مقتل سيدنا علي بن أبي طالب
ما هي قصة مقتل سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - ومن الذي قتل سيدنا علي بن أبي طالب، وما هي وصيته التي أوصى بها الحسن والحسين -رضي الله عنهما - نتناول في هذه المقال قصة مقتل الإمام علي بن أبي طالب بكل تفاصيلها، كما تستطيع متابعة أحداث الفتنة الكبرى كاملة.
مقتل سيدنا علي بن أبي طالب | القصة كاملة |
اتفاق الخوارج على قتل علي رضي الله عنه
كانت حياة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مليئة بالأحداث الغريبة، وهي محط جدال كبير بين طوائف عديدة من المسلمين، وهكذا خلافة سيدنا علي مرت بالعديد من المنحنيات والفتن حتى انتهت بمقتل سيدنا علي -رضي الله عنه - على أيدي الخوارج.
تلك الفئة الضالة المُضلة التي كانت في الأصل تقاتل مع سيدنا علي وتناصره ولكن خرجت عليه بعد الفتنة التي وقعت بينه وبين سيدنا معاوية وبالتحديد في موقعة صفين، حيث خرج جيش سيدنا علي لملاقاة سيدنا معاوية في صفين بعد أن رفض سيدنا معاوية إعطاء البيعة لسيدنا علي قبل أن يتم الثأر من قتلة سيدنا عثمان -رضي الله عنه-.
وكما بينا ذلك في مقال موقعة صفين والتحكيم بين علي ومعاوية، فبعد أن رفع جيش سيدنا معاوية من أهل الشام المصاحف على أسنة الرماح والسيوف وقالوا نتحاكم إلى كتاب الله، وانصاع لهم جانبٌ كبير من جيش سيدنا علي فاضطر علي بن أبي طالب أن يوقف القتال ويلجأ للتحكيم.
وهنا ظهرت طائفة الخوارج على سيدنا علي وقالوا يا علي لقد حَكَّمت الرجال في دين الله ولا يكن الحكم إلا لله، فقال علي -رضي الله عنه -كلمة حق يراد بها باطل.
وبعد أن انتهى التحكيم بأن يبقى سيدنا علي بالخلافة وسيدنا معاوية والياً على الشام، تجمعت الخوارج وقطعوا السبيل واستحلوا الدماء حتى أنهم قتلوا سيدنا عبدالله بن خَبَّاب بن الأَرَتْ وقتلوا زوجته وهي حامل وأخرجوا جنينها وذبحوه وذبحوها.
فخرج سيدنا علي للخوارج في معركة النهروان بجيشٍ قوامه عشرة آلآف جندي عام 38 من الهجرة، وأمر جنوده بألا يتعرضوا لهم حتى يبدأوا هم بالقتال، فظل مرابطً أمام أولئك الخوارج بالقتال وقتل جندي علي، فحينئذ أذن سيدنا علي لجنوده بالقتال وقاتلهم في النهروان.
تخطيط الخوارج لقتل علي بن أبي طالب
وبعد معركة النهروان هدأت الأمور قليلاً، واجتمع ثلاثة من رؤوس الخوارج في مكة
وتعاقدوا لقتل علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص -رضي الله عنهم-، فقالوا نتقرب إلى الله بقتل هؤلاء الثلاثة لنريح منهم العباد ونطهر منهم البلاد- ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
وقال عبد الرحمن بن مُلجم أنا أقتل علي بن أبي طالب، وقال البرك التميمي أنا أقتل معاوية بن أبي سفيان، وقال عمرو بن بكر التميمي أنا أقتل عمرو بن العاص، وكان موعد تنفيذ تلك الجريمة بعد 17 ليلة من شهر رمضان.
قصة استشهاد علي بن أبي طالب على يد ابن ملجم
مقتل سيدنا علي بن أبي طالب
قُتل الإمام علي رضي الله عنه في 21 رمضان سنة 40 هـ/ 27 يناير 661 م على يد أحد الخوارج المتطرفين الذين خرجوا عليه بسبب قبوله التحكيم مع معاوية بعد معركة صفين.
طعن ابن الملجم علي رضي الله عنه
لم ينجح البرك التميمي في قتل معاوية، وكذلك لم ينجح عمرو بن بكر التميمي في قتل عمرو بن العاص، و ها هو علي بن أبي طالب يُطعن على يد هذا العِلْجُ الخبيث يُطعن وهو يوقظ الناس لصلاة الفجر، فقد كان سيدنا علي يقوم بنفسه ليوقظ الناس لصلاة الفجر.
فخرج عليه عبد الرحمن بن مُلجم وطعنه بخجر مسموم ظل يسممه أسبوعاً، وقال علي لما طُعن مخاطباً الحسن والحسين إن أنا شُفيتُ فأنا حجيجه وإن أنا مِتُ فاقتلاه بي فقال ابن ملجم لا والله فإني سممته جمعة فلن تنجو.
كيف عاقبوا ابن ملجم بقتله لعلي
فلمَّا مات علي -رضي الله عنه - قطعوا يدي ابن ملجم وثملوا عينيه وهو ثابت لم يجذع فلما أرادوا قطع لسانه خاف وجذع وقال إني أخاف أن أعيش فترة لا أذكر الله فيها، تخيل معي ذلك الخبيث يقول أنه يخشى أن يظل فترة لا يذكر الله فيها ويده ملطخة بدماء سيدنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - و زوج فاطمة الزهراء وأبو الحسن والحسين -رضي الله عنهم -، أحد المبشرين بالجنة التَقي الوَرِع -ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
وهذا هو حال الخوارج دائماً عبر الزمن لهم نظرة أحادية للأشياء وهذا هو الضلال المبين، يستبيحوا دم أحد أولياء الله الصالحين للتقرب إلى الله.
اقرأ في: قصة استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب
وصية سيدنا علي قبل استشهاده
بعدما طُعن سيدنا علي -رضي الله عنه - على يد عبد الرحمن بن ملجم، حُمل إلى داره والدماء تسيل منه، ولما أيقن أنه الموت لا محالة فطلب أن يجتمع إليه أولاده وهو على فراش الموت يوصيهم بوصية غالية فقال:
" اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، الله الله في القرآن، لا يسبِقَنَّكم إلى العمل سابق، الله الله في الفقراء والمساكين، أشركوهم في معاشكم، وفي أموالكم، لا تأخذكم في الله لومة لائم، مُرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر".
وظل علي رضي الله عنه يردد الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى فاضت روحه إلى ربه ومولاه في جناتٍ ونهر في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر بشهادة الصادق المصدوق الذي لا نطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة و عثمان في الجنة" -رضي الله عنهم جميعاً-.
ثم يَمُن ربنا تبارك وتعالى على أمة محمد بالحسن بن علي الذي يتنازل عن الخلافة لحقن دماء المسلمين، وقد بُشر بهذه البشرى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري وغيره حينما حمل الحسن وارتقى به المنبر وظل ينظر إلى الناس مرة وإلى الحسن مرة ثم قال:
"ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" فلم يُخرج النبي طائفة من الطائفتين من الإسلام، بل ولم يخرجهما ربنا من الإيمان فقال تعالى: " وإِنْ طَائِفَتَانِ مِن المُؤمِنين اقْتَتَلوا ". (سورة الحجرات) وهذا دليل على أن الطائفتان اللتان اشتركتا في هذه الفتنة كلتاهما من المسلمين.
هذا والله أعلم.
تابعوا سلسلة أحداث الفتنة الكبرى
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى