الصورة الحقيقية للمسيح عليه السلام كما وصفه النبي
ما هي الصورة الحقيقة للمسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام - كما وصفه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم -؟ وما علاقة الصورة المنتشرة حالياً بالمسيح وكيف جاءت إلينا، وهل هناك علاقة بوصف النبي للمسيح ابن مريم والصورة المنتشرة في كنائس العالم؟ تعالوا معنا..
ماهي الصورة الحقيقية للمسيح كما وصفه النبي |
عقيدة المسلمون في عيسى ابن مريم
إن عقيدتنا نحن المسلمين في عيسى ابن مريم -عليه السلام- أنه نبي الله ورسوله كما أن محمداً نبي الله ورسوله عليهما الصلاة والسلام وكلمته ألقاها إلى مريم ابنة عمرآن و روح منه، وميلاد المسيح عليه السلام كان معجزة ربانية ضرب الله بها مادية بني إسرائيل الذين قالوا أن اللهه جل في عُلاه يخضعُ إلى الأسباب والمسببات مثل البشر فأرسل الله إليهم رسولاً نبياً يُولد من دون أب ولا تدخل بشري.
ويتكلم في المهد على غير عادة بني آدم ، فكان المسيح -عليه السلام - رسول السلام والنبي الوجيه فلا هو ثالث ثلاثة ولا ابن الله ولا هو الله ولا أي شئ من هذه الأكاذيب الباطلة ونعوذ بالله من مقالةٍ كهذه.
وأيضاً لا نقول أن اليهود قتلوا المسيح أو صلبوه ولكن الله سبحانه وتعالى رفع المسيح ابن مريم إلى السماء بروحه وجسده ، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن على ذلك من الشاهدين.
هل يجوز تصوير الأنبياء والرسل
كلما مر علينا اسم شخصية تاريخية أو دينية فإن مُخيلة كل واحدٍ منا ترسم صورةً أو ملامح بسيطة لها تعبر عما كونته أفكره عنها، فإن كانت شخصية محبوبة فإن وجداننا يكون صورة ذات ملامحٍ طيبة ومُرتبة وجميلة وإن كانت غير محبوبة فإنه يرسم صورة قبيحة وقاسية.
وبما أننا في مجتمع تغلبُ عليه الثقافة الإسلامية والمسيحية فنحن نعيش بين مبدأين أولهما إسلامي شدد على عدم جواز تصوير من لهم القُدسية من الأنبياء والرُسل رسماً أو تشخيصاً وأضيف لهم العشرة المبشرون بالجنة ويشُذ عنه المذهب الشيعي الذي رأى جواز ذلك، وبين المبدأ الثاني وهو المسيحي الذي لا يُقيد ذلك.
وقد وردت أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم - في وصف المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام - وأنبياء آخرين قد رآهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج.
وصف النبي للمسيح عيسى بن مريم
لقد وصف سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - شكل سيدنا موسى وسيدنا عيسى-عليهما السلام- وصفاً دقيقاً، وهو وصفٌ مهم لأنه يساعد في تكون صورة ذهنية تفيد في متابعة القصص الكثيرة التى ورد فيها ذكر سيدنا موسى وسيدنا عيسى- عليهما السلام - في القرآن الكريم.
فجاء وصف سيدنا موسى وسيدنا عيسى - صلى الله عليهما وسلم - في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما - عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال :" رأيتُ ليلة أُسْري بي موسى رجلاً آدم ، طَوَّالاً جعداً كأنه من رجال شَنُوءة، ورأيتُ عيسى رجلاً مربوعاً مَرْبُوع الخلق إلى الحُمرة والبياض ، سَبطْ الرأس ".
والرجل الآدم أي لونه بين البياض والسواد، وهي لون بشرة المصريين الذين يُنتسب إليهم سيدنا موسى -عليه السلام-، و الطّوَّال هو الرجل شديد الطول، والجعد إمَّا صفة لشعره أي أن شعره مُلتوي، أو أنها صفة للجسم القليل اللحم متوسط السمنة، و شنوءة هذه قبيلة عربية اشتهرت بالقوة.
ولا شك أن هذه الصفات تدل على أنه كان قوي البنية شديد البأس، ويكفي أن الله سبحانه وتعالى وصفه بالقوة في القرآن الكريم فقال: "إنَّ خَيرَ مَنْ اسْتَأجرتَ القَوي الأمِين ".
وصف دقيق للسيد المسيح
أمَّا ما جاء من وصف عيسى -عليه السلام -، مربوع الخلق يعني أنه لا بالطويل ولا بالقصير، بشرته بيضاء محمرة، سبط الرأس أي أن شعره مفرود ليس به كسر. وفي حديثٍ آخر عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول :" بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجلٌ آدمُ سَبِطُ الشعر بين رجلين يَنْطِفُ رأسه ماء أو يُهراق رأسه ماء ، قلتُ من هذا ؟
قالوا هذا ابن مريم، ثم ذهبت ألتفت فإذا رجلٌ أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا ؟ قالوا الدجال أقرب الناس به شبهاً ابن قَطَن " رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " ليلة أسري بي رأيتُ موسى وإذا هو رجلٌ ضَربُ رجل كأنه من رجال شَنوءة ، ورأيتُ عيسى فإذا هو رجل ربعةٌ أحمر كأنما خرج من ديماس ." رواه البخاري ومسلم .
والمعنى أي كأنه لم يرى الشمس من صفائه وهدوءه وكان من شدة نضرته ووضائته كأنه مغتسل للتو وكأن شعر رأسه ندي يقطر الماء، ووجه الجمع بين هذه الأحاديث هو وصف عيسى بن مريم -عليه السلام - بالأُدمة والحُمرة لأن لون بشرته يميل إليهما.
من أين جاءت صورة المسيح المنتشرة في كنائس العالم
بعد كل هذا الوصف من النبي -صلى الله عليه وسلم - للمسيح يأتي التساؤل من أين جاءت الصورة المزعومة للمسيح عيسى بن مريم -عليه السلام - المنتشرة في شتى كنائس العالم ؟
هل صورة السيد المسيح حقيقية |
بعد انتشار المسيحية بين عرقيات وأصول مختلفة من بني البشر، بدأ كل قومٍ وأهل عرق يتخذون المسيح وكأنه واحدٌ منهم فمثلاً صورة المسيح في كنائس أوروبا هي لرجل أبيض أزرق العينين بياضه شديد وشعره منسدل، أمَّا في كنائس مصر والشرق فتحمل ملامح تميلُ إلى السمرة المصرية المعروفة والتي هي أقل درجة من الأبيض.
أمَّا شعوب أفريقيا فجعلوه كمثل بشرتهم، أمَّا صورة المسيح الأصلية التي استوحية كل الصورة المنتشرة فتُشير الروايات إلى أنها تعود إلى عصر أبكاريوس ملك الرُها والذي كان يعاني من أمراض عدة فسمع عن عيسى -عليه السلام - وكيف يعالج المرضى فأرسل له أن يضفيه بإذن الله وأن يمكنه من رأيته، فدعى له عيسى وبعث له بمنديلٍ وضعه على وجهه فطُبعة صورته عليه ومنها انتشرت صورة المسيح.
اقرا في: من اول من يفيق بعد النفخ في الصور
اقرأ في: كيف يخرج الناس من قبورهم يوم القيامة
اقرأ في: قصة استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب
كيف عرف المسيحيين صورة المسيح |
صورة المسيح عيسى الحقيقية
والخلاصة أن هذه الصور التي يَدَّعِيها النصارى للمسيح -عليه السلام - وأمه ليست صوراً حقيقية وإنما هي محض خيالٍ يعتمد على اعتقادهم أنهم رأو الله في صورة المسيح بن مريم -عليه السلام - تعالى الله عُلواً كبيراً عما يصفون.
فقد روى أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس بيني وبينه نبي -يعني عيسى - وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلٌ مربوع إلى الحمرة والبياض بين مُمَصْرتَين (أي بين ثوبين فيهما صُفرة خفيفة ) كأن رأسه يقطُر وإن لم يصبه بلل ." صححه الألباني في صحيح أبي داود.
فلم يُعَول -صلى الله عليه وسلم - على صورته التي بأيدي النصارى ولو كانت حقيقية لعَول عليها ولما قال فإذا رأيتموه فاعرفوه ثم شرع في وصفه، والواضح في الأمر أنه لا يوجد دليلٌ واحد على أن تلك الصورة التي بأيدي النصاري للمسيح وأمه -عليهما السلام - صوراً حقيقية.
وهنا يتوجب علينا التفكير باعتقادنا نحن المسلمين في المسيح -عيسى ابن مريم - عليه السلام- وهو ما دل عليه كتاب الله وسُنة رسوله فنؤمن بأن عيسى -عليه السلام -عبدٌ من عباد الله ورسول من رسله الكِرام أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته.
قال الله تعالى :"وإذْ قَال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيكُم مُّصَدقاً لِمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ومُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُه أَحْمد فَلمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ".
هذا والله أعلم .
اقرأ في: هل يتزوج النبي من مريم ابنة عمرآن وآسيا زوجة فرعون في الجنة
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى