متى ميلاد عيسى عليه السلام في القرآن
متى ولد المسيح -عليه السلام - وأين مكان مولده؟ وهل كان ميلاد المسيح -عليه السلام - في 25 ديسمبر أو في 7 يناير ؟ أم في وقت آخر؟ كل هذه الأسئلة يتم طرحها أواخر كل عام في الذكرى الشهيرة المعروفة بميلاد السيد المسيح -عليه السلام - أو الكريسماس أو عيد الميلاد، وهذه الأسئلة تتردد بين المسيحيين والمسلمين أيضاً ، لكن هل فعلاً وُلد المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام - في هذه الأيام ؟
متى وأين ميلاد المسيح ابن مريم عليه السلام |
ماذا يقول المسيحيين في ميلاد المسيح
إن العقيدة المسيحية بجميع طوائفها ونِحَلِها تزعم بأن المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- ابن الله و هو إله نزل إلى هذه الأرض ليُخلص البشر من خطاياهم ويحمل عنهم أوزارهم.
كما يعتقدون أن المسيح -عليه السلام - وُلد في الخامس والعشرين من ديسمبر 25/12، حيث تُقام الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد بدءاً من ليلة 24/12 ونهار 25/12 وذلك في الكنائس الغربية وبعض الكنائس الشرقية، ويقع عيد ميلاد السيد المسيح لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني ليلة 6 يناير ونهار 7 يناير.
وفي الأغلب ينتهي عيد ميلاد المسيح في العالم كله يوم 6 يناير بعيد الغطاس، وهو تذكار معمودية يسوع، و رغم كل ذلك لا يُذكر في الكتاب المقدس يوم ميلاد المسيح مطلقاً !!
فمن أين جاء هذا التاريخ الذي يحتفل به المسيحيون كل عام ؟ من المدهش اليوم أن علماء النصارى يدروكون أن المسيح لم يولد في 25/12.
ولكن هذا التاريخ هو تاريخ ميلاد إله الشمس عند الوثنيين ! ليس ابن الله ..كما يقول النصارى، لكنه إله الشمس، فما قصة ميلاد إله الشمس هذه ؟!
أصل الاحتفال بالكريسماس
كما نعلم جميعاً أننا في الشرق الأوسط والوطن العربي وبالتحديد في بيت لحم فلسطين المكان الذي ولد فيه المسيح -عليه السلام- كلما اقتربنا من شهر ديسمبر يزداد الجو برودة شيئاً فشيئاً.
وكان الإنسان المستوطن للشرق الأوسط قديماً يعتقد أن الشيطان يأكل الشمس في هذا الوقت من كل عام! ويبدأون وقتها في قرع الطبول وتلاوة الصلوات، لعل الشمس لا تُحجب عنهم لأنها لو حُجبت لكانت نهاية الخير و زرع الأرض.
وهؤلاء البشر البدائيون وقتها كان باستطاعتهم الإحساس بتغير درجة الحرارة يوماُ تلو الآخر، وفي يوم 25/12 لاحظوا أن الشمس قد عادت إليهم من جديد، بمعنى آخر أن الشمس قد انتصرت والشر لم يحجبها لذا جعلوا يوم 25/12 هو يوم ميلاد إله الشمس " الكريسماس ".
ليس ميلاد المسيح ولكن ميلاد إله الشمس مثل ( بال ، و حورس و أبوللو و مترا ) كل هؤلاء كانوا يُعْبَدون على أنهم آلهة الشمس في منطقة البحر المتوسط، وكان 25/12 هو يوم ميلادهم، وعندما بدأ الناس يتحولون إلى النصرانية في عهد قسطنطين فقد أقّرّوا أن يوم ميلاد الشمس هو يوم ميلاد ابن الله ..كما يقول النصارى، إذا فهو ليس ميلاد السيد المسيح -عليه السلام - .
اقرأ في: قصة الخضر الرجل الذي فاق الأنبياء علما وهل هو حيا حتى الآن.
اقرأ في: الإعجاز في الآية إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم.
اقرأ في: متى يضحك الله
هل ولد المسيح في الصيف ام الشتاء |
ميلاد المسيح في القرآن والإسلام
إن عقيدة المسلمون في المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام - أنه عبد الله و رسوله كما أن محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله و رسوله، وأنه من أولي العزم من الرسل، وأنه يُحيي الموتى بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، وأنه وُلد من غير أب.
فكانت ولادته معجزة كسر الله بها أنف اليهود آنذاك الذين قَدَسوا الماديات الملموسة وطبقوها حتى على الله، فأراد الله أن يُثبت لهم أن الله خارج كل منطق وخارج كل سياق، فأرسل لهم نبي من غير أب ويتكلم أمامهم في المهد رضيعا.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالي في سورة مريم قال تعالى: "فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بهِ مَكَاناً قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إلَى جِذْعِ النَّخْلَة قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا ألَّا تَحْزَنِي قَد جَعَل رَبُكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) و هُزْي إليكِ بجِزْعِ النَّخْلة تُسَاقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيَا ".
إذا نظرنا إلى الآية الكريمة ومعناها البسيط نجد أن سيدة نساء العالمين العذراء مريم -رضي الله عنها - لمَّا وضعت المسيح -عليه السلام - وهي ذاهبة إلى أهلها به جلست تحت نخلة فسمعت صوتاً يقول لها لا تحزني ولا تخافي وهزي جذع النخلة تتساقط عليك "الرُطَب " والرطب هي البلح الناضج جداً لدرجة أنك بمجرد أن تهز النخلة يتساقط، وهذا النضوج الكامل للبلح لا يحدث إلا في منتصف فصل الصيف، وهذا يُخالف تاريخ عيد ميلاد المسيح عند النصارى.
ميلاد المسيح في الكتاب المقدس
ولنذهب إلى الكتاب المقدس لنرى أن الكتاب المقدس نفسه يقول في إنجيل لوقا 2(8-20)" كان في تلك الناحية رُعاة يبيتون في البرية، ويتناوبون السهر في الليل على رعيتهم، فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفاً شديداً.
فقال لهم الملاك: (لا تخافوا ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب: ولد لكم اليوم في المدينة داود مُخلِّصٌ هو المسيح الرب وإليكم هذه العلامة تجدون طفلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعَاً في مِذْودٍ ) ".
وهنا كما ورد في الكتاب المقدس نجد أن المسيح قد وُلد والرعاة يبيتون في البرية وجميعنا نعلم أن بيت لحم في فلسطين مكان مولد المسيح، وفي فصل الشتاء تكون مراعيها مغطاه بالجليد وشديدة البرودة فلا يستطيع الإنسان المبيت في البرية ليلة مهما أخذ من أدوات التدفئة !
وبهذا وبنص الكتاب المقدس أيضاً لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكون ميلاد المسيح في 25/12 أو 7/1، ومن المنطق أن يكون في منتصف فصل الصيف كما ذكر القرآن الكريم، ولكن لا نعلم بالتحديد اليوم الذي ولد فيه المسيح -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-.
هذا وإن كان من توفيق فمن الله وإن كان هناك خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان.
اقرأ في: هل يتزوج النبي من مريم ابنة عمرآن وآسيا زوجة فرعون في الجنة
اقرأ في: مكان نزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان
اقرأ في: كيف حملت مريم العذراء في المسيح وكم كانت مدة الحمل
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى