مواقف مبكية من حياة الرسول
مواقف مبكية من حياة الرسول وأصعب المواقف التي مرت عليه |
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خُلقه القرآن ، فكان كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :"كان خلقه القرآن كأنه قرآنٌ يمشي على الأرض".
لكن هناك مواقف مؤثرة من السيرة النبوية ومواقف بعينها تستحق الوقوف أمامها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعكس ما كان عليه خُلق نبي الإسلام ، في الحزن والسرور والنصر ولحظات الابتلاء وتتجلى هذه المواقف يوم الطائف ويوم أحد.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على مواقف مبكية من حياة الرسول وأصعب المواقف التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلك طوال حياته.
أصعب المواقف التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الطائف
لما توفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم تجرأت قريش على النبي ونالت منه ، فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثه وذلك في ليالي من شهر شوال سنة عشر من البعثة.
فأقام النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف عشرة أيام فلا يدع أحد من أشرافهم إلا جاء وبلغهم برسالة الله ، ومنهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم عبدُ ياليل و مسعود وحبيب بنو عمرو بن عمير بن عوف ، فجلس إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الله وحده وكلمهم لما جائهم له من نصرة الإسلام و القيام معه على من خالفه من قومه.
فقال أحدهم أما وجد الله أحداً أرسله غيرك ، وقال آخر والله لا أكلمك أبداً لإن كنت رسول من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ولإن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف بعد أن أغروا به سفهائهم وعبيدهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى سالت قدميه وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما فيه ، ورجع عنه من أهل ثقيف بعد أن طردوه خارج ديارهم فعمد صلى الله عليه وسلم إلى ظل شجرة من العنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه صلى الله عليه وسلم ويريان ما يلقى محمد من سفهاء أهل الطائف.
اقرأ في: لماذا بكى سيدنا موسى عندما راى سيدنا محمد
مواقف مبكية من حياة الرسول |
حديث اللهم إني أشكو إليك
فلما اطمئن النبي فقال وهو يبكي :" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناسِ يا أرحمُ الرحمين إلى من تكلني إلى عدوٍّ يتَجهَّمُني أو إلى قريبٍ ملكتَه أمري, إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي غيرَ أن عافيتَك أوسعُ لي, أعوذُ بنورِ وجهِك الكريمِ الذي أضاءت له السماواتُ والأرضُ وأشرقت له الظلماتُ وصَلَحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ, أن تُحِلَّ عليَّ غضبَك أو تُنزِلَ عليَّ سخطَك ولك العُتْبى حتى ترضى ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك.
ويقول النبي فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (السيل الكبير الآن)..
ولكم أن تتخيلوا مدى الهم الكبير الذي كان يشعر به النبي صلى الله عليه وسلم حتى مشى كل هذه المسافة الطويلة دون أن يشعر بسيره في جبال شاهقة وأودية سحيقة.
وبينما هو صلى الله عليه وسلم في هذا الهم والحزن الشديد فإذا به يرفع رأسه نحو السماء فرأى سحابة عظيمة قد أظلته ، وإذا فيها جبريل عليه السلام فناداه وقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال الذي أوكل الله أمر الجبال إليه قال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟
إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلين شاهقين) ، فقلت: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا.
اقرأ في: ملامح البيئة العربية قبل مَولد الرسول
اقرأ في: قصة زواج النبي من خديجة
من المواقف المؤثرة في السيرة النبوية يوم غزوة أحد
والموقف الثاني والأصعب الذي مر على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو يوم أحد : عندما وقعت الهزيمة في صفوف المسلمين وقتل 70 من خيار الصحابة ومنهم عم النبي وأخوه في الرضاعة أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وانتشرت شائعة بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن سرعان ما تأكد المسلمون من كذبتها لكن هذا لا ينفي أن إصابات طالت جسد النبي الشريف صلى الله عليه وسلم حتى إنه اشتكى منها شهراً بعد أحد ، وفي نهاية المعركة كيف كان حال النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل هذه الجراحات وفقدان اصحابه رضي الله عنهم.
وبعدها جمع الصحابة بعد انتهاء المعركة ما رواه الإمام أحمد في مسنده :ما كان يومُ أُحُدٍ، وانكفأ المشركون.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَوُوا حتى أُثنِيَ على ربي عزّ و جلَّ اللهم لك الحمدُ كلُّه ، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، و لا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، و لا مُباعِدَ لما قرَّبتَ ، و لا مُعطِيَ لما منعْتَ ، و لا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك و رحمتِك و فضلِك و رزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ و لا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، و الأمنَ يومَ الحربِ ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، و شرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، و لا مفتونين اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك ، و يُكذِّبون رُسُلَك، و اجعلْ عليهم رِجزَك و عذابَك قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ ، إلهَ الحقِّ .
اقرأ في: أين ذهب ماء غسل الرسول ومن الذي غسله
اقرأ في: قصة سحر النبي وما الذي حدث له بسبب السحر
اقرأ في: من هو الرجل الوحيد الذي قتله النبي
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى