من هم الصعاليك
من هم الصعاليك وكيف كانت نشأتهم وأشهر الصعاليك |
من هم الصعاليك وكيف كانت نشأتهم
كلمة صُعلوك في اللغة تعني الإنسان الفقير الذي لا يملك من المالِ مايساعده على مُجابهة مُتطلبات الحياة.
ولكن مع الوقت بدأت الناس تستخدم كلمة صُعلوك في مواضع أُخرى غَيَرَتْ من دلالاتُها اللغوية مثل الإشارة إلى قُطَّاع الطرق والذين يقومون بأعمال السلب والنهب.
هذا من ناحية المفهوم اللغوي، أما من حيث المَقْصَد الدارج في تلك الفترة (العصر الجاهلي) فقد اتخذ هذا الإصطلاح مَقصد مُتشابك إلى حدٍ بعيد لا يستطيع الإنسانُ منَّا فّهم مَعناه إلا إذا نظر إلى الصورة بأكملها.
نشأة الصعاليك
كانت القبائل العربية قديماً لها الكثير من العاداتِ والأعراف التي تَناقلوها من جَدٍ إلى جَدْ، ومع مرور الأيام أصبحت تلك المَوروثات من أصول حياتهم فلا يستطيع أحد المَسَاس بأيٍ من أحكامهم وإلا فدونها الدماء.
ومن هذه الأعراف (المحافظة على الطبقية بين السادة والعبيد، الغزو واستباحة ممتلكات الغير دون تَجريم، وحروب الثأر التي راح ضحيتها من الحيين عدد الحصى والنجوم وغيرها من أمور الجاهلية الأولى).
ومن هنا ظهر بعض الأفراد من قبائل متفرقة يرفضون هذه الأحكام ونظروا إليها نظرة الثائر المُطَالِب بمجتمعِ قِسمةُ الحق.
اقرأ في: قصة حياة صقر قريش مؤسس الخلافة الأموية في الأندلس
اقرأ في: أعظم قادة في التاريخ العسكري
وذات مرة خرج رجلٌ من قبيلته يُدعى ابن عامر من بني الريان بعد أن قضى بنو عبسٍ على معظم القبيلة وقتلوا زعيم القبيلة الريان وابنته الربابة.
ورغم أن ابن عامر كان يعشق الربابة إلا أنه كان من أشد الناس رفضاً للثأر خرج من قومه إلى البراري والقِفار ليست له وجهة.
وظل هكذا حتى التقى برجُلين يُدعيا بلال وثابت قد أُخرِجا من قبيلتهما أيضاً لرفضهم طريقة العيش بها وهكذا بدأت الصعاليك في الازدياد كل يوم.
وانضم إليهم الكثير من فُرسان العرب وشعرائها وذاع صيتهم بين القبائل لَِمَا أحدثوه في المجتمع الجاهلي.
فقد كانوا ينهبون قوافل التُجار الأثرياء ثم يطوفون بأموالها في جوف الليل على الفقراء والمنبوذين من العبيد في شتى مضارب العرب، فأحبهم الفقراء والبُسطاء وأبغضهم ذَوِي الجاهِ والسُلطان.
أشهر صعاليك العرب
رغم أن عروة بن الورد هو أشهر الصعاليك لكنه ليس أول من تصعلك وخرج عن قومه، ونبدأ بمؤسس الصعاليك وهو ابن عامر الرياني.
ابن عامر الرياني
من قبيلة بني الريان، كان ذو خُلقٍ رفيع وخَصالٍ كريمة، فارساً فَتَّاكاً يَشُقُ بسيفهِ الصفوف وتأتي على يَده الحتوف، رفض الكثير من عادات العرب ونَبَذَ جاهليتهم ولعل أكثر ماكره في حياته هو الثأر والدمُ الذي يأتي بدم.
اشترك مع بنو قومه في قِتال بني عبس حتى رأى مَعشوقته الربابة بنت الريان تُقتل أمام عينيه فقُتِل معها العشق في قلبه وحَرَّمَ على نفسه النساء من بعدها، وهو مؤسس الصعاليك، وأوصى عند موته أن يدفنوه قُربَ قبر الربابة .
عُروة بن الوَرد
أشهر الصعاليك في التاريخ العربي، شاعر بني عبس وفارسُها، أصيلُ الأصل، كريم الطبع، صديق الفقراء، شاعرُ الشُعراء، فارسُ الميدان، هو عُروة بن الورد العَبسي، أبا الصعاليك وأشهرهم على الإطلاق.
اختار الصعلكة بمحض إرادته وهو من تبرأ من قبيلته وقومه وليس هم، بعد أن وقف بين جموع الناس وأعلن تبرأه منهم أمام الملك زهير بن جذيمة ولم يستطع أحد على رَده أو الوقوف أمامه فالكل يعرف منه هو عُروة ومصير من يقف أمامه.
كان عروة شديد الكرم حتى قيل أن الفقراء إذا اشدت بهم الجوع ذهبوا إلى بيته فجلسوا أمامه حتى إذا أبصَروه قالوا "أيا أبا الصعاليك أغثنا" فكان يروق لهم ويخرج معهم ليحصل على ما يسد به حاجتهم.
ورغم حِنقه على بني عبس وانخلاعه منهم إلا أنه إذا عرف أن العبسيين في قِتال يخرج إليهم مسرعاً وهو مُلَثم ويقاتل معهم، حتى قُتل في حربهم مع بني ذبيان داحس والغبراء.
اقرأ في: قصة الزير سالم وحرب البسوس
اقرأ في: صور المكان الذي عاش فيه عنترة بن شداد
اقرأ في: ملخص حياة أبو الفوارس عنترة بن شداد
من هم اشهر الشعراء الصعاليك |
تأبط شَراً
اسمه ثابت بن جابر من قبيلة فَهم العدنانية، سبب تسميته بتأبط شراً هو أنه في يوم طلبت منه أمه أن يأخذ جُرابها ويخرج فيعود إليها بالكمأة.
فأخد الجُراب وملئه بالأفاعي ووضعه تحت إبطه فلما أفرغ الجراب قالت أمه للناس انظروا لقد تأبط شراً.
كان غليظ الطبع قوي البنية لا يخشى أحد حتى أن جَده حاول ذات مره قتله فلم يسطتع، توفى على يد غلامٍ رماه بسهم من بعيد كان قد قتل تأبط شراً أبواه، وعلى الرغم من رمية السهم إلا أنه استطاع أن يلحق بقاتله ويقضي عليه ثم تعكز وذهب إلى أصحابه ومات بينهم.
السُلَيك بن السُلكة
هو السُلَيك بن عُمير بن يثربي بن سنان، أُختُلِف في نسبه لأبيه أما أمه فلم يختلف أحداً فيها وإليها نُسِب وهى السُلكة جارية زنجية ورث منها العبودية و سواد البشرة وضئالة الجسد.
كان من العدَّائين غير المسبوقين فقد كان يسابق الخيل حتى ضُرب به المثل فقيل "أعدى من السُليك".
له الكثير من الألقاب منها الرئبال والمُقانِب وكان أدَل الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وتعددت الأخبار حول هذا.
وقد عَبْر شعره عن صفاته وحياته ومبادئه أحسن تعبير إذ كان يرى أن الفارس ليس بلونه وبجسمه وإنما بفروسيته وبشجاعته، قتله أنس بن مدرك الأكلبي.
عمرو بن مالك الأزْدِي
هو ثابت بن أواس الحجر بن الهنوء الأزدي ، يُلقبُ بالشنفري شاعرٌ جاهلي من فحول الطبقة الثانية ،سبق أن ذكرناه في مقالة سابقة أقوى الفُرسان في تاريخ العرب.
كان من فُتَاك العرب وعَدَّائِيهم فكان يُسابق الخيل برجليه ، وُلَدَ في قبيلة الأزدي اليمنية نشأ في بني سلامان على أنهم أهله فلما كَبُرَ عرف أنه أُسِر صغيراً فأقسم أن يقتل منهم مئة رجل .
انضم بعدها إلى الصعاليك وعاش معهم طوال عمره، واستعان بواحدٍ من الصعاليك الفتاكين للخروج معه لغزو بني سلامان وهو تأبط شراً من قبيلة فَهْم العدنانية وهو الذي علمه الصعلكة، قيل أنه لُقِب بالشنفري لغلظة شفتيه وقيل بل لحدةٍ في طبعه.
عاش وحيداً في البراري والجبال حتى ظفر به أعداءه فقتلوه قبل سبعين سنةٍ من الهجرة النبوية الشريفة.
اقرأ في: من الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب
اقرأ في: أقوى فرسان العرب
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى