لماذا اشتكى سيدنا موسى من أبينا آدم إلى الله

 لماذا اشتكى سيدنا موسى من أبينا آدم إلى الله

كيف عاتب سيدنا موسى أبينا آدم عليه السلام ؟ وكيف التقيا ببعض، وأما الحوار الذي دار بينما ، ومن الذي غلب الآخر بفصاحته، وهل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعصية، وأين وقعت هذه المناقشة ؟

لماذا اشتكى سيدنا موسى من أبينا آدم إلى الله كيف عاتب سيدنا موسى أبينا آدم عليه السلام ؟ وكيف التقيا ببعض ، وأما الحوار الذي دار بينما ، ومن الذي غلب الآخر بفصاحته ، وهل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعصية ، وأين وقعت هذه المناقشة ؟   كيف احتج موسى عليه السلام أبينا آدم إن كل شيء في هذه الحياة هو بقدر الله تعالى وقضائه ، وإنه ليس لأحد أن يُعاير أحد بذنب كان منه ، لأن الخلق كلهم تحت العبودية سواء ، وإنما يتجه اللوم من قبل الله سبحانه وتعالى إذ انه قد نهانا عن كل معصية ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى النبي عليه السلام قال ياربِ أرني أبانا الذي أخرجنا ونفسه من الجنة ، فأراه الله تعالى آدم عليه السلام ، فقال موسى : أنت آدم الذي أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟! ،قال له آدم :نعم ، قال : أنت الذي نفخ الله تعالى فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها ، وأمر ملائكته فسجدوا لك ؟! ،قال :نعم ،  قال موسى : فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟! ، قال له آدم: ومن أنت؟ ،قال أنا موسى ، قال آدم:أنت نبي بني إسرائيل أنت الذي كلمك ربك من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسول من خلقه ؟ ، قال نعم ،  فقال آدم : كيف وجدت في التوراة ألم تجد أن الله عز وجل قَدَّر معصيتي وقّدَّر خروجي قبل أن أخلق بأربعين عاماً ؟ قال موسى : نعم . قال :فكيف تلومني على شيء قد قّدَّره الله علي قبل أن يخلقني ؟!   وفي هذا الحديث اخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن الحوار الذي وقع بين آدم وموسى عليهما السلام عندما التقيا ، ولعل ذلك كان في البرزخ عند موت موسى عليه السلام ، فالتقيت أرواحهما في السماء كما جزم بذلك ابن عبد البر والقابسي . قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى عليهما السلام (أي غلب آدم موسى بالحجة وظهر عليه بها) ، كما أن موسى عليه السلام لم يلقي اللوم على آدم عليه الصلاة والسلام بأن ارتكب الذنب ، خاصة أنه تاب وقبل الله توبته ، فموسى نبي حكيم لا يلوم أحدً بشيء قد عفا الله عنه ، ولكنه إنما لامه على إخراج نفسه وذريته من الجنة ، قال تعالى "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ" . فما كان من آدم عليه السلام إلا أن قال له إنما قدَّر الله علي أن أكون خليفته في الأرض ، فلابد لي من الخروج من الجنة عاجلاً أم آجلاً ، وهذا ماقدَّره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، فحجَّ آدم موسى عليه السلام ، وكان احتجاجه هنا على المصيبة وليس المعصية، والاحتجاج بالقدر على المصائب جائز ، وكذلك الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها جائز ، وأما الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريراً لموقف الإنسان واستمراراً فيها فغير جائز ، لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :الصواب في قصة آدم وموسى أن موسى لم يلُم آدم إلا من جهة المصيبة التي أصابته وذريته بما فعل ، لا لأجل أن تارك الأمر مذنب عاص ، ولهذا قال لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة ولم يقل لماذا خالفت الأمر أو لماذا عصيت ، والناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر وشهود الربوبية كما قال الله تعالى :"مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ" . متى وأين وقعت هذه القصة اختلف أهل العلم في ذلك ، فقال بعضهم سيكون ذلك في الآخرة وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه ، وقيل بل وقع في البرزخ عندما مات موسى عليه السلام والتقى آدم علسه السلام ، وساء كان وقع أو سيقع فنحن نؤمن به لأنه من الغيب ونفهمه الفهم الصحيح كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ، فهذا الحديث أصل في تحقيق الإيمان بالقدر. هذا والله أعلى وأعلم. المصادر/ مسند الإمام أحمد صحيح البخاري ومسلم كتاب البداية والنهاية لابن كثير
لماذا اشتكى سيدنا موسى من أبينا آدم إلى الله

كيف احتج موسى عليه السلام أبينا آدم

إن كل شيء في هذه الحياة هو بقدر الله تعالى وقضائه، وإنه ليس لأحد أن يُعاير أحد بذنب كان منه، لأن الخلق كلهم تحت العبودية سواء، وإنما يتجه اللوم من قبل الله سبحانه وتعالى إذ انه قد نهانا عن كل معصية.

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى النبي عليه السلام قال ياربِ أرني أبانا الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله تعالى آدم عليه السلام.

فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟! قال له آدم :نعم ، قال : أنت الذي نفخ الله تعالى فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها ، وأمر ملائكته فسجدوا لك ؟!

قال: نعم.

قال موسى: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟! ، قال له آدم: ومن أنت؟ ،قال أنا موسى.

قال آدم: أنت نبي بني إسرائيل أنت الذي كلمك ربك من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسول من خلقه ؟ ، قال نعم .

فقال آدم: كيف وجدت في التوراة ألم تجد أن الله عز وجل قَدَّر معصيتي وقّدَّر خروجي قبل أن أخلق بأربعين عاماً ؟ قال موسى: نعم.
قال: فكيف تلومني على شيء قد قّدَّره الله علي قبل أن يخلقني ؟!

وفي هذا الحديث إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن الحوار الذي وقع بين آدم وموسى عليهما السلام عندما التقيا، ولعل ذلك كان في البرزخ عند موت موسى عليه السلام، فالتقيت أرواحهما في السماء كما جزم بذلك ابن عبد البر والقابسي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى عليهما السلام (أي غلب آدم موسى بالحجة وظهر عليه بها)، كما أن موسى عليه السلام لم يلقي اللوم على آدم عليه الصلاة والسلام بأن ارتكب الذنب، خاصة أنه تاب وقبل الله توبته.

فموسى نبي حكيم لا يلوم أحدً بشيء قد عفا الله عنه، ولكنه إنما لامه على إخراج نفسه وذريته من الجنة.

قال تعالى: "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ".

فما كان من آدم عليه السلام إلا أن قال له إنما قدَّر الله علي أن أكون خليفته في الأرض، فلابد لي من الخروج من الجنة عاجلاً أم آجلاً، وهذا ماقدَّره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجَّ آدم موسى عليه السلام.

وكان احتجاجه هنا على المصيبة وليس المعصية، والاحتجاج بالقدر على المصائب جائز، وكذلك الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها جائز، وأما الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريراً لموقف الإنسان واستمراراً فيها فغير جائز.

لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الصواب في قصة آدم وموسى أن موسى لم يلُم آدم إلا من جهة المصيبة التي أصابته وذريته بما فعل، لا لأجل أن تارك الأمر مذنب عاص، ولهذا قال لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة ولم يقل لماذا خالفت الأمر أو لماذا عصيت.

والناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر وشهود الربوبية كما قال الله تعالى :"مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ".

متى وأين وقعت هذه القصة

اختلف أهل العلم في ذلك ، فقال بعضهم سيكون ذلك في الآخرة وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه، وقيل بل وقع في البرزخ عندما مات موسى عليه السلام والتقى آدم عليه السلام، وساء كان وقع أو سيقع فنحن نؤمن به لأنه من الغيب ونفهمه الفهم الصحيح كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، فهذا الحديث أصل في تحقيق الإيمان بالقدر.

هذا والله أعلى وأعلم.
المصادر/
مسند الإمام أحمد
صحيح البخاري ومسلم
كتاب البداية والنهاية لابن كثير.

اقرأ في: ما اللغة التي تكلم بها آدم عليه السلام

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -