قصة مقتل عمر بن الخطاب
فاروق الأمة الإسلامية عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهيد المحراب، الرجل الذي فرق به الله بين الحق والباطل، الحاكم العادل القوي في الله الذي لا يخشى فيه لومة لائم، قصة وفاة عمر بن الخطاب بل استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحكيها لكم ويالها من قصة ثرية بالعبر والمواعظ عن هذا الرجل النادر، فحياة عمر كانت عجيبة وموته كان أعجب، عمر بن الخطاب الذي لا يبغضه إلا منافق ولا يذمه إلا آثم كذاب.
قتله العلج الخبيث أبو لؤلؤة المجوسي بخنجره المسموم وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر ذلك الكافر الذي يتخذه الشيعة لعنة الله عليهم قدوة ومثالاً ويحتفلون بذكرى مقتل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكأنه عيد، قبل الدخول في تفاصيل موقعة مقتل عمر بن الخطاب لابد أن نحكي لكم الأمور التي دفعت ذلك الخبيث أبو لؤلؤة المجوسي لقتل عمر.
قصة استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب |
قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبو لؤلؤة المجوسي
لاشك أن المدينة النبوية المطهرة قد شهدت أحداثاً عظاماً عبر تاريخها الممتد الطويل، ومن تلكم الأحداث قضية مقتل واستشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، والظاهر أن عمر بن الخطاب كان يعلم أنه سيموت شهيداً ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه قال قتادة حدثنا أنس أن النبي صلى الله عليه ولسم صعد أحد ومعه أبو كر وعمر وعثمان ، فرجف بهم الجبل فقال النبي أثبت أحد فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان ".
(فهو يقصد بالنبوة نفسه عليه الصلاة والسلام، ويقصد بالصديقية مقام أبو بكر، وقد قال النبي وشهيدان وهما عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما) وبذلك فقد كان عمر رضي الله عنه يعلم أنه سيموت شهيداً، ولذلك كان كثيراً يقول اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتة في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم.
هذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبح عمره إثنان وستون سنة، حج تلك الحجة التي كانت آخر حجة له في العام الثالث والعشرين من الهجرة، وكان رضي الله عنه وأرضاه قد وقف في عرفة يقول:" يارب إنه قد كبر سني وضعفت قوتي وانتشرت أمتي، اللهم إني أسألك أن تقبضني غير مُضيع ولا مُفرط ".
ثم قدم المدينة رحمه الله، ولما رجع رآى رؤية فقال يا أيها الناس إني رأيت في المنام أن ديكاً نقرني على وجهي نقرتين، قالوا بما أولت ذلك يا أمير المؤمنين، قال أولته بشهادتي وأنه سيموت، قالوا من يقتلك ؟ قال: الله أعلم، ثم وقف على المنبر وقال: اللهم إني أشكو إليك جَلد الفاجر وعجز الثقة.
ثم نادى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو أمين سر النبي صلى الله عليه وسلم والذي أبلغه النبي بالمنافقين في ذلك الوقت وعددهم بلغ أكثر من ثلاثمائة منافق، فقال له عمر :يا حذيفة أوعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين ؟
فقال حذيفة: والله ما عدك رسول الله من المنافقين، ثم قال له يا حذيفة حدثنا عن الفتنة، قال له: ما شئنك والفتنة فإنك تموت قبلها، ثم حدثه عن فتنة الرجل وأهل بيته، فقال ماعن هذا أسئلك إنما أسئلك عن الفتنة التي تموج موجاً.
فقال يا أمير المؤمنين ماشئنك بها إنك تموت قبلها وإن بابها ليكسر، فقال عمر: يكسر أم يُفتح ؟ فقال: بل يكسر .فقال الصحابة ما فهمنا ما دخل عمر بالفتنة وما الفرق بين فتح الباب أو كسر الباب ؟ فقال بعضهم إن الفتنة تفتح علينا بموت هذا (يقصد عمر) وإذا كُسر الباب فإنه لا يغلق أبداً.
هنا بدأ عمر رضي الله عنه بإخراج كل مجوسي أو نصاري أو أي ديانة غير ديانة الإسلام من الجزيرة العربية، وكان للصحابة جواري وعبيد من المجوس منهم الصحابي المغيرة بن شُعبة فقال يا أمير المؤمنين إني أستأذنك في عبد عندي هو مجوسي اسمه فيروز ويُكنى بأبي لؤلؤة المجوسي، قال هذا الرجل رجل حرفي فيصلح الرحى وحداد ونجار وإني لا أستغنى عنه فأستأذنك أن يبقى، فأذن له عمر بالبقاء.
ثم اشتغل أبو لؤلؤة عند المغيرة بن شُعبة، فقال له المغيرة بما أنك نتكسب كثيراً فاعطني مالاً مما تكسب، فغضب المجوسي وذهب يشتكي إلى عمر، فنادى عمر على المغيرة وحكم بينهما بأن يعطي أبو لؤلؤة للمغيرة جزء بسيط من ربحه، فغضب أبو لؤلؤة من عمر وتوعده في نفسه بالقتل، وهناك قول بأنه كان أربعة من المجوس واليهود واتفقوا على قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظل أبو لؤلؤة يقول إن عمر لم يحكم بالعدل.
ثم مر به عمر ذات يوم فقال له: سمعت أنك تصنع الرحى فلا يصنع مثلها أحد ، فقال نعم، فقال له عمر: اصنع لي رحاً مثلها، فقال أبو لؤلؤة: يا أمير المؤمنين سأصنع لك رحاً تتحدث عنها العرب كلها، فقال عمر لأصحابه تضحكون وتتبسمون من قوله والله إني فهمت ماذا يريد، فقالوا ماذا يريد ؟ قال إنما يريد قتلي، فقالوا نقتله يا أمير المؤمنين، فقال عمر: والله لا يُقتل ولا تقتل نفساً ظنناً أنها تقتل عمر.
مقتل واستشهاد عمر بن الخطاب
ظل الأمر حتى جاء ذلك اليوم يوم 23 من ذي الحجة، فتقدم عمر لصلاة الفجر إماماً فكان خلفه عبدالله بن العباس وعبدالرحمن بن عوف وجمع من الصحابة رضي الله عنهم، فكان عمرو بن ميمون رضي الله عنه في الصف الثاني وهناك روايات تقول أن ذلك العلج أبو لؤلؤة المجوسي قتل عمر بعد أن كبر تكبيرة الإحرام وهناك رواية تقول أنه قتله وهو ساجد فطعنه 6 طعنات في جنبه وفي كتفه وعلى بطنه وفي صدره.
فلما طُعن يقول ابن عباس تأخر عمر في السجود وبدأت المسلمون يقولون سبحان الله ظناً أن عمر قد نسي، قال فرفعت رأسي فوجدت عمر غارقاً في دمه فصرخت، وكان أبو لؤلؤة كلما أراد أحد من المسلمين أن يمسك به يطعنه فطعن مع عمر 13 من الصحابة توفي منهم 9 في ذلك اليوم.
قام عمر رضي الله عنه والتفت إلى الناس وأخذ بثوب عبدالرحمن بن عوف ليصلي بالناس خوفاً أن تترك الصلاة وينشغلوا به، وبعد الصلاة أمسكوا بذلك الكلب أبو لؤلؤة المجوسي وبعد أن تمكنوا منه وأيقن أنه لن يفلت منهم فذبح نفسه بالخنجر ومات.
مشهد وفاة عمر بن الخطاب
ثم حملوا عمر رضي الله عنه والدم ينزف منه وأدخلوه إلى البيت، فأحضروا له الطبيب فأخذ قدحاً من لبن وأشربه عمر، فخرج اللبن من بطنه واختلط بالدم، فقال له الطبيب يا عمر أوصي واستخلف من شئت فإن هذه أيامك الأخيرة.
ثم التفت عمر إلى الطبيب فوجد ثوبه طويل فقال يا هذا تعال ارفع ثوبك فإنه أطهر لثوبك وأرضى لربك، سبحان الله وهو في سكرات الموت يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ثم دخل عليه الصحابة فقال يا ابن عباس من الذي طعنني لا تقل لي أنه أحد من المسلمين، فقال طعنك علج من المجوس يقال له أبو لؤلؤة المجوسي، قال ذلك العلج الكلب الحمدلله الذي لم يجعل موتي على يد رجل سجد لله سجدة.
ثم قال يا عبدالله بن عمر قم واذهب إلى عائشة رضي الله عنها وأقرئها مني السلام وقل لها يبلغكِ عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين قل عمر فإني مودع الدنيا ولست أمير المؤمنين، فقل لها عمر يستأذنك أن يدفن مع صاحبيه، فقد بقى في غرفة عائشة مكان قبر واحد فقط، كانت عائشة رضي الله عنها تريده لها، قال قل لها ماتمنى عمر شيئاً إلا أن يدفن مع صاحبيه، لأنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بالمسجد فأمسك بيد أبي بكر وأمسك بيد عمر وقال: والله الذي لا إله غيره هكذا نبعث يوم القيامة.
ثم قال: عبدالله بن عمر يا أم المؤمنين إن أبي يحتضر وإنه يستأذنك أن يدفن مع صاحبيه أوتأذنين له ؟ فبكت عائشة وقالت: والله إنني جعلت هذا القبر لي وما كنت أظن أنني سأجعله لغيري لكن مادام أمير المؤمنين عمر أراده أخبره بأنني وافقت أن يدفن عمر مع صاحبيه، فأخذ عبدالله يركض حتى دخل عند أبيه فقال أبشر يا أبي فقد وافقت عائشة رضي الله عنها أن تدفن مع صاحبيك.
فقال ياعبدالله إياك أن تشتري لي كفناً غالياً اجعل كفني رخيصاً، فإن كان الله قد رضي عني فإنه سيلبثي خيراً منه وإنه إن كان غضب علي فإنه سينتزعه مني، ياعبدالله إذا مت فاذهب إلى عائشة مرة أخرى لعلها استحت مني وأنا حي وقل لها يا أم المؤمنين أتأذنين لعمر أن يدفن مع صاحبيه، يقول رضي الله عنه ووضع رأسه على الأرض من شدة الألم وأغشي عليه.
قال عبد الله بن عباس والله لا يفوق عمر حتى يسمع الأذان وسيفوق عمر من غشوته، فقاموا فأذنوا فقام عمر رضي الله عنه ووضعرأسه في التراب، فرفعه عبدالله فقال يا أبي لا تمرغ وجهك في التراب، قال ياعبدالله دعني لعل الله يراني ثم يرحمني، ويل لعمر وويل لأم عمر إن لم يرحمها الله.
لا إله إلا الله أين الروافض والشيعة عليكم من الله ما يستحقون الذين يسبون عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفاروق أبا حفص، ثم جمع عمر الصحابة حتى يستخلف عليهم أحد فناداهم وقال لصهيب بن سنان الرومي صل بالناس وجمع ستة من الصحابة وقال لهم اختاروا من بينكم أمير بعد موتي وهم (عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم) ، وتحرج أن يجعلها لواحد من هؤلاء على التعيين.
وقال: لا أتحمل أمرهم حيا وميتا، وإن يرد الله بكم خيرا يجمعكم على خير هؤلاء، كما جمعكم على خيركم بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم. ثم التفت إلى الناس وهو يقول لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله اللهم إنه قد مات رسولك وهو راضٍ عني ومات خليفته وهو راضٍ عني اللهم ارض عن عمر ويل لعمر إن لم يرحمه ربه.
ثم خرجت أنفاسه الأخيرة ودفن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك يوم الأحد في قول، وبعد ثلاث أيام بويع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه. اللهم إنا نسألك أن تجمعنا بنبيك صلى الله عليه وسلم وصحابة نبيك أجمعين في جناتك جنات النعيم.
اقرأ في: قصص رائعة حدثت بين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
اقرأ في: لما بويع أبو بكر الصديق بالخلافة دون علي بن أبي طالب
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى