هل الجن يعلم الغيب
هل الجن يعلم الغيب | الشرح مع الدليل |
ما هو الغيب
الغيب هو علم من علم الله يَختص به الله سبحانه وتعالى وحده دون غيره، وقد يصطفي الله بعضاً من خلقه فيُعلمهم ببعض الغيبيات، قال تعالى: " عالمُ الغَيبِ فلا يُظْهِر على غَيبه أحدا إلا مَنْ ارتَضَى من رسولٍ فإنه يَسْلُكُ من بين يَدَيهِ ومن خَلفهِ رَصَدا " فلا يوجد من مخلوقات الله من يعلمون الغيب ومن يَدَّعِي علم الغيب فقد كَفر كُفراً أكبر يُخرجه من المِلة.
اقرأ في: من الصحابي الذي قتلته الجن
ادعاء الجن علم الغيب
المعلوم أن الجن خلقٌ من خلق الله له صفاته وقدراته الخاصة التي تختلف عن صفات بني آدم، فهم مَخلوقون من النار إذاً يمتلكون صفات النار، ونحن مخلوقون من طين فتلك صفات الطين، ومن حكمة وإرادة الله سبحانه أنه حين بعث الأنبياء والرسل مُبشرين ومُنذرين الأمم السابقة بعث معهم علامات ودلائل على صدق نُبوتهم.
فكل نبي كان له المُعجزة التي تُمَيزه عن باقي الأنبياء مثل نبي الله موسى بن عمرآن -عليه السلام- كانت معجزته العصا، ونبي الله المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام - كانت معجزته إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله، ومن هؤلاء الأنبياء سيدنا سُليمان -عليه السلام- والذي سخر الله له الريح والبهائم والطير والجن والإنس يعملون تحت إرادته ولا يخالفونه في أمرٍ يقوله.
وكان من الجن من يزعم بقدرته على علم الغيب ، وقدرتهم على الصعود إلى السماء والتصنت إلى الملأ الأعلى ، قال الله تعالى "وحَفِظْنَاها من كُلِ شَيطانٍ رَجِيم إلَّا من استَرقَ السَّمْع فأتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِين" ، فالشياطين كانوا يسترقون السمع فيسمعون شيئاً أو بعض شئ بإذن الله فلا ينجون بفعلتهم إلا بالحريق .
ولمَّا اختلط الأمر على بني البشر وبني الجان أيضاً في هذا الأمر أراد الله أن يقطع الشك في اختصاصه وحدهُ جَل وعلا بمعرفة الغيب فكانت معجزة وفاة نبي الله سُليمان هى الدليل القاطع .
اقرأ في: ماذا كانت ديانة الرسول قبل الإسلام
اقرأ في: كم عدد زوجات النبي
هل الجن يعلمون الغيب
في شرعة المسلمين نؤمن أن علم الغيب من العلوم التي استأثر بها الله لنفسه، لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له، وبالتالي لا تعلم الجن الغيب ولا غيرها من مخلوقات الله يعلمون الغيب، هناك الكثير والكثير من الآيات والأدلة التي تؤكد تلك الحقيقة منها:
- قول الله تعالى: " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً " سورة الجن/26.
- قاله سبحانه وتعالى: " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" سورة النمل/65
- وقاله تعالى: " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " سورة الأنعام/59.
أنواع الغيب
حدد أهل العلم أن الغيب نوعان هناك غيب مطلق وغيب نسبي:
أولاً ما هو الغيب المطلق:هو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده، وقد أخفاه الله عن جميع خلقه حتى الأنبياء والرسل والملائكة المقربون.
ثانياً الغيب النسبي: وهو الغيب الذي أخفاه الله عن بعض خلقه ولكن اعلم به بعض آخر من خلقه سواء من الملائكة أو الأنبياء أو باقي البشر، فالله له مطلق الحرية في التصرف، فهناك من عباد الله الصالحين من أطلعه الله على بعض من الغيب مثل ما حدث من قصة الخضر وسيدنا موسى عليهما السلام.
اقرأ في: هل يموت الجن أين يدفن الجن موتاهم
هل الجن يعلمون الغيب |
الدليل على عدم علم الجن بالغيب
كان سيدنا سليمان -عليه السلام- عبداً شكوراً كثير التعبد لله، يدخلُ إلى محرابه ويظلُ عاكفاً فيه لله، يعبد الله وهو واقف لا يجلس وبالخارج جميع المخلوقات تعمل تحت إرادته بأمر الله فلا يَكُفُون عن العمل إلا بأمرٍ من النبي سُليمان - عليه السلام -.
قصة موت سيدنا سليمان
وذات يوم دخل النبي سليمان إلى محرابه يصلي لله، وعندما تعب من الوقوف استند على عصاه وفي لحظةٍ فارق الحياة، وهناك من يقول أنه كان جالساً على كرسيه مستنداً إلى العصا، وظل مُستنداً على عصاه كما لو كان حياً، وحينما ينظرُ إليه العاملون من الجن يعتقدونه مستمراً في عبادته فلا يتوقفون عن العمل خوفاً من أن ينالهم غضب منه.
وعلى هذه الحالة ظل الجميع في عملهم والمملكة بأكملها لا تتوقف -يُقال أنه ظل عاماً كاملاً - حتى جاءت أَرَضَةُُ الأرض فأكلت من العصا فاختل توازنه وخر واقعاً على الأرض، وهنا أدرك الجميع أن النبي -عليه السلام - فارق الحياة.
قال تعالى:" فَلمَّا قَضَينا عليه الموتَ ما دَلَّهُمْ مَوته إلا دَابةُ الأرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فلمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّو كَانُوا يَعْلَمُون الغَيْبَ مَا لَبِثُوا في العَذَابِ المُهِين ".
اقرأ في: لماذا ذبح سيدنا سليمان الصافنات الجياد
الحكمة من إخفاء موت سيدنا سليمان
موت سيدنا سليمان -عليه السلام- هو حدث الوفاة الوحيد لنبي من أنبياء الله الذي ذُكر في القرآن الكريم، فكانت إرادة الله بإخفاء موته حتى يعلم الجن قبل الإنس أنهم لا يعلمون الغيب، وإلا ما ظل كل واحدٍ منهم يعمل في عذابٍ وتعب طوال هذه المُدة، وليتيقن بنو آدم أن الغيب لله لا يُطلعه لأحد إلا من أراد هو، فلا تَملك الجن الضرر لأحد ولا المنفعة.
هذا ما كان من أمر الغيب، ومسألة هل الجن يعلمون الغيب أم لا والدليل الذي فيها من القرآن والسنة.
هل الجن يعلم ما يفكر به الإنسان
هل الملائكة أو الجن يعلمون مافي الصدور؟ الجواب لا، فلا يعلم ما في صدور البشر وما يفكر فيه الإنسان إلا الله عز وجل فلا يعلم الجن ولا الملائكة ما يفكر فيه الإنسان، وكما قال الله تعالى عن نفسه: ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ).
فهذه خصوصية لله تعالى، لكن الجن يوسوس للإنسان حتى يُدخل هذا في صدرك ولكن لا يعلم ما الذي تفكر فيه أو ما الذي يدور في قلبك، كذلك المستقبل فلا يعرف الجن المستقبل وما سوف يحدث.
هذا فإن كان هناك من توفيق فمن الله، وإن كان هناك خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان .
اقرأ في: 5 أسرار في آية مفاتح الغيب
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى