هل النبي رأى الله في المعراج
هل النبي رأى الله في الإسراء والمعراج؟ من أهم الأشياء التي دارت حولها رحلة الإسراء والمعراج؛ فقد كانت هدية الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد عام الحزن الذي عاش فيه النبي أصعب الأوقات بعد موت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب.
حيث ارتقى النبي مرتقاً لم يرتقيه نبيٌ قبله ولن يرتقيه أحد من خلق الله ، وحدث في الإسراء والمعراج أشياءً كثيرة نستعرضها سوياً أهمها سؤال حير الكثيرين هل رأي سيدنا محمد الله رأي العين في الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى ؟
وما المقصود بالآية الكريمة التي تقول :ولقد رآه بالأفق المبين " فهل الرؤيا هنا المقصود بها رؤيا النبي لله سبحانه وتعالى ."
هل النبي رأى الله في الإسراء والمعراج |
الإسراء والمعراج
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم نائماً على ظهره في البيت ، فانفرج سقف البيت ونزل منه الأمين جبريل عليه السلام ، وقال يا محمد قم ، ثم شق صدره وانتزع قلبه وقام بملء قلبه إيماناً وحكمة وأعاده مكانه ليكن هذا تمهيداً لرحلة الإسراء والمعراج وما سيشاهده النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة.
ثم أخذ جبريل بيد النبي وأخذ يطوف به في الكعبة سبعاً ، وجاء جبريل عليه السلام بالبراق ، والبراق هو دابة بين الحصان والبغل لها جناحان تضع حافرها عند منتهى بصرها ،فركبه النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقا معاً إلى بيت المقدس.
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس الذي بناه يعقوب عليه السلام بعد أن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد البيت الحرام بأربعين سنة، فأنزله طيبة فصلى بالأنبياء إماماً.
يقول صلى الله عليه وسلم :وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فأممتهم. ثم عرج جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماوات السبع .
وكان جبريل عليه السلام يطلب الإذن بالدخول عند الوصول إلى كل سماء فيؤذن له وسط ترحيب شديد من الملائكة بقدوم سيد الخلق إمام الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
ماذا رأى النبي في الإسراء والمعراج
السماء الأولى
وجد النبي صلى الله عليه وسلم بين السماء الدنيا والسماء الثانية في استقباله أبوه وأبو البشر كلهم آدم عليه السلام ، التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بآدم فتبادلا السلام والتحية.
حيث كان من المناسب أن يكون المستقبل الأول لابنه رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو أسعد الناس بشرف هذا الابن العظيم فقال له مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح وفي رواية مرحباً وأهلاً بابني نعم الابن أنت.
كان من المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنهار عظيمة النيل والفرات والكوثر ، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال : "ما هذان النهران يا جبريل ؟ قال : هذا النيل والفرات عنصُرهما.
ثم مضى به في السماء ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ،فضرب يده فإذا هو مسك أذفر فقال :ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك .
السماء الثانية
ثم عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية ودخل رسول الله مع جبريل يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :فلما خلصتُ إذا هما ابني الخالة يحيى وعيسى ابن مريم ،قال جبريل هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
وهذه هي السماء الوحيدة التي رآى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إثنين من الأنبياء معاً.
السماء الثالثة
ثم صعد جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثالثة فاستفتح ،قيل من هذا ؟قال جبريل ، قيل ومن معك ؟ قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم.
قيل وقد أرسل إليه ؟ قال نعم ، قيل مرحباً به فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا يوسف بن يعقوب وقد أوتي شطر الحُسن ، فقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.
السماء الرابعة
ثم صعد بي حتى أتينا السماء الرابعة وكان في استقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الله إدريس عليه السلام فرحب بالنبي ودعا له .
السماء الخامسة
ثم عرج بالنبي إلى السماء الخامسة فإذا بنبي الله هارون عليه السلام ، فسلم على النبي ودعا له بالخير .
السماء السادسة موسى عليه السلام
ثم صعد جبريل بالني صلى الله عليه وسلم إلى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا ؟ قال جبريل ، قيل ومن معك ؟ قال محمد بن عبد الله ، قيل وقد أرسل إليه ؟ قال نعم ، قيل مرحباً به فنعم المجيء جاء فإذا بموسى عليه السلام ،فلما صعد النبي إلى السماء السابعة بكى سيدنا موسى (لما بكى سيدنا موسى عندما رأى سيدنا محمد).
السماء السابعة
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال: محمد . قيل: وقد بعث إليه ؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا ، فإذا به خليل الرحمن إبراهيم وهو أشبه بصاحبكم (يقصد نفسه).
وإذا هو مستند إلى البيت المعمور ،وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه.
ثم واصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحلة المعراج حتى وصل إلى سدرة المنتهى يقول النبي صلى الله عليه وسلم وأتيت سدرة المنتهى ، فغشيتني ضبابة فخررت ساجداً فقيل لي: إني يوم خلقت السموات والأرض، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك ،فرجعت إلى إبراهيم فلم يسألني ، عن شيء .
حوار موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام
ثم أتيت موسى فقال :كم فرض الله عليك وعلى أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة . قال : فإنك لا تستطيع أن تقوم بها ، لا أنت ولا أمتك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجعت إلى ربي فخفف عني عشرا .
ثم أتيت موسى فأمرني بالرجوع ، فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت إلى خمس صلوات ، قال : فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإنه فرض على بني إسرائيل صلاتين ، فما قاموا بهما .
فرجعت إلى ربي - عز وجل - فسألته التخفيف ، فقال : إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فخمس بخمسين ، فقم بها أنت وأمتك .
فعرفت أنها من الله عز وجل صرى فرجعت إلى موسى ، عليه السلام فقال : ارجع ، فعرفت أنها من الله صرى - أي حتم - فلم أرجع .
هل النبي رأى الله عند سدرة المنتهى
يتسائل الكثير من الناس هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى في الإسراء والمعراج والجواب قولاً واحداً لا لم يرى النبي الله رأي العين .
لكن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما سُئل هل رأيت الله فقال :" نورٌ أنَّى أراه " بمعنى أنه نور فكيف أرى النور ، وفي رواية لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت هل رأى النبي الله في الإسراء والمعراج قَالَتْ :من حدثك أَن محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم رأَى ربّه فقد كذبَ وَهو يقولُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ .صحيح البخاري.
أما عن الآية الكريمة التي تقول :"ولقد رآه بالأفق المبين " فهنا المقصود هو جبريل عليه السلام ، حيث رآه النبي صلى الله عليه وسلم على هيئته الحقيقية مرتين .
الأولى في غار حراء في أول لقاء بينهما حيث قال له اقرأ ، والثانية في الإسراء والمعراج رآه له 600 جناح جالس على كرسي بين السماء والأرض ، ولقد كان يأتي جبريل عليه السلام للنبي على هيئة رجل من البشر يشبه الصاحبي دحية الكلبي رضي الله عنه (كيف كان يظهر سيدنا جبريل للنبي ).
فالثابت بين أهل العلم أن النبي لم ير الله رأي العين في الدنيا ولكن رآه بفؤاده، أما عن مسألة رؤية الله في الآخرة فهذا ثابت بنص القرآن أن أهل الجنة سوف ينعم الله عليهم بالنظر إلى وجهه الكريم قال تعالى :"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " فاللهم اجعلنا ممن ينظرون إلى وجهك الكريم. هذا والله أعلم.
اقرأ في: قصة سيدنا موسى مع ملك الموت
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى