كانت اللغة العربية قبل الإسلام ونزول القرآن الكريم بلا نقط أو تشكيل للحروف، لما كانت عليه أمة العرب من فصاحة وبلاغة في فنون اللغة العربية، ثم نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلا نقاط ولا تشكيل للحروف القرآن الكريم، فمن الذي وضع النقط على الحروف كما نراها الآن ؟
ولماذا صدر الأمر بتشكيل حروف القرآن الكريم رغم فصاحة العرب وبلاغتهم، نعرض الآن المراحل التي مرت بها عملية تشكيل حروف اللغة العربية، ووضع نقاط الحروف.
من الذي وضع النقاط على الحروف |
أول من وضع النقاط على حروف اللغة
لماذا تم وضع النقاط على الحروف وتشكيل الكلمات
القرآن الكريم كلام الله هو خير عنوان للغة العربية، وهو دليل يقطع الشك باليقين أن اللغة العربية هي أم اللغات، وهي اللغة التي تلكم بها آدم أبو البشر، وهي اللغة التي تفرعت منها جميع لغات العالم على اختلاف ألستنهم، قبل نزول الوحي على محمد -صلى الله عليه وسلم - كانت أمة العرب بارعون في فنون اللغة العربية من خطابة وشعر وغير ذلك ملكاً لا صناعة.
ثم أنزل الله أمين وحي السماء جبريل عليه السلام بكلام الله القرآن الكريم تحدي لبلاغة العرب، ومعجزة الله الخالدة إلى يوم القيامة، وكان أيضاً القرآن بلا تنقيط أو تشكيل، فلمَّا فتح الله على المسلمين وانتشرت رقعة الإسلام إلى ما هو أبعد من شبه الجزيرة العربية،
ودخل في الإسلام أناس من غير العرب، من غير أهل اللغة العربية، فمثلاً دخل الإسلام بلاد فارس، ومصر، وبلاد السند، والعراق، وغيرهم من الفتوحات الإسلامية.
أهل تلك البلاد كانوا لا يملكون اللغة العربية كما يملكها العرب، ولا يفقهون من فنونها كما يفقه العربي الأصيل، ومن ناحية أخرى لم يعاصروا نزول القرآن الكريم على النبي- صلى الله عليه وسلم - ولم ينفعلوا به كما انفعل الصحابة الكرام، فبدأت اللغة في الضعف والركاكة.
وبدأ الأمر يختلط على الناس في قراءة القرآن الكريم ومعرفة النطق الصحيح للحروف، فمثلاً كلمة ( أشاء ) من المشيئة كانت تكتب (اساء) من الإساءة، وهكذا التبس الأمر على المسلمين، ولأن الله سبحانه وتعالى حافظ كتابه الكريم، فقد سخر له من يعمل على حفظه، والحق أن تشكيل حروف اللغة ووضع النقاط على الحروف لم يكن منسوب لواحدٍ فقط، وإنما مر بمراحل عديدة واشترك في ذلك أكثر من عالم.
أول من وضع النقاط على الحروف
اللحن في القرآن الكريم انتشر بانتشار الإسلام ودخول العجم في دين الله، فظهرت بعض القراءات الغير صحيحة للكلام، جاء ذلك في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - وقد دخل الكثير من العجم في الإسلام بعهده، وتفشى اللحن في اللغة العربية، وكثر الخطأ في القرآن الكريم.
أبو الأسود الدؤلي هو من وضع النقاط على الحروف
شكى أبو الأسود الدؤلي ذلك إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -، فعلمَّه علي مبادئ النحو وقال له ( الاسم ما دل على المسمى، والفعل ما دل على حركة المسمى، والحرف ما ليس هذا ولا ذاك، ثم انح على هذا النحو.) ومن هنا جاء اسم علم النحو، فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع النقط على الحروف للضبط.
فكان يضع النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، والنقطة فوق الحرف علامة على الفتحة، وإذا كانت النقطة تحت الحرف فهي علامة على الكسرة.
أول من نقط القرآن الحجاج
واستمرت الكتابة على هذا النحو، ومع مرور الوقت جاءت دولة بني أمية ومع اتساع رقعة الإسلام حتى شملت بلاد السند والهند وفارس ومصر والعراق، كان عهد عبد الملك بن مروان، لم يكتف الناس بالنظام الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي من ضبط الحروف.
فأمر الحجاج بن يوسف الثقفي أحد علماء اللغة العربية اسمه نصر بن عاصم الليثي بضبط حروف القرآن وتشكيل النصوص، وكان نصر بن عاصم من تلامذة أبي الأسود الدؤلي، ويُقال أنه أول من وضع النقاط على الحروف بأمر من الحجاج بن يوسف، فوضع نظاماً أكثر دقة من نظام أستاذه أبو الأسود الدؤلي .
آخر من وضع النقاط وتشكيل الحروف
حتى جاء آخر عالم وضع الضبط النهائي الذي بين أيدينا الآن وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي، فقد وضع نقاط كل الحروف وقام بتشكيل الكلمات كما هي الآن دون انتقاص.
والخلاصة: أن أول من وضع النقاط في المصحف هو أبو الأسود الدؤلي ولكنه للشكل والضبط، أما نقط الإعجام الذي بين أيدينا فأول من وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.
اقرأ في: خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في أهل العراق (الكوفة والبصرة)
اقرأ في: كم عدد زوجات النبي و جواريه
اقرأ في: قصة طلاق النبي لزوجته حفصة بنت عمر ولماذا ردها النبي
اقرأ في: كيف خلق الله حواء من آدم ولماذا خلقها وهو نائم
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى