قصة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب |
قصة زواج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أم كلثوم الصغرى بنت علي بن أبي طالب، تلك القصة التي لا يختلف عليها إلا ضال ولا ينكرها إلا منافق ،لكن هناك بعض الروايات المكذوبة حول هذه الواقعة بهدف التهافت على الفاروق عمر رضي الله عنه وإلحاق الشبهات به.
فالشيعة لعنهم الله ينكروا زواج عمر من أم كلثوم شكلاً ومضموناً ،لكن مع محاولاتهم إثارة شبهة الزواج أصاغوا قصص وروايات كاذبة لا تصح سنداً ولا متناً للإيقاع بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذه هي طبيعتهم على كل حال، فلكم الآن الرواية الصحيحة حول صحة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم ونذكر أيضاً الرواية المكذوبة للعلم بها.
حول زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم
الشيعة ينكرون زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهذه شبهة ضالة منكرة عند جمهور أهل العلم ، أما الرواية المكذوبة حول الزواج فهي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يتزوج أم كلثوم بنت أبي طالب .
رواية مكذوبة
فقال له علي بن أبي طالب إنها صغيرة ، فقال عمر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل نسبٍ مقطوع إلا نسبي وكل سبب مقطوع إلا سببي، فأردت أن يكون لي سبب ونسب ".
فقال علي: سأرسلها إليك فإن أعجبتك فهي امرأتك ، فلما ذهب أم كلثوم إلى أمير المؤمنين عمر فكشف عمر عن ساقها (رفع طرف الثياب)، فغضبت أم كلثوم وقالت لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك (فقعت عينيك) ،ثم رجعت أم كلثوم إلى أبيها علي بن أبي طالب مغضبة وهي تقول إنك أرسلتني إلى شيخ سوء فعل كذا وكذا ، فقال علي بن أبي طالب يا ابنتي إنه زوجك .
هذه الرواية لا تصح سنداً ولا متناً ،لأن فيها ضعفاً وانقطاع.
صحة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في 52 من عمره ذهب إلى علي بن أبي طالب وطلب منه الزواج من ابنته أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، يريد عمر من ذلك النسب الوصل برسول الله .
فقال علي بن أبي طالب يا أمير المؤمنين إنها صغيرة وأخشى ألا تؤدي حقك ، فألح عمر بالزواج منها ، فقال علي إذا تراها وتراك فإن وافقت قبلنا بك زوجاً لها ، وبعد أن رأته أم كلثوم وافقت على الزواج ، وانتشر الخبر بين المسلمين حتى قيل أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب الصغار .
فصعد رضي الله عنه على المنبر وقال : إني سمعت أنكم تقولون إني تزوجت أم كلثوم لأنها صغيرة والله إني ما تزوجتها إلا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كل سبب وكل نسب وكل صهرٍ يوضع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري ".
وأما أنا عمر حصلت إثنتين ؛السبب فكنت صاحبه ، والنسب فزوجته ابنتي حفصة لكني ما حصلت الصهر فلذلك خطبت أم كلثوم حتى يرتفع نسبي وسببي وصهري.
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: تَزوج عمر بن الخطَّابِ، رضِي اللَّهُ عنه، في أيام ولَايَتِهِ بِأم كلْثُومٍ بنتِ عَلِي بْنِ أبِي طالِبٍ رضِي اللَّهُ عنه من فاطِمة رضي اللَّهُ عنها، وأكرمها إكرامًا زائدًا ; أصْدَقَهَا أربعِينَ ألف درهم لِأَجل نسبها من رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب .
المصادر
"البداية والنهاية" (8/ 243).
وانظر : (سير أعلام النبلاء) (4/ 479).
"الإصابة" (8/ 465).
اقرأ في: قصص رائعة حدثت بين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
اقرأ في: مواقف من حياة عمر بن الخطاب
اقرأ في: لما بويع أبو بكر الصديق بالخلافة دون علي بن أبي طالب
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى