كيف خلق الله حواء من آدم ولماذا خلقها وهو نائم؟ نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى خلق أم البشر حواء عليها السلام من آدم عليه السلام، لكن هل تعلم أن الله خلقها بينما كان آدم في الجنّة نائماً، وألقى الله تعالى عليه النّعاس لخلقها، ثمّ خلقها الله تعالى من شقّه الأيسر، ولما انتهى من خلقها ذهب عنه النّوم واستيقظ.
كيف خلق الله حواء من آدم
أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا حول خلق الله للسيدة حواء عليها السلام أم البشرية رضي الله عنها وأرضاها ، حيث تنتشر الكثير من الأقاويل حول بداية خلقها وأسباب خلقها، وهو ماسنُجيب عليه في هذا المقال بما ثبُبت في القرآن الكريم والحديث الشريف ومن آراء أهل العلم من ذوي الثقة كما هي عادة موقع شبابيك.
كيف خلق الله حواء من آدم ولماذا خلقها وهو نائم |
كيف خلق الله حواء
خلق الله سبحانه وتعالى حواء عليها السلام من ضلع آدم عليه السلام ، وقد خلقها الله عز وجل أثناء نوم آدم والسبب هو أنه يُقال إن الرجل عندما يتألم يكره الألم.
وفي خلق حواء عليها السلام أثناء نوم آدم حكمة عظيمة هي أنه إذا خلقها الله سبحانه وتعالى أثناء استيقاظ آدم فسوف يشعر بالألم ومن الممكن أن يكره حواء بدلاً من أن يحبها.
حيث يقال إن سيدنا آدم عليه السلام كان يمشي وحيداً في الجنة فنام نومة وبعد أن استيقظ وجد امرأة فقال لها مُتسائلاً من أنتِ ؟ فأجابت : أنا امرأة .
فقال آدم : لماذا خُلقتِ ؟ ، فردت حواء : لتسكن إلي. وبعد هذا الحوار أرادت الملائكة عليها السلام أن تختبر علم سيدنا آدم فقالوا : من هذه يا آدم؟ فأجاب : إنها امرأة.
فقالوا : ماذا ستُسميها ؟ ،فقال سيدنا آدم عليه السلام : حواء .
فقالوا : لماذا هذا الاسم ؟ فقال آدم : لأنها خُلقت من شيء حي.
ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في خلق حواء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ) .
وقال ابن كثير في تفسيره : إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج .
وقد بين الله عز وجل عظيم قدرته تعالى على خلق أمنا حواء عليها السلام من نفس آدم عليه السلام في العديد من آيات القرآن الكريم منها قول الله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا" .
وفي سورة الأعراف قوله تعالى "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا".
كل هذه الآيات تدل على أن الله خلق حواء من جسد آدم عليها السلام ، ولكن لم يتطرق تفصيلاً إلى طريقة الخلق أو كيفية خلق حواء كما تعرض لقضية خلق آدم.
وقد قال الله في آدم أنه خلق من طين حيث قال تعالى "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" ، ثم جاءت الأحاديث النبوية لتوضح كيفية خلق حواء.
لماذا خلق الله حواء من ضلع آدم
قد وضحنا بالدليل أن الله خلق آدم عليه السلام ثم بعد ذلك خلق حواء من ضلعه الأيسر ، وذلك رداً على من يزعم أن الله خلق آدم وحواء معاً.
فهناك أسطورة ظهرت وانتشرت في القرن الثالث الميلادي عن أن الله سبحانه وتعالى قبل خلق حواء عليها السلام خلق امرأة أخرى من الطين تُشبه سيدنا آدم عليه السلام سماها ليليث ، أرادت أن تتساوى مع آدم عليه السلام في كل شيء فلم يتفقا ، فهجرته وتزوجت إبليس اللعين.
فخلق الله سبحانه حواء من ضعله الأيسر وروحه كي تكون جزءاً منه وقريبة من قلبه ، لكن تلك الأسطورة ليس لها أصل ولا سند صحيح .
وفي النهاية نحب أن نوضح حكمة الله تعالى من خلق حواء من ضلع آدم وليس وهو الضلع الأعوج ،فهذا الضلع هو الذي يحمي القلب من أي صدمة .
فلولا أن هذا الضلع أعوج في الإنسان لكانت أقل ضربة أو إصابة على الصدر أحدثت نزيفاً في القلب ،وهذا ماتوصل إليه العلم الحديث والدراسات الحديثة على الإنسان في ظل وجود التكنولوجيا المتطورة.
والله تعالى خلق آدم وحواء عليهما السلام كلٌ من أصل ما سيتعامل معه في الحياة ، فقد خلق آدم عليه السلام من تراب لأنه سيتعامل مه الأرض والأعمال الشاقة والبناء وإعمار الأرض .
أما بالنسبة لحواء عليها السلام فقد خلقها من ذلك الضلع الأعوج الذي يحمي القلب لتكون مهمتها في الحياة أن تتعامل مع الإنسان نفسه وبناء الإنسان نفسه بالعاطفة التي هي من القلب أصلاً.
فهي ستكون أماً حنونة وزوجة مُحبة وأختاً صابرة وابنتاً عطوفة.
ولذلك فإن على حواء أن تفتخر بخلقتها التي كانت من ضلع آدم عليه السلام الأعوج ، ويجب أن يكون الرجل على دراية أنه إذا أصلح الاعوجاج في المرأة كسر ذلك الضلع ، والاعوجاج هنا هو العاطفة عند المرأة التي تغلب العاطفة عند الرجل.
فقد قيل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم "فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ" فتفكروا يا بني آدم في عظيم خلق الله سبحانه وتعالى.
اقرأ في: أين يوجد عرش إبليس الذي أخبرنا عنه النبي
اقرأ في: ماهو الجن العاشق وماهي أعراض عشق الجان
اقرأ في: هل النبي رأى الله في الإسراء والمعراج
اقرا في: خطبة الشيطان يوم القيامة في أهل النار
اقرأ في: هل يشعر الأموات بالأحياء
اقرأ في: هل يتلاقى الأموات بعد الموت
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى