قصة سيدنا إدريس وكيف مات وأين دفن
النبي إدريس عليه السلام، هو أحد الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في كتبه السماوية، في التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، وهو من أقرب الأنبياء لسيدنا آدم عليه السلام، وذلك لنسبه للنبي شيث الذي بُشر بالنبوة من بعد آدم عليهما السلام، هناك الكثير من الأقاويل التي تدور حول حياة النبي الكريم، مثل قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت، أو قصة صعوده إلى السماء، وهنا سوف نتناول قصة سيدنا إدريس بالتفصيل.
قصة سيدنا إدريس وحقيقة صعوده إلى السماء |
نسب سيدنا إدريس عليه السلام
قصص الأنبياء في القرآن الكريم جاءت لنا بخير الأخبار وخير الكلام عن أكرم خلق الله وهم الأنبياء والرسل، مما كان لحياتهم من عبر وآيات ينبغي لنا أن نأخذها مسلك الدنيا ومعبر الآخرة، وقبل الدخول في موضوع المقال عن قصة إدريس عليه السلام.
نرجع أولاً إلى آدم أبو البشر فبعد أن خلق الله آدم عليه السلام وأسجد له الملائكة، أمر أولاده وذريته بالتوحيد فكان أول نبي في الأرض، ثم أوصى لابنه شيث عليه السلام بالتوحيد والبقاء على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
ثم توفي آدم عليه السلام، فجاء من بعده ومن نسل شيث ابنه يرد ومنه جاء سيدنا إدريس عليه السلام، فهو إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.
اقرأ في : من الرجل هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب
مولد سيدنا إدريس ونشأته
اختلف أهل العلم في مولد ونشأة نبي الله إدريس عليه السلام، فقال بعض العلماء أنه ولد في فلسطين، وقال بعضهم إن إدريس ولد في بابل بأرض العراق.
وقال آخرون أنه ولد في مصر وقيل غير ذلك، ويقال أنه أدرك من حياة سيدنا آدم 308 سنة، لأن آدم عاش طويلاً قرابة الألف سنة، ولما بلغ إدريس مبلغ الأنبياء من العمر آتاه الله النبوة على شريعة آدم وشيث.
فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفة منهج الله فأطاعه نفرٌ قليل، وخالفه الكثير، فنوى الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بالرحيل ، فثقل عليهم ترك أوطانهم فقالوا له وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل؟
فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا أرض مصر، فرأوا النيل فوقف إدريس على النيل وسبح الله، وأقام سيدنا إدريس في مصر ومن معه يدعو الناس إلى الله ومكارم الأخلاق بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل؟
فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق، وقد كانت مدة إقامة إدريس في الأرض مايقارب 800 سنة حتى رفعه الله إلى السماء كما ذكر في القرآن (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) كما سنأتي.
وفاة سيدنا إدريس وحقيقة صعوده إلى السماء
هل إدريس هو إلياس
قال بعض الصحابة والعلماء من بعدهم -وهم قليل- بأن إدريس عليه السلام هو إلياس، وأن إدريس وإلياس هما اسمان لشخص واحد، وهناك حديث في البخاري في
الإسراء والمعراج .
قال: ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام.
قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح.
قالوا: فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له إبراهيم وآدم. وهذا لا يدل قطعاً بأن إدريس ليس في عمود نسب النبي، وقد لا يكون الراوي حفظه جيدًا، أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم يجعل نفسه في مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الله، وأكبر أولي العزم، بعد محمد-عليهم جميعاً الصلاة والسلام-.
قصة سيدنا إدريس مع قومه
إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم الله بلفظٍ صريح أنه نبي في سورة مريم فقال عنه المولى عز وجل { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَاب إِدْرِيس إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
بعد أن أوصى سيدنا آدم لابنه شيث عليهما السلام بالتوحيد والتمسك بدين الله، ظل الناس زمناً وقروناً، فبعث الله عز وجل فيهم نبي الله إدريس عليه السلام، فهو نبي وليس برسول لأنه لم يأت بدينٍ جديد، فالناس لازالوا يعبدون الله جل وعلا على شريعة آدم وشيث عليهما السلام.
لكن جاء إدريس عليه السلام يذكرهم ويحثهم على الخيرات، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وقد علمه الله الكثير من الأشياء التي كان أول من قام بها، والتي تُسمى أوَليَّات إدريس، سيدنا ادريس هو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثيات وغزل الثياب من الصوف، وهو أول من نظر في علم النجوم والحساب ومعرفة الطريق بالنجوم.
اقرأ: قصة الخضر الرجل الذي فاق الأنبياء علما وهل هو حيا حتى الآن
فإدريس عليه السلام نبي من أنبياء الله بل كان من أنشط من دعا إلى الله، ماترك أحداً في الأرض آنذاك إلا وعلمه الخير وذكَّره بالمعروف ونهاه عن المنكر، حتى وصل الأمر إلى أن الله عز وجل أوحى إلى إدريس أن يا إدريس ما من يومٍ إلا ويُكتب لك مثلُ عمل أهل الأرض كلهم، لأن من دل على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله.
فدعا إدريس عليه السلام الله أن يمد في عمره، وأن يؤخر موته حتى يتزود من الأجر والثواب، ومن معجزات الله العظيمة مع الأنبياء هو ما وقع من قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت ، وقصة صعوده إلى السماء.
قصة سيدنا إدريس مع ملك الموت وصعوده إلى السماء
قلنا أن الله سبحانه وتعالى جعل لسيدنا إدريس من كل يوم يعشيه مثلُ أجر عمل أهل الأرض كلهم في ذلك الوقت، فأراد سيدنا إدريس عليه السلام أن يطول عمره حتى يزداد من الأجر والثواب، وكان له صاحب من الملائكة فقال له إذا رأيت ملك الموت فاطلب منه أن يؤخر في عمري.
فقال له الملك ولما لا ترقى أنت إلى السماء وتبلغه بما تريد وتكلم ملك الموت ، وبالفعل حمله الملك إلى السماء الدنيا ،ثم السماء الثانية، ثم السماء الثالثة، ثم السماء الرابعة فإذا بهما يجدان ملك الموت ، فسلم عليه الملك وقال له إن إدريس عليه السلام يُسلم عليك يا ملك الموت ، فرد عليه السلام وقال له ملك الموت وماذا يطلب؟
قال: إدريس يريد منك بإذن الله أن تمد في عمره وتؤجل في عمره، قال ملك الموت، ولما يريد إدريس هذا ؟ قال: لأنه يريد أن يزداد في عمله وأجره، فقال ملك الموت: وأين إدريس الآن ؟ قال الملك: إدريس معي الآن.
فقال ملك الموت: سبحان الله سبحان الله، قال الملك: ولما ؟
فرد ملك الموت: أمرني الله أن أقبض روح إدريس في السماء الرابعة فقولت في نفسي إدريس في الأرض ويأمرني الله أن أقبض روحه في السماء الرابعة ! وأنا نازل وجدته قد صعد إلى السماء الرابعة.
فقال له الملك الذي حمل إدريس: وكم بقي من عُمْر إدريس ؟ قال ملك الموت: لم يبق له طرفة عين، فقبض الله عز وجل روح إدريس عن طريق ملك الموت في السماء الرابعة، وظل إدريس عليه السلام في السماء الرابعة.
حتى مر النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج، فسلم عليه وقال أهلاً بالنبي الصالح والأخ الصالح، وهذا الأثر يثبت صحته ما ذكر في القرآن الكريم عن سيدنا إدريس (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).
هذا والله أعلى وأعلم.
المصادر/
قصة سيدنا إدريس لابن كثير كتاب البداية والنهاية .
قصة سيدنا إدريس للشيخ الشعراوي
اقرأ في : هل النبي رأى الله في الإسراء والمعراج
اقرأ في: قصة سيدنا موسى مع ملك الموت
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى