هل الجن يدخل جسد الإنسان
هل الجن يدخل جسم الإنسان وما الدليل على تلبس الجن |
مسألة علاقة الجن بالإنس مازال الناس يبحثون فيها إلى الآن، وقد اختلف أهل العلم في حقيقة دخول الجن إلى جسم الإنسان وإن كانوا قد اتفقوا في عدة أشياء منها تأثير الجن على الإنس سواء في حالة المس أو دخول الجسد، لكن التعبير نفسه هو ما فيه الاختلاف، ونحن نناقش المسألة من وجهة نظر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما ورد فيهما من نصوص حول تأثير الجن على الإنسان، ونستعرض أقوال أهل العلم في ذلك الصدد.
الجن والإنس
كلٌ من الجن والإنس أمةٌ عظيمة فالله عز وجل يقول: ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) فالثقلان هما معشر الجن ومعشر الإنس، وقد خلق الله أمة الجان قبل أمة الإنس وقبل خلق آدم عليه السلام ، وقد أوضح الله في كتابه الكريم أن الجن خلقٌ مكلفون بالعبادة مثلنا فقال: "( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ). سورة الذاريات.
فنحن نؤمن بوجود الجن لا شك في ذلك، وأما التأثير فالذي يظهر أن الله عز وجل لم يجعل للجن سلطاناً على الإنس أكثر من وسوسة الشياطين، والشياطين هم الكفاروالفسقة من الجن، لأن الجن اسم يطلق على المسلم منهم وغير المسلم.
قال تعالى: "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً".
فهؤلاء آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يخرجهم إيمانهم من كونهم جن، لكن الشياطين الله يقول: " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا " ذكر الله شياطين الجن وشياطين الإنس.
اقرأ في: ماهو الجن العاشق وماهي أعراض عشق الجان
اقرأ في: من الصحابي الذي قتلته الجن
اقرأ في: هل يموت الجن أين يدفن الجن موتاهم
تأثير الجن على الإنس
والمقصود بتأثير الجن على الإنس نوعان ..التأثير بالوسوسة والتأثير بدخول الجن جسم الإنسان، فالتأثير بالوسوسة ثابت بما لا يخفى بقول الله تعالى: "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ" وأما غير ذلك من التأثير فمحل خلاف بين أهل العلم فأكثر أهل السُنة والجمهور الأعظم من العلماء والعامة يرون أن الجن يستطيع أن يدخل في جسم الإنسان ويحتجون ببعض الأحاديث في هذا الباب ومنها الواقع أنهم يرون الرجل الذي تلبست به الجن يتكلم كلاماً ليس معهوداً ولا معرفاً عنه.
فقد يكون امرأة فيتكلم بصوت رجل أو يكون رجل فيتكلم بصوت امرأة، ويرون في هذا على أن الجن يدخل في الإنس وهذا محفوظ منقول عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (خاصة) وهناك أفراد من العلماء يقفون عند هذه المسألة ويقولون أن الأمر لا يصل إلى أن يدخل الجني في بدن الإنسي ويقولون إن ما يقع عند الناس هو تأثيرات نفسية أو شيئاً ما من هذا ولكنهم لا يقولون أن الجني يدخل في الإنس والعلم عند الله.
اقرأ في: ماذا يأكل الجن وأين ينامون
هل الجن يدخل في جسم الإنسان
وسوسة الشياطين أمرٌ ثابت كما ذكرنا، والتأثير الآخر هو مسألة دخول الجن جسد الإنسان وهنا رآيان، الرأي الأول يقول أن الجن يمس الإنسان فقط ولا يدخل في جسده، والرأي الثاني يقول أن الجن يستطيع أن يدخل جسم الإنسان بإذن الله وكل فريق له ما يحتج به ونستعرض أقوال الفريقين:
الجن يمِس الجسد فقط
هذا القول استند إلى ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم :"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" فهنا ذكر الله أن الجن يستطيع أن يمس الإنسان فقط ولا يدخل في جسده.
والمس له تأثير على الإنسان قطعاً، فالجن خلقٌ له خواصه المادية ولا ندري ما الذي يمكن أن يحدث إذا مس الإنسان، فمثلاً إذا الإنسان منا لمس سلك كهرباء فإنه يصعق ويمكن أن يموت لأن الكهرباء له خواصها الفيزيائية التي يمكن أن تضر الإنسان، وبالمثل يمكن أن يحدث هذا مع الجن.
الجن يدخل جسم الإنسان
أصحاب هذا الرأي يستندون إلى الآية سابقة الذكر أيضاً في دخول الجن جسم الإنسان في حال السحر أو غيره ويقرون بأن الجن يمكن أن يتلبس بالإنس بمصاحبة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اخرج يا عدوا الله من عبد الله" أخرجه الإمام أحمد.
دليل سكن الجن في جسم الإنسان
كما استدل بعض المتأخرين بحديث في البخاري ومسلم عن صفية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم".
هذه هي الأدلة التي استدل بها القائلون بأن الجن يدخل جسم الإنسان.
لكن نحن نقول من باب الإجمال أن ليس للجن السلطان العظيم الذي نراه الآن في أذهان الناس وفي ثقافاتهم وفي أدبياتهم الذي يعتقدونه أنه للجن على الإنس فالله عز وجل قال:" وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
اقرأ في: ماهو القرين وصفاته وما علاقته بالإنسان
اقرأ في: من الصحابي الذي قتلته الجن
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى