سيرة ابن حزم الأندلسي | حياته ومؤلفاته

ترجمة الحافظ ابن حزم

يعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري ، فحين نتحدث عن ابن حزم الأندلسي هو الإمام الأوحد ، البحر ، ذو الفنون والمعارف ، الفقيه الحافظ ، المتكلم والأديب ، الوزير الظاهري ، صاحب التصانيف والمؤلفات والتراجم، اسمه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد ، فارسي الأصل ، ثمّ الأندلسي القرطبي اليزيدي؛ مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه.

يزيد بن معاوية والي دمشق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجد ابن حزم هو خلف بن معدن أو من دخل الأندلس في صحبة عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام المعروف بـ صقر قريش.

 مولد ابن حزم:

 ولد ابن حزم الأندلسي في قرطبة سنة 384 هـ ، وتوفي سنة 456 هـ ، وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي ( توفي ابن حزم بقريته وهي على خليج البحر الأعظم في شهر جمادي الأول سنة 457 هـ ).

سيرة ابن حزم الأندلسي محطات من حياة ابن حزم الأندلسي الفقيه والشاعر والمتكلم ، العالم المسلم ابن حزم وأهم كتب ابن حزم الأندلسي وترجمة سيرته وحياته.
طابع بريد اسباني باسم ابن حزم الأندلسي وصورته


نشأته:

نشأ في تنعم ورفاهية ، ورزق ذكاء مفرطا ، وذهنا سيالا ، وكتبا نفيسة كثيرة.  والده والده من كبراء أهل قرطبة ؛  عمل الوزارة في الدولة العامرية ، وكذلك وَزَرَ أبو محمد في شبيبته.

وكان قد نبغ أولاً في الأدب والأخبار والشعر وشعر ابن حزم يوجد منه الكثير، فأثرت فيه تأثيراً ليته سَلِم من ذلك ، ولقد وقفتُ له على تأليف يحض فيه بالمنطق ويقدمه على العلوم؛ فتألمت له حقيقةً فإنّه رأس في علوم الإسلام ، متبحر في النقل عديم النظير.

 قيل: إنه تفقه أولًا للشافعي ، ثم أداه اجتهاده إلى القول بنفي القياس كلَّه؛  جَلِيِّه وخفيِّه ، والأخذ بظاهر النّص ، وعموم الكتاب والحديث ، والقول بالبراءة الأصلية ، واستصحاب الحال. 

وصنّف في ذلك كتبا كثيرة ، وناظر عليه ، وبسط لسانه وقلمه ، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل كان فجّاً في كلامه حتى وصل إلى السب ، فكان جزاؤه من جنس فعله ، حيث أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة وهجروها ونفروا منها ، وأُحرقت في وقتٍ ، واعتنى بها ءاخرون من العلماء ، وفتشوها انتقاداً واستفادة وأخبذاً ومؤاخذة ، ورأوا في الدُّر الثمين ممزوجاً -  في الرصف- بالخَرَزِ المَهين ؛ فتارة يطربون، ومرة
 يعجبون ، ومن تفرده يهزؤون. وفي الجملة فالكمال عزيز ، وكلُ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ.

مذهب ابن حزم 

كان ابن حزم في بداية حياته مذهبه شافعي ، ثم تحول إلى مذهب داود الظاهري، فكان مُجدد هذا المذهب وإمامه ونفى القول بالقياس، وتمسك بالعموم والبراءة الأصلية.

 ويقول الإمام أبو زهرة: «إن ابن حزم فقيه ظاهري ، أحيا فقه داود الأصبهاني ، وسلك به مسلكا اتسم بسمته فوسّع رحابه ، وأيد فروعه بالأدله ، وناقض مخالفيه في أقوال صارمة ، وجدل غلب فيه الإقحام والإلزام ، وصال وجال ، وعاضد أقوال الظاهرية بأقوال بعض الأئمة  وخرج من ذلك الخبير من الآثار السلفية نفائس انفرد باستخراجها وكشفها ». 

شيوخه:

 طلب ابن حزم العلم مبكراً ساعده على الأخذ عن الكبار، وساعده جده في تحصيل العلم على الأخذ عن العديد من علماء عصره، والملاحظ أن ثقافة ابن حزم الفقهية والحديثية والكلامية، بدأت في سن مبكر أي قبل أن يغادر قرطبة. وفي هذا تكذيب للرواية التي يأتي بها العديد من الكتاب والمؤلفين، والتي مفادها أنه لم يتجه إلى التحصيل إلا في سن السادسة والعشرين.

ومن الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم ابن حزم:

  • يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود الذي كان يعرف بابن وجه الجنة صاحب قاسم بن أصبغ فهو أعلى شيخ عنده.
  • أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد الأموي القرطبي ابن الجسور.
  • يونس بن عبد الله بن مغيث القاضي.
  • حُمام بن أحمد القاضي.
  • محمد بن سعيد بن محمد بن نبات الأموي القرطبي.

أشهر مؤلفات ابن حزم

يمتلك ابنحزم مصنفات جليلة منها :

  • الخصال الحافظ لجمل شرائع الإسلام» مجلدان.  
  • «المُجلى» في الفقه ، «على مذهبه واجتهاده» ، مجلد. 
  • «المُحلى في شرح المُجلى بالحُجج والآثار» ثماني  مجلدات ، في غاية التقصي.

  • كتاب طوق الحمامة في الألفة والأُلاف .
  •  «الإحكام لأصول الأحكام».
  •  «إظهار تبديل اليهود والنصارى للتّوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمله التأويل» وهو كتاب لم يسبق إليه في الحُسن.
  • «الفضل في الملل والنحل» مجلدان كبيران.

 تلاميذه:

 لقد تتلمذ لابن حزم علماء فحول ، وحُفاظ جهابذة فقد روى عنه أبو عبد الله الحميدي فأكثر، وابنه أبو رافع ، وطائفة ، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن شريح بن محمد. 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -