برقه، ثم وضعت يدها فوق شفاها وتنفست بنشوة ،

نعم لقد كانت واعية وشعرت بأنفاسه الحارة وهي تلفح خديها بشغفٍ واشتياق 

لكنها إستسلمت لقبلتهٌ بل وسعدت بتقاربه منها ولكنها إدعت النوم خجلاً منه  


أما هو فقد دلف إلي الحمام وأغلق بابه ثم إبتسمَ بتسلي وحدث حاله:

_يا لكي من ماكرة مليكة ، مع من تعبثين جميلتي ، أنا ياسين المغربي أيتها الصغيرة.أفهم من خروج زفيرك إن كٌنتي غافيةٍ أم لا ؟ 

وأكملَ بكبرياء:

_يبدوا أن قٌبلتي قد أعجبتكِ، وعموماً أنا أٌحب اللعب كثيراً، فلنلعب سوياً مليكتي فمرحباً بكِ في عالمي أيتها الصغيرةٌ . 


انتهي من أخذ حمامه وخرج إلي غرفة الملابس،

إرتدي ثيابه وقضي فرض الله عليه ، ودلف لغرفتها من جديد، وقف أمام المرآة وهو ينظر لتلك المٌدعية للنوم بإبتسامة وقلبٍ سعيد 


أخذ يصفف شعره بعناية ثم نثر عطرهٌ الرجولي التي إشتمتهٌ تلك الماكرة وأثارها كثيراً لكنها تمالكت حالها لأبعد حد، ألقي نظرة أخيرة عليها وابتسم بتسلية ثم غادر وأغلق خلفهٌ الباب بهدوء .

فتحت عيناها وابتسمت ثم إحتضنت وسادتهٌ بحب واشتمتها وتنهدت وأغمضت عيناها من جديد  . 


                 ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


رجع ياسين من عمله تناول طعام الغداء مع عائلته وأطفاله وصعد ليغفوا ويريح جسده وعقله المنهك منذ ليلة البارحة 

عند الغروب خرجت مليكة وذهبت للبحر تنتشيِ رائحة اليود التي تعشقها نظرت للبحر وبدأت تشكو له حالتها، وكيف يٌرهِقٌها قلبٌها ويضعها في حيرة ما بين الحنين للماضي والتطلع للمستقبل ، حقاً لقد بدأ قلبها ينبض بعشق ياسين، لكن لازال رائف يسكن داخلها لم يرحل بعد .

بدأ الظلام يعم المكان فتوجهت مليكة للعودة تقابلت بطريقها مع وليد ،

أوقفها بتساؤل :

_إزيك يا مليكة ، طمنيني عليكي وعلي الأولاد وعمتي إنتوا كويسين  ؟


أجابتهٌ مليكة بحنق فهي مازالت غاضبة منه منذ تلك اليوم:

_الحمدلله، إحنا كويسين. 


نظر لها وليد وتحدث بأسي:

_أنا مش فاهم إيه سبب معاملتك الجافة دي ليا يا مليكة ؟ لكن بجد أنا حزين علي كٌرهك ليا بالشكل ده. 


نظرت له بإستغراب وتحدثت بنفي:

_أنا عمري ما كرهتك يا وليد بالعكس،كل شباب عيلة المغربي غاليين عليا وزي إخواتي بالظبط


وأكملت مفسرة:

_ أنا كُل إعتراضي علي إسلوبك و تدخلك في حياتي الخاصة بشكل مٌتكرر و مستفز


وأسترسلت بنبرة خرجت حادة رغم عنها: 

_المشكلة الأكبر إنك كل ما تحاول تتدخل في موضوع يٌخصني بتبوظ الدٌنيا زيادة، زي ما حصل المره إللي فاتت. 


نظر لها وحدثها بتساؤل خبيث:

_مليكة، إنتِ مبتحبيش ياسين ومكٌنتيش عاوزاه يسكن معاكي في نفس الأوضة صح ؟


ظهر غضبها علي ملامح وجهها وصاحت به:

_تاني يا وليد،  نفسي أفهم ليه بتدخل نفسك وتقحمها في حياتي بالطريقة دي،وبعدين الموضوع ده خاص جداً إزاي تدي لنفسك الحق تتكلم فيه أصلاً ؟


تحدث بأسف سريعً:

_ أنا آسف، صدقيني أنا والله كل قصدي إني أطمن عليكي . 


تحدثت بحنق وهي تٌسرع بمشيتها:

_يا سيدي مٌتشكرة جدا لإهتمامك ،لكن أرجوك وفر إهتمامك ده لنفسك وللمسكينة مراتك، بيتهيئ لي هي أولي بيه مني،

وأكملت بنبرة تحذيرية:

_ وياريت يا وليد ماتحاولش تتدخل تاني في حياتي لأن بصراحة كل مرة بتتدخل فيها النتيجة بتبقي كارثية بالنسبة لي. 


كانا يتحدثان أمام فيلا رائف، في نفس التوقيت أفاق ياسين من نومه وخرج إلي شرفته ليشتم نسيم البحر، جحظت عيناه وضم شفتاه بغضب وكور يداه وضرب بها سور الشرفة حينما رأها تقف مع ذلك الحاقد ،تحرك سريعً للنزول لتلك المٌتنازلة عن حياتها بسهولة ،


خرج بغضب من البوابة الخارجية، في نفس التوقيت كان طارق وجي جي يقتربان من الفيلا حيث كانا يحتسيان مشروبا داخل كافيه بالقرب من المكان ،


إقترب ياسين منهما مٌتجاهلاً وليد، نظر لها وتحدث بصلابة وحِدة:

_ كٌنتي فين ؟


نظرت لهٌ بإستغراب من طريقتهٌ الحادة وأجابت بهدوء:

_كٌنت بتمشي علي البحر. 


تحدث وليد بإستفزاز مقصود:

_الناس المفروض بتسلم الأول وبعدين تسأل وبعدين مالك داخل عليها في دور وكيل النيابة كده ليه؟ 


إقترب طارق وجي جي وتحدث طارق بنبرة مترقبة :

_ مساء الخير يا شباب ، خير واقفين كده ليه ؟ 


الكل ينظر إلي ياسين الذي علق بصره ب مليكة بنظرات يملؤها الغضب والغيظ. 


تحدث وليد بإستفزاز:

_إسأل أخوك هو اللي جاي علينا وشايط ماعرفش ليه ؟


رمقهٌ ياسين بنظرة غضب كادت أن تحرقه 

إبتلع وليد لعابه برعب وقرر الإنسحاب من أمام ذلك الغاضب وتحدث:

_ طب بعد إذنكم هخلع أنا. 


نظرت جيجي إلي مليكة ولتوترها وتحدثت لتخرجها من حزنها:

_ ليكه تعالي نتمشي علي الشط شوية ؟


أجابتها مليكة بغصة حزينة ملئت كل صوتها:

_أنا لسه جاية من هناك يا جيجي .


سألها بحده بالغة وعيناي تطلق شزراً:

_ وقابلتي وليد بيه فين إن شاء الله ، 

علي الشط  ؟


نظرت إلي الجميع بإحراج وتحدثت بإنسحاب:

_ بعد إذنكم .

كادت أن تتحرك صاح بها بغضب لم يستطع التحكم به :

_بكلمك علي فكرة يا مدام ولا السمع ايه ؟ 


نظرت له بلمعة دمعة حبيسة داخل مقلتيها أبَيَ كبريائها السماح لنزولها وتحدثت بصوت مٌتحشرج يكاد يخرج :

_أفندم ؟ 


تحدث بحدة غير مٌبالي بحزنها ولا لألمها الظاهر له:

_ قابلتي وليد فين؟

وهل البيه كان بيتمشي علي البحر مع الهانم؟


وأكمل بحدة بالغة:

_ والسؤال الأهم يا حرمنا المصون إنتي إزاي تسمحي لنفسك تخرجي من البيت أصلاً من غير ما تعرفيني ؟


إقتربت منها جيجي لتساندها وأمسكت ذراعها بإحتواء وتحدثت بهدوء ناظرة إلي ياسين:

_خروج ايه وإستأذان ايه بس إللي بتتكلم عنه يا ياسين! دول هما خطوتين جنب البيت .


تحدث بحدة ومازال مٌصوباً بصره علي تلك المسكينة بغضب يرعب أوصالها:

_محدش طلب منك تتكلمي بالنيابة عنها يا جيجي لو سمحتي ،أنا بكلم الهانم ومستني منها هي الإجابة  .

حمحمت جيجي بإحراج حين تحدث طارق موجهاً حديثهٌ لزوجته:

_ جيجي أدخلي شوفي الولد وأنا هاحصلك ، 


نظرت جيجي بإحراج إلي مليكة وتركتها وهي تٌحرك يدها علي ذراعها بحنان ،نظرت له مليكة بحدة ودلفت هي الأخري للداخل وهي تهرول بدموع وألم .


غضبَ من ردة فعلها وتحرك وكاد أن يدلف خلفها أمسكهٌ طارق من يده ومنعهٌ وتحدث بتعقل:

_ إهدي يا ياسين وكفاية إللي حصل المرة إللي فاتت ، الأمور ما بتتاخدش كده تعالي نتمشي شوية علي الشط علشان تهدي أعصابك وتقولي فيك ايه  . 


تحرك مع طارق بضيق وأخرج سيجارة وأشعلهْ وانطلق بجوار أخيه .


أما مليكة التي دلفت إلي الداخل وهي تبكي بحرقة شاهدتها ثريا التي كانت تخرج من المطبخ هرولت عليها وتحدثت بلهفة:

_مالك ، فيكي ايه ،ايه إللي حصل ،إنطقي يا مليكه ؟


تحدثت من بين شهقاتها العالية:

_ أنا خلاص يا ماما مش قادرة أتحمل تصرفات إللي إسمه ياسين ده أكتر من كده  


تحدثت ثريا بتنهيده واستسلام:

_ عمل ايه تاني ياسين فهميني ؟


أتت يسرا من المطبخ علي صياحهما:

_ فيه ايه يا ماما ، صوتكم عالي ليه ؟


ثم نظرت علي مليكة ودموعها هرولت عليها وأمسكت يدها وتحدثت بتوجس:

_مالك يا مليكة، بتعيطي ليه ؟


تحدثت بدموع وشهقات تقطع أنياط القلب:

_البيه بهدلني علشان شافني جايه من ناحية الشط ، قال ايه ما استأذنتهوش وأنا خارجه وحصله جنان لما شاف وليد واقف بيسألني وبيطمن علينا وعلي الأولاد .


وأكملت بدموع يٌفطر القلب:

_بهدلني يا ماما قدام طارق وجيجي.


تحدثت ثريا وهي تضم شفتاها بحزن وتٌحرك رأسها بأسي:

_وبعدين معاك يا ياسين ،هو احنا مش هنخلص من التحكمات الفاضيه دي ،


ثم نظرت إلي مليكة وهي تتلمس كتفها بحنان قائلة:

_ إطلعي صلي المَغرِب وهدي نفسك شويه علشان أولادك ما يشوفوكيش بالشكل ده كويس إن أنس نايم ، يلا يا حبيبتي إطلعي قبل ما يصحي . 


وافقتها وصعدت للأعلي تحت نظراتهما .


تحدثت يٌسرا بإستغراب:

_أنا مش فاهمة ليه ياسين مٌصر في الفترة الأخيرة يضايق مليكة بإستمرار مش غريبة يا ماما إن أسلوبه كويس مع الكل إلا هي ؟ 


تنهدت ثريا وذهبت بإتجاه الأريكة وتحدثت وهي تجلس بوهن:

_ لكن أنا بقا عارفة يا يسرا .


جلست يسرا بجانب والدتها ونظرت لها بعدم فهم قائلة:

_عارفه ايه يا ماما ؟ 

تنهدت بأسي واسترسلت حديثها بصوتٍ حزين:

_ياسين بيحب مليكة يا يسرا .


وضعت يدها فوق فمها بحركة لا إرادية تدٌلٌ علي عدم إستيعابها وتحدثت:

_معقولة يا ماما ياسين ؟


ثم نظرت لوالدتها بتعاطف وتحدثت بحنان:

_طب وإنتي زعلانة ليه يا حبيبتي ،يعني حتي لو فرضنا إنه حبها زي ما حضرتك بتقولي دي برضه مراته ومحدش يقدر يلومه . 

نظرت لها بعيون لامعة بدموع حبيسة وتحدثت بقلبٍ مكلوم وصوتٍ مخنوق:

_صعبان عليا أخوكي أوي يا يسرا ، 

ده كان روحه فيها كان بيعشقها ، راح في عز شبابه وملحقش يتهني بيها ولا بأولاده 

ثم نظرت إلي إبنتها وتسائلت:

_عمرك سألتي نفسك أنا ليه بحب مليكة أوي كده ؟ 

وأكملت بإقتناع وتأثر :

_أه هي كويسة وبنت ناس ومحترمة وتتحب،

واسترسلت حديثها بتأثر ودموع :

_لكن أنا كنت بحب حٌبه ليها ،كٌنت كل ما أشوفه سعيد ومبسوط معاها غلاوتها في قلبي تزيد ومكانتها عندي تعلي ،كانت بتتفنن دايما إنها تخليه مبسوط ومرتاح، 

وحتي بعد ماراح الغالي وقفت في ظهرها وحميتها وهفضل كده لأخر يوم في عمري  علشان يبقي مطمن عليها ومرتاح في نومته من ناحيتها . 


وهنا نزلت دموعها بحرقه:

_مش قادرة أتخيل حب حياته ونور عيونه إللي كان بيعشقها تكون لغيره .


نظرت للسماء وبكت بحرقة وأكملت:

_سامحني يارب  أنا مش بعترض علي قَدرك وأمرك ولا بَحرَم حلالك حاشا لله بس أنا قلبي محروق علي ابني أوي ومحدش حاسس بالنار إللي بتنهش في قلبي غيرك يا رحيم .

أخذتها يسرا داخل أحضانها وبكا اثنتيهما بغزارة وحرقة قلب .

                  ◇◇◇◇¤◇◇◇◇


أما ياسين فقد تحركَ مع طارق للشط وضلا يتحركان حتي وصلا لمكانٍ منعزل إلي حدٍ ما 

وتحدث طارق له:

_بالراحة شوية علي مليكة يا ياسين، مليكة إنسانة حساسة و محتاجة معاملة خاصة مش مليكة إللي تتعامل بالطريقة دي خالص ، مليكة تعاملها بإحترام تكسبها وتكسب إحترامها ليك لكن العند والعصبية مينفعوش معاها أبداً . 

كان يستمع لهٌ بقلبٍ يغلي  نظر لهٌ نظرة ثاقبة وتحدث بنبرة صوتٍ غاضبة هادراً به:

_وايه تاني أنا ما أعرفهوش عن مراتي  تحب تقولهولي يا طارق باشا ؟


نظر لهٌ طارق بإستغراب من حدتهِ وأنفعالهْ الشديد الغير مبرر قائلاً:

_  ٠مالك قفشت وأخدت الموضوع بحساسية أوي كده ليه ؟ 

كل ما في الموضوع إني حبيت أنبهك عن حاجات أنا عارفها عن مليكة بحكم إني كنت أقرب حد ل رائف الله يرحمه،

وكان دايما يحكيلي عن طباعها ،بتحب ايه وايه بيزعجها ، 

وأكمل مبرراً :

_وكمان زي ما أنت عارف إن أنا وجيجي كنا دايما بنخرج معاهم وقريبين جداً من بعض .

تحدث ياسين بغضبٍ عارم و صوتٍ مخنوق:

_خلاص يا طارق كفاية مفيش داعي كل شوية تفكرني بحب رائف العظيم للهانم وذكرياتهم السعيدة مع بعض. 


إنفطر قلب طارق لحال أخيه ونظر لهٌ بعدم إستيعاب وحدثهٌ بترقب:

_ياسين هو أنتَ ، إنت حبيت مليكة ؟


سحب بصرهٌ بعيداً عن مرمي نظر أخاه ونظر للبحر وأغمض عيناه وتنهد بضيق وألم ،

سيطر الحزن علي ملامحهِ لم يجب علي سؤال طارق ولكن ظاهرهٌ كان كافياً عن ردهْ . 


نظر لهٌ بإندهاش وعيون مفتوحة من أثر الصدمة وتحدث بنبره حانية متعاطفة:

_ليه يا ياسين ،ليه يا حبيبي تعمل في نفسك كده؟

     ☆ده رهان علي حٌصان خسران يا ياسين★


مليكة عمرها ما هتحس ولا هتقدر حبك ده، وإنت عارف ده كويس ومش محتاج تسمعه مني، مليكة قفلت قلبها وحياتها علي رائف ومن المستحيل أي إنسان هيقدر ياخد مكانه في قلبها وحياتها مستحيل يا ياسين . 


تشنجت جميع أعضاء جسده بغضب والتف سريعاً ناظراً لطارق وتحدث نافياً:

_لا يا طارق لا، كلامك ده مش صحيح فيه بوادر عشق في قلب مليكة ليا لكن هي بتكابر ورافضة تحس الشعور ده وتدي له فرصته 

وأكمل بملامة وحزن:

_ مليكة بتخنق عشقي جواها يا طارق وكل ده بسببكم وبسبب فكرتكم دي !

مليكة خايفة من نظراتكم ليها وإتهامتكم بالخيانة لو حبت غير رائف وعاشت وكملت


وأكمل بصوتٍ حنون :

_وعلشان كده هي تايهة وخايفة  ،

وأكمل بثقة:

_مليكة بتحبني يا طارق أنا مش صغير ولا قليل الخبرة وأقدر أفرق كويس بين الحب وبين الإرتياح .


ثم نظر للبحر واستنشق هوائهٌ براحة وتحدث بكبرياء:

_ طول عمري وأنا قلبي قوي وجامد ، كل الستات إللي عرفتها في حياتي هما إللي كانوا بيبادروا ويطلبوا ودي وقربي ، 

منهم إللي كنت برأف بحالها وأستجيب لها ، ومنهم إللي مكٌنتش بهتم حتي بنظرات توسلاتهم ليا ،


وأكملَ بنبرة جادة:

_حتي ليالي إختارتها وإتجوزتها جواز عقل بنت جميلة متعلمة وأرستقراطية وبنت خالي تليق بإنها تكون زوجة ياسين المغربي 

وتحدث بتعقل:

_ما انكرش إنها كانت شداني و عجباني بجمالها وسحرها لكن كا ست ، كا أنثي مش كحبيبة و خليلة ،


وبلحظة تحولت عيناه بسعادة لا مثيل لها ونظرة عشق وهيام سيطرت عليهِ وكأنهٌ تبدلَ لشخصٍ آخر وأكملَ:

_لكن مليكة حاجة تانية ♡

بحس إني طاير في السما لمجرد ما اشوف بسمة منها ليا ،قلبي بيرقص لما بسمع إسمي من بين همس شفايفها ♡

جسمي كله بينتفض ويعمل عليا ثورة لمجرد وجودي معاها في نفس الأوضة ، أنا اللي عاوزها يا طارق  ودي تفرق أوي .


وتحدث بشرود:

_مليكة البنت الوحيدة إللي سحرتني وخطفت قلبي من أول نظرة، هي الوحيدة إللي قلبي عشقها بجد ♡  


إبتسم وتهللت أساريرهٌ متحدثاً بخجل:

_دي حولتني لمراهق تصور؟

تخيل إني بستناها تنام علشان أروح أقف جنب سريرها  أبص علي ملامحها وهي نايمة أنا الليلة اللي بروح لها فيها بحرم علي عيوني النوم يا طارق علشان ما اضيعش لحظة واحدة ما أشوفهاش فيها  ♡


ثم نظر لطارق وضحك علي إستحياء وتحدث:

_ شفت حب مليكة وصل أخوك لأيه؟ 


كان يستمع لهٌ بقلبٍ حائر أيسعد لفرحة أخاه الذي وجد حب حياته بعد مرور كل تلك السنوات ؟

أم يحزن لعشقهٌ المستحيل الذي سينتهي بالفشل بالتأكيد ،

أم يحزن علي رائف أم مليكة ، حقاً كان قلبهٌ حائر☆ لكن ما سيطر عليه هو الشعور بالرأفة علي قلب أخاه وعزيز عينه 


وبلحظة تذكر كلمة خطفت قلبي من أول نظرة  


فاقترب منه ونظر داخل عيناه وتحدث بتساؤل وترقب:

_ياسين مين هي البنت إللي قابلتها في الأسانسير عندك في الجهاز ؟


إرتبك ياسين بنظرته لأخيه وسحب بصره ناظراً للبحر وتنفس الصعداء دون حديث 


أدار طارق وجههُ له ونظر داخل عيناه وتحدث بحنان:

_ياسين ؟


إبتسم ياسين بمرارة وأماء برأسه لأخاه. 


فتح طارق عيناه وهو ينظر لأخاه بصدمة وذهول وتحدث مصدوماً:

_يااااااه، ياااااه يا ياسين وقدرت إزاي تتحمل كل الوجع ده لوحدك، 

وأكملَ بتساؤل:

_علشان كده لما سألناك عنها أنا ورائف قولت لنا إنك نسيتها خلاص ، طب ليه ما قولتليش أنا يا ياسين  ليه ماقولتليش يا حبيبي  ؟ 


أجابهٌ بعيون حانية:

_مكنش ينفع يا طارق ده كان رائف ،رائف يا طارق أخويا الصغير، ،إبن عمري زي ما كنت بقوله مكنش ينفع وخصوصاً إنه وصل لقلبها قبلي مكنش ينفع ، مكنش ينفع. 


سحبهٌ أخاه بأحضانه وضمه بشدة وربتَ علي ظهرهِ بحنان وتحدث:

_بس خلاص يا حبيبي ربنا أهدهالك بعد صبر السنين دي كلها وأكيد حبك الكبير ده كله هيوصل لقلبها أكيد هتحس بحبك وتعشقك زي ما أنت عشت عمرك كله تعشقها  أكيد ربنا ليه حكمة ف كل إللي حصل ده 

وأكمل بمرح ليخرج أخاه من تلك الحالة:

_تصدق البت مليكة دي أمها داعية لها 


إبتسم ياسين وتنهد براحة بعد اعترافه وإخراج ما يضيق صدره لأخيه وتحدث:

_ طارق إللي حصل ده هيفضل بيني وبينك حتي جيجي مش لازم تعرف فاهمني يا طارق  ؟ 


هز لهٌ طارق رأسه وتحدث بإيماء:

_إطمن يا حبيبي ،إطمن يا ياسين سرك ف بير غويط .


تحدث ياسين بإستحياء:

_أنا أسف يا طارق إني إتكلمت بالطريقة دي مع جيجي صدقني مكنتش أقصد وأنا لما نرجع هعتذر لها بنفسي  .


إبتسم طارق بحنان وتحدث:

_أكيد مش زعلان منك يا ياسين ومفيش داعي تعتذر لجيجي هي أكيد مش هتزعل منك ماأنت عارف هي أد أيه بتحبك وبتحترمك .


هز له رأسهْ بإبتسامة وتحدث :

_طب يلا علشان نروح قبل سيادة اللوا ما ياخد باله من غيابنا ويفتح لنا تحقيق رسمي 


إبتسم طارق وسارا معا ورجعا لمنزلهما .


                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


وبعد بضعة ساعات 

كانت تجلس داخل غرفة مروان ومعها أنس ليٌنساها ألامها وأوجاعها من قدرها المؤلم وذلك الياسين مٌتقلب المزاج .

كانوا يجلسون أرضاً في جو ملئ بالحب مٌمسكين أوراقهم وأقلامهم ويرسمون بسعادة ،

وبعد الإنتهاء جلسوا سوياً علي تخت طفلها مٌحتضنه صغيريها وبدأت تقص لهما الحكايات 

وبعد مدة تحدث مروان بحنين:

_مامي أنا بابي وحشني أوي هو هيفضل مسافر كده كتير ؟ 


إنهارت قواها وصرخ قلبها متألماً لسؤال طفلها البرئ عن سندهِ وعزيز عينهْ 

جاهدت حالها وحاولت أن تظهر بثبات أمام طفليها:

_للأسف يا مروان بابي مش عارف ييجي علشان هو في مكان بعيد جدآ،


وتحدثت بمرح يداري ألمها:

_لكن هو بيحبكم أوي وبيبعت لكم دايما هدايا ولعب وشيكولا وكل الحاجات الحلوة اللي بتجي لكم دي هو اللي بيبعتها 


أشار أنس علي صورة والدهٌ الموضوعة علي الكومود وتحدث ببرائة:

_مامي هو بابي هو اللي في الصورة ده صح  ؟ 


إنتشي قلبها والتقطت البرواز ونظرت لهٌ بحنين وهي تري أيام عمرها الضائعة داخل عيناه:

_أيوه يا أنوس هو ده بابي حبيبنا ونور عيونا كلنا . 


تحدث أنس ببرائة:

_هو كان بيحبني وبيشيلني  وبيلعبني زي عمو ياسين كده ؟


تغيرت ملامحها للغضب وتحدثت بنبرة حادة:

_بابي مش زي أي حد، بابي أحسن واحد في الدنيا كلها وعمر ما حد هيحبكم زيه ولا هيهتم بيكم قده .


تحدث أنس ببرائة:

_ لكن أنا بحب عمو ياسين أكتر حد في الدنيا هو كمان قالي إنه بيحبني كتيررررررر . 

كانت تستمع لصغيرها وقلبها يتمزق علي زوجها الفقيد وعلي صغيريها اللذان حٌرموا من أغلي شخص وأحن أب . 

تحدث مروان :

_أنا كمان يا مامي بحب عمو ياسين أوي بصراحة هو بيعمل لنا كل حاجة حلوة لينا 

ثم أكمل بإنتشاء وحماس:

_عارفة يا مامي لما روحنا النادي قبل إمبارح نزل معايا البول وخدني علي ضهره وعومنا سوا كان يوم حلو أوووي ياريتك كٌنتي معانا  .


تنهدت بأسي وحيرة أتسعد لسعادة طفليها وتحمد الله علي أن عوض طفليها ب ياسين الذي يهتم بهما ويعتبرهما كطفلاه، أم تحزن علي رائف الذي بدأ أطفاله بنسيان ذكرياتهما معاً بالرغم من جهدها الدائم معهما لتذكيرهما دائما بكل ما مضي حتي لا ينسيا ، 


تحدثت بحب لتخرج نفسها من دوامة الحزن التي لم تنتهي وهي تنظر إلي أنس وتميل رأسها بدلال:

_مين حبيب مامي اللي هينام في حضنها النهاردة .


تحدث أنس بحكمة وكأنه رجل كبير:

_ مش هينفع يا مامي، نانا بتخاف تنام لوحدها وأنا وعدتها إني مش أسيبها أبداً  ممكن الوحش ييجي يخطفها وأنا مش معاها مين بقي يحميها ويقتله بسيفه ؟ 


تعجبت وهي تنظر له وأطلقت الضحكات هي ومروان .

تحدث مروان ساخراً:

_وفين بقي السيف ده اللي هتقتل بيه الوحش يا أنس ؟


رفع أنس يديه ومد شفتاه بطريقة مضحكة وتحدث:

_لسه مش جبته بس أنا هقول لعمو ياسين يجيبه بسرعة قبل الوحش ما ييجي .


إبتسمت له وأحتضنت طفليها بحنان وبدأت من جديد بسرد الحكايات لهما حتي غفي مروان ثم دثرته تحت غطائه بإحكام وقبلته وتركته ليغفو بسلام ،

و أخذت أنس إلي ثريا للأسفل لينام بأحضانها كما تعود

وصعدت مجدداً لغرفتها لتجلس بوحدتها وحزنها . 

                     ◇◇◇◇¤◇◇◇◇ 


ضل جالساً في حديقة منزله مٌعلقاً بصرهٌ علي غرفتها المظلمة بيأس حتي وجد إشتعال الأنوار تنفس بإنتشاء وابتسم وكأن الشمس أشرقت نورها من جديد وبعد مدة قصيرة ألتقط هاتفهٌ وطلب رقمها .


كانت تخرج من الحمام تجفف يداها، إستمعت إلي رنين هاتفها إلتقتطهٌ ونظرت بشاشته ثم إبتسمت ب مرارة وألقتهٌ بإهمال علي الكومود  ،


إرتدت إسدال الصلاة وشرعت بصلاة قيام الليل وتضرعت سائلة الله أن يريح صدرها بما يضيقهٌ ويرهقهْ ومن لها غير الله لتسأله الهداية والراحة. 


خرج أباه إلى الحديقه متفقداً إياه وجدهٌ يتطلع بتمني ،مٌعلق البصر علي شرفة ساحرته، إقترب عليه وهو يطالعهٌ بغموض مٌلقي إلي مسامعهِ ببيتٍ للشعر العربي: 


_ما ضرَك لو كٌنتي مَرهَمي يا مٌرّ هَمّي ؟

فلتقٌولي مرحباً أو مٌرَي حٌباً وأحيِني ٠ 


إبتسم ياسين بخفة وأماء برأسهِ وهو يري أباهٌ يداعبهٌ فأراد أن يردَ لهٌ مٌداعبتهْ:

_ أااااه الباشا شكله رايق وجاي يتروشن عليك يا يايسن  .


رمقهٌ عز بنظرة إشمئزاز متصنعة قائلاً :

_  يتروشن !

مش عيب عليك تبقي عقيد في جهاز المخابرات المصري وليك وضعك وترد علي أبوك إللي بيكلمك بأبيات الشعر العربي بكلام بذيئ زي ده  ؟


أطلق ياسين ضحكات رجولية وتحدث:

_في دي بقى معاك حق يا باشا وعلشان كده أنا هتأسف لحضرتك مرتين مرة لسيادتك والمرة التانية للشعر العربي .


إبتسم عز وسحب مقعد وجلس بجوار ولدهْ وأطلق تنهيدة طويلة متحدثاً:

_ياتري أيه إللي شاغل بال سيادة العقيد ومخليه مهموم كده ؟ 


أجابه بنبرة صوت كاذبة:

_ مفيش يا باشا بفكر في العملية الجديدة إللي كلفني بيها رئيس الجهاز .


إبتسم عز إبتسامة ساخرة وهو يري كذب إبنه داخل عيناه وتحدث:

_هحاول أصدقك يا ياسين.

وأكمل بجدية:

_لكن عاوز أقول لك علي حاجة مش كل حاجة ينفع معاها التخطيط المخابراتي بتاعك ده فيه حاجات لازم نتعامل معاها بمنتهي الوضوح والصراحة ،


وأكملَ بحنان وحديث ذات مغذي:

_اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعة يا أبني أكيد إللي قدامك هيحسه ويتقبله ،

حاول تتجنب إللي إتعلمته من شغلك وماتطبقهوش علي حياتك الخاصة، صدقني كده هترتاح أكتر .


إستوعب ياسين المغذي من حديث والدهٌ وما الذي يريد عز أن يوصلهٌ له ولكنه إدعي عدم الفهم لعدم إستعداده النفسي بمجابهة والده حالياً واعترافاته الصريحة بعشق مليكة . 


تحدث ياسين بتخابث:

_مع إني مش فاهم حضرتك تقصد ايه لكن أكيد سيادتك معاك كل الحق وصدقني يا باشا هحط كلامك في مرمي تفكيري  وأكيد هاخد نصيحتك علي محمل الجد والإحترام. 


إبتسم عز وهز لهٌ رأسه يوافقه الرأي 

ثم وقف واعتدل موجهاً حديثهٌ إلي ياسين:

_أنا داخل أنام وانت كمان قوم أطلع لمراتك فوق هي في الآخر ست وملهاش ذنب في كل اللي بيحصل لك ده. 


تصبح على خير يا ياسين قال كلماتهٌ تلك وانصرف علي الفور من أمامه تاركا إياه داخل دوامة أفكاره وتشتت ذهنه .


تنهد بأسي وألتقط هاتفهٌ وضغط على رقمها من جديد وهو ينظر علي إنارة غرفتها 


لم يأته الرد تنهد بألم وضغط علي زر مٌسجل الرسائل الصوتية وبعث لها برسالة بصوتٍ حنون محتواها :

_ أنا عارف إنك لسه صاحية  ردي علي الفون محتاج أتكلم معاكي ضروري أرجوكي. 


كانت قد إنتهت من صلاة قيام الليل ونزعت عنها إسدالها واستعدت للنوم إستمعت لصوت الرسالة فتحتها وإستمعت لها ثم ألقت الهاتف علي الكومود بغضب وأغلقت الأنوار وتمددت علي تختها بحزن وهي تتذكر حديثهٌ المٌهين لها أمام طارق وجيجي 


خرجت تنهيدة شقت صدره من شدة الألم  بعدما رأي إنطفاء ضوء غرفتها بعد إرساله الرسالة مباشرةً ،علم حينها انها غاضبة منه وبشدة 

إستسلم وصعد لغرفة ليالي ليغفي حتي يفيق علي موعد عمله .


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في اليوم التالي 

إتجهت مليكة لثريا حيث تجلس في الحديقة بصحبة يسرا وأطفال المنزل 

تحدثت بإستأذان:

_  ماما بما إننا مسافرين أسوان بكره فأنا بعد إذن حضرتك هاخد الولاد وأروح أبات عند بابا وأجي بكرة علي ميعاد الطيارة أنا جهزت الشنط وكل حاجه تمام .


أجابتها ثريا بإبتسامة رضا:

_وماله يا حبيبتي حقهم بردوا يشفوكي ويشبعوا منك إنتي والأولاد قبل ما تسافري . 


تنهدت مليكة بأسي وتحدثت بإمتعاض:

_طب مٌمكن حضرتك تتصلي بسيادة العقيد و تقولي له أنا مش ناقصة مشاكل معاه تاني وبصراحة أكتر مش طايقة حتي أسمع صوته .


هزت لها رأسها بتفهم وأمسكت هاتفها وهاتفته جائها الرد فوراً بحب مداعبا إياها:

_ يا صباح الفل يا ست الكل اوعي تقولي إني وحشتك علشان ما عدتش عليكي وفطرت معاكي لو  أعرف إني هوحشك أوي كده كنت إتأخرت على الشغل عادي .


أطلقت ضَحكة من القلب علي أثر كلمات ذلك المداعب لها بمحبة وتحدثت بحنان:

_انت بتقول فيها طب والله وحشتني بس طبعاً علشان أكون أمينة معاك ما اتصلتش علشان كده بس . 


أجابها ياسين بحنان:

_مهما كان السبب يكفي إني سمعت صوتك اللي كنت مفتقده في يومي خير يا حبيبتي أؤمريني يا ماما .


تحدثت ثريا بحنان:

_ما يؤمرش عليك ظالم يا ياسين أنا كنت بتصل علشان أبلغك وأستأذنك إن مليكة هتروح عند باباها النهاردة هتقضي اليوم كله وهتبات هناك . 


إنتفض صدره بإنزعاج وأردفَ بمعارضة:

_وايه لازمته إنها تبات يا ماما وهي عارفة إن حضرتك ما بتعرفيش تنامي من غير أنس،

وأكمل بتهكم:

_ وبعدين هي الهانم ما اتصلتش بنفسها ليه ؟


أجابتهٌ ثريا مبررةً وهي تنظر لتلك الواقفة تفرق يداها بتوتر وتستمع لهما بترقب شديد:

_ مليكة قالت لي أتصل أنا بيك علشان عارفة معزتي عندك وإنك عمرك ما هترفض لي طلب .


وأكملت بتساؤل و ترقب:

_ولا هتكسفني قدامها يا ياسين ؟ 


تحدث سريعاً بلهفة:

_ ما أتخلقش لسه اللي يكسف ثريا هانم المغربي إنتي تأشري والكل عليه التنفيذ يا ماما ،

بس بلغيها إني هاروح أجيبها بكره قبل ميعاد الطيارة بساعتين علشان بابا يشوف الأولاد ويقعد معاهم قبل السفر حضرتك عارفة إن ده هيفرق معاه جداً ومعانا كلنا أكيد .


أردفت ثريا بموافقة:

_ حاضر يا حبيبي هبلغها أسيبك لشغلك علشان معطلكش أكتر من كده  

أجابها بإحترام:

_ ولا يهمك يا ماما فداكي الشغل وحياتي كلها .


تحدثت برضا:

_يسلملي عٌمرك يا حبيبي .

وأغلقت معه الهاتف وأبلغت مليكة بما حدث ، 


تحدثت مليكة بنبرة صوت حادة:

_ولزمته ايه ييجي ياخدني من عند بابا ياريت حضرتك تتصلي بيه تاني وتبلغيه يريح نفسه وشريف هيجيبني .


أجابتها ثريا بهدوء:

_وبعدين يا مليكة إحنا قولنا ايه  ياسين طبعه صعب والعند مابيجيبش معاه نتيجة بالعكس كده بتستفزيه اكتر وإحنا يا بنتي في غني عن وجع الدماغ ده كله .


أمائت لها برضوخ وصعدت وتجهزت هي وأطفالها وذهبت لبيت أبيها وقضت معهم يومها .


                ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


وفي المساء داخل منزل سالم عثمان كانت تجلس مليكة بجانب والدتها في جو ملئ بالدفئ والحنان وبجانبها طفليها يلهوان بمرح وسعادة مع شريف 


وجهت سٌهير حديثها إلي مليكة بإهتمام وحب:

_عاملة ايه مع ياسين يا حبيبتي؟ 


تجهمت ملامح وجه مليكة وتحولت للضيق وذلك لغضبها القائم الشديد منه وتحدثت بتلعثم وضيق:

_يعني هكون عاملة ايه يا ماما كل واحد مننا في حاله حسب إتفاقي معاه من الأول .


رفع شريف الجالس بالأرض بجانب الأطفال يلاعبهم رأسه وتحدث بإهتمام:

_أهم حاجة ميكونش بيحاول يضايقك يا مليكة ياسين ده حد رخم ومتكبر أنا عارفه كويس .


تنهدت وتحدثت بأسي وكذب لعدم إزعاج عائلتها ووضع القلق داخل قلوبهم:

_ إطمن يا شريف أنا عاملة حدود بيني وبينه تمنعه إنه يتجاوز معايا في المعاملة أو إنه يحاول يضايقني وبعدين ماما ثريا معايا دايما واقفة في ضهري .


تدخلت سٌهير بالحديث وتحدثت بدفاع:

_فيه أيه إنتَ وهي إنتوا محسسني إن ياسين ده دراكولا ، 

وأكملت بجدية:

_ياسين حد محترم جداً وذوق ولا يمكن يأذيكي بأي شكل من الأشكال بالعكس ده راجل وراجل أوي كمان باللي عمله معاكي ومع أولادك ،


وأكملت بحدة:

_ ولا نسيتي وقفته في ضهرك قصاد نرمين وباقي العيلة نسيتي إنه خطف لك وصاية ولادك من بق الأسد؟ 


ثم أكملت بنظرة مٌلامة:

_أنا ما ربتكيش علي كدة يا مليكة أنا ربيتك إنك تقدري مواقف الناس معاكي وتشيلي جميلهم فوق راسك   


نظرت لها مليكة بإستغراب وتحدثت:

_ وأنا كٌنت عملت أيه ل ده كله يا ماما ؟


فجأه خلتيني واحدة  ناكرة للجميل وإن ياسين ده الراجل إللي مفيش منه حضرتك ليه مش مقدرة اللي أنا فيه نسيتي ياسين بيه إتجوزني إزاي  ؟ 

أنا عايشة حياة مش باختياري يا ماما، مااخترتش أي حاجة فيها وف الأخر حضرتك بتلومي عليا أنا ؟ 


وقفت بحدة وتحدثت ناهية النقاش:

_أنا طالعة أشم هوا في البلكونة بعد إذنكم . 


وتحركت سريعاً نظر شريف إلي سهير وتحدث بنظرة ملامة:

_ليه كده يا ماما ده أحنا ماصدقنا إنها بدأت تنسي اللي حصل وترجع معانا تاني زي الأول. 


تهربت سهير بنظراتها وتحدثت بندم:

_معرفش بقي يا شريف أهو اللي حصل وخلاص قوم روح لها هديها شويه وأنا هاخد الولاد المطبخ أعملهم فشار وأبعدهم شوية عن جو التوتر ده  .


خرج لها أخاها وقف بجانبها نظرت له إبتسما معاَ ومد يدهٌ سحبها داخل أحضانه بحنان أخوي شددت هي من إحتضانه وضمته .

وتحدث هو:

_متزعليش من ماما يا حبيبتي ماما أكيد متقصدش تضايقك .

أجابتهٌ بإختصار:

_خلاص يا شريف ماحصلش حاجه . 

بعد مدة تحدث شريف بعيون حائرة:

_محتاج أتكلم معاكي .

نظرت لهٌ بإستفسار وقلق:

_خير يا حبيبي إتكلم أنا سمعاك .

تنهد بأسي ونظر أمامهٌ وتحدث:

_ أنا حاسس إني إتسرعت في خطوبتي من سالي .

ضيقت عيناها بإستغراب وتحدثت بسخرية:

_نعم، أيه إللي إنتَ بتقوله ده يا شريف مش دي سالي إللي كنت هتتجنن وتخطبها ؟ 


تحدث بإنفعال وحيره:

_مش عارف ايه إللي أتغير فجأة حسيت إنها بقت واحده تانية واحده أنا ما أعرفهاش مغرورة ومتكبرة ومتسلطة ، طول الوقت شخط ونطر أعمل ده ومتعملش ده خنقتني يا مليكة وبجد حاسس إني إتسرعت  .


أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت بدعابة:

_البنت دي غبية أوي.دي طلعت حافظه مش فاهمة الحاجات دي بنعملها بعد الجواز بعد ما نتأكد من دخولكم قفص الزوجية ونتطمن بس هي بدأتها بدري أوي .


نظر لها بعدم فهم وتحدث وهو يهز رأسهٌ ويضيق عيناه:

_تقصدي أيه بكلامك ده يا ليكة ؟ 


أجابتهٌ بإقناع وجدية:

_ ما أقصدش حاجه يا حبيبي بس أنا عارفاك دايما عصبي ومابتتحملش كلام اللي قدامك والبنات محتاجة معاملة خاصة 

ممكن تكون بتغير عليك من معجباتك اللي بيكلموك في البرنامج

وأكملت بمبرر:

_ده أنا أختك أهو وكتير بغير عليك من كلام ومياصة ودلع البنات معاك في البرنامج ، 

أقعد معاها وأتكلموا وشوف أيه اللي مضايقها وغيرها كده سالي بتحبك يا شريف ما تضيعهاش من أيدك .


إبتسم لها ووافقها الرأي وتنهد براحه من حديثهٌ مع شقيقتهٌ الغالية.

               ◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇ 


في جناح ياسين كان يجلس علي تخته سانداً ظهره للوراء واضعاً يداه وراء رأسه ناظراً للأمام بشرود يفكر في من شغلة باله وأرهقت قلبهْ ♡ 

أتت إليه ليالي وهي تمسك بيدها جهاز الحاسب( اللاب توب )

وجلست بجانبهِ مدت له الجهاز لتجبرهٌ علي المشاهدة وأردفت مٌتسائلة بنبرات مٌنتشية ومٌتعالية:

_بص كده وقولي أيه رأيك في ذوق مراتك إللي لا يٌعلي عليه بعت أجيبهم من باريس وهيوصلوا بعد يومين وياريت تجهزلي مبلغ محترم كده علشان عاوزة أحجز شوية حاجات تانية . 


إبتسم بمرارة متحدثا بتهكم:

_أبص علي أيه يا ليالي ؟ 

أجابتهٌ ليالي بإنتشاء وسعادة:

_علي الكوليكشن ده يا حبيبي إنت مش دايماً بتتهمني إني ما باخدش رأيك في أختيار لبسي ومجوهراتي أديني باخد رأيك أهو . 

أجابها ساخراً:

_بتاخدي رأيي؟

إزاي يا مدام وأنتي إختارتي وحجزتي اللبس ودفعتي تمنه وحددولك معاد إستلامك 

وهدر بها بغضب:

_ إنتي بتشتغليني يا ليالي ؟ 


تلعثمت بالرد وتحدثت طالبةً إسترضائه:

_ ما أنا بوريلك المجموعة علشان كده يا حبيبي اتفضل شوفهم ولو فيهم حاجة مش عجباك أنا هلغي الأوردر فوراً .


ثم أكملت بدلال مٌفتعل:

_أنا يهمني رضاك عليا جداً يا حبيبي .


أماء لها برأسه وتحدث بهدوء:

_ إختاري إللي انتي عاوزاه يا ليالي أهم حاجة زي ما انتي عارفه يكونوا محتشمين ومايكونش فيهم حاجه قصيرة أو صدرها مفتوح ولا من غير كمام غير كده انتي حرة وربنا يهديكي وتلبسي الحجاب قريب إن شاء الله .


هتفت بنبره ساخرة:

_ريح نفسك يا ياسين أنا مش هلبس الحجاب مش حباه يا سيدي هو بالعافية 

وبعدين ألبسه ليه وأنا مامي وأختي مش لابسينه دي حتي عمتو اللي هي مامتك مش لبساه ،

وأكملت بغرور وكبرياء:

_ ربنا خلقني جميلة وخلقلي شعر جميل ، ليه عاوزني أخبي جمال شعري وما استمتعش بيه ؟ 


هدر بها بحدة وهو يعتدل بجلسته وينظر عليها بغضب:

_وهو ربنا خلقلك الشعر ده علشان تمشي تفتني بيه الناس يا هانم ولا علشان تمتعي بيه جوزك لوحده ؟ 

وقفت بغضب وهي تأفأف بضيق:

_ يوااااا يا ياسين هنرجع تاني للموضوع ده مش اتكلمنا قبل كده وعملت مشكلة كبيرة وبابي وقتها قالك انه هو إللي هيشيل ذنبي قدام ربنا عاوز ايه تاني ولا هي تلاكيك وخلاص .


هدر بها بعنف وتحدث بصياح:

_تلاكيك، لا يا هانم مش تلاكيك وموضوع إن أبوكي هيشيل ذنبك ده هو قاله وقت الزعل ومنعاً لطلاقنا اللي كان حتمي وقتها 

لكن كلامه ده ما يشيلش عني الوزر ،بالعكس يا مدام أنا جوزك وحضرتك مسؤولة مني قدام ربنا 

لكن هقول ايه هي دي ضريبة إن الواحد يتجوز واحده قريبته تدخل الأهل بيدمر الدنيا .


وأكمل ليكيدها :

_أه وبمناسبة إن الحجاب بيحجب جمال الست زي ما بتدعوا أحب أقولك إنه كلام بتضحكوا بيه علي نفسكم بدليل إن فيه ستات وبنات الحجاب بيذيدهم جمال فوق جمالهم ،


وأكمل بإعجاب ظهر بعيناه لم يستطع مداراته:

_وأكبر مثال علي كده عندك مليكة قد أيه الحجاب مخليها وكأنها ملكة علي عرشها .


إنتفضت جميع حواسها بغضب وصرخت به بكبرياء وهي تشير بيدها بغرور:

_إنتَ بتشبهني أنا ليالي العشري باللي إسمها مليكة دي ؟ 


إبتسمَ وتحدثَ ببرود وإستفزاز:

_في دي بقى عندك حق أيه إللي جابك إنتي لمليكة .


إشتعل وجهها وحدقت عيناها بغضب وكادت أن تتحدث 

أوقفها بنظرة حادة وإشاره من يدهِ ليوقفها 

وتحدث بحدة بالغة:

_خلاص، لحد هنا وخلص الكلام . 


وأكمل وهو يذهب إلي تخته ويعتدل ليغفي:

_خدي لاب توبك والكوليكشن بتاعك واتفضلي اخرجي بره علشان عاوز أنام مش فاضي أنا للهرتلة بتاعتك دي .

وأكمل هادراً بغضب ليرعبها: 

_يلااااااااااا .


إرتعبت أوصالها وانتفضت بوقفتها وقررت الإنسحاب فهي لم تقوي علي مجابهة ذلك الغاضب ولا مجاراته حالياً فقد وصل لذروة غضبه منها وهي تعلم ذلك جيداً .

تابع معنا الجزء الثالث من خلال الروابط التالية..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -