أين ذهب ماء غسل الرسول صلى الله عليه وسلم
في الفترة الأخيرة ارتفعت نتائج محركات البحث جوجل حول عنوان صادم وهو (أين ذهب ماء غسل الرسول صلى الله عليه وسلم) وجاءت في هذه النتائج بعض الأقاويل لا نعلم مدى صحتها، لكن قبل الشروع في الحديث عن ماء غسل الرسول، نتوقف عند بعض النقاط الأهم من مكان ماء غسل النبي صلى الله عليه وسلم.
أين ذهب ماء غسل الرسول ومن الذي غسله |
الوقت الذي توفي فيه رسول الله
لا خلاف بين أهل العلم على أن الوقت الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين 12 من شهر ربيع الأول سنة 11 هجرية، وهو في عمر 63 سنة.
وقد كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، واليوم الذي نزل فيه الوحي أول مرة كان يوم الاثنين، وخرج من مكة مهاجراً يوم الاثنين، ودخل مكة فاتحاً يوم الاثنين، ووفاة الرسول يوم الاثنين.
وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه: لما اشتد على رسول الله وجعه أرسلت أم المؤمنين عائشة إلى أبي بكر، وأرسلت حفصة إلى عمر، وأرسلت فاطمة إلى علي، فلم يجتمعوا حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صدر عائشة.
وفي يومها يوم الاثنين حين زاغت الشمس لهلال ربيع الأول، فخرج خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لكنه لم يُدفن في نفس اليوم الذي مات فيه، فقد تأخر وقت دفن النبي ثلاثة أيام، وهذا بسبب اختلاف المسلمين على من سيتولى خلافة المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن في جوف ليلة يوم الأربعاء.
أين ذهب ماء غسل الرسول ومن الذي غسله
بعد أن انتهى المسلمون ببيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بقية يوم الاثنين وبعض من يوم الثلاثاء، بدأوا في تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والراجح عند أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تم غُسله بماء بئر يسمى بئر الغرس بقباء، كانت لسعد بن خيثمة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها.
من الذي غسل رسول الله
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أهله وأقرب الناس إليه من أهله يغسلونه وهم، ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب، وعم رسول الله العباس بن عبد المطلب وابنيه قَثَم بن العباس و الفضل بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة ومولاه صالح.
واحتار هؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- في كيفية تغسيل النبي، هل نجرده من ثيابه كما نفعل مع موتانا؟ أم نغسله وعليه ثيابه؟ وبقوا في حيرتهم حتى ضرب الله عليهم النوم فناموا، ثم كلمهم مكلم لا يدرون من هو أن غسلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه.
فقاموا إلى رسول الله فغسلوه وعليه قميصه فأسنده علي بن أبي طالب على صدره وبدأ يدلكه، والعباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة بن زيد وصالح يصبان عليه الماء، فلم ير منهم شيئاً من جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ في: من الرجل هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب
أين ذهب ماء غسل الرسول
نأتي إلى السؤال الذي هو موضوع المقال، أين ذهب ماء -غسل الرسول صلى الله عليه وسلم- ، هناك الكثير من الروايات التي انتشرت في الآونة الأخيرة حول ماء غسل النبي.
فمنها أن الصحابة نثروا ماء غسل الرسول في الأرض فتبخر الماء وصعد إلى السماء ثم نزل هذا الماء على هيئة أمصار في أماكن متفرقة على وجه الأرض، وفي موضع كل نقطة تم بناء مسجد من مساجد الله في شتى بقاع الأرض، وبالطبع هذه القصة باطلة ومكذوبة، ولا تصح لاسنداً ولا متناً، ولا يدري من جاء بتلك الخرافات.
أين ذهب ماء غسل الرسول صحة قصة حامل القنديل |
والصحيح أنه لم يذكر الصاحبة شيئاً حول ماء غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتكلم أهل العلم بهذا القول ولا بغيره، لأن تلك المسألة لا تؤثر من موقف المسلم في العقيدة، ولا تنفعه بشيء.
ولو أن فيها من العلم النافع شيء لوفق الله من يحمل أثرها إلى الناس مثل بقية أركان الدين وسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وربما فعل الصحابة مع ماء غسل الرسول ما نفعله نحن وغيرنا تخلصوا منه ولا شيء أكثر من ذلك.
ومن الواجب على المسلم ألا يتطرق إلى مثل هذه المسائل التي تندرج تحت قول (علمٌ لا ينفع وجهلٌ لا يضر) والأولى أن يشغل نفسه بأمور الدين التي أمرنا الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بالبحث والاجتهاد فيها.
هذا والله أعلى وأعلم.
اقرأ في: أماكن قبور الصحابة في الدول العربية
اقرأ في: لماذا تأخر دفن النبي محمد
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى