هل يشعر الأموات بالأحياء
هل يشعر الأموات بالأحياء | الدليل من القرآن والسنة |
نظرة الإسلام للموت
كان أغلب البشر قبل الإسلام ينظرون للموت على أنه النهاية التي ليس بعدها بداية، فهو نهاية المطاف للجميع الصالح منهم والطالح، فلا بعث ولا حساب، حتى وإن كان هناك القليل ممن يؤمنون بالعبث فقد كان إيمانهم ليس إيماناً ربانياً ولا يوافقه عقيدة سماوية مثل إيمان فراعنة المصريين القدماء بالبعث والخلود
ذلك الذي جعلهم يُشيدون المقابر الفارهة ويحنطون جثث موتاهم إلى آخر هذه الأفعال التي لا تدل على أنها من تعاليم الله ثم جاء الإسلام فغَيَر من نظرة الجميع للموت و وضع عقيدة راسخة عند كل مسلم تُلزمه بالإيمان بالبعث بعد الموت والحساب وإن لم يؤمن المسلم بتلك العقيدة فلا إسلام له.
اقرأ في: هل يتلاقى الأموات بعد الموت
اقرأ في: كيف يمر الوقت على الموتى
مفهوم الموت
الموت في اللغة: هو زوال القوة من الشئ وهو يُطلق على ما لا روح فيه. مفهوم الموت في الشرع: هو خروج الروح من الجسد. وهو أول منازل الآخرة ولا يُستثنى منه أحد من خلق الله قال تعالى: "كُلُ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ"، فقد كتب الله على جميع مخلوقاته الفناء ثم العرض عليه في يوم الوقت المعلوم فتُجزى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
هل يَشعر الأموات بالأحياء
تلك هى القضية التي تشغل الكثيرين من بني البشر من جميع النواحل والملل ، ماهو حال السابقون الأولون وما هو شعورهم نحونا نحن اللاحقون ؟
مما لا شك فيه أن ديننا الحنيف قد أوضح لنا مسألة البعث والحساب بعد الموت في كثير من المواقع في القرآن الكريم والسُنة النبوية المُطهرة ، فقال المولى عز وجل: "منها خَلقناكُم وفيها نُعِيدكم ومنها نُخرجكم تارةً أُخرى".
ولابد لكل مسلم الإيمان بهذه المسألة، أمَّا مسألة إحساس الموتى بنا فقد قطع الشك فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -حينما أمرنا إذا دخلنا قبور المسلمين أن نقول السلام عليكم ديار قومٍ مؤمنين أنتم السابقون وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، ومن هنا إن لم يكن للموتى سَمَاع وشعورٌ بنا لكان تكليفنا بالسلام عليهم عبث، وحاشاه الرسول الكريم من العبث فهو لا ينطق عن الهوى.
وهناك في غزوة بدر بعد أن حقق الله للمسلمين النصر وقف النبي -صلى الله عليه وسلم -على جثث المشركين و نادى عليهم باسمائهم وقال لهم لقد لقينا ما وعدنا ربنا حقا فهل لقيتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فقال له سيدنا عُمر -رضي الله عنه - يارسول الله أتحدثهم وقد جَيَّفُوا -أي أصبحوا موتى- فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله ما أنتم بأسْمَع منهم ولكنهم لا يتكلمون.
وعلى هذا نقول أن الأموات يشعرون بنا ويشعرون بزيارتنا لهم ولكن دون تفاعلٌ بيننا فهم في عالمٍ له حساباته الخاصة التي تختلف عن مُجريات أمور الدنيا .
هذا وإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأٍ أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان.
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى